
الفصل السادس 6 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
في الوقت ده عرفت حكمة ربنا في الزواج، عشان يحافظ على الإنسان، لأن لم تكون مع شخص واحد كذا سنة، تبدا يحصل ليك فتور ف متزيدش عندك الرغبة ف تقدر، تكون متوازن في كل حاجة، لكن منها لله خليتني نتفرج على كل حاجة حرام، نمارس كل حاجة مع بعض وغيرنا، كان صعب أستمر في الكذبة، ماينفعش أعمل نفسي عبيطة أو أضيق الفستان، وأقول يجي على قدّي، محتاجة وقت أطهر نفسي، كلنا محتاجين نطهر نفسنا عشان نبدا من جديد. ما أنكرش إن الفلوس حرام وبردو شقانة، لكن مش ينفع نعيش بيهم من غير ما نتطهر.
الجميع سألها: "ناوية تعملي إيه؟"
هزت رأسها هدير وقالت: "اللي عايز يكمل معايا يحطّ يديه على إيدي، ننفصل نفسنا عن بعض، ننسى نظام اعتماد، وكل واحدة تترمى في حضن واحد عادي، عارفة يكون صعب عليكم، لكن بعد كده صدقوني هتقدروا. احنا عاملين زي المدمن اللي لازم يتعافى من المخدرات، واحنا عايزين نتعافى من كل حاجة."
وضع بعضهم يديه على يديها، والبعض الآخر كانوا مترددين.
سألتها واحدة: "هو أنتِ ليه مرة واحدة اتحاولت ل رابعة العدوى في النص التاني من حياتها؟ عاوزني نتعبد ونبعد عن بعض ونوقف حاجات بالنا سنين متعودين عليها ليه مرة واحدة؟ متسبين واحدة واحدة؟"
هزت رأسها هدير وقالت: "اطرق الحديد وهو ساخن، ومادام كلنا عاوزين الحلال يبقي نمشي في بكل حاجة."
سألها مروان: "طيب وبعدين؟ أنتِ قولت نطهر نفسنا، طيب الفلوس إزاي اتطهر؟"
هزت رأسها هدير وقالت: "هنفتح مأوى لكل محتاج، دار ل لكل يتيم، وماوى ل للبنات اللي غدرت بيها الحياة أو جريت ورا الحب وكان النتيجة ضاع مستقبلها، أو بنت هربت من عنف الأهل عشان ميقعوش في إيد واحدة تاني زي اعتماد. وهنفتح دار للمسنين، هنخدم كل أم وأب غدرو بيهم أولادهم عشان طمع الدنيا. نخليهم أمي وأبي لينا. القرار ليكم، مين معايا؟"
نظر الجميع لبعضهم.
❈-❈-❈
اتصلت أسماء بنفس الأشخاص وقالت ليهم: "عشان توصلكم المبلغ كامل، مش عاوزة ملك تعيش، لازم تخفيها من المستشفى قبل ما يفوق فهد، مفهوم؟"
هزّ رأس المتصل بالموافقة: "علم وينفذ، لكن الرجالة عايزين فلوسها."
اتنهدت أسماء وقالت: "كل فلوسكم هتكون عندكم، لكن اخلص من ملك، لو فاق فهد ولقى حد يعرف حاجة عنها، انسوا أي فلوس، مفهوم؟"
هزّ رأس المتصل: "ماتخافيش، كل تحت السيطرة."
ابتسمت أسماء وأغلقت معهم. وما بين نفسها: "فاضل الخطوة التانية وهى نجرب علاج السينورة سهير اللي جربته على ملك. أنا مش عايزة فهد ينسانى، لكن على الأقل ينسي اخر سنة وينسى ملك."
اتجهت نحو الدكتور وسألته: "هو ممكن بسبب الانفجار والتصدم يحدث فقدان ذاكرة للشخص؟"
ردّ الدكتور: "فهد باشا استنشق ثاني أكسيد الكربون بكمية كبيرة، والنسبة الكبيرة دي بتوصل للرئة وللمخ، وعشان كده هو في غيبوبة واحنا هنعمل ليه عملية واحتمال كبير ل يفقد ذاكرته كلها أو جزئية أو يخرج كويس."
أخرجت العلاج وسألته: "طيب العلاج ده تأثيره إيه؟"
نظر الدكتور عليه وقال: "هذا من أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا والتي بإمكانها أن تسبب فقدان ذاكرة هي البنزوديازيبينات، خاصةً إذا أُخذت مع الكحول، من ناحية أُخرى، لا يرتبط التريازولام (هالسيون) بكميات محدودة بفقدان الذاكرة أو ضعف الذاكرة."
سألته أسماء: "إزاي اشرح لي بالتفصيل؟"
بدأ يشرح وقال: "ده النسبة منه العالية تجعل الإنسان يفقد ذاكرته تدريجيا ويختلط ب مواد أخرى مثل الكحول أو علاج آخر."
ابتسمت أسماء وقالت: "طيب إيه الأعراض الجانبية غير فقدان الذاكرة؟ ويستخدم لعلاج إيه؟"
شرح الدكتور: "ده يستخدم لتهدئة الأعصاب، بعض الأعراض التي يمكن أن تحدث نتيجة للانسحاب من البنزوديازيبينات بعد الاستخدام على المدى الطويل تشمل الغموض العاطفي،[1] أعراض الانفلونزا،[4] الانتحار،[7] غثيان، صداع، دوخة، خمول، مشاكل النوم، فقدان الذاكرة، تغير في الشخصية، عدوان، اضطراب اكتئابي، والتدهور الاجتماعي، فضلا عن صعوبات في العمل، في حين أن الآخرين لا يعانون من أي آثار جانبية من استخدام البنزوديازيبين على المدى الطويل، لا ينبغي للمرء أن يتوقف فجأة عن استخدام هذا الدواء، وانما ينبغي له أن يستخدم جرعة أقل تحت اشراف طبيب."
ابتسمت أسماء وقالت: "فهد كان بياخد منه دايما، دلوقتي ممكن تستخدمه مع علاج تاني من اختراع سهير ونشوف النتيجة، لازم الفترة دي قبل ما يفوق."
استغرب الطبيب وقال: "ليه طيب؟ متنتظرى لما يفوق ونعرف إن كان فقد الذاكرة واللا لا؟"
غضبت أسماء وقالت: "نفس المطلوب، شوفي طريقة تضفيه مع الأدوية اللي بياخدها، عايزة لما يفوق يكون عنده فقدان ذاكرة نصفى، يعني يتذكر كل حاجة قبل بسنة ونص."
❈-❈-❈
قابلت هدير المدير عشان تنفذ كل اللي انطلب من البوس وقالت: "أنا رجعت زي ما البوس طلب منّي، وكنت عاوزة اتناقش معه."
كان المدير حزين وقال: "في اخبار مش حلوة."
اتنهدت هديرة وسألته: "خير؟ اوعى تكون مش هانفذ المشروع؟"
هزّ رأس المدير وقال: "مش بخصوص المشروع، الموضوع يخص ملك."
شهقت هدير وقالت: "خير؟ طمّني."
اتنهد المدير: "اللي كان خايف منه البوس حصل، انخطفت ملك وكمان حصل حريق في المكان."
شهقت هدير وصرخت: "أنت بتقول إيه؟ مستحيل! مش المفروض إنه يقدر يحميها، إزاي حصل كل ده؟ أنا مش هاثق في البوس بتاعك تاني.. فين المستشفى؟"
هزّ رأس المتصل بحزن وقال: "هو ملهوش ذنب، لكن المفروض وهو في الحالة دي ننقذها، هو كان موصيني قبل ما يدخل ينقذها."
وتذكر اتصل فهد بيه وقال: "الموضوع خرج عن السيطرة وأنا لي حساب مع ليلي وأسماء، لكن دلوقتي أنا رايح أنقذ ملك وأختي، خليك وراي خطوة بخطوة وتابعني أنا وملك وكمان خلي ناس تتابع أسماء ومهما حصل أول ما تشوف ملك اخفيها عن عيون الكل، مفهوم؟"
هزّ رأس المدير وقال: "إن شاء الله خير، كل المطلوب هنعمله بإذن الله."
اتنهدت فهد وقال: "وصيتي ليك تحط ملك في عيونك، ولو حصل لي حاجة احميها، وابني المأوى اللي اقترحته ويكون ب اسمها مأوي ملك، تعيش فيه وتكمل دراستها، خلي بالك منها أنت وهدير."
استغرب المدير وقال: "بعد الشر ياباشا، ليه حاسس إنك بتودعني كانك مسافر؟ إن شاء الله هتنقذها وهتكونوا انتم الاثنين بخير."
اتنهدت فهد بحزن وقال: "للأسف مقدرتش أحميها، كنت غبي واستقليت أوي ب ليلي وأسماء، متصورتش إن ممدوح وصل ليهم من زمان أوي، إنهم يتجرأوا يعملوا كدة، لكن حسابهم قرب نفذ المطلوب باك.. "
اتنهدت المدير قال: "كل ده اللي طلبه فهد لازم نلحقها عشان هو دلوقتي مش في وعيه."
شهقت هدير وصرخت فيه: "وأنت منتظر إيه؟ يالا بينا، أكيد أسماء هتخفيها وممكن تموتها عشان هي مريضة بحب فهد، عايزاه يكون ليها هي وبس حتى لو هتقتل، بالفعل تابعوا ملك."
وبالفعل شكهم كان في محله.
❈-❈-❈
في مشهد تاني اتصلت هبة ب فارس وحكيت عن اللي سمعته.
انصدم فارس وكان حاسس إن فعلاً هبة مش شبهم وطلب منها تسيب البيت هناك وهو يتصرف.
وبالفعل عرف مكان فهد وملك وراح يتابع حالتهم ويطمن عليهم.
ذهبت هبة هي وفارس يدور على ملك وقابل دكتور صديقه وقال: "هما بخير، طمّني عليهم."
استغرب الدكتور وساله: "هما مين اللي بخير؟ فهد بس اللي موجود."
اعترضت هبة وقالت: "لا، ملك كانت في الحادثة، أنا سمعتهم يا فارس وهما بيقولي إنهم يتخلصوا منها، عاوزة الحقها، لكن انصدمت لم احد يعرف حاجة عن ملك."
وساله: "مش ممكن تم نقلها من المستشفى ده ل مستشفى تاني؟"
انصدمت هبة وقالت: "راحت فين؟ يكنش حد خطفها، أرجوك اعرف ملك فين يا ريت ما عرفت مكانها أنا وامي، أو كانت اتقابلت أسماء مع امي ممكن مكنتش اتعرضت لكل ده، أنا عايزة ملك."
طلب فارس منه يتاكد وانبي يا شريف اتاكد كويس عشان لو ملك حصلها حاجة وفاق فهد مش يستحمل.
اتنهد شريف وقال: "طيب أنا هروح اتاكد وهرجع ليك."
وبالفعل ذهب عشان يشوف إن كان في اسم بنت تاني جات مع فهد.
قالت الممرضة: "نعم يا دكتور شريف، لكن للاسف هي في المشرحة."
سمع الكلام من هنا هبة وفارس وانصدموا وجالهم انهيار.
صرخ فارس وهو يتذكر حديثه مع ملك، ضحكتها لمضيتها لم ضربته على ايده عشان مايكلش كل شريط اللحظات، تمر اقدم عيونه وبلع ريقه وكان عايش على امل متكنش هي.
طلب من هبة تنتظره بعد انهيارها واتجه نحو المشرحة ودخل وفتح الدكتور شريف باب من ابواب الثلاجة وكشف عن جثة محروق وجهها لكن نفس ملابس ملك.
لم يستطيع التنفس فارس وشعر بالحزن ووجه اصبح شاحب من الالم والحزن شعر بيه شريف وساله مالك يا فارس وسنده وخرج بيه وهو بيقول هى تقرب ليك.
كان فارس لم يستطيع التنفس من الصدمه واغمى عليه.
نقله شريف بسرعة وجريت هبة معه.
كانت هبة معه كل لحظه، وفهمت من الدكتور انه لم يتحمل لكن غريبة، وهو دكتور معانا ومتعوض على هذهالمواقف هل هى حبيبته؟ استمعت هبة الكلمة وشكيت فعلا ان يكون فارس وقع في حب ملك.
ذهبت عند فارس الا بعد ما فاق كان مصدوم وقال: "فهد لو عرف ممكن يروح فيها، أنا مش مستوعب."
استغربت هبة من حزن فارس، لكن ما بين نفسها قالت طبيعي ان يزعل على ملك حتى لو عاش معها ايام بسيطهملك كانت البلسم الضحكه الحلوة.
أنا لازم اخلص اجرات دفنها أنا وبابا.
ذهبت اتصلت ب ابوها وجيه على المستشفى انصدم لم عرف انهار هو كمان، وشعر بالحزن والذنب انه معرفش يحافظ على بنت اخوه، جلست هبة ب جوار فارس حتى فاق وهو ينادى ب اسم ملك.
في لحظة شعرت بالغيرة من حب فارس ل ملك لكن مسحت هذا الاحساس على طول وما بين نفسها قالت: "أنتِ إزاي تفكر كدة؟ أكيد لازم يزعل، اوعى يا هبة تكوني زيهم، وبدت تبكى وتعتذر ل ملك وقالت: أنا آسفة يا ملك مش عارفة ليه في لحظة غيرت منك رغم الاحساس ده عمره ما دخل ما بينا، لكن لم شفوت حزن فارس عليك رغم انه مش يعرفك الا من أسبوعين، لكن من اول يوم شفوته لفت نظري وخصوصا لم انصدم لم عرف انك اتجوزت فهد وصدمته وحزنه بعد اختفاءك، ولم كان بيهجمنى لم كنت السبب انك تمشيولهفته واتصاله الديما ب فهد عشان يطمنى عليها واتهمنى ان نسخة من اسماء وامها، وقالي بالحرف الواحد اتفقتوا تخلصوا منها."
شهقت وهى تبكى والله العظيم انا بحب ملك وزعلانة عليها انا حاسه روحي هي اللي ماتت.
سمع حديث هبة مع نفسها فارس وهى بجواره وتتحدث بصوت منخفض وتبكى ومسك ايديه وقال: "أنا اسف إن اتهمتك في يوم إنك شبهم، أنا عارف إن ملك اختك وشفوت خوفك ولهفتك عليها، من اول يوم جيت تدور عليها، لكن مش عارف ليه حسيت إنك وقفت في صف اختك اللي مش عرفتيها غير من ساعات."
تحدثت هبة وهى بتشهق بالدموع وقالت: "عندك حق تشك في، أنا كمان مستغربة لخبطة الاحسيس عندي، وخصوصا لم انت كنت بتتكلم عن ملك، مش عارفة ليه كنت لم اسمعك تتكلم معها كنت بحس بحاجة مش عارفة اوصفها، ووقتها كانى كنت عايزة فعلاً تبعد عنكم مش عارفة السبب."
فهم فارس احساسه وهزّ رأسه وقال: "لازم أكون واقف في دفنها، ربنا رحمها فعلاً كانت صعب تعيش وسط البشر اللي داخلهم غيرة وحقد."
بالفعل تم تحضير رخصة الدفن ومعرفةان فهد فاق.
❈-❈-❈
تم عملية ل فهد عشان كان الانصدم كان شديد وأثر على دماغه وعمل جرح وارتجاج وبعد أيام من المتابعة المستمرة مع العلاج اللي تم تناوله على مدار شهر بدأ يفوق فهد ويستوعب.
فرح فارس جدا اما ليلي واسماء كانوا متوترين جدا منتظرين ل تخيب ل تصيب، ويكون نهايتهم على يد فهد.
دخل الطبيب وهو يبتسم: "إزيك يا باشا؟ اخبارك إيه؟ وصحتك عمالة إيه دلوقتي؟ حاسس بإيه؟"
نظر له فهد بحيرة وقال: "الحمد لله، إيه اللي حصل؟ وأنا فين؟"
ابتسم الدكتور وقال: "أنت في المستشفى يا بطل، والحمد لله بخير، ممكن أسألك كام سؤال؟"
هزّ رأسه فهد وهو بيحاول يعدل نفسه وقال: "أكيد، سأل."
سأله: "أنت فاكر الحادثة اللي أنت اتعرضت لها؟"
فكر شوية وقال: "هو أنا كنت رايح أول يوم تعين لي جالي في بلد أريفي وكان بابا معايا وقابلني ناس مش فاكر إلا ركبنا كلنا العربية وفجأة سمعنا صوت وشكينا إن العربية فيها قنبلة فخرجنا من العربية وهي ماشية وبعد كده مش فاكر."
هزّ رأسه الدكتور وقال: "طيب فاكر اسمك وسنك وعنوانك؟"
هزّ رأسه فهد وقال: "أسمى فهد عز الدين العزيزي، عندي ٣٠ سنة ساكن في الشيخ زايد في سته أكتوبر."
ابتسم الدكتور وقال: "حلو جداً، طيب أنا هدخل الناس عليك وانت تشوف تعرفهم أو لا؟"
هزّ رأسه فهد بالموافقة مستفسر.
خير في حاجة؟
هزّ رأسه الدكتور وقال: "لا، للاطمئنان مش أكتر."
في الأول سمح لأمه اللي كانت مرعوبة عليه وجريت حضنته.
ضمّها فهد بحب وهو يبتسم: "أنا بخير يا أمي