
الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12
بقلم سوما العربي
موقف محرج مخجل.. لم يسبق ووضع فى هذا الموقف من قبل... ضبط متلبسا كمراهق يقبل زوجته وأعضاء جسده تفضح رغبته.... هل تتخيلون... لم يكن يوماً هذا الرجل ذو العلاقات النسائيه المتعددة. علاقته بجنس حواء كانت مقتصره على زوجته مروه فقط رغم سفره الدائم وامواله الكثيرة وعرض النساء انفسهن عليه من كل شكل وكل جنسية ولكن اااااه من هذه الشهد وما تفعله به... سيرى على يدها العجب بالتأكيد... مهلا يونس ف مع شهد ستتحول شخصيتك هذه وتظهر شخصيتك الحقيقيه التى لم تكن انت نفسك تعلمها.
يجلس بسيارته يفكر بكل هذا وقد اجلسها بجانبه عنوة. يلعن نفسه يلعن غباءه.. يتذكر نظره الاندهاش والتسليه على وجه ابيه وامه وزهول ريهام وهى تراه هكذا.. اما مروه فلولا وجوده ولولا انها مازالت تحاول أن تصلح معه أو تنسيه ما سبق وفعلته لكانت قتلت شهد الآن..
تجلس هى وحقا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.... لقد قبلت على مرءه ومسمع من الجميع.... تشعر بالعضب منه حقا... لالا تود قتله... اسكتى شهد وهل تقدرين على قتل عصفوره حتى تقتلى هذا الضخم. ولكن الشئ الوحيد الجيد الذي فعله هو انه وضع النقاب عليها من جديد يخفى وجهها المحرج جدا من مواجهة أعينهم العابثه و جذب يدها وخرج بها سريعاً.
نعم نعم. خرج بها لن يقدر على مواجهة نطراتهم الان ربما وقت لاحق يكون قد استعاد قوته وهمينته ولكن الآن لن يستطيع... جسده يفضحه جدا. لذلك خرج سريعاً وهى معه وفتح الباب الخلفى للسياره فجلست هى من الصدمه والحرج الشديد لم تجادل وهو يعلم ذلك.
تنظر له بين لحظة وأخرى بغضب بالغ... يعلم لولا وجود السائق معهم لانفجرت به على مافعله والموقف الذي وضعها به.
نسى ماحدث ومن شاهده ونسى كل شئ وتذكر فقط لحظتهم معا... قبلتهم وتناغم جسديهم.. رغم فرق العمر وفرق الجحم الشديد جداً إلا أنه حقا يشعر بتناغمهم معا... كأنها خلقت لتلائمه... كأن جسدها فصل كى يوافق جسده... موضعها جانبه لائق حقاً... هى تستحقه هو... هو الافضل لها من هذا السعد هو لم يكن يلائمها حتى لو كانت اعمارهم متقاربة فقط لو تنظر جيداً.. غبيه جداً حبيبتي انا من اليق بكى أكثر... ولكن لا بأس فكل شئ أصبح فى نصابه الصحيح.
توقفت السيارة عند باب الجامعه فقال لوائل:استنى تحت ثوانى.
أراد الاختلاء بها ليفرض عليها تعليماته وتحذيراته وبعض القرارات ولكنها وبمجرد نزول وائل حتى انفجرت به:انت ايه اللي عملته ده... ازاى تعمل حاجة زى كده... عاجبك اللى حصل ده... هيقولو ايه عليا دلوقتي.
يونس ببرود:واحد وبيبوس مراته فيها ايه.
شهقت بتفاجئ من وقاحته وقالت بحدة لذيذه :انت ازاى كده... مش مكسوف.
رفع نقابها عنها كى يرى حنقها الطفولى ويستمتع به وأيضاً كى يشبع عينيه منها قبل ان تغادره هذه الساعات وقال:واتكسف من ايه انتى مراتى.
شهد بعفوية :ايوه بس مش بيبقى قدام الناس كده.... ده حتى مايرضيش ربنا.
ابتسم بخبث وهو يقترب بخطر وقد وقعت بلسانها فقال بعبث:مشكلتك يعني أنه قدام الناس بس... لو دى المشك... قاطعته شاهقه لما تفوهت من حماقه وقالت بخجل وتلعثم :اللا. لا طبعاً ايه اللي بتقولو ده... ااا.. انا بتتتكلم عن الناس يعنى اللى وضعهم طبيعي مش إحنا.
ابتعد انشا واحدا وقال بضيق :واحنا مالنا... ماحنا وضعنا طبيعي... انا بالنسبه لي مافيش اى مشكلة.. انتى إلى عندك مشكلة مش انا.
نظرت له بغضب واخفت وجهها عنه بالنقاب ثم قالت لتنهي الحديث :لازم انزل كده هتأخر.
همت للنزول وفتح مقبض الباب ولكنه سحبها من ذراعها مجددا ببعض القوه ورفع نقابها بحده وقال:ماتغطيش وشك عنى مره تانيه... وكلامى لسه ماخلصش ومأذنتلكيش تنزلى اصلاً.
نظرت له بغضب وهى تره تحكمه بها ولا ترى مايفعله إلا أنه نوع من الذل يضعها بموقف محرج جدا ولا يأبه لذلك والان يتحدث معها بكل هذه الهمينه والقسوة يمنعها ماتريد ولايسمح لها بفعل أى شئ غير بإذن منه... لم تراه يعامل اى شخص من قبل هكذا... زوجته مروه تفعل وتتبجح مع من تريد مستندة على اموال زوجها وسلطة ونفوذه... واخر افعالها كان مافعلته معها ولم تعاقب بشئ بل عادت أقوى من ذى قبل .. وفى المقابل يمنعها هو من النفس غير بأذنه. وعلى سيرة مروه وما فعلته معها... خدمتها لها... تنضيف شقتها وتعاملها بمهانه معها.. تنضيف السلم وعيون الرجال تنهش بها... نظرات الاشمئزاز من عيون النساء الحاقده عليها وبعض نظرات الشفقة من بعضهن... دموع ابنتها خلفها... سكوت الجميع على مايحدث وأيضاً سماعها لما يقول الآن :مافيش قعده في الكافتريا الجامعة او اى كافيه... مافيش صحاب سواء ولاد او حتى بنات.... لو معيد فرحان بنفسه ورجله شايلاه قرب منك وقعت امه سوده.... اى ضحكه اى نظره لاى حد ممنوع... ياريت تنفذى اللى قولت عليه عشان مش عايز اعمل حاجة تزعلك منى... وماتخلنيش اتهور واطلع جنانى الجديد ده على حد... انا بحذرك اهوو عشان يبقى عدانى العيب.
نظرت له بحقد وكره ثم قالت بهدوء وهى تبعد يدها عن قبضته المؤلمه :حاجة تانيه يا يونس بيه.
نظر لها باستغراب من هدوءها الغير متوقع وقال وهو يبحث فى عينيها عما تنويه :لا.
وضعت نقابها عليها وقبضت على حقييتها وخرجت من السيارة بهدوء يحمل غضبا مكبوتا.
ظل ينظر لاثرها ولا يعلم ارضخت للأمر فعلاً ام ماذا يحدث معها. اشار بيده للسائق كى يصعد ويتحرك به لمجموعة شركاته وهو ينظر من النافذة بشرود يحاول أن يتوصل لما تفكر به وما تنويه شهده.. ولكن لا يعلم.
دلفت للجامعة وهى تسير بغضب ماذا يظن نفسه... لما هذا الكره... هل يكرهها لأنها زوجة سعد.. هى لاحظت بشده طوال هذه المده حقده على سعد. ولكن لا لا.. لقد كان سعد بمثابة ابنه والجميع يعلم ذلك.. هل كان يمثل على الجميع. ولكن ما الداعى كى يمثل هذا... ولكن ما الذى تغير الآن.. وهل كل هذا الكره والذل يخصها وحدها به.
حسنا يونس انت من جنيت على حالك بكل أفعالك انت وزوجتك سالعب بك مثل الكره بين قدمى.. انت من أخرجت مكر حواء من داخلى انت وزوجتك اللعينة هذه فلتتحملوا إذن.
هل يعتقد أنها سترضخ لاوامره تعليماته.. بالطبع لا.. لن يحدث... ذهبت سريعاً وسالت مجموعة من البنات عن جدول محاضرات الفرقه الاولى صيدلة فدلوها وذهبت سريعاً لتاخذه معها. وبعد التدقيق علمت ان هناك محاضره بعد عشر دقائق فى مدرج ****.
ذهبت بسرعه كى تلحق وقتها وهى تسأل كل فتاه تقابلها عن مكان المدرج. ولكن اصطدامها بجسد صلب نوعا ما اوقفها فقالت بأسف من نبرة صوتها وبحته المميزة الجميله:اسفه والله اسفه.. انا بس...
قاطعها هذا الشاب قائلا بخفة :خلاص خلاص حصل خير... بس ابقى بصى قدامك الشعب ده غلبان ومش ناقص.
ابتسمت بتوتر قائله:انا اسفه عن إذنك.
ابتعدت عنه بسرعه وظل هو ينظر لاثرها متعجبا من جمال هذه العيون المتوترة وجمال صوتها قطع تفكيره صوت احدهم يناديه :ماجد... ماجد.
التفت له وقال بابتسامة مستغربه ومرح أيضاً :حظابط مدحت... ايه اللي جابك هنا يا باشا.
مدحت بغيظ مصطنع:مش هتبطل تقولى حظابط دى... اسمها حضرة الظابط وبعدين انا بقيت رائد دلوقتي... احترمنى شويه... ده أنا حتى ان خالتك يا دكتور... ولا ماحدش بقى معيد غيرك.
ماجد :ههههههه.. مبروك يا عم الترقيه... واه ماحدش بقى معيد غيرى.
مدحت :يالا يا ***ده انت لسه متخرج متعين من كام شهر.
ماجد بلا مبالاة :اللى يسمعك يقول أنى متخرج من سنتين وكنت عاطل مانا لسه متخرج واشتغلت... وبعدين سيبنى فى حالى انا عندى اول محاضره ليا دلوقتي.
مدحت بسخافه:خايفه يابطه ولا ايه... لا انا عايزك اسد جوا.. وتوقع نص البنات فىك كده... نصهم بس الله يكرمك ها.
ماجد بتلاعب:والنص التاني ايه.. ليك.
مدحت :مش اووى... بص انا هجيهالك على بلاطة.
ماجد :ايوه قول... مستنيها من الصبح والله عارف انك واطى ومش جاى تشوفنى لله وللوطن.
مدحت بتمثيل :عيب عليك والله ظالمني ده انت دايما على بال... قاطعه ماجد قائلاً :بس بس بتحلف كدب وهتكمل كلامك كدب.. اخلص عايز ايه فاضل 3 دقايق على المحاضرة مش عايز اتأخر من اولها.
مدحت:بص من الاخر انا فى واحدة عندك جوا تخصني... وتخصنى اووى كمان اسمها شهد هى منقبه عايز عينك عليها.
ثم إكمل بتحذير :بس عينك عليها ليا انت فاهم.
ماجد بزهول :اه يا***وانا الى فكرتها قريبتك ولا قريبة حد معرفه... انت ما بتتهدش ابدا.. ده أنا حتى متجوز.
مدحت بقوه غريبة:ماتفكرنيش بالواقع المنيل الى انا عايش فيه الله يسامحها خالتك وشهد دى حب حياتي كله وهى اللى كان المفروض تبقى مراتى لولا الله يسامحه سعد اللى اتجوزها.
ماجد بصدمه :يخربيتك وكمان متجوزه.
مدحت:جوزها استشهد... وهى خلاص... بس.
قاطعه ماجد :لأ دى شكلها حكاية جامده اوى هقابلك النهاردة تحكيلى لأنى اتاخرت على المحاضرة يالا سلام.
قالها سريعاً وذهب لينظر لاثره مدحت وتنهد بقوه ثم ذهب سريعاً.
فى إحدى القاعات الضخمه تجلس هى يرهبه واستغراب الاجواء حولها. فضلت الجلوس فى ركن بعيد حتى بدءاً المحاضره فهى غير معتادة على كل هذه الأعداد مت التجمعات. من صغرها وحسب تربيتها لم تعاد على الاندماج السريع مع الناس فوالداها كانا قليلى الاختلاط بالناس رغم ان حياتهم كلها كانت بقرية يغلب عليها روح الألفة والتجمعات ولكن والداها غير.
كانت الأصغر فى اخوانها وقد تزوجت ملك وقد كانت هى بالمرحلة الابتدائية فلم تعتد عليها كثيرا ولم يصبحا بهذا القرب الا بعد زواج شهد. لكن كريم كام الأقرب لها فهو والدها الذى رباها.
لكل هذه الأسباب هى ليست اجتماعيه بعض الشئ وهذا يجعل البعض يلقبها بالغرور ولكنها يشهد الله ليست هكذا ولكنها تحتاج الفرصة والنقبل فقط وسترى شخصيتها العفويه المرحة والجميلة.
شعرت بأحد يقف بجانبها رفعت نظرها وجدت فتاه محجبة جميله تكسو ملامحها الهدوء والطيبه وقالت باستئذان:ممكن اقعد هنا ولا فى حد معاكى.
شهد بابتسامه مختفيه من النقاب ولكن ظهرت على عينيها:لا اتفضلى.
جلست الفتاه بهدوء ثم قالت بابتسامة :انا رنا.. وانتى.
شهد :أهلا بيكى.. انا شهد.
رنا بتفرس :انتى دى اول سنه ليكى.
شهد بحرج:احممم.. اه بس انا اكبر منكو.
رنا :ههههههه أكبر مننا... كام سنة يعني.
شهد باستغراب لضحكها:يعني 4سنين كده... بس بتضحكى ليه.
رنا :اصل انا كمان أكبر منهم.... كنت ماجله الجامعة لأسباب عائليه يعني... بس الحمد لله أخيراً اقدر اكمل.
سكتت الفتاتين ونظرا لبعض فقالت رنا بابتسامة هادئة :على فكره ارتحتلك وده نادراً لما بيحصل... ممكن تبقى صحاب.
شهد بسعاده :اكيد.
تحدثوا قليلا وتبادلوا أرقام الهواتف ثم قطع حديثهم دخول المعيد الذى انصدمت منه شهد فلم يكن إلا ذالك الشاب الذي صدمت به
شهقت شهد قائله :هو هو... يانهار ابيض.
رنا بخفوت :هو مين.. انتى تعرفيه.
بينما هم يتحدثون بخفوت كان هو يقف قائلاً :ازيكو يا شباب... احب اعرفكوا بنفسى... انا ماجد مظهر.. هندرس مع بعض الفارما... عايز اقولكوا أن زى ما دى اول محاضره ليكوا هى برضه اول محاضرة ليا.. وياريت نتعاون بهدوء واعتبرونى اخ ليكوا كل... قطع حديثه وهو ينظر لفتاتين يتحدثون بخفوت وسط انتباه الجميع له فقال وهو ينظر لهم بالتحديد :ياريت نركز كلنا مع بعض.
فرفعت عيونها له صوب عينه لحسن او سوء الحظ. استجمع رباطة جأشه وابتلع ريقه قائلا :اا.. نركز بقا.. ونبدأ اول محاضره وهى تعريف الفارما.
ثم اندمج في الشرح يحاول مجاهدة النظر لهذه العيون خوفاً من الوقوع لها.
وهى تحاول التركيز مع الشرح ونسيان حرجها قليلا.
داخل غرفة الاجتماعات يجلس لأول مرة بذهن شارد... ومن غيرها هى الساحرة الصغيره... لقب آخر يطلقه عليها فهى كالمشعوذه التى القت ترنيمه على حياته فانقلبت رأساً على عقب. وتغير هو وتغير حاله.... اااااه فلترحمينى شهد ولترحمنى عيونك القاتله.
نداء سكرتيرته عليه تنبهه لنداء احد المستثمرين الأجانب له لمناقشته في شئ ما ايقظه من شرود بشهد حياته.
فى المدرسة الخاصة بيونس.
يقق مالك بغضب أمامها. فمن الواضح أن اليوم هو يوم المتاعب له ولابيه.
جورى منذ أن قدمت لهنا وهى تجرى وتضحك وتصادق الجميع... الم يحذرها الا تصادق احد الا تلعب وتنشغل بأحد غيره.
وقف امامها قائلاً بغضب :بقى انا جايبك هنا عشان تبقى تحت عينى وماحدش يقرب ناحيتك وانتى رايحه جايه تصاحبى دى وتكلمى دى وتضحكى لده... انا مش قولت ماتتكلميش مع حد.
جورى بحنق:فى ايه يا مالك.. كنت بتفلج على المدسه... كميله اووى وواثعه.. الله دى أجمل واوثع من الحطانه اللى كنت فيها قبل كته.. كويث انك كبتنى هنا.
اشتعلت غيظه منها ومن نفسه وغباءه فقال :يعني انا اللي جبتو لنفسى مش كده... تصدقى اول مره اندم على حاجه... بس محلوله وهتفضلى تحت عينى برضه... حتى لو اضريت اسيب دروسى وافضالك يا جورى انتى سامعه.
نظرت له بحزن وضيق وقالت:انت بتسعقلى يا مالك... جورى زعلانه منك.
تنهد وحاول الهدوء وقال :مش بزعقلك بس انتى كمان بقيتى تتنمردى عليا.
جورى ببراءة :يعني ايه تتنملدى.
هز رأسه بيأس وقال:مش مهم... المهم اسمعى كلامى بالحرف.
جورى:بس ماما قالتلى امبالح ماسمعش كلام حد غيلها وماخفس من حد خالص طول ماهى عايثه.
مالك بغضب وهو يتوعد لشهد :لأ طبعا تسمعى كلامي وماتخفيش من حد مش عشان هى عايشه عشان انا معاكى.
جورى بضيق:ماتزعقليش تانى بتحلجنى قدام صحابى.
رفع حاجبه باستنكار قائلاً :بحرجك قدام مين ياختى.
جورى بغضب طفولى تستحق عليه الالتهام:صحابى... وسع بقا اثيل صاحبتى جايه.
نظر تجاه احدى الفتيات التى ترقد تجاههم وقال بغضب وغيره:اسيل مين وجايه لفين... لحقتى اصلاً تصاحبيها امتى ده النهاردة اول يوم.
قطع حديثه قوف اسيل امامهم قائلة بلهاث:جورى لوحتى فين تعالى اعلفك على صحابى.
مالك بهدوء مريب:تعرفيها على مين ياختى.
اسيل ببراءه وابتسامة :صحابى من الحضانه القديمه.
جورى بحماس وفرحه :ماسى يالا.
اوقفها من ذراعها جانبه بحده :استنى هنا... مش قولتيلى اخدك افرجك المدرسة في البريك.
جورى ببراءه :هتفلج مع اسيل صحابتى...ماما قالتلى اصحاب اللي من سنى احسن.
شتم تحت انفاسه بغضب من شهد التى من الواضح جدا انها ستغير صغيرته عليه وهى تحاول بناء شخصيه قويه ومستقله لجورى من صغرها... تصاحب من فى مثل سنها.. اذا الرسالة واضحه جدا.
كانت ستبتعد مع اسيل لكنه قبض على ذراعها بطريقة افزعت الصغيرتين وقال :مش هتروحى في مكان من غيرى لحد ما البريك يخلص مفهوم.
نظر لها بتملك شديد رافضاً اى فكره للابتعاد او التمرد.
تجلس في كافتريا الجامعة شاردة قليلاً. حديثه.. اوامره... كرهه. وذله لها.. شردت اكثر تبتسم بسخرية متذكره كيف كانت تتمنى أن يكون بصحبتها اليوم سعد وووو.
ولكن يالسخرية القدر فمن فعل كل ذلك يونس وليس هو... ولكن ذله وتحكمه فاض الكيل منه.
خرجت من شروها على صوت صديقتها الجديدة رنا :يابنتى هو كل شويه سرحان... فكى كده.
شهد بتنهيده:من اللى انا فيه والله.
رنا بصدق :طب ماتحكيلى يمكن ترتاحى.
شهد :مش وقته... هتعرفى كل حاجه مع الوقت.
رنا بابتسامة :عارفة معاكى حق لسه مش واثقه فيا بس انا ارتحتلك من اول ماشوفتك وسرك معايا هيبقى في بير وبكره الايام تثبتلك.
شهد :اكيد وانا كمان ارتحتلك... بس انا اصلاً لازم امشى دلوقتي زمان بنتى رجعت من الحضانه.
رنا بتفاجئ :بنتك... انتى عندك بنت وكمان كبيرة وفى حضانه.
شهد :ههههههه اه الحمد لله.. اسمها جورى لازم اعرفك عليها.
رنا بمرح:مش لما اتعرف على امها الأول واشوف وشها.
ارتفع رنين الهاتف الذى لم يصمت من فتره لكن جعلته شهد صامتاً.وردت على رنا قائلة :ماكنش فى وقت النهاردة... بس اوعدك بكره ندخل المسجد وارفعلك النقاب.
رنا بضيق من صوت الهاتف :ولا يهمك بس ردى على الفون بقى عصبنى.
شهد :ده رقم غريب وانا مش متعوده ارد على أرقام غريبه.
وقفت رنا قائله :طب يالا انا كمان مروحه... تعالي ناخد تاكسى سوا.
شهد وهى تقف:انا ساكنه بعيد.
رنا :طب تعالى نطلع لحد برا سوا نركب.
شهد :اوكى يالا.
خرجا سريعاً حتى وصلا أمام الجامعه من الخارج وهم يتحدثوم بمرح حتى توقفت امامهم سياره مرسيدس فاخمه تعرفها هى جيدا. نزل هو بكل غرور وهمينه وتقدم منها قائلاً دون ان يعير رنا اى اهتمام رغم نطرته الثاقبه لها وهو مازال فى سيارته :مابترديش على موبيلك ليه.
سكتت رنا ولم تتحدث رغم استغرابها الشديد لهذا الشخص ولطريقة كلامه معها ولكنها لازالت لا تعلم شئ عنها فاثرت الصمت.
نظرت شهد بحرج لصديقتها الجديدة وهى تراها في اول لقاء واول تعارف لهم وشخص آخر يصيح بها ويمسكها من ذراعها بهذا الشكل المهين.
نظرت له والدموع بعينيها نظره لن ينساها ابدا.. كلما حاول الاقتراب يجد نفسه يبتعد اكثر... غيرته وتملكه يعمونه... الم يأمرها الا تصادق احد.. ألم يمنعها من التعامل مع اى شخص غيره... هل يمنعها عن الجامعة هذه ويريح باله... كلما حاول الاقتراب يجد نفسه بتصرفاته وغباءه الناتج عن هوسه يبعده أميال اكثر.
سحبها معه بهدوء من وجهة نظره ولكنها طريقة مهينة بالنسبه لها أمام صديقتها وامام باقى الجامعه فظلت رنا على صمتها وذهزلها لفتره حتى استوقفت تاكسى لها وهى عازمة على مهاتفتها للاطمئنان عليها من هذا الضخم الذى كان معها.
تجلس بجانبه فى الإمام وهو يقود بنفسه تبكى بضعف وذل على مايحدث لها وما أصبحت تحياه من بعد عيشها الكريم فى كنف سعد.
صوت بكاءها يقطع نياط قلبه ولكن غيرته قد اعمته وهو حقا لا يرى امامه.
قال بحده وهو لا يزال قائدا :ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقتي.
نظرت له بعضب هل لا تعلم حقاً. عاهدت نفسها على القوة وهى تحاول والله لكن نفسها ودموعها لم تتحمل الموقف حقاً.
قالت ببكاء وحده اوجعته وهى تشوح بيدها :بجد... انت بجد مش عارف... انت بتكرهنى ليه.
قالت الأخيرة بصراخ فنظر لها بجنون وابتسامة مختله قائلاً :أكرهك... اكرهك... ده إلى فهمتيه من تصرفاتى... يانهار اسود.
شهد بقوه:ايوه... وعايزه اعرف بتعاملنى كده ليه... انا عملت ايه.
يونس بغضب متذكرا:مش بتردى على موبيلك ليه ها.. وبعدين مش قولت مافيش صحوبيه لاى حد ومافيش تأخير.
كانوا قد وصلوا لفيلته تزامنا مع وصول باص مدرسه مالك وجورى. ففتحت الباب بغضب وقالت :انا مش برد على ارقام غريبة وانا حره اصاحب اللى انا عايزاه.
ينظر لها بغضب شديد وهى تغادر وتأخذ ابنتها ومالك ينظر لهم نفس نظرة ابيه.
حره... من قال هذا هى ليست حره هى ملكه.. لا تجيب على ارقام غريبه... انه زوجها ومالكها.
ذهب مالك ويونس خلفهم وغضب العالم مسيطر عليهم.
دلفت للداخل تمسك يد ابنتها التى تسير بجانبها فوقفول على صوت واحد فى نفس الوقت من يونس ومالك :شهد_جورى.
التفتت الاثنتين فوجدوا وجهين محمرين غضبا بطريقة مخيفه. اعادا النظر لبعضهم وفى ثوانى ودون اتفاق ركضا لأعلى بنفس السرعه. فركض خلفهم الأب وابنه سريعاً.
دلفت بسرعه هى وابنتها وأغلقت الباب جيدا من الداخل عليهم وتنهدت براحه.
اما بالخارج يقف هو ابنه بنفس الغضب ونفس الملامح وهم يطرقون الباب بغضب فى نفس الوقت :افتحى يا شهد_جورى والا هكسر الباب.
لارد
مالك _يونس :افتحى احسنلك. ولكن أيضاً لارد.
تنهد الاثنين ثم قالا:تمام عشر دقايق والاقيكى تحت على الغدا لو ده ماحصلش انتى حره.
انهيا الحديث في نفس واحد فنظرا لبعض نفس النظره ثم هبطا لاسفل.
حممت ابنتها وغيرت لها ثيابها لأخرى مريحه وارتدت هى دريس صيفى من اللون الأزرق بدون نقاب وخرجت سريعا قبل إنتهاء العشر دقائق التى حددها هذا المعتوه.
فتحت الباب لتجد مروه امامها بفستان عارى الصدر والساقين وعقد ثمين متلالا من الالماث وقالت بطريقه فجه وحقيره:ايه... مش كفاية بقا لف ودوران على الراجل ياخطافة الرجاله انتى.
بهت وجه شهد ونظرت لابنتها التى بدأت الدموع تتجمع في عيونها يالله اكل يوم لابد من ذل تراه هى وابنتها. لكن لا والله لن تكن شهد أن سمحت بهذا أن يحدث مجددا.
شهد بقوه :خطافة رجاله.... انا.
مروه ياحتقار:وهو فى حد متنيل قدامى غيرك... بس عايزه اقولك القديمه تحلى حتى لو كانت واحله.
شهد بكره:متنيل.. امممم.. طب بصى بقى عارفة يونس اللى انتى فرحانه بيه ده... انا هخليه قدام عينك وعين الكل زى الصلصال كده فى ايدى... خاتم فى صباعى.... مش انا خطافة رجاله... انا هعرفك خطف الرجاله بيبقى ازاى وخليكى فاكره ويشهد ربنا إنك انتى اللى خرجتى شياطينى... شايفك سريرك اللى صممتى تشتريه من ريش نعام ده... هخليه يخونه عليه معايا وبكره تشوفى يا.... ياوحله.
قالت ما قالت بقوه وشجاعه تحسد عليها ولكن الظلم يخلق من الطيبه جبروت. وتركت خلفها مروه تنظر لها باعين تشع لهبا وهى تخشى القادم بشدة.......
*********
🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎
يجلس الجميع مقابل بعضهم ينتظرون انتهاء الخدم من وضع الطعام كى يشرعوا بتناوله. يجلس هو وعينه على باب حجرة الطعام ينتظرها بغضب شديد وبجواره ابنه الذى لا يقل غضباً عنه ينتظرون المعذبه الكبيرة وابنتها.
بمنتهى المكر ينظر كامل وعزيزه وريهام لبعض ويبتسمون بخبث.
كامل بجديه مصطنعه:ماتاكل يا يونس... هو فى حاجة.
انتبه له يونس وقال:ها.... اه اه.. هاكل اهو.
بدأ فى تناول طعامه بغضب او تظاهر بذلك لشدة حرجة منهم ومن هيئته فهيبته التى دائماً يحاول الحفاظ عليها تمنعه من ان يظهر بوضوح أنه ينتظرها.
اما مالك فلا يبالى بشئ ولا بأحد فظل ينظرها وغضبه يتفاقم منها ومن شهد أيضاً.
تهبط هى الدرج بقوه نابعه من الظلم والذل والمهانة ممسكه بيد ابنتها وهى تحدث نفسها :انتو اللى جنيتوا على نفسكوا وطلعتوا مكر حوا من جوايا... هتشوفوا مين شهد وكان ممكن تعمل ايه من زمان بس هى كانت بتتقى الله فيكوا.
سلبت أنفاسه وارتفعت حرارة جسده وهو يراها بهيئتها الخاطفه للانفاس هذه. ولكن مهلا مهلا.... ستموتين اليوم شهد ماهذا الذى ترتديه امام الجميع.
اشتعلت عيونه بغضب وصاح بعنف افزع الجميع وصدى في البيت كله :انتى ازاى تلبسى كده.... وفين نقابك.
لن تنكر انها شعرت بالخوف من هيئته الغاضبه. نزولها لاسفل بدون نقاب كان يخلو من اى مكر فهى قد خلعته قبل مقابلة مروه من الاساس فجميع العاملين داخل المنزل بالطبع وحسب تحذيرات يونس من النساء. وهو قد سبق ورأها رغم أنها لم ترفعه اقتناعا بأنه زوجها ولكنه رفعه ورائها عنوه. والباقين هم والد زوجها وامه واخته إذا لما تقيد نفسها داخل جدران البيت حتى.
تحدث كامل بقوه قائلاً :يونس فى ايه... مافيش حد غريب.
يونس بغيره وغضب مندفعا:مفيش ازاى... وانت ومالك و...
سكت ولم يريد ان يقول ان حتى نظرة النساء لها تغضبه.
اما كامل والجميع كانوا يرمشون بعيونهم بصدمه كبيرة.... يغار عليه منه ومن طفله.
عزيزه بزهول :يونس.... ده ابوك يعني زى ابوها.
يونس وهو لا يدرك حقا ما يقول حالياً من الغضب:زى ابوها يعني مش ابوها ومين قال أصلا إنه لو ابوها كان...
قاطعه كامل بقوه :يوووونس... اقعد وسيب البنات تاكل... دول طول اليوم برا. وجايين تعبانين.
نظر يونس لشهد التى تقف بغضب منه ومن افعاله وتحكماته حتى بملالسها. تقف على باب الغرفه هى وابنتها لا يستطيعون الاقتراب من الطعام رغم شدة جوعهم بسبب تحكمات سيد يونس.
جاءت مروه خلفها بعد فتره ودلفت للداخل وجلست وهى ترمقها باحتقار لا تعلم تلك الغبيه ان نظيرتها تقف هكذا بسبب غيرة زوجها عليها النابعه من هوسه ومرضه بها.
كبح يونس غضبه وتمالك اعصابه بصعوبه وهو يرى نظرات عينيها القويه والتى تجاهد الا تبكى. طوال اليوم وطوال لقائاتهم تكون هذه هى نظرتها التى يتمنى ولو تتغير مره.
تحدثت عزيزه بعدما طال صمت يونس :تعالى ياشهد ياحبيبتى انتى وجورى عشان تاكلوا... تلاقيكوا جعانين اووى.
نظرت لهم جميعا وهى تهتز داخليا مما تشعر به وكل ماعاهدت حالها عليه من قوه قد تداعت.
كانت ستفر هرباً لغرفتها ومعها ابنتها فعندما يصل التحكم لهنا أيضا يصبح الأمر صعباً... حسناً لقد فقدت شهيتها للطعام بعد ما حدث رغم انها لم تتناول شيئا منذ اول اليوم ولكن صغيرتها لم تأكل شيئا... ستجلس فقط من أجلها. ومن أجل..... لمعت عيونها وهى ترى مروه تنظر لها باستحقار. حسناً مروه اول صفعه لكى فلتاخذيها بصدر رحب عزيزتى.
بكل خبث اتجهت لأحد المقاعد واجلست صغيرتها بجانبها.
مالك بغضب واستنكار :نعم؟
نظر الجميع له ثم لجورى التى جلست لاول مرة بعيد عنه بجانب شهد فقالت شهد كسؤال ايضا :نعم؟
مالك :نعم الله عليك... جورى قعدت بعيد عنى ليه.
شهد :الطبيعي بقا يالوكا... تقعد جنبى عش... قطعها يونس باعين محمره:يا ايه؟ سمعينى تانى كده؟
شهد:يا لو.....
قاطعها بغضب :ممنوع تدلعى حد فاهمة.
شهد وقد فاض بها:ومسموح اتنفس ولا لأ بردو.
يونس:مش بهزر على فكره.
شهد :ولا انا بهزر... هو فى ايه كده كتير.
تدخل كامل بقوه:فى ايه.... هتتخانقوا قصادى ولا ايه.
نظرت له شهد شزرا وكأنها تقول هل الان سمع لك صوت.
اما يونس فعيونه الغاضبه لم تحيد عنها ومروه يتاكلها الغضب من غيرته وهوسه بتلك الفلاحه. بينما مالك لا يبالى بكل ذلك وعيونه على تلك التى بدأت بالتمرد عليه.
اكمل كامل حديثه بقوه:يونس كده كتير اووى... سيب البنت فى حالها.
يونس:اسيبها فى حالها ازاى مش فاهم دى مراتى.
كامل :يونس مش وقته احنا على الاكل والبنت طول اليوم فى الجامعة وبنت اخوك كمان خايفه من صوتك العالى.
نظرت ناحية ابنتها الخائفه فهى لم تعتد ابدا على هذه الأجواء فحياتهم مع والدها سعد كانت هادئه يشملها الهدوء والسكينة والحنان. كرهت يونس فوق كرهها كرهاً فعند ابنتها وينتهى كل شئ. فهى السبب الرئيسي لهذه الزيجه التى لم تأتي الا بعكس ما أرادت ورغبت.
عزيزه بضيق من تصرفات يونس :اقعدى يابنتى واكلى بنتك تلاقيكوا تعبانين وجعانين.
مالك الذى وكأن مايحدث في مكان وهو حبيبته فى مكان آخر :لا ماتتعبيش نفسك.
وقف من مكانه وذهب وجلس بجوار جورى وسط حنق شهد وحقد مروه يونس الذى تمنى لو استطاع التخلى عن هيبته وذهب وجلس جوار شهد كما فعل ابنه.
نظرت له شهد بضيق فهو لاينفك فرد سيطرته على ابنتها مهما فعلت لإبعاد ابنتها يلتصق أكثر واكثر. هى لا تكره مالك لا بل على العكس تماما ولكن لا تعجبها طريقة حبه لابنتها... لا تعلم ان طريقته التى لا تعجبها هذه ماهى الا صوره طبق الأصل من الطريقه التي يعشقها والده بها.
بكل هدوء كان مالك يضع الطعام في فم جورى التى اسقبلته منه ببراءه وقال موجهاً الحديث لشهد:لينا كلام بعد الأكل يا شهد.
يونس بحده:مااااالك.
نطر له نظره يعلمها جيداً ثم حاول اكمال طعامه ولكن توقف وهو يراها تعبث بطعامها ولا تأكل ولم ينتبه لها أحد.
يونس بحده ناتجه من الاهتمام الواضح جدا :مش بتاكلى ليه... مش كفايه مافطرتيش.
نظرت له مروه بغيط التقطته شهد بجانب عينها فقالت بخبث :اصلى عايزه ورق عنب وهو بعيد عليا.
وقف بنفسه بلهفه حب واضحه ابتسم الجميع بتفاجئ لها إلا مروه التى اتسعت عينيها غيظا ثم تلقائياً تجاه شهد التى كانت تنظر لها وغمرت لها بعينيها بخبث ومكر. غمزه اشعلت رأس مروه من الغضب حقا رسالتها واضحه جدا وهاهى قد بدأت الحرب... حرب تعلم مروه جيدا انها لن تكون سهلة او ربما ستكون الخاسره بالتأكيد.
وضع لها الكثير جدا فى صحنها باهتمام بالغ لدرجة لو رأيته ستشفق على حاله الميؤس منها حقا.
ابتسمت برقه متعمدة وقالت بوداعه :شكرا يا يونس.
هوى قلبه من ماحدث. جلس على مقعده بصدمه شخص استمع لقصيده من الغزل الصريح من محبوبته مجرد جمله بسيطه مع ابتسامة صغيره جعلته غير مستقر بجلسته يبتسم ببلاهه غير مصدق وكأن ماحدث معجزه. شكراً يا يونس.. اااااه جمله تعنى وتعنى وتعنى الكثير بالنسبة لرجل عاشق عشق ميؤس منه.
كانوا ينظرون له بعدم استيعاب كامل لحالته. حسناً قد سبق وعلموا انه اصبح لشهد مكانه خاصه عنده. لكن لما كل هذه السعادة لمجرد كلمة شكر مع ابتسامة. لا يعلمون... لا يعلمون حقاً لقد روت ظماءه.
لم يمس طعامه مره اخرى. لقد شبع. نعم شبع لسنة مقدما. لاتعلم هى ماذا فعلت به.
تضع الشوكة التي فى فمها بعد ان تغرسها فى الطعام وتغلق فمها وهى تتلذذ وتنظر تجاه مروه بتشفى والأخرى تشتعل بنار تكفى لحرق الاخضر واليابس.
نظرت له وجدته ينظر لها ببلاهه دون أن يرمش له جفن. الجميع يراقبه وهم يتناولون طعامهم مستغربين من حاله.
نطرت له قائله:يونس مش بتاكل ليه.
انصعق هو بشده... هل تهتم... هل من الأساس لاحظت انه لم يأكل.. هل اليوم يوم سعده وحظه.. بالتأكيد نعم.
نظر حوله للجميع ثم نظر لها وهو يحاول جاهداً الرجوع إلى هيبته التى اصبح التحلى بها الان امر صعب جدا ولكنه يجاهد لكن فرحته العارمه حقاً افسدت كل مجهوده فقال بسعادة واضحة جداً للجميع :لا لا هاكل.. بس كملى انتى اكل.
كانت عزيزه تتابع مايحدث بسعادة فاخيرا ستقترب شهد من ابنها وتمتعه معها.. فهو ابنها وهذا كل مايشغل تفكيرها. ابنها فقط.
ريهام وكامل سعداء بعض الشئ ولكن لما يشعرون ان هناك خطب ما لايعلمونه ولكن هناك شئ غريب على شهد وعلى يونس أيضا.
بالطبع مروه شعورها تعرفونه جيدا. نااااار.. نااار اشتعلت وبقوه ولن تنطفئ ابدا. تشعر بالندم حقاً. ماكان عليها أبدا التعادى معها. هى لا تضاهيها ولن تقدر على منافستها. طنت انها بكثرة الضغط على شهد الرقيقه الهشة ستخشاها وتتراجع ياستحياء. لا تعلم أن للقطت الوديعة مخالب للدفاع عن نفسها ممن يعاديهم ويهجم عليهم.
ولكن مهلا فهناك على الطرف الآخر عصفورى الكناريا كما تلقبهم ريهام.. مالك وكأنه ليس من هذه العائلة. كأنه يجلس معها على طاوله وحدهم او فى مكان آخر.. هى تفتح فمها له بوداعه كى يطعمها فهى لا تفهم شيئا مما يحدث وهو سعيد بها ولكن لم ينسى شهد امها وما تحاول فعله.
انتهى الجميع من تناول الطعام ويونس يشعر انه يحلق فوق السماء اليوم. نظره لا يحيد عنها. يجيب بصعوبه على اسئلة والده او والدته. يرد باقتضاب قاسى أحياناً على مروه وتعقبها نطره مع غمزه عابثه من شهد لها.
جلسوا جميعاً فقالت عزيزه للخادمه ان تجلب لهم القهوه والعصير فى حديقة الفيلا امام حمام السباحة كنوع من التغيير وخلق الجو.
وقف هو يطالع المكان حوله بعدما أصدر امرا على الهاتف بإخلاء المكان من جميع أفراد الامن او اى شخص تحت نظرات الجميع وهم يتاكدون شيئا فشيئا من مايحدث مع يونس. استغربوا بشده وصار يراودهم الشك.. منذ متى وهو هكذا.. هل فى ظل وجود سعد ولم يلاحظ احد. فليس من المعقول ابدا ان يتعلق بها بهذه الطريقة المرضيه منذ فتره زواجهم القصيره. مروه تنظر له ولها بغيظ شديد هى زوجته لما يقارب ال14عاما لم يغار عليها يوماً ولو ربع هذه الغيره.. كانت سعيدة من قبل وفرحه بحريتها وأنه لا يتحكم بها ولكن رغبت آلان ات تشعر به فقط لان شهد تشعر به.
جلسوا يحتسى كل منهم مشروبهم يتابعون جورى ومالك يلهون هنا وهناك
قال يونس كى يخبرهم فقط وليس لاخذ رأيهم كما فعل معها :انا نويت ان شاء الله هرشح نفسى للانتخابات الجايه.
تهلل وجه مروه وهى تبتسم بتعالى وكأنها الوحيدة زوجة هذا الرجل مصره ان تنسى أن شهد أيضاً زوجته.
كامل بفرحه وترقب معا :بجد يا يونس... دى حاجة كويسه اووى.
سكت قليلاً ثم قال:بس يابنى لا تخسر وتبقى ضيعت وقت وفلوس وضغط اعصاب وتوتر على الفاضى.
ضحك يونس على طيبة ابيه قائلاً :يا سيادة اللوا كله دلوقتي ماشى بالفلوس وانا تاجر عمرى ما احط فلوسي ووقتى فى حاجة مش مضمونه..ماتقلقش هاخدها... واحتمال اخدها بالتزكية كمان..
اكمل وهو ينظر ناحية شهد وتحدث :انا حاسس ان الدنيا بدأت تضحكلى خلاص... وهاخد كل حاجه كان نفسى فيها.
عزيزه بخبث وهى تنظر ناحية شهد :يارب يابنى... ده انت طيب وحنين والله.
ضحكت شهد داخل نفسهاساخرة :كل واحد هامه اللى منه بس.. عايزه شهد تبسط ابنها كل واحد عايز ينهش منى حته يريح بيها هدفه....ماحدش همه انا ولا بنتى... بس ماشى..
نظرت له تتابع مايحدث فقالت مروه بفرحه :بجد ياريت... وابقى حرم سيادة النائب يونس العامرى.
نظروا لها باحتقار وهى لا تتوقف على التفكير بمنتهى الغرور والسطحيه.
لم يجيب عليها يونس وإنما نظره كله ناحية هذه الصغيره منتطر رد فعلها فقالت هى قاصده كل حرف نطقت به:بجد يا يونس ماكنتش اعرف ان رائى فرق معاك كده لما جيت تاخد رائى... ربنا يوفقك يارب.
اغمض عينيه بوله وهو يستمع لاسمه منها لثانى مره اليوم وحسده يقشعر بلذه فقال هو بضربات قلب كالطبول:يارب.
نظرت لهما مروه بغيظ قائله:نعم؟!تاخد رأيها؟!ده من امتى ده؟ من امتى وانت بتاخذ رأى حد يا يونس بيه؟
اهملها تماماً ولم يجيب فينا نظرت لها شهد نظرة جانبية بخبث واستعلاء تعلمته منها.
تحدث كامل قائلاً :هو انتى كنتى عارفة يا شهد ولا ايه.
شهد ينعومه:احمم.. ايوه يا بابا يونس كان قالى.
ثالث مره... ثالث مره... اثبت يونس اثبت لا تنقض عليها هنا والان. حافظ على هيبته ولو قليلا... وانتى الأخرى كفى عن نطق اسمه هكذا وبهذه النعومه فكل هذا بيوم واحد على هذا المسكين كثير والله كثير.
وقفت من مقعدها قائله :عنئذنكوا... هروح اذاكر شويه.
تنفست مروه براحه فاخيرا ستختفى من امام انظار زوجها. لاحظت شهد هذا فعزمت على الا ترحمها من عذابها فقالت بنعومه بعدما استدارت ثانيه لهم:يونس.
نظر لها بلهفه وهو يعد بسره(اربعه) وقال:نعم.
شهد برقه:ممكن ثوانى عايزاك في موضوع مهم.
قال هو بسره:ثوانى ليه ثوانى ماتخليها ساعات.. شهور ولا احسن سنين... عايزااااك.... الله هو فى احلى من كده... نفسى تبقى عايزانى بقا.
برقت عين مروه وهى حقا الان تغلى على صفيح ساخن.. تود لو تقطع لسانها هذا الذى نطق وتحدى تلك الفاتنه.
اما كامل وعزيزه فرحون بشدة لبداية تجاوب شهد مع يونس. فهم اصبحوا يعلمون ان التجاوب موجود وبوضوح من ناحية ابنهم وهذا ظاهر للاعمى بوضوح.
دخل للمكتب واغلق الباب الزجاجى خلفه. ذهب سريعاً وهم بالانقضاض عليها ولكن تمالك حاله بصعوبة بالغة كى لا يفتك بها ويخيفها.. سيحاول ومعه الله.
وقفت هى معطيه له ظهرها تفكر فيما ستتحدث معه فهى اخترعت ماحدث فقط لكى لا تريح تلك الحقيره ماذا ستقول الان.. اه وجدتها. علمت بماذا سأتحجج.
استدارت له فوجدته يطالعها بنطرات هى تعلمها ولكن استبعدت الامر بشدة.. يونس يعشقها كما سعد.. هذه كانت نظرة سعد مع اختلاف قوى فسعد نطرته مغلفه بالحنان اما هو يوجد مجون.. يوجد هوس غريب.. لا لا اى عشق وهو يكرهها ولا يتوانى عن اذلالها.
حمحمت قائلة :احمم.. يونس بيه انا...
قاطعها وهو يقتري بلهفه ووضع كفيه فوق كل ساعد من ذراعيها قائلاً :ليه مش انتى لسه قايله اسمى من شويه.. يونس.. يونس بس...قولى يا شهد.
نظرت له بتمعن تحاول ان تتوصل لما وراء هذه اللهفه مع لمعة عينيه مستبعدة العشق تماما بسبب رصيده الملئ بالأشياء السيئه فقط.
شهد :احمم.. حاضر... انا كنت عايزة اتكلم معاك بخصوص مدرسه جورى.
يونس باستغراب :مالها.
شهد :احمم... انا كنت عايزة اروح بكره او بعده ادفع المصاريف... انا والله كنت هدفع اول قسط يون ما روحت بس هما قالولي أن.... قاطعها قائلاً :مصاريف ايه اللي عايزه تدفعيها.
شهد :مصاريف مدرسة جورى.
يونس بحده :نعم... انتى بتقولى ايه... لا طبعا مافيش الكلام ده.
شهد باعتراض:لا طبعا انا بنتى مش عاله على حد ولازم ادفعلها مصاريفها.
يونس بقوه :انتى وبنتك مسؤلين منى. وبعدين استنى استنى كده..
تضيق عينيه وقال :هتدفعيها من معايا عشان ترجعلى تانى مثلا ما هى هى... ولاااا كنتى ناويه تدفعيها من فلوس حد تانى.
شهد بعفوية وقد وصلت لما أراد معرفته :لأ طبعا الحساب الى تتانت فتحتهولى مش بستخدمه خالص ولا حتى باخد الكريدت كارد معايا انا كنت هدفع من معاش س..... قاطعها وهو يجذبها له فأصبح وجهها قريبا جدا من وجهه وقال بقسوة وغيره:كمليها كده عشان اطربق الدنيا فوق دماغ الكل.... لو نطقتى اسمه تانى على لسان اهلك تده هولع الدنيا ومش عارف غضبى ممكن يقف لحد فين.
شهد بخوف واندهاش:ليه... بتعمل كده ليه.
يونس يجنون:ليه... مش عارفه ليه... انتى اللى مش عايزه تعرفى تقريباً... الكل عرف الا انتى. نظر الى شفتيها بجوع وجنون وقال :ليه مصره تعملى كده.... عايز اقرب ماتبعدنيش... عايزك.
كانت ترى من زجاج النافذه المطله على الحديقة مروه وهى تقف بغضب وعلمت سريعاً انها قادمه إليهم فتركته يقترب بشوق قائلا:عايزك ليا... انتى بتاعى يا شهد...
ابتعدت عنه بخبث وذهبت ناحية الباب المصنوع من الزجاج يصنع خيالا للمواقف بالخارج عما يحدث بالداخل. وكان لها ما أرادت فذهب خلفها بجوع وجنون وحبسها خلف الباب واخذ شفتيها بقبله ناعمه مستلذه بنهم وهي تحاول التملص منه ولكنه يتحكم بجسدها من فرط ضخامته ويهمهم بتلذذ. بدأ يتحسس جسدها بجرءه ورغبه اشتعلت به وهو مائل عليها وهى تستند على احد جوانب الباب الزجاجى وهو يقبل عنقها وصدرها صعودا مره اخرى لشفتيها ناطقا من بين قبلاته:عايزك يا شهد.... عايزك ليا.... عايزك.
فتحت مروه الباب بقوه وغيظ ولكنه مازال يقبلها غير مدرك دخول مروه اصلاً.
مروه بصراخ عليهم :فى المكتب يا يونس بيه.
فصل القبله بصعوبه وهو ينظر لها بغيط وشفقه أيضاً فمها كان بالآخر هى انسانه وهو زوجها والأخرى ضرتها. ولكن غيطه كان اكبر لأنها قطعت عليه نعيمه ورغبته
اما شهد فكانت صدمتها كبيره غير متوقعه ماذا.. كانت مستلذه ومستمتعه معه لاول مره لم تريد ابتعاده ولم تريد فصل تلاحمهم وانجرفت معه ومع لمساته. ايعقل.........