
رواية ما بين الحب والرغبة
الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع والعشرون 29
بقلم هدير الصعيدى
فى صباح اليوم التالى
كانت سلمى نائمه بهدوء على فراشها فى منزل والدتها , وكان حسن نائم بجانبها يتأملها وهى نائمه وبعد لحظات أخذت سلمى تتقلب فى نومها دليل على إستيقاظها
حسن بحب : صباح الخير يا حياة قلبي
سلمى بنوم : صباح النور يا حسن
وبعد أن نطقت سلمي بإسم حسن فتحت عينيها سريعا على إتساعهما ونظرت لحسن النائم بجوارها بصدمه لثوانى
سلمى بصراخ : ععععععععع أنت بتعمل إيه هنا ودخلت هنا إزاى
وضع حسن يده على فم سلمي ليكتم صراخها ثم نظر إليها قائلا
حسن بهدوء : إهدى يا مجنونه .. إهدى يا سلمي أبوس إيدك .. الناس لو سمعتك تقول إيه .. حرامى نط عليكم .. أنا هشيل إيدى بس عارفه لو صرختى يا سلمى هعلقك من زمارة رقبتك .. مش هتصرخى صح ؟
أومأت سلمى برأسها إيجابا فأبعد حسن يده بهدوء عن فمها
حسن بهدوء : هفهمك كل حاجه بس إهدى
هدأت سلمى قليلا وفجأه نظرت لملابسها وما ترتديه لتجد نفسها ترتدي ملابس منزليه خفيفه جدا بالكاد تستر جسدها فرفعت الغطاء عليها مره أخري بعد أن كانت قد أزاحته قليلا ما إن إستيقظت
سلمى بصراخ : عععععععععع أنت إزاى تسمح لنفسك تنام جنبي وأنا لابسه كده
وضع حسن يديه على أذنه كى يتجنب صوتها فقد شعر أنه سوف يصيبه الصرع من صراخها بتلك الطريقه
حسن بهدوء : بطلى هبل بقي أنا جوزك أصلا .. إسمعينى بقي براحه وأنا هحكيلك
ظلت سلمى صامته وهى تنظر لحسن بضيق منتظره أن يقص عليها كيف دلف إلى هنا
حسن بهدوء : أنا جيت بليل
...... فلاش بااااك ........
كانت والدة سلمى تنتظر قدوم حسن بعدما تأكدت من نوم سلمى كما إتفقت مع حسن , وبعد لحظات وصل حسن
حسن بهدوء : ها يا طنط كله تمام ؟!
والدة سلمى : أه يا بني كله تمام .. بس أنا مش فاهمه إيه لازمتها كل الخطط دى
حسن بخبث : أصل بنتك عنيده ومجنونه ولازم أتصرف معاها بطريقتى
والدة سلمى بضحك : خلاص ربنا يوفقكم ويهدى سركم يا بني .. أنا خدت البنات وهروح عند أختى .. وابن أختى مستنى تحت أهو .. خلى بالك من مراتك وصالحها ومتزعلهاش تانى
حسن بخبث : دى فى عينيا يا طنط
تركته والده سلمى وذهبت بعد أن أغلقت الباب فتسلل حسن بدون إحداث أى صوت ونام بجوارها
...... عوده إلى الوقت الحاضر ......
حسن بهدوء : بس كده .. ده كل اللى حصل يا حبيبتى .. سلمي أرجوكى بقي إدينى فرصه كلنا بنغلط والله بس المهم إنى رجعت ليكى ولازم إحنا الإتنين نتغير علشان حياتنا مع بعض تستاهل إننا نتغير
نظرت له سلمى ولم تجيبه فقبل يديها فلم تمانع فنظر لها بحب فإبتسمت له بخجل مما زاد من إبتسامته وشجعه على الإقتراب منها قليلا وهو يهتف قائلا
حسن بخبث : ينفع ولا الدكتوره قالت لا ؟
إبتسمت سلمى بخجل شديد ففهم حسن أن الإجابه نعم ولا يوجد ما يمنع
سلمي بخجل : أنت مين قالك إنى حامل ؟
حسن بمشاكسه : العصفوره
سلمى بضحك : يبقي ماما اللى قالت .. طيب هو أنت رجعت علشان البيبى ؟
حسن بحب : لا طبعا أنا رجعت قبل حتى ما أعرف إنك حامل يا حبيبتى
إبتسمت سلمى بحب فهتف حسن قائلا
حسن بخبث : هو إحنا كنا بنقول إيه ؟
.........
فى نفس التوقيت
إستيقظت رهف من نومها فوجدت يامن مازال نائما فإقتربت منه قليلا وتحسست وجهه بيدها فى حب ثم مالت برأسها وقبلته على وجنته , وما إن شعرت به وهو يتململ فى نومته حتى نهضت من جانبه بهدوء وتوجهت إلى المطبخ كى تعد طعام الإفطار
إنتهت رهف من إعداد الطعام ووضعته على الطاوله فى اللحظه التى خرج فيها يامن من الغرفه وهو مرتدى كامل ملابسه فتوجهت إليه رهف وهتفت قائله
رهف بإبتسامه هادئه : يلا أنا حضرت الفطار
لم يجيبها يامن وتوجه كى يبحث عن هاتفه فنظرت له رهف بحزن ثم هتفت قائله
رهف : يامن أنت هتفضل كدا متكلمنيش
لم يجيبها يامن وأخذ هاتفه وهاتف ساجد وهو يقوم بإعداد مشروب النسكافيه الخاص به تحت نظرات رهف الدامعه , وما إن إنتهى حتى أخذ الكوب وخرج وأخذ يرتشف منه أمام النافذه فتوجهت خلفه رهف وأحاطته بذراعيها من الخلف فشعرت بتصلب جسده أسفل يديها ولكنها لم تعبأ بذلك وهتفت قائله
رهف : يامن أرجوك متعملش فيا كدا .. إتكلم قول أى حاجه .. متسكتش كدا عشان خاطرى
ظل يامن على وضعه ولم يجيبها فإبتعدت عنه رهف وتوجهت كى تقف فى مقابلته ونظرت بعينيه قائله
رهف : يامن عشان خاطرى إتكلم معايا .. عشان خاطرى يا يامن .. كفايه أنا تعبانه أوى والله
لم يجيبها يامن بل أشاح ببصره للجهه الأخرى فتوجهت رهف إلى الطاوله وجلست على المقعد وأخذت تبكى بشده فنظر لها يامن بطرف عينه ورق قلبه لرؤيتها تبكى بتلك الطريقه , فعلى الرغم من غضبه منها إلا أنه يشعر بالحزن عندما يراها هكذا فتوجه إلى الطاوله وسحب مقعد وجلس وأخذ يتناول فطوره مما أسعد رهف والتى نظرت له بفرحه وهى تجفف دموعها ولكنه ظل على وضعه صامتاً ولكن ذلك لم يحزنها فها هو قد عاد يشاركها ولو بالطعام
........
بعد مرور ساعتين
كان ساجد جالسا فى مكتبه يشعر بالقلق فنغم قد تأخرت بشده وهذا ليس من عادتها , ظل يجوب الغرفه ذاهباً وإياباً لا يعرف ماذا يفعل إلى أن سمع طرقات على باب المكتب فتوجه سريعا للباب وفتحه بلهفه مما أربك نغم التى تفاجأت من فعلته ولكنه لم يهتم وهتف قائلا
ساجد بلهفه : نغم أنتى كنتى فين .. وإتأخرتى ليه كل ده ؟
نغم بجديه : أستاذ ساجد أنا مكنتش جايه أصلا وجيت بس عشان أقدم لحضرتك إستقالتى ياريت تقبلها .. إتفضل الإستقاله
ساجد بصدمه : إستقاله !!
نغم بجديه : طبيعى جدا إن مليش مكان هنا بعد كل اللى حصل
أمسكها ساجد من معصمها وأدخلها المكتب ثم أغلق الباب سريعا وهتف قائلا
ساجد بغضب : هو إيه اللى حصل وإستقاله إيه وزفت إيه
نغم : لو سمحت تقبل الإستقاله
أخذ ساجد ورقه الإستقاله بعصبيه وقطعها إلى نصفين
ساجد بحده : مفيش حاجه إسمها إستقاله أنتى فاهمه .. مش هسمحلك تبعدي عنى أبدا يا نغم فاهمه
نظرت نغم للأرض بخجل بعد كلمات ساجد لها ولم تستطع التحدث
************************************
فى الفتره التاليه كان ساجد يُحاول التقرب من نغم والتى كانت تصد تقربه منها بخجل شديد وهذا ما كان يزيد من سعادته , فقد كان يرى بها صوره كان يريد رؤيتها بوعد , وعد التى لم تفارق مخيلته حتى بعد طلاقهم , ولكنه يمنع نفسه عن رؤيتها على الرغم من أن هذا يزيد من عذابه ولكن وجود نغم كان يُخفف عنه
أما رهف فلم تكف عن محاولاتها للتحدث مع يامن الذى كان يرفض كافه محاولاتها إما بخروجه من المنزل أو إدعاؤه النوم بينما هى لم تمل وكان يشعر بها يوميا وهو يدعى النوم وهى تتسلل إلى جواره وتضع رأسها فوق صدره كعادتها وتظل هكذا حتى تغفو وحينها يضمها هو بشده ويقبل رأسها فهو على الرغم من غضبه ولكنه يعشقها
أما سلمى فعادت مع حسن هى وتوأمها , وكان إهتمام حسن بها تلك الفتره أكثر ما يُسعدها وعلى الرغم من ألام الحمل التى كانت تشعر بها إلا أنها حمدت الله على ذلك الحمل الذى أعاد حسن إليها وجعله يتعامل معها بهذا الدلال
أما حبيبه فكانت تتابع عده جروبات قد دلفت إليها فى الفتره الأخيره عن كيفيه التقرب من الزوج وعن بعض الليالى الرومانسيه وعن الفن فى إختيار هدايا الزوج , وكانت مُفتقده لرهف فى تلك الفتره فهى لم تتحدث معها منذ وقت طويل كما أنها كلما حادثتها وجدت هاتفها مغلق
*************************************
بعد مرورعده أيام
هاتفت منال وعد لتخبرها بما أخبرها به ساجد ليله أمس
منال : السلام عليكم ... أخبارك إيه يا وعد ؟!
وعد بإنكسار : وعليكم السلام .. الحمد لله يا طنط عايشه أنا وابنى بعد ما ساجد رمانا عشان واحده متستاهلش
منال بنفاذ صبر : ابني إستحاله يعمل كده يا وعد وأنتى عرفه مين اللى غلطان فيكم .. وعموما أنا متصله أقولك إن ساجد ردك لعصمته تانى
وعد بفرحه : بجد يا طنط ؟!
منال : أيوه طبعا هو جه إمبارح وقالى إنه ردك لعصمته تانى وقالى أبلغك
وعد بفرحه : متشكره .. متشكره أوى يا طنط .. ميرسي بجد
منال : الشكر لله يا بنتى .. عايزه حاجه ؟
وعد بفرحه : لا شكرا .. مع السلامه يا طنط
منال : مع السلامه يا بنتى
أغلقت وعد الهاتف مع منال وظلت تدور حول نفسها من شده فرحتها بخبر عودة ساجد لها أمله بأن يعود كما كان فى السابق , أما منال فأغلقت الهاتف وظلت تفكر فى ما فعله ساجد وتتذكر ما حدث أمس
....... فلاش باااك .......
كانت منال تشاهد برنامجها المفضل عندما قطع ساجد تركيزها ما إن جلس بجوارها
ساجد بجديه : ماما أنا عايز أقول لحضرتك حاجه .. أنا رديت وعد
منال بفرحه : خير ما فعلت يا بني عشان إبنكم وإن شاء الله الأمور تتصلح ما بينكم من تانى
قاطع ساجد حديثها : ماما أرجوكى متفهميش غلط أنا رجعتها عشان ابني بس مش أكتر مش هرجعلها ولا هرجع أعيش معاها
منال بحده : وده يرضي مين .. أنا صحيح مش بحبها بس حرام ده ميرضيش ربنا .. يا تعيش معاها يا تسبها تشوف حالها
ساجد بعصبيه : يعنى إيه تشوف حالها
منال بهدوء : تتجوز .. مهو أنت مينفعش تردها وترميها كدا
ساجد بعصبيه : يوووه من فضلك يا ماما الكلام فى الموضوع ده إنتهى .. بعد إذن حضرتك أنا تعبان وعايز أنام
ترك ساجد والدته تتحسر على حالته وتوجه إلى غرفته
...... عوده إلى الوقت الحاضر .......
منال لنفسها : ربنا يسترها عليكم يا ولادى ويهديكم
......
فى المساء
كانت رهف واقفه بشرفه غرفتها فى إنتظار قدوم يامن , وما إن رأته يصف سيارته حتى دلفت إلى الداخل سريعاً وخلعت إسدالها ثم توجهت كى تنظر لهيئتها فى المرآه وتعيد ضبط خصلات شعرها ومن ثم وقفت فى إنتظار دخول يامن
ظلت رهف واقفه بالغرفه ما يقرب النصف ساعه ولكن يامن لم يدلف بعد إلى الغرفه فهى إستمعت لوصوله وإغلاقه الباب فلما لم يأت إلى الغرفه حتى الأن
أخذت رهف قرارها بالتوجه إليه كى ترى لما تأخر هكذا , وما إن خرجت من الغرفه حتى وجدت ضوء غرفه المكتب مشتغل فتوجهت إليها ثم فتحت الباب بهدوء فوجدت يامن يقف أمام الشباك ويوليها ظهره فتوجهت إليه بخطوات بطيئه بعد أن أغلقت الباب
ما إن وصلت رهف إليه حتى وضعت يدها على كتفه قائله
رهف : يامن
لم يجيبها يامن كعادته فهتفت قائله
رهف : بقالى شويه مستنياك .. ليه قاعد فى الأوضه هنا
لم يجيبها يامن أيضاً فأدارته إليها ونظرت فى عينيه قائله
رهف : هنفضل كدا يا يامن ؟ .. أنا تعبت والله
نظر لها يامن ثم نظر إلى ما ترتديه فلاحظت هى نظراته فإبتسمت ثم تعلقت بعنقه قائله
رهف بإبتسامه خجوله : عجبك .. أنا عارفه إنك بتحب اللون ده فقررت ألبسه
أبعد يامن يديها برفق وتوجه إلى باب الغرفه ثم خرج منها متوجهاً إلى غرفتهم فلحقت به سريعاً وما إن وصلت إلى الغرفه حتى وجدته يبدل ملابسه سريعاً ومن ثم يستلقى على الفراش فهتفت قائله بلهفه
رهف : طيب أنا عايزه فلوس
نهض يامن من الفراش وأخرج حافظه نقوده من جيب بنطاله ثم وضعها على الكومود فنظرت له رهف بضيق ثم توجهت إلى حافظه النقود وفتحتها قائله
رهف : أخد الفلوس اللى فيها كلها يعنى
لم يجيبها يامن أيضاً بل أغمض عينيه فنظرت تجاهه رهف بضيق ثم وضعت الحافظه على الكومود وتوجهت كى تغفو بجانبه وهى تتطلع إليه بغيظ ممزوج بالحزن
.........
فى نفس التوقيت
ظلت وعد تفكر كيف تعيد ساجد إليها فلم تجد وسيله للضغط عليه سوى مالك , فأمرت مالك بالإتصال بساجد ليخبره أن يأتى ليأخذه فى جوله فوافق مالك سريعا وأمسك الهاتف وهاتف والده
مالك : بابي أخبارك إيه .. وحشتنى أوى
ساجد بحب : حبيب قلب بابي أنا كويس أنت عامل إيه ؟ .. وحشتنى أوى
مالك : أنا كويس الحمد لله .. بابي أنا عايز أتفسح أنا فى أجازه ومش خرجت .. بليز يا بابي تعالا فسحنى
ساجد بضحك : يعنى بتتصل مصلحه .. ماشي يا مالك بيه أنت تؤمر .. إلبس وهعدى عليك أفسحك ولا تزعل
مالك بفرح : هيييييييه .. أوك يا بابي هستناك
************************************
بعد مرور يومين
كانت رهف تجلس على المقعد المقابل لباب المنزل فى إنتظار قدوم يامن فهى قد ملت من تلك المعامله التى يختصها بها منذ عودته حتى أنه لا يستمع لها مطلقا , أخذت رهف تتطلع للساعه المعلقه على الحائظ وهى تزفر فى ضيق فالساعه قد تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ويامن لم يعد إلى الأن , قررت رهف مهاتفته ولكنها توقفت ما إن رأته يدلف من باب المنزل بوجه جامد خالى من أى إبتسامه كانت تظهر على ملامحه فتشرقها ما إن يعود للمنزل مسبقاً , إقتربت منه وهتفت قائله
رهف : حمد الله على السلامه
لم يجيبها يامن كعادته وتوجه إلى غرفته كى يبدل ملابسه فتوجهت خلفه وهى تهتف قائله
رهف بضيق : يامن أنا عايزه أتكلم معاك .. مينفعش كدا
قام يامن بخلع قميصه غير عابئا بحديثها مما زادها غضب فوق غضبها فهتفت قائله وهى تمسك بيده وتسحبه خارج الغرفه
رهف : لازم نتكلم وأنا مش هسيبك النهارده غير لما أفهمك كل حاجه
خرج يامن عن صمته ما إن رأها تمسك يده وتسحبه خلفها إلى الصاله قائلا
يامن : أنتى إتجننتى يا رهف .. سيبيى إيدى
وقفت رهف فى مقابلته وهتفت قائله
رهف : أنا إتجننت بسبب إنك مقاطعنى وكأنى هوا معاك فى البيت أو تحفه حاططها .. لو سمحت إسمعنى يا يامن
نظر لها يامن دون أن يجيبها فهتفت قائله
رهف برجاء : ممكن تقعد لو سمحت
جلس يامن وهو يزفر فى ضيق فجلست رهف هى الأخرى ولكن على الطاوله الموضوعه أمامه كى تصبح فى مواجهته ثم هتفت قائله
رهف : بص فى عينى يا يامن .. أنا رهف .. حبيبتك اللى مستحيل تخدعك .. أنا متجوزتكش عشان موضوع الجروب زى ما أنت فاهم .. أنت قريت التواريخ والورق اللى كنت بكتب فيه معلومات .. أه أنا يوم ما إتكلمت مع حبيبه زى ما أنا متأكده إن دى الورقه بالتحديد اللى قريتها وعارفه إنك مكملتش للأخر لأنك لو كنت كملت كنت هتفهم كل حاجه صح .. يوم ما قفلت مع حبيبه قعدت بعدها كام يوم حالتى النفسيه زى الزفت .. أنت كلمتنى فى الوقت اللى كنت بكتب فى الورقه اللى أنت قريتها .. كان كلام حبيبه هيجننى معقوله متكلمش فى الموضوعات دى بس عشان أنا مش متجوزه .. يومها أنا عارفه إنى غلطت وقولتلك عايزه أتجوز بس ده فى لحظه غلط بسبب إنفعالى ومندمتش عليها يا يامن عشان أنا بحبك .. بس والله يا يامن ما كنت بستخدمك وسيله عشان الجروب .. أه كنت عايزه أفهم سبب نفور الستات بس مخدتكش كوبرى ولا مجرد وسيله .. لو خدتك كدا بس كنت طلبت منك الطلاق لما بدأت أفهم .. يامن أنا بحبك وأنت عارف .. جوازى منك مكنش زى أى جوازه تمت وخلاص .. كان بينا قصه حب كبيره .. قصه حب لو كنت فكرت فيها للحظه مكنتش هتفكر أبدا إنى ممكن أكون إتجوزتك عشان أفهم حاجه بس .. إزاى ممكن يكون عندك شك فى حبى ليك .. إزاى تفكر إنى أستغلك أصلا .. أنا مكنتش عارفه أفاتحك فى الموضوع ولا أحكيلك عنه عشان كنت مكسوفه .. خوفت تفهمنى غلط .. خوفت تزعقلى على كلامى فى الموضوع ده .. لأن ده مريت بيه مع كذا حاله قبل جوازنا .. وفى رجاله زعقت لمراتتها بسبب الموضوع ده .. كنت خايفه بس يا يامن .. بس خايفه
كان يامن يتطلع إليها بدون أى تعابير واضحه على وجهه فنزلت رهف على ركبتيها وأمسكت بيده وهى تهتف قائله
رهف : يامن أنا بحبك أوى والله .. سامحنى عشان خاطرى وأوعدك مش هخبى عليك أى حاجه زى ما كنت عمرى ما بخبى عليك حاجه
أبعد يامن يديها عنه ونهض من جلسته متوجها إلى غرفه المكتب فوضعت رهف رأسها على الأريكه وأخذت تبكى بشده
........
بعد مرور ساعه
كان يامن جالسا على فى شرفه الغرفه يتطلع أمامه بشرود حينما إستمع للمؤذن وهو يُأذن لصلاه الفجر فنهض من جلسته وتوجه إلى الحمام وتوضأ وتوجه كى يُصلى , وما إن إنتهى حتى توجه إلى غرفته كى يغفو قليلا فغداً لديه عمل هام عليه إنجازه
دلف يامن إلى الغرفه ولكنه عقد حاجبيه فى إستغراب ما إن وجد الغرفه خاويه فخرج من الغرفه كى يبحث عن رهف , وما زاده قلقاً هو أنه لم يجد رهف بالصاله حيث تركها ولا بغرفه الأطفال , بدأ عقله يراوده ببعض الأفكار .. هل تركت البيت وتوجهت لوالدها ؟ , هل نزلت قليلا لتسير بالشارع ولكن فى هذا الوقت !!!
توجه يامن إلى هاتفه كى يهاتفها ولكنه سمع صوت رنين هاتفها يأتى من المطبخ فتوجه سريعا إليه وأضاء الإناره ولكنه شهق فجأه ما إن وجدها ملقاه على الأرض فتوجه إليها سريعا وهو يهزها برفق ممزوج بالخوف قائلا
يامن : رهف .. رهف
................
....................
الحلقه التاسعه والعشرين
كان يامن واقف أمام الغرفه الخاصه بالكشف فى المشفى فبعد أن فشل فى إفاقه رهف بكافه الوسائل حملها سريعا وتوجه بها إلى المشفى , وها هو الأن يقف خارج الغرفه يعتصره القلق , وبينما كان يجوب الغرفه ذهابا وإيابا خرج الطبيب من الغرفه فتوجه إليه يامن قائلا
يامن بلهفه : رهف كويسه ؟
الطبيب بهدوء : أه تمام هى بخير .. و عا................................
قاطعه يامن ودلف إلى الغرفه فوجد رهف ترقد على الفراش فتوجه إليها سريعا وأمسك بيدها وأخذ يُقبلها بحب والدموع تنهمر من عينيه فنظرت له رهف بحب وهتفت قائله
رهف : يامن
يامن : أنا أسف .. معرفش إن زعلى منك هيعمل كدا .. حقك عليا يا رهف
تحسست رهف وجنته بيدها بحنان وهتفت قائله
رهف : مبعرفش أزعل منك .. بحبك أوى
فى تلك اللحظه دلف الطبيب متنحنحا فإعتدل يامن وجلس بجانب رهف فهتف الطبيب قائلا
الطبيب : حمد الله على سلامتها .. هى تقدر تروح دلوقتى وأنا هكتبلها شويه فيتامينات كدا عشان أنا شايفها ضعيفه شويه وعشان البيبى كمان
إتسعت عينى رهف ويامن ونظر كلاهما للأخر ثم نظروا للطبيب قائلين
رهف ويامن : بيبى إيه ؟
الطبيب بإستغراب : البيبى بتاعك يا مدام .. حضرتك متعرفيش ولا إيه إنك حامل
نظرت رهف للطبيب بصدمه وكذلك يامن الذى ردد خلف الطبيب قائلا
يامن : حامل
الطبيب مؤكدا بإبتسامه : أيوه .. مكنتوش تعرفوا ولا إيه ؟
لم يجيبه أى من رهف ويامن فنظر لهم الطبيب وعلى وجهه إبتسامه واسعه من ملامحهم المتفاجئه قائلا
الطبيب : على العموم ألف مبرروك وإن شاء الله كام شهر ويشرفكم أجمل طفل
تركهم الطبيب وغادر بينما نظرت رهف ليامن وهتفت قائله
رهف بعدم تصديق : يامن أنا حامل
نظر لها يامن وقد بدأت الدموع تنهمر من عينيه مجددا ولكن تلك المره فرحاً على هذا الطفل الذى وهبهم إياه الله عز وجل ثم قبل يدها وضمها إلى صدره
*********************************
فى صباح اليوم التالى
كان ساجد فى مكتبه يُراجع بعض الأوراق قبل إجتماعه مع رؤساء الأقسام ولكن عقله فى مكان أخر , عقله مع نغم التى رفضت طلبه ولكن داخله شعور يُأكد حبها له ولكن لا يعرف لماذا تصر على رفضها فهو حاول معها مرار عقب طلبها الأخير بالإستقاله ولكنها بكل مره ترفض , قطع تفكيره إستأذان نغم للدخول , وما إن دلفت حتى وقفت أمام المكتب وظلت صامته فتره فنظر لها ساجد بإستغراب
ساجد بإستغراب : مالك يا نغم فى حاجه .. ساكته كده ليه ؟
أخرجت نغم ورقه من جيب سترتها ووضعتها أمام ساجد فنظر بها ساجد ووجدها طلب إستقاله فهتف قائلا وهو يضع الورقه جانبا
ساجد برفض : ما قولت مره إنى مش .....................
قاطعته نغم بهدوء : أستاذ ساجد لو سمحت أنا مصره على الإستقاله المره دى .. ولو حضرتك موافقتش أنا كده كده مش هاجى الشغل تانى
نهض ساجد من جلسته وتوجه إليها وهتف قائلا
ساجد بإنفعال : يعنى إيه لو موافقتش مش هتيجى أصلا تانى .. يعنى أنا مليش لازمه بقى أوافق موافقش مش مهم
لم تجيبه نغم فأمسك بذراعها وهو يهتف قائلا
ساجد بإنفعال : أنتى ليه مش قادره تفهمى إنى بحبك ومقدرش أعيش من غيرك تانى .. أنا بجد بحبك يا نغم أرجوكى إفهمى ومتبعديش عنى
نغم بتماسك : لا يا أستاذ ساجد أنت مش بتحبنى أنت بس لقيت فيا اللى مش موجود فى مدام وعد .. لكن أنت بتحبها هى والدليل صورتها اللى على مكتب حضرتك واللى مفكرتش تشيلها ولو مره واحده ويوم ما العامل شالها بالغلط وغير مكانها قلبت الدنيا .. صدقنى لو مدام وعد إهتمت بحضرتك شويه هتسيب الدنيا كلها علشانها ..حضرتك بتحبها أوى فعلا يا بختها بيك .. بعد إذن حضرتك .. أشوف وشك بخير
حاول ساجد أن يُثنيها عن قرارها ولكن دون فائده , خرجت نغم من مكتب ساجد بلا رجعه وفى طريق خروجها لم تعد تتحمل كتمان دموعها فتركتها تهبط بأريحيه
نغم بحزن : أنا أسفه يا ساجد بس كان لازم أعمل كده .. أنا أستحاله أخرب بيت ولا أفرق أسره عن بعضها
عادت بها ذاكرتها إلى الموقف الذي جعلها تقرر الإبتعاد عن حياة ساجد بلا رجعه
....... فلاش بااااك .......
كانت نغم تتجول بأحد المولات وهى تُفكر فى ساجد وكلماته التى لمست قلبها لشعورها بصدقه , وجدت نفسها تقف أمام أحد فساتين الزفاف الموضوعه بأحد المحلات فإبتسمت وهى تتخيل لو أن ساجد برفقتها , وبعد فتره شعرت أنها بحاجه للجلوس فإتجهت للكافيه الموجود بالمول وما كادت تجلس حتى رأت ساجد ووعد ومالك بأحد الطاولات , وكان ساجد يضحك مع مالك ووعد بجانبهم تتطلع إليهم بفرحه , كانوا عائله مكتمله لا ينقصها شئ وكانت السعاده ظاهره على ملامحهم فسحبت نغم نفسها سريعا والدموع بعينيها قبل أن يراها أحد وخرجت من المول سريعا وفى عقلها قرار واحد هو الإبتعاد عن ساجد وتركه لعائلته
...... عوده إلى الوقت الحاضر .......
نغم بحزن : مكنش ينفع أخد راجل من عيلته أنا مش كده وأهلى مربونيش إنى أدمر حياه حد .. لازم أبدأ حياتى من جديد .. لازم أحاول أخرج نفسي من التجربه دى .. لسه الحياه مستمره وطول ما أنا عايشه لازم أتعلم .. لازم أقلب صفحه ساجد من حياتى
خرجت نغم من الشركه وهى تتنفس بأريحيه قدر إمكانها لتبدأ حياه جديده بعيداً عن صفحه ساجد وما حدث لها فتعلقها به من الأساس كان خطأ إرتكبته فى حق نفسها
........
فى نفس التوقيت
كان حسن يقف أمام المرآه يضبط ملابسه , وما إن إنتهى حتى نظر حوله باحثاً عن مفاتيح سيارته ولكنه لم يجدها فزفر فى ضيق فهو لا يجد أشياؤه ما إن يضعها
حسن بضيق : البيت ده فيه عفريت يعنى .. أكيد العيال هما اللى خادوهم
خرج حسن من الغرفه وهو يهتف بأعلى صوته على سلمى , وما إن وجدها جالسه بالمطبخ وهى منكسه رأسها حتى توجه إليها قائلا
حسن : مش بنادى عليكى يا سلمى .. مبترديش ليه ؟ .. وفين مفاتيح العربيه
لم تجيبه سلمى ولكنه شعر بإهتزاز كتفيها قليلا فعقد حاجبيه فى إستغراب ثم جثى بركبتيه أمامها وهتف قائلا
حسن : مالك يا سلمى ؟ .. أنتى بتعيطى ؟
نظرت له سلمى وقد على نحيبها فهتف حسن قائلا وهو يضمها إلى صدره
حسن : فى إيه بس ؟ .. البنات ضايقوكى ؟
سلمى ببكاء : لا
حسن بقلق : أومال فى إيه ؟ .. أنتى تعبانه ؟
أومأت سلمى برأسها إيجابا فشدد حسن من ضمها إلى صدره وهتف قائلا
حسن : رجعتى تانى النهارده ؟
سلمى ببكاء : أنا برجع كل لحظه أصلا يا حسن .. أنا تعبانه أوى وخايفه يحصلى زى ما حصل فى ولاده البنات
أبعدها حسن عن حضنه ونظر لها ثم هتف قائلا
حسن : أنا جنبك ومش هيحصل أى حاجه وحشه بإذن الله .. متخفيش والنهارده هرجع بدرى شويه ونروح للدكتور تمام
أومأت سلمى برأسها إيجابا فقبلها حسن على جبينها وهتف قائلا
حسن : هروح أشوف المفتاح تلاقى البنات بيلعبوا بيه كالعاده وهكلمك لما أوصل المحل
سلمى : خلى بالك من نفسك
حسن بإبتسامه هادئه : وأنتى كمان
خرج حسن باحثاً عن المفتاح مع إحدى الفتايات ووجده بالطبع مع إحداهما وأخذه منها بعد أن أقنعها بأنه سيذهب ليجلب لها الحلوى إن أعطته إياه فوافقت على الفور وأعطته قبله على وجنته
**********************************
بعد مرور ثلاثه أيام
كان يامن جالسا أمام التلفاز حينما خرجت رهف ووقفت أمامه وهى ترتدى فستان طويل باللون الأبيض فوقه جاكت جينز قصير وتغطى شعرها بطرحه بيضاء وتزين وجهها بقليل من الكحل , نظر لها يامن ثم أشاح ببصره فقلبت رهف شفتيها فى حزن طفولى ثم هتفت قائله
رهف : يا سلام .. هتفضل مقموص منى كدا ... يا يامن لازم أخرج عشان حبيبه لازم أشوفها لأنى بقالى فتره كبيره مش بكلمها وهى أصلا زعلانه منى .. متزعلش بقى والله هخلى بالى على نفسى وعلى البيبى
لم يجيبها يامن فنظرت له وهى تجز على أسنانها بغيظ ثم هتفت قائله
رهف : طيب قولى رأيك فى الفستان ؟ .. حلو كدا ولا إيه ؟
نظر لها يامن قليلا ثم أشاح ببصره إلى الجهه الأخرى وهتف قائلا وهو يرفع حاجبه
يامن : زى كل مره .. زى القمر
إبتسمت رهف بفرحه ثم توجهت إليه وقبلته على وجنته وهتفت قائله
رهف : مش هتأخر يا عم المقموص
ما إن إستدارت رهف حتى إبتسم يامن فهتفت رهف قائله وهى تفتح الباب
رهف : عرفه إنك بتضحك على فكره
لم يجيبها يامن بل إزدادت إبتسامته وكذلك خرجت هى وعلى وجهها إبتسامه واسعه فرحه
.......
بعد مرور ساعه
كانت رهف تجلس مع حبيبه بأحد الكافيهات يحتسيان " الكابتشينو " المشروب المفضل لرهف والتى أصرت على حبيبه كى تتناوله وتبتعد ولو قليلاً عن النسكافيه
حبيبه : مبحبش الكابتشينو ده على فكره
رهف : ده حلو أوى .. جربيه بس
حبيبه : طيب .. قوليلى بقى كنتى فين الفتره اللى فاتت دى ؟
رهف : ياااه ده حصل بلاوى
حبيبه بقلق : بلاوى إيه ؟
رهف : هقولك
سردت رهف لحبيبه ما حدث فى الفتره السابقه فتفاجأت حبيبه وهتفت قائله ما إن إنتهت رهف
حبيبه بصدمه : ويامن عرف عنى كل حاجه .. هيقول عنى إيه دلوقتى
رهف : لا متخفيش أنا حكيت ليامن الموضوع بتاعك من برا يعنى متطرقتش أوى فى موضوعك وأنا بحكيله وهو إحترم ده ومسألنيش عن التفاصيل
حبيبه : بس ده قرأ الورق وبعدين أنتى بتقولى أنه عارف مازن جوزى
رهف : إهدى يا حبيبه .. يامن مقرأش الورق اللى فيه تفاصيل حياتك بالظبط .. قرأ الورق التانى اللى خلاه يبعد عنى الفتره اللى فاتت .. متخفيش أنا عارفه يامن وعارفه إنه مستحيل يبصلك بصه وحشه وبعدين هيبصلك من أساسه بصه وحشه ليه .. هو إيه اللى غلط اللى إرتكبتيه أصلا .. وعلى فكره يامن مستحيل يقول حاجه لمازن .. بصى أنا أصلا أشك إنه يعرفك ويعرف إنك مرات مازن .. هو مشفكيش قبل كدا غير فى الفرح وميعرفكيش
حبيبه بشك : أومال هو قالك إيه لما قولتيله إنك خارجه معايا ؟ .. مسألش مين حبيبه دى ؟
رهف : لا سأل وقولتله حبيبه صحبتى .. حبيبه أنا والله ما هضرك ولا هسببلك مشاكل متخفيش
حبيبه : أنا واثقه فيكى يا رهف وعارفه إنك جدعه وأنا أصلا ناويه أحكى لمازن على كل حاجه بس مش دلوقتى لما أتجرأ شويه
صمتت حبيبه قليلا ثم هتفت قائله بخجل
حبيبه : تعرفى إنى إشتريت لانجرى لوحدى .. أول مره أعملها
إبتسمت رهف ولم تجيب فهتفت حبيبه قائله
حبيبه بإستغراب : بتضحكى على إيه ؟
رهف بإبتسامه : مبسوطه بيكى يا حبيبه .. فرحانه إنى ألاقيكى إتغيرتى كدا .. مبسوطه أوى بجد
حبيبه بإبتسامه : أنا اللى مبسوطه إنى إتعرفت عليكى وربنا جعلك سبب فى تغييرى ده
ربتت رهف على يدها بحب قائله
رهف : أنتى خلاص مبقتيش محتاجه نصايح تانى منى بقيتى عفريته
حبيبه : لا طبعا .. هفضل دايما محتجالك جنبى ومتنسيش إننا بقينا أصحاب
إبتسمت رهف بفرحه لتغير حبيبه ولكونها إكتسبت صديقه نقيه مثلها
********************************
فى مساء اليوم التالى
كانت حبيبه تراجع كل التحضيرات التى أعدتها من أجل الإحتفال بعيد ميلاد مازن قبل عودته إلى المنزل
حبيبه لنفسها : الولاد عند ماما .. والسفره جاهزه والأكل سخن والتورته جاهزه فى أوضه الأنتريه والشموع على الأرض تمام والورد على السرير وفى أوضه النوم تمام .. كده كله تمام .. أدخل أجهز بقي
كانت حبيبه قد زينت غرفه الجلوس بالورود والشموع ووضعت على الطاوله قالب كيك على شكل قلب مكتوب فوقه
" كل سنه وأنت طيب يا حبيبى "
إتجهت لغرفه نومها كى تستعد لإستقبال مازن , أخرجت الملابس التى إشترتها وإرتدتها سريعا ووضعت اللمسات الأخيره على شعرها ووضعت أحمر شفاه لونه أحمر حتى يناسب القطعه التى ترتديها
حبيبه لنفسها : كده تمام يارب بس يعجبه كل ده ... أول مره أشتري لانجري بنفسي ولوحدي يارب ذوقي يعجبك يا مازن .. لازم الليله دى تكون غير أى ليله لازم نبدأ حياه جديده
وما إن إنتهت حتى نظرت إلى الساعه فوجدت مازن تأخر عن موعده فقررت أن تهاتفه لتطمن عليه , أما مازن فكان فى طريقه لمنزله عندما رن هاتفه فأجابه قائلا
مازن : أيوه يا حبيبه
حبيبه بقلق : إيه يا مازن إتاخرت ليه .. قلقتنى ؟!
مازن بحب : أنا فى الطريق يا بيبه متقلقيش .. ربع ساعه وأكون فى البيت بإذن الله
حبيبه بإرتياح : بإذن الله .. خلى بالك من نفسك وتوصل بألف سلامه ... فى أمان الله
مازن بحب : حاضر .. مع السلامه
حبيبه : مع السلامه
أغلقت حبيبه الهاتف مع مازن وظلت تفكر فى ليلتهم سويا وشردت بذاكرتها فى ليله زفافهم فنهرت نفسها وقررت عدم التفكير فى أى شئ مما مضى
حبيبه لنفسها : إيه الهبل اللى بتفتكريه ده فكري فى النهارده وبس .. إعتبري النهارده بدايه حياتكم سوا
أما مازن فقد كان يشعر بالتغير الطارئ على حبيبه منذ فتره وحاول هو أيضا أن يتغير من أجلها فرغم كل شئ هو على ثقه أن حبيبه الشخص الوحيد الذي يجب أن يتغير لأجله , وبعد مرور بعض الوقت وصل مازن إلى منزله , وما إن فتح باب المنزل حتى وجد إضاءه الشموع الخافته هى ما ينير الشقه ولاحظ الأرض المفروشه بالورود فإبتسم وعندما رفع بصره وجد حبيبه وكأنها عروس ليله زفافها فلم يستطع أن يحيد ببصره عنها مما أربكها بشده
حبيبه بخجل : هتفضل واقف عندك بتبصلي كتير؟
مازن بإنبهار : أصلك زي القمر .. إيه الجمال ده كله
إبتسمت حبيبه بخجل فإقترب منها مازن , وما إن وصل إليها حتى قبل رأسها
حبيبه بخجل : كل سنه وأنت طيب يا حبيبى
مازن بإستغراب : وأنتى طيبه يا حبيبتى .. بس إيه المناسبه ؟!
أمسكت حبيبه بيده وأخذته إلى غرفه الجلوس بعد أن طلبت منه أن يُغمض عينيه وبعد أن أصبحا أمام قالب الكيك أخبرته بأن يفتح عينيه
حبيبه بحب : إيه رأيك ؟ .. بمناسبه عيد ميلادك .. كل سنه وأنت طيب
مازن بتذكر : يااااااه أنا كنت ناسي خالص .. كل سنه وأنتى طيبه يا بيبه .. ربنا ميحرمنيش منك أبدا
أطفأ مازن الشموع التى بقالب الكيكه وكانت هذه المره الأولى التى تحتفل بها حبيبه بعيد ميلاد مازن بهذا الشكل الرومانسي
حبيبه : يلا بقي عشان نتعشي .. عملالك كل الأكل اللى بتحبه
مازن بخبث : بس أنا عايز أكل حاجه تانيه
حبيبه بإستغراب : حاجه إيه ؟
مازن بحب : أنتى
لم يعطى مازن فرصه لحبيبه للرد فقد حملها إلى غرفه نومهما وبسرعه البرق كانا يحلقان فى عالم الحب الخاص بهم ولأول مره بسعاده حقيقه من الطرفين , وبعد فتره إعتدل مازن فى نومته ثم إحتضن حبيبه بسعاده بعد أن قبل كتفها بحب فإبتسمت له بخجل
مازن بحب : مبسوطه يا حبيبه ؟
تلون وجه حبيبه بحمره الخجل فإبتسم مازن لخجلها
مازن بثقه : عارف إنك بتتكسفي .. بس أول مره أحس إنك مبسوطه .. وأنا مبسوط أوى أوى .. بحبك يا بيبه
حبيبه بحب : وأنا كمان بحبك يا مازن
شدد مازن من إحتضانها وراحا فى سبات عميق والسعاده باديه على وجه كلاً منهما
********************************
بعد مرور أسبوعين
كانت وعد قد إنتهت من حمامها فأمسكت بإحدى المناشف وأخذت تجفف شعرها برفق ثم لفت منشفه أخرى حول جسدها وخرجت من الحمام وتوجهت إلى المطبخ كى تحضر إحدى الساندوتشات فهى جائعه بشده , وما إن إنتهت حتى خرجت من المطبخ وتوجهت إلى غرفتها وما إن دلفت للغرفه حتى إتسعت عينيها بصدمه وهتفت قائله
وعد : ساجد !