رواية مليكة الوحش الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18بقلم ياسمين عادل


رواية مليكة الوحش

الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18

بقلم ياسمين عادل


- أصاب قدمها اليمني برصاص مسدسه حتي تسقط أرضا متوقفه عن الركوض ، فأمسكت بقدميها وهي تصرخ تألما من تلك القطعه الحديديه الصغيرة التي أخترقت قدمها ، بينما توجه جاسر صوبها بخطوات سريعه شبه راكضه وما أن وقف أمامها حتي شعر باأرتياح عندما عادت مرة أخري بين يديه .. حدقها بنظراته الغاضبه والمشتعله ثم أنحني بجسده ليحملها عن الأرضيه الصلبه وتوجه بها صوب سيارته .. ثم أجلسها في الخلف وقاد سيارته متجها للقصر

 

آسيل ببكاء متألمه : اااااااااه يارجلي اااااي أهئ أهئ أهيييييييئ

جاسر بتذمر : ياماما أتهدي وأسكتي بقي صدعتيني

آسيل بشهقات عاليه : ها ها ها انا مش ام حد ها هاها وملكش دعوة بيا يامتوحش اااااااه

جاسر ناظرا لي مرآة السيارة : المرة الجايه هتكون في دماغك مش في رجلك ، أنا مراتي متخرجش من بيتي بدون أذني وفي ساعه متأخرة كمان

آسيل محدقه بعيون حمراء ملتهبه من شدة الألم : مراتك في عينك ، يارب خلصني من الورطه دي بقي ااااااه اهي اهئ اهيييييييئ

روكس بنباح : هوووو هووو هوووو

آسيل بفزع : عاااا العربيه فيها كلب ؟ لاااا

جاسر : ههههههههه

روكس : هووووو هووو

آسيل بتألم : إإااااااي امسك البتاع ده كويس اوعي يفلت

جاسر بخبث : والله لو ما سكتي لأكون مسيب عليكي الكلب

آسيل بصوت مكتوم : ااه أهي اهي

 

- وصل جاسر لقصره أخيرا وفتح أبواب سيارته قبل أن يدلف خارجها حتي يخرج منها الكلب ويسبقه للداخل .. بينما حملها بين ذراعيه قابضا عليها بين يديه وأشار لحراسته بأغلاق السياره وتوجيهها ( للجراج )

 

دلف للداخل وهو يهتف لكاثرين بحده لتأتي إليه

 

جاسر بصوت جهوري أجش : كاااااااثرين ، أنتي يازفته

آسيل بتلوي : ااااه أوعي أيدك من عليا حاسب هو انا ههرب يعني ااااي

جاسر عاقدا عينيه بغضب : أنتي تخرسي خالص

آسيل بدموع متألمه : أيه أخرسي دي شايفني شغاله عندك أااااي

جاسر بتشفي : عشان المرة الجايه اللي تفكري تهربي فيها تفتكري إني مش بسامح علي الغلط

كاثربن مهروله إليه بفزع : سس سيدي ، حمدا لله علي سلامتك .. ولكن ماذا حدث !

جاسر بحده : اللي حصل أن في تقصير في شغلك والهانم كانت علي الطريق عشان تهرب ولولا إني جيت في الوقت المناسب كان زمانها هربت

كاثرين محدقه : هااااا

 

- بدأت آسيل تعلو حرارتها ويسكن جسدها المرتعش بين يديه حيث ظهرت قطرات العرق البارده علي جبينها فأستسلمت لفقدان وعيها وخارت قواها تماما حيث سقطت رأسها علي كتفيه .. فدب بداخله الرعب ولم يستكمل توبيخاته لكاثرين حيث أشار لها برأسه لكي تبلغ أحد رجاله فالذهاب فورا لأحضار الطبيب بينما صعد راكضا لغرفتها

جاسر بنبره قلقه : روحي خلي حد من الشحوطه اللي بره يشوفلي دكتور بسرعه .. اتحركي

كاثرين بخطوات سريعه : اا امرك

 

- صعد بها لغرفته ثم وضع جسدها المرتخي علي الفراش برفق ، سحب منديلا ورقيا من (حافظة المناديل )ومسح عنها حبات العرق الملتصقه علي جبينها فبدا وجهها أكثر وضوحا له ، تأمل تفاصيله بدقه حيث أقترب منه بشده فوجد عبره تسقط من عينيها وكأن الألم لا يتركها حتي في غيبوبتها .. ألتقط تلك العبره بأصبعه ثم مسد علي شعرها الحريري الطويل برفق ، شعر بأمان داخلي يجتاحه بعد سنوات طويله من الخطر الذي يطارده فأقترب منها رويدا رويدا حيث طبع قبله مطوله علي وجنتيها الساخنه فشعر بالقلق من تلك الحرارة التي أرتفعت فجأة .. نفض كل تلك الأفكار من رأسه وأبتعد عن الفراش الذي ترقد عليه للوراء ثم دلف خارج الغرفه بسرعه وصفع الباب خلفه بقوة .. ذفر أنفاسه في ضيق ثم أخرج سجائره لكي يشعل أحداها وينفث بها بحده

------------------------

- أستعدت جوان وجمعت أشيائها للسفر لأثينا مرة أخري ، حيث قضت ما يقرب من أسبوع من أبغض الايام التي شهدتها علي أرض مصر فلم يأتي بمخيلتها أنها ستخسر ذلك الرجل الذي لم تحب غيره بسبب أمرآه أخري ، عاتبت نفسها ولامتها بشده عقب تنفيذها لأوامر الليث وتمنت لو أنها أستاطعت كسر آمره ولكنها تعلم أن جيدا أن العواقب ستكون قاسيه .. توجهت صوب مطار القاهرة الدولي بصحبة الحارس الخاص بها الذي كان كظلها طيلة هذه الايام وبعد الأنتهاء من كافة الأجراءات أستقلت طائرتها التي ستقلع متجهه صوب الأراضي الأغريقيه ( اليونان )

------------------------


 

- مضي ما يقرب من حوالي ساعة ونصف الساعه ولم يأتي الطبيب بعد ، أعتراه ( جاسر ) القلق الشديد حيث ما زالت أصابتها حيه وتذرف بالدماء ، فكرت كاثرين بربط الجرح بشريط من الشاش الطبي حتي يكف عن النزيف حتي يأتي الطبيب .. وما أن وصل الطبيب أصطحبه جاسر بنفسه للغرفه التي ترقد بها


 

فحصها الطبيب جيدا وقام بنزع الرصاصه الراقده في قدمها وطهر الجرح جيدا بالمواد المطهرة وضمد الجرح جيدا بعد أن حاوطه بالقطن و الشاش الطبي .. ثم حقنها بأبره طبيه مطهرة حتي لا يكون تلوث الجرح قد وصل للدماء وتركها غائصه في النوم ودلف للخارج ثم هبط للأسفل حيث كان ينتظره جاسر


 

جاسر بثبات : خير يادكتور ؟

الطبيب بحده : المفروض تروح مستشفي أو يتم عمل بلاغ بالواقعه و ....


 

- ضيق جاسر عينيه التي تطاير منها الشر ثم أمسكه من ياقته بقوة وجذبه إليه هاتفا بنبره جهوريه صارمه


 

جاسر مصرا علي أسنانه بغيظ : أنت بتقول أيه سمعني كده !!

الطبيب مبتلعا ريقه بصعوبه : اا إآ اانا أديتها حقنه هطهر الجرح وهتخليها نايمه وياريت حد يغير علي الجرح يوميا

جاسر بنبره شبيهه بحفيف الأفعي المتربصه لفريستها وبلهجه آمره : أنت مجيتش هنا ولا شوفت حاجه ولا سمعت حتي .. سامعني

الطبيب مرتعدا من لهجته : اا انا مشوفتش حضرتك قبل كده أساسا ودي روشته بكل الأدويه ومواعيدها

جاسر باأبتسامه خبيثه : الله عليك يادوك تعجبني


 

- أخرج جاسر من جيب بنطاله حفنه كبيره من الأوراق النقديه وأعطاها للطبيب الذي لمعت عيناه وأزداد بريقها عندما أمسك بكل تلك النقود بين يده .. ثم توجه صوب باب القصر بصحبة أحد رجاله للدلوف إلي خارج القصر ، بينما نظر جاسر للأعلي مضيقا عينيه قبل أن يخطو بقدميه الدرج صاعدا لأعلي ..... دلف للداخل فوجد كاثرين تقوم بعمل كمادات المياة البارده لها لتخفيض حرارتها المرتفعه حك ذقنه بتفكير ثم أردف قائلا


 

جاسر بحده : خرجت أزاي من القصر ياكاثرين

كاثرين قابضه علي شفتيها : سيدي لقد تركتها تخلد للنوم ثم ذهبت للنوم أنا الأخري .. فليست مسؤليتي حماية القصر ومداخله ومخارجه

جاسر بتأفف : بس مسؤليتك حمايتها هي ، وعموما انا جيبت روكس معايا وهيساعدك في حمايتها طالما مش قادرة تعملي ده لوحدك

كاثرين بتردد : أاا ا سيدي كيف عثرت عليها وأين ، وما الذي أصاب قدميها ؟

جاسر لاويا شفتيه : الهانم كانت بتهرب وأنا قفشتها .. المفروض تكون عارفه اني طالما وصلت ليها تبطل تحدي بس هي مبتحرمش وكانت النتيجه رصاصة من مسدسي في رجلها

كاثرين فاغرة شفتيها : ياللهي ، وإذا أصابتها رصاصتك الطائشه بغير قدميها ماذا كنت فاعل ؟!

جاسر بحدة وصرامه : خلي بالك من كلامك ياكاثرين ، أنا عمر نشاني ما خيب ولا كان طايش

كاثرين بأحراج : .... احم

جاسر موليها ظهره ومتجها صوب الباب : خلي بالك منها وأول ما تصحي أبعتيلي علي طول ، ومتنسيش تنضفي كل الدم ده مش عايز أثر لحاجه

كاثرين مومأة رأسها : أمرك

------------------------


- جمع جاسر رجاله وتحري عن كل بؤره في القصر أمكنتها من الهرب حتي أكتشف من حارس الجراج انه نهض عن مكانه عندما شعر بحركه مريبه في المكان ولكنه لم يجد شيئا فعاد مكانه ، وكان في نفس التوقيت الذي هربت فيه آسيل خارج القصر .. فقام جاسر بتوبيخه بصرامه وألقي عليه السباب اللاذع والحاد كما قام بخصم راتبه شهرين كاملين وتم نقله لمكان حراسه أخر كعقاب له علي تقصيره بعمله كما يري ثم أمرهم جميعا بالأنصراف من أمام وجهه ، هتف هاتفه وعلت رناته الصاخبه فألتقطه من جيب بنطاله ثم نظر له بتأفف قبل أن يضغط علي الأيجاب

 

جاسر باأقتضاب : أيوة ... سافرت خلاص ... كويس .... لا لا تعالالي علي المزرعه ... أقفل عشان معايا ويتنج وكلمني بعدين

سامي : أيوة ياجاسر خير لقيتك مكلمني أكتر من خمس مرات

جاسر باأمتغاض : خير !! وهييجي منين الخير طول ماانت مش شايف شغلك كويس

سامي بحنق : قصدك أيه ؟!

جاسر بحده وصوت أجش : يعني الظابط اللي تحت أيدك جالي من كام يوم وطلب يشوف اوراق وعقود وزفت ، لو عضمتك كبرت قولي أشوف واحد غيرك بدل دوشة الدماغ دي

سامي بصوت جهوري : ليث ، خلي بالك من كلامك

جاسر مضيقا عينيه بغضب : انا قاصد كل حرف بقوله وده أخر تحذير ياسامي ياأما وربي .. هديك أستمارة 6 وأقعدك علي الرف

سامي بنفاذ صبر : ماشي أنا هتصرف

جاسر بحنق : تتصرف في أيه ! انا بقولك تخلي بالك مش تتصرف ياسبع البرومبه

سامي بعصبيه : لاحظ أنك بتهيني وانا مش شويه وياما قدمت ليك خدمات

جاسر لاويا شفتيه : الخدمات اللي قدمتها دي مكنتش لله ولا بتزكي عن صحتك ، أنت خدت أضعاف اللي تستحقه .. أعتقد كده الرساله وصلتلك ، سلام عشان مش فاضي

 

- أغلق جاسر هاتفه بتأفف ووضعه بجيبه ثم أنطلق صوب غرفة المكتب .. فوجد زجاج الشرفه ما زال مهشما ، قبض علي شفتيه في غيظ بعد أن أستنبط أن ذلك المنفذ هو الذي قادها للخارج ، لوي شفتيه بحنق ثم توجه لمقعد مكتبه وبدأ يتابع بعض أعماله علي هاتفه المحمول

------------------------

- أشرقت شمس يوم جديد علي مدينة أثينا باليونان لتستيقظ جوان من نومها الثقيل الذي حظت به بعد تفكير عميق طوال الليل فيما ستفعله ، ثم توجهت للمرحاض حيث تبلل وجهها ببعض قطرات المياة الدافئه ودلفت للخارج وهي تحمل منشفتها القطنية الصغيره تمسح بها علي وجهها .. وقفت أمام خزانة الملابس تنتقي ما ترتديه حيث أستقرت علي ( شورت قصير ) يصل لقبل الركبه بعدة سنتيمترات من اللون الفيروزي والذي يأخذ شكل الجسم ومن أعلاة ( بدي ) ضيق للغاية حيث يبرز مفاتن جسدها وقوامها الرشيق ، تفننت في وضع مساحيق التجميل وخاصة أحمر شفاها النبيذي الصارخ .. ثم دلفت للخارج بعد أن تمايلت بجسدها أمام المرآه تتفحصه وتتغزل به

 

في الأسفل .. حيث كان ثروت يطلع علي أحدي القنوات العربيه الأخباريه بالتلفاز فلمحها تهبط من الأعلي .. علي ثغره أبتسامه واسعه وهو يتفحصها بأعين مفترسه تكاد تلتهما فبادلته الأبتسامه إلي أن وصلت إليه فحاوطت رقبته بذراعيها وأردفت بنبره مدللة

 

جوان بدلال : بونجور يابيبي

ثروت بخبث : بونجور ياحياتي ، أتبسطي في مصر

جوان لاويه شفتيها : أها.... أنبسط

ثروت : أعتقد مالكيش عين تطلبي تنزلي مصر تاني الفتره الجميله

جوان بضحكه مصطنعه : هههه يخليك ليا ياحبيبي ، آ آ.. كنت عايزة اا ....

ثروت ناظرا بأتجاهها قاطبا جبينه : عايزة أيه ياجوي ؟

جوان بتردد : اا كنت عايزة أقولك علي حاجه كده

ثروت بعدم فهم : قولي ياجوي مالك متوتره ليه ؟

جوان بتنهيده : جاسر ........

ثروت مضيقا عينيه : ماله جاسر ......

------------------------

 

- أستيقظت من نومها بتألم شديد كادت تصرخ من هول الألم الذي أجتاح قدميها ولكنها كبحت أنفعالاتها وحاولات فتح عينيها المشوشتين لتدقيق النظر فيما حولها فلم تستطع .. وأخيرا نجحت في توضيح الرؤيه حتي وقعت عينيها علي برواز معلق علي الحائط به سيدة جميله تحمل بيدها طفلة وتمسك بيدها الأخري طفلا أخر .. دققت النظر في ملامحهم فشهقت فزعا عندما تعرفت علي هوية ذلك الطفل فملامحه تشبه ذلك الوحش الذي سقطت في قبضته ، حاولت النهوض من مكانها ولكن ألم قدمها كان أقوي منها وما زاد من فزعها هو ذلك الكائن الكبير الأسود الفراء الممد علي الأرضيه الرخاميه بالقرب من فراشها .. فشهقت بصرخة مكتومه جعلته ينهض من مكانه ناظرا أليها بتربص فأردفت بخفوت قائله

 

آسيل بزعر وفزع : هاااا كلب في أوضتي عاااااااااا................


#الفصل_١٨


الحلقة الثامنة عشر

- شهقت بصوتا مكتوما ووضعت يدها علي فمها في رعب بينما ظل روكس محدقا بها وكأنه ينتظر رد فعلها .. ظل الوضع هكذا لبعض الوقت حتي نظرت آسيل لباب الغرفه وكأنها تحاول الفرار منه فوجدت الكلب قد توجه لباب الغرفه ووقف حارسا عليه وكأنه يعلم خبايا عقلها

مدت يدها بجواها لتمسك بأي شئ تقذفه به فنبح الكلب بصوت عالي مخيف فأرتدت عما تفعله وهي تصرخ فزعا منه

 

روكس بنباح : هوووو هوو هوو

آسيل منتفضه : عااااا ياماامااا

روكس : هووووووو هووو

آسيل بشبه بكاء : أهي لاااا أمشي من هنا هششش

روكس ناظرا إليها وكأنه يتفحصها : ......

آسيل بتوتر وأنفاسا لاهثه : أكيد الحيوان اللي زيك هو اللي حاطك هنا جمبي ما هو حيوان

روكس بغضب وكأنه متفهم لعبارتها : هووووووو هووو

آسيل بتألم : ااااه رجلي

 

- دلف جاسر في هذه اللحظه فأقترب منه الكلب وهو ينبح بهدوء .. أنحني بجسده العريض القوي عليه وخلل أصابعه بفرائه الأسود الغزيز ثم أردف قائلا

 

جاسر بتهكم : نمتي كويس أكيد !

آسيل باأمتغاض : ...........

جاسر باأبتسامه : جدع ياروكس كنت واثق أنك هتم مهمتك كويس اوي

آسيل بنبره حاده : أطلع بره أنت والحيوان بتاعك ده انا بقرف من الكلاب

جاسر عاقدا حاجبيه : لمي لسانك ، ده مش مجرد حيوان

آسيل بتهكم : اه عارفه انه كلب

جاسر بصرامه وصوت أجش : هعلمك حاجه ، متدخليش تحدي أنتي مش قده ولا تفكري تعاندي معايا ، عشان أنا في العند ماليش أخر ومحدش هيقدر عليا

آسيل بتذمجر : مش عايزة أتعلم منك انت حاجه

جاسر مضيقا عينيه بغضب : الكلام خلص مسمعش كلمه تاني

آسيل عاقده ذراعيها أمام صدرها : مباخدش اوامر من حد

جاسر بنبره عاليه : كااااااثرين

كاثرين مهروله إليه : نعم ياسيدي

جاسر ناظرا لها بتحدي : هاتي علبة الأسعافات عشان المدام تغير علي الجرح

 

- حدقت عينيها به عقب كلمته الأخيره التي أيقظت بها آلما أعظم وأقوي من مجرد جرح في قدميها سيزول بزوال الزمن .. آلما حفر في أغوارها بصمة لن تنساها فأبتلعت ريقها بصعوبه ووجهت نظرها للجهه الأخري بدون إي رد فعل ، بينما وقف جاسر قبالة الشرفه واضعا يده في جيب بنطاله منتظرا كاثرين تحضر له صندوق الأسعافات الأوليه البلاستيكي .. وما أن أحضرته له حتي ألتقطه منها وأمرها بالأنصراف خارج الغرفه ، جلس علي حافة الفراش بجوار قدميها بينما نظرت له بترقب تراقب أفعاله ثم أردفت بحده قائله

 

آسيل بجديه : أنت بتعمل أيه

جاسر ممسكا بصندوق الأسعافات فاحصا لمحتوياته : ........

آسيل ممسكه بقدميها : لو فاكر أنك هتلمسني ولا تعملي حاجه تبقي غلطان و ... أاااااه

 

- لم ينبث كلمه واحده بل سحب قدمها من بين قبضتها وجذبها إليه بقوة جعلتها تتأوي من الألم فصرخت به هاتفه

 

آسيل بتألم : اااااي أيه الغباوة دي هو كل حاجه عندك بالعافيه أوعي ياأخي ااااه

جاسر قابضا علي قدمها بغيظ : رجلك في أيدي متخلنيش أتهور عليكي وأنا دماغي جزمه

آسيل عاقدا حاجبيها : كويس أنك عارف ، اوعي انا هتصرف مع نفسي

جاسر بعدم أهتمام : .............

- لم يهتم لحديثها الفارغ من وجهة نظره بل شرع في تطهير جرحها بالمواد المطهره بعد أن حل عنه الرباط الطبي .. صب كل تركيزه فيما يفعله بينما سلطت آسيل نظرها عليه حيث بادلته نظرات الحنق والكراهيه ثم ذفرت أنفاسها الحارة ووجهت نظرها للجهه الأخري صوب الشرفه ، في حين كان يضمد الجرح مره أخري ويحاوطه بقطع الشاش الطبي فهبت صارخه عندما شد الضماضه بقوة علي قدمها ضاغطا علي جرحها بدون عمد بسحب يده سريعا للخلف ناظرا لها بعدم فهم


 

آسيل بصراخ : ااااااااي في حد يلف الشاش كده ياأخي اااااه

جاسر بأمتغاض : أحمدي ربنا أني أتنازلت أصلا وبربطلك رجلك

آسيل لاويه شفتيها : محدش طلب من جلالتك تتنازل وتتكرم وتتعطف وتربطهالي

جاسر ممسكا بقدمها مره أخري : أهو مزاجي كده

- دلفت كاثرين إليه لتبلغه بأتتهائها من وجبة الأفطار في حين كان جاسر قد أغلق الضماضه عبي قدميها جيدا فألتفت لها هاتفا


 

جاسر : في حاجه ياكاثرين ؟

كاثرين : لقيت أنتهيت للتو من التجهيز لوجبة الأفطار ياسيدي

جاسر مومأة رأسه : أنا نازل ، وهاتي للأستاذه فطارها هنا عشان مفيش نزول تحت

كاثرين بخطوات للوراء : أمرك سيدي

جاسر ناهضا من مكانه مشيرا لكلبه : روكس هو الحارس بتاعك الجديد ومفيش خطوه هتخطيها إلا وهو معاكي

آسيل واضعه كفيها علي وجهها : الكلب !! لا لا مبحبش الكلاب شوف اي حد تاني

جاسر مقتربا منها بمكر : تحبي أكون أنا الحارس الخاص بتاع سيادتك ؟

آسيل دافعه إياه بحده : أبعد عني ، ده علي أساس أن في فرق


- ضيق عينيه بغيظ من تلك الكلمات السامه التي تلفيها علي مسامعه وقرر عقابها علي طريقته الخاصه فنظر لشفتيها باأفتراس قبل أن يطبق عليهما بشفتيه مقبلا أياها بقسوة .. ظلت تدفعه عنها وحاولت الفرار منه ولكن كانت يديه أسرع إليها حيث أحكم قبضته عليها فلم تستطع الفرار ، أبتعد قليلا وعلي ثغره أبتسامه خبيثه وأردف قائلا


 

جاسر باأبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه : المرة الجايه معرفش هتمادي معاكي لحد فين ، بس اللي متأكد منه أن التمادي بتاعي مش هيعجبك يا... ياعصفوره

آسيل محدقه بصدمه : ..............

جاسر موليها ظهره : الف سلامه .. عقبال المره الجايه


 

- ظلت محدقه حتي بعد خروجه من الغرفه غير مستوعبه ما فعله معها للتو ، أفاقت من ذهولها والغيظ يأكل كل جزء بداخلها ، فكيف سترد له الصاع صاعين ولكن ماذا لو تمادي معها كما أفصح منذ قليل .. أفكارا وتساؤلات كثيره أحتلت المكانه الأولي في عقلها ولكنها حتما ستجد أجابه

------------------------

في اليونان _ حيث أستمر الحديث بين جوان وثروت


 

ثروت متسائلا : ومين بقي اللي قالك كده ؟ ده حتي ليث عمره ما حب حد يشتغل معاه ولا يشاركه في شغل ، وأنا أهو عندك أكبر دليل .. المال مالي والشغل يخصني ومع ذلك مش بدخل فيه

جوان بخبث : يابيبي هو أنا قولت تشتغل معاه ولا تتدخل ، أنا بقول لازم كل فتره كده تنزل مصر تحسسه بوجودك ، بقالك كتير منزلتش مصر يابيبي

ثروت بتأفف : أوووف أنتي عارفه أن الأنتربول مش هايسيبني ياجوي ، أنا عليا حكم ب15سنه ولا أنتي ناسيه

جوان لاويه شفتيها : أكيد مش هتغلب فأنك تعمل بسبور تاني بأسم تاني ياحبيبي

ثروت بتفكير : وأيه اللي جاب الحكاية دي في دماغك !؟

جوان بخبث : أصلي شايفه ليث مسيطر علي كل حاجه ومش مديك قيمتك

ثروت عاقدا حاجبيه بغضب : قيمتي محفوظه سواء قعدت هنا أو في مصر .. سمعاني ياجوان

جوان بدلال : حبيبي مقصدش كده أكيد قيمتك محفوظه في إي مكان ، بس نفسي تنزل مصر معايا المرة الجايه

ثروت قاطبا جبينه : قريب ان شاء الله

جوان في نفسها بمكر : قريب اوووي ياليث ... قريب

------------------------

بمداخل أحد الجامعات المصريه .. كانت تقف سهيله علي بوابة أحد المدرجات الدراسيه الواسعه برفقة زميلاتها بعد أداء أمتحان الفصل الدراسي التاني


نورهان بفرحه : yeeeees مش مصدقه أننا خلصنا الأمتحان دي أغلس مادة عدت عليا في حيااااتي اخيرا خلصت منها

سهيله ناظره لورقة الامتحان المطبوعة : متهيألي أكيد هجيب درجة النجاح ، ماهو مينفعش أقل من كده

سلمي بضيق : لا أنا هشيل المادة ، الأمتحان كان زفت

سهيله : خلاص ياجماعه ياريت نقفل علي الموضوع ده عشان أتخنقت أصلا ياريتني ما دخلت أمتحانات السنه دي

نورهان مربته علي كتفها : خير متقلقيش ياسوسو هنعدي كلنا بأذن الله

سامر أتيا من الخلف : أزيكو يابنات ، عملتو أيه في الأمتحان

سلمي باابتسامه : كان جميل وسلس

نورهان محدقه : سلس !! سبحان مغير الاحوال

سامر موجها نظره صوب سهيله : وانتي يالولو عملتي ايه

سهيله باأقتضاب : الحمد لله ، عن أذنكوا لازم أروح

 

- تقدمت سهيله خطوات للأمام لكي تنصرف

ولكن لحق بها سامر بخطوات سريعه هاتفا

 

سامر : سهيله.. يااسوو

سهيله ملتفته بغضب : في أيه ياسامر ؟! أزاي تنادي عليا كده بعلو صوتك وسط الجامعه

سامر : خلاص متزعليش ، أصلي عايزك في حوار كده

سهيله بتذمجر : خير !!

سامر بتردد : أصل موضوع أختك للأسف معرفتش أتصرف فيه .. عيسي حاول والله بس موصلش لحاجه

سهيله بضيق : ميرسي علي تعبك ، عن أذنك

سامر واقفا أمامها : أستني بس أخلص كلامي

سهيله بتنهيده : إيه تاني ياسامر

سامر بعيون لامعه : أنا.... أنا بحبك ياسهيله

سهيله بعدم ذهول : بجد !! أمممم وبعدين

سامر ماسكا كفها : مش بهزر انا بتكلم جد ، بحبك وعايز أتجوزك

سهيله جاذبه يدها وهي محدقه : تتجوزني !؟ وسعت منك المره دي ياسامر ، أول وأخر مره تمسك أيدي فيها .. سامعني

سامر ببراءه : حاضر ، بس أرجوكي تصدقيني وانا هعمل المستحيل عشانك

سهيله مولياه ظهرها : عن أذنك أتاخرت

سامر : مش هسيبك ياسهيله ، حتي لو هتوصل أني أجي لحد بيتك

سهيله بعدم أهتمام : .........

_______________________________________

 

- جلست لميا بغرفتها بعد أن أدت فريضه المغرب تسبح لله ناظره للسماء حيث ملكوته وعلاه فتنهدت بحراره وأخفضت رأسها للأسفل في أسي وهي ترثي حالها وتشكوه للمولي .. فدلفت إليها أبنتها بوجه مكفهر عابس هاتفه

 

سهيله باأختناق : أخو سامر معرفش يتصرف ياماما

لميا لاويه شفتيها بتهكم : هو خطيبها حضرت الظابط عرف يتصرف لما الغريب هيعرف يابنتي ، أنا سلمت أمري لله خلاص .. داخلين علي شهرين ولا حس ولا خبر

سهيله بترقب : يعني أيه الكلام ده ؟

لميا ناهضه من علي الأرضيه : ميعنيش حاجه ، أنا هاروح أشوف الأكل قبل ما أبوكي يرجع من المكتب

 

- توجهت بخطوات بطيئه نحو الغرفه الصغيره الخاصه بأعداد الطعام وقفت أمام المدفأه الكهربائيه ( الميكرويف ) تحدث عقلها

 

لميا لنفسها : شهربن يابنتي لا حس ولا خبر ، ياتري جرالك أيه عايشه ولا ميته سليمه ولا مكسوره ، عايزه أعرف بس عشان أستريح ولو ليكي جثه أروح أدفنها وأبكي عليها ، طب لو عايشه هتبقي عايشه أزاي تحت رحمة واحد زي ده لاحول ولا قوة إلا بالله يارب ريح قلبي ووصلني للحقيقه ، قلبي بيقولي عايشه .. بس أكيد أتكسرتي يابنتي

- وبينما كانت منهمكه في تفكيرها وصل رؤؤف للمنزل بعد غياب يومان لظروف العمل ، فذهبت إليه تسأله عن إي جديد يخص أبنتها

 

لميا بلهفه : رؤؤف حمدالله علي سلامتك ، طمني وصلت لحاجه ؟!

رؤؤف عاقدا حاجبيه : لا يالميا ، كلمت الغريب والقريب وخليت ناس تتوسطلي ومحدش برده عرف يوصل لحاجه

لميا بحده : يعني أيه الكلام ده ، ليه كل السكك بتتقفل في وشي كده

رؤؤف بهدوء : أهدي يالميا من فضلك ، ضغطك هيعلي

لميا بلهجه مستنكره و مفرطة العصبيه : أهدا !! بتقولي أهدا وانا شهرين معرفش حاجه عن بنتي طبعا ماهي لو كانت بنتك مكنتش هتبقي هادي كده و..........

رؤؤف مقاطعا بنظرات مشتعله ونبره صارمه : لمياااااااا...... أنتي أتجننتي ! أياكي أسمع منك الكلام الفارغ ده مره تانيه

لميا بدموع : .............

----------------------------------------------------------------------

- أرتدي ملابسه المكونه من قميصا أسود اللون يأخذ شكل الجسم ومبرزا لعضلات ذراعيه المفتولتين وأعلاه ستره من اللون الرصاصي القاتم وبطال من نفس لون الستره حيث أضفت عليه الالوان القاتمه غموضا أكثر من غموضه ، مشط شعره الأسود الغزير ثم وضع عطره النفاذ ذات الرائحه الجذابه وتأكد من أكتمال هيئته بالمرآه العاكسه ثم توجه للخارج هابطا للأسفل

 

كاثرين : سيدي .. هل ستعود لمدينة القاهره ؟

جاسر ضابطا لوضعية سترته : أيوة ، ليه في حاجه!؟

كاثرين : لا شئ ، ولكن أخبرني متي ستعود حتي أعد لك وجبة العشاء

جاسر قاطبا جبينه : لامتعمليش حسابي عشان هتأخر النهارده ، ومتنسيش الأستاذه اللي جوه تخليها تاكل عشان في علاج بتاخده بعد العشا

كاثرين بخبث : لا تقلق سأعتني بها جيدا

جاسر بعدم أهتمام : ماشي

 

- أنصرف جاسر متوجها للخارج وأنطلق بسيارته نحو المدينه ، بينما دلفت كاثرين لتطمئن علي آسيل فوجدتها جليسة فراشها لا تتحرك خوفا من ذلك الكائن الذي تركه جاسر حارسا لها

 

آسيل بلهفه : كاثرين ، بليز أتصرفي في الكلب ده أنا خايفه أقعد لوحدي

كاثرين بأبتسامه : لاتقلقي سيدتي ، روكس حيوان أليف للغايه إذا أحببتيه وأغمرتيه فدفئ أصابعك علي ظهره ستنولين أفضل وأوفي صديق

آسيل ناظره للكلب : لل ل لأ برده أبعديه عني

كاثرين قابضه علي شفتيها : لا أستطيع مخالفة أمر سيدي الشاب خاصة بعد فرارك الأخير لقد أوضعتيني في موقفا صعبا معه

آسيل بتنهيده : يعني هفضل مسجونه هنا !!

 

- بينما كانت تتحدث آسيل أخترفت أنفها رائحه نفاذه ليست غريبه عليها فدققت حاسة الشم لديها ثم هتفت قائله

 

آسيل عاقده حاجبيها : أيه الريحه دي ؟ مش غريبه عليا

كاثرين : يبدو أنه عطر سيدي الشاب الجذاب والقوي

آسيل لاويه شفتيها : جذابه ! دي برفن أستغفر الله العظيم يقلب المعده

كاثرين في نفسها بأبتسامه عفويه : يبدو أن عطره جذب أنفك إليه ولكنها المكابره والعناد ياصغيرتي

---------------------------------------------------------------------

- كان جاسر يقود سيارته بثبات وسرعه مقبوله منفثا في سجائره يشغل عقله الكثير من الأمور ، وبينما هو كذلك أذ بهاتفه يعلن عن أتصال هاتفي من أحدي أفراد الأمن بشركته فأعترته الحيره وقرر الأيجاب لعل أمرا ما قد حدث

 

جاسر بنبره صلبه وصوت جهوري : أيوة .. خير ... أييييه .... مين ده اللي مسكتوه في مكتبي .... الظابط اللي جه من يومين

( أشتعلت عينيه وتحولت لعيون مفترسه مشتعله ، تتشوق للأنقضاض علي فريستها .. حيث بدأت أنفاسه تشع بالحراره الناجمه عن صدره المشتعل من الغضب وأردف بنبره صارمه ولهجة آمره قائلا ...)

 

جاسر بعينين كالصقر : خلصوا علي إي حد يدخل الشركه بدون أذني أو علمي ....... أستني أستني محدش يجي جمبه أنا في طريقي ليكوا ، وأنا هتصرف معاه بنفسي ....


     الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة