رواية مليكة الوحش الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 والاخير بقلم ياسمين عادل


رواية مليكة الوحش

الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 والاخير 

بقلم ياسمين عادل

- أستدار بسيارته بحركه فجائيه وصار عائدا باأتجاه المزرعه مرة أخري وعلي أقصي سرعه حتي وصل .. وجد عددا من رجاله قد أصابتهم بعض الرصاصات الحيه وأحدهم لقي حتفه ، لم يهتم بشأنهم بل توجه مسرعا لداخل القصر ليجد كاثرين واقفه في منتصف ساحة القصر ومقلتيها مملؤتان بالدموع 

جاسر بنبره غليظه : أيه اللي حصل بالضبط ؟

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه : لقد صعدت للأعلي من أجل تخبئة الملفات الورقيه الخاصة بك ، وفجأة أقتحم صوت الطلقات الناريه الحيه مسامعي فنظرت من لأعلي لأجد حربا دمويه سائدة ما بين رجال الشرطه ورجالنا .. لقد خدعونا سيدي وأحطاو بحراسك من كل أتجاه لتلجيم حركتهم ... وفجأة لمحت ذلك الشاب ذات البشره الخمريه يحمل سيدتي آسيل وينطلق بها راكضا لخارج القصر وسط حراسة رجال الشرطه ، ثم شعرت بهم ( رجال الشرطه ) ينطلقون فارين بسياراتهم وكأن مهمتم أقتصرت علي خروج سيدتي من القصر

جاسر بصراخ ونبره صادحه : عاااااااااااااااا أبن ال ##### بيخدعني أنااااا ... أناااا الليث اللي محدش أتجرأ وعرف يعملها ييجي ال##### ويعمل كده معايا ... ده انا هدفنه بالحيا ... هحطه تحت ضرسي وأحلف أني مشوفتوش .. هقلب الدنيا علي دماغهم كلهم

كاثرين بذعر : ........................

 

- صعد درجات الدرج الخشبي راكضا نحو غرفتها .. وما أن دلف للغرفه ولم يجدها حتي شعر بقلبه وقد أعتصر آلما وأنقبض فجأة ... قبض علي عينيه محاولا كبح أنفعلاته والتحكم بها حيث شعر أنها تنسحب من بين سلطته وعليه أحكامها

 

- بينما توجه أمجد بسيارة الشرطه وبحوزته آسيل ومن خلفه عددا من سيارات الشرطه إلي منزل آسيل ، وما أن وصل أسفل البنايه حتي ترجل من السيارة وحملها بين ذراعيه صاعدا بها للأعلي ، في حين كان رؤؤف باأنتظاره بعد مكالمته الهاتفيه له وأخباره بعودة آسيل بين يديه

 

رؤؤف وقد أنفرجت آساريره : بنتي .. دخلها بسرعه أوضتها ياأمجد ... براحه عليها

لميا بلهفه : حبيبتي يابنتي .. ياريتني كنت أنا ولا أنتي ياضنايا

سهيله بنظرات زائغه : ........

 

- دلف أمجد لداخل غرفتها ثم أراح جسدها برفق علي الفراش .. نظر لها بأعين مشتاقه قد ذبلها الحنين فأقترب من وجهها يتلمسه بأطراف أنامله .. ولكنه عبس وجهه فجأة وأكفهرت ملامحه عندما تذكر زيجتها من ذلك المتوحش والأجرامي فعقد حاجبيه بتذمجر ثم سحب كفه سربعا وأنطلق خارج الغرفه باأندفاع

 

أمجد موجهها ناظريه ل لميا : بنتك رجعت زي ما وعدتك بالضبط ، متهيألي كده أنا مقصرتش

لميا باأمتنان : ربنا يحميك لشبابك يابني ، ويخليكوا لبعض وتعوضوا ال........

أمجد مشيرا بيده : لا لا لا أنا مبتجوزش واحده متجوزه ياطنط ، لا وكمان شكلها بتحب جوزها اوي وبتخاف عليه

رؤؤف مبتلعا ريقه الجاف بمراره : يابني أحنا لسه منعرفش حاجه عن اللي حصل و .....

أمجد بتهكم : مش عايز أعرف ؛ اللي حضرتك متعرفهوش أني روحت لآسيل وطلبت منها ترجع معايا وهي رفضت ... رفضت ترجع لحضني ياعمي ، وأختارت جوزها المجرم قتال القتله عليا انااا

لميا ناظرة للأسفل : .......

رؤؤف بنظرات جامده : مش هقدر احكم علي بنتي بالاعدام .. ولا هقول اي حاجه قبل ما اأسمع منها اللي حصل بالضبط أيه

أمجد باأبتسامه من زاوية فمه : براحتكوا .. بنتكوا رجعت لحضنكوا تاني وكلمتي نفذتها .. ده اللي يهمني ، عن أذنكوا

لميا بتردد : أستني يابني ا .....

رؤؤف مقاطعا : مع السلامه يابني روح شوف شغلك

أمجد باأقتضاب : الله يسلمكوا

- أنطلق أمجد لأسفل البنايه بينما توجه أبواها لغرفتها سريعا فوجدا سهيله جوارها تحاول أفاقتها ولكنها لا تستجيب ، جلست لميا جوارها وحملت رأسها لتضعها بين أحضانها حيث تركت دموعها تنهمر علي وجنتيها


 

رؤؤف : يا لميا أهدي ، رجعت لحضنك تاني كفايه بقي

لميا ببكاء : رجعت مدمرة يارؤؤف ومحدش عارف أيه اللي صابها ، لازم أسمع منها كل اللي حصل

رؤؤف مربتا علي كتفها : طب سيبيها ترتاح وأول ما تفوق أكيد هنعرف كل حاجه

لميا بتردد : .......

سهيله : سيبيها ياماما وأنا هحاول أفوقها تاني


 

- تركت رأسها ثم مسدت علي شعرها البني القاتم المتميز بالطول ثم توجهت بصحبة زوجها لخارج الغرفه وما زالت تلقي بنظراتها علي أبنتها الغافله علي الفراش ... بينما أقتربت آسيل مرة أخري وعاودت نثر قطرات السائل المعطر ( البرفان ) علي أنفها حتي تفيق


 

---------------------------------------------------


 

- ظل عيسي داخل محبسه الأنفرادي يلعن اليوم الذي رأي به وجه ذلك البغيض عديم الرحمه .. فلقد أودي بباقي سنوات عمره وحكم عليه بالسجن والتورط فيما لا يفقه عنه شيئا ، ظل يضمر بداخله مزيج من مشاعر الحقد والكراهيه والبغض تجاهه حتي ود لو أستطاع أنهاء حياته ( جاسر ) بيده ، ولكنه ظل يدبر لمكيده يسقطه بها ردا علي فعلته ... وبينما هو داخل شروده إذ بالباب الحديدي الضخم ينفتح ويطل منه ( عسكري ) رادفا بنبره جهوريه


 

العسكري : جوم معاي ياأخينا .. البيه حضرت رئيس النيابه عايزك

عيسي ناهضا من مكانه : عايزني انا ؟؟

العسكري بتهكم : هو في غيرك وأني مواخدش بالي !

عيسي باأشمئزاز : طيب


 

- صار عيسي بخطوات ثقيله خلف ذلك النحيل القصير ( العسكري ) حتي وصل لغرفة رئيس النيابه وعندما دلف للداخل .. وجد أخيه الأصغر جالسا وقبالته شابا أخر في ريعان شبابه


 

سامر بلهفه : عيسي .. عامل أيه ياحبيبي

عيسي عاقدا حاجبيه بضيق : زفت ياسامر .. زفت

إيمن بلهجه صارمه : الاستاذ رئيس النيابه مكنش موافق ليك بالزيارة .. لكني ألحيت عليه عشان خاطر أخوك بس من عشانك

عيسي قابضا علي شفتيه بحنق : .......

سامر قاطبا حاجبيه بضيق : ليه كده ياعيسي ، دولارات والماظ !! ليه كده بس ياأبن أبويا

عيسي بحده : مش بتوعي ولا أعرف عنهم حاجه ، دول متلفقين أكيد حد عايز يلبسني في الحيط

أيمن بتهكم واأبتسامه ساخرة : اه صح ! بالمناسبه .. أنت هاتلبس قضيه تانيه قريب اوي ومبروك عليك الاعدام مقدما

عيسي فاغرا شفتيه : أيييييييييييه !! قضيه تانيه ؟ أنااا

أيمن بنظرات جامدة : اه قضية تانيه ، ولا نسيت قضية أختفاء الضباط ؟

عيسي بذعر : ضباط !! ضباط أيه انا ماليش فيه ولا أعرف حاجه و ......

أيمن بحده : متحاولش تنكر ، في شهود عيان عليك والقضيه هتتفتح تاني وهتاخد العقاب اللي تستحقه

عيسي باأرتجاف وجسد منتفض : والله ما انا دد ده جاسر هو اللي خلص عليهم انا ماليش دعوة و ....

ايمن بنظرات محدقه : أيووووه ... أرجع لورا شويتين كده .. مين جاسر وعمل كده ليه ؟

عيسي مبتلعا ريقه بصعوبه : ..........

أيمن بثبات : طول ماأنت هنا هتكون في أمان ، بس لازم أعرف اللي حصل .. وانا أوعدك اني هقدر أحميك وكمان هعتبرك شاهد ملك في قضية الضباط

عيسي رامشا عدة رمشات متتاليه : .... أنا هقولك اللي حصل !!!


---------------------------------------------------


- كانت جوان بغرفتها تعاني آلآم وجهها المحترق .. حاولت البكاء مرارا ولكنها منعت نفسها حتي لا تتألم أكثر ، شردت في ماضيها الملوث عندما ألتقت بجاسر بأحدي الملاهي الليليه وقرر أنتشالها من ذلك المكان ليهديها لثروت وتنتقل من حياتها لحياة أخري مترفه مرفهه حتي أصطدمت بواقع أخر أودي بحالها للرقود بمشفي لعلاج الامراض الجلديه ، ذفرت أنفاسها بضيق ثم أدارت ببصرها نحو باب غرفتها الذي أنفتح ليدلف منه أحد العاملين بالمشفي


 

الممرض : صباح الخير ... لسه حاسه بألم

جوان مضيقه عينيها : شويه ، أنت مين ؟

الممرض باأبتسامه مزيفه : أنا باعتني الدكتور عسان أديكي حقنه مسكنه

جوان محدقه : بس أنا مش باخد حقن خالص

الممرض مقتربا : أستثنائي المرة دي ، وبعدين انا بنفذ أوامر


 

- أقترب الممرض وعلي وجهه أبتسامه ماكرة خبيثه ثم قام بوغز الزجاجه البلاستيكيه اللينه المعلقه جوارها ومتصله بوريد يديها بأحدي الأبر الطبيه المعبئه بسائل محمر اللون ومن ثم أردف بلهجه مستنكره


 

الممرض باأبتسامه من زاوية فمه : بالشفا

جوان بأعين منغلقه : شكرا


 

- أنصرف الممرض وعلي وجهه تقاسيم مريبه غير مريحه .. بينما شعرت جوان بشيئا ما قد أصابها تشوشت رؤيتها وباتت أنفاسها تتقطع وتبدو بصوره غير منتظمه كما زادت ضربات قلبها .. حاولت الصراخ ولكن شعرت بصوتها لا يخرج من شفتيها وكأن الكلمات توقفت في حلقها ، وفجأة أنطبق جفنيها وأغلقت عينيها مستسلمه لملك الموت الذي قبض روحها علي غفله منها .


 

- في حين أبلغ الطبيب المعالج لجوان ( ثروت ) بأنها قد لاقت حتفها لأسباب غير معروفه ، فاأمر ثروت بتجهيز جثمانها حتي يتم دفنها بمدافن الصدقه ، فلقد رفض داخله رفضا قاطعا أن تنضم جوان لأحد المدافن التابعه له .. ولا يستطيع الوصول لأي من أقربائها الأن .. فقط فعل ما رأها تستحقه


 

----------------------------------------------------


 

- في الصباح الباكر .. أستيقظت آسيل من غفلتها أخيرا وحاولت التدقيق بعينيها لما حولها ، حتي أكتشفت أنها داخل غرفتها بالمنزل .. هبت من مكانها وقد أعترتها الصدمه حتي تذكرت ما حدث معها ليلة أمس ، حينما أخذها أمجد عنوة عنها ، وفجأة دلفت لميا بالغرفه حامله بيدها حامل الطعام وعلي ثغرها أبتسامه واسعه


 

لميا بلهفه : صباح الخير ياحبيبة ماما

آسيل بدموع : .................


 

- لم تتفوه بكلمه واحده بل أنها أثرت الصمت في حين نهضت من مكانها سريعا وأرتمت بين أحضان والدتها تشكو أليها مرارة ما فعلت بها الأيام فضمتها أليها بحنو شديد وهي تتسأل ما أصابها.. ظلت لميا علي وضع المستمع الصامت في حين سردت عليها تفاصيل ظا حدث معها طيلة الثلاثة أشهر أو أكثر .. بينما كانت تقاسيم وجهها تعبر عن الحزن الشديد والالم الذي سيطر علي كيانها ، وبعد أن قصت عليها آسيل كل ما حدث ذفرت أنفاسها بضيق وقبضت علي عينيها ثم أردفت


آسيل بنبره مختنقه : أنا متأكده لو كملت معاه أكيد هوصل لنتيجه إيجابيه و .........

لميا بنبره حاده : أنتي أكيد حصل حاجه لعقلك ، مين ده اللي تكملي معاه .. أنتي متخيله اني هسمحلك ترجعي للهمجي ده ؟

آسيل عاقده حاجبيها : ده جوزي ياماما

لميا ناهضه من مكانها : كتك جوز جزم في دماغك ، أيه اللي جرالك يابت مكنتيش بتفكري بالطريقه دي

آسيل بنظرات ضعيفه : لازم بعد كل العك اللي حصل أفكر بطريقه تانيه .. لو سمحتي متمنعنيش ياماما

لميا قابضه علي ذراعها : وحيات ربنا ما هاتبقي بنتي ولا أعرفك ولا ها ...........


- دلف رؤؤف عليهم ليقطع حديثها هاتفها


رؤؤف بلهجه حازمه : لمياااا ..... سيبيني مع سولي لوحدنا شويه

لميا بنبره غليظه : ليه ؟ ! عشان تدادي وتدلع فيها

رؤؤف قابضا علي عينيه : لميا .. قولتلك اطلعي وسيبينا سوا لو سمحتي

لميا موجهه نظراتها الناريه صوب آسيل : ماشي يا رؤؤف


- دلفت لميا للخارج بأندفاع وصفعت الباب خلفها صفعه قويه بينما توجه رؤؤف نحو الفراش وجلس جوارها مربتا علي كتفها

رؤؤف بنبره حانيه : وحشتيني أوي ياسولي .. وحشتني مناغشتك ومناقرتك معايا طول الوقت ، حتي منافستك معايا في المكتب وحشتني .. موحشكيش مكتبك وشغلك وعملائك ولا أيه ياأستاذه ؟

آسيل وقد ترقرقت العبرات علي وجنتيها : وحشتني يابابا ... بس .......

رؤؤف بترقب : بس أيه ؟! بصي ياآسيل أنا سمعت كل حاجه وعرفت اللي حصل .... أولا كده ده مش جوزك يابنتي شرعا جوازكم مش كامل الأركان

آسيل بنظرات زائغه : ........

رؤؤف بتتبع : أيوة مش جوزك ، هو مش الجواز قبول ورضا من الطرفين .. أنتي كده كنتي مغصوبه توافقي عشان شوفتي أن معندكيش حل تاني ، ثانيا وده الأهم ... فين ولي أمرك ؟! أنتي بكر رشيد ولازم يكون ليكي وكيل مينفعش شرعا تكوني وكيلة نفسك

آسيل ناظره للأسفل : ..........

رؤؤف بتنهيده حارة : مش عايز أشوف نظرة الأنكسار دي في عينك .. بنتي قويه وهتفضل طول عمرها قويه

آسيل قابضه علي عينيها لتنسدل منها عبراتها الساخنه : كان زمان

رؤؤف ممسكا برأسها بين راحتي يده : لا مكنش زمان ، دلوقتي وكل وقت .. هتنزلي شغلك وتعيشي حياتك طبيعي جدا وهترجعي زي الأول وأحسن

آسيل محركه رأسها : ........

رؤؤف باأبتسامه صغيره : طب يلا أفطري أحسن أنتي خسيتي النص

آسيل بنصف أبتسامه : حاضر


- كانت آسيل علي يقين بأن جاسر سيعاود البحث عنها ويقوم بمحاولاته لأستردادها مرة أخري .. فهي لن تستطيع الوصول إليه علي إي حال ، فحاولت أن تسترجع حياتها الطبيعيه وكأن شيئا لم يكن


------------------------------------------------


- رفض جاسر المكوث في المزرعه بعد ما حدث.. فاأصطحب حيوانه الأليف روكس وخادمته الوفيه كاثرين وترك ما تبقي من رجاله لحراسة المزرعة


 

جاسر بنظرات مفترسه و عيون كالصقر : متهيألي كل واحد عرف هيعمل إيه

الحارس 1 : تحت أمر معاليك

الحارس 2 : أطمن ياباشا

جاسر موليهم ظهره واضعا يده في جيب بنطاله : والزباله اللي اوضة الكلب ترموه في إي مستذفي حكومه من اللي بترمي المرضي علي الأرض عشان مفيش مكان ليهم ، وقبل ده تحذروه من إي حرف يطلع من بوقه

الحارس 3 : متقلقش من الحكاية دي ياجاسر بيه ، أنا هتولاها بنفسي

جاسر بصرامه : كل واحد في مكانه

الحرس بصوت واحد : أمرك ياباشا


- أنطلق الحرس كل إلي مكانه بينما أرتدي حاسر سترته ثم ألتقط جاسر حقيبة جلديه بنيه وهاتفه المحمول ومفاتيح سيارته ودلف خارج حجرة المكتب مشيرا بيده لكاثرين لكي تلحق به ، وبعد أن أستقل سيارته بصحبة كاثرين وروكس .. لاحظت كاثرين شروده الزائد عن الحد وتنفيثه بشراهه في سجائره الواحده تلك الأخري .. فبادرته كاثرين بنبره هادئه قائله


 

كاثرين بهدوء : سيدي ، ألن تستعيد زوجتك ؟

جاسر مبتلعا ريقه بصعوبه : .........

كاثرين بتوجس : هل علي أز أعيد عليك السؤال مرة أخري ؟

جاسر بنبره واهنه : لا مش هرجعها

كاثرين فاغره شفتيها : هاااا ماذا ؟!

جاسر وقد خيم الحزن علي ملامحه : زي ما سمعتي ، أنا لسه قدامي طريق طويل كله أنتقام وميت واحد بقوا في وشي مش في دهري .. مقدرش أضحي بيها وأكون أناني وأخليها جمبي .. عشان محدش يقدر يأذيها بسببي .. هتكون عيني عليها في كل مكان حمايه ليها لكني لازم أبقي بعيد أمان ليها

كاثرين محدقه : لا أصدق ما تفوه به فمك الأن ، لقد تغيرت سيدي وتبدلت تفاصيلك

جاسر منفثا في سيجارته : ومين مبيتغيرش !

كاثرين بخبث : عليك الأعتراف بحبها .. لما المجادله بعد كل ما حدث ؟

جاسر بتنهيده حارة وأنفاسا مشتعله : حبتها ... أيوة حبيتها .. بس غلط ، كل اللي حصل من الأول للأخر غلط ، مكنش ينفع يحصل كل ده .. سنين والكل بيلف حوالين نفسه محدش قدر يكشفني لكن آسيل ..............

كاثرين بنظرات ضيقه : آسيل ماذا ؟

جاسر باأبتسامه من زاوية فمه : آسيل هي الجميله اللي كانت السبب في نهاية الوحش

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه : ........


 

كاثرين في نفسها : لابد وأن ثمة حل للموضوع ، ولكن ماذا عساي أن أفعل وكيف أستطيع الوصول إليها !!!!!


------------------------------------------------


- وصل جاسر مؤخرا لقصره بالقاهرة وترك كاثرين وروكس ثم توجه صوب شركته ، وما أن وصل حتي طلب الأجتماع بالمحامي الخاص بالشركه .. حيث وصلت مدة الأجتماع لأكثر من ثلاث ساعات متواصله يتبادلون فيها الأراء ويلقي جاسر بالمسؤليات عليه


 

جاسر حاككا طرف ذقنه : فهمت يامتر هتعمل أيه ؟

المحامي بتردد : أيوة فهمت ، بس الملفات دي محتاجها أمتي ؟

جاسر ناهضا من مكانه : النهاردة قبل بكرة

المحامي : لا طبعا ياأستاذ جاسر صعب جدا .. أديني كام يوم كده وتكون الدنيا كلها أتظبطت زي ما أنت عايز وبختم النسر كمان

جاسر مشيره بأصبعيه السبابه والوسطي : هما يومين وتديني التمام .. أنا معنديش إي وقت أستني

المحامي حاككا رأسه : هحاول

جاسر بحده : تقدر تتفضل أنت دلوقتي

المحامي ممسكا بالملفات الورقيه بين يديه : حاضر يافندم .. عن أذنك


 

- أبتعد جاسر عن طاولة الأجتماعات الكبيره متوجها صور مكتبه الخشبي ، نزع عنه سترته الرصاصيه ثم شرع بفتح أزرار قميصه وألقي بجسده علي المقعد الوثير جالسا عليه باأريحيه


 

جاسر محدثا نفسه : لو اللي خططتله أتحقق زي ما أنا راسم بالضبط هتبقي نقله في حياتي .. أتخلصت من عيسي ولسه مكمل .. وهتخلص من ثروت ، هنضف السواد اللي عيشت فيه سنين وبعدها ..... كل حاجه هتتغير


-----------------------------------------------


- قام عيسي بالأعتراف علي جاسر بقضية أختفاء ضباط الشرطه حيث أوقعه أيمن بشر أعماله وأستطاع الحصول منه علي أعتراف رسمي ، بينما كان الذهول والصدمه تسيطر كليا علي أخيه ( سامر ) عندما علم بكل تلك المصائب التي تورط بها أخيه .. فلقد أنهارت صورته أمام عينيه وأقسم الأبتعاد عنه وأعتباره نكره غير موجود علي وجه الأرض ، فتم حبس المتهم ( عيسي ) خمسة عشر يوما علي ذمة التحقيق


 

ذهب سامر لمنزله وقد أقسم بداخله علي ترك ذلك المنزل المملوك لأخيه الأكبر ، فبرغم أستهتار أخيه وعدم تحمله أدني مسؤليه إلا أنه لن يقبل تلك الحياه التي لم يكن يعلم شيئا عن مخابئها ... جمع أشيائه كامله فيما يتعدي الثلاث حقائب الكبيرة ثم قرر العودة لديار والده التي هجروها منذ سنوات بعد وفاته ، فاألتقط مفاتيحه وتوجه خارج المنزل بالكامل فلقد بغض كل زاويه به


 

-----------------------------------------------

- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لمدة 4 أيام .. لا تستطيع مواجهة إي أحد ولا ترغب بذلك ، وذات يوم كانت قد تأهبت للخروج من المنزل متوجهه لمكتبها الخاص الذي هجرته منذ أكثر من ثلاثة أشهر


 

لميا محدقه : آسيل .. أنتي خارجه ؟

آسيل ببرود : أيوة ياماما ؛ هروح المكتب عشان أفوق وألهي نفسي في الشغل شويه

لميا لاويه شفتيها : وهترجعي أنتي ؟

آسيل واضعه يدها علي فمها : مش هتأخر ياماما ساعتين زمن بالكتير

لميا ممسده علي ظهرها : مالك كده شكلك تعبان وخاسه .. ما تيجي اخدك للدكتور ان شالله يكتبلك شوية فيتامينات ومقويات

آسيل مبتلعه ريقها : لا ملهوش لزوم .. كام يوم وهابقي تمام

سهيله بحيويه : صباح الخير عليكوا

لميا ، آسيل : صباح النور

سهيله بنظرات متفحصه : رايحه فين كده ياسولي ؟

آسيل باأبتسامه : رايحه المكتب ، متهيألي مش محتاجاني في توصيله ولا حاجه بعد التخرج

سهيله بمرح : لا هحتاجك بقي لما أتعين وتوديني الشغل

آسيل بضحكه مزيفه : ههههه أنتي مش ناويه تعتقيني ؟

سهيله : تؤ مش ناويه خالص

لميا محتضنه أبنتاها : ربنا يخليكوا لبعض ياحبايبي

آسيل : ياارب ... عن أذنكوا

لميا : خلي بالك من نفسك ياآسيل

آسيل بهدوء : حاضر ياماما


 

- أنصرفت آسيل بعجاله بينما ظلت سهيله مسلطه بصرها علي والدتها التي دبت الحياه إليها مرة أخري ثم أردفت قائله


 

سهيله بحيرة : هي تعرف حاجه عن اللي حصل

لميا بتنهيده : لا متعرفش ، ومش ناويه أعرفها حاجه

سهيله بنصف أبتسامه : مفيش حاجه بتستخبي ياماما وهتعرف هتعرف

لميا موليه ظهرها : ربك ييسرها ساعتها .. اللي يهمني انكوا بناتي واهتفضلوا اخوات طول عمركو

سهيله ناظره للاسفل : طبعا


 

----------------------------------------------


 

- وصلت آسيل لمكتب المحاماه الخاص بها .. حيث وجدت الأتربه والغبار قد عم المكان وكأن سنين مرت علي غيابها .. رسمت أسمه علي مكتبها الخشبي المغطي بطبقه من الاتربه حيث بدا ظاهرا وسط هاله رماديه اللون .. ألتفت برأسها تتفحص غرفة مكتبها فوقعت عينيها علي تلك الصورة المعلقه علي الحائط والتي كانت معبره تماما عما مرت به .. وما هي إلا ثواني حتي أستمعت لطرقات خافته علي باب مكتبها فتوجهت بخطوات مرتعده متوجسه صوب الباب لتفتحه فوجدت أمامها ......


 

كاثرين باأبتسامه : لقد عانيت الويل من أجل الوصول إلي هنا

آسيل فاغره شفتيها : كاااثرين !! جيتي هنا أزاي وعرفتي المكتب منين ؟

كاثرين : لا تنسي بطاقة هويتك التي ما زالت بحوزة سيدي الشاب .. والتي أستطعت من خلالها الوصول لعنوان منزلك ومنه إلي عنوان مكتبك الخاص

آسيل بتوجس : أهلا بيكي ، أتفضلي ... بس أيه سبب كل ده ؟

كاثرين بتنهيده : حياة سيدي الشاب علي المحك ، لما لا تعودي لتسانديه وتقفي جواره

آسيل مستجمعه رباطة جأشها : مينفعش ، الوضع كده رجع لأصله

كاثرين عاقده حاجبيها : حتي وأن أفصحت لكي بمدي غرامه بكي ... حتي وان أخبرتك أن قلبه يعاني ويلات فراقك ولكنه لا يتكلم أو حتي يصدر آنينا .. كما تعودت عليه دائما كاتم لما بداخله

آسيل بوهن : أنا مبقتش عارفه أعمل أيه وأرضي مين

كاثرين باأمتغاض : لماذا تودين تحطيم كل ما بدأ سيدي بناؤه ؟

آسيل محدقه : ..... هااااا

كاثرين بضيق : أنا علي ثقه أن سيدي يدبر للتخلص من تلك الأناس الذين يحاوطوه ليبدأ حياة جديدة .. ينقصها وجودك جواره دعم وسند

آسيل رامشه بعيونها : ....

كاثرين ضاغطه علي كف يدها : أقسم لكي أنه بحاجتك

آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه : هو اللي باعتك

كاثرين : علي العكس سيدتي ، فأنه رافضا وجودك جواره ويعتبر هذا طمعا منه وتعديا علي حمايتك

آسيل ناظره للأسفل : ........


 

- ذفرت كاثرين أنفاسها المختنقه ثم قامت بأخراج ورقه كرتونيه صغيره من جيب حقيبتها ثم مدتها لها قائله


 

كاثرين : هذه البطاقه الصغيره تحمل عنوان القصر تفصيليلا ، أتمني أن يكون الحب قد طرق بابك كما أقتحم أغوار قلب سيدي الشاب ، أستئذنك


 

- أنطلقت كاثرين سريعا لخارج المكتب والبنايه باأكملها بينما كانت آسيل مسلطه بصرها علي تلك البطاقه ( الكارت ) وبرأسها الف سؤال متضارب مع الأسئله الاخري ، ولكنها حتما ستصل لقرار بشأن ذلك


 

--------------------------------------------------


 

- داخل مكتب رئيس النيابه .. وبعد شهادة عيسي الصريحه قررت النيابه أصدار أمر بالقبض علي جاسر ومواجهته بأعتراف عيسي ضده وجمع كافة الدلائل حتي تكون القضيه مستوفاه لتقديمها لهيئة القضاء ، بينما كان جاسر بحجرة روكس ممدا بجواره علي الأرضيه يمسد علي فروته السوداء برفق .. فوجد هاتفه قد علت أصوات رنينه لتعلن عن أتصالا هاتفيا من المحامي الخاص به فاأضطر للرد عليه متأففا


 

جاسر بتأفف : خير ؟

المحامي بهلع : طلع أمر بالقبض عليك ولسه البوة سايبه الشركه حالا

جاسر قابضا علي عينيه : وماله

المحامي باأقتضاب : انا قولتلك وعملت اللي عليا .. وانت عايز تلحق تنفد بجلدك يبقي.......

جاسر بنبرة جديه : لا مش هنفد بجلدي ولا حاجه ، خلاص عادي .. اقفل انت

المحامي بصدمه : براحتك


 

- نهض عن جلسته ثم توجه للخارج بخطوات ثابته بطيئه ، شعر بنفاذ طاقته لمواجهة الجميع ، فهو ليس بأله ألكترونيه .. بشر مثله كمثل إي بشر .. لا يهاب المواجهه او حتي الموت فبنظره كل ما هو أت يتساوي ببعضه البعض


- بينما قررت آسيل السماع لنصيحة كاثرين .. ومحاولة العودة لعلها تستطيع التأثير بحياته حتي وأن لم تكن له ، أرتدت ملابسها الخفيفه التي تسهل عليها حركتها .. فليس أمامها سوي الهرب حتي ولو لبضع ساعات ، أطلت برأسها خارج الغرفه لتستكشف من خارج الغرفه فوجدت والدتها داخل غرفة أعداد الطعام ووالدها مازال قابعا بمكتبه وأختها الصغري منسجمه بترتيب غرفتها .. دلفت خارج الغرفه علي أطراف أصابعها ثم توجهت خارج البنايه بأكملها في غفله من الجميع

 

أستقلت سيارة أجرة وأنطلقت بها نحو العنوان المدون علي تلك الورقه .. وفي غصون النصف ساعة قد وصلت لمحيط القصر ، كان جاسر جالسا بشرفة غرفتة ينفث سجائره منتظرا لتلك القوة الموكله بالقبض عليه وفجأة لمح سيارة أجرة تصف أمام البوابه وتدلف آسيل خارج السياره ... هب من مكانه فزعا وهبط الدرج الرخامي بسرعة البرق متوجهها إلي الخارج بخطوات راكضه حتي وصل أليها

 

جاسر قابضا علي ذراعها : أنتي أيه اللي جابك هنا ، وعرفتي تيجي أزاي

آسيل بفزع : اا ا... ا اصل .....

جاسر بنظرات حادة ولهجه غليظه : أنتي أكيد حصل حاجه في دماغك ... أمشي من هنا فورا

آسيل بدموع : علي فكرة أنا جايه أساعدك مش برمي نفسي عليك

جاسر جاذبا أياها لتلتصق به : أفهمي بقي ، انا قاعد مستني نهايتي .. مستني قوة من الشرطه جايه تقبض عليا دلوقتي لازم تمشي من هنا

آسيل بنظرات دافئه : مش هسيبك ، هقف جمبك وأدعمك

جاسر ناظرا لعينيها : ياريت كان ينفع يامليكتي ... ارجوكي تمشي .. اول مرة في حياتي اترجي حد

آسيل بأصرار : لا مش ماشيه

 

- أستمع جاسر لصوتا خافتا يشبه أبواق سيارات الشرطه فأشتعلت عينيه غيظا ثم جذبها خلفه ليدلف بها لداخل القصر ، وقف جوار الباب الحديدي ثم هتف ب

 

جاسر بحده : أمشي من باب الجراج اللي ورا مش هتلاقي عنده حرس

آسيل : لا أنا معاك

جاسر مصرا علي أسنانه : أنا مش داخل معاكي دور عند ... ليه مش عايزة تسمعي الكلام

آسيل بتنهيده : قدري بقي معاك ، أعمل أنا أيه .. بقي في أكبر من مجرد ورقة جواز بتجمعني بيك ... حته منك ربنا زرعها جوايا ، تقدر تقولي أعمل أنا أيه دلوقتي وكل حاجه خرجت من أيدي

 

- أصابته الصاعقه وغمت عينيه هالة سوداء من هول ما سمع ، فلقد أصبح أبا محكوم عليه بالأعدام من كل من حوله ... أبا ليس له حق الحياة الطبيعيه وسط أسرة متكامله ، أبتلع ريقه الجاف بمرارة ثم أردف بنبره متقطعه قائلا

 

جاسر بصوت متقطع : ح حامل !!؟ مينفعش ... انا منفعش اكون إي حاجه ، أجهضيه نزليه أعظلي اي حاجه .. اوعي تخليه يتولد في دنيا زي دي ، ليه تحكمي عليه يعيش متعذب طول عمره ويتعير بيا ، ليه تتعسيه حرام

آسيل بنبره هادرة : ليه مش عايز تفوق من غيبوبتك ، ربنا بيسامح ياجاسر وانا هقف جمبك ليه مصمم تخسر نفسك

جاسر بنبره صادحه وهو يهز ذراعيها : الناس مبتسامحس ؛ احنا في دنيا الناس اللي بيحكموا مش ربنا .. ربنا لو سامحني الناس مش هتسامح

 

- قطع حديثه طيفا مر أمام مخيلته .. حيث لمح قناصا يتربص بهم عن طريق المرآه المعاكسه ، فزع وحدقت عينيه بقوة ثم أدارها لتقف خلفه ويسد عنها إي ضرر كما أخرج سلاحه من خلف ظهره فكانت رصاصة القناص أسرع أليه منه ... أطلق القناص رصاصه أخترقت ضلوعه لتسكن بقلبه بينما اطلق جاسر رصاصه أخري من سلاحه لتصيب رأس ذلك القناص ... صرخت آسيل وتعالت صيحاتها عند رؤيتها بحر الدماء الذي أنهمر من صدره بينما أردف قائلا

 

جاسر كابحا أنينه : بسسسسسس ، طول عمري مبحبش الصريخ والصوت العالي

آسيل ببكاء : حد ييجي هنا .. حد يجيب أسعاف كاااااااثرين انتي فيييين

 

- حاولت ا?مساك به حتي تحصنه من السقوط ولكنه رفض مساعدتها وتشبث بالعمود الحديدي القائم جوار باب القصر حتي يظل واقفا

 

جاسر : متمسكنيش ، انا مش ضعيف

آسيل بدموع : أرجوك تقاوم ، مش عايزة أخسرك

جاسر ملامسا لوجنتيها ماسحا عنها عبراتها : ياريتني ما عرفتك ... كنت هفضل جاسر الليث ، بس أنتي كنتي الحاجه الوحيده الحلوة اللي حياتي ، أوعي تكوني لسه بتكرهيني .. أوعي تكرهي واحد أختار الموت عشان بس يبقي جمبك ، كنت عارف ان النهايه قربت بقربك مني ومترددتش .. سيبتك عايشه وكنت عارف أن انتي اللي هتنهي أسطورة الليث ، بحبك آسيل

 

- انسالت دموعها بغزاره لم تعهدها من قبل .. فها هو أخيرا يعترف بحبه لها ولأول مرة .. ولكن بالوقت الخطأ ، لقد خسرت وجوده بحياتها للأبد

بدأ جسده يتثلج والدماء تهرب منه كما شعر بنفاذ طاقته فاأستسلم بعد مجاهده وترك العنان لقدمه حتي يسقط أرضا بين أحضانها ، في حين ظلت كاثرين ملتزمه مكانها علي باب الغرفه ودموعها لا تتوقف ولكن بصمت .. لم تستطع الاقتراب حتي لا تري سيدها ولأول مرة بتلك الحاله ، بينما ركض روكس عقب سماعه لصوت طلقات ناريه لداخل القصر فوجد سيده ملقي أرضا .. أنبطح روكس أرضا وكأنه أنسان وبشر يشعر ويتفهم .. فكانت عيناه الواسعتين قد اغرورقت بالدموع وظل يأن في صمت

 

جاسر قابضا علي عينيه : أسمعيني كويس أوي .. حقي لازم يرجع ، خلي كاثرين تديكي كل الورق اللي معاها هيساعدك ويفيدك ... متمديش أيدك علي فلوسي وأتبرعي بيها كلها .. ما عدا المزرعه ، دي مكتوبه بأسمك أوعي تفرطي فيها .. انا حبيتها أوي

آسيل بنبره متشنجه علي أثر البكاء : كفايه كلام و.....

جاسر واضعا أصبعه علي فمها : سيبني اخلص أخر كلامي ، متسميش أبني علي أسمي ... سميه علي أسمي الحقيقي

آسيل بشهقه ممزوجه بالبكاء : هاااااا

جاسر مبتلعا ريقه : هتلاقي كل الورق اللي يثبت هويتي الحقيقيه مع كاثرين

آسيل ملامسه وجنتيه : أسمك أيه ؟

جاسر مغمضا عينيه : هاتيلي حقي ، مش هسامحك لو مجيبتيش حقي يا .... يامليكتي

آسيل ماسحه عبراتها : حاضر .. حاضر والله وكمان ها ........... جاسر ... انت نمت .... جاسر قوم

 

- أنقطعت أنفاسه فجأة وخفت قبضته الممسكه بكفها وبدت ملامحه في الشحوب ، هدر صوت صراخها الذي أمتزج بنباح الكلب عاليا وصدحت نبراتها أرجاء المكان تشكو لبارئها مرارة فراقه

آسيل بتألم : أأأأأأأأأأأأأأأأه ........


مليكة الوحش 

للكاتبة ياسمين عادل 

#الفصل الثلاثون_والاخير


الفصل الثلاثون

- وصلت قوات الشرطه فوجدت القصر خاليا من الحراسه ، توجسوا خيفة أن تكون تلك خدعه جديده من جاسر ولم يكن لديهم العلم أن رجاله فروا هاربين بعد أن علموا بمقتله .. بينما كانت آسيل تضم رأسه بين أحضانها وتفيض عيناها أنهارا من الدموع الحارة إذ بقوات الشرطه تقتحم القصر وتغزوه من كل مكان حتي أمت? بهم ... وما أن عثرو علي جثمان ذلك القناص حتي تحفظوا عليه وعلي جثمان جاسر ولكنها رفضت ( آسيل ) رفضا قاطعا تسليمهم جثته حتي لا يتم تشريحها

الضابط باأمتغاض : اللي بتعمليه ده مش قانوني ، أنتي كده بتعطلي موظف حكومي عن أداء وظيفته

آسيل ببكاء : مش هسيبهولك ، ده جوزي ومن حقي أرفض أنكوا تقطعوا في جسمه

الضابط بوجه مكفهر : هو أحنا هنقطع ونرمي للكلاب ، ده الطب الشرعي والجثه لازم تتشرح

آسيل بنبره غليظه : لااااا

الضابط 2 : النيابه في الطريق عشان تعاين مسرح الجريمه .. يبقوا يقرروا هما بقي أيه الحل

 

- وما هي إلا دقائق وحضرت النيابه بالفعل لمسرح الجريمه ... فكانت الفاجعه عندما وجد إيمن ( آسيل ) حاضره بالمكان

 

إيمن بذهول : آنسه آسيل ، أيه اللي جابك هنا تاني بعد ما رجعتي البيت

آسيل ببكاء : .............

إيمن قابضا علي شفتيه : أنتي كنتي موجوده لما الجريمه وقعت

آسيل مومأه رأسها : .......

إيمن حاككا طرف ذقنه : اا ا يبقي للأسف لازم تيجي معانا

آسيل محدقه : ..........

 

- لم تجادل آسيل معه في الحديث بل توجهت لمقر مديرية أمن القاهرة للتحقيق بالواقعه بينما رأي إيمن ضرورة إبلاغ أمجد بما جد من أمور ... فلم يتمهل أمجد إذ توجه علي وجه السرعه لمقر المديريه لحضور التحقيقات برفقتها ولكن كان الأمر غاية الصعوبه ... وبينما هو منهمكا في محاولاته المتعددة للدلوف إليها إذ بهاتفه يصدر ضجيجا معلنا عن مكالمه هاتفيه

 

أمجد : أيوة ياعمي .... أه عارف هي فين ..... معايا ياعمي متقلقش .... هابقي أحكيلك بعدين ..... أهدي بس ياعمي ومتقلقش ..... حاضر هجيبها وأجي ..... سلام

 

لميا بعصبيه مفرطه : ده أنا هبهدلها ، أزاي تخرج من ورايا يارؤؤف وراحت فين ؟

رؤؤف بنبره عاليه : أهدي بقي يالميا بقالك ساعتين بتشيلي وتحطي علي الفاضي ، ما خلاص عرفنا هي فين ومع مين .. اصبري ترجع ونفهم منها

لميا بغيظ : لا لا بنتي أتغيرت ومبقتش زي الأول ، أنا حاسه بيها وبتغيرها من ساعة ما رجعت

رؤؤف بتنهيده : مشافتش شويه يالميا .. ياريت كفايه ضغط عليها

لميا : ...............

 

- بعد مرور ما يقرب من ساعتين متواصل من التحقيق أنضم أمجد أليهم للأدلاء بأقواله أيضا علي مرئا ومسمع من آسيل أزعجها حديثه عنه ... وما أن أنتهي التحقيق حتي تم الأفراج عنها من سراي النيابه

 

أمجد باأقتضاب : أستني هوصلك

آسيل بنظرات حاده : مش عايزة منك حاجه ، انا اعرف سكتي كويس

أمجد بنبره منفعله متهكمه : كل ده عشان المجرم بتاعك !؟

آسيل بنبره هادره : ملكش دعوة بيه ، هو دلوقتي بين أيد ربنا ، أنت متعرفش حاجه عنه وعن حياته

أمجد بعصبيه : لا والله !! مكنش ده كلامك ياحضرت المحاميه ... واضح انك حبيتيه لدرجة العمي

آسيل بنبره عنيفه : أه حبيته ... موته طهر كل الذنوب اللي عملها .. حتي في حقي

أمجد عاقدا حاجبيه : في حقك !؟

آسيل بتهكم : عن أذنك

- صارت بخطوات راكضه لخارج مبني المديريه وتوجهت صوب منزلها وهي بحالة من الأنهيار العصبي والبكاء الشديد .. حتي أن والدتها التي أقسمت علي تلقينها درسا قاسيا قد رق قلبها وشعرت بوغزة أجتاحت كيانها من تلك الحاله التي وصلت بها .. ظلت تبكي مرارا حتي شعرت بعينيها قد جفت بها الدموع .. أستمعت لتلك الكلمات التي رددها علي مسامعها قبل أن تصعد روحه لعنان السماء ، فاأقسمت علي أن تحارب وتقاتل حتي تعود بحقه الذي طالبها به ...

ظلت علي وضعيتها تلك أربعة أيام كامله ..حتي أشرق نور الصباح وسطع ضوء الشمس الذهبي في المكان معلنا عن يوم جديد ، نهضت عن فراشها بتثاقل وملامح منهكه .. ثم أرتدت ملابسها القاتمه السوداء ووضعت نظارتها القاتمه أعلي رأسها .. ثم توجهت للخارج


 

لميا بذهول : أنتي رايحه فين ؟

آسيل باأمتغاض : هروح أشوف جثته أدفنت ولا لأ

لميا بصدمه : أيه !؟ وانتي مالك .. احنا ما صدقنا خلصنا من الهم ده

آسيل مبتلعه ريقها بمراره : مينفعش ؛ ده جوزي .. و و وأبو بنتي او أبني اللي جاي

لميا ضاربه علي صدرها : يالهووووي ، نهارك أسود .. انتي ......

آسيل قابضه علي عينيها : حامل

لميا ممسكه ذراعها ثم هتفت بنبرره هادره : حااااااامل !!!! الطفل ده لازم ينزل .. مش هتبقي أم لأبن واحد زي ده

آسيل بعصبيه : لا مش هنزله .. ده أبني ، حته مني ومش هفرط فيها

لميا بصراخ : يارؤؤؤؤؤؤف تعالي ألحقني

رؤؤف مهرولا : في أيه يالميا ايه اللي حصل ؟

لميا باأختناق : بنتك حاااااااامل ، ومن واحد مجرم ومش عايزة تنزله

رؤؤف محدقا : حامل !!!

لميا بتشنج : أتصرف معاها انا تعبببببببت ... مش قادرة أتحمل أكتر من كده

رؤؤف بهدوء : أهدي يالميا ، مبروك ياأسيل

لميا فاغره شفتيها : أنت بتباركلها ؟ علي الوكسه اللي هي فيها ... ده محدش يعرف انها اتجوزت ده لو اعتبرنا جوازها صح

رؤؤف بتنهيده : روحي أنتي ياآسيل وسيبيني مع ماما

لميا بحده : لا مش هتروح حته و ....

رؤؤف جاذبا أياها : تعالي بس نتكلم جوه .. مش هنا


 

- دلف رؤؤف لغرفة مكتبه جاذبا خلفه لميا .. أوصد الباب ثم أجلسها وجلس قبالتها هاتفا


 

رؤؤف مصرا علي أسنانه : شئتي أم أبيتي هو ده الواقع ... بنتك اتجوزت وحامل وجوزها مات ، الطفل اللي جاي ملهوش ذنب وحتي أبوه مش عايش عشان تقولي كده ... أنا شايف أنك تتقبلي الوضع وبلاش تعملي كماشه علي بنتك عشان متضطريهاش تتصرف من وراكي وتروح مشوايرها بالغصب عننا

لميا بنبره فظه : لو سهيله بنتك مكان بنتي آسيل .. هتوافق وتتكلم بالهدوء ده

رؤؤف بحده مشيرا باأصبعه تحذيرا لها : أنا بحذرك يالميا تجيبي سيرة الموضوع ده تاني ... آسيل بنتي مش بنت حد تاني وربنا يعلم انها وسهيله واحد عندي وعمري ما ميزت بينهم بالعكس ، علي طول بدي آسيل أكتر عشان محسسهاش بأي حاجه ، ليه عايزة كل شويه تفكريني أنها بنت جوزك القديم ياهانم


 

- هزت عبارته جسدها ( آسيل ) حيث كانت تتأهب للخروج من المنزل وأستمعت إلي كلماته الاخيره .. فقد أعتقد انها ذهبت إلي حيث تريد ولكنها لم تذهب بعد ، وقفت بمكانها لاتقوي علي الحركه بضع ثوان تستجمع قواها وتتعقل ما سمعته ثم طأطأت رأسها للأسفل وأبتسمت علي حالها أبتسامه ساخره .. حتي إبيها ليس بأبيها .

تمنت الموت حتي تستريح من أعباء هذه الدنيا التي تقضي عليها شيئا فشئ .. وبعد لحظات مريره مرت عليها ألقت بكل ذلك خلف ظهرها فليكن ما يكن والأهم لديها هو الوصول لمبتغاها

------------------------------------------------- 


- ذهبت آسيل بسيارتها الصغيره حيث مقابر آل جاسر .. حيث قررت النيابه السماح بدفنه بعد أن تم تشريح جثمانه وقد تبين أن رصاصة القناص هي التي أصابته حقا ، تركت سيارتها بعيدا ثم توجهت لداخل الممر المصفوف علي جانبيه مقابر المتوفين .. ثم توقفت فجأه عندما لمحت روكس منبطحا أمام مدخل القبر وجواره كاثرين تحاول أصطحابه ولكنه يأبي تمامل ... تقدمت آسيل بخطوات بطيئه حتي أشتم روكس رائحتها .. فهب من مكانه ناظرا إليها حتي وجدها حتي وجدها تقف قبالته .. ظل يقفذ بقدميه وينبح نباحا صادحا وكأنه صراخ ... بينما بادلته آسيل الترحيب فأنحنت بجسدها تمسد علي فروته وتخلل أصابعها داخلها ، في حين بدا علي كاثرين ملامح منهاره وعيون دامعه محمرة


كاثرين بصوت خافت : مرحبا بك سيدتي ، أنتظر حضورك منذ يومان

آسيل بنبره متقطعه ممزوجه بالأنين : أديني جيت

كاثرين مشيره بعينيها لروكس : لعل روكس يستمع حديثك ، فإنه رافضا التحرك من جوار قبر ...... سيدي الشاب

آسيل قابضه علي عينيها بتألم : ..............

كاثرين بدموع : لكي معي أمانه تخصك ، أوصاني سيدي الراحل أن أسلمك أياها في حال أصابته بمكروه ... وها قد أصابه

آسيل مكفكفه دموعها : أمانه !! أمانه أيه ؟

كاثرين بنبره غليظه : ما سيساعدك علي أسترداد حقه كاملا

آسيل بشرود : ..... فين الحاجه دي ؟

كاثرين : سأحضرها لكي مساءا .. أتمني لقاءك بأسرع وقت فلا أعلم ما يخبئه لي الغد

آسيل بنبره قويه متحمسه : هستناكي في مكتبي النهاردة بالليل

كاثرين : إذا أستئذنك بالأنصراف

آسيل ناظره لروكس : سيبيلي روكس ، ده من حقي دلوقتي

كاثرين بعيون دامعه : ولكن !!! حسنا فالتحتفظي به سيكون لكي خير رفيق

آسيل جالسه في وضع القرفصاء : شكرا يا كاثرين .. بجد كاثرين


 

- صارت كاثرين بأتجاه المخرج من ذلك الممر بينما ظلت آسيل جالسه علي أحدي درجات القبر الرخاميه جوارها روكس .. حيث جلس جوارها يأن بتألم وكأنه فقد جروه ( أسم الابن الصغير للكلب ) وليس صاحبه بينما تركت آسيل شلالات فياضه تنهمر من عيناها كانت قد كبحتها لفتره طويله من الوقت ، وما أن شعرت بمرور الوقت سريعا وبدأت خيوط الليل تزحف إلي المكان لتخيمه بالظلام نهضت من مكانها وأشارت لروكس حتي نهض من مكانه سريعا للحاق بها .. ثم توجهت بسيارتها الصغيره برفقته نحو مكتب المحاماه الخاص بها وظلت قابعه به تنتظر كاثرين ... وما هي إلا دقائق حتي حضرت إليها ، كانت تشعر بلهفه غير طبيعيه لمعرفة ما الذي يحويه ذاك الصندوق الخشبي الموصد حتي أعطته لها كاثرين


 

كاثرين ممدة يدها : هذا هو المفتاح الخاص بالصندوق ، وهذا الهاتف تابع لذلك القناص اللعين الذي قطف زهرة شباب سيدي بعد أن أعد كل شئ لمواجهة الشرطه ، فقد وجدته ملقي بأرضية غرفة المكتب بعد أن تحفظت الشرطه علي جثمانه

آسيل عاقده حاجبيها : هاتي كده !!


 

- وبعد فتح الصندوق .. وجدت به العديد من الملفات الورقيه وجهاز الحاسوب الخاص بجاسر .. كما وجدت كارت ذاكرة صغيره ( ميموري ) موضوعا بعلبه صغيرة للغايه .. فقررت الأطلاع أولا الملفات ثم تفحص كارت الذاكرة فوجدت .....


آسيل قاطبه جبينها : ده ورق يثبت أن الشركه ملك واحد أسمه .. ثروت وورق تاني بيثبت أنه بيستورد موارد غير صالحه للأستخدام الأدمي

كاثرين محدقه : إذا فقد كانت نيته التخلص من ثروت وللأبد بتلك الأوراق

آسيل متفحصه الأوراق : ودة شيك بأسم مودة .. مكتوب أنه للصرف علي دراستها بره

كاثرين بتنهيده : ..............

آسيل محدقه بذهول : ودي شهادة ميلاد .. بس قديمه أوي ، معقول تكون ......

كاثرين قابضه علي عينيها : نعم ، أنها بطاقة هويته الحقيقيه

آسيل بدموع : عبدالله ، أسمه عبدالله !!!

كاثرين مربته علي كتفها : أرجو أن تهدئي ، ودعي البكاء والنحيب لوقت لاحق

آسيل مكفكفه دموعها : .......

كاثرين لتساؤل : وما هذا و هذا ؟

آسيل مدققه بصرها : ده عقد بيع القصر لملجأ أيتام و ...و و ...عقد بيع وشرا بالمزرعه ليا


 

- حدقت مقلتيها وأتسعت فجأة عند قرائتها لتلك العبارات التي بورقه أخري وكانت ....


 

آسيل بنبره متقطعه : ا ا... ا عقد جوازنا .. وبأسمه الحقيقي

كاثرين رافعه حاجبيها : يا لدهائه ، جيد جدا

آسيل عاقده حاجبيها : ليه ؟

كاثرين : سيسهل عليكي أثبات الابن باأسمه الحقيقي كما تمني

- تركت آسيل تلك الأوراق وأمسكت بكارت الذاكرة الصغير لتشغيله علي جهاز الحاسوب ... فوجدت العديد من الملفات الغير مرئيه ( مختفيه ) ولكن لخبرتها بالتعامل مع الاجهزة الألكترونيه أستطاعت فك الشفره وأظهار الملفات ، حيث مقطعين من ( الفيديو ) قامت بتشغيل أحداهم لتجد .... محادثه جمعت جاسر وثروت أثناء الاتفاق علي أحدي الشحنات الغير قانونيه ، ومقطع أخر يجمع بين عيسي وثروت أثناء التأمر علي أحدي قيادات الشرطه

شهقت آسيل في فزع واضعه يدها علي فمها من هول المفاجأة .. فكان ما أعده جاسر لهم يشبه القشه التي قسمت ظهر البعير .... بينما كانت كانت كاثرين قد وصلت لذروة السعادة عقب تأكدها من تورط ثروت وعيسي بتلك القضايا


 

كاثرين باأبتسامه : أشعر وكأن الأمل يزداد يوما عن يوم

آسيل ناظره علي الفراغ : ...... كده القضيه مقفوله والحكم فيها معروف ... أفتحي التليفون ده ياكاثرين خلينا نشوف في إيه ؟

كاثرين : أمرك


 

- قامت كاثرين بفتح جهاز المحمول بينما كانت آسيل تغلق جهاز الحاسوب أمامها وتضع كل شئ كما كان


 

كاثرين ممده يديها : ها هو الهاتف


 

ألتقطت آسيل الهاتف وظلت تضغط العديد من الضغطات ثم قطبت جبينها عندما لمحت أخر مكالمه هاتفيه أجراها القناص القاتل والتي كانت تقريبا قبل تنفيذ عملية القتل بدقائق معدودة .. ألتفت آسيل إليها ومدت الهاتف أمام ناظريها قائله


 

آسيل : شوفي الرقم ده كده ، ده كان أخر رقم القناص أتصل عليه

كاثرين مدققه النظر : ....... أعتقد أنني لمحت مثل هذا الرقم ولكن ...... هااااااااا أنه تابع للسيد ثروت

آسيل بصدمه : ........

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه : نعم أنه هو أنا علي درايه بما أقول

آسيل بنبره متوعده : الراجل ده حسابه تقل أووي معايا ؛ وحيات بنتي أو أبني اللي أتحكم عليه ميشوفش أبوه ولا أبوه يشوفوا هندمه علي اليوم اللي فكر فيه يتخلص من جوزي


 

--------------------------------------------------


 

- كانت لميا تسير في المنزل ذهابا وأيابا ما بين الساعه والشرفه منتظرها قدوم أبنتها التي خرجت منذ الباكر وحتي الأن لم تعد .. حتي أستمعت لصوت قرع طفيف علي باب المنزل فتوجهت سريعا لفتحه


 

لميا : آسيل .. أتأخرتي كده ليه و ..... إيه اللي فأيدك ده ؟!

آسيل ناظره لروكس : ده الكلب بتاع ... بتاعي ، ودي أوراق قضيه شغاله فيها

لميا محدقه : قضيه ! أنتي لحق يجيلك قضايا ... وبعدين جيبتي الكلب ده منين

آسيل دالفه للداخل : بتاع جوزي الله يرحمه

لميا بنبره عنيفه : يادي جوزي اللي أنتي مسكهالي

آسيل بتنهيده : عن أذنك ياماما عندي شغل ولازم أخلصه


 

سهيله أتيه من الداخل : سامعه صوت سولي هي جت ..... هااااااا الله كلب

لميا بنظرات ضيقه : عجبك اوي ؟

سهيله منحنيه بجسدها علي روكس : أه جميل خاااالص بس كبير حبتين .. انتي عارفه ياماما أني بحب الكلاب ، بس غريبه آسيل واقفه جمبه عادي كده دي كان عندها فوبيا وبتخاف منهم

آسيل بضيق : عن أذنكوا

سهيله بهمس : مالها ياماما ؟

لميا بحزن : منه لله اللي كان السبب في شقلبة حالها وحياتها


 

------------


 

- دلفت آسيل لغرفتها سريعا وجلست علي طرف الفراش تغالب قطره ساخنه تقف علي حافة جفنها حتي دلف رؤؤف إليها رادفا بنبره حنونه


 

رؤؤف مربتا علي كتفها : تحبي أساعدك في القضيه الجديده ياأستاذه

آسيل بعيون دامعه : معتقدش هتقف جمبي في قضيه زي دي يا ... بابا

رؤؤف جالسا جوارها : وليه لأ ؟

آسيل بتنهيده : عشان دي قضيه تخص جوز..... جاسر

رؤؤف حاككا طرف ذقنه : طالما انتي مهتميه بيها وعايزة تشتغلي عليها انا في ضهرك وساندك يابنتي

آسيل بنظرات غريبه : .......

رؤؤف باأبتسامه : متستغربيش

آسيل : مين أبويا ؟

رؤؤف محدقا بصدمه : .............

آسيل ناظره للأسفل : مكنتش أقصد أتصنت عليكوا ... انا سمعت غصب عني

رؤؤف ممسدا علي رأسها بحنو : أنا أبوكي وأنتي بنتي ، الأب مش اللي بيخلف يابنتي ... الاب اللي بيتعب ويشقي ويربي ويشيل هم عياله ... أنتي عمرك يوم حسيتي اني مش أبوكي ؟ !

آسيل محركه رأسها بالسلب : .......

رؤؤف : يبقي خلاص .. السيرة دي متتفتحش تاني ياسولي ... أنتي أول بنت ليا وهتفضلي كده


 

- ألقت بجسدها بين أحضانه وكأنها تستغيث به ، فضمها إليه مربتا علي ظهرها بهدوء ثم أردف


 

رؤؤف : أبدأي في القضيه عشان نخلصها قبل ما تتشغلي بحفيدي .. أنا مش عايزك تهملي في تربيته

آسيل باأبتسامه : .........


 

- كانت كلماته كالسحر وقعت علي أنيها كبلسم شافي لكل أوجاعها ، فا أخيرا ألتقت أنسان متحضر يحمل قلبا نقيا طاهرا يري الجميع بعين الرأفه ... بعيدا عن نظرات مجتمعنا الخاطئه النابذه والذي يسلب الحياه لمجرد أخطاء أرتكبها أناس غيرنا


 

--------------------------------------------------


 

- بالفعل .. كان رؤؤف خير أب صنعته لها الأيام .. حيث قام بمساندتها ومساعدتها قدر ما أستطاع ، شرعت آسيل في رفع القضيه علي الفور وتقديم النسخه المصورة من الملفات والمقاطع المصورة التي بحوزتها لتدعيم ملف القضيه ، وكان البحث عن ثروت قائما إلي أن تم القبض عليه بالمطار أثناء محاولته الرجوع لأثينا _ عاصمة اليونان _ حيث لم يفيده جواز سفره المزور وبطاقة هويته الغير صادقه بعد أن تم الأعلان لجميع الجهات بصورة مصورة له لحين رؤيته بأي مكان


( مطار القاهرة الدولي )


 

ضابط الشرطه : البيان اللي معايا فيه صورتك يعني هاتيجي هاتيجي

ثروت بحده ونبره منفعله : أنتوا أكيد أتجننتوا ، أنتوا عارفين أنا مين ؟؟ ده انا هخلي السفارة تقلب عليكوا الدنيا

ضابط الشرطه بلهجه فظه : نكمل كلامنا في المديريه .. مش هنا ياأبو سفارة أنت ، هاتوا البيه والشنط بتاعتو

ثروت متملصا من قبضتهم : أوعي أنت وهو ، أوعي بقولك متلمسنيش

ضابط الشرطه بتوعد : أنت مش راجل صغير عشان نبهدلك وسط الناس ، تعالي معانا بهدوء أحسن

ثروت : ...........


 

( داخل مديرية الأمن )


 

- كان رؤؤف يقف أمام النيابه وكأن شيئا لم يكن .. فقد أوهمه غروره بأن لا توجد عليه أدانه ولن يتوصلو إلي هويته الأصليه ... ولكن كان ما لدي النيابه يخالف جميع توقعاتو ، حيث أصتطدم بواقع أخر أسوء مما كان يعتقد


رئيس النيابه بنبره متهكمه : أعتقد مفيش أقوي من الفيديو اللي أنت شوفت نفسك فيه دلوقتي

ثروت مبتلعا ريقه بصعوبه شديده : ..........

رئيس النيابه بنظرات خبيثه ونبره ساخره : في قوة دلوقتي زمانها في شركتك ، بتعمل عمليه جرد لمكاتب الموظفين يمكن يكون في في حاجه ضايعه كده ولا كده

ثروت محملقا عينيه بصدمه : شش شركتي ؟؟ شركة أيه انا ما أملكش إي حاجه في مصر

رئيس النيابه بتذمجر : واضح انك لازم تشوف كل حاجه بعينك عشان تصدق


 

- أمسك رئيس النيابه بأحدي الاوراق الموجودة أمامه علي سطح المكتب ومدها أمام ناظريه حتي يتطلع إليها .. فأبتلع ريقه الجاف بصعوبه شديده وكأنه لا يقوي علي الحديث ، أيقن ثروت أن جاسر وراء تلك المصائب التي وقعت فوق رأسه .. فلم يأخذه الموت ، بل أن موته فتح عليه أبوابا من جحيم .. كان عقله ( جاسر ) كالداهيه فقد قام بتوريطه بأكثر من مصيبه حتي لا يستطيع الأفلات .. ولا مفرررر


 

أمرت النيابه بحبسه لمدة خمسة عشر يوما علي ذمة التحقيق .. بينما كانت آسيل متابعه للقضيه بكل شغف حتي تتعرف علي كل ما تتوصل إليه القضيه


 

في حين أسترد أمجد مكانته بالأدارة وعاد لممارسة وظيفته .. لم يتنساها يوما ما بل شرع في محاولاته للتقرب منها ولكن دون جدوي .. فكانت دائمة التهرب منه لا تريد حتي رؤيته في ظل تلك الظروف ، حتي أن حملها بدأ يظهر ولم يكن حتي يعلم به


 

-------------------------------------------------


 

- بعد مرور سبعة أشهر ، كانت قد تقدمت القضيه للمحكمه القضائيه للحكم بها بعد أن تم تأجيل الحكم أربعة أشهر .. وقد حان موعد الحكم النهائي بها ، حيث أصرت آسيل علي حضور جلسة الحكم بنفسها لكي تطمئن علي الحصول لمبتغاها بالرغم من أنها كانت تعاني من آلالآم بالظهر وثقل شديد بجسدها جعلها تتحرك بصعوبه


 

لميا بعصبيه : يوووووه يابنتي تعبتيني معاكي ، جلسة أيه وزفت إيه دي اللي عايزة تحضريها وأنتي تعبانه كده

آسيل كابحه تألمها : ياماما أنا بخير ، لازم أحضر الجلسة ، دي الأخيره

سهيله أتيه من الداخل : أنا جهزت خلاص ياسولي

آسيل واضعه يدها خلف ضهرها : طب يلا عشان بابا مستني تحت بالعربيه هيودينا ويجيبنا

لميا واضعه يدها علي رأسها : مفيش فايده ، اللي في دماغكوا هتعملوه

سهيله مقبله وجنتيها : يلا بقي ياماما عديها ، سلام


 

- توجهت آسيل للخارج مستنده علي سهيله حتي هبطا الدرج وأستقلا سيارة أبيهم متوجهين نحو المحكمه القضائيه

وبعد مرافعات ومباحثات وتقديم العديد من الأدله من النيابه ضد المتهم والأستماع لشهادة الشهود والتي كانت آسيل واحده منهم تم الحكم علي كلاهما ، حيث حكم علي ثروت بالسجن خمسة وعشرون عاما .. والحكم علي عيسي بالأعدام شنقا لثبوت قضيه قتل أحد قيادات الشرطه عليه .. وبعدها رفعت الجلسه

- رأت سهيله سامر جالسا بالمقاعد الأماميه منتظرا سماع الحكم علي أخيه ، وما أن علم انه حكم عليه بالأعدام حتي أبتسم أبتسامه من زاويه فمه بسخريه وتوجه صوب باب القاعه للخروج ولكنه أستصدم برؤية سهيلة مسلطه بصرها عليه فطأطأ رأسه للأسفل وأنطلق للخارج


 

- بينما نهضت آسيل من مكانها باأندفاع حيث أنستها الفرحه أنها تحمل داخل أحشائها طفلا قد أكتمل تكوينه .. وما أن نهضت عن مكانها حتي أثر أنفعالها علي حركة الطفل وأثارتها


 

آسيل بفرحه : الحمد لله يارب الحمد لله ، مش قادرة أصدق أخيرا اا . .. اااه اااه

رؤؤف بتوجس : مالك ياآسيل .. في ايه يابنتي

آسيل بتألم شديد : مش قادره ألم رهيب في ضهري ووجع اااااه

سهيله باأنتباه : هاااا آسيل أنتي هتعمليها ولا أيه

آسيل بصراخ : ااااااااااااااااااااه


 

-------------------------------------------------


 

- تم نقلها للمشفي حيث تتم عملية ولادتها ، كان الأمر صعب حيث أمها بشهرها السابع .. لذا قرر الطبيب المتابع لحالتها توليدها قيصريا لتفادي الأخطاء والمضاعفات .. حتي جائتهم البشري بميلاد طفل ذكر


رؤؤف رافعا يده للسماء : الحمد لله يارب .. اللهم بارك فيه وليه

سهيله بمرح : الله .. يعني أنا بقيت خالتو أيوووة بقي

لميا بتنهيده : الحمد لله أنها قامت بالسلامه دي ولادة السابع مش سهله

سهيله بفرحه : طب يلا نطلع بقي أنا مشتاقه أشوف النونو قوي


 

- صعد الجميع لغرفتها بالأعلي لأستقبال تلك المولود الصغير ، والأطمئنان عليها .. كانت غافله يسيطر علي ملامحها الالم والأرهاق ، ثم بدأت تفيق وهي تتأوة تألما من الآم الوضع ولكنها تناست أوجاعها مقابل رغبتها المتلهفه في رؤية صغيرها حتي أتوا به إليها


 

آسيل بدموع : الله ، أنت حلو اوي اوي

سهيله : وريني ونبي ياسولي هاتي أشيله شويه

آسيل مبتعده بيدها : لا سيبيه في حضني شويه عايزة أشبع منه

لميا بلهفه : ولا أنتي ولا هي.. هاتي حفيدي انا اللي هشيله

رؤؤف لاويا شفتيه : دلوقتي بقي حفيدك ، الله يرحم

لميا بنظرات ناريه : رؤؤؤؤؤؤؤف

رؤؤف : خلاص سكت أهو .. بس هاتيه أكبر في ودانه

آسيل : أيوة يابابا خده كبر في ودانه

سهيله بمداعبه : ياخووووووواتي عليه وعلي خدوده ، عسوول خالص خالص

آسيل باأبتسامه : ............

لميا بتهكم : واضح كده هيطلع شكل أبوه

آسيل مستنده بظهرها علي الفراش : ياريت يطلع شبهه

رؤؤف ممسدا علي جبينه الصغير الناعم : اللهم بارك فيه وليه ... هتسميه إيه ياحبيبتي

آسيل ناظره لطفلها : ....... جاسر ، هسميه جاسر


---------------------------------------------------


_ بعد مرور 25 عام _


 

- بأحدي المنازل العصريه الغير مترفه ، وقفت آسيل أمام المرآه تضبط من وضعية أقراطها الماسيه الزرقاء والتي تتناسب مع فستانها ( الاوفوايت ) ثم وضعت عطرها الجذاب ... ليدخل عليها شاب في ريعان شبابه ، عريض المنكبين مفتول الذراعين .. يشبه أبيه في ملامحه بصورة كبيرة للغايه

يرتدي حله لامعه سوداء اللون وقميصا أبيض مزدان بالأزرار السوداء .. وفيونكه ( ببيون ) سوداء لامعه ... أبتسم أبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء هاتفا


 

جاسر بصفير : فوووووووو ، أنا كده أحتمال أغير العروسه طالما مش شبهك

آسيل بضحك : ههههههه يابكاااااش ، بعد تعب السنين عشان توصل للبنت اللي بتحبها دلوقتي تقولي أغيرها

جاسر بهيام : ااااااه ياماما ، مش مصدق أخيرا أنا العريس .. انا متهيألي هكتب علي ضهري وانا ماشي عشان اعرف الناس كلها أني أنا العريس

آسيل مربته علي ذراعه : ربنا يحميك ويباركلك فيها ياحبيبي

جاسر مقبلا يدها : ويباركلي فيكي ياأحلي سولي في الدنيا كلها


 

- تدلف مودة أليهم مرتديه فستان من اللون الذهبي اللامع والمرصع بالألئ ، فنظرت صوب أبن أخيها نظرات أعجاب


 

مودة : أووووو ماشاء الله أحلي من العروسه ذات نفسها يادوك

جاسر رافعا أحدي حاجبيه : كملي اللقب بعد أذنك ياعمتو

مودة بضحكك : هههههه زي القمر يادكتور

جاسر ممسكا بسترته ليضبطها : أيوة كده

آسيل مربته علي ظهره : روح يابني عشان تلحق تجيب عروستك ، واحنا هيعدي علينا جدك رؤؤف عشان ياخدنا علي القاعه

جاسر موليها ظهره : حاضر ، عن أذنكوا


 

مودة ناظره لآسيل : تسلم تربيتك يالولو ، ربنا يخليهولك يارب

آسيل بتنهيده : متعرفيش أنا تعبت قد أيه عشان أطلعه راجل محترم ليه مكانته ووظيفته والحمد لله نجحت في مهمتي وخليته دكتور قد الدنيا

مودة باأبتسامه : وهو هيجيبه من بره !؟ ما أبوه كان راجل برده

آسيل باأبتسامه عفويه : وإي راجل ... يلا عشان منتأخرش علي الفرح


 

( مر ما يقرب من عام ونصف منذ وفاة جاسر ولم تعلم شقيقته مودة بموته ، حيث أخفت عنها آسيل حقيقة ما حدث خوفا عليها .. فقد كانت تعشقه وكأن العالم لم يخلق به سوي رجلا واحدا هو أخيها ، في حين عادت مودة في أجازة سريعه لأرض مصر فتفاجأت بموت أخيها الذي دام لعام ونصف دون علمها ... لم تتوصل لحقيقته فقد تناسي الجميع الأمر ولم تبلغها آسيل بأي شئ .. سوي أن أخيها قد تورط بأمرا ما غير قانوني وعندما قامت الشرطه بملاحقته تم قتله عن طريق الخطأ ، كانت تلك بمثابه الصدمه الشديده والصاعقه التي نزلت عليها فظلت كثيرا وكثيرا بداخل حاله نفسيه مزريه ... حتي صادفت من كان عضدها في تلك المحنه ، كان لها الحبيب والصديق والأخ والزوج والأبن .. قد تعرفت عليه بمدينة الضباب _ لندن _ في أحدي أقسام التدريس بجامعة _ كامبريدج _ فتزوجا ليعيشا قصه من أجمل قصص الحب الطاهره الخاليه من الاضطرابات والتشوهات وقضت سنوات طويله بالمدينه البريطانيه حتي أنها حصلت علي تعين بالجامعه البريطانيه ، فقد حققت حلمها وأخيرا )


--------------------------------------------------

_ داخل أحدي القاعات المجهزة لأعداد الأفراح والمناسبات السعيده _

 

- وصل جاسر بعروسه لحيث القاعه وسط أجواء أحتفاليه مبهجه وسعيده .. حيث أحاطهم الجميع بالفرحه والسرور ، كان جالسا ب ( الكوشه ) جوارها والفرحه تتقافذ من عينيه .. فأخيرا حصل علي مليكته كما أسماها بعد سنوات من الحب والحروب ليحوذ عليها .. كانت السعادة تملأ قلبها وهي تري طفلها الصغير الذي عاش معها الربع قرن قد أصبح رجلا يحمل المسؤليه ، وأثناء شرودها لمحت سامر وسهيله يدلفان لداخل القاعه متأبطان ببعضهما البعض فاأبتسمت أبتسامه صغيره ثم توجهت صوبهم

 

آسيل : كده تتأخري يالولو

سهيله بمرح : ماأنتي عارفه سامر يومه بسنه ياسولي ، الف الف مبروك ياحبيبتي ، عقبال ما تبقي جده بقي

آسيل : اااااامين ياختي

سامر باأبتسامه واسعه : مبروك ياأم جاسر

آسيل ضاربه كفا بكف : يخرب بيتك .. أنت مش هتبطل تناكفني ياأبو ريما

سامر بقهقهه عاليه : ههههههه لا مش هبطل

آسيل : لمي جوزك بعيد عني ياسهيله انا بقولك أهو

سهيله : خديه وهاتي بداله بوتجاز بدل اللي باظ في البيت

سامر بتنحنح : أحم ، لاحظي أني جمبك ياحبيبتي

سهيله : ماأنا عارفه ياحبيبي

آسيل : ههههه أدخلوا أدخلو ... لو فضلت واقفه معاكوا كده هنسي الدنيا

 

( بعد تنفيذ حكم الأعدام علي عيسي ، كانت حياته قد أنقلبت رأسا علي عقب .. فقد قرر الأعتماد علي نفسه وتكوين ذاته دون الأعتماد علي إي بشري إيا كان هو ، بينما قررت سهيله دعمه ومساعدته بعد أن تأكدت بأن ليس له أدني معرفه بما كان يقوم به أخيه من أعمال غير مشروعه ، فكان وجودها جواره أكبر دعم ساعده حتي قام بتنفيذ وعده لها وأثبات حبه الصادق إليها .. فتزوجا لينعما بحياة زوجيه منعشه مفعمه بالحيويه والمرح وأنجبا طفله واحده _ ريما _ لتصبح هي كل حياتهم )

--------------------------------------------------

 

- وقف جاسر بمنتصف القاعه واضعا يديه حول خصرها ومقربا إياها لصدره .. ثم همس لأذنيها البيضاوتين التي توردت خجلا عقب ملامسه أنفاسه المشتعله لأذنيها ليبث لها في نبرته شوقه الجارف إليها هاتفا

 

جاسر : كنت راجل معاكي و نفذت وعدي ليكي .. بحبك ياكل حاجه في حياتي .. بحبك يامليكتي

سيلا بنظرات عاشقه : بعد حب خمس سنين وحروب أهليه سنتين مش ناوي تقولي ليه سمتني مليكتك

جاسر ناظرا لعينيها : عشان أنتي مينفعش تكوني ملك حد غيري ، بابا الله يرحمه كان عنده حق لما سمي ماما _ مليكته _

 

- كانت آسيل تنظر أليهم بسعادة شديده .. فقد حققت رغبتها أخيرا ووصلت بأبنها العزيز لأسمي المعاني للرجل الحقيقي ، وبينما كانت آسيل شارده .........

 

أمجد بنبره رخيمه : العيال أتجوزو ، مش ناويه تراجعي نفسك تاني

آسيل باأبتسامه : بعد 25 سنه ياأمجد ، معتقدش هينفع خصوصا بعد ما الأولاد أتجوزو

أمجد بتنهيده : مش هفقد الأمل

آسيل : لا أفقدن ، اللي خلاني أعيش السنين الطويله دي علي ذكراه قتدر يخليني أكمل اللي باقي برده لوحدي .... شكرا عشان ساعدتني نرسم البسمه علي وشوش ولادنا

أمجد باأبتسامه : سيلا بنتي ياآسيل ، كل همي إني أشوفها مبسوطه .. ورفضي لجوازهم أنتي أكتر واحده عارفه سببه ، لكن لما حسيت إني غلطت في حق أبنك لما ظلمته بذنب أبوه رجعت عن اللي كنت بعمله وسيبتهم يكملوا حياتهم سوا

آسيل باأبتسامه : برده شكرا ... عن أذنك

 

---------------------------------------------------

 

- أنقضت الليله وقد ذهب الجميع لدياره سعيدا .. حيث جلست آسيل علي فراشها القابع بغرفتها بالمزرعه بعد أن طلبت من كاثرين إعداد قدحا مميزا من القهوة الساخنه .. وأمسكت قلمها الفضي ومذكراتها لتكتب السطور الأخيره بداخلها .

 

آسيل : وها أنا أسطر بقلمي أخر سطور بمذكراتي ، فدائما كنت مليكته وسأظل كذلك حتي ألقاه .. فقد أمتلكني وحده وليس سواه يسكن قلبي .

 

- أغلقت مذكراتها المدونه بعنوان _ مليكة الوحش - ثم سحبت الغطاء المبطن عليها لتغوص بنوم عميق بعد يوما شاقا ............


                 تمت بحمد الله 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

  

 وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 

 

وايضا زورو قناتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
تعليقات