رواية خطوبة بعقد إيجار الفصل الثاني 2 بقلم صابرين شعبان


رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل الثاني 2
بقلم صابرين شعبان

دخل حازم عليه بهدوء يضع أمامه بعض الصور لرجل في حوالي الثلاثين من عمره شعره طويل بني و عينين سوداء و بشره خمرية .. قال حازم بدون سؤال من عامر و هو ينظر للصور متفحصا ملامحه الجذابه  الهادئة  ..« هذا سيف الدين فهمي يبلغ الثلاثين من عمره يعمل صحفي في جريدة ... في قسم الأخبار المحلية يستدعي سفره من وقت لآخر خارج المدينة  هذا أخيها  للفتاة سيدي ..» تطلع عامر يدقق النظر في الصور  فهو لا يشبه أخته أبدا ..!! تسأل بريبه ..« هل له علاقة بما ينشر  عني في الصحف »..؟؟
أجاب حازم بهدوء ..  «لم نعرف بعد سيدي  و لكن الأخبار الخاصة بك ترسل إليهم عن طريق البريد و مصدرنا هناك لم يتوصل بعد لمصدرها و من الراسل  »
أمره عامر بغضب ..« أريدك أن ترفع على هذه الجريدة قضية تشهير و سب و قذف  لنشرهم شائعات بدون أدله  عني »
حازم قال ببعض القلق ..« حسنا سيدي و لكن يجب أن تعلم أن مصدرنا هناك يقول أنهم لديهم دليل على معلوماتهم  و سيظهر في الوقت المناسب »
سخر عامر ..«. و كيف ذلك و أنا لم يكن لي علاقة بإمرأة متزوجة أو حتى غير متزوجة  كل ما يحدث في حياتي هى ما تنشره تلك الصحف اللعينه على صفحاتها  بعض الصور مع بعض النساء في مناسبات مختلفة هل هكذا أصبحت أقيم علاقات محرمة أقسم أقسم حازم عندما يقع ذلك الوغد الحقير الذي يدعي على  و يشهر بي في يدي لن أرحمه »
تنهد بغيظ و هو ينظر لصورة سيف بغموض لم يشعر  أنه خلف ما يحدث ..و أخته لم أختارته هو دون عن الكل لتدعي أنه حبيبها حتما شقيقها هو من دفعها لذلك  ..فكر قليلاً ثم نظر لحازم بقوة ..« أت لي بالفتاة مرة أخرى أريد الحديث معها »
أوما حازم برأسه و هو يستدير لينصرف  بهدوء تاركا سيده يتوعد لذلك الحقير الذي يسئ لسمعته  فقط ليقع في قبضته
كانت هدية تشاهد التلفاز  عندما رن هاتفها ..أمسكت به بلهفة لتجيب المتصل فهى سئمت المكوث وحيده في المنزل ..« أهلاً أخي كيف حالك سيف لقد أفتقدتك كثيرا»
أجابها سيف الدين  بحنان..« أنا بخير عزيزتي  أخبريني  كيف حالك أنت و كيف هى دراستك » 
قالت هدية بمرح ..« ممتازة أخي لا تقلق  قل لي متى ستعود سيف لقد طالت غيبتك  هذه المرة و أنا سئمت فراقك أخي »
سيف بحنان  فهى أخته الوحيدة  بعد وفاة والدته  تزوج والده  من والده هدية  التي أنجبتها   بعد عام من زواجها من والده  فكانت حقا هديتهم فسيف يكبرها بأحد عشر عاماً  كانت زوجة أبيه امرأة طيبة كانت تعاملة معاملة حسنة و عندما أنجبت ابنتها لم تفرق بينهم في المعاملة أبدا بل زرعت فيه المسئولية و الحماية تجاه أخته  الصغيرة ..عندما سافر منذ خمس سنوات كانت فقط أحاديثهم الهاتفيه هى همزة الوصل بينهم  .. إلي أن عاد منذ عامين عندما توفي ابيه و زوجته في حادث سير تاركين خلفهم  أخته  وحيدة  عاد فور تلقيه الخبر من صديق لوالده ظل يبحث عن رقم هاتفه  و ها هما منذ ذلك الوقت يعيشان معا يسافر من وقت لآخر في مهمة للصحيفة التي يعمل لديها و يعود ليهتم بهدية.. قال  سيف بهدوء ..«حبيبتي سأعود بعد أسبوع على الأكثر أنتي فقط أهتمي بنفسك لأجلي  حتى لا أقلق عليكِ» 
قالت تطمئنه ضاحكه ..« لا تخشى شيئاً أخي أختك رجل»  ضحك سيف بمرح ..« أعلم يا شقيه و لكن أهتمي بنفسك لأجلي حسنا »
أبتسمت هدية و هى تودعه .. « حسنا أخي أعتني بنفسك و عد سريعًا إلي»
أقفلت الهاتف و عادت لمشاهدة التلفاز   عندما سمعت طرق على الباب  تذمرت و هى تنهض تنتعل خُفها  و تذهب لترى من الطارق  نظرت من فتحة الباب الصغيرة  لترى من خارجا  فلم ترى أحدا  فتحت الباب بحنق   ظنا منها أنهم أبناء جيرانهم الاشقياء يعاكسونها كعادتهم  ..شهقت عندما وجدت المدعو حازم يقف أمامها ..كتفت يديها أمام صدرها تنظر إليه بضيق قائلة بحنق ..« ماذا تريد»..؟؟
قال حازم بهدوء ناصحاً ..«  أحذري يا فتاة لا تفتحي بابك لأحد أبدا دون أن تتأكدي من الطارق  الا تسمعين عما يحدث الآن من جرائم تفوق  الخيال من قتل و خطف و اعتداء »
قالت هدية حانقة و قد روعها بما حكى ..« و لم تخفيت إذن حتى لا ارك » أبتسم بمكر ..« لو رأيتنى ما فتحتي بابك لي أليس كذلك »
أشرت إليه بيدها تحسه على الحديث  ..« أخبرني ماذا تريد و لما أتيت في وقت متأخر هكذا أتريد تشويه سمعتي »
قال حازم يتسأل بمكر ..« الن تأذني لي بالدخول »
قالت هدية و هى تقف تسد الباب ..«   هل تظن حقا أني سأسمح لك بدخول شقتي في منتصف الليل »
ضحك حازم بسخرية  و هو ينظر لساعة يده ..«انها الثامنة مساءً و ليست الثانية عشرة »
اجابته بحنق ..« لا يهمني أنا فتاة وحيدة هنا و لن أقبل بدخول رجل غريب بيتي  قل ما تريد و أرحل فوراً »
تنهد حازم فهى معها كل الحق  و هو لم يكن يريد الدخول حقا و لكنه فقط يريد مضايقتها أنتقاما من إصابة وجنته ذلك اليوم و لولا سيده ما أتى .. « سيدي يريد الحديث معك في أمر هام  غداً..سأنتظرك بعد أنتهاء دراستك و سأصطحبك بالسيارة »
وضعت يدها  حول خصرها و هى تقف أمامه بغضب تقول حانقة  ..« ماذا يريد سيدك المختل هذا الن يتركني و شأني  لقد أخبرته أن ما حدث سوء فهم لما هو لحوح هكذا »
كاد حازم أن ينفجر ضحكا لنعتها عامر بالمختل  هذه الفتاة لا تعرف مع من تعبث..« ماذا أخبره من رد و أعلمي أنه لا يقبل الرفض كجواب ..و نصيحة من أخ أكبر إلتهمتي نصف وجهه من قبل  أذهبي لرؤيته و لتنهي الأمر ..و أعلمي شئ سيدي لا يؤذي أحدا ما لم يضره أولا »
قالت بغيظ..« و هل المفترض بحديثك هذا أن يطمئنني » هز كتفه بلامبالاة  و لم يتحدث فأكملت بحنق..« حسنا أذهب لسيدك و أخبره أني لن أتي و لن أتحدث  معه مره أخرى  و ليفعل ما يريد »
أقفلت الباب في وجهه و هى تسب و تلعن ذلك اليوم الذي وقعت فيه صورته بين يديها  و جعلتها تكذب تلك الكذبة على رفيقاتها في المعهد ..أقفلت التلفاز و أتجهت لغرفتها أستلقت على السرير و هى تعود بذاكرتها لذلك اليوم  الذي كان يسخرن الفتيات منها بأنها ليس لديها حبيب  و هى تخطت التاسعة عشرة  ناعتين إياها بالقبيحة  و أنها لن تجد من يحبها و هى تتصرف كالصبية  و هكذا  قالت كاذبة  و هى تدعي الغرور  أنها لديها  حبيب و لكنه لا يحب الظهور  معها  أمام أحد حتى لا يثير الأقاويل حولها ..
قالت لها أحدى الفتيات..« فلتأت لنا بصورة له أذن لا نريد أن نراه شخصياً إذا كان هذا صعباً »
أجابتها هدية حانقة أنها ستأتي بصورته  و هكذا كان فقد وجدت صورة هذا البغيض  من ضمن أشياء أخيها  مصادفة  لم تعلم من هو ظنت  أنه صديق لأخيها في الخارج  فهى لم تكن تراه معه أبدا و لذلك أعتقدت بغباء أنه تعرف عليه عندما كان  مسافرا   و هى بكل غباء  أرت صورته للفتيات  الذين ظلوا  يتطلعون إليها بدهشة  أعتقدتها بغباءها أنها دهشة من وسامته و كيف  أحب فتاة مثلها و لكن المفاجأة أنهن جميعهن يعرفنه  فهو شخصية معروفة  و صورة تنشر في الجرائد والمجلات  ..قالت لها أحدى الفتيات بريبه ..
« هل هذا حبيبك حقا .»..؟¡¡
فكرت هدية هل تكذب مرة أخرى و تقول لها نعم ..أم تقول الصدق و تكون سخرية لهم باقي العام الدراسي إلى أن تتخرج ..لذلك أجابتها بغرور ..« نعم هذا حبيبي»
أنفجرن الفتيات بالضحك و لم تكن تفهم لم يضحكن  حتى قالت أحداهن ساخره ..« تعال أحمد أنظر من حبيبها لهدية »
و أحمد هذا هو فتى الشائعات في المعهد هو  وراء كل شائعة أو فضيحة في المعهد و لطالما  تجنبته هدية لسوء أخلاقة فهو لا يحترم الصداقة أو علاقته بزملائه  ..عاد مسرعا يتطلع لصورة  عامر  و قد أتسعت عيناه  و كأنه وقع على كنز من الذهب  ..أخططف صورة عامر  حاولت هدية  أخذ الصورة منه و لكنه قد كان  أخبر نصف طلاب المعهد عن كذبتها  ..نعم هما لم يصدقا حرفا واحدا من حديثها و أن عامر حقا حبيبها و لكنهم أيضاً لم يتركوها تنجي بكذبتها هكذا  بدون أضرار فقد علم المعهد كله أنها حبيبة عامر شهاب الدين الصغيرة  و لم تتوقع أن يصله خبر كذبتها الحمقاء  فهو من عالم اخر غير عالمها كما عرفت عنه  و لكنه علم و يظن أنها يُدفع لها لتشوه سمعته أيضاً...سبت نفسها   و لعنتها آلاف المرات على حماقتها و غباءها   لكذبتها تلك تخشى أن يعلم سيف بما فعلته خاصة أنه يعلم من هو عامر ألم تأخذ صورته من أشياء أخيها  و لكن ما يحيرها حقا ماذا تفعل صورته في مقتنيات شقيقها فهى لا تعتقد أنهم أصدقاء  يا ترى ما علاقة سيف بعامر ليحتفظ بصورته ..شعرت بالقلق من طلبه لرؤيتها مرة أخرى هل تذهب لتعلم ما يريد  أو فقط تتجاهل الأمر و لا تذهب كما أخبرت  ذلك المدعو حازم .. زفرت بحنق و هى تضرب وسادتها  عدة ضربات لتشعر بالراحة و هى تستلقي عليها حسنا لتترك الأمر  يكفي ما حدث إلى الآن و سخرية الفتيات منها  للان و نعتها بالكاذبة ..أغمضت عينيها  و هى تسب ذلك الرجل ..فرغم أنه ليس له ذنب في ما فعلت و لكنه يزيد حياتها صعوبة عن ما هى عليه   حسنا غداً غداً ستعلم ماذا ستفعل ..
كان يقف أمام معهدها يستند على سيارته يضع يد في جيب سرواله و يمسك بالأخرى سيجارة  ينفث دخانها بحنق ..عندما أخبره حازم برفضها المجئ  معه  مرة أخرى  سأله بغضب ..« أين تدرس تلك الفتاة »
أخذ من حازم  عنوان معهدها و موعد أنتهائها و ها هو قبل موعدها بعشر دقائق ينتظر خروجها كالمراهقين على جانب الطريق ..خرجت و هى تلقى بالتحية على رفيقاتها  راحلة وحدها  كما أخبره حازم أنها ترحل وحيدة دوماً ..كانت ترتدي جيب قصير  ضيق و جاكيت قصير  و حذاء رياضي و ترتدي حقيبتها الشبابيه على ظهرها  و تمشي الهوينا ...أقترب منها بهدوء لم تنتبه له سوى و هو يسرع خطوة و يقف أمامها فجأة  سادا عليها الطريق  لتقف تتطلع إليه بحنق و هى تشد على حزام حقيبتها .. ألقى بسيجارة على الأرض يسحقها بقدمة  و هو يقول بغضب أمر ..« ألم أرسل في طلبك يا فتاة لمَ لمْ تأتي »
تركت حزام حقيبتها  تقول بغضب  و هى تتلفت حولها تخشى أن يراها أحد تقف معه ..« ماذا تريد يا هذا ألم أخبر حارسك أني لن أتي و أن تتركني و شأني »
أجاب عامر بهدوء ..« أريد الحديث معك يا فتاة و أن لم تأتي معى الآن سأتقدم بشكوى  تحرش ضدك »
أتسعت عينيها بصدمة ..« تحرش و ضدي أنا هل جننت يا رجل أنا لم أقترب منك حتى و أنت هو من يطاردني و لست أنا »
أبتسم عامر بسخرية ..«أنتبهى لحديثك معي يا فتاة ..هل تحبي أن ترى من سيصدقون أنا أم أنتي خاصة أصدقائك سأستدعيهم للشهادة ضدك و للعلم هن لن يقولن غير ما أخبرتهم أنت به »
زفرت بضيق فهى تعلم أنها ستكون الخاسرة  إذا فعل ما يقول ..« ماذا تريد»
أشار لسيارته  و هو يقول بهدوء ..« الحديث معك قليلاً لا أكثر »
التفتت حولها كان الطريق  خاليا و هى تنظر للسيارة برعب  جعلة يعقد حاجبيه ..و لكنها قالت بتصميم ..«لا أستطيع الركوب معك في السيارة » 
رفع حاجبه بسخرية ..« و لما »
كتفت يدها أمام صدرها تزم شفتيها بضيق و قلبها يخفق بقوة ..« هكذا أعطني العنوان و سأذهب إليه وحدي »
رفع يده يشد شعره للخلف بحنق هذه الفتاة حقا غريبة الأطوار تدعي أمام الناس أنه حبيبها و لا تريد أن تستقل معه السيارة أي تفكير  هذا الذي  تحظى به .. أشر لسيارة أجرة ليوقفها و هو يغلق سيارته بجهاز الأمان   ثم تقدم منها يمسك  بيدها عندما توقفت السيارة أمامهم ..فتح بابها الخلفي يدفع بها لتجلس و هى تقاومة بشراسه   جلس بجوارها حاسا السائق على الرحيل و هى تسبه و تلعنه  ..« أيها الوغد ماذا تفعل »  وضع أصبعه على فمها لتصمت  أرتجفت و هى تبتعد عنه قليلاً  تتشبث بحقيبتها بقلق و أنفاسها تتسارع أغمضت عينيها  و هى تدعو الله الا يحدث شئ  الآن عدت من واحد لعشرة ثم من عشرة لعشرون حتى تهدأ  و هو ينظر أمامه غير منتبه لما يحدث معها    وقفت السيارة أمام مبنى شركته التي أتى بها حازم إليه من قبل  نقد السائق أجرته ينتظر ترجلها من السيارة و هى مسمرة في مقعدها فتح بابها بشئ من الحدة يمسك بذراعها لينزلها كانت تسير خلفه تتشبث بحقيبتها  دخل  المصعد و أدخلها معه كانت أنفاسها قد هدأت و قلبها أنتظمت دقاته و قد  مرت محنتها على خير و لم تصبح سخرية له   ..كان يستند على حائط المصعد يضع يديه في جيب سرواله و ينظر إليها  متفحصا  من قدميها في حذاءها الرياضي صعودا لملابسها الضيقة التي جعلته يشعر بالحنق  تجاهها   لشعرها المشعث حول وجهها يلتصق بعض خصلاته بجبينها  يدفعه لرفع يده و ترتيبه  ضم قبضته داخل جيبه  و هو يشيح بوجهه عنها حتى لا يتهور و يفعلها ..توقف المصعد فخرج مسرعا و هى خلفه تكاد تركض لتلاحق خطواته  هاتفه بغضب ..« أنتظر يا هذا لم تسرع هكذا أو أقسم أن أرحل و لن أتحدث معك بكلمة واحدة توقف أمام الباب فجأة فأصتدمت بظهره بعنف و كادت تسقط لولا تماسكها  ..فتح الباب و أنتظرها لتدلف داخل المكتب  دلفت حانقة  فدلف خلفها و أغلق الباب خلفه ..أشرت للباب بقلق ..« لما تغلق الباب لا يوجد أحد هنا حتى تخشى أن يسمع حديثنا »
جلس خلف مكتبه و هو يأشر لها بالجلوس ..« أجلسي هدية و أهدئي و كُفي عن فعل و قول الحماقات »
جلست أمامه بهدوء ظاهرى و خفقاتها تذداد وتيرتها ..ظل صامتا يتطلع عليها بهدوء متفحص يستند بظهر مقعده بلامبالاه مستفزة لها و لأعصابها  ..فاض بها الكيل من إنتظار حديثه فالتفتت إليه بغضب  تضم يديها برجاء ..« سيدي أتوسل إليك قل ما تريده مني و دعني أرحل أرجوك »
أبتسم عامر بسخرية و هو يستند بوجنته على يده ..« أريد أن أعرض عليك وظيفة يا فتاة »
نظرت إليه بريبه و هى تسأل ..« وظيفة .. أي وظيفة »
قال عامر بهدوء و هو يعتدل في مقعده ..« فلاوضح لك الأمر منذ البداية لتعرفي ما أريده منك تحديداً ..منذ ثلاثة أشهر و الصحف الصفراء تنشر عني الشائعات و  تتناول علاقتي بامرأه متزوجة و هذا يسئ لسمعتي و يشوه صورتي خاصة أن شركتي في وضع صعب الآن لقيامنا ببعض التوسعات و الدمج مع شركة أخرى و أذا أستمرت هذه الشائعات  ستسوء الأوضاع كثيرا و تخسر  شركتي من أسهمها ..خاصة أني لا أعرف من هو مصدر تلك الشائعات و هل هو منافس لنا أم فقط شخص بيني وبينه عداوة و لا أعرف من هى تلك المرأة التي أنا متهم بها ..و لذلك أتيت بك هنا  للحديث »
قالت هدية بعدم فهم لما يريد قوله تحديداً ..« و ما شأني أنا بكل ذلك » صمتت و قد أتسعت عينيها بصدمة و هى تكمل «..سيدي هل تظن أني أنا السبب في نشر تلك الشائعات عنك ...أقسم لك أنه ليس لي علاقة بالأمر و ليس لي دخل بذلك  صدقني »
ضحك عامر بمرح ساخرا من سذاجتها ..« و من قال أنك على علاقة بالأمر صدقيني إذا كان لدي شك بأنك وراء ذلك أو ما ينشر عني  من شائعات  لحطمتك بيدي هاتين »
أرتعدت هدية و هى تبتلع غصة في حلقها كادت تخنقها ..«ماذا تريد مني إذا ..أذا كنت تعلم أني لست وراء ذلك الأمر  برمته »
تنهد بضيق و هو يطرق على سطح مكتبه بقلمه و يتفحصها بهدوء ..« قلت لدي وظيفة لك »
نظرت إليه بتسأؤل فقال يكمل بهدوء ..« أريدك أن تكوني خطيبتي » نظرت إليه بعدم فهم و عقلها لم يستوعب بعد ما يقول ..« أسفة لم أفهم ماذا تقول »
قال عامر بهدوء ليأكد  ما سمعته ..« قولت أريد أن تكوني خطيبتي » ..كتفت يدها قائلة بسخرية ..« هكذا ببساطة أم أن هذا مفهومك عن المزاح الثقيل »
أجابها ساخرا مؤكداً على طلبه ..«  نعم هكذا ببساطة و لا لست أمزح مزاحا ثقيلا أو خفيفا »
أقترب من مكتبه بجسده  يستند عليه بذراعيه و هو يتفحصها ..« كم تريدين »
نهضت غاضبة و تخبره بعنف ..« أنت حقا شخصاً مختل و أنا لا أريد منك شيئاً يا هذا»
قال بصوت هادئ مستفز ودت لو ضربته على رأسه بشئ صلب لتكسرها له .«أجلسي هدية و أهدئي»
ظلت واقفه بعض الوقت تتنفس بعنف ثم جلست بغضب ..«تفضل قل ما تريد لارحل »
أجابها ببرود ..« أنا لا أريد شيئاً كل ما هناك أني أريد فقط ستة أشهر من حياتك تكوني فيها خطيبتي أمام الناس سنذهب في عدة مناسبات مختلفة معا.. يلتقطون لنا بعض الصور..  تتعرفين على أبي على أنك خطيبتي..  إلى أن أنتهى من أمورى في الشركة..  لتنشغل الصحافة عني بشئ آخر غير تلك العلاقة المزعومة مع امرأة الخيال تلك .. و لك حرية إنهاء الأمر كما تريدين  أنت »
قالت بريبه و تساؤل ..« و ماذا سأستفيد أنا من ذلك...؟؟ أنت ستتحسن صورتك و تبعد عنك الشائعات  مؤقتا..ً  ماذا سأستفيد لاقبل أن يعلم الناس إني خطيبتك  لستة أشهر ثم أنهى الأمر  سأصبح  سخرية مرة أخرى للفتيات بعد أن هدأت الأمور »
رفع حاجبه ينظر إليها بسخرية يقول بمكر متسأل..« و هل هدأت الأمور  حقا فما أعلمه أنهن  مازلن يسخرن منك و ينعتنك بالكاذبة »  صمت قليلاً ثم أكمل و كأنه توصل لشئ هام ...« فلأعقد صفقة معك .. تكونين خطيبتي لستة أشهر  و أنت تجدين وظيفة عند تخرجك بمرتب مجز في شركتي و ستحسن صورتك أمام زميلاتك  و لن تستطيع أحداهن نعتك بالكاذبة مرة أخرى .. و سأترك لك حرية التصرف في قول ما تريدين عن تركك لي فما رأيك»
هزت راسها نافيه تقول له بهدوء ..«  أسفة لا أستطيع ذلك فأنا لي أخ و لا أستطيع التسبب له في فضيحة إذا علم أحدا ما بيننا و لا أستطيع أيضاً أن أدعى أمامه أنها نزوه و أفقت منها و أكتشفت أني لم أعد أحبك أو أريدك بعد إنتهاء فترة الستة أشهر»
نظر لها بتعجب و بريبه يسألها ..« و ما الداعي لقولك أنك تحبيني هى  مجرد خطبه و ليس كل إرتباط يبنى على تلك التفاهات  التي تدعى حب » 
أجابته  هدية حانقة  ..« و كيف سأقنعه أني موافقة على خطبتك لي إذا لم أكن أحبك  لم سأوافق على ذلك برأيك »
ضحك عامر بسخريةو هو  يقول  بتعجب ..« حقا لا تعلمين  ..».. !!  ثم أكمل بغرور مستفز ..« أنا شاب و وسيم و غني أيضاً و لدي أسباب كثيرة لتوافقي  على خطبتي  بدون تردد حتى ..و البحث عن سبب تافه  مثل الحب لتخبريه لاخيكي  لقبول خطبتي لك يا فتاة »
ضحكت ساخره تطحن أسنانها غيظا من ذلك البغيض ..«أنت حقا مغرور يا سيد أعلم أن  من أهم أسباب  قبول خطبتي  على زوجي المستقبلي هى أن يكون متواضع و ليس مغرور مثلك »
أجابها بمكر و هو يبتسم بخبث ..«  حسنا اجعليه من أسباب تركك لي أني مغرور و متكبر و لا أطاق  فما رأيك»
نهضت  تهم بالانصراف قائلة ..« حسنا دعني أفكر »
أجاب بحزم ..« لا الآن  ليس لدي وقت للمماطلة »
صمتت قليلاً تنظر إليه بهدوء  هل تقبل  بهذا الجنون منه لأجل وظيفة أم لأجل  تحسين صورتها أمام الفتيات في المعهد أم هناك أسباب أخرى لا تعلم ماهى أو ما هو شعورها تجاه الأمر.. و لكنها تود حقا مساعدته كل ما تتمناه أن يوافق سيف و لا يعلم عن أتفاقهم شئ و إلا ستكون عندها قد خذلته قالت هدية ..«  لدي شروط أقبلها أو أرفضها ستكون عليها إجابتي ..» رفع يده لتستمر في الحديث فأكملت ..
« أولا ستأتي و والدك تطلبني من أخي كأي شخص عادي عندما يتقدم لخطبة أحدهم  فلتكن خطبة حقيقية في كل شئ  ..ثانيا  ستأتي لي بخاتم أيضاً  و كبيييير جداً .. ثالثاً لن تتعدى حدودك معي أنت فقط خطيبي أمام الآخرين و لكن  بيننا  لا شئ فهمت »
أجاب عامر مبتسما فهى في النهاية مثل باقي الفتيات تحب المظاهر  ..« حسنا  أتفقنا  متى سيعود أخيكي حتى أتحدث معه »
قالت هدية  و هى تهم بالانصراف ..« عندما يعود سأحادثك و الآن سأنصرف و لا أريدك أن تزعجني قبل عودة أخي و لا ترسل لي حارسك لأي سبب من الأسباب أتفقنا »
رفع حاجبه ساخرا ..« أي أوامر أخرى أنستي »
أجابته هدية  ببرود  « لا شئ الآن »
أشر إليها  لتنصرف وهو يجيب ..« حسنا أتفقنا وداعاً الآن »
تركته هدية في أفكاره التي لا تنفك تدور حول ذلك الشخص الذي يريد تشويه صورته و نشر الشائعات عنه لابد أن يعرف من يكون  و ما هو هدفه من كل ذلك  لابد أن يعرف .....




تعليقات