رواية مليكة الوحش الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14بقلم ياسمين عادل


رواية مليكة الوحش

الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14

بقلم ياسمين عادل


- كان جاسر واقفا أمام شرفة مكتبه الزجاجيه عندما كان يهاتف ثروت ، كان يشعر وأن الدنيا مظلمه بعينيه وقد زحف إليه الضيق والأختناق .. فحاول الأيجاز معه في الحديث حتي ينهي تلك المحادثه السخيفه 

جاسر زافرا أنفاسه في ضيق : يووووه هو تحقيق ياثروت ، قولتلك مااااتت قتلتها .. انا خلاص قتلتها

ثروت بحده : وزعلان قوي كده ليه يا ... ياليث

جاسر بنبره عميقه غاضبه : خلي بالك من تلميحاتك وأنت بتكلمني ياثروت ، أنت عارف لما جاسر الليث بيقلب علي حد ب ......

ثروت مقاطعا : من غير تهديد ياليث ، انا كمان مبتهددش وانت عارف ده كويس

جاسر مضيقا عينيه : ده مجرد إنذار ، وقد أعذر من أنذر ... سلام

 

- أغلق الهاتف وألقاه بكل قوة لكي يستصدم بالحائط وظل يلتقط أنفاسه بعمق والنظرات القاتله تتطاير من عينيه البنيتين الواسعتين ، ثم توجه بخطي متعجله إلي صوب ( البار ) الموضع عليه ألوان مختلفه من الخمور الباهظة الثمن .. سكب له كأسا وقد أملاه حتي فوهته وأخذ يرتشف منه بشراهه ثم أمسك بالعلبه الفضيه ليلتقط منها ( سيجاره ) وأشعل بها النيران ثم نفث منها بشراهه شديده تاركا سحابها الرمادي اللون يتطاير من فمه للهواء ، فأستند بجبهته علي كف يده مسترجعا بعقله ما حدث من دقائق قليلة .....

#flash_back

أولته آسيل ظهرها وهي واضعه رأسها بين راحتي يدها مرتجفة الجسد يتصبب من أنحاء جسدها المختلفه العرق المغرط .. فقبض جاسر علي عينيه ووجه سلاحه صوبها وأطلق رصاصه هادرة لتمر جوار رقبتها، حيث أنعدمت المسافات بينها وبين الرصاصه فشهقت فزعا وتخيلا منها أنها قد أصيبت بها ولكنها فتحت جفنها لتجد أنها ما زالت حية ترزق ، فاألتفتت ببطئ وحذر شديدين حتي رآته مازال مصوبا سلاحه باأتجاها وتوحي نظراته بالشر الدفين الكامن الذي يحمله بداخل أضلعه .. فقطع صمتها قائلا

 

جاسر بنبره عميقه وصوت جهوري : عندي أوامر بتصفيتك ، وأبعتك رحله إلي مالا نهايه

 

- نظرت له آسيل بوهن شديد وقد خارت كل قواها ولم تستطع قدامها تحمل ثقل جسدها المنهك حتي تركت العنان لنفسها كي تسقط أرضا فاقدة للوعي من هول ما رأته .. ولكن كانت ذراعه الصلبه القويه أسرع إليها حيث ألتقطها بمهارة وخفه بذراع واحده ، وكان يضع سلاحه خلف ظهره بالذراع الأخري .. ثم أنحني بها للأسفل كي يستند بها علي الأرضيه الرخاميه وتمعن النظر لملامحها ووجهها الشاحب الأصفر اللون ، فحدق عينيه في ذهول عندما أكتشف بعض التشابه بين أسيرته و بين والدته الراحلة ، فاأبتسم بعفويه ومد أصبعه ليزيل بعض قطرات العرق التي ألتصقت بوجهها وفجأة أختفت الأبتسامه من علي وجهه وأمتغض بشده وعبست ملامحه فنزع ذراعه من أسفلها وأبتعد قليلا لكي يسيطر علي حاله من الحنين للماضي أجتاحت كيانه فجأة وأقتحمت أغوار قلبه الموصد .. هز رأسه بقوة لينفض عنها تلك المخيلات ثم نظر أليها مره أخري وقام بحملها للفراش ودلف للخارج بعد أن دثرها جيدا ، في ذلك الحين كانت كاثرين صاعده لأعلي وهي تركض فزعا من صوت طلقات الرصاص التي صدع صوتها أرجاء المكان منذ قليل .. فوجدته ثائرا عابس الوجه فحاولت مبادرته بالسؤال لكنه أردف قائلا

جاسر بنبره عميقه : خلاص ، مهمتي خلصت معاها

كاثرين محدقه بفزع : ماذا !!

جاسر ناظرا بحده لحارسه : انت كمان مهمتك خلصت ، تقدر تمشي من هنا وتروح لمكان حراستك

الحارس ناظرا لأسفل : أوامر معاليك

جاسر بنبره عميقه : أمشي من هنا ياكاثرين

كاثرين بضيق : أمرك

- أغلق جاسر باب غرفتها وأوصده جيدا ، ثم دلف للأسغل متجها صوب غرفة مكتبه لكي يبلغ ثروت ما حدث


 

- back


 

أفاق جاسر من غيبوبته علي صوت كاثرين مردفه بحنو


 

كاثرين بهدوء : ماذا بك سيدي ، هل أصابك الندم علي تركها حية ؟

جاسر تاركا كأس الخمر : عمري ما عملت حاجه وندمت عليها .. أنا بفكر في اللي جاي هتعامل معاه ازاي

كاثرين مضيقه عينيها : ماذا تقصد ؟!

جاسر ناظرا أليها بثبات : يعني لازم تختفي ، البت دي لازم تختفي من قصري

كاثرين بحيره : وإلي أين ستذهب ؟

جاسر بتفكير : المزرعه ، هوديها المزرعه بتاعتي وانتي هتروحي معاها .. مقدرش أأمن لحد غيرك ياكاثرين

كاثرين باأبتسامه هادئه : أشكرك علي ثقتك الغاليه بس سيدي

جاسر بتنهيده : روحي حضري كل حاجه عشان تتنقلوا النهارده الفجر

كاثرين بنبره رخيمه : أمرك ، أستأذنك بالأنصراف

------------------------

- جمع جاسر جيشه الجرار ( رجاله الأقوياء البنيه ) وأمرهم بتجهيز طاقم سيارات مجهزة للسفر إلي مزرعته .. بينما أعدت كاثرين كل ما قد تحتاجه في تلك الرحله المفاجئه .

بعد أن تأهب الجميع للذهاب وجهزت السيارات .. حضرت سيارة جاسر الخاصه يقودها أحد رجاله أمام باب القصر مباشرة كما أمر جاسر ، ثم تركها الحارس وأنصرف ، صعد جاسر إليها وحملها بين ذراعيه برفق شديد لم يعهده من نفسه المغواره والقاسيه ودلف بها خارج الغرفه هابطا عبر الدرج الرخامي وأنطلق بها خارج القصر .. ما أن رأته كاثرين حتي فتحت له باب سيارته الخلفي لكي يضعها باأريحيه أكثر .. ثم جلست كاثرين جوارها وأستقل هو عجله القياده بعجاله وخلفه باقي حراسته مستقلين سيارتين من ( البيجو ) الكبيره .


- وصلا حيث مزرعته الكبيره المحاطه بالمساحه الخضراء الشاسعه والمبهجة النظر بعد ما يقرب من حوالي ساعتين من القياده المستمرة دون توقف .. دلف جاسر أولا داخل ( فيلته ) الصغيره بالمزرعه وقام بالأتمام علي كل شئ حتي تأكد بنفسه من أن الكل علي ما يرام ، ثم أمر رجاله بالتحرك سريعا كل منهم إلي موقع محدد له ، كما قامت كاثرين بتجهيز غرفه خاصه لآسيل للأقامه بها حيث أقلها جاسر لغرفتها بعد أعدادها ..


 

جاسر بنبره جهوريه : من بكره هبعتلك أي حاجع ممكن تحتاجها ، هدوم أكل .. كل حاجه

كاثرين بهدوء : حسنا ياسيدي

جاسر موليها ظهره : ولو في حاجه معينه عايزاها قوليلي عشان أجيبها

كاثرين بتفكير : أعتقد أنها تعادل سيدتي الصغيره مودة في حجم ملابسها

جاسر ضاربا علي رأسه : ياخبر أسود ، أنا نسيت مودة خالص .. المفروض كمان أسبوعين هتكون خلصت مدرستها وهتاخد أجازة قبل ما تسافر تكمل دراستها

كاثرين محدقه : إي أجازة ، وأين ستقضيها ؟

جاسر ذافرا بضيق شديد : المفروض بتقضيها هنا في المزرعه أوووووف .. خلاص أنا هتصرف

كاثرين باأبتسامه عذبه : هل أعد لك وجبه صغيره فلقد مر عليك الكثير من الوقت دون تناول إي شئ

جاسر لاويه شفتيه : ماليش نفس ، أنا هروح أشوف الجاسر ( الجواد الخاص بجاسر )


- دلف جاسر للخارج صوب ( أسطبل الخيول ) حيث يوجد الجاسر ، وما أن رأه الجواد حتي صهلل بصوته عاليا تهليلا لعودته مرة أخري فأنفرجت أساريره لأستقبال الجواد له ،فهو عاشق لتلك الحيوانات الوفيه التي أحبها أكثر من جنس البشر الذي يبغضه بكلا نوعيه ( ذكورا ، أناثا )

أقترب منه بخطوات متباطئه ومسد علي ظهره برفق وبدأ يخلل أصابع كفه بشعيرات الجواد التي تعلو رأسه وأول ظهره ولم ينبث بكلمه ، بل ترك العنان لأنفاسه تذفر كل الضيق الذي يحمله

------------------------

 

- لم يهدأ أمجد ولم يهنأ باله إلا بعد أن حصل علي الأمر بأصطحاب قوة لقصر جاسر للبحث والتحقق في أختفاء طاقم كامل من الشرطه ، وبالفعل ذهب مترأسا تلك القوة الكبيرة .. أكبر من تلك المره الفائته ، وعندما وصل بقوته لبوابه القصر الحديديه الرئيسيه لم يجد آي حارس عليها .. فقام بالضغط علي زر ألكتروني خارج القصر كتنبيه لمن بالداخل لفتح البوابه .. وبعد عدة دقائق شعر بها تنفتح فرجع بخطواته للوراء منتظرا حتي وجد رجلا ليس بصغير يبدو أنه تجاوز الأربعين من عمره يرتدي جلبابا من اللون الازرق النيلي وحول رأسه عمامه بيضاء .. نظر الرجل إلي أمجد بتفحص ثم أردف بلهجته الصعيديه قائلا

 

سيد : أيوة ياسعات البيه .. أجدر أساعدك في حاجه

أمجد مضيقا عينيه : عندي أمر بتفتيش القصر ده ، فين صاحبه ؟

سيد عاقدا حاجبيه : صاحب القصر ديه أمهاجر بجاله سنين يابيه

أمجد فاغرا شفتيه : أنت بتقول أيه ياجدع أنت ، بقولك الراجل اللي عايش هنا فين أنطق (أردف بها وهو ممسكا بتلابيب جلبابه )

سيد بقلق : يابيه العقود معايي لو عايز تشوفها بنفسيك ، صاحب القصر راجل مهاجر ليه سنين بره البلد وكان بيأجر القصر كل فتره أجديه

أمجد بحده محاولا الوصول لمبتغاه : وفين المستأجر الحالي !؟

سيد : أخر واحد أجر يابيه ساب القصر ليه شهر ونص ومن ساعتها منعرفش عنه حاجه

أمجد بصدمه : أنت عايز تجنني ياجدع أنت ، وسع من طريقي عشان أفتش القصر أنا معايا أذن نيابه

سيد مفسحا الطريق : اتفضل ياسعات البيه تحت أوامرك

 

- تنحي (سيد) جانبا وقام بفتح البوابه علي مصرعيها حتي تعبر سيارات الشرطه داخل القصر لتفتيشه ، حيث أمر رجاله بالتفتيش جيدا في أنحاء القصر الفسيح

أمجد بنبره أجشه : القصر كأن حد سايبه أمبارح مش من شهر ونص

سيد : القصر بيتنضف كل يوم يابيه ، وكمان الباشا اللي كان مأجر الله يستره عايز ياخد مده تانيه عشان كده منقلش حاجته كلها

أمجد بعدم تصديق : فين عقود القصر وعقود الأيجار

سيد : ثواني ويكون عنديك

 

- وضع سيد يده في داخل جلبابه حيث الجيب الصغير المعلق بها ، وقام بأخراج محفظه جلديه قديمه وكبيرة الحجم بداخلها عدة أوراق .. ظل يقلب بها حتي أخرج له عقد ملكية القصر وعقود الأيجار ، وبعد أن أطلع عليها أمجد جيدا أتضح له صحتها وسلامتها القانونيه ، فعبست ملامحه وأكفهر وجهه بشده .. حيث ينغلق بوجهه إي باب للأمل ، وخاصه بعد أن تجمع رجاله مره أخري بساحة القصر الفسيح لأبلاغه بعدم أيجاد إي شئ فتنهد بحرارة وشعر بثقل ملأ رأسه فتوجه للخارج بعد أن أشار لقوته بالانصراف خارج القصر ، ثم هتف ب....

 

أمجد بلهجه جهوريه : أخر واحد مأجر القصر ألاقيه فين

سيد : البيه اللي كان مأجر القصر هيرجع تاني بعد ما يجدد العجد مع المحامي وبصراحه ماعرفشي هيرجع أمتي ولا عندي خبر بمكانه

أمجد مصرا علي أسنانه : ........ يرجع بالسلامه

------------------------

- تلقي جاسر مكالمة هاتفيه من رجل الداخليه التابع له ، فأضطر للأجابه عليه للتخلص من مطارداته الكثيره له ، فأشتعل غضبا عقب حديثه والذي أفصح فيه عن .......

 

جاسر بنبره جهوريه قويه : وبعدين بقي ! في أيه ياسامي ما تتصرف .. اللي بتاخده مني مش شويه جرالك أيه ؟

سامي بخشونه : أنا بتصرف في حدود صلاحياتي ياليث ، وانت عارف ده كويس

جاسر مصيقا عينيه بشر : يعني أقتله وأخلص ؟! أنا عايز أعرف أشمعنا بعت صاحبه ومبعتهوش هو في هجومهم عليا !!!

سامي قابضا علي شفتيه : عشان أمجد مش سهل أبدا ، كان هيحس بالشر ويغير كل حاجه في ثانيه

وانت اتغابيت وروحت خلصت علي طقم كامل

جاسر بحده ونبره عميقه : لسانك تخلي بالك منه ياسياده العقيد بدل ما أقطعهولك وأنت عارفني ، واللي انا شايفه بعمله مش مستني أوامر من حد

سامي بقلق : عموما أنا بعمل اللي عليا ، وأديك عرفت تتصرف وتلحق نفسك

جاسر لاويا شفتيه : يعني لو مكنتش لحقت أتصرف كان زماني في خبر كان عشان غبي ذيك .. أقفل بقي وغيب عن وشي

 

- أغلق جاسر هاتفه تماما وأوقفه عن التشغيل ثم ألقاه بعيدا بينما نظر بعينيه للأعلي محاولا أستنباط ما يحدث بغرفتها .. فلقد ألتزمت غرفتها يومان كاملان منذ أن خطت قدماها تلك المزرعه .. فذفر أنفاسه عاليا قبل أن يستقل الدرج الخشبي الماهوجني الأنيق والقوي وصعد للأعلي بخطوات ثابته فرأي كاثرين تدلف خارج غرفتها بأشراقه وبادرته قائله

 

كاثرين باأبتسامه : لقد تناولت طعامها وأغتسلت وبدلت ثيابها بأخري أيضا

جاسر باأرتياح : كويس ، خلي بالك منها لما أنزل القاهرة

كاثرين رافعه حاجبيها : ومتي ستقوم بالرجوع للقاهرة ؟!

جاسر واضعا يده بجيب بنطاله والأخري ممسدا بها علي خصلات شعره الغزير : مش عارف لسه ، كام يوم كده وانزل

كاثرين بتوجس : وماذا عن تلك الفتاه ؟ هل سيدوم آسرك لها طويلا !

جاسر : .............

- عقد حاجبيه بصمت ليفكر في عبارتها الأخيره ، فحقا لم يطرأ بباله إلي متي سيدوم آسره لها .. فولاها ظهره قبل أن يردف بنبره عميقه قائلا

جاسر مضيقا عينيه : أسيرتي للأبد

------------------------

أقسمت علي الأحتفاظ بكي ، ولم ولن أخون قسمي يوما ما .. لا تسأليني لماذا و لمتي ؟ فليست الأجابات حاضره بذهني لأرضي شغفك بالحصول علي الأجابه .. فقط أمتلكتك وهذا ما يعنيني ، فأنتي لي .................


#الفصل_١٤


الحلقة الرابعة عشر

- أنحني بجسده للأمام يقطف زهره بيضاء ناصعه اللون ، ناظرا لها ببهجه فقد جذبه صفاؤها وبعد أن قطفها وجدها ذبلت بين يديه وتحولت أوراقها المتفتحه لأوراقا ذابله ميته تساقطت عنها أوراقها الخضراء .... أستيقظ من نومه الغير المريح ليجد أن كل ما حدث حلما ليس بواقع فتمايل بجسده يمينا ويسارا لكي يدب فيه الحركه بعد أن غفي علي الاريكه رغما عنه ، ثم حك رأسه في تفكير بذلك الحلم الجديد .. فنفض عن رأسه تلك المخيلات ونهض عن مكانه متجها صوب المرحاض

-----------------

- غاب جاسر عن قصره 3 أيام متتابعه كما غاب عن شركته أيضا معتمدا علي وجود عيسي بها .. بينما أصاب عيسي التوتر والقلق من عدم ذهابه للشركه فقرر الذهاب لمنزله ليستكشف ما حدث بالأيام الماضيه ..

ولكنه عندما وصل أمام القصر فرغ شفتيه في صدمه عندما وجدها خاليه من حراسها وفقط يجلس رجلا يرتدي الجلباب علي كرسي معدني أمام بوابة القصر وممسكا بيده كوبا صغير من الشاي يحتسي منه ، رفع عيسي نظارته الشمسيه البنية اللون فوق رأسه وظل يتفحص المكان حوله عسي أن يكون قد أخطأ بالطريق ولكنه تأكد أنه هو قصر جاسر .. فتقدم خطوات متعجله سريعه نحو ذلك الحارس متسائلا

 

عيسي عاقدا حاجبيه : أنت ياجدع أنت ، فين جاسر

سيد ناهضا من مكانه : جاسر مين ياسعات البيه ، مفيش حد أهني بالأسم ديه

عيسي ملوحا بيده في غيظ : أنت هتستعبط عليا ولا أيه ، ادخل قول للباشا أني بره وأفتح البوابه الزفت دي

سيد عاقدا كفيه للأمام : مجدرش أفتح يابيه ، صاحب القصر أمهاجر ليه سنين ويدوب بيأجر القصر كل فتره

عيسي رافعا حاجبيه بذهول : مهاجر ! وسنين !!! أيه الكلام ده

سيد : ديه الكلام الصوح يابيه صدجني

عيسي حاككا طرف ذقنه : أكيد في حاجه جديدة معرفهاش ، بس دي هوصلها أزاي .. ما هو لازم ليث يعرفني هو فين و مين اللي مهاجر ده وقصر أيه اللي بيتأجر !!!! في سر في الموضوع وأكيد هعرفه

------------------------

- كان جاسر ممتطي جواده البني اللون و يركض به حول المزرعه بينما كانت آسيل جالسه في شرفة غرفتها كعادتها في الصباح .. فرأت خياله وهو يقترب من بوابة ( الفيلا ) وهو علي ظهر الجواد ، فلوت شفتيها بتهكم قائله

 

آسيل بتهكم : فاكر نفسه فارس وهو يدوب حتت حيوان بشري ، أيه الزمن الاسود ده !؟

 

- بينما لمح جاسر طيفها بعينيه الثاقبتين فوجه بصره صوب الجهه الأخري بعدم أهتمام حتي وصل أمام مدخل ( الفيلا ) فهبط من أعلي الجواد برشاقه معهوده و ربت علي ظهره بهدوء ثم أشار للسائس كي يصطحبه لمكانه في حين دلف جاسر للداخل متجها لغرفة مكتبه الصغيره .. ألتقط هاتفه من أحدي الأدراج الخشبيه الخاصه بالمكتب وقام بفتحه بعد أن تركه مغلق لأيام ، فوجد الكثير من المكالمات التي وردته بتلك الأيام العديدة ، وما أن تم فتح جهاز المحمول الخاص به حتي تلقي عيسي رساله نصيه كتنبيه له بفتح الهاتف .. فلم ينتظر الوقت وقام مهاتفته علي الفور

جاسر باأقتضاب : خير ياعيسي ، مالك قارفني اتصالات بقالك 3 أيام ليه

عيسي بحده : أنت فين بقالك كام يوم ، وأيه حكاية القصر اللي متأجر ده

جاسر قاطبا جبينه : علي أساس أنك متعرفش اللي حصل

عيسي بعدم أهتمام : وانا هعرف منين وأنت مختفي كده ؟!

جاسر بمكر : حصل هجوم عليا من الشرطه وأضطريت للتعامل ، وثروت أصدر قراره بموت البنت دي اللي كانت عندي

عيسي بتوجس : طب و... وانت عملت ايه ؟!

جاسر باأبتسامه من زاويه فمه : قتلتها .. مش معقول هخسر ثروت عشانها

عيسي بأريحيه وقد أنفرجت أساريره : أيوه كده هم وأنزاح من علينا ، المهم متكونش سيبت وراك حاجه

جاسر عاقدا حاجبيه : أنت شايف أيه !؟

عيسي باأبتسامه واسعه : شايف أنك أتصرفت صح ، بس طمني انت فين و هترجع أمتي ؟

جاسر بحده وجديه : أنا فين ده مش شغلك ، أما راجع أمتي هتلاقيني قريب في وشك

عيسي باأمتغاض : تمام .. هاكلمك تاني

جاسر قابضا علي شفتيه : يااريت .. سلام

------------------------

- قامت سهيله بشراء ( خط جديد ) حتي تهاتف سامر لتتعرف علي أخر ما توصل إليه .. وهل صدق في قوله ووعوده أم لا ، ترددت كثيرا وشعرت بالضجر من أحتياجها لهذا الكائن ولكن صورة أختها المفقودة تطاردها .. حيث يقتلها الحنين لرؤيتها أمام عينيها مرة أخري ، فقامت بكبح أنفعالاتها وهاتفته علي مضض


 

سامر بصوت قوي : ألو

سهيله بتردد : اا انا سهيله ياسامر

سامر قافذا من مكانه بفرحه : سيلا .. أزيك عامله أيه

سهيله باأقتضاب : كويسه ، طمني عملت أيه في موضوع آسيل

سامر عاقدا حاجبيه : مين آسيل دي !

سهيله بحنق : موضوع أختي ياسامر ، شكلك مهتمتش عموما مش مشكله انا مطلبتش حاجه من حد وانت اللي عرضت عليا المساعدة و ...

سامر مقاطعا : أهدي يابنتي شويه وخدي نغسك مش كده ، انا مش ناسي والله بس معرفش أسم أختك

سهيله باأقتضاب : اوك ، سلام

سامر بلهفه : اا ا استني بس انا مقولتلكيش اللي حصل لسه

سهيله بترقب : أيه اللي حصل !؟

سامر ممدا جسده علي الأريكه الوثيره : كلمت عيسي أخويا وقالي هيكلم ناس كبيره قووي في الداخليه ويوصيهم يخلو بالهم من القضيه دي

سهيله قاطبه جبينها في ضيق بالغ : يعني لسه موصلتش لحاجه

سامر : قريب قريب ، بس أنا بقي ليا هديه لما أختك ترجع بالسلامه

سهيله : آه طبعا أن شاء الله .. متقلقش

سامر بخبث : طب هتجيبيلي أيه

سهيله : ........ أنا هقفل وأبقي أكلمك تاني

سامر معتدلا في جلسته : لا لا خليكي معايا شويه

سهيله بتذمجر : أفندم ؟؟ عن أذنك هقفل .. سلام

سامر بعصبيه : أستني ياسهيله .. ألوو الووو .. يووووووووه ده أنتي أنسانه صنم أووووف


 

- أغلقت سهيله هاتفها سريعا وقامت بنزع ( الخط الصغير ) من الهاتف وذفرت أنفاسها في حنق من أستغلاله الصريح للظروف التي أجبرتها علي للجوء له .. وبينما كانت تلعن الحظ العسير الذي ألقاها بطريقه ، إذ بجرس الباب يعلن رنينه فنهضت عن مجلسها وأتجهت صوب الباب لفتحه لتجد أمجد أمامها .. فأخفضت بصرها حياءا منه علي ما بدر منها في حقه بأخر لقاء بينهما


سهيله باأحراج : أهلا ياأمجد .. أتفضل

أمجد بنبره ثابته : شكرا ، هو عمي موجود

سهيله مشيرة باأصبعها : أيوه جوه ، لسه كان بيلبس عشان نازل المكتب .. اا آ آ... أنا يعني .....

أمجد قاطبا جبينه : في أيه ياسهيله ؟!

سهيله : طب أتفضل أقعد الأول ميصحش تبقي واقف كده

أمجد مشيرا بيده : أتفضلي أنتي الأول ميصحش

سهيله بتنحنح : أحم .. طيب


 

- بعد أن جلست سهيله وهي في حاله من التوتر ، تلاها أمجد أمجد بجلوسه وأنتظر مبادرتها بالحديث حيث هتفت قائله


 

سهيله بتوتر : اا انا متأسفه جدا علي سوء تصرفي وبواختي معاك المرة اللي فاتت

أمجد باأبتسامه صغيره لم تصل لحدقتي عينيه : ولا يهمك عادي ، يعني هي جت عليكي !

سهيله عاقده حاجبيها : لا فعلا كنت مندفعه زيادة عن اللزوم .. أتمني تقدر الضغط العصبي اللي أنا فيه

أمجد : ربنا يكون في عونك ، شوفيلي عمي خلص ولا لأ عشان أطمن عليه وأمشي

لميا بتهكم : وتمشي ليه ياسيادة الرائد لسه بدري ، مش تطمني عملت أيه في موضوع بنتي الأول ( أردفت بها لميا وهي تدلف داخل غرفة الجلوس )

أمجد بتنهيده : أول ما يكون في جديد هبلغ حضرتك

لميا شابكه أصابع كفها أمامها : والجديد ده ناوي يظهر أمتي .. ولا مش هيظهر علي أيدك أبدا !

سهيله بحنق : ماما !! مينفعش كده و....

لميا بحده : روحي شوفي باباكي وبلغيه أن الأستاذ هنا ، ومتدخليش بيني وبينه

سهيله بتذمر : ماشي ياماما

أمجد قاطبا جبينه بعصبيه : أنا مش مقصر ولا قاعد في بيتي ياطنط عشان تقوليلي كده

لميا : كل اللي بتعمله ملهوش إي لازمه ، لو كان ليه لازمه كان رجع بنتي اللي راحت مني

أمجد : ............


 

- بدأت الدموع تتجمع في عيناها ، بينما دلف رؤؤف للداخل بعجاله لأنقاذ أمجد من مطاردة زوجته له فوجد حاله من الصمت والنظرات المعاتبه بين كلاهما فهتف قائلا

رؤؤف : أقعد يابني واقف ليه ، أعملي القهوة الحلوة اللي بيحبها أمجد من أيدك يالميا

أمجد : لا ياعمي شكرا ، أنا جيت أطمن عليك بس

رؤؤف مربتا علي كتفه : فيك الخير يابني ، أنا كويس .. بس أنت لام تشرب حاجه

أمجد : معلش مرة تانيه ميكونش ورايا شغل فيها

رؤؤف قابضا علي شفتيه : ربنا يقويك يابني

أمجد بضيق : شكرا ، عن أذنكوا

لميا : متنساش بنتي ياأمجد

امجد مبتلعا ريقه بصعوبه : مش هنساها أبدا


 

- أنطلق مسرعا لخارج البنايه حيث شعر بالأختناق يطبق علي صدره .. نظر لأعلي حيث شرفتها ثم تنهد بحرارة قائلا

أمجد باأختناق : يارب رجعها بالسلامه حتي لو مش هنكون مع بعض تاني .. بس ترجع وأشوفها سليمه من تاني

------------------------

- بعد مرور عدة أيام ،كان عيسي منكبا علي مكتبه الخشبي الفخم في الشركه منهمكا في العمل حيث دلفت إليه السكرتيرة الخاصه به تبلغه أمرا ما


 

السكريترة : مستر عيسي ، في شخص بره عايز يقابل حضرتك ورافض تماما الأفصاح عن هويته

عيسي ناظرل للأوراق بعدم أهتمام : في معاد دخليه مفيش طرقيه من هنا أنا مش فاضي

السكرتيرة قابضه علي شفتيها : حاولت والله يامستر عيسي لكن هو مصمم يقابل المسؤل عن الشركه ولما عرف أن مستر جاسر مش موجود طلب يقابل حضرتك

عيسي عاقدا حاجبيه : أسمه أيه !

السكرتيرة : رفض يقولي إي حاجه و ....

عيسي مقاطعا : خلاص خلاص دخليه .. يارب نخلص


 

 

 

- دلف أمجد بخطوات هادئه ثابته لمكتب عيسي ومن خلفه السكرتيره ،فنظر له عيسي شزرا حتي أردف قائلا

أمجد ينبره حاده : أنا رائد أمجد محمود إدارة المكافحه

عيسي واقفا في مكانه : أحم ، أهلا ياحضرت الضابط .. روحي أنتي وهاتي إي عصير فريش للباشا

أمجد مشيرا بيده : ملهوش لزوم ، انا جاي أسأل عن مدير الشركه وعايز أقابله

عيسي بتفكير ممزوج بالتوتر : اا اصل مدير الشركه ورئيس مجلس الأدارة مسافر خارج مصر بقاله فتره

أمجد مضيقا عينيه : بقاله قد أيه وهيرجع أمتي ؟!

عيسي حاككا ذقنه : الحقيقه معنديش علم ، في أي حاجه أقدر أبلغه بيها

أمجد واضعا يده بجيب بنطاله : لا .. أنا هاجي مرة تانيه يكون هو موجود فيها

عيسي بتوتر : نورت الشركه يافندم

أمجد بتهكم : منورة بيكوا


 

- أنصرف أمجد ومن خلفه السكرتيرة بينما تنهد عيسي باأرتياح وألقي بجسده المرتعش علي المقعد وظل يراوده التفكير في الأمر حتي قاطعه صوت الضوضاء التي أصدرها هاتفه معلنا عن أتصال ما


 

عيسي بخفوت : هو أحنا مش هنخلص من الحكايه المهببه دي ولا ايه ... هو ده وقتك أنت كمان ، ألو.. أيوة أنا مين

جوان بصوت أنثوي ناعم : أنا جوان ياعيسي how are you

عيسي باأبتسامه واسعه : أهلا أهلا ياجوي ، وحشاني جدا

جوان بدلال : لو كنت وحشتك كنت سئلت علي الأقل ياوحش

عيسي بمكر : والله وحشاني ووحشاني أيامك ،أنتي أخبارك أيه و أثينا بقت عامله أزاي دلوقت

جوان بمزاح : بتسلم عليك ومستنيه منك زيارة

عيسي باأبتسامه خبيثه : قريب اوي

جوان باأبتسامه واسعه : المهم أنا دلوقتي في نزلت أسطنبول ترانزيت وهوصل مصر الساعه 8 وعايزاك تيجي تاخدني من المطار علي قصر جاسر

عيسي محدقا : أيه ده بجد أنتي جايه مصر ، طب وثروت باشا معاكي !؟

جوان مداعبه خصلات شعرها : لا جايه alone

عيسي حاككا فروة رأسه : بس جاسر مش في قصره ومعرفش مكانه

جوان فاغره شفتيها في ذهول : أنت بتقول أيه ياعيسي ؟!

عيسي قابضا علي شفتيه : بقولك جاسر مش في قصره ومحدش يعرف مكانه

جوان باأمتغاض : Oh My God , بس أنا جياله مخصوص

عيسي مضيقا عينيه بتهكم : أهاااا معرفش بقي

جوان بتفكير ماكر : خلاص أنا هتصرف

عيسي رافعا حاجبيه : هتتصرفي أزاي يعني بقولك محدش يعرف مكانه

جوان بغرور : أنا جوان ، مش إي حد ياعيسي Bey Bey

عيسي بحنق : Bey


 

- ضيق عينيه في ضيق حيث يملأ الفضول عقله للتعرف علي ما يدور في رأسها السام الماكر الذي يشبه أفعي الكوبرا وبدأ يشعر أنها الوحيدة التي تستطيع بالفعل التعرف علي مكانه ، وضع قدمه علي قدم وأعتلي وجهه أبتسامه برزت أسنانه البيضاء عندما خطر بمخيلته مشهد جاسر عندما يتفاجئ بوصول جوان لأرض مصر

------------------------

- كان جاسر يجوب غرفة مكتبه إيابا وذهابا باحثا عن صندوق معدني صغير يحمل العديد ألبومات الصور الفوتغرافيه القديمه وبعض الذكريات الصغيرة في حجمها والكبيرة في قيمتها لديه ، أكفهر وجهه وعبس كثيرا عندما أعتقد أنه ضل منه وظل يلقي بأي شئ يقابله حتي أتت إليه كاثرين لكي تري ماذا حدث


 

 

 

كاثرين ناظره حولها : سيدي ماذا أصابك ؟ ولما كل هذه الفوضي العارمه

جاسر بحده ونبره عميقه : الصندوق الصغير اللي كان هنا فين انا قلبت الدنيا عليه ملقيتهوش

كاثرين بتفكير : أتقصد ذلك الصندوق النحاسي القديم ؟

جاسر بأنتباه : أيوه هو فين ؟

كاثرين : أعتقد أنه بغرفه آسيل أسفل الفراش

جاسر عاقدا حاجبيه : مين آسيل دي !؟

كاثربن محدقه عينيها في ذهول : أنها تلك التي أقسمت علي أسرها للأبد ، هل يعقل أنك حتي الأن لا تعرف أسمها !

جاسر ممسدا علي رأسه : عادي معرفش ، يعني أيه آسيل

كاثرين باأبتسامه : تعني الملساء أو الناعمه

جاسر بنصف أبتسامه : اها .. طيب

 

- ترك جاسر الغرفه وصعد درجات الدرج الخشبيه حيث رفض أن تأتي كاثرين بذلك الصندوق بدلا منه ، بينما كانت آسيل جالسه علي المقعد الخاص بطاولة التجميل ( التسريحه ) وقد عقدت شعرها الأسود الطويل علي شكل ( ضفيرة ) طويله للغايه تعدت خصرها ببضع سنتيمترات ثم تنهدت بحرارة من ذلك الوضع المؤلم الذي سقطت به ، ومرت بمخيلتها تلك الاحلام الورديه التي صنعتها لحياتها المستقبليه هل يعقل ان يكون قد تحطم كل شئ في لمح البصر وأثناء شرودها تفاجأت بأقتحام جاسر الغرفه بصورة مريبه ولم ينظر أتجاهها بل أنحني بجزعه للأسفل للبحث أسفل الفراش علي ذلك الصندوق النحاسي فوجده ملقي في المنتصف فمد ذراعه القويه لألتقاطه بينما هتفت به بعصبيه مفرطه قائله

 

آسيل بنبره حاده ولهجه عصبيه مفرطه : أنت أتجننت يابني أدم أنت ، أزاي تدخل بالشكل ده ومن غير ما تخبط كمان

جاسر ناهضا من مكانه ممسكا بالصندوق : أنا أدخل المكان اللي عايزة في الوقت اللي أنا عايزة

آسيل واضعه يدها في خصرها : خلاص مشيني من هنا وسيبني أروح في داهيه وابقي خد جوله في البيت زي ماأنت عايز

جاسر بقهقهه عاليه : هههههههههها ده بعينك ياعصفورة

آسيل باأمتغاض : يخرب بيتك بارد ولا التلاجات

جاسر مصرا علي أسنانه : لسانك زي الشهد ياعصفورة ، عايز قطعه

آسيل بخفوت : كك قطع رقبتك

جاسر مضيقا عينيه : بتقولي أيه سمعيني كده

آسيل باأقتضاب : بقول ياريت تتفضل بره

جاسر بنظرات ذات مغزي : اها

 

- بادل نظراتها الناريه الغاضبه بنظرات بارده غير مبلايه حتي زاد من حنقها فأمسكت بكوب المياه وألقته بغيظ علي باب الغرفه فور خروجه ليسقط متهشما ، فحدق بعينيه قبل أن يبتسم عفويا ثم أردف قائلا

جاسر بسخريه : براحه علي نفسك ياأسيرتي أعصابك

 

- أنطلق جاسر لساحه كبيره أعلي ( الفيلا ) تسمي ( الروف ) مجهزة بالطاولات المصنوعه من الخوص القوي ومقاعد من الخوص أيضا ، جلس بأريحيه علي أحد المقاعد وأستند بقدمه أعلي الطاوله ، ثم وضع الصندوق فوق قدمه وبدأ يتفحص محتوياته القديمه حيث كان يحوي بعض الصور التي تضم أفراد أسرته وبعض الألعاب الصغيره ( كالبلي الزجاجي وورق الكوتشينه الصغير وكرات ملونه صغيره تابعه لصغيرته مودة وبعض الحيوانات المجسمه ....الخ )

 

كانت نسمات الهواء العليل التي تداعبه وخيوط الليل المظلم أكبر عامل مساعد علي رجوع ذكريات كثيره من الماضي إلي أغوار عقله ، فأختفت الابتسامه من علي وجهه وأحمرت عينيه غضبا وأشتعالا حتي أن الشعيرات الدمويه قد بدت تظهر في مقلتيه .. فقبض علي عينيه بقوة لكبح الأنفعال الزائد الذي سيطر عليه فجأة وظل يعلو بصدره في دورات تنفسيه منتظمه يذفر من خلالها كم هائل من الحرارة التي تنبعث من داخله .. فتح عينيه فجأة علي أصوات أبواق سياره قادمه صوب القصر فضيق عينيه مدققا البصر حتي دلفت السيارة داخل ( الفيلا )وهبطت منها فتاه ذات ملابس خليعه للغايه ( ترتدي كنزه قصيرة بدون أكمام من اللون الأصفر وجيب تصل لأعلي الركبه من اللون الزيتوني القاتم ) نهض من مكانه واتجه للأمام محاولا أكتشاف هويه تلك الفتاه حتي حدق عينيه في ذهول وأنطلق للأسفل بخطوات شبه راكضه .. بينما توجهت كاثرين صوب باب القصر لفتحه بعد أن أصدر الجرس رنينه الصاخب للتتفاجئ ويعتريها الذهول الشديد

 

كاثرين بصدمه : سس سيدتي جوان !! مرحبا بكي في مصر

جوان لاويه شفتيها : أهلا .. وسعي من سكتي كده ولا مش عايزاني أدخل

كاثرين بتوتر شديد : اا آآ آ ...................


الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا  

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة