رواية ما بين الحب والرغبة الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17بقلم هدير الصعيدى

رواية ما بين الحب والرغبة

الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17

بقلم هدير الصعيدى


فى المساء 

قرر مازن وحبييه تناول الطعام خارج المنزل كنوع من التجديد , فإصطحب مازن حبيبه إلى أحد المطاعم الراقيه وكان قد حجز طاوله لفردين مسبقاً وبعد جلوسهم وطلبهم للعشاء ظلت حبيبه تتطلع لما حولها

 

مازن بفضول : عجبك المطعم ؟!

حبيبه بإعجاب : جميل جدا وهادى أوى وموقعه ممتاز

مازن : طيب الحمد لله .. نبقى نيجى هنا كل فتره كدا 

 


بعد إنتهاء حبيبه ومازن من سهرتهم توجهوا بالسياره إلى منزلهم مره أخري , وأثناء الطريق تذكرت حبيبه أمر دعوه الزفاف الخاصه بريهام شقيقه حسن 


حبيبه بتذكر : صحيح نسيت أقولك حاجه 

مازن بإهتمام : خير ؟ 

حبيبه : سلمى جارتنا مرات الأستاذ حسن عزمتنى على فرح ريهام أخته .. هو حسن جابلك دعوه ؟

مازن : أه قابلنى النهارده وإدهالى .. بس بفكر نكبر دماغنا ومنروحش 

حبيبه بإصرار : ليه بس يا مازن .. أنا كان نفسي نروح 


كان مازن يتطلع بإهتمام للطريق ولكن فى نفس الوقت يستمع لحديث حبيبه بإهتمام


مازن : يا حبيبه ده  فرح ناس جيرانا .. معتقدش مهم أوى نروح 

حبيبه بإصرار : عشان خاطري يا مازن نروح .. لو مروحتش سلمي هتزعل منى أوى وبعدين أنت عارف إنها مش بس جارتى دى صحبتى كمان 

مازن بإستسلام : طيب خلاص هشوف كدا يا حبيبه حسب شغلى 

حبيبه : أنا هقولها إننا رايحين 

مازن بضيق : طيب يا حبيبه حاضر 

 

شعرت حبيبه بفرحه كبيره بموافقه مازن فنظرت من النافذه المجاوره لها وأخذت تفكر فيما سترتديه فى تلك المناسبه 


....... 


بعد مرور ساعه 


كانت حبيبه قد وصلت للمنزل ودلفت كى تبدل ثيابها حينما أعلن هاتفها عن قدوم رساله ففتحته سريعا فوجدت رهف مُرسله لها العديد من علامات الإستفهام نتيجه لعدم ردها على الرساله التى قد أرسلتها لها بالأمس


حبيبه : وبعدين بقى فى المصيبه دى كمان .. تشوفنى إزاى بس ؟ .. ياربى أعمل إيه 


ظلت حبيبه تجوب الغرفه ذهابا وإيابا وهى تُفكر بما تجيبها وفجأه أمسكت هاتفها وأرسلت لها 


" معلش يا رهف .. أنا مش هقدر أخرج خالص الفتره دى لظروف كدا عندى فى البيت " 


أرسلت لها رهف فى الحال 


 " ولا يهمك عادى .. أنا قلقت لما أنتى مردتيش بس " 


أرسلت لها حبيبه 


 " معلش أصل جوزى كان بينادى عليا " 


أرسلت لها رهف 


" طيب ولا يهمك .. معلش أنا مضطره أقفل دلوقتى وهكلمك تانى .. أتمنى متختفيش تانى " 


أرسلت لها حبيبه 


" لا متقلقيش " 


أغلقت حبيبه الهاتف ووضعته على الفراش وزفرت بإرتياح لمرور الأمر بسلام  


                          *******************************


بعد مرور يومين 


كانت وعد وساجد ورهف ويامن مجتمعين فى منزل منال ( والده ساجد ويامن ) وكان يامن وساجد يقفون بحديقه المنزل يقومون بشواء قطع اللحم , بينما كانت رهف تقف مع منال بالمطبخ تساعدها بإعداد باقى الطعام حينما هتفت قائله 


رهف : هطلع أشوف يامن يا ماما وهاجى تانى 

منال : طيب يا حبيبتى ونادى لوعد تعمل السلطه 

رهف : حاضر 


خرجت رهف من المطبخ فوجدت يامن وساجد يمزحون بالقرب من وعد الجالسه تعبث بهاتفها فإقتربت من وعد وهتفت قائله 


رهف : وعد تعالى أعملى السلطه 


نظرت لها وعد بإستعلاء ثم هتفت قائله 

وعد : ما تعمليها أنتى 

رهف بصدمه : نعم ! 

وعد : إيه مبتعرفيش تعملى سلطه 


همت رهف بالرد ولكن يامن نهض من جلسته وهتف قائلا 

يامن : تعالى يا رهف 


توجهت معه رهف بعيدا فهتف قائلا 

يامن : سيبك منها وأعمليها أنتى معلش مع ماما 

رهف : هى بتكلمنى كدا ليه أصلا 

يامن : سيبك منها بقى 

رهف : طيب 


أما ساجد فما إن نهض يامن وإبتعد قليلا هو ورهف حتى نظر لوعد بضيق وهتف قائلا 


ساجد : إيه اللى أنتى عملتيه ده ؟ 

وعد بضيق : عملت إيه ؟ 

ساجد : مش عارفه يعنى .. وبعدين أنتى قاعده كدا ليه ومش بتساعديهم .. عيب تبقى ماما ورهف واقفين فى المطبخ وأنتى قاعده كدا 

وعد : أنا مبعرفش أعمل حاجه غير فى مطبخى


نظر لها ساجد بغضب فأشاحت بوجهها للجهه الأخرى وأكملت ما تفعله بهاتفها , وفى تلك اللحظه أتى يامن وهتف قائلا 


يامن : إيه ياعم مش هتقوم نشوف اللحمه 

ساجد : يلا 


......


بعد مرور ساعه 


كان الجميع يجلس على الطاوله يتناول الطعام حينما هتف يامن قائلا 

يامن : الأكل حلو أوى تسلم إيدك يا ماما 

منال بإبتسامه : تسلم إيد رهف .. هى اللى عملت كل حاجه 


إبتسمت رهف فنظر لها يامن بحب وفخر , وفى تلك اللحظه وقعت الملعقه الخاصه بساجد على الأرض فهتف قائلا 


ساجد : وعد معلش هاتيلى معلقه من جوا 


لم تنظر له وعد وهتفت قائله وهى تتناول طعامها 

وعد : ما تقوم تجيب أنت .. مش شايفنى باكل 


إتسعت عينى ساجد بصدمه وكذلك الجميع الذين تركوا طعامهم ونظروا لوعد بصدمه , وكان أول من خرج من صدمته هو يامن الذى نظر لرهف كى تنهض سريعا وتحضر ملعقه فنهضت سريعا وهى تهتف قائله 


رهف : هقوم أجيب أنا .. أنا أصلا كنت رايحه أجيب الملاحه من جوا ليامن 


نهضت رهف وأحضرت لساجد الملعقه بينما ظل ساجد ناظرا لوعد بصدمه ممزوجه بالضيق  نتيجه إحراجها له بتلك الطريقه أمام الجميع 


إنتهى الجميع من تناول الطعام وتوجه ساجد ويامن ليجلسوا سويا بالصاله حينما هتف يامن قائلا وهو يربت على قد ساجد 


يامن : هى الستات كلها كدا .. بتضايق فجأه وتفرح فجأه .. تلاقيها بس فى حاجه ضايقتها .. أكيد متقصدش 

ساجد بسخريه : يمكن 


نظر له يامن بحزن فهتف ساجد قائلا 

ساجد : صحيح حسن كلمنى وعزمنى على فرح أخته .. فعايزين نروح بقى لأنه جه الفرح بتاعك 

يامن : خلاص تمام 

ساجد : إحنا هنمشى بقى متيجوا معانا 

يامن : لا لا هنروح عشان منتأخرش 

ساجد : ياعم مش هتتأخروا .. تعالوا عندنا نشرب حاجه وبعدها روحوا 

يامن : طيب أوك 


نهض يامن وساجد وودعوا والدتهم وتوجهوا إلى منزل ساجد ووعد , وما إن وصلوا حتى جلسوا سوياً وبعدها توجه يامن وساجد إلى الشرفه بينما جلست وعد مع رهف بالصاله يشاهدون التلفاز وأخذت وعد تُلقى بعض الكلمات اللاذعه على مسامع رهف التى كانت تحاول تجنب الشجار معها قدر إستطاعتها وما إن ملت حتى نهضت من جلستها وتوجهت ليامن تخبره برغبتها فى التوجه للمنزل 


......


بعد مرور فتره قصيره  


كانت رهف ويامن قد وصلوا أسفل البنايه فإستقلوا المصعد متوجهين إلى شقتهم وما إن وصلوا حتى دلفت رهف إلى المنزل بخطوات غاضبه عقب فتح يامن للباب وقذفت حقيبتها على الأريكه الموضوعه بالصاله فزفر يامن بضيق وهتف قائلا 


يامن : إستغفر الله العظيم يارب .. هى الليله دى مش هتعدى يعنى من غير خناق .. أنتى مصممه بقى 


إستدارت رهف ونظرت له بضيق ثم هتفت قائله 

رهف : والله الكلام ده كنت تقوله لمرات أخوك المحترمه اللى مش طايقه نفسها ولا طايقه حد 

يامن بغضب : وهو أنا ليا كلام عليها عشان أكلمها  

رهف : تمام .. متقعدش بقى تقولى معلش أصلها ومش أصلها ..أنا أصلا مش هروح عندها البيت تانى 

يامن بعصبيه : عنك ما روحتى 


إتسعت عينى رهف ونظرت ليامن بصدمه ثم أخذت حقيبتها ودلف إلى الداخل بينما جلس يامن على الأريكه وهو يزفر فى ضيق 


...... 


بعد مرور ساعتين 


دلف يامن إلى غرفه نومهم فوجد رهف تجلس على الفراش وهى تبكى فأبدل ملابسه ثم توجه إلى الفراش وأزاح الغطاء وجلس بجانبها دون أن يتحدث 


وبعد فتره من الصمت قطعها رنين هاتف يامن والذى نظر لهاتفه بإستغراب فى البدايه لتأخر الوقت ثم أجاب وظل يتحدث عده دقائق مع أحد العملاء وهو يحاول أن يبدو هادئا فالساعه قد إقتربت على الثانيه عشر وهناك من يهاتفه للعمل 


وأثناء إنشغاله بالحديث أبعدت رهف الغطاء كى تنهض ولكن أمسك يامن بيدها كى يمنعها فنظرت ليده فى ضيق وهتفت قائله 


رهف : وسع 


نظر لها يامن بمعنى أن تصمت حتى ينهى مكالمته فصمتت على مضض 


أنهى يامن مكالمته ووضع الهاتف بجانبه على الكومود ثم إستدار برأسه ونظر لرهف التى كانت لا تزال تبكى وهتف قائلا 


يامن : ممكن تبطلى عياط ؟ 

رهف ببكاء : أبطل .. حاضر هدوس على الزرار أهو وهبطل .. قبل ما تقولى بطلى عياط إبقى شوف أسلوبك معايا فى الكلام الأول 

يامن بغضب : أنتى اللى بتوصلينى لكدا باللى بتعمليه 


نظرت له رهف بضيق فهتف قائلا

يامن : إيه بقول حاجه غلط ؟ 

رهف : أه بتقول .. أنا موصلتكش لحاجه .. أنت اللى دايما عايزنى مضايقش من معرفش مين ومفكرش فى إللى معرفش مين عملته معايا ودايما بتهيف من مشاكلى .. مع إنى عمرى ما هيفت من أى مشكله عندك 

يامن : عشان مشاكلك تافهه فعلا .. إيه اللى قاعده بتعيطى عشان وعد كلمتك بأسلوب وحش .. ما أنتى عرفه طبيعتها .. إيه بتعيطى عشان إتخانقتى مع صحبتك .. متعصبه ومش عايزه حد يكلمك عشان متضايقه إنك مش عارفه تكتبى مشهد معين فى الروايه 


نظرت له رهف بسخريه من حديثه ثم هتفت قائله 

رهف ببكاء : لا على فكره بقى أنا مشاكلى مش تافهه ولا حاجه .. كل اللى أنت بتقوله ده حياتى أنا .. أنا حياتى عباره عن صحابى والكتابه والحجات دى .. زى ما حياتك عباره عن شغلك وأنا مبتفهش من أى مشكله بتحكيهالى .. أنا محيط حياتى طبيعى يبقى فيه مشاكل من النوع ده .. لكن عشان أنت محيط حياتك مختلف وفى الشغل فمشاكلك غيرى .. كل واحد ليه مشاكله فزى منا بحترم مشاكلك ومبقللش منها أنت كمان المفروض تعمل كدا 


أنهت رهف حديثها وأجهشت فى البكاء بشده مما جعل يامن يقترب منها ويضمها إلى صدره ويهتف قائلا 


يامن : أنا أسف .. متزعليش منى يا رهف .. أنا والله بضايق أوى لما بشوفك كدا أو لما ألاقيكى مضايقه بسبب حد ميستاهلش .. ويا ستى متبطليش تحكيلى مشاكلك أبدا حتى لو أنا زهقت منها بردو إحكيلى 

رهف ببكاء : لا أنت بتزعقلى علطول لما بحكيلك وأنا بخاف منك 


ضمها يامن أكثر إلى صدره وهتف قائلا 

يامن : لا متخفيش إحكى زى ما أنتى عايزه .. بس غيرى طريقتك وأنتى بتحكى المشكله عشان أنا متضايقش لأنك بتحسسينى إنى أنا مذنب مع اللى ضايقوكى 


جففت رهف دموعها وهتفت قائله بسخريه 

رهف : هبقى أغير الطريقه حاضر .. هحطلها فيونكه إيه رأيك ؟ 


رفع يامن حاجبه وهتف قائلا 

يامن : أنتى بتتريقى بقى ؟


إبتعدت عنه رهف وهتفت قائله 

رهف بعند : أه بتريق 

يامن بخبث : بقى كدا .. طيب أنا هوريكى 


نهضت رهف من فوق الفراش سريعا ما إن رأت بعينيه نظرات ماكره ثم هتفت قائله 

رهف : إبعد أحسن يا يامن 

يامن : أنتى هتجرى منى يعنى ؟ 

رهف : أه 


نهض يامن من جلسته وما إن هم بالإمساك برهف حتى إنطلقت تعدو سريعا إلى الخارج بينما لحقها يامن وسط ضحكاتها المرتفعه والتى ملأت أرجاء الشقه بأكملها وهذا ما كان يريده 


                        *********************************


فى مساء اليوم التالى 


كانت رهف تجلس تشاهد مسلسلها المفضل وهى تنتظر وصول يامن إلى المنزل , وأثناء مشاهدتها للمسلسل سمعت صوت الباب يُغلق فقفزت من جلستها لتستقبل يامن

 

رهف بحب : حمدلله على السلامه يا حبيبى

يامن بإرهاق : الله يسلمك يا قلبي


رمى يامن حقيبه الأوراق التى بيده وجلس على أقرب مقعد بإرهاق شديد

رهف بقلق : مالك يا يامن .. أنت تعبان ؟

يامن بحب : لا يا حبيبتى متقلقيش .. أنا مرهق بس من الشغل  ... كان كتير أوى النهارده

رهف بحب : ربنا يقويك يا حبيبى .. أحضرلك الأكل ؟

يامن برجاء : ياريت يا حبيبتى على ما أغير هدومى لأنى ميت من الجوع

رهف بحب :حاضر 


وقفت رهف تعد الطعام ليامن وهى تدندن ببعض الكلمات , أما يامن فإتجه إلى غرفتهم وأبدل ملابسه وألقى بجسده على الفراش وأشعل التلفاز لُيسلي نفسه قليلا حتى تنتهى رهف من إعداد الطعام ولكن أثناء إنتظاره لرهف غط فى نوما عميق , وبعد إنتهاء رهف من إعداد الطعام توجهت لتخبر يامن فوجدته نائما

 

رهف بضيق : يعنى أنا واقفه كل ده أعملك أكل وفى الأخر تسيبنى وتنام .. كده برده يا يامن .. طيب تصبح على خير 


غفت رهف بجوار يامن وهى تشعر بضيق من تصرفه ذاك 


......... 


فى نفس التوقيت 


كانت حبيبه تنتقي فستان لها لتحضر به فرح ريهام أخت حسن ولكن كانت تصيبها الحيره الشديده بين فستانين 


حبيبه بحيره : مازن .. عايزاك تختارلى فستان من دول

مازن بإستغراب : هو أنا بفهم فى الحاجات دى يا حبيبه .. أنا أخري أقول لا ده ضيق لا ده مينفعش لكن الألوان والحاجات دى مفهمش فيها

حبيبه بحيره : معلش ساعدنى بقي  .. ألبس الاوف وايت ولا الروز 

مازن بدهشه : ها أوف إيه .. أحم أنا بقول أشوفهم عليكى الأول

 


دلفت حبيبه لترتدى الفساتين لتريهم لمازن ليختار لها واحداً , أما مازن فقد كان يحدث نفسه من الحيره فهو لا يعرف شئ عن الالوان التى ذكرتها زوجته


مازن بسخريه : ال أوف لايت ... مش لايت ده معناه نور .. أول مره أعرف أنه بقي لون فستان يلا ولله فى خلقه شئون 


وبعد فتره خرجت حبيبه بأول فستان لها الأوف وايت

حبيبه بحماس : ها إيه رأيك بقي ؟

مازن : جميل أوى  .. إلبسيه فعلا شكلك فيه زى القمر

حبيبه بفرح : بجد .. خلاص هلبس ده 

مازن بحب : مش أنا إخترت معاكى .. أعمليلى بقي حاجه أكلها لأنى جعان أوى والله

حبيبه :حاضر هدخل أعملك شويه ساندوتشات شاورما 

مازن بحب : أمممممممم شامم الريحه من دلوقتى .. تسلم إيدك مقدما يا بيبه

حبيبه بحب : مبتقولش بيبه غير لما تكون مبسوط أوى 

مازن بحماس : بصراحه فرحان أوى .. إحتمال يكون فى ترقيه قريب 

حبيبه بفرح : بجد .. ربنا يعلى مراكزك أكتر وأكتر يا مازن 


قبل مازن يدها بحب وهو يُأمن وراء دعائها فى سعاده 


                    ***********************************


فى مساء اليوم التالى 


كانت وعد نائمه فى فراشها تعبث بهاتفها فى صفحات الموضه وكان ساجد يتابع التلفاز وبين الحين والأخر ينظر إلى وعد التى لم تنتبه له , وبعد فتره إقترب ساجد من وعد وأبعد الهاتف من يدها قائلا 

 

ساجد بحب : وعد 

وعد بلامبالاه : نعم يا ساجد .. فى حاجه ؟ 

ساجد بحب : أنتى وحشانى أوى

 

حاول ساجد الإقتراب من وعد أكثر ولكنها إبتعدت عنه بضيق وهى تتأفف ولكنه لم يعير إبتعادها عنه أدنى إهتمام بل إقترب منها مجددا وهو يهتف قائلا 


ساجد بحب : موحشتكيش يعنى 

وعد بضيق : أوف بقي يا ساجد أنت ممل أوى بجد .. هو كل شويه عايز الكلام الفاضي ده .. أوف أنا بجد بزهق

ساجد بإستنكار : بتزهقى  !!


......... 


يتبع


الحلقه السابعه عشر 


في صباح اليوم التالى

 

إستيقظت وعد من نومها فلم تجد ساجد بجوارها فنظرت إلى الساعه فوجدتها مازالت السابعه صباحا مما زاد من دهشتها

 

وعد لنفسها : هو إيه اللى نزله بدري كده .. أما أتصل بيه كده أشوفه عشان ميرجعش يقول مش مهتمه بيه 


أمسكت وعد هاتفها وطلبت الرقم الخاص بساجد 


........


فى نفس التوقيت 

فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 


كان ساجد منتظر قدوم نغم للشركه بعد أن هاتفها وحثها على القدوم مبكرا لإنهاء أوراق الصفقه قبل عشاء العمل المتفق عليه وأثناء مراجعته للأوراق رن هاتفه فنظر لشاشته فوجدها وعد فنظر للهاتف ووضعه بجانبه دون أن يجيب 

 

ساجد بسخريه : لسه فاكره تتصلي دلوقتى يا وعد دنا نازل من البيت من بعد الفجر بشويه 


قاطع تفكيره طرق نغم على باب المكتب وإستأذانها بالدخول 

نغم بأدب : ممكن أدخل يا فندم 

ساجد : إتفضلي يا نغم 


جلست نغم أمام ساجد وأخذت تراجع الأوراق وتسجل ملاحظات ساجد الخاصه بالأوراق 


...... 


فى منزل ساجد ووعد 


كانت وعد قد إستشاطت غضبا من ساجد لعدم رده عليها فأخذت تجوب الغرفه ذهابا وإيابا بخطوات غاضبه 


وعد بغيظ : وكمان مش بترد عليا يا ساجد .. ماشي أنا اللى غلطانه ما تخرج بدري ولا حتى تنام فى الشارع أنا مالى .. أنا هتصل أخر مره ولو مردتش أنت حر بقى 


أمسكت وعد الهاتف وأخذت تطلب ساجد ولكنها لم تكتفى بمره واحده بدل تعدى إتصالها للعشر مكالمات 


.........


فى نفس التوقيت 

فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 


كانت نغم تتابع الأوراق مع ساجد وهاتف ساجد مازال يرن مما أزعج ساجد فأمسك بالهاتف وأغلقه نهائيا مما أثار دهشه نغم فهو نادرا ما يغلق هاتفه الخاص فدفعها فضولها لسؤاله 


نغم بهدوء : أستاذ ساجد لو حضرتك عايز ترد أنا ممكن أخرج لحد ما ترد براحتك 

ساجد بضيق : لا مفيش حاجه مهمه .. دى وعد هكلمها بعدين

نغم بتلقائيه : مدام وعد يبقي لازم حضرتك ترد لتزعل .. حضرتك بتحبها جدا ومينفعش تزعلها 

ساجد بعصبيه : ما تزعل ولا تتفلق مهى علطول مزعلانى


إنتفضت نغم من عصبيته ونظرت له بخوف بينما هتف ساجد قائلا بغضب 

ساجد : وبعدين أنتى إزاى تدخلى أصلا فى حاجه متخصكيش وإزاى تسمحى لنفسك إنك تتعاملى معايا بتلقائيه كده 

نغم بحزن : أنا أسفه يا فندم مكنش قصدى .. بعد إذن حضرتك 


همت نغم بالمغادره لأنها كانت على وشك البكاء ولكن أوقفها ساجد


ساجد بندم : نغم ممكن تستنى من فضلك .. أنا أسف 


نكست نغم رأسها بحزن  ثم جلست مره أخري وظلت تنظر للأرض

 

ساجد بندم : أنا أسف يا نغم بجد .. حقك عليا أنا بس عصبي الفتره دى 


أخذت نغم تقاوم البكاء لكنها لم تستطع فإنهمرت دموعها دون أن تشعر مما أثار ضيق ساجد فهو لم يقصد إيذائها بتلك الطريقه 


ساجد بندم : يا نغم أنا عمال أعتذرلك أهو .. متعيطيش بقي من فضلك .. وبعدين أنتى عارفه إنى برتاح لما بتكلم معاكى وأحكيلك بعيدا عن إنك مديره مكتبى مش سكرتيره بس ... خلاص بقي 


جففت نغم دموعها وأكملت عملها مع ساجد , بينما ظل ساجد يتحدث معها فى مختلف الموضوعات بعد أن أنهوا بعض الأوراق , أما وعد فكانت غاضبه لأقصى درجه وتتوعد لساجد وقررت فى النهايه ألا تبالى به فهى قد هاتفته مرارا وهو لم يجيبها 


......


فى المساء 


كان ساجد يقف أمام المرآه يستعد للذهاب للعشاء الخاص بالعمل , أخذ يمشط شعره وهو يطلق صفيرا دون أن يلتفت لوعد التى تكاد تنفجر من غيظها وهى تراه بذلك البرود والأناقه فلقد كان يرتدى بدلته السوداء التى إشتراها بصحبتها وكان يبدو بها وسيما للغايه ,  وفجأة قاطعته هاتفه  


وعد : ساجد أنا عايزه أجى معاك العشا ده 

ساجد بإستغراب : من إمتى يعنى ! .. ما أنا كنت بتحايل عليكى قبل كده تيجى معايا وأنتى اللى مكنتيش بتوافقي 

وعد بهدوء : وفيها إيه عايزه أروح أجرب جو رجال الأعمال ده مره وبعدين أنا زهقانه من القاعده فى البيت 

ساجد بسخريه : القاعده فى البيت ! .. هو أنتى بتقعدى فى البيت أصلا .. المهم يعنى العشا ده محدش منهم جاى بمراته .. هتيجى أنتى إزاى ؟

وعد بضيق : مليش دعوه أنا عايزه أجى .. مش شايفه فيها حاجه لما تاخدنى معاك أصلا حتى لو محدش جايب مراته .. أنت غيرهم 


 

ثم إقتربت منه وظلت تحرك يدها على يديه بنعومه وعقدت يديها خلف رأسه ثم قبلته على وجنته 


وعد بنعومه : علشان خاطري يا حبيبى 

ساجد بإستسلام : خلاص إلبسي وإجهزى وأنا هستناكى بس عشر دقايق بالظبط عشان مش عايز أتأخر 


إبتسمت وعد  وتوجهت كى ترتدى ملابسها وعلى وجهها علامات الإنتصار لتحقيق ما رغبت به 


وبعد فتره كانت وعد قد إرتدت ثيابها وإستقلت السياره بجوار ساجد الذي ظل صامتا طول الطريق , وأثناء قياده ساجد إنتبهت وعد أن هذا الطريق ليس طريق المطعم الذي أخبرها عنه 


وعد بقلق : ساجد أنت رايح فين ؟ .. هنتأخر على الناس

ساجد بدون أن ينظر لها : هعدى على نغم أخدها الأول وبعدين نروح المطعم 

وعد بضيق : ودى إيه اللى هيجيبها معانا ... وإزاى أصلا تخرج معاك كده ؟!

ساجد بضيق : هى مش خارجه معايا هى خارجه فى شغل .. أنتى اللى مش عارف صممتى تيجى ليه على غير عادتك .. وإسكتى بقي لأنها واقفه هناك أهى


 

توقف ساجد أمام نغم لتستقل السياره وكانت نغم في غايه الجمال والرقه مما أثار غيره وعد منها , أما ساجد فقد بدأ ينتبه إلى جمال الجوهره التى تساعده ولاحظ أيضا أنها تخلت عن نظارتها الطبيبه الليله 


وبعد فتره من الصمت قررت وعد أن تُضايق نغم ببعض الكلمات 

وعد بسخريه : وهو أنتى متعوده تنزلى فى وقت متأخر كده مع كل مدير ليكى


 

نظر ساجد لوعد بأعين متسعه من شده الغضب وهم بالرد ولكن قاطعته نغم بردها


نغم بهدوء : أولا أنا مش خارجه مع حد .. أنا بشوف شغلى مش أكتر وحضرتك هتشوفى ده لما نروح هناك , ثانيا أنا مش بمشي خطوه واحده من غير ما يكونوا أهلى عرفين وموافقين وشكرا على إهتمام حضرتك 


إبتسم ساجد فقد أُعجب كتيراً برد نغم ,أما وعد فقد إزداد ضيقها من هذه الفتاه ولكنها لم تتفوه بأى كلمه أخرى بل ظلت صامته طوال الطريق إلى المطعم , وبعد دخولهم وجلوسهم بدأ ساجد يتحدث مع رفاقه عن الصفقه ونغم تدون الملاحظات ,  أما وعد فشعرت بالملل منذ اللحظه الاولى 


وعد لنفسها : إيه الملل والقرف ده أنا إيه اللى كان جابنى بس أوف 


وإنتهت الليله على ذلك وأوصل ساجد نغم إلى منزلها وإتجه بوعد إلى منزلهما وعندما وصلوا تجاهلها ساجد تماما وإتجه للنوم بغرفه إبنه مالك , أما وعد فنظرت فى أثره ولم تبالى بسؤاله عن سبب نومه بغرفه مالك وتوجهت إلى غرفتها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبه  


                              ************************************


فى صباح اليوم التالى 


إستيقظت رهف على مداعبه يامن لأنفها فإبتسمت ونظرت له بحب 


رهف بإبتسامه : صباح الخير يا حبيبى 

يامن بحب : صباح الحب والجمال 

رهف بحنان : ثوانى وأحضرلك الفطار علشان تلحق شغلك 

يامن بإبتسامه : لا يا حبيبتى أنا فطرت وعملتلك الشاى بلبن ومعاه ساندوتش جبنه كمان .. أنا بس بصحيكى عشان أقولك متنسيش فرح ريهام أخت حسن بالليل 

رهف : لا طبعا مش هنسي بإذن الله .. بس يارب الدلع ده ميخصلصشى بقى عشان أنا إتعودت عليه خلاص 

يامن : إدلعى براحتك ... ها عايزه حاجه قبل ما أنزل ؟

رهف بإبتسامه : عايزه سلامتك يا حبيبى 


قبل يامن جبينها ثم إتجه إلى عمله , بينما غادرت رهف الفراش وبعد أن صلت فرضها إتجهت للحاسوب كى تتابع أخر أخبار الجروب على الفيس بوك 


.......


فى المساء


كانت سلمى تجلس بجانب حبيبه وتتحدث معها , أما وعد فكعادتها كانت لا تفضل التحدث مع أحد فكانت تجلس بجوارهم ولكنها لا تلتفت لهم , وفى هذه الأثناء دلف يامن إلى قاعة الزفاف برفقته رهف التى تتأبط ذراعه ويضحكان فنظرت لهما وعد ثم أدارت وجهها عنهم بضيق , أوصل يامن رهف إلى الطاوله التى تجلس عليها سلمى وحبيبه ووعد و حياهما بإبتسامه هادئه ثم إتجه إلى ساجد 

 

سلمى بإبتسامه : أهلا أهلا بعروستنا 

رهف بإبتسامه : أهلا بيكى  


صافحت رهف سلمى بود وحب كما صافحت حبيبه وهى لم تكن تعرفها بعد وصافحت وعد التى صافحتها ببرود ولم تعطى بالا لذلك فهى تعرف وعد جيدا ثم جلس الجميع وبدأ حديث التعارف 


سلمى بمزاح : طبعا يا رهف عارفه وعد مش محتاجه أعرفكم ببعض .. ده أنتوا سلايف 


إبتسمت لها رهف , أما وعد فلم تظهر أى تعبير فأشارت سلمى على حبيبه وهتفت قائله 


سلمى : الوجه الجديد عليكى بقي يا رهف هى دى .. حبيبه


 

إبتسمت رهف ونظرت لحبيبه والتى كانت شارده فنبهتها سلمى 

سلمى : حبيبه

حبيبه بإنتباه : نعم يا سلمى 

سلمى : سرحانه فى إيه ؟ 


لم تجيبها حبيبه فهتفت سلمى قائله 

سلمى : دى رهف يا حبيبه  .. سلفه وعد وكمان الأدمن بتاعه الجروب اللى ضيفتك فيه بتاع دردشه نسائيه 


 

كانت حبيبه تبتسم بود وهى تمد يدها كى تصافح رهف وفجأه بهتت إبتسامتها وإتسعت عينيها بطريقه ملحوظه عقب جمله سلمى الأخيره مما أثار إنتباه رهف التى نظرت لها بإستغراب شديد 


حبيبه بإرتباك : أأأ..أأهلا وسهلا يا مدام رهف 


لاحظت رهف إرتباكها الواضح وهى تتحدث ولكنها لم تعى لم إرتبكت هكذا فقررت ألا تشغل بالها 


رهف بود : لا مدام إيه بس قولى رهف بس .. إحنا مش هنبقي أصحاب ولا إيه وبما إنى عرفه سلمى أكيد هنكون عارفين بعض بردو ولا إيه ونتقابل كل فتره كمان 

حبيبه بقلق : هااه .. أحم .. أه طبعا طبعا


نظرت رهف لحبيبه قليلا بإستغراب فلاحظتها سلمى والتى هتفت قائله

 

سلمى : هى حبيبه خجوله أوى وبتتكسف لحسن تفتكريها مش عايزه تقعد ولا حاجه .. حبيبه بس تقعدى معاها مرتين تلاته كدا هتحبيها جدا 


إبتسمت رهف بحب بينما إبتسمت حبيبه بإرتباك شديد وظل الحديث قائم بين الأربعه نساء طاره عن الجروب الخاص بالفيس بوك والتى عرفته وعد من حديثهم وطاره عن أمور أخري , ولكن كلما كان حديثهم يتوجه نحو الجروب كانت ملامح حبيبه تتغير بشده ويزداد إرتباكها , وبعد فتره إنتهي الحفل وبدأ الجميع بمغادرة القاعه 


وقفت رهف بجوار يامن عند السياره يتحدثان عن حفل الزفاف وكيف كان جميلا متذكرين زفافهم , وبعد فتره قاطعت حديثهم وعد بقدومها للوقوف معهم وكانت تتجاذب أطراف الحديث مع رهف ويامن يستمع لهم 

 

وعد بسخريه : متنسيش بقي تدخلينى الجروب بتاع الفيس بوك اللى قولتوا عليه


 

إرتبكت رهف أثر ذكر الجروب أمام يامن ولاحظت وعد ذلك فعقدت حاجبيها بإستغراب , وما زاد من إرتباكها سؤال يامن عن الجروب


يامن بإستغراب : جروب إيه يا رهف؟


نظرت وعد لرهف بعدم فهم فهى لا تعلم لم الإرتباك بتلك الطريقه ولما لا يعلم يامن أى شىء عن ذلك الجروب وفجأه إبتسمت بخبث وأدركت أن هناك سر ستكون أكثر من سعيده بمعرفته بل والتلاعب به مع رهف



    الفصل الثامن عشر والتاسع عشر من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة