
الفصل الثالث 3 والرابع 4
بقلم سوما العربي
كان مالك يجلس متأفاف في شقة شهد حيث يجلس كعازل بين كامل وحفيدته جورى.
كامل:يابنى عايز اسلم على البت واطمن عليها في ايه.
مالك:الحمد لله.. هى كويسة.
كامل :ياسلام.. انت كمان بترد بالنيابة عنها.
مالك بابتسامة صفراء :ايوه... وكفاية انى سايبها تقعد مع رجل غريب في مكان واحد مش كفاية عليا خالها اللى جوا ده.
كامل بزهول:شوف... ادفع نص عمرى وأعرف انت طالع لمين... لولا إنك شبه ابوك ونسخه منه كنت قولت إنك مش ابنه.. ابوك عمره ما كان كده.. ولا عمك حمزه ولا انا حتى قرايب امك.. بالعكس خالص فاتحينها على البحرى.
مالك:كفاية كلام بقى.... مش عايزها تسمع صوت راجل غيرى.
كامل :هى حصلت.
مالك بشموخ:بص... انا اسلم حل هاخدها وانزل... كفاية عليك العشر دقايق دول.
كامل :يابن ال... رجع مالك خطوتين للجده بعدما كان أبتعد بجورى فاوقفها عند الباب وعاد لجده ومال على اذنه هامسا:إبن ال ايه.
كامل:امال لو كنت تلاتين اتنين وتلاتين كنت عملت ايه.. لما انت 12 سنه وبتعمل كده.
مالك بغمزه:كنت جبتلك احفاد ياجدى.
صدم كامل من الرد كليا بينما ضحك مالك بوقاحه واتجه إلى حيث حبيبته ممسكا بيدها ودخل بها المصعد ليهبط لاسفل. بينما كامل يتتبع اثره بزهول وتفاجئ. ثوانى وخرج كريم وبعده شهد وملك وجلسوا سويا وبعد الحديث في مواضيع عامة تحدث كامل قائلاً :ها يا شهد يابنتى... كريم كان كلمنى من شويه وقالى انك موافقه.. صح الكلام ده.
شهد :صح يا بابا.
كامل:عين العقل يابنتى.. ويونس ابنى راجل طيب وجدع... ده غير انه دلوقتي بقا مليونير.. وفتح أفرع كتير للشركة بتاعته وان شاء الله يكون خير زوج ليكى. فقاطعته قائله :لأ
كامل:لا ايه يا بنتى.
شهد:بعد إذنك يا بابا.. ده هيبقى جواز على ورق.. شكليات يعني عشان المجتمع والناس.. عشان يبقى ليا الحق انى اقعد هنا واربى بنتى.. وكمان مش عايزه اخرب بيت حد.. ابله مروه مالهاش ذنب عشان يبقى ليها دره.. ذنبها ايه هى ان جوزى مات وفجأه تلاقى جوزها مضطر يتجوز مرات اخوه.
كامل :يااااااه يابنتى... حتى وانتى فى ظروفك دى بتفكرى في غيرك.
شهد:طبعا... هى ذنبها ايه.
كريم:شهد... انتى عارفه انتى بتقولى ايه. يعني ايه جواز ورق وشكليات بس.
شهد بحرج:انا عارفه انا بقول ايه وقصداه.
كامل :بس يابنتى... ده هيبقى جوزك وليه عليكى حقوق.
شهد بجخل:بعد اذنك يا بابا...
كامل:عموما.... انا عارف انتى اد ايه خجوله ومش هينفع اتكلم معاكى في النقطه دى... خليها بعدين.. انتى عدتك هتخلص بعد بكره بس يونس مسافر المانيا وهييجى كمان اسبوع... انا هبلغه وأول ما ييجى نكتب الكتاب على طول. اماءت له برأسها بهدوء ثم استأذن منهم للنزول كى يحادث ابنه وهو لا يعلم كيف يخبره بطلبها.
فى شقة كامل وعزيزه.
عزيزه:يعني هى وافقت خلاص.
كامل:ايوه... بس عايزاه جواز على ورق بس.
عزيزه:ازاى يعني.
كامل:جرى ايه يا عزيزه... مانتى ست وفاهمه..
عزيزه:مانا عشان فاهمة استغربت... لا حرام.
كامل :هنعمل ايه... ده يعتبر شرط.
عزيزه:لا وليه يتحرم ابنى من النعيم ده.
كامل بزهول:انتى بتقولى ايه.
عزيزه بقوه:ايوه... البت جامده بصراحة.. وهو حقه بقا يتمتع بيها. اه بدل مروة الزرقا دى اللى كانت أول بخته.
كامل:يا عزيزه... ايه اللي بتقوليه ده.
عزيزه:هو انا بقول حاجة غلط ولا بعيب فيها بالعكس .. بس الصراحه بقا حرام كده.
كامل:عزيزه احنا ماصدقنا توافق.. انا مشكلتى دلوقتي هقول كده ليونس إزاى.
عزيزه:بص... انت ولا تقوله ولا حاجة.
كامل:ازاى يعني.
عزيزه:اهم حاجه دلوقتي يكتبوا الكتاب ونضمنهم وبعد كده نسيبهم... يمكن ربك يصلح الحال بينهم... ماحدش عارف بكره فيه ايه هو حد كان يصدق ان يونس يتجوز شهد.
كامل:انا والله ما مصدق اللى حصل... سبحان الله.. انا هكلم بونس اعرفه.
قام كامل بالاتصال على يونس واخباره بموافقة شهد على الزواج ولكنه لم يخبره بشأن شرطها الذى وضعته لإتمام الزواج.
كان يونس يستمع لولده وبداخله فرحه رهيبه اندهش منها حقا بل وتفاجئ ايضا من فرحته الشديدة فما يحدث معه غريب جدا بالنسبة له. لما هو سعيد بالزواج من زوجة أخيه وليس اى اخ انه سعد الذى لطالما اعتبره ابنه. ولما من الاصل تحلى بالصبر الذى لم يكن من شيمه من قبل ولكنه تهرب من التفكير وخاف كثيرا من مواجهة نفسه وذهب سريعا لانجاز اعماله كى يستطيع العودة سريعاً.
بعد يومين
عاد يونس من سفره سريعاً بعدما أناب احد المسؤلين لاتمام مهامه عوضاً عنه
كانت مروة تشتعل غضبا تشعر وكأن العالم يحترق حولها ولا تستطيع النجاه من ظنت انها ستتخلص منها للابد وتتخلص من جمالها وفتنتها التصقت بهم اكثر واكثر وكأن القدر يعاقبها فبعدما كانت مجرد زوجه اخ زوجها وكانت تشعر بطوفات من الغيره ماذا سيحدث وهى ستصبح زوجه ثانية لزوجها. وبحسبه بسيطه جدا شهد رقيقه وناعمه وهى عصبيه جدا وحادة الطباع. شهد جمالها فاتن وهى جمالها طبيعى وهى تعلم ذلك جيدا وأن انكرته أمام الجميع لا تستطيع إنكاره بينها وبين نفسها. شهد صغيره جدا فى السن وهذا أكثر ما يقلقها.هى لا تضاهي شهد فى اى شئ ولطالما كانت تتباهى بأنها زوجة يونس كبير العيله والمليونير المعروف.. تنفق على نفسها الكثير. كل عام تغير موديل سيارتها. ترتدى الحلى من الالماس. لكن شهد ترتدى اساور رقيقة من الذهب لا تتعدى الواحدة او الاثنان. لا تملك سياره. حتى سعد بحكم عدم تفرغه كان لا يمتلك سياره. لكن الان ماذا تفعل.. سارت بغضب وفتحت باب الغرفه بحده اجفلت هذا الذى يقف امام المرأه يرتدى سيابه ويضع من عطره الفريد.
يونس:فى ايه يا مروه.
مروه بغضب:يعني خلاص.. هتتجوز عليا انا. ومين.. حته الفلاحه دى.
يونس :مروه.... ياريت من هنا ورايح تلزمى حدودك معاها.
مروه بتهكم:طبعا... لازم احترم درتى.
يونس بغضب:مروه... انا مش عايز اضايقك ولا أشد عليكى فى الكلام لانى مراعى شعورك... واحده جوزها هيتجوز النهاردة.. اكيد هتبقى عامله اكتر من كده... بس كمان لازم تحترميها شويه.. دى هتبقى مراتى.
مروه (وقد علمت بشرط شهد) بتهكم:هههه.. مراتك.. سعد هيفضل طول عمره مابينكوا... هو الأصغر والاحلى... وزى مابسمع بينهم قصة حب كبيرة اوووى. كان يستمع لكلماتها وهو يعلم انها على حق فحب سعد لها وسعادته معها كانت ظاهرة دائما فى عينينه. سعد فعلا الأصغر فهو من الاساس أصغر منه ب11عاما فما بالك بها وهى تصغره ب16 عام. شعر لاول مره ببداية لفتح أبواب الغيره من اخيه المتوفى ولكنه سريعا ما اغلقها مقنعا نفسه باة شئ وارتدى ساعة يده الماركة والتقط هاتفه. وخرج سريعا فخرجت خلفه تنظر له بغضب وهو فى ابهه حله وسعاده غريبه تتراقص فى عينيه.. سعادة اغضبتها فهى حتى لم تشاهدها ليله زواجهم التقليدى جدا. فتحدثت بغضب قائله:وايه مالك لابس ومتشيك كده ليه.. ده انت نازل تحت وطالع.
نظر لها نظره اخرستها وفتح الباب ونزل سريعاً.
خرج من المصعد امام شقة والده وجد مالك يقف وغضب العالم على وجهه عاقدا ذراعيه على صدره ويقف معطى ظهره بشموخ ووقار ولكنه يراقبها بطرف عينه. وقف فى حيره وهو يرى جورى تحاول استرضاؤ ابنه الغاضب. رفع حاجبه باستنكار قائلا:فى ايه.
جورى :عمو يونس... مالك زعلان منى ومش... قاطعها مالك صارخا :انتى بتكلميه ليه... ها... مش قولت ماتكلميش مع رجاله غيرى.. يعني مش كفاية الى عملتيه.. بدل ماتصلحيه بتعكيها اكتر.
يونس بزهول:فى ايه ده انا عمها.
مالك:بس راجل غريب.. ممنوع تتكلم مع اى حد غيرى مفهوم.
جورى:طب اعمل كده وتصالحنى.
مالك:لا انا لسه مضايق منك. ومش سهل كده اصالحك.. إلى عملتيه مش شويه ياهانم. زمت شفتيها ببراءه داعبت قلبه ولكنه حاول الصمود بشموخ.
يونس:يابنى هى عملت ايه لكل ده.
مالك بغضب:أسأل الهانم... الهانم الى نزلت وجدو فتحلها حضنوا راحت دخلت فى حضنه جرى.. حط نفسك مكانى كده... داخل فى امان الله والاقى الهانم فى حضن راجل تانى. انفجر يونس ضاحكا بينما مالك استشاط غضبا ثم قال:ممكن افهم ايه اللي بيضحك اووى كده.
يونس:هههههههه..... اموت واعرف انت ازاى كده... يابنى ده جدها... يحضنها عادى.
جورى:اه شوفت قوله ياعمو. قبض مالك على ذراعها قائلا:انا مش قولت ماتكلميش رجاله غيرى.
جورى:حاضر.. حاضر... بس صالحنى بقا... جورى مش عايزه مالك يكون زعلان منها. نظر لها بعشق ثم ابتسم وقال :هو مالك يقدر يزعل من وردة الجورى بتاعته. ابتسمت له باتساع ثم امسك كف يدها وهو يسحبها معه كى يشترى لها الشوكولا. نظر يونس لاثرهم بزهول قائلاً :انا عمرى ماشوفت كده فى حياتى... ولا هشوف. ثم تذكر امر عقد القران فدخل سريعاً وهو يضحك على ابنه المتملك تملك غريب من وجهة نظره ولا يعلم ممن اكتسب هذه الصفا.
فى الداخل كان يجلس كريم اخ شهد وزوج ملك وكامل وعزيزه. القى السلام عليهم وهو سعيد جداً بداخله. ثوانى وحضر المأذون وقام كريم باستدعاء شهد. بعد دقائق فتح باب المصعد وخرجت ملك تعقبها شهد وهى لا تعلم هل ماتفعله صحيح ام ماذا لكنها قد سبق ووافقت لا تستطيع التراجع الآن.
دخلت شهد عليهم وألقت السلام بصوتها العذب ذو البحه المميزه. وتلاقت اعينهم وجدته يتطلع لها بنظره لأول مره تراها بعينه وكأنه استباح وحلل لنفسه الان النظر إليها.. نظرته كانت ذان معنى.. والمعنى واضح جداً (دقائق وستصبحين زوجتى وعلى أسمى) اشاحت بنظرها سريعا عنه وجلست بجوار ملك وكريم.
شعور غريب وهى تستمع لكلمات المأذون ويونس يرددها خلفه.. فما يحدث الان ولا فى الحلام.. يونس يردد خلف المأذون ويطلبها لنفسه وبنفسه. شردت وهى تتذكر سعد وهو يردد خلف المأذون ويبتسم ويغمز لها بعينيه. استفاقت من شرودها على صوته :وانا قبلت زواجها. نظرت لهم بتيه وهى تشعر بالضياع طلب منها المأذون ان توقع على الاوراق بعدما وقع هو. تقدمت وهى تشعر أن ماتفعله خاطئ. ماذا عن سعد... ماذا عن زوجته مروه كيف لها أن تأخذ رجل من بيته وامرءته. لطالما سمعت عن من تخطف زوج من زوجته وبدون الاستماع لأى شئ دائما ما كانت تصنف الزوجه الثانية على انها المجرمة والمخطئه مغوية الرجال. لكن هى استثناء.. ظروف وفاة زوجها من فعلت ذلك. التقتط القلم بيدها وهى تنظر فى وجههم. جميعهم يبتسمون. الجميع موافق على هذه الزيجه ولما تلومهم وهى بالأصل قد سبق ووافقت. كانت تريد القاء القلم والهرب سريعاً. ان تأخذ ابنتها وتهرب بعيداً لكن عادت كلمات كاميليا تتردد فى اذنها فأين المفر من هذا المجتمع. وأخيراً تنهد بارتياح بعدما بدأ القلق يدب قلبه وهو يرى التردد والرفض فى عينيها. تنهد بارتياح بعدما وقعت على كل عقود الزواج. بعد قليل انسحب الجميع تاركين لهم بعض الخصوصية. كانت تجلس بملابس حدادها على زوجها.تفرك يدها معا بتوتر. زاد خفقان قلبه وهو يقترب منها حتى جلس بجوارها. ولاول مره حقا لا يعلم بماذا يتحدث. بعد صمت طال لعشر دقائق حمحم منادياً :شهد. رفعت عينيها وهى تنظر له فالتقت أعينهم فشرد هو فى جمال عينيها التى فعلا تاه بها وتعجب من لونها الفريد وهو في حيره اهى زرقاء ام رصاصى ام مزيج بينهم رسمه عينيها الواسعه وحواحبها المصطفه بعناية.. كل ما أراده الان هو الكشف عن نقابها لكى يرى ما حل له. ايقظه من الشرود فى بحر عينيها ارتفاع رنين هاتفه معلنا عن اتصال. فتح الهاتف وهو مازال محدق فى عينيها الجميله.
يونس:ايوه... اه..... اوكى.. شكرا. وأغلق الخط ثم قال لها :يالا بينا.
شهد بخفوت واستغراب :فين.
يونس:يعني اقل حاجه اعملهالك.. نخرج نتعشى سوا. اقشعر جسدها فور سماع كلامه وفكرة ارتباطهم. كلمة (سوا) هل أصبح من الطبيعى خروجهم سوياً. أرادت الاعتراض وتذكيره بشرطها والذى لا تعلم أنه لا يعلمه. خرجت معه وهى تسير خلفه. فتوقف امام المصعد واستغربت لامره قائلة بصوتها المميز:ايه ده كلها دور واحد.
فتح هو باب المصعد قائلاً :يلا الاسانسير جه خلاص. لا تعلم أنه استغلال المصعد ومساحته الضيقة كى يتمكن من الالتصاق بها كمراهق وليس رجل شارف على الأربعين ومعه زوجته. دخلوا المصعد وهو يشتعل داخليا عندما احتك كتفها به خطأ واحس بنعومته وطراوته. عبيرها الناعم وهى بهذا القرب المهلك منه. سب وشتم عندما وصل المصعد سريعاً فهو لم يتخذ ثوانى للنزول لمدخل البنايه.تقدم وهى خلفه باتجاه سيارته ولكن تفاجئوا بمروه وهى ترتدى فستان ارستقراطى باهظ الثمن يضيق عليها. قصير حتى ركبتيها وهى فى ابهه زينه. ترتدى عقد من الالماس وكعب عالى زاد طولها طولا. اقتربت من يونس بدلال جديد عليها قائله:حبيبى اتاخرت ليه.. مش قولتلى البس على طول. نظر لها بتفاجئ فهو لم يفعل ذلك مطلقا وكل تفكيره ماذا ستفكر تلك الصغيره التى تقف خلفه وهي ترى زوجة زوجها بهذا الشكل. اما شهد فلا تنكر انها غضبت كثيراً ولكنها شعرت بالحرج كونها ستقاسم زوجته عشائها معه معتقده ان مروه هى الاحق به. شعرت بالحرج وهى تشعر بانها المتطفله على حياته هو وزوجته. ابتسمت مروه بخبث وهى تشرد فيما مضى وهى تستمع لزوجها وهو يقوم بحجز عشاء رومانسى لفردين وكيف انها استشاطت غضبا وقامت بالاتصال على غاده شقيقتها وهى من نصحتها بهذه الفكره الخبيثه.
نفذت نصيحة اختها بالحرف وصعدت سريعاً للسياره ولم تطرق ليونس الفرصه للاعتراض او الحديث وصعدت هى بجانبه بكل غرور برساله واضحه جدا لتلك التي تشعر بالحرج الشديد. صعد سيارته محتلا مقعد القيادة بجوار مروه وهو يصطك على أسنانه بغضب وهو يقترب منها قائلاً :انا هحاول على اد ما اقدر اراعى شعورك وانك غيرانه بس ماتختبريش صبرى كتير عشان رد فعلى هيبقى صعب اووى.. وخليكى عارفه ان الى عملتيه ده مش هيعدى عادى كده. ابتسمت له مدعيه الخجل وكأنها تستمع لكلملات غزل من زوجها لكى توهم بذلك تلك التي تجلس بالخلف مستغلة قربه الشديد منها هامسا باذنها
اما شهد فكانت تجلس وهى تشعر بالاستياء والعضب لا تعترض على كونه اصطحب مروه للعشاء ولكن لما اقحمها بينهم. تشعر بالتهميش والمهانه والاستياء من حالها لأنها لم تملك الفرصه للرفض. لم تكن مهمشه يوما ولا تحب أن تكون في الهامش فهى على الرغم من يتمها كانت مدلله اخيها ومن بعده زوجها الحنون سعد الذى كان يعاملها وكأنها ابنته واميرته ولكن الآن ماذا فعلت بنفسها وهى ترى حالها كنكره اصطحبها شيقيق زوجها مضطرا وهو ذاهب فى عشاء رومانسى مع زوجته تجلس بالخلف تستمع لثرثرة مروه مع يونس. تشعر أنها بموافتها على هذه الزيجه قد فتحت على نفسها بابا من الذل والتهميش بدلاً من أن تتجنب صعوبات المجتمع. بينما هو لا يصغى لثرثرة مروه الغريبه والجديدة كليا عليها وهى تتحدث عن شهر عسلهم وتذكره بالهدايا الباهظة التى ابتاعها لها. فقد كان يسترق النظر لعينى تلك الشارده بالخلف. عينيها التى اسرته صريعا لها. فاقت من شرودها على توقف السياره امام احد المطاعم الفاخره المطله على النيل. نزلت بهدوء ووقفت خلفهم وهى ترى مروه قد اسرعت وتابطت ذراع يونس وسارت يغرور اما هو فلم يشعر ماذا يفعل فهذه زوجته على الرغم من تطفلها وموقفها الغريب لكنه مراعى شعورها اما تلك فهى حقا لا ذنب لها نظر لها وهو يرى الحزن فى عينيها الجميله جداً. ارغم نفسه على السير للداخل فسارت هى خلفهم وهى تشعر بازلال لم تشعر به من قبل. دلفوا للداخل واستقبلهم صاحب المكان ويبدو أنه وزوجته قد ارتادوا هذا المكان وكم شعرت بالغضب وهو تراه يصطحبها لمكانه المفضل مع زوجته لا تعلم ان مروه جاءت معه مره واحده وقد اصطحبها مضطرا لعشاء عمل وقد اعجبت هى بالمكان فاصبحت ترتاده كثيراً وقد عرفها المالك منذ ذلك العشاء وأصبحت معروفه فيه.
وفى مكان مخصص تم حجزه مسبقا من قبل يونس كانت طاوله فى مكان بعيد عن التجمع مع شموع هادئة ومقعدين لفردين فقط. فهتفت مروه بدلع قائلة :واو يا يونس... دايما كده رومانسى. نظر لها نظرة ارجفتها بينما الأخرى يتاكلها الغضب والندم على هذه المهانه وهذه الزيجه. وسريعا سريعا جلست مروه على احد المقاعد بينما قالت لشهد بمهانه:روحى هاتيلك كرسى تقعدى عليه. احمر وجه شهد وهى تشعر بالاختناق والاهانه
يونس بغضب:مروه الزمى حدودك.
مروه برقة مصطنعه :ايه ياحبيبى.. انا بس حسيت شكلها وحش اووى وهى واقفه كده ومافيش غير كرسيين لينا.
اغمضت عينيها بألم وذل ونظرت له نظره احرقته وكأنه تخبره ما الداعى لكل ذلك.
اقترب منها قائلا بفحيح:قولتلك ماتختبريش صبرى اكتر من كده انا مراعى مشاعرك وانتى مش بتراعى مشاعر حد. ثم ابتعد هاتفا بحده وعضب:مروة العشا ده ليا انا وشهد وانتى اللى ضيفه عليها مش هى فلو سمحتي تسكتى خالص. رقص قلب شهد فرحا ونظرت له بامتنان وهو يبتسم بعدما فهم نظراته بينما الأخرى تشتعل غضبا وتوعد لتلك الشهد. وبعدما أمر يونس احد العاملين بإضافة مقعد له وطلب لشهد طعاما على زوقه وهى تقبلته منه بابتسامه خلف نقابها ولكنه شعر بها. وأثناء العشاء تقدم احد الشباب وهو يصطحب زوجته ولم يكن غير مدحت ظابط جيش وزميل سعد وعلى علاقه بيونس فتقدم منه مصافحا اياه
مدحت:يونس بيه... ازيك يا راجل. عاش من شافك.
يونس بابتسامة :ازيك يامدحت انت اللى مختفى.
نظر مدحت لمروه قائلاً :المدام صح. فاجبت بثقة وغرور قائله :ايوه انا. اهلا بيك. ابتسم له واتسعت عينيه فرحا وهو يرى شهد التى يعلمها من عينيها عن ظهر قلب. وزوجته جانبه تنظر لها عضبا وحقدا فهتف هو مخاطبا يونس:مش دى شهد مرات سعد. احتدت اعين يونس من منادتها كزوجه لاخيه وهو يشعر ببداية نيران تملكه تشتعل.....ونكمل الحلقه بعد التفاع
🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎الجزء الرابع
احتدت نظراته بغضب عاصف لاول مره يشعر به... لم يتوقع انه من الممكن أن يكون عصبى بهذه الطريقه ولكن نظراته تلك الموجه لهذه الصغيره حقاً تجعل الدماء تغلى بعروقه.
يونس:لأ... مدام شهد تبقى مراتى انا.
قالها بمنتهى التملك والتأكيد وهو يضغط على كل حرف.
بهت وجه مدحت كليا وتبادل النظرات بينه وبين يونس وشهد التى كانت تنظر أرضا تشعر بالحرج تماماً. لا تعرف لما تشعر بالحرج الشديد وأيضاً لا تعلم اى تفسير لنظرات يونس الغاضبه هذه.
نطق مدحت اخيرا وهو يحاول استجماع صوته قائلا :اززاى.. وو.. وامتى.
يونس بغضب:هو الى ازاى... مراتى... اتجوزنا النهاردة.
تنفست زوجة مدحت الصعداء وارتاحت معالم وجهها وقد لاحظ يونس ذلك بعيون الصقر كذلك لاحظ النيران المستعره باعين مدحت.
مدحت:مبروك عليك يا يونس بيه.
ومد يده بمجامله فصافحه يونس وهو ينظر له بجمود يخفى خلفه غيره جديده عليه كليا.
بعد مصافحة يونس مد يده لمروه يصافحها بمجامله هى الاخرى ومن بعده زوجته ثم توجه بالسلام بكل شوق وحب لشهد التى مدت يدها على استحياء منه ولكن باغتها يونس وهو يلتقط يد مدحت للسلام بدلاً منها. نظرت له بعضب وهى حقا مستغربه جدا من تصرفاته. أما مروة فكانت تغلى عضبا وحقدا وهى تراه يغار على تلك الشهد بينما لم يمانع من سلام هذا الرجل منها هى وهى أيضا زوجته وام ابنه ومنذ زمن وليست مثل تلك التى لم يمضى على زواجهم ثلاث ساعات ويغار وهى معه من اكثر من أربعة عشر عاما ولم ترى ولو وميض من هذه الغيره.
كان مدحت يقف وهو ينظر ليونس بحقد وغيره مع الغضب الشديد لأنه منعه حتى من وصلة السلام عليها... حتى السلام استكثره عليه.. منعه عن السلام على من عشق.. على نبض قلبه وجنونه. عشقها منذ ان وقعت عينه عليها ولكن سعد كان الاسرع فى كل شئ واختطفها منه ومن الجميع وحينما علم بوفاة سعد... لم ترمش له عين لصديقه ولكن اول مافكر به انها اصبحت خاليه... يمكنه اقتناصها لنفسه... يمكنه احياء حبه وعشقه وتعويض سنوات عمره التى ضاعت مع تلك التى لا تهتم سوى بالتطاول على الناس برتبة زوجها بالجيش. ولكن ماذا حدث. جاء اخاه واقتنصها لنفسه هو الاخر ومن لا بقتنص شهد من هذا الذى سيترك تلك الفرصه. لكنه لن ييأس لن يستسلم.
نظر لها قائلا بعيون تنطق عشقا :لو احتاجتى اى حاجه يا شهد اروجوكى.. ارجوكى كلمينى.
لم يستطع التحمل اكثر من ذلك.. حاول فعلا لكنه لم يستطيع وبثانيه واحده انقض على مدحت وهو يقبض عليه من ياقه قميصه وسط زعر زوجته وشهد التى شهقت وهى تضع يديها على خديها فبدت أكثر واكثر لطافه.
يونس بغضب وغيره:اسمها مدام يونس العامرى فاهم.. اسمها ده مايتنطقش على لسانك انت فاهم... وحذارى...حذاري اشوفك فى مكان هى فيه... انت سامع.
هدر الاخيره بغضب صم جميع من بالمكان نظر مدحت له بغضب وتحدى ثم نظر اخيرا لشهد وهو يمنى نفسه بلقاء قريب ولن يتركها ابدا الا بعدما بطلقها من هذا الضخم وياخذها لنفسه
تحرك بغضب تاركا يونس يغلى من الغيره.
جلس على المقعد بجوارها قائلاً بحده :يعرفك منين.
شهد بغضب :ايه يعرفك منين دى.
يونس بغيره :ردى على سؤالي... يعرفك منين... ده عرفك من.... نظر لها بهيام وعشق قائلا :من عنيكى.
ابتسم بداخله بسخريه فعيونها لا يوجد لها مثيل كيف لا يميزها بها وهو قد غرق بها موتا أيضاً.
شهد بخجل:ماهو... احمم... ماهو عارفنى من قبل ما انتقب.
احتدت عينه باحمرار من كثرة الغضب :نعععععععم..... ازاى.
شهد بتلعثم :ماهو... انا اتعرفت عليه هو وسعد في نفس الخناقه.
قطب حاجبيه بجهل قائلاً :خناقه.... خناقة ايه.
شهد :هو حضرتك ماتعرفش انا اتعرفت على سعد ازاى.
يونس وهو مازال بغضبه:لا.
شهد :انا اتعرفت عليه فى خناقه لان كان فى واحد بيحاول يدخلني لعربيته بالعافيه وصوت لحد ما الناس اتلمت ولحقونى وروحنا القسم وسعد كان هناك. وبعدها جه خطبنى على طول بعد ما سأل عليا واهلى اصروا انى انتقب حتى وكيل النيابه كمان اقترح عليهم كده كحل يعنى.
تصاعدت النيران داخله بغضب فهذا المدحت يعرف معالم زوجته وهو لا.. يا للعجب... ولكن اهدء يونس.. اهدء لما كل هذا الغضب لما... مهلاً مهلا... مروه.. مروه هنا. تذكرها من نظرات تلك الطفلة المرتبكه وهى تنظر لها فاستعاد عقله انهة مازالت معهم نظر لوجهها المحتقن بالغيره والحقد وزفر بغضب ولكن لا بأس فسينفرد بها بعد قليل في منزلهم.
تنهد بعمق وقال لهم وهو يقف:يالا بينا. ثم نظر لأحد الجارسونات طالبا الحساب.
وقف بشموخ وهيبه فوقفت مروه على الفور وتأبطت ذراعيه بزهو ولكنها تحاول ان تخفى غضبها وحقدها فهى لم يخفى عليها نظرات الغيره والتملك التى تنطق بها أعين زوجها منذ قليل.
نظر خلفه لها وجدها تنظر لهم باستياء حقا هذا العشاء كان اكثر من مخجل بالنسبة لها وترى انه من الافضل ان لا تأتى وتتطفل عليه وعلى زوجته. فهم نظراتها جيداً ولكنها تابعت سيرها خلفهم بصمت وهو يمنى نفسه بمصالحتها... وربما ليله ساخنه له معها. عند هذه الفكرة واشتعل جسده مطالبا بها.. ترى ماهو شكلها.. ترى ماهيئة..... مهلا يونس مهلاً اصبحت منحرفا جدا.
وصلوا المنزل وصعدوا للطابق الثانى حيث تجلس جورى بجوار مالك الذى يحول بينها وبين الجميع.
كامل بنفاذ صبر:يابنى بقا ما ينفعش كده.
مالك بزهو:ده اللى عندى... ممنوع تقرب منها.
عزيزه:واد يا مالك... ده جدها... مش هنخلص بقا من خنقاتكوا دى.
مالك:تيتا.... انتى اخر واحده تتكلمى ده انا لسه عامل معاكى واجب وعليه المفروض ماتحاوليش تقربى منها شهرين قدام.
عزيزه بصدمه:كل ده عشان سرحتلها شعرها.
مالك بتملك:وهو ده شويه.... ده سبحان من سكتنى عليكر بس عشان بس مش بعرف اسرح... بس ماعلش هتعلم عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى.
قال الاخيره وهو ينظر لها ويبتسم بصدق وهى تبتسم له أيضا ببراءة.
ريهام :طب انا طيب يا مالك.
مالك:عمتو انتى حبيبتى وبحبك... بس بعيد عن جورى.
نظروا له وهم يتنهدوا بيأس فهم يحاولون معه من فتره ولكنه مازال على موقفه المتملك.
دخل يونس مع مروه وشهد فركضت جورى بسعادة لشهد التى فتحت لها ذراعيها بحنان وسعادة. نظر يونس لأول مرة لجورى بغيره شديدة. ولكن لا بأس فهو سيمرمغ نفسه داخل هذا الحضن بعد قليل. ولكن مالك صاح بغضب :جوووورى... ثانيه واحده وتبقى جنبى حالا.
هزت شهد رأسها بيأس ثم اقتربت منه ومعها جورى وهى تتحدث له بحنان ونعومه:ايه يا مالك حتى انا.
نظر لها بهدوء فهو يعلم كم هى حنونه معه حتى اكثر من والدته فقال :كفايه بسيبها تنام معاكى بالليل.
ضحكت بمرح شرح صدر يونس قائله :امال هتنام فين... انا الى امها على فكره.
مالك:شهد.. ماتعصبنيش.
يونس بحده :ولد... احترم الى اكبر منك.. ايه شهد دى.
مالك:أكبر منى... ده هما 9سنين ياوالدى.
نظر له بصدمه وتفاجئ وكأنه كان بحاجه لمن يذكره طفله...حقا طفله وهى قريبه جداً بالعمر من ابنه وعند هذه النقطه نظر بغيره ليدها الموضوعة بحنان على كتف ابنه.. ولكنه حاول دفن هذا الشعور بقوه متظاهرا بالقوة والتماسك.
شهد:طيب بعد اذنك يا لوكا هاخد بقا جورى عشان ننام.
ابتسم لها مالك قائلا :لأ.
شهد بصدمه :نعم.. ليه.
مالك:لسه بدرى... وكمان انا مش مستحمل انها تنام بعيد عنى.
كان يستمع لهم وهو في عالم اخر أخرجه منه والده وهو يناديه قائلاً :يونس... يونس.
انتبه له قائلاً :نعم.. نعم سيادة اللوا.
كامل بحرج وهو يتبادل النظرات مع عزيزه قائلاً :عايزك جوا ثواني.
نظرت لهم مروه بابتسامه خبيثه وهى تعلم بماذا سيخبره والده.
اما شهد فبمجرد دخوله غرفه المكتب مع والده اخذت جورى وذهبت لاعلى سريعاً.
بالداخل انتفض من مقعده بحده وغضب :ايه... ايه اللي بتقولو ده يا بابا.
كامل بقلة حيله:زى ما سمعت يابنى.
يونس بدون حياء لاول مره أمام والده :لكن ازاى.. ده حقى..... ولازم اخده.
نظر كامل بتفاجئ فمنذ متى وهو يتحدث هكذا.. ويعلن عن رغبته بها علنا وامام والده وهو دائما كان الابن الوقور ورجل الأعمال ذو الهيبه والشموخ.
خرج من غرفة والده وهو يزفر بعضب وينوى الحديث معها أو حتى اخذها غصبا.. ولكن لا يا يونس فأنت لن تفرض نفسك عليها أبدا.
نظر حولها ولم يجدها سأل عنها فاجابته مروه بخبث:طلعت واخدت بنتها وقالت هيناموا فى حضن بعض.
نظرت له وهى ترى احتقان عينيه بغضب وهو يحقد على ابنة اخيه والتى ستنعم بحضن والدتها الذى كان يمنى نفسه به منذ قليل قبل أن تهدم كل أحلامه عندما علم بشرطها اللعين هذا.
وبكل غباء تحركت مروه بغرور ولم تكلف نفسها محاولة تدليل زوجها فهو سيأتى خلفها بلا مجهود يذكر فلا مأوى لديه الان غيرها.
مرت الأيام وشهد ترتدى النقاب دائما في وجود يونس غير معترفه به زوجا لها مما اغضب يونس كثيراً ولكن صمت... ولا يعلم لما صمت.
لكنه عيناها... واااااااااااه من عيناها التى جعلت النوم يجافيه.. كلما اغمض عينيه تذكرها.. كلما تقابلوا تتعلق عينه بعينيها ولما لا فهى الشئ الوحيد الظاهر له منها.
كان يدقق فى كل تفاصيلها.. حنانها ومعاملتها الجميله لامه وأبيه.. صداقتها هى واخته.. حنانها الذى تغرق به ابنه وكم غار من ابنه ومن دلالها له ومزاحهم معا.
لكنه للان لم يراها.. رغم أنها زوجته.
فى مساء يوم الخميس كانت ملك اختها قد جاءت لزيارتها وجلست معهم ريهام يتسامرون ويمزحون وقامت شهد لجلب بعض المسليات.
اشارت لها ملك بعينيها بغمزه قائله:لسه ما شافهاش.
ريهام :لسه.
ملك :ومروه طبعا مش عاتقاها.
ريهام بحزن:لأ.
ملك:يبقى نخليه يشوفها.
ريهام بخبث:قول يا معلمى قووول خلى ابليس يتعلم... انا معاك فى اى حاجة.
ملك بدهاء:مش بكره الجمعه وبتتجمعوا كلكوا.
ريهام :اه.
ملك :طب اسمعى بقى.....
فى صباح يوم الجمعة وكالعادة قامت شهد بطهو الطعام مع ريهام وعزيزه فقط اما مروه فلم تأتي بعد وبالطبع ستأتي وهى تتأبط زراع زوجها بكل غرور وتجلس تنتظر شهد وريهام يضعون الطعام كالخدم وهى تضع قدم فوق قدم.
وضعوا الطعام فى الفرن ووقفوا فى انتظار نضجه.
ريهام :خلاص يا شوشو... احنا كده خلصنا... اطلعى انتى خدى دش وتعالى يالا.
شهد :طب اجهز معاكى السفره.
ريهام :يابت خلصنا خلاص هعملها انا.... مانتى عملتى معايا الاكل كله اهو... هى السفره شغلانه.. يالا.... ريحتك كلها اكل الصراحه.
شهد:هههههههه ومين سمعك ده انا مش طايقه ريحتى... هطلع اخد دش وانتى خلى بالك من جورى.
ريهام بمرح:اخلى بالى من اى حاجة إلا جورى.... انا مش اد مالك.
ضحكت شهد بصخب واتجهت لشقتها كى تنعم بحمام منعش.
بالاسفل حضر يونس ومروه تتعلق به كالعلقه. ظل يجوب بعينه يمينا ويسارا يبحث عنها. ذات العيون القاتله ولكن اين هى.
لاحظ الجميع نظرات عينه التى تبحث عنها فظلت مروه تهز قدميها بعصبيه وغيره.
وضعت ريهام وعزيزه الطعام ومروه مازالت جالسه تضع قدم فوق الاخره بغيره وهى ترى زوجها مازال يبحث عنها الى ان نطق اخيرا بحرج:اححمم.. امى... هى شهد فين.
ابتسمع الجميع بتسليه فأجابت ريهام بمكر:طلعت تاخد شور يا ابيه... اصلها تعبت اووى فى عمايل الاكل النهاردة وهى بتحب دايماً تبقى ريحتها حلوه... فلللللله.
قالت الاخيره بغمزه عين وتأكيد لهذا الذى اشتعل جسده بها من جديد.. مجرد حديث اخته عن عبيرها الاخاذ أشعل جسده بها.. ولكن اين هى.. مهلا.. لقد تعبت اليوم كثيراً.. فل تأتى فقط وساريحها بين ذراعى جيداً ولكن......
توقف عقله عن التفكير والتخيل عندما فتح باب المصعد وخرجت منه بزيها الاسود مما اغضبه كثيراً وشبت نار الغيره بصدره فهى مازالت ترتدى ملابس الحداد على سعد.
التقت عيناهم فنظر لها بغيره وغضب ولكن بالنسبة لها نظراته غير مفهومة ولا تعلم لما ينظر لها هكذا.
انتهى الطعام بين حنان شهد على طفلتها ومالك ايضا ومعاملاتها الرقيقة مع الجميع وتحاشيها النظر او التعامل مع يونس مما زاد غضبه وغيرته عليها فلم يخفى عليه حنانها ورقتها وشخصيتها الجميله جدا مع الجميع ماعداه هو فقط.
جلس في الشرفة يحتسى القهوة مع والديه ومروه التى جلست تضع قدم على قدم وتحتسى القهوه وكأنها سيدة القصر.
انتهت شهد من غسل يديها ووقفت تنظر بابتسامة لمالك الذى رفض ان تغسل هى يدى جورى ووقف هو بكل حب وحنان واهتمام يغسل هو لها يديها.
تقدمت ريهام منها بمكر قائله:شوشو... تعالى اوريكى الحاجات اللي اشتريتها.
ذهبت معها بحماس طفولى ودخلت غرفتها.
ريهام :بصى ده.
شهد :واااااو..... جامد.
ريهام :وبصى الفستانين دول.
شهد :حلوين اووى... مبروك عليكى.
ريهام :لأ حاسه انه مش حلو.
شهد :لا والله حلو خالص.
ريهام :مش عارفة يمكن لو شفته على حد قدامى اقدر احكم اكتر. انتى عارفه الحاجة لما بنشوفها ملبوسه قدامنا بنعرف نحكم اكتر.
شهد :لا ده بتاعك انتى... ماينفعش.
ريهام :يالا بقا... مانا صاحبته وانا الى بقولك يالا كمان عشان ماما تشوفه وتحكم اخده ولا ارجعه.
شهد:اوكى.
ريهام :يالا قيسيه وانا هشوف لو يونس مش برا هندهلك عشان كمان بابا يشوفوا.
فى الشرفه دخلت ريهام وطلبت من والدتها القدوم لرؤيه الفستان وخرجوا يطريقه تلفت النظر.
ذهبت سريعا وطلبت من شهد الخروج. فخرجت وهى مطمئنه ان يونس قد غادر والا لما نادتها.
كان مازال يحتسى قهوته بتلذذ إلى أن سقط منه لا إراديا وهو يرى امامه هيئه من الجنه.
فتاة أقل مايقال عنها بديعه... ترتدى فستان كت من اللون العنابى مما اضفى على بشرتها سحر ولمعان خاص بفتحة صدر كبيره يظهر منه صدرها المنتفخ ناصع البياض بطريقه تسبب الشلل. جسد اسطورى اشعله حقا.
رفع نظره الى وجهها... واااااااااااه من وجهها الجميل شفتيها التى تدعوك بإلحاح لالتهامها. ووجنتيها ذات اللون الوردي الجميل وانفها الصغير وعيونها اااه من عيونها.. ولكن مهلا... يشعر انه يعرف هذه العيون.. نزل بعينه مره اخرى الى جسدها الرهيب وساقيها الملفوفه ناصعه البياض.. من هذه.. من هذه.. من هذه... نطق بصوت مزهول :مين دى.
كامل بضحك:ههههههه... بتسأل ليه.
يونس بزهول وجسد مشتعل :هتجوزها.... والله اكتب عليها حالا.
كانت مروه تستمع لهم بوجه محتقن من الحقد والغيره وهى تدعى عليها ان تتشوه.
كامل :ههههههه يا خساره... بس هى متجوزه.
يونس ببلاهه وجنون وإصرار :مش مهم... اطلقها منه واتجوزها انا... انا يونس العامرى مافيش حاجة تستعصى عليا.
كامل بهتسريها الضحك:هههههههههه... طب خلاص.. ههههههه.. طلقها بقا.. هههههههه.. عشان تتجوزها تانى.
نظر له بعدم استيعاب إلى أن قال والده :ههههههههه... هو انت كل ده ماكنتش شوفت شهد.
صعقه وصدمه.. نظر مجدداً إلى عيناها.. هى.. هى.. هى. نعم هى نفس العينان التى سرقت من جفونه النوم.. ولكنه ابدا لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال أبدا.. اساسا لم يتوقع ان يوجد على الأرض ومن بين الخلق جمال كهذا ابدا.
لكنه قد تملك منه الغضب بشده.
كل هذا الجمال له ومن حقه وهى تخفيه عنه.. مهلاً مهلاً.. تظهر امامهم بهذه الهيئه وهو لا.. كيف يراها أحد بهذه الهيئه اصلاً هل جنت تلك الساحرة الصغيره..
خرج من الشرفه بغضب واتجه اليها حيث تقف وهى تدور حول نفسها وتريهم الفستان عليها من جميع الجوانب وكلما اقترب زاد جمالها وازاد اشتعاله أكثر.. شهقت بفزع وخجل وهى تراه موجود وقد رأها بهذه الهيئة تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها.
قبض على معصمها وسحبه خلفه بغيره وتملك جحيمى.
اما ريهام فالتقطت هاتقها وقامت بمراسلة ملك عبر الوتساب قائله:حصل يا بوص.
*************************
🤎دمتم ساالمين 🤎...