رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية ممرضة دمرت حياتي

الفصل التاسع 9

بقلم شيماء سعيد

بعض الأدباء يقول: ما رأيت ظالِمًا أشبه بِمَظلومٍ مِن الْحَسُود، نَفَس دائم، وهَمّ لازم، وقلب هائم .

.........

دفعت الغيرة والحقد عزة إلى محاولة التفريق بين حلا وغنيم عن طريق إفشاء سرهم إلى أولاده ليكونوا عقبة قوية بينهم ولا يستطيع الزواج بها .

نصحتها عزة: بلاش تعملى حاجة تندمى عليها والحاج يطردك وأنتِ محتاجة المرتب .

علا ...اه محتاجة ، بس هتصرف برده .

عزة ...هتعملى ايه يعنى ؟

علا ...هخربها من أولها ، قبل ما يقع الفاس فى الرأس .

عزة ...والله خايفة من اللى هتعمليه ، يجى عليكى فى الاخر .

علا ...لا متخافيش ، انا هعمل ايه يعنى ؟

هو بس تليفون صغير لولاده ، يقول ألحقوا أبوكوا .

اللى لايف على بت صغيرة قد ولاده .

إلحقوه قبل ما يتجوزها وتخلف منه حتة عيل ، وتخليه يكتبلها كل أملاكه ، ليها ولإبنها .

وأنتم تتطلعوا فى المولد بلا حمص .

وشوفى هيعملوا ايه بقا لما يسمعوا الكلمتين دول .

مش بعيد يقتلوها قبل ما يتجوزها.

او يرفعوا عليه هو قضية حجر وياخدوا أملاكه وهو حى .

وهى يبقا صدق المثل اللى بيقولوا عليه .

يا واخد القرد على ماله ، بكره يروح المال ويبقى القرد على حاله .

فضحكت عزة بقولها ....يخربيت دماغك يا شيخة .

مش عارفه بتجيبى الأفكار دى منين ؟

كانت غايبة عنى موضوع ولاده ده .

مش هيسكتوا طبعا ، وهيقلبوها عليه .


علا ...اه ، امال ايه ؟ دماغى عالية اوى ، مش مهلبيه .


أما حلا فكانت تتابع عملها بدون تركيز ، بسبب نظرات غنيم لها .

فتسائلت حلا ...مالك مش على بعضك كده ليه ؟

ما تركزى فى شغلك .

لتستطرد ..ما انتِ شايفة بيبصلك كده ازاى ؟

يكونش اللى فى بالى حصل ، وفعلا بدء يحس بقلبى اللى بيحبه .

ااااااااه يانى ، ده انا مستنية اللحظة دى من زمان ،ومش مصدقة أنها خلاص حصلت .

ده كان البعيد لوح لا يبالى .

ثم ابتسمت قائلة ...يارب قربنا فى الحلال الطيب .

انا مش عايزة من الدنيا غيره .

يارب انا عارفة المشاكل اللى هتحصل والكلام اللى هيتقال بسبب فرق السن بينا .

بس انت عالم بنيتى يارب .

وعالم إنى انا بحبه من قلبى ، عشان هو غنيم وبس .

مش عشان فلوسه .

فأقف معايا يارب ، ده انا غلبانة اوى .

أما غنيم فقد بلغ به الحب مبلغه بين عشية وضحاها .

فبعد أن كان ينظر إليها كأبنته فقط ، أصبحت تملك عليه قلبه كله .

وتمناها لنفسه ولتطيب قلبه الذى عانى من الوحدة سنوات بعد وفاة زوجته الأولى فى ريعان شبابها .

وهو الذى رفض الزواج بعدها كثيرا ، ليحسن إلى تربية أولاده ، حتى كبروا وتزوجوا .

وكان ينتظر منهم رد الجميل ، بإن  يراعوه ويكونوا له نعم الونس والصاحب فى المرض .

ولكن للأسف انشغل كل واحد منهما ببيته وأسرته ، ولا يسئلون عليه إلا من أجل المال فقط. 

وقد تحصن هو بذكر الله والصلاة ، ولكن القلب ليس له سلطان .

وجاءت حلا ، لتخرج مرة أخرى ما أخفاه منذ سنوات .

من الحاجة للونس وقلب يرعاه بالحب وزوجة تسكن إليه ويسكن إليها .

غنيم ....معقول اللى انا حاسس بيه ده .

معقول يكون قلبى حن من جديد !!

بس ازاى ؟ 

طب ده ينفع ؟

ولا هظلمها معايا ؟

عشان فرق السن بينا ، وهى محتاجة شاب من سنها يراعيها ويصب عليها الحب صب .

لكن انا برده كبرت ، ولو كنت لسه قادر دلوقتى وتمام ، ممكن شوية مرض ، ميخلونيش قادر على حاجة .

وساعتها هتظلم معايا بنت الناس ، ومش هسامح نفسى ابدا على كده .

وبعدين يا غنيم ، فكر كويس قبل ما تاخد اى خطوة تندم عليها الموضوع مش سهل ومينفعش نحكم عليه بالعواطف بس .

لازم العقل قبل القلب .

بس ازاى ؟ وانا حاسس ان عينيها بتنادينى .

زى ما تكون بتقول اتكلم بقا .

قبل ما اضيع منك .

هتقدر يا غنيم ، حد يخدها منك .

..لااااا مقدرش  حد ياخد منى النور اللى نور حياتى ، بعد ما كنت بقول خلاص عمرى انتهى ويلا حسن الختام .

طيب والعمل يا جدع ؟

ما تحط النقط فوق الحروف بقا وتكلمها .

بس يعنى ألا يكون البنت حبها حب ابوى مش اكتر .

وكل ده تخيلات فى دماغى وبس .

....لااااا متقولش كده .

انا حاسس بيها وبقلبها ، لاااا ده مش حب ابوى ابدا .

ده حب روح لروح ميعرفش سن ولا اى قيود .

...يبقى لازم اكلمها بس ازاى قدام البنات دى .

خلاص هبعتلها رسالة على الموبيل .

انى عايزها فى موضوع مهم بعد الشغل ، وأنه سينتظرها فى الكافيه الذى يقع فى مقدمة الشارع الذى يوجد به المحل .


وبالفعل سمعت حلا صوت يعلن رسالة .

ففتحت هاتفها لترى أنها من غنيم فابتسمت وتلون وجهها بالحمرة .

وهو يرى تقسيمات وجهها  وخجلها الزائد ومع كل حركة منها  ، يزداد قلبه تدفقا وحبا.

فحدثت نفسها حلا بقوله ..معقول انا مش مصدقة نفسى ، انه عايز يكلمنى ، ياه  اخيرا حس بقلبى .

كنت منتظرة اللحظة دى من سنة ،من اول ما عينى شافته .

وكنت بنتظر كل يوم ، أنه ياخد باله منى ،بس للأسف ، هو كان شايفنى بعين الأب بس مش اكتر .

بس يا ترى ايه اللى غيره كده ،وازاى حس بيه ؟

ده اللى هاعرفه لما اتكلم معاه .

..........

استقبلت ميس سما حنين بترحاب وتودد قائلة ...اهلا يا حنين .

واهلا بيكى كبنت من بناتى اللى هنا ، وعايزاكى تعرفى أن بنات التمريض هنا كلهم بناتى .

وفعلا بنتعامل كأننا أسرة واحدة ، وقلب واحد .


وفى حاجة بتحصل بكون انا المتصدرة فيها وبراعيهم .

حنين بخجل ...جزاكِ الله خيرا يا ميس سما .

وان شاء الله اكون عند حسن ظنك ، وتلاقى منى شغل يرضيكى.

ميس سما ...بإذن الله .

ودلوقتى أنتِ تخصصك ايه ؟

حنين ..ان التخصص الأساسى أسنان بس انا الحمد لله خبرة فى كل التخصصات وبقدر اساعد اى دكتور فى مجال تخصصه .

ميس سما .. ماشاء الله .

تمام خلاص 

يعنى ممكن تروحى قسم الباطنة مع دكتور صلاح .

حنين ...تمام ، مفيش مشكلة .


ثم جاء اتصال الى سما من دكتور طلعت يقول فيه .....ميس سما ، ممكن تبعتيلى الممرضة الجديدة اللى اسمها ....؟

ميس سما ...قصدك حنين ..؟

طلعت ....ايوا صح ، حنين .

خليها تيجى قسم الجراحة ، انا محتاج لأكبر عدد معايا ، عشان ورايا عملية مهمة جدا ، بعد ساعة .

ميس سما ...مش عارفه ، بس الجراحة محتاجة حد خبير شوية ، لكن هى لسه عشان هى تخصص مساعدة دكتور اسنان ،وبتفهم فى حجات بسيطة تانية ، لكن مش لدرجة الجراحة .

طلعت ...سما مش عايز كتر كلام ، يعنى هى اللى هتعمل العملية ، هى هتناول بس مع البنات .

ابعتيها من فضلك .

تعجبت سما من حدته فى الحديث معها لأول مرة ،ولكن لا يسعها إلا أن تنفذ طلبه ، فهو الحاكم الآمر فى مستشفى  أبيه .

سما لـ حنين ...معلش يا حنين ، دكتور طلعت بيقول عايزك فى قسم الجراحة الدور الأول .


دق بعنف قلب حنين من القلق من طلبه ، فما كانت تريد أن تجتمع معه فى عمل مشترك ، بل أرادت الأبتعاد عنه وأن لا تختلط به بقدر الإمكان .

فنظراته لها لا تبشر بالخير ، وتخاف أن تكون قد تركت خالد لتأتى لـ خالد آخر أضل سبيلا .

فحاولت الاعتذار بلطف الى سما قائلة ....ممكن حضرتك تعتذرى له أو تبعتى حد تانى بديل .

لانى بجد مليش فى الجراحة نهائى ، وبخاف منها جدا .

ومش هقدر أساعد بجد بيها ، مش هعرف .

وكده هيحكم عليا من أول يوم إنى فاشلة وكده هتظلم .


احتارت سما بين تصميم طلعت ورهبة حنين من التجربة لشىء ليست بارعة به .

ولكنها لم تجد مفر من الاستجابة لطلب طلعت ، حتى لا يصيبها الضرر منه 

فقالت...معلش أنتِ باين عليكى ذكية اوى ، واكيد هتخدى بسرعة على القسم ومع الوقت هتكونى خبرة .

ثم أغرتها بقولها ...وكمان هتستفيدى لأن أجر ممرضة الجراحة اغلى أجر هنا ، لأنها بتتحمل وبتتعب كتير .

تنهدت حنين بمرارة قائلة...امرى لله ، ربنا يسترها من عنده .

ثم توجهت بخطوات متثاقلة إلى الدور الاول .

الذى كان ينتظرها فيه طلعت بفارغ الصبر ، ليراها مجددا .

وليحوم شبكاه عليها ، لتغرم به عوضا عن حكيم .

وكأنه فى سباق وتحدى ،يجب أن يفوذ به .

وقع طلعت نظره عليها فى أول الردهة ، فتقدم منها راسما الابتسامة على وجهه .

وكلما تقدم منها دق قلبها خوفا ، وارتابت من ابتسامته وإصراره على أن تكون معه .

وعندما وصل إليها قال ...اهلا انسه حنين ، نورتى مكانى .

حنين ببعض من التوتر ...اهلا بحضرتك ، بس انا كنت بفضل اى قسم تانى افهم فيه .

فغمز لها قائلا ...كله سهل بالتعلم ،وكفايا الواحد يشتغل وهو قدامه القمر  ده ، فيشتغل برواقة ، حتى لو معملتيش حاجة .

شعرت حنين ببرودة أطرافها وثناؤه عليها بهذه الطريقة ،فاكتفت بالصمت ولم تنطق .

واتبعته صامتة لمكانه المخصص .

وأثناء تلك العملية التى قام بها للمريض ،حاولت أن تتغافل عن نظراته لها كلما سنح له الأمر .

وحاولت التركيز فيما يأمرها به ، هى وباقى الممرضات وما أن انتهى وخرج الجميع واحدا تلو الآخر .

استوقفها طلعت بقوله ...حنين استنى .

فوقفت ، فوجدته يتقدم منها قائلا ..على فكرة أنتِ دماغك هايلة جدا ، وقدرتى تنفذى كل اللى طلبته منك بسرعة وخفة .

أنتِ كنتِ فين من زمان ؟

انا كده مش هقدر استغنى عنك ابدا .

ضمت حنين شفتيها ثم قالت ...اشكر حضرتك ويارب اكون ديما عند حسن ظنك 

ودلوقتى مضطرة امشى عشان اتأخرت .

طلعت ...طيب تسمحيلى اوصلك ؟

حنين بنفور ...لا شكرا لحضرتك .

ثم اسرعت من أمامه ، قبل أن ينطق اى شىء آخر .

طلعت ...صراحة حتة جوهرة ، مش لازم تكون لحد تانى غيرى.

.......

انتهى اليوم عند حلا وزميلاتها وقد سبقهم الحاج غنيم لما حدثها به وانتظرها على شوق وكأنه مازال شاب صغير .

ينتظر حبيبته بلهفة .

عزة بإرهاق ......اه كان يوم طويل ومتعب ، حتى مش قادرة أشاور الميكروباص اللى جى ده .


شاوريله بسرعة يا حلا .

حمحمت حلا وقالت بتردد ...لا انا مش هركب معاكم النهاردة .

انا عايزة اشترى عشا للبيت من محل قدام كده ،والباقى هتمشاه .

تفحصتها علا بمكر وشعرت أن هناك ما تخفيه ،وما أكد لها ذلك ، أنها تلعثمت وهى تقول تلك الكلمات .

فرددت ...عشا ايه يا بت عليا انا .

ما أنتِ كل يوم بتاخدى معاكى كيس الفول وتحمدى ربنا .

ولا فاكرة نفسك بنت ناس ،وهتشترى جبنة ناستو ومربى يا معلمى مربى .

ثم ضحكت بسخرية ،فشعرت حنين بالخجل ،فرددت .

انا بحب كل اول شهر كده ،مفهاش حاجة لما الواحد يروق نفسه بتعبه شوية .

علا بخبث ...اه عندك حق يا حبيبتى ، بس لا مؤاخذة منعطلكيش أنتِ ، احنا هنروح هنروح عشان مهدودين .

حلا  ...اه طبعا ، ويلا اشوفكم على خير بكرة ان شاء الله.

عزة ...إن شاء الله .

ثم تقدمت إلى الامام حلا، متجهة إلى الكافيه حيث غنيم .

عزة بسخرية من علا ...يعنى مش متعودة منك ، على كلمتين حلوين لـ حنين كده .

ده أنتِ ديما بتسميها بالكلام .

لكن تقوللها يا حبيبتى ،دى غريبة شوية .

من امتى الحنية دى يا ست علا؟

علا بضحك ...من ساعة ما قريت اللى فى عيونها يا اختى .

الهانم مش رايحة تشترى عشا ولا حاجة .

عزة ....امال رايحة فين !

علا ....اقطع دراعى من لغلوغه ، لتكون رايحة تقابل غنيم .


أنتِ مشفتيش نظراتهم كانت عاملة ازاى النهاردة بالخصوص .


عزة باستنكار ....استغفر الله العظيم ، ربنا يستر على ولايانا .

بس يعنى البت حلا مش بتاعة مشى بطال ، انا اصلى عرفاها من سنين .


وكمان الحق يتقال ، الحاج راجل بتاع ربنا ، مش بتاع حرام وكده ،وانتِ بنفسك مجرباه .


علا .....والله انا اصلا مش خايفة من الحرام ، ياريت كان آخرها معاه كده .

كان هيشوف غيرها .


لكن اللى خايفة منه هو الحلال يجوزها ، وتبقى هى ست الكل ونشوف نفسها علينا .


عزة ...تفتكرى ، بس لا البت حلا دى غلبانة .

علا ....والله محد غلبان غيرك .


اسكتى ،على رأى المثل ، ده تحت السواهى دواهى.

وبس بس ، تعالى كده نمشى وراها وونعرف هى هتقابله فين ،عشان اتصرف بسرعة..

عزة ...تصرفى ازاى يعنى ؟؟

علا ....هقولك بس أتأكد الاول من اللى بالى الاول .

وبالفعل ساروا من  ورائها .

حتى وجدوها تدخل كافيه ، ووجدوا من يقف إليها مرحبا .


فشهقت عزة ...يا لهوى ،ده طلع الحاج غنيم بجد يا بت .

والله لعب معاكى الزهر يا بت يا حلا .


علا بغل وحقد ....شوفتى مش قولتلك يا عزة .

اه يانى ، يا مرارى ، يعنى ملقاش غيرها البت المسهوكة دى .

عزة ...قولتلك حظوظ يا بنتى مصدقتنيش .


علا....اه بس انا بمكالمة تليفون دلوقتى ،هضيع حظها ده .

عزة باندهاش ...ازاى !


علا...هتصل بعياله واقولهم تعالوا شوفوا ابوكوا ، الشايب العايب ،قاعد زى الحبيبة فى كافيتريا بيحب بت فى سن بناته .

وعايز يجوزها وشرط الجواز ،يكتب لها كل حاجة بأسمها.

فشوفى بقا لما يسمعوا الكلمتين دول هيعملوا ايه ؟

حركت عزة شفتيها قائلة ...يا لهوى يا لهوى ،دول هيجوا جرى .

ومش بعيد يجبوها من شعرها ويفطسوها كمان ،وهتبقى فضيحتها بجلاجل.

لا يا اختى ، انا اه صاحبتك وكل حاجة وبوفقك كتير ،بس الا الفضيحة ، انا عندى بنات ومرضلهمش كده .

فبلاش ، أن الله حليم ستار .

علا بسخرية ...من امتى يعنى التدين ده يا ست عزة ، مش عليه الكلام ده يا حبيبتى .

ده احنا دفنينه سوا .

عزة ...انا عارفة انى فيه العبر كلها ، بس لغاية الفضيحة دى ،والبت تمشى منكسرة ودمعتها على خدها مقدرش صراحة .

ضحكت علا...لا والله حسيسة اوى يا بت. 

خلاص يا اختى ، سكة السلامة أنتِ ،وسبينى انا أنفذ على رواقة.

عزة...الله يسترها ،سلام .

علا ..كده يا عزة ، ماشى .

على العموم ،مش وقتك دلوقتى ، حسابك معايا بعدين .

ثم قامت بالاتصال على ابن غنيم الكبير فى بادىء الأمر .

.......الوووو ازيك يا فهمى بيه ، يارب تكون بخير ؟

فهمى ...أنتِ مين وعايزة ايه ؟

علا ...عايزة سلامتك يا بيه .

وانا بتصل عشان أحذرك من حاجة ، ولو مصدقتش كلامى وجيت بسرعة وشوفت بعينيك الاتنين .

قول على العز والهنا اللى انت عايش فيه يا رحمن يا رحيم .

فهمى بغضب...أنتِ بتقولى ايه يا مجنونة أنتِ ؟

ازاى ده ؟

علا ....ازاى ؟ هقولك يا باشا ، بس تيجى بسرعة تشوفهم بعينيك ، وتشوف هتصرف ازاى ؟

بس لازم تلغى الجوازة دى بأى شكل .

قبل الفاس ما تقع فى الرأس ويضيع كل حاجة .

فهمى ..وبعدين معاكى ، ما تدخلى فى الموضوع على طول .

علا...ايوه اهو داخلة يا بيه .

بص بصراحة كده ،ابوك الراجل الكبير غنيم .

بيحب وقاعد دلوقتى مع البت اللى شغالة عنده من دور عياله فى كافيتريا ، بيحبوا فى بعض .

وشكلهم كده بيتفقوا على الجواز .

فيا تحلقهم وتنهى الموضوع من أوله وترتاح .

فهمى بصدمة ...إيه 


علا بخبث : زى ما سمعت يا بيه، ولو متصدقنيش بقا استنى لما ابوك ، يدخل عليك وهى فى إيده ومخلف منها كمان .

ويقولك دى مراتى وده ابنى ، والعيل ده .

ياكل الليلة كلها .

فهمى بانفعال ...لا يستحيل ده يحصل ، أنتِ اكيد كدابة .

مش معقولة بابا اللى يعرف ربنا يعمل كده .

علا ..مهو عشان يعرف ربنا ، هيجوزها فى الحلال ، مش هيمشى معاها يومين ويسبها.

وعلى العموم لو مش مصدقنى ، تعال شوف بنفسك .

انا مستنياك اهو على قمة شارع المحل أمام كافتريا الفراعنة .

يلا يا بيه متعوقش ، الله يخليك .


صُدم فهمى بما سمع ، فاتصل سريعا باخواته البنات ، نورا ومروة .

فهمى إلى نورا منفعلا ....تعالى شوفى ابوكى المتصابى ، اللى فاكر نفسه لسه عيل بيعمل ايه ؟

عايز يجوز بنت يمكن اصغر منك كمان فى السن ،ويعيش حياته ويخلف واللى يخلفه يورث ومش بعيد يكتبلهم كل أملاكه ، واحنا نايمين على ودنا .


نورا بحدة...بابا يعمل كده !!

لا مش معقول ، ولو حصل بجد يبقا كبر وخرف ، ولازم نوقفه عند حده .


فهمى: اهو حصل هتعملى ايه بقا ..؟

 نورا بإنفعال: ده انا اجبها من شعرها ،واحط راسها تحت رجلى واخنقـ.ها ، بس متاخدش جنيه واحد من فلوس ابويا .

مقصوفة الرقبة دى .


انا هتصل حالا بـ مروة ،وجيالك ، ده انا هخلى كل اللى بيشترى يتفرج عليهم .


مروة بعد أن علمت ما حدث من والدها وحلا ، تحدثت بانفعال قائلة ...معقول البت دى تعمل كده !!

مكنش باين عليها حاجة .

لا ده انا اكلها واشرب من دمـ.ها ، هو بالساهل كده .

عايزة تلم تعب ابونا وشقاه ، وتاخد كل حاجة على الجاهز كده .

لا ده بُعدها ، احنا ناخد روحها الاول .

ثم اتفقا ثلاثتهم على الذهاب لذلك الكافيه ، ومحاولة إنهاء تلك العلاقة قبل أن تتحول الى زواج ،قد يخسروا فيه ميراثهم الذى ينتظروه عقب موت والداهم .

ولم يراعى احد منهم .

احتياج والدهم للحب والسكن وزوجة يستأنس بها ، وتعينه على نوائب الدهر ، وملاذ آمن إذا اشتكى .

وتعوضه عن انشغالهم عنه بعائلتهم وحياتهم الخاصة .


ولكن الطمع والجشع عمى قلوبهم عن إدراك الحقيقة ، فكل ما أهمهم هو المال ،وليس راحة والدهم. 

وانه من حقه العيش بكرامة وسعادة .

فتبا لمال ذل صحابه بهذا الشكل .

......

 وما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق .

  أغرك مني أن حبك قاتلي و أنك مهما تأمري القلب يفعل .

  يهواك ما عشت القلب فإن أمت يتبع صداي صداك في الأقبر .

  أنت النعيم لقلبي و العذاب له فما أمرّك في قلبي و أحلاك

..........

وأثناء استعدادهم للذهاب إليهم ،كان غنيم يحمل قلب طفل ، سعيدا وفرحا للغاية بوجود تلك الحلوى أمامه ، اقصد حلا .

التى جلست أمامه خجلة ، لا تكاد تهمس بإى كلمة ،وتكتفى بإيماء راسها وفرك اصباعها .

غنيم مبتسما ...ايه هفضل اكلم أنا كتير كده !

انا محتاج أسمع صوتك يا حلا .

حلا بحرج ...مش عارفه صراحة أقول ايه ؟

انا اصلا مش مصدقة ، إنى قعدة معاك فى مكان زى ده ،وانك بتكلمنى ، وانك فعلا حسيت بقلبى .


وبادلتنى مشاعر ، كنت بحسبها مجرد حلم وعمره ما هيتحقق ابدا .


غنيم ...ياااااه ، معقول ،انا طلعت سعيد الحظ اوى كده .

لا يا حلا ، ده أنتِ اللى بالنسبالى حلم جميل ، مكنتش حد قادر اتخيله .


وخايف فعلا مع الوقت تندمى على الحب ده ، فى يوم من الايام .

حلا ...لا متقولش كده ، انا عمرى ما هندم ابدا .

انت فى عيونى أغلى الناس ، وبيك هتكمل فرحتى وسعادتى ، اللى بتمناها .


غنيم ...يعنى لو قولتلك تجوزينى يا حلا ، هتوافقى ؟

رغم كل فرق السن اللى بينا ده !

تلون وجه حلا بالحمرة بسبب الخجل والفرحة لطلب غنيم الزواج منها .


حلا ...أرجوك متكلمش تانى ، عن فرق السن ، لانى مش حساه ولا شايفاه .

بالعكس أنا شيفاك فارس أحلامي الجميل ، اللى هيخدنى على حصانه ويسعدنى ،ويغمرنى بعطفه وحنانه .


غنيم ..وانا أوعدك ، انى هعمل أقصى جهدى عشان اسعدك يا حلا ، يا أحلى ايامى وسنين عمرى الجاية .


ودلوقتى لو تحبى اوصلك واتقدملك انا معنديش مانع .

بس بشرط خلال شهر بالكتير الجواز بإذن الله .


شهقت حلا بعدم تصديق ....شهر واحد ونجوز.

غنيم ...اه ،ده انا بتمنى النهاردة قبل بكرة كمان .


بس عشان أنتِ تكونى استعدينى نفسيا واشتريتى كل اللى تحتاجيه .


وتيجى تشوفى الشقة ، ولو حبييتى تغيرى اى حاجة فيها أو حتى تغيريها كلها انا معنديش مانع .


المهم أشوفك سعيدة وفرحانة يا اغلى حاجة عندى فى الدنيا .

حلا ...مش عارفه اقول ايه صراحة ، غير ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا .


ومعلش مش هينفع تيجى معايا دلوقتى .


ثم ضحكت قائلة .....مهو مينفعش ادخل عليهم بيك ، واقولهم عريس يا ماى .

فضحك غنيم قائلا ...امال تحبى امتى ؟ 

حلا ..ادينى بس فرصة امهد ليهم الموضوع ، وبعدين اكلمك نحدد معاد مناسب .

غنيم ..تمام وانا منتظر ده بفارغ الصبر .

وياريت يكون قريب ، لانى الود ودى دلوقتى ، اخدك واطلع على اول مأذون يقابلنا .


نكتب الكتاب ونعلى الجواب ، واصرخ واسمع الناس كلها ، انك مراتى وحبيبتى وكل حياتى .


حلا ....والله قلبى مش مستوعب السعادة دى كلها ، وحاسه إنى بحلم .

فما سيحدث لتلك المسكينة العاشقة ...؟

وايضا حنين من طلعت ..؟

نختم بدعاء جميل ❤️

لما تحس انك مرهق و مستنزف نفسياً او جسدياً ادعي هذا الدعاء:

"اللهم اخرجني من حولي إلى حولك، و من عزمي الى عزمك، و من ضعفي الى قوّتك، و من انكساري الى عزّتك، و من ضيق اختياري الى براح إرادة...


              الفصل العاشر من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات