روية شهد حياتي الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 بقلم سوما العربي

روية شهد حياتي
الفصل الثاني والعشرون 22
والثالث والعشرون 23
بقلم سوما العربي


تنظر لهم بشراسه تنتظر اجابه في التو.

التفتت لها نادين بابتسامة سامجه على اعتقاد انها إحدى اقارب يونس ولابد من بعض التودد:انا نادين.. دكتووره نادين.. كنا انا ويونس زملا جداً جداً ايام الجامعه.

قالت الاخيره بخجل مصطنع يوصل رساله محددة وقد فهمته شهد فرفعت حاجبها وهى تقضم شفتيها بغيظ.

ابتلع ريقه وهو يشعر بنيران تنطلق من عينيها تجاهه. هذه النادين لم تترك له فرصه للحديث قائله:مش هتعرفنى عليها يا يونس... اختك دى صح... امممم ريهام مش كده. التفت لها قائله برقه مصطنعه:اصلى انا اعرف عيله يونس كلهم من كتر علاوة يونس عندى.

ابتسمت شهد بشر وقالت:اه انا اخته.

حجظت عيون يونس وقال بقوه فهو يعلم ما يدور الآن في ذهن صغيرته الشريرة وكيف ستنتقم منه :لالا اختى ايه.. مش اختى.. دى م... قاطعته بشر واصرار:ايه يا ابيه يونس مش هتعرف اختك بصحاب الدراسة.

يونس بغيظ:ابيه ايه انتى كمان.. شه... قاطعته ثانية وقالت بسماجه مصطنعه دور الاخت المرحه لنادين:وانتو بقا كنتوا صحاب بس.. ولا حاجة تانية.

ابتسمت نادين بخبث خفيه وهى تنظر أرضا تصطنع الخجل وهمت للحديث فقال يونس:لأ لأ مافيش بنا... قاطعته نادين :ايه يا يونس.. ريهام مش غريبه.. انا حبيتها اوى ليه مكسوف تقولها هو الحب حاجة تكسف.
شهد بشر وغيظ:حب!؟!
يونس مصححا بخوف:حب ايه بس.. انا هفهمك. 
شهد بابتسامه تخفى شرا كبير:استنى انت يا ابيه تعالى.. تعالي يا حبيبتي اقعدى جنبى. 

قالت الاخيره وهى تتحدث من بين اسنانها بغيره وكره وغيظ. 
يونس بغضب:ابيه ايه انتى كمان انتى استحلتيها. 
شهد متجاهله اياه وكل تركيزه مع تلك النادين فقالت من بين أسنانها مجددا :تعالى.. تعالي اقعدى جنبى ده انا حبيتشك اووى. 

اقتربت نادين برقة مصطنع وجلست حيث تشير شهد بشر تحاول إخفاءه بابتسامة مصطنعه ويونس يضع يده على رأسه بضياع يقرأ الفاتحه مقدما على روحه. 

يقود عز سيارته بضيق وسرعة. أصبحت تحتل كل تفكيره.. ماذا يفعل.. باى حجه يذهب لفيلا العامرى كى يراها. 

هدء من سرعته وهو يقترب من محيط فيلتهم عله يلمح اى شئ. 
وقف باص مدرسة جورى ومالك فترجل مالك اولا وهو غاضب بالطبع من جوريته وكثرة صداقتها وانزلها بعده بعنايه وهى تبتسم ببراءه تلوح لاصدقاءها بفرحة وشقاوه. رمق الباص المتحرك بغيظ وقال:خلاص مشيو. 
نظرت له وجدته عابس فقالت:ماعملتش حاجة. 
مالك:مين الواد إلى كام بشاور مع صحباتك ده. 
جورى مبتسمة بحماس طفولى:ده زين. 
مالك لنفسه:وكمان اسمه حلو. 
نظر لها وقال:وعرفتيه منين مش اتفقنا بنات بس... ولا ارجع فى كلامى زى الاول ولا يبقى ولاد ولا بنات. 
جورى :ده توأم زينه صاحبتى.وتحركت وهى تنفخ وجنتيها بغضب متمتمه بصوت مسموع:اوووف... كل حاجه لأ يا جورى لأ ياجورى... جورى زهقت. 

ترجل عز من سيارته سريعا وتقدم لهم وقال مبتسماً :ازيك يا جورى.. عامله ايه... فكرانى. 
جورى وقد ذهب غضبها بسرعه وطفوله فابتسمت بحماس قائله:ايوه طبعا فكراك.. مش انت عمو عز الى ساكن جنبنا.. بابا أدهم وحنين. 
مالك متدخلا:ادهم مين. 
عز مبتسماً :ابنى. 
رفع مالك حاجبه بعدم رضا. تنحنح عز قائلاً :احمم. اا. وانتى يا جورى ليه مافيش حد مستنيكى فين مامى ولا خالتو ملك. 
جورى بحزن:مامى تعبانه. 
عز مقتربا من هدفه:وخالتو ملك. 
جورى:رجعت البلد تانى. 

تنهد بضيق وقال:طيب ادخلى بسرعة يالا عشان ماتتاخريش... يالا باى. 
جورى ببراءه :باااى.. وسلملى على ادهم وحنين كتير.. باااااااااى. 
كانت تلوح له بحماس وصوت عاالى وهو يتحرك لداخل بيته حتى اختفى وجدت مالك على يمينها محتقن الوجه ينظر لها بغضب فقالت بسرعه :جعانه اوى يا لوكه. ثم ركضت للداخل بسرعه وهو يسير خلفها متوعدا. 

تنظر بشراسه له وهو يقف قليل الحيله. لا يدري ماذا يفعل. هل يذهب لخنق تلك النادين ام يخرس فمها الذى يتحدث عن أشياء كانت من الماضي وكذلك لم تكن بكل هذه المبالغه. إنها تبالغ كثيراً بل وتختلق مواقف من عقلها تزيد لهيب الأجواء. هو لم يكن بكل هذه الرومانسية يوماً معها او مع احد. أساساً لم يعرف للرومانسيه طريق الى مع هذه الشهد الشريره الشرسه.تقول إنها اخته حسنا لقد انتهيت يونس. لا لا شهد طيبة القلب هى فقط تمزح. تمزح؟! كيف ونظراتها الحارقة له يؤكد لنفسه مئه بالمئه انها تفكر بطريقة للقتل تليق بمقامه الرفيع. 

_:يااااااه دى كانت قصه حب اسطوريه بقا. 
نطقت بها شهد بغيظ وشراسه تحاول الابتسام بصعوبة عقب انتهاء نادين من حديثها عن قصة حب ملتهبة. 

ابتسمت نادين تدعى الخجل وقالت:اممم... كل الجامعة كانت عارفة يونس بيحبنى اد ايه. 
شهد وهى تومئ رأسها بسماجه:اه وانا كمان بقيت عارفه. 
نادين:انا حكيتلك عشان حسيتك زى اختى. 
شهد مكمله:الصغيره. 
نادين:ههه اه اه طبعا اختى الصغيره. 
شهد:اه اصل فرق السن بنا كبير يعني.. حتى واضح. 
كبتت نادين حقدها وغيظها بصعوبة وقالت:ههههههه. اه صح بس انا مهتميه بنفسى خالص بشرة وشعر وميك اب و. 
قاطعهتها شهد وهى تمسك خصلات شعرها المصبوغ اصفر:اه ياحبيبتي الصرف باين.
نادين :ايه.. لا ده انا شعرى اشقر اصلاً دى مش صبغه. 

رفع يونس حاجبه من كذبها فهو يعلم لون شعرها الاصلى من ايام الدراسه. 

فقالت شهد :امممم... يبقى اكيد الجدور السمرا دى انتى كنتى صبغاها عشان تعملى لوك جديد صح. 
نظرت لها نادين بحرج لكشفها وقالت:اه.. ااه. ايوه صح برافو عليكى.. ااا.. انا هستاذن بقا عشان فى حالات كتير محتجانى. 
شهد بسخريه:ده انا كنت قربت انسى ان المفروض وراكى عيانين غيرنا.

نادين :اه شوفتى الكلام الحلو نسانى.. انا اصلى حبيتك اوى عشان اخت يونس. 
شهد:اه انا اختك اووى.. اخته لازم يعني. 
يونس بنفاذ صبر:شههههد. 
شهد مصطنعه التافجئ:ابيه يونس.. ده أنا كنت قربت انسى انك موجود. 
نادين باستغراب :شهد مين. 
يونس بضيق:دكتورة نادين اتفضلى حضرتك مش عايزين نعطلك اكتر من كده اكيد سايبه مرضى كتير محتاجينك. 
نادين بميوعه:ايه دكتورة نادين دى يا يويو. 
شهد بغيره:يويو؟!
نادين بدلع:اممم اصلى كنت دايماً ادلعه اقولو يا يويو وهو دايماً كان يقولى يا نادو. 
شهد بتقزز:يويو؟!! ونادو!! ماجمع الا ماوفق. 
يونس بتفاجئ من حديثها:يويو مين يا نادين انا اول مره اسمع الاسم ده. ده لو كان اسم اصلا. 
نادين :ماتتكسفش يا يويو.. اختك خلاص عرفت الى بينا.. وانا حبيتها اووى. 
يونس بغيظ وصراخ:اولا قصدك اللى كان بينا.. ثانيا بقا دى مش اختى. 
نادين بتفاجئ :إيه ازاى. 
يونس بقوه :زى ما سمعتى.. دى مش اختى دى مر.... قاطعته شهد ببرود وسخريه:اصلو بيعتبرنى زى بنته. 

اغمض عينيه وكأن الكهرباء قد انقطعت عن عقله فقال وهو مازال مغمض عينيه ويكور قبضة يده :اخرجى انتى يانادين دلوقتي.. وابقى ابعتيلنا دكتوره جراحه. 

نادين:ليه؟
يونس بقوه وغضب :هتخيط للمدام دماغها. 

خرجت نادين باندهاش وهى تلوح له بحرج مصطنع. اغلق الباب خلفها بغضب ووجه محمر يتوعد لتلك الصغيره. التفت لها وجد الشر يتطاير من عينيها وتنظر له بغيظ. 

تبدل كل توعده لها بتوجس من هيئتها وردة فعلها على ما سمعته. ولكن غضبه منها لايحتمل. 
يونس بغضب :انتى ازاى تقولى إنك اختى.
شهد بشراسه:ايه يا ابيه يويو.. مش كنت تقولى ان حبيبة القلب لسه على تواصل معاك. 
يونس بغضب :ايه ابيه دى الى طلعالى فيها جديد دى. 
شهد ببرود:الله مش اختك وانت اكبر منى بكتير لازم احترم فرق السن. 
يونس بغضب :فرق سن ايه وكلام فارغ انا جوزك وانتى مراتى. 
شهد بحدة :والله... بقى مقضيها وعاملى فيها الراجل الشقيان المكافح.. يا بتاع ناااااادين. 
يونس بعضب:ايه بتاع نادين دى.. وكل الكلام اللي قالته ده تاليف وتحوير.. عمر علاقتى بيها ما كانت كده. كانت ازيذ من الزماله العاديه بشوية. ولو كانت علاقتى بيها بالحرارة الى هى بتتكلم عنها دى عمر ماكان اعز صحابى هيرضى ابدا يتجوزها بعدى. 
شهد بجنون:اااااه... قول بقا ده انت مشروخ من جواك عشان اعز صحابك خانك واتجوزها. 
يونس بجنون من جنانها:مشروخ ايه وخان مين لا طبعا ده اعز صحابي وهيفضل طول عمره كده ولاهو ولا انا شايفين ان جوازه منها فيها حاجة غلط. 

شهد بغضب :بس ده مايمنعش إنك كداب. 
يونس بضيق:شهد ايه اللي بتقوليه ده.. انا بحبك اه لكن انا يونس العامري مش هسمح لحد يقولي كده ابدا حتى لو كان روحى فى ايده زيك. 

شهد بحزن:لا هتسمح يا يونس عشان انت ضحكت عليا.. قولتلى إنك عمرك ما حبيت أبداً وأن انا اول واحدة تعمل فيك كده ماحكتليش عن اى حد قبل كده. 

تنهد بقوه وقال:لا قولت بس انتى ماكنتبش واخده بالك... أو بمعنى اصح ماكنتيش مركزه معايا ومش حطانى من ضمن الاشخاص الأساسية في حياتك.. سمعتى كلامى باهتمام اه بس علمش فى دماغك ولا اتحفر فى مخك لانى ساعتها كنت يونس بيه اخو جوزك. 

نظرت له بصمت وحيره فاكمل متنهدا :فاكره لما كنا في الاوتيل وقعدت احكيلك على حياتى وازاى دخلت طب وانى كنت بشتغل مع الدراسة.
اماءت له بهدوء فاكمل :طب مش فاكره انى ساعتها حكيتلك عن بنت كنت مرتبط بيها بس سيبتها لأن دماغنا ومبادئنا من واحده. طب مش فكرة لما قولتك انها كانت بتقولى ليه تشتغل في البزنس ماحنا ممكن نعمل من الطب فلوس كويسه اوى. 

اتسعت أعين شهد بتذكر وقالت:اااااه.. دى كانت نادين. 
يونس بهدوء:اه هى.. شوفتى بقا انى مش كداب زى ما قولتى وانى سبق وحكيت كل حاجه بصراحة. 

شهد بحزن:اه بس هى بتحكى غير كده.. وبتقول حاجات كتييير.. كنتوا بتلعبوا وتجروا وتتجننوا مع بعض وتاكلوا ايس كريم تحت المطر. 
يونس :طب بزمتك دى هيئة واحد يجرى ويتجنن وياكل ايس كريم تحت المطر. 
نظرت لهيئته وشموخه ولكن قالت :وايه يمنع مالوش علاقة بالهيبه خالص... ماهو اللى بيحب اوى بيتجنن مع حبيبته ومش بيهمه اى حاجة والحاجات دى مش بتقلل من قيمه حد بالعكس. 
يونس بهدوء وقد جلس أمامها على الفراش :صح.. مالوش علاقة والراجل مهما كان سنه او هيبته ومركزه ممكن جدا تجنن مع حبيبته ويشاركها كل حاجه وده مايقلش منه حاجة بس ده لما يكون بيحبها بجنووون. مش علاقة عادية جدا.
التصق اكثر بها وأكمل :انا محبتش حد بجنون غيرك.. ده لو اعتبرنا أن نادين كانت حب اصلاً.. انا معتبر إنك اول حب فى حياتى.. اى حاجة قبل كده ممكن نسميها أن قلبى كان بيجرب يشتغل بس. 

ابتسمت بحرج فقال :يعني زى ماتور العربيه بيشتغل اه بس مش بيمشى غير بالبنزين بيبقى بيسخن الاول.. يعنى مع نادين كان قلبى لسه بيدور ويسخن. 

ابتسمت لتشبهاته الغربية وقالت:انت بتجيب التشبيهات دى منين. 
ابتسم قائلاً :سيبك من تشبيهاتى.. انتى ...قاطعته متذكره بغضب وغيره :لا استنى... دى بتقول انكو دايما بتسالو عن بعض وعمركوا مانسيتوا بعض. ثم اكملت مقلدة صوتها :امممم اصل الحب الاول بيفضل طول العمر هو الحب الحقيقي. 
يونس :ماقولتلك بتألف. 
شهد بقوه:هتألف وانت واقف طب وانت ماكدبتهاش ليه وهى واقفه إلا إذا كان معاها حق فى كل اللى بتقولو. 

صرخ بجنون حقيقى وهو يجذب خصلات شعره:وهو انتو كنتوا سايبنلى فرصه اتكلم.. وكل ما اجى افهمها تقومى مقطعانى.. هو انا عرفت افهمها انك مراتى ولا اوقفها واقولها انتى كدابه.. ولا عارف اخرسك وانتى بتعصبينى وتقولى يا ابيه. 
شهد :مش مصدقه طبعا كنت تقدر تخرسنا احنا الاتنين الا اذا كانت بتقول حاجات حقيقيه يا.. يا ابيه يويو. 

يونس بضيق وغضب:ايه يويو دى.. وبطلى كلمة ابيه دى انتى هتسطعبطى انا جوزك يامدام.
شهد بسخرية شرسه:بس انا بقا عاجبنى دور الاخت اكتر. 
نظر لها بوعيد وقال وهو يهز رأسه:بقا كده... تمام... انا هعرفك دلوقتي انا اخوكى ازاى. 

لم يمهلها وقت حتى لتوقع ما سيفعله إنما انقض عليها يقبلها بقوه وعنف وهى متفاجئه ثم حاولت التمنع لكن لحظه أخرى وذابت معه في قبلته وهى تبادله بنعومه وحراره حين قلل عنفه وحولها لقبله محمومه بنعومه شديدة عندما استشعر استجابتها له وهو يبتسم وسط قبلته بحب ورضا وفخر بحب صغيرته له والتي أصبحت لاتستطيع إخفاءه عنه إنما تغير بشراسه عليه وتذوب معه في سخونة مشاعرهم التى أصبحت مشتركة بقوه. 

دقائق لا يعلمون عددها و قبلتهم تزداد حرارة وشغف. 

حتى صوت الطرقات العالى على الباب لم يستمعوا لها من كثرة انشغالهم ببعض كل بالاخر ينفصل به عن العالم.

فتح الباب ودخل الطارق. فانتبهوا على صوت شهقات فزعه بحرج واخرى بغيظ.

رفع وجهه عنها بصعوبة فاحتدت عينيه بغضب وانزل على حبيبته نقابها بسرعه ونظر مره اخرى بحرج ولكن غضبه اكبر وهو يرى عبدالله ونادين ومى يقفون ثلاثتهم امامه.
عبد الله بحرج متفهما لحرمة صديقه:احنا اسفين بس قولنا نيجى نسلم عليك.. وو.. وخبطنا ماحدش رد خوفنا يكون حصل حاجة وانت مش موجود فافتحنا.

كل هذا ومى تنظر أرضا بحياء من الموقف. أما نادين تنطر لهم باعين جاحظه بغيط وتفاجئ وتخبط فتحدثت :ايه اللي بيحصل ده... انت ازاى..إزاى.. دى... ازاى تعمل كده مع...اختك.

كل هذا ويونس ينظر لهم بغضب وخصوصا عبدالله لأنه رجل ولكن يعلم أنه لم يقصد ولكن لم يشأ أن يراه احد مع زوجته في هذا الوضع فهذا لا يصح.. يعلم أنه لايصح مافعله هو وهو يعلم أنه خارج عرفتهم ومنزلهم ولكن جنان زوجته هو ما اوصله لهذا . وعندما تحدثت نادين وعلى ذكر سيرة اخته نظر لشريرته بغيظ فهى من اقبلت بادعاء هذا. رغم نقابها الذى يغطى وجهها ولكنه قرأ معالم حاجبيها وعينيها التى تنظر له باستمتاع وكأنها تقول :البس يا معلم.

سب تحت انفاسه بتوعد لها ونظر بإتجاه الثلاثة اصدقاءه وقال لنادين من بين أسنانه :اخت مين.. دى شهد.. مراتى.

شهقت بقوه وغيظ قائله:مراتك... مراتك ازاى.. بس هى قالت إنها اختك... و بعدين انا عارفه مراتك.. اسمها مروه من سننا.

يونس بغضب :دى شهد مراتى.. اتحوزنا من فتره وكل الناس عارفه.

نادين :ازاى وليه و قاطعتها مى:مش وقته يانادين.
نظرت لهم جميعا بغضب وشر خصوصا تلك المختفيه تحت النقاب يناظرون بعضهم بنظرات مماثله تماما ونادين تحدث نفسها:شوف البت وخبثها تقولى اخته عشان اقعد اتكلم واحكى ماشى.. بس كويس اتجوز التانيه يعني المبدأ موجود ومافيش مانع من التالته...اه يا لئيمه يا خبيثه ماشى وكمان هو الى كان السبب فى النزيف ازاى ماخدتش بالى ان النزيف بسبب عنف العلاقة.. ماشى.. ماشى.

انتهبت من جديد لهم تستمع لحديث يونس مع مى يرحب بها. وهى أحياناً تستمع لحديثهم وأحيانا أخرى تناظر تلك الخبيثة بنظرات حارقه.

فى المساء
وقف بسيارته أمام باب الفيلا ونظر لها بتوجس لهدوءها الخطير.
داخله شعورين متناقضين الأول غاضب من فعلتها وتكذبيها له وادعاء انها اخته وعدم ثقتها. والشعور الثاني والأكبر هو الفرحة بغيرتها المجنونه التي تعيد له روح الجنون والمشاغبه التي كان قد قارب على نسيانها وهو يجلس بتوجس لا يستطيع تحديد رد فعلها القادم. فروح حبيبته المجنونه المرحه التى كانت قد ماتت مع موت شقيقه قد عادت للظهور من جديد وهذا اسعده بشدة لدرجه طغت على غضبه منها. فجنونها وشقوتها مع سعد كانت معروفه عنها للجميع بشده ورغم ما وصل له بعلاقته معها ولكنه كان يتسائل بين الحين والآخر عن شهد المشاغبه والتى اعتاد السماع عن مشاغبتها مع اخيه من امه او اخته واحيانا كان جنونها يظهر على وجه اخيه من افعالها. وهاهو الان يجلس بلا هواده يتوقع اى شئ منها.

ترجل من سيارته وذهب لفتح الباب لها قابلته البرود والغضب.
زفر بتعب وتركها تهبط وحدها بعدما رفضت يده الممدوده بمساعدة.

تحركت خطوتين واغلق الباب فاستدارت بغضب وقالت :مش تيجى تسندنى وتدخلنى لجوا هو مش انت السبب فى الى حصلى ولا ماسمعتش كلام التمرجيه الى كانت هناك.

نظر حوله بجنون وقال:تمرجيه!الدكتورة بقت تمرجيه.
شهد بحده:اه دافع عنها دافع.
يونس بجنون:بدافع فين بس.
شهد بتافف:طب هتيجى يعني تسندنى ولا هتاخدنى لحم وترمينى عضم.

نظر لها بزهول لا يعلم ايضحك على جنانها وحديثها ام يقطع عنه ثيابه من كلامها المتقلب هذا وقال:لحم ايه وعضم ايه..مش انتى اللى رفضتى اساعدك وانزلك.

شهد:اه بس دلوقتي بقا عايزاك تسندنى.. مزاجي كده.
رفع حاجبه وقال:مزاجك.. ماشى يا سوكه.
شهد بحده:ومين سوكه دى كمان ياسى يونس.
يونس بتلاعب:سوكه العبيطه.. ماهى الى كانت بتقول كده فى الفيلم مزاجى كده.
شهقت بغيظ :بقا انا شبه سوكه العبيطة.. اخس عليك يا يونس.
يونس بتلاعب وحب:احلى سوكه في حياتي.

ابتسمت بحب وخجل رغم محاولاتها عدم الابتسام ولكن فعلت وهو ينظر لها بشغف وحب. ثوانى وعبثت من جديد وقالت بأمر :طب يالا سندنى.
ضحك بخفة وهز رأسه بيأس منها وقام باسنادها بحب وحنان شعرت به مبتسمة بصدق.

وقفت عند باب الفيلا ونفضت يده عنها فجاءه وقالت بإصرار :شيلنى.
يونس :ايه.
شهد:شيلنى.
يونس :انتى سخنه طيب ولا ايه.. عايزانى اشيلك قدام كل الى جوا عادى ومش هتتحرجى زى كل مرة.
شهد بمشاغبه وإصرار :اتحجج بقا.. مش قادر تشيل ولا ايه يا بعلى.

كتم ضحكته بصعوبة من مايعيشه مع مجنونته الجديد على حياته الروتينية كليا.
نظرت له بتحدى:ها هتشيل ولا مش قادر.
يونس :يابت ده انتى ماتجيش فيا دراع.
شهد بشقاوه:كلااااااام.
رفع حاجبه لها بتحدى وقال:متاكده.
شهد باصرار ومرح:يالا.. شيلنى ياحواش.
ضحك بجنون منها وقال: مستعدة.
شهد وهى ترفع يديها في الهواء:يالا طيرنى يا طيارة.

ابتسم بحب واستمتاع منها ومن جنانها الغريب وهو لا يعلم اتمرح ام غاضبة هى ام ماذا.
فى ثواني كانت محمولة بين ذراعيه وهو ينظر لها بثقه وكأنه لا يحمل شيئاً.

فتح الباب لهم بعد دقه عدت مرات وزهل الجميع من شهد المحموله على ذراعيه.
نطرت لهم بحرج ثم قالت له بخفوت:خلاص نزلنى.
يونس بجنان منها:اشيل ولا انزل ولا ايه.
شهد :نزلنى.
لمحت  مروه تهبط الدرج تناطرهم بغيظ فقالت بسرعه :غيرت رائى.. شيلنى.
يونس بجنون:بت... ارسى على بر.
شهد:خلاص جواب نهائى.

حملها معتذرا مت من الجميع متعللا بمرضها وصعد لغرفتهم سريعا ووضعها بهدوء على الفراش.

اعتدلت بهدوء أيضاً في موضعها تتكا على ظهر الفراش واضعه رأسها على الوسائد.

نظر لها بحب لا يستطيع توقع الخطوة القادمة مع ظهور روحها المجنونه مجدداً.

خلع ثيابه وذهب للمرحاض لاخذ دش سريع.
ذهب لغرفة الملابس وارتدى ملابس بيتيه مريحة واتجه لها من جديد.

كانت مغمضه عيونها براحه تحتول الاسترخاء. شعرت بهبوط جسد بثقله على الفراش فنطرت له وقالت بهدوء مخيف:هتعمل ايه.

رفع حاجبه من سؤالها الغريب وقال:ايه هنام.. صمت قليلاً واكمل بعبث:مش هعمل اكتر من كده ماتخافيش الدكتورة مانعانى لمدة كام يوم كده من اللي عملته فيكى.
قال الأخيرة بفخر فلم تبالى هى ولم تخجل حتى وقالت بابتسامة :لأ انت مش هتنام على السرير معايا.
يونس:نعم... امال هنام فين.

وقفت بصعوبة وقالت :مش عارفة.
يونس :مش عارفة ازاى.. ورايحه فين.
شهد :هاخد دش.
يونس بوقاحه:اساعدك.
شهد بغضب وصراخ(من الاخر بتردح) :خليك في السودا الكودا الى كنت عارفهاااااا... يا بتاع ناااااديييين.

اغلقت الباب فى وجهه وهو فقط عينه جاحظه من الصدمه تزامنا مع رنين هاتفه فأجاب قائلاً وهو مازال على حاله:الو... ايوه يا عبدالله... شهد بتردحلى ياعبدالله.

مر أسبوع وشهد على حالها معه تذيقه من الوان الجنان من كل لون ولون. رغم غضبه أحياناً وزهوله احيانا كثيره إلا أن سعادته كانت الاكبر وهى تتصرف بغيره مجنونه نابعه من عشقها له.

يشهد الجميع على تجدد روحه ووجهه الذى اضحى يشع حياة وحيوية واشراق.

يجلس صباحاً امام سفرة الطعام والجميع ينظر له بتسليه يعلمون ما تفعله به شهد. ومروه تتميز عيظا من سعادته 
بجنان هذه الفلاحه ماذا تفعل زيارة عنها هى.

هبطت الدرج بهدوء وهى ترتدى فستان ابيض رقيق جدا مع حجاب ذهبى فكانت كالملكه بهذه الطله وهى لاتضع على وجهها إلا كحلا يزيد من وسع عينيها جمالاً. عيونها التى توقعه صريع لها ولحبها.
ينظر لها وهى تهبط الدرج بحب فهذه الحميله زوجته وملكه. يجلس بشموخ وزهو يليق به يبتسم وهو يحاول توقع ماذا سيفعل جنونها اليوم.

تقدمت بهدوء ونعومه بجمالها الأثر ومروه تشتعل بداخلها تعلم وتقر انها حقاً جميلة.
جلست لجوار يونس بهدوء بعد إلقاء السلام. ابتسم متعجبا فجنونها اليوم سيكون ناعما مثلما اعتاد منها. يكون أحياناً جنون بشراسه وأحيانا يكن ناعما مثل اليوم.

تحدثت عزيزه وقالت:عامله ايه يا شهد يابنتى النهاردة.
شهد:الحمد لله بقيت احسن... وهروح النهاردة الكليه كمان.
يونس:مافيش كليه النهاردة.
شهد بحده خفيفه:ماينفعش انا بقالى كتير مش بحضر الامتحانات قربت.
يونس مبتسماً باصرار :مافيش كليه النهاردة... النهاردة عيد ميلادك.

ابتسمت بحب فهى ظنته لا يعلمه ولا تعلم من أين علم فهذا اول عام لهم معا.

اتعست عيون مروه بحقد وغضب. بينما تحدث كامل :كل سنه وانتى طيبه يا بنتى.
شهد:وانتى طيب يا بابا.
عزيزه:كل سنة وانتي طيبة يا بنتى.
شهد:وحضرتك بخير.
كامل:لازم نحتفل بيكى بقا.
تدخلت مروه لاول مرة بغيظ وسخريه:كل سنه وانتى طيبه يا شهد.. بس ليه نحتفل ليه يعني كتير بصراحه.. ماتزعليش منى طبعا انا بس خايفه عليكى... اصل انتى طول عمرك اخرك تورته ب150 جنبه من حلواني الشبراوى... ده إذا كنتوا فى الفلاحين بتعملوا أعياد ميلاد اصلاً... انا خايفه عليكى يا حبيبتي بس تنصدمى.

تجمعت الدموع بعينيها من بشاعة تلك المروه وهى التى كانت تلوم نفسها وتحاسبها لان يونس يعيش فى غرفتها هى يوميا وتقريبا لا يتحدث ولا يمس مروة. تدين نفسها بأنه حرام عليها وان للاخرى حق بها وتأتى هى وتقول هكذا وتجرح بها.
غضب يونس كثيرا من حديث مروه وانتظر رد شهد كى تأخذ حقها بيدها كما عودها ولكن يبدو أن صغيرته قد جرحت كثيراً هذه المرة وهذا واضح من لمعان عيونها بالدموع.

التفت لمروه قال:برافوا عليكى يا مروة.. فعلاً شهد لازم تتعامل بالمستوى الى يليق بيها... يعنى تتعامل كملكه لأنها من يومها ملكة وعشان كده انا حجزتلنا يخط في النيل نحتفل عليه ياروحي.

قال الأخيرة وهو ينظر لشهد بحب واعتزاز 

نظرت له تبتسم من بين دموعها وهى تراه يعلى من شأنها فوق الجميع وحقا يجعلها ملكه عليهم جميعا.

اما والديه لا يصدقون وهم يرونه يبوح بكلمات عاشقة لزوجته امامه فشموخه دائما ما كان يمنعه رغم علمهم بعشقه لها لكن هذه أول مرة يصرح بقوه ودون خجل.

تحدث كامل قائلاً :بس انا خايف على العيال الصغيرة والميا.
يونس :لا يا بابا.. انا عامل الاحتفال ليا انا وشهد وبس.

زهول اخر يصيب الجميع ومروه تكاد تنفجر وهى تراه يصطحبها بعد ان احكمت وضع نقابها ويغادرون بسعادة حقيقيه.

فتحت هاتفها وأرسلت رساله لماهى مصاحبه لبعض الصور.

قامت ماهى بالاتصال عليها فخرجت للحديقه لكى تستطيع التحدث :الو... ايوه يا ماهى... شوفتى الصور... يعنى كويسين دول.. ماشى... انتى متاكده أن بكده هى اللى هتمشى وتطلب الطلاق بنفسها... ياريت ياريت يا ماهى... سلام.

اغلقت الهاتف وهي تبتسم بشر لا تعلم بأنها تحفر قبرها بيدها........
*********
🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎🤎
الثالث والعشرين 
مع رياح النيل المنعشه كانت خصلاتها الطويله تتطاير في الهواء وهى تغمض عينيها تستمتع برائحه الهواء العيليل الممزوجه برائحه النيل والتي تبس للنفس هدوء وحب.

وقف خلفها يتمعن بعودها المنحوت ببراعه وجسدها الرائع يقف بتمايل. إن هذه الفاتنه زوجته وله.
 خصلات شعرها الطويله المتطايره مع الهواء. جمعها فى قبضه واحده وازاحها عن عنقها فوضعه على كتفها وغمس رأسه على كتفها الآخر يستنشق رائحتها ببطئ وعشقها يسير مع دمائه.

احست هى بحركته فابتسمت بعشق. عشق مختلف كليا. نعم احبت سعد ولكن ذلك اليونس هى عشقته.
تعشق نفسها بين ذراعيه.. تشعر أنه كان ولابد أن تكون هنا منذ البداية ولكن حكمه الله فوق كل شئ.

يونس بحب:كل سنه وانتى طيبه يا حبيبتي... يارب كل سنينك الجايه تكونى بخير ومبسوطه.

استدارت له ووضعت كفيها على عضلات صدره البارزه فتشنجت تحت اناملها الصغيره. وكعادتها المهلكه له ولقلبه نظرت بعمق لعينيه وقالت ما اذابه أكثر وأكثر :يبقى لازم تقولى كل سنه وانتى معايا. 
احتصنته بحب وانفاس عاليه ساخنه وأكملت :تقولى كل سنة وانتي فى حضنى... هو ده اللي بيحسسنى بالأمان والى ببقى بخير ومبسوطه وانا جواه. 

لم تسمع اجابه منه غير انفاسه العاليه جداً ووجهه المحمر من شدة مشاعره فمهلكته لا تنفك بأن تجعله يشعر بأنه الرجل الوحيد على وجه الأرض. كلمات قليله جعلته يشعر وكأنه اوسم الرجال وأكثرهم جاذبية وخبره حتى تعشقه انثاه بهذه الطريقه والتى تخبره بها كأنه شهريار زمانه. 
كم يعشق تلك الشهد. كم تذيبه وتجعله منصهر بين كفى يدها الصغيرتين. يشعر معها انه امتلك الدنيا وما فيها ولا يبدلها ابدا باى شئ فهى كل الدنيا له. 

رفعت وجهها عن كتفه وفى ثوانى التقتط هى شفتيه فكاد ان يغشى عليه من هوج مشاعره. رغم قوة بنيانه ولكن قبلتها تلك حقا كادت ان تصيبه بسكته قلبيه. شهد لثانى مره تقبله هى. وليست قبله عاديه. لا. 
فهى تضع كفيها على عنقه. واقفه بقدميها على قدميه ترفع جسدها كى تصل لطوله وتميل بعنقه عليها كى تتمكن منه. قبله كادت ان تودى بحياته. 

والأكثر. 
الاكثر أنها هى من جذبته للداخل تريد زوجها. ليست كأى زوجه وإنما كانثى اهلكها العشق حتى بلغ زروته.

لأول مرة تقوم هى بممارسة جنونها وعشقها له. تفاجئ بجانب جديد بها وكم هى أنثى جامحه شرسه. أحياناً.. وديعه ولطيفه كالقطه فى نفس الوقت ونفس الموقف. مزيج غريب تتمتع به شهده ولكنه مزيج مميز ورائع. محبب لقلبه. 

بعد مده طويله من الوقت
مستلقيه بانهاك كبير داخل احضانه والاعياء بلغ منها مبلغه. يحتويها بين زراعية كابنته المدلله لا يعرف اضحك عليها ام يحزن يسبب انهاكها الواضح. 
فهى ولاول مره من تولت زمام الأمور في علاقتهم وهو تركها تفعل ماتريد. يريد أن يستمتع بمبادرتها معه. لكنها انهكت بشده فهو قوى للغاية. 

كل ما يفعله الان انه يبتسم بحب على صغيرته الجميله. حقا وصدقا قد استمتع بين يديها بشكل لا يصدق. 

رفعت عينيها له بانهاك قائله بتذمر:ماتضحكش كده. 
كبت ضحكته قائلاً :مش يضحك اصلاً يا شهدى. 
شهد:لأ انا شوفتك وانت بتدارى الضحكه. 
يونس:لا خالص مش بضحك اهو. 
شهد بتذمر طفولى:اووف.. مانت إلى جامد اووى اعملك أيه. 
اتسعت عينيه من ماقالت وضحك بصخب ولكنه تذكر شئ سئ فتحدث قائلاً :يعني انا جامد مش كده... اجمد من سعد صح؟ 

نظرت له بزهول. دقيقة... دقيقتين. حتى بدأت تستوعب انه بالفعل قد نطق بما سمعته. 
شهد:يونس... انت مدرك انت بتقول ايه. 

وكأى رجل من مجتمع شرقى في موقفه نسى انه أخاه وتذكر فقط انه كان زوجها السابق. وكل رجل يريد أن يثبت لنفسه ولزوجته انه الأقوى والاجمد على الإطلاق. 
يونس وقد عماه شيطانه:ايوه مدرك بقول ايه... انا ببسطك اكتر منه مش كده؟ 

اخذت نفساً عميقا للداخل وهى تخبر نفسها انه لابد وان يتحدثوا بهذا الشأن ثم يغلقوه للأبد. 
تحدثت بجديه قائله :بس ده اخوك يا يونس مش مجرد اى زوج ليا وخلاص. 
يونس بجدية هو الآخر :بس بالنسبه لاى راجل دلوقتي هو مش اخويا.. فى موقفى ده هو راجل.. اخويا بقا ابن عمى إبن خالى مش هتفرق هو دلوقتي بيتقارن بيا كراجل كان فى حياتك قبلى.. وإلى كان واضح جدا إنك كنتى بتحبيه. 

نظق ما قاله بصعوبة بالغة فهوسه بها يجعله لا يطيق نطق هذه الكلمات ولكنه قد تعب ويريد إنهاء الحرب الدائرة بقلبه. فليتحدث كل منهم بما بداخله حتى يرتاحوا. 

هى الأخرى شعرت نفس الشعور. يجب التحدث عن هذا الأمر الذي دائماً ما يحاولون تجنبه وعدم الاقتراب منه. منتهى الشفافية والوضوح حتى ينتهى هذا الصراع الذى بداخله. ومن يعلم ربما يقل هوسه تملكه المجنون هذا. 

إذا لابد من لحظه مواجهه. 

نظرت كعادتها بعمق فى منتصف عينيه وقالت :عايز تقول ايه يا يونس... قول كل اللى فى قلبك خلينا نخلص كلام فى الموضوع ده ومانفتحوش تانى. لانى بصراحة زهقت.. أسأل الى عايز تسأله وانا هجاوب عليه بمنتهى الصراحة وبعدها قرر عايز تكمل معايا ولا.... قاطعها بحده وهو يجذب جسدها العارى له قائلاً بشراسة :مافيش ولا.. انتى بأسمى وهتفضلى بأسمى حتى بعد ما اموت... عارفة.. انا واصل بيا الامر لأنى هوصى ان بعد موتى ماتتجوزيش. 

نظرة له باعين متسعه وقالت:بعد الشر عليك.. ماتقولش كده. 
يونس بجديه:إلى عندى قولته ياشهد.. انتى شهد يونس العامرى.. وهتفضلى شهد يونس العامرى لآخر يوم فى حياتك وياريت تسستمى امورك وحياتك على كده. 
اغمضت عينيها زفتحتهم بعد تنهيده قائله :عارفة... وراضيه.. بس خلينا فى المهم.. انت فتحت موضوع خلينا نتكلم فيه وننهيه عشان انا تعبت. 

اشاح بوجهه للجهه الأخرى صامتاً. فتحدثت هى قائله :اتكلم يا يونس... قول الى فى قلبك عشان مش هنفتح الموضوع ده تاني. 

نظر لها مجدداً وقال :شهد.. أنا بحبك اوى.. كل الى بحس بيه ده من حبى ليكى.. حاسس بنار جوايا.. علىَ فكرة انا كنت بحب سعد جدا واظن انتى اخدتى بالك من ده... انا مش الراجل البشع الى بقا كاره اخوه زى مانتى فاكره... مش هكدب عليكى.. بصراحة انا كمان كنت فاكر ان إلى بقا جوايا كره.. لكن انا مش كده.. مش وحش كده.. الى انا فيه ده غيره.. وعلى فكرة غيره الرجاله وحشة اوى وصعبة اووى.. حتى تصعب من غيره الستات.. على الأقل الستات يقدروا يعبروا عنها ويتكلموا فحدتها بتقل طول ماهم بينفسوا عن الى جواهم. 
لكن احنا رجالة.. والغيرة دى بتاعت الحريم.. حاجة تعيب فينا وتقل مننا لو عبرنا او بان علينا غيرتنا. 
عشان كده كان باين ان غيرتى كره.. لكن انا عمرى ما اكره سعد.. ده ابنى.. انا الى رابيته.. كنت بتابع معاه كل تفاصيل حياته.. احلامه.. انا إلى. 

ابتلع غصه مريره في حلقه وقال:انا الى جالى اول واحد يكلمني عنك.. وانا الى جيت وخطبتك ليه. وكنت فرحان.. فرحان جداً.. ابنى كبر... وبقى عريس وبيتجوز. 
ماكنتش اعرف انى بجوزه حبيبتي.. ماكنتش اعرف أنى بشهد على عقد جوازه من الى هتبقى حياتي كلها.. حجزتله سويت ملكى فى الفندق بتاعى عشان يستفرد بمراته إلى هتبقى مراتى وكل حاجه ليا فى الدنيا. 

بحب جورى جدا.. دى بنت اخويا وحته منه وعوضه في الدنيا. بس ساعات بفكر.. جبتو جورى ازاى.. قرب منك.. لمسك.. كنتى مبسوطه معاه.. كنتى ب... 
اغمض عينيه بقوه والم وهى صامته تريده أن يبوح بكل ما يعتمر قلبه رغم زهولها بكل هذا. 

اكمل بمرارة قائلاً :اوعى تفتكرى أنى حبيتك عشان شكلك حلو.. انا عارف وانتى عارفة انك فعلا جميله. 
لكن لا.. انا حبيتك من اول ما بدأت أركز معاكى من بعد مابقيتى على ذمتى.. كنتى لسه بنقابك قدامى.. لاقيت فيكى حنيه وحب واهتمام مش فى حد. عشقت صوتك.. حركة ايدك.. ريحتك الخفيفة إلى بتحسسنى اننا في عز الربيع. بعدها شوفتك.. شوفتك خدودك.. سفايفك.. عينك.. شعرك.. جسمك.. وقعت.. لأ غرقت.. وهنا ابتدي العذاب... انتى بعدانى عنك... مش بتسيبى فرصه غير لما توصليلى وتوصلى للكل انى مجرد زوج على ورق وانك عايشه على حبك لسعد.. كل ده فى نفس الوقت الى بتعذب فيه طول النهار وحتى بالليل فى. احلامى مش سيبانى في حالى. 
تعبت كتير على ما وصلتلك.. ماكنتش حابب ابدا اوصلك غصب ولا افرد نفسي عليكى... مش انا الراجل اللي يعمل كده. 

شهد انا مش بكره سعد.. لكن غيران... غيران منه جدا. انتى كنتى بتحبيه اوى. 

صمت نهائياً بعدما افرغ كل شحنته السلبيه وارتاح بما كان يحويه قلبه. 

نظرت شهد بعمق له وقالت :يونس.. بصلى... بص فى عينى. 

رفع نظره وصوبه داخل عينيها فقالت:يونس مش هنضحك على بعض... انا كنت بحب سعد. 

اشتعلت عينيه بنيران غيره فاخمدتها قائله :لكن انت انا بعشقك... يونس انا حبيت سعد وانا لسه عيله صغيره.. حبيت حبه ليا وهو عرف يخلينى احبه بعد الجواز بحنيته واحتواءه واهتمامه.. سننا ودماغنا كانت قريبه من بعض. وكان بيفهمنى من غير ما اتكلم. وده زود حبنا لبعض.

نطر لها بحزن كاد أن يسقط دمعه ففهمت عليه وابتسمت قائله :لكن قولى يا يونس.. لما تحب حد أكبر منك ب16سنه.. لما تحب حد هو تفكير وانت تفكير.. هو من جيل وانت من جيل تانى خالص. حد مش فاهمك ولا فاهم دماغك فيها ايه. لا وكمان جوازك منه بدأ بدايه صعبه. لأ دى صعبه جدا. مش بس كده. هو مش ليك لوحدك وغصب عنك وعنه فى حد بيشاركه فيك....ومخلف من حد غيرك.......فارض عليك كمية تحكمات رهيبه... بس بعد كل ده ورغم كل ده تحبه... رغم أنك كنت متضايق منه جدا.. رغم انك كنت ناوى تندمه على كل لحظه وجع عاشها بسببه... تلاقى نفسك مش بتعمل كده... لا ده انت عايزه مبسوط وسعيد.... شخص مافيش بينك وبينه اى تكافئ خالص...عارف ساعات بقعد مع نفسى كده وبقعد افكر اقول طب انا بحبه ليه... ايه اللى شددنى ليه... طبعا انا عارفه ومتاكده إنك فيك مميزات كتيره جدا لكن لما ماتبقاش لاقى السبب الاقوى... لما يبقى الاجابه هو انى مش عارفة... يبقى هو ده العشق. 

اقتربت منه والصقت وجنتها بوجنته وقالت:فرق كبيييير بين الحب والعشق وانا عشقتك يا يونس.

اغمض عينيه يتنهد براحه كبيره.. لقد اراحته واثلجت قلبه حقاً. 
حديثها كله صحيح وهو يعلمه. لا يوجد بينهم اى نقطة مشتركه ولكن الله قد ذرع عشق كل منهم بقلب الآخر. هى تعشقه لذاته. يونس الرجل. وليس يونس العامرى البرلمانى الثرى. 

جذبها من ذراعها ومددها على قدميه فاصبحت فى احضانه ومال عليها يقبلها ببطئ ونعومه. وضعت كفها الصغير على عنقه تمررها عليه مرسله موجات عاليه تلهب حواسه اكتر واخرى نضعها بشعره فتجذبه إليها ولشفتيها اكثر واكثر. 

كانت قبله محمومه وناعمه في نفس الوقت. جاءت بعدما افضى كل منهم بما يحمله بقلبه بكل شفافية وصراحة. يقبلها بحب وراحه على اقل من مهله وقد ارتاح قلبه. لن يقارن نفسه باخيه ثانيه. ان هى احبت أخيه ولم تنكر وهذا شيء جيد فهى ليست نكاره للجميل او تجارى الموجه واعترفت بما قد كان. لكنها الان تعشقه. والعشق يتخطى الحب بكثير لذا بدءاً من الان لا خوف لا غيره او حقد على أخيه الشهيد. 
استمرت قبلتهم لوقت لا يعلموا كم مدته فهى قبلة حب وعشق وليست رغبه إطلاقا. 

وقف عز أمام ماكينة صنع القهوه في غرفة نومه لا يرى امامه زوجته المصون. 
عز بصوت واضح يحدث نفسه كالمجنون:لأ مش هدور عليها اكيد بتستحمى... الست دى بتستحمى اكتر ما بتنام. 

ترك الماكينه تعمل وذهب الى المرحاض ودق الباب قائلاً :يا مااااهى... النضافه حلوه مافيش كلام.. بس مش كده يعني. 

ماهى بهدوء واسترخاء من الداخل:شششششش... بس ماتزعجنيش... اووووف.. انت مش متخيل.. جيرانا الى بعدنا بفيلتين لسه ماشيين من عندى.. اووف مش طايقه نفسى. 
هز رأسه بياس منها وذهب يلتقط كوب القهوه بعدما انتهت المكينه من إعداده. 

وقف أمام الشرفه المطله على فيلا العامرى. ولكن سريعاً مازفر بيأس وهو يقول:اكيد مش هنا ومش هتيجى دلوقتي. 
هم للدخول بعدما أصابه الاحباط ولكنه لمح سياره تاكسى تقف أمام فيلتهم لحظة وخرجت منها حمراؤه البيضاء. 

اتسعت عينيه بزهول وظل يفرق بها خوفاً من انه يتخيل فقط قال بفرحه :لأ هى... هى والله... جت.. والنعمه جت.... اجرررى ياعز. 

ركض سريعاً كالمجنون وسكب كوب القهوه على السجاد المودرن الفخم و فى ثوانى كان امام فيلا العامرى. 

وجدها تمسك بيد ابنها الوسيم ذو العيون الزرقاء او الرصاصى لم يستطع التحديد احمم وأيضاً لا يهم. 

حمحم متصنعا الجديه محاولة الظهور بهالة الهيبة التي تظهر امام جميع الخلق ولكن يأتى عند هذه الحمراء ويصبح قرد بسيدارى. او شامبنزى فى حالة جنون. 

هندم ثيابه وتقدم ناحيتهم كأنه كان يسير بالصدفه. 
وقف أمامها وتصنع التفاجئ وقال :ايه ده مدام ملك... ازاى حضرتك. 
ملك ببشاشه اذابته كالابله:الحمد لله ازاى حضرتك. 
عز كالابله المغيب :بقيت كويس. 
وابتسمت وهى تنظر باستغراب لحالته التى حاولت كبت ضحكاتها عليها. 
نظر لها مجدداً فوجدها تحمل علبه هدايا كبيره وابنها يحمل علبه اخرى. فقال بجديه :هاتى اشيل عنك. 
رفضت بأدب قائله:لا طبعاً مش عايزه اتعبك. 
عز بهيام :لا طبعاً هتشيلى وانا موجود. 
ملك :العفو بس عادى وبعدين مش تقيله. 
عز بداخله:بقى الشوكولاته دى تشيل وانا واقف. 
وبدون وعى تحدث مغيبا بأغنية :ياحته شوكلاته.... ياموز وعليه بطاطا... ماتيجى نعيش يا وزه. 

اتسعت عينيها هى وابنها وقالت بزهول:افندم. 
حمحم بحرج وعلم انه وللاسف كان يتحدث  بصوت مسموع وبالتأكيد بدا كالابله. 
فحمحم مستدعيا الهيبه وهندم من بذلته وقال:احممم.. ااا.. لا دى والدتى.. والدتى عملالى وزه النهاردة على الغدا. 

ملك باستغراب :وزه. 
عز :اه وزه... فيها ايه يعني.. ماهى حلال. 
مللك:اه عارفة انها حلال بس غريبه يعني.. اقصد مش منتشر او مطلوب زى البط والفراخ والحمام. كده يعني. 

عز:لا.. انا والدتى عملالى وز عراقى. 
كريم متدخلا :هو مش كان بط عراقى ياعمو. 
نظر له عز وقال كأنه من نفس سنه:كان فين. 
كريم بتفاعل معه:فى فيلم بوحه.. بط عراقى. 
عز متذكرا:ااااه لما راح لفلانتينو. 
كريم:اه... تقريباً كان بط. 
عز:لأ وز.. لما طلع من الحمام لاقاه دابح كل الوز وقاله مسكتلك وزتين امريكان وسط العراقيين قمت مطير رقابيهم. 
كريم بتأكيد وإصرار :لا كان بط. 
عز باصرار أكبر :لا كان وز. 
كريم :والله بط. 
عز:بقولك وز. 
ملك:بسسسسسسسسس. 
إشارة لعز كطفل مذنب:اقف هنا. 
ولكريم هو الآخر :وانت هنا. 
أكملت قائله :ايه داخلين مصارعه مع بعض. وجهت حديثها لعز وقالت :وانت يا كبير يا عاقل... عامل عقلك بعقله. 

عز محدثا نفسه :كبير ايه وعاقل ايه.. ده أنا اعيل منه. 
ثم ابتسم داخليا بخبث وقال مصطنعا الجديه:بس خلاص.. انا اخدت الموضوع على كرامتى جدا وانا كله الا كرامتى.. فانتوا هتيجوا تاكله معانا الوزه على الغدا وبعدها نشغل الفيلم ونشوف بقا هو بط عراقى ولا وز عراقى اه انا كله الا كرامتى... هو البنى ادم ايه غير دم وكرامه وشويه حاجات فوق بعض. 

ملك باستغراب :خلاص حضرتك الموضوع مش مستاهل. 
عز :أبدا... مش هتنازل. 
ملك:ياسيدي انا الى بتنازل وبقولك هو وز عراقى. 
صاح كريم يرفض الهزيمه :لا يا ماما كان بط انا متأكد. 
لكزته فى كتفه كى تنهى هذا الموقف الذى اخذ أكثر من حجمه:خلاص يا كريم هو وز بقا. 
صاح عز باعتراض :لا وانا ماتاخدش على اد عقلى.. انا مصر انه وز ومصر اثبتلكوا. 

رفع انفه بشموخ مسير للضحك وقال وهو يهندم جاكت بذلته:النهاردة... الساعة 7..مابنحبش نتأخر على الغدا عشان نلحق نهضم قبل النوم... سلام. 

تحرك وتركها قبل أن ترفض مجدداً وهو يحدث نفسه :ااااه. قمر.. قمر... عووود ومشدوود.. بقا دى تتخان... ودينى لاتجوزها. كتها البلا كده وهى حلوه وناعمه وطريه وكلها حنيه. 

بعد مده خرجت من المرحاض وقد نعمت بدش هادئ ومريح ذهبت للمرأة تمشط شعرها. وجدت من يمسك عنها الفرشاة ويجلسها بهدوء امامه ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الجميله. همت لعقده أو ربطه على اى شكل ولكنه منعها وقام بفرده على كتفه وهو جاذبها اليه ملصقها به وقال:سبيه كده... بحبه يبقى مفرود.. وبحبه اكتر وهو مفروض على ضهرى. 

التصقت به أكثر وهى ترفع وجهها له تناظره بحب ولم تنطق بشئ إنما كانت نظراتها تكفى. فاغمض عينيه يستمتع بما يعيشه معها الأن.فتحدث بعد مده وهو مازال مغمض وعينيه مغلقتين براحه كبيرة :لو من كام سنه كان حد جه وقالى انى هييجى الوقت الى ابقى عايش فيه كده وحاسس الى حاسه دلوقتي اكيد كنت هقول عليه مجنون... لكن الى حاسه دلوقتي حاجة أكبر من الخيال او اى جنان.. انا حبيت دنيتى من جديد بيكى وليكى ياروحى. 
ابتسمت بحب وشددت من التصاقها به وهو يحيطها بذراعيه الشديدة القويه وشعور بالسكينه والراحة يتخللهم لدرجه انهم قد غفوا وضعهم هذا. 

فى تمام السابعة كان عز يقوم بطرق باب فيلا العامرى فحمراءه وكما توقع قد تأخرت أو ربما لن تأتي. 
فتحت له الخادمة وهم بالسؤال عن ملك ولكن صوت كامل يناديه قطع سؤاله. 

كامل:عز!تعالي اتفضل يابنى. 
تقدم للداخل بهيبته التى اعتادها الناس عنه وقال:احمم.. انا بس كنت بسأل على مدام ملك وكريم.. اصلى قابلت كريم النهاردة وهما جايين وعزمته على الغدا وفيلم وبلايستاشن. احممم هما فين. 

تدخلت جورى بحماس قائله:فيلم ايه يا عمو. 
تدخل مالك معترضا:جووورى. 
نظرت له بضيق ولم تعاود السؤال ولكن أجاب عز بحب لهذه الصغيره :فيلم بوحه عارفاه. 
التمعت عين جورى وقالت:اه ده حلو اوى... ممكن اجى اتفرج معاكوا. 
مالك بتحدير:جووووررررى. 
زاد ضيقها منه فتدخلت عزيزه :سيبها يا مالك تروح تتفرج وهناك ادهم وحنين هتلعب معاهم وتغير جو وكمان كريم هيكون معاهم عشان امها مش هنا. 

مالك محدثا نفسه بغضب:ماهو ده اللى معصبنى:ادهم وكريم هو انا كنت ناقص وبالذات الواد ابو عنين ملونه ده. 

تحدث عز بقليل من الحرج:احمم. ااطب هو كريم ومدام ملك فين مش شايفهم. 
عزيزه بخبث وهى ترى اهتمام عز بملك:بعد ماجت على طول دخلت ترتاح لحد ماشهد تيجى.. اصلها جايه النهاردة مخصوص عشان عيد ميلاد شهد.. وجايبه معاها هديتها وهدية اخوها... اصل اخوها مشاغله كتير معرفش ييجى... اسكت مش اطلقت.. اه.. جوزها. ظبطته متلبس مع واحده فى فندف وفى وضع والعياذ بالله.. ربنا يستر على ولايانا.... قطع ثرثرتها الفظيعه هذه صوت كامل الغاضب :بسسس. خلاص فى ايه... ماينفعش كده. 
ثم نادى بصوت جهورى:يا هنيه... يا هنيه. 
هنيه باحترام :نعم يا كامل بيه. 
كامل:لو سمحتي روحي صحى مدام ملك وكريم وقوليلهم يجهزوا عشان عز بيه مستنيهم على العشا. 
صاحت جورى:وانا. 
كامل مبتسماً على شقاوتها:وانتى يا جورى. 
كان مالك يتميز غيظا ولكن ما باليد حيله فنطق بكبر يرفض الخضوع :احممم.. هو انا ينفع اجى معاكو. 
هز كامل رأسه بيأس فهذا الشبل من ذاك الاسد المهووس الغيور. 

فى اليخط الخاص بيونس. صعدت بالسلم الخشبى على ظهر اليخط فوجدت عشاء رومانسى معد على ضوء الشموع. وجذبها يونس للرقص معه قائلاً بحب:كل سنة وانتي فى حضنى....كل سنة وانتي معايا. 
احتضنته شهد تتنفس بسخونه وعمق تستنشق رائحته التى باتت تعشقها:كل سنة وانت حبيبي.
تنفست رائحته من جديد قائله بذوبان:بعشق ريحتك. 
تفاجئ كليا بما قالت وبات يريحه جدا انها تعشقه ومهووسه به مثله تماماً. ابتسم بفرحه يتيم بلبس العيد وضمها إليه حتى كادت أن تنكسر اضلعها من شدة حبه. 
اخرجها بصعوبة من بين احضانه قائلاً :عجبك اليخت. 
ابتسمت بفرحه وقالت بحماس:جدا... اكتر حاجة عجبانى إنه فى الهوا والميا وممكن اقلع نقابى واقعد كده عادى.. مش بعرف اعيش أجواء زى دى عشان نقابى.. انا بحبه وبقيت مقتنعه بيه بس ده مايمنعش انى ساعات بكون عايزه اعيش الحاجات دى وبرضه افضل محافظة على نقابى. فكرة حلوة اووى يا نوسى. 

نظر لها متفاجئا وقال:ايه. 
شهد بدلال وميوعه:يا ن و س ى. 
قهقه عالياً وقال:لا معلش قولى تانى. 
شهد :نوسى.. بدلعك يا حبيبى. 
قهقه من جديد بحب واحتضنها قائلاً :جبتيه منين ده.. ههههههه.. بقى يونس بيه عضو مجلس الشعب بقا نوسى.. ده لو الموظفين في الشركه عندي سمعوكى. 
شهد بميوعه الهكته :وفيها ايه... من حق الكبير يتدلع. 
ثم أكملت :لكن برضه دى خصوصيات... ماتخرجش بره اوضة نومنا.. يعنى بينى وبينك وبس. 
ابتسم لها بحب وقال :ربنا يكملك بعقلك يا روحى ويخليكى ليا. 
صمت قليلا وقال:مش هتسألى عن هديتك. 
ابتسمت بحب قائله :ما انا اخدتها... حضنك هديتى. 
ضمها اليه بعشق اذابهم وقال :انا كلى ليكى يا حبيبتي.. بس انتى هديتك اليخت ده. 
اتسعت عينيها بزهول وقالت :انت بتتكلم بجد. 
يونس :اه يا روحى. 
شهد :يونس مش قصدي حاجة وفعلاً مش بنكد بس انت عارف يخت زى ده بكام مليون.. ده أنا امبارح على فيس بوك شايفه كذا ملجأ بيشتكوا أنهم مش عندهم بطاطين كفايه ومحتاجين رز وسكر ومكرونات وحاجات اساسيه للحياة. والولاد والبنات ماهندهمش كسوه كفاية شتوى او صيفى وانت بتهادينى بيخت بملايين. 

نظر لها لا يعرف بما يجيب فقالت هى :بص مش انا كتبته بأسمى.. نبيعه ونساعد كذا مكان وخد الباقي ليك.. كمان فى اطفال كتير فى مشتشفيات محتاجين عمليات ضروريه. والمفروض أن رجال الأعمال إلى زيكوا وربنا مديهم من وسع يتبنوا مشاكلهم خصوصاً كمان انك عضو فى مجلس الشعب يعني ده واجب عليك. 

جلس بجوارها قائلاً :طب خلاص ماتتحمقيش كده... هعمل كل ده من معايا وخلى اليخت ليكى. 
شهد :يونس ياريت تعمل خير كتير... انا ملاحظه انك غافل عن الموضوع ده.. وبالنسبة لليخت انا اه حبيته بس مش لدرجة اشترى يخت يعني. 

يونس:بس ده هديتى ليكى.
شهد بحب:قولتلك انت هديتى وبعدين مش قولت هتساعد كل الناس والأماكن إلى قولتلك عليهم.. دى اكبر واعظم هديه فى الدنيا وفى الاخره. 

ابتسم بحب عليها وقال :طب ما الفسحة هنا عجبتك... عشان تكوني من غير نقاب وبراحتك. 
شهد ببساطة محببه جدا :لو حبينا نكرر الموضوع نبقى ناجر واحد يوم مش حوار يعني. 

هقهه عاليا بحب وسعادة على صغيرته التى تكمل ماينقصه وايضا روحها البسيطة الجميله التي أعادت الروح لحياته الآلية الجامدة فاصبحت تشع بالحيوية والبهجه. 
***********


تعليقات