
الفصل العاشر 10 الحادي عشر 11
بقلم ياسمين عزيز
جلست كاميليا على السرير الصغير والذي أجبرت على النوم عليه مع فادي الذي التصق بها كجرو صغير......
التفتت برأسها إلى جانبها لتجده يغط في نوم عميق و يضع يده الصغيرة على خصرها و يدفن راسه داخل
صدرها..... ابعدته بهدوء و هي تتمتم داخلها بحنق : "اللي يشوفك كده يقول عليك ملاك بريئ و انك مش سبب بلوتي... عاوز مامتك قول لابوك يجبهالك انا مالي هوانا خلفتك و نسيتك داه ايه الغلب دا ياربي... لا و المصيبة التانية انه عرفني يا ايامك السودا يا كاميليا داه مش حسيبك في حالك و كمان بيختر علك في تهم بدماغه السم دي... محاولة قتل وخطف و مش عارف إيه للدرجة دي وشي وش إجرام...... انا ؟؟؟؟ بس يا رب تكون كل غايته اني افضل مع ابنه عشان لو كان بيفكر في حاجات ثانية تبقى نهايتك بجد.....
ظلت كاميليا تفكر لساعات طويلة قبل أن يتمكن منها النوم لتغمض اجفانها بإرهاق وتغط في سبات عميق....
استيقظت صباحا على يدين صغيريتين تجذبانها من ذراعيها لتفتح عينيها بتذمر وتجد فادي يحاول إيقاظها......
فركت عينيها و هي تتثائب بتعب فهي لم تنم جيدا ليلة البارحة و مازالت ترغب في أخذ قسط من الراحة.....
كاميليا بفتور : "صباح الخير يا فادي... مالك صاحي بدري كده ليه.. ثم أكملت بخفوت قبل الشحاتة و بنتها....
فادي ببراءة و هو مازال يمسك بذراعها شحاتة... مين شحاتة يا ميس كاميليا......
انتفظت كاميليا بذعر و هي تلعن نفسها على غباءها : "يا نهار اسود وذانه زي القط بتلقط اي كلمة لو سمعته الست ثريا بيقول كلام زي داه حطين عيشتي دي منبهة عليا مقولش الكلام داه قدامه ".
تصنعت الابتسامة و هي تحذبه إليها لتقبله على خده برقة قبل أن تقول بتنبيه رقيق : حبيبي يا فادي انا قلت الدادة بس انت اللي سمعتها غلط علشان انا لسه قايمة من النوم و كلامي مش
>بيبقى مفهوم كويس.....
اوماً لها بطاعة و هو يطوق عنقها بفرح قائلا : "حاضر يا ميس كاميليا....
كاميليا و هي تداعب شعره الحريري : "قلي بقى إيه اللي مصحيك بدري كده".
فادي : عشان انا نمت كثير جدا امبارح و مش صحيت بالليل و حاسس اني active و عاوز العب كثير....
كاميليا في داخلها : طبعا و هو انت هامك إيه... يا بختك ياما نفسي أعيش مكانك يوم وأحد و بعدها اموت..... انت تجننتي يا كاميليا حتحسديه؟؟ دا ولد صغير ملوش ذنب دا حتى محروم من مامته استغفر الله العظيم يا ربي
طال شرودها ليلكزها مرة أخرى بخفة قائلا :" يلا يا ميس ننزل انا عاوز افطر "
أومأت له بخفة و هي تنهض من مكانها متجهة الى الاسفل و فادي يتشبث بيدها بطريقة مضحكة و كأنها ستهرب منه.
دخلت كاميليا المطبخ الواسع و هي تبحث على قارورة ماء
تروي به ضمأها لتجد فتحية و خديجة تعدان الفطور.
كاميليا بنبرة متعبة" صباح الخير ....
فتحية بإيحاء: يا اهلا وسهلا... و أخيرا إفراج ....
كاميليا بضحك :" آه الحمد لله ....
فتحية بهمس : " انت بتضحكي يا بت بعد اللي حصلك امبارح ....
بقلك إيه إحكيلي ايه اللي حصل عملك إيه البيه....
ترشفت كاميليا كوب الماء بتمهل و هي تجيبها :" محصلش حاجة بس فادي كان عاوزني ابات معاه و لما رفضت البيه زعقلي... دي كل الحكاية".
قلبت فتحية عينيها بانزعاج قائلة بحقد : "يعني كل الزعيق و الرعب بتاع امبارح علشان البيه الصغير بيتدلع... طبعا المهم راحتهم هما أما إحنا و لا كأننا بني آدمين عايشين معاهم".
خديجة بصرامة: خلاص يا فتحية كفاية رغي بقى و روحي نادي زينب علشان تجهزوا السفرة".
فتحية بتذمر : حاضر ماشية اهو الواحد مش عارف يقول كلمتين على بعض في المكان داه ".
تابعت كاميليا خروج فتحية من الباب الخلفي للمطبخ قم اقتربت من خديجة لتهمس لها :" طنط خديجة... انا كنت عاوزة اقلك حاجة مهمة حصلت امبارح ".
ضيقت خديجة عينيها باهتمام مستشعرة الجدية في حديث كاميليا.... نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان حولها قبل أن تهمس هي الاخرى : " في إيه يا بنتي... احكيلي".
كاميليا بتوتر : "شاهين" بيه عرف اني غيرت شكلي علشان اشتغل هنا و بصراحة هو هددني امبارح وقلي انه حيدخلني السجن بتهمة انتحال شخصية و اني..... كنت عاوزة اخطف فادي".
ضربت خديجة صدرها و هي تشهق : يا مصيبتي انت بتقولي إيه يا بنتي.... سجن و خطف ".
اومأت لها كاميليا بحزن لتستدرك خديجة هامسة بلهفة" طيب.. هو عرف منين؟؟ دا مفيش حد شافك هنا غير القاردز و كمان الست ثريا مسحت فيديو الكاميرات كلهم يعني... ".
كاميليا و هي تقاطعها بلطف : انا مش عارفة حاجة يا طنط بس هو عرف خلاص و بقى بيهددني... انا عاوزة اسيب الشغل و أخرج من هنا ارجوكي كفاية لحد كده".
خديجة :" إهدي يابنتي و انشاء الله خير متخافيش انا حقول للست ثريا هانم و هي اكيد حتلاقيلك حل و بعدين مش هي اللي قالتلك إعملي كده يبقى".
كاميليا بارتجاف: انت مشفتيشه كان بيكلمني إزاي و كأني بجد انا هنا علشان أؤذي إبنه ومصدقش اي كلمه من اللي أنا قلتلها له... أنا أحسن حاجة أسيب الشغل ".
خديجة و هي تحدث نفسها: و هو إنت فاكرة لو سبتي الشغل حيسيبك يبقى إنت متعرفيش مين شاهين الألفي داه حيجيبك حتى و لو كنتي في سابع أرض و مش حيسيبك غير بمزاجه...حيسيبك يبقى إنت متعرفيش مين شاهين الألفي داه حيجيبك حتى و لو كنتي في سابع أرض و مش حيسيبك غير بمزاجه... انا مش عارفة دماغي كانت فين لما قبلت أساعدك تشتغلي هنا يا بنتي... أنا مش حسامح نفسي لو جوالك حاجة....
كاميليا و هي تلاحظ شرودها : طنط" خديجة مالك رحتي فين...
رسمت خديجة إبتسامة مزيفة على شفتيها قبل أن تقول
بصوت هادئ و لا حاجة يا حبيبتي انا كنت بفكر في فتحية و زینب راحوا فين......
كاميليا : "زمانهم جايي.......
قطعت كلامها عندما وجدت فتحية تندفع الى الداخل و هي تجر زينب ورائها
لتأنبهما خديجة قائلة :" انتوا كنتوا فين.... سايبين شغلكم و قاعدين في الجنينة يلا منك ليها بسرعة
خذوا الأطباق دي على السفرة... اكيد ثريا هانم و البيه الصغير قاعدين مستنيين الفطار....
فتحية بتوتر و هي تنظر إلى كاميليا :" في الحقيقة كلهم متجمعين برا و...... كمان شاهين بيه قالي أنادي لكامليا علشان تفطر مع فادي....
شهقت کامیلیا بخوف و هي تتمتم :" إيه... شفتي يا طنط مش قلتلك في دماغه حاجة ... انا مش متعودة افطر مع فادي طيب ليه النهاردة بالذات.....
خديجة مطمئنة :"يا بنتي اهدي داه أكيد البيه الصغير هو اللي عاوزك تفطري معاه زي ما أصر إمبارح انك تنامي جنبه....
متخافيش و يلا روحي و إحنا حنجيب الفطار.......
بعد دقائق إستطاعت إقناعها بالذهاب إليهم و اوصتها ان تتصرف على طبيعتها سارت كاميليا إلى غرفة الطعام الكبيرة حيث وجدت شاهين يترأس الطاولة الضخمة و على يمينه تجلس والدته على كرسيها المتحرك اما على يساره فيجلس فادي الذي كان يتحدث بحماس على رسوماته الجديدة التي
تعلمها .....
جلست كاميليا بهدوء بجانب فادي الذي ما إن رآها حتى إرتمى في أحضانها لتنهره جدته قائلة: "سيب الميس يا فادي خليها تفطر براحتها و بعدين إبقى براحتك.....
شاهين ببرود :" خليه يا أمي داه باين بيحبها أوي... خصوصا لما شالت النظارة و الكريمات المعفنة اللي كانت مالية بيها وشها.....
ثريا بتأنيب: " هي حرة في حياتها يا شاهين تلبس زي ماهي عاوزة المهم انها تعرف تتعامل مع إبنك وتعتني بيه كويس..... شاهين بنظرة ذات معنى : يعني إنت موافقاها على اللي عملته... واحدة زي دي قدرت تدخل بيتي بوش مزيف وانا معرفش.... داه اسمه تزویر و انتحال شخصية واحدة ثانية و الله أعلم إيه هي أسبابها الحقيقية......
نظرت كاميليا لثريا بحزن وقلة حيلة و هي تنفي برأسها اتهاماته القاسية لتجيبه ثريا : كل اللي في دماغك داه غلط و مفيش حاجة منه صح... فادي حفيدي و انا كمان بخاف عليه زيك او أكثر منك كمان و أكيد مش حاذيه..... البنت اول يوم جات فيه كانت عادية بوشها الحقيقي و انا اللي قلتلها تعمل کده... كاميليا بنت جميلة جدا و الفيلا مليانة حرس و رجالة فخفت عليها ان حد يتعرض لها يعني كل اللي حصل كان بعلمي... انت ليه مكبر الحكاية بس....
شاهين بنبرة غاضبة : "لما حد غريب يتجرأ انه يدخل فيلا شاهين الألفي و يتحرك فيها من غير انا أعرف دي في حد ذاتها كارثة، خاصة إنك أنت عارفة ومشجعاها كمان بالرغم من انك عارفة ان أكثر حاجة بكرهها في حياتي هي أن حد يكذب عليا او يستغفلني...
ثريا محاولة تهدئته :" يا إبني صدقني الحكاية مش كده...... رمى شاهين المنديل على الطاولة بعنف قبل أن يقف م مكانه قائلا بصرامة : " بعدين نتكلم في الموضوع داه... انا مش فاضي دلوقتي، و يكون في علمك انا مش هعدي اللي حصل على
بصق كلماته بقسوته المعتادة قبل أن يغادر الفيلا تاركا كاميليا المسكينة ترتجف من الخوف من تهديده و هي تتخيل نفسها وراء قضبان السجن..... لتحاول ثريا طمئنتها :" متخافيش يا بنتي شاهين إبني دايما كده لما بيتعصب بيقول أي كلام بس هو بعدين حيهدي و حيعرف ان الحكاية مش مستاهلة كل الدوشة دي خصوصا ان انا اللي قلتلك إعملي كده.. يلا كملي فطارك و انا حقول للسواق يوصلك جامعتك انت بقالك مدة مرحتيش".
بعد أسبوعين......
في كافتيريا الجامعة ، تجلس كاميليا كعادتها مع هبة يتبادلان أطراف الحديث ، متجاهلة نظرات الإعجاب الموجهة إليها من الطلبة والدكاترة....
كاميليا بسخرية و هي تراقب صديقتها تضع رأسها على الطاولة لتنام :" إيه يا ست جولييت لسة سهرات الحب شغالة مع الاستاذ عمر...
هبة بنعاس : "اسكتي خليني أعرف أنام شوية قبل ما ندخل المحاضرة الثانية....
كاميليا : طبعا تلاقيكي نايمة الفجر... يا بختك
هبة بمزاح :" الله انت حتقري عليا يا بنتي... بكرة تحبي و تعشقي و حتعرفي يعني إيه التضحية في سبيل "الحب". كاميليا ضاحكة: "مش لما ألاقي حد يحبني و أحبه الأول ". هبة بحركة درامية : " بقى كاميليا هانم ملكة جمال الجامعة كلها مش حتلاقي حد يحبها.. دا انت معجبينك بالهبل انت بس شاوري ".
كاميليا بضجر :" و هما فين المعجبين دول عم زكريا ابو كرش قضى عليهم كلهم واحد واحد.....
هبة و هي تنفجر من الضحك : و الله فكرتني بعك زكريا داه هو أخباره إيه....
بملل و هي تجمع عدة الأوراق أمامها و تضمهم في ملف واحد : "اهو متلحق في قهوته صبحو ليل و كأنه معندوش عيلتين يروحلهم.... داه غير عرض الازياء اللي هو عامله داه واخذ دستة قمصان شبه بعض اللي بخطوط رفيعة دي من بتوع عشرين جنيه و كل يوم بيلبس منهم قميص.....
هبة و هي تغمزها ضاحكة :" بيرجع شبابه.. داه كله علشانك يا جميل.....
كامليا بنظرات حانقة بنت انت تلمي احسن و الله حكلم الاستاذ عمر بتاعك و أقله انك بتغازلي رجالة....
هبة بشهقة درامية : " و يهون عليكي الكرواسون و القهوة اللي اللي شربناها مع بعض.. مكانش العشم يا كوكي".
كامليا : "عشان تحرمي تتريقي وخلي عمك زكريا ينفعك.... استقامت هبة في كرسيها و هي تقول بجدية :" عارفة يا كامي النهاردة بالليل فرح صاحب عمر ... اسمه أيهم البحيري دكتور جراح متجوز بنت عمه، هي كمان دكتورة زيه بس إيه لو تشوفيها زي القمر و عمر كان طلب مني إني أروح معاه بس مقدرتش".
كامليا باهتمام : "أكيد الدكتور داه صاحب شاهين بيه بردو".
هبة بإيجاب : "أيوا داه صاحبهم الثالث الانتيم....
كاميليا بسخرية :" قصدك ثلاثي الشر".
هبة بضحك : يابنتي لمي لسانك المتبري منك داه... و متنسيش ان اللي بتتكلمي عليه داه حبيبي حيبقى جوزي انشاء الله قريب... و بعدين عمورة داه مش زيهم هو حنين و متواضع جدا عكسهم و الدليل انه عاوز يتجوز واحدة أقل من مستواه بكثير بالرغم من معارضة والدته إلا إنه متمسك بيا جدا و عاوز يعمل خطوبة في أقرب وقت.. ".
كامليا :" طيب و مستنية إيه متفاتحي اهلك و تحكيلهم الموضوع... انت لحد إمتى حتفضلي تكلميه في السر و تخرجي
>معاه مين غير ماحد يعرف انت عارفة ان داه غلط ياهبة و ميصحش تعملي كده انا بصراحة كنت عاوزة انبهك بس خفت تزعلي مني ".
هبة بنفي :" لا لا انا عارفة ان اللي بعمله غلط و عمر كمان قلي كده هو مش عاوز تكون علاقتنا بالسر بس انا اللي خايفة و مش قادرة اتكلم مع بابا... هو أكيد لسه منساش اللي حصل زمان الحكاية مش بالسهولة اللي انت متخيلاها".
كاميليا و هي تربت على يدها الموضوعة فوق الطاولة :" معلش ياهبة استحملي انا عارفة ان الاستاذ عمر شخص کویس و بيخاف عليكي علشان كده متستسلمیش و قولي لأهلك.. انت كده كده حتقوليلهم النهاردة او بكره فليه تأجلي، انت لازم تعرفيهم في أقرب وقت علشان لو حصلت مشكلة تقدري تحليها من دلوقتي بلاش تضيعي وقت".
هبة بتوتر : بس انا خايفة من بابا ليزعل مني داه زمان لما جات مامة عمر عندنا و هددته... حبسني في البيت و منعني حتى أروح المدرسة و دلوقتي مش بعيد يعيد اللي عمله من سبع سنين و يحرمني اروح الجامعة ".
كامليا بنفي: يا عبيطة زمان غير دلوقتي خالص ساعتها كنتي صغيرة و هو كان خايف عليكي بس دلوقتي انت كبرتي و كمان الاستاذ عمر كبر و بقى مسؤول و يقدر يحميكي و يقف في وش عيلتك و عيلته كمان.. و بعدين انا ممكن آجي و اتكلم مع عم منصور و أكيد هو حيتقنع و متنسيش كمان طنط خديجة هي أكيد لو حكيتيلها هي حتساعدك دي أكثر واحدة تعرف الاستاذ عمر ".
هبة و قد انفرجت أساريرها بعد أن سمعت كلام صديقتها المشجع : " انا كمان فكرت كده وبكره إنشاء الله حكلمها و اقلها ... عشان عمر قلي انه بعد فرح صاحبه حيجي البيت عندنا حتى لو انا مقلتلهمش".
>حتى لو انا مقلتلهمش".
كاميليا بمزاح : الحب يا سيدي....
هبة بنبرة حالمة : " اصلك متعرفيش انا بحبه قد إيه و مش مصدقة انه رجعلي من ثاني بعد السنين دي كلها .. انا خايفة اخسره يا كامي ساعاتها حموت بجد".
كاميليا بابتسامة :" متخافيش هو اصلا مش حسيبك داه ممكن اصلا يخطفك... هو حيلاقي أجمل و الا أرق منك يا بيبة".
هبة بغرور كاذب : طبعا يابنتي وقريبا حبقي هبة هانم...... كاميليا بضحك : "مش لايقة عليكي الصراحة... ثم أضافت باستدراك... يا لهوي دا انا عمالة أرغي و أضحك من الصبح وناسية المصايب اللي عندي".
هبة : "يا بنتي انسي و لا يقدر يعملك حاجة انا حقول لعمر و هو حيتصرف متخافيش و كمان الست ثريا أكيد مش حتخليه يعملك حاجة".
كاميليا بنفي: "دي ست كبيرة و بتنام من المغرب و مبتبقاش حاسة بحاجة وحتى لو كانت موجودة مش حتقدر تقف في وش إبنها انت مشفتيشه يا بيبة داه شيطان زي ما بيقولوا عليه... دماغه سم بشكل رهيب ... داه طلعلي تهم من الهواء مكانتش حتخطر على بال أي حد حتى بعد عشرين سنة و المشكلة انها صح... هو لو راح اشتكاني للشرطة حيطلع معاه حق عشان اللي انا عملته داه غباء و مفيش حد يعمله إلا إذا كان حد حمار زيي ".
هبة :" بس والدته كانت عارفه.....
كاميليا مقاطعة: "يا بنتي داه إنسان ما بيخافش من حد لا تقوليلي والدته و لا أبوه..".
هبة : "طيب مش انت قلتي انه بقاله مدة مش بكلمك و بيعاملك و لا كانك موجودة".
كاميليا : "أيوا بس المشكلة في الدلوع ابنه الاستاذ فادي بقى
كل يوم عاوزني ابات معاه.... و بقيت مجبرة إني أعمل كده أنا معدتش قادرة انام طول الليل بفضل سهرانة علشان خايفة يدخل عليا او يعملي حاجة ... او حتى يقتلني ".
هبة باستغراب: "لا طبعا يا كامي مش للدرجة دي داه مهما كان شاهين الألفي... داه كل البنات بتجري وراه و بتترمي تحت رجليه يعني أكيد مش حيعمل حاجة زي دي و بصراحة انا مرة سألت عمر عليه فقلي إنه صحيح عنده علاقات كثير مع الستات و بيعمل حاجات كثير مقرفة معاهم بس عمره ما أجبر ست انها تكون معاه بالغصب...... لا لا انا مفتكرش انه حيأذيكي بالشكل داه و بعدين زي ما قلتلك انا حكلم عمر و أحكيله و هو حيوصيه على الاقل يغير معاملته الزفت ليكي ".
كاميليا بسخرية :" ما أعتقدش انه حيسمع منه داه بيعاملني اقل من أي خدامة في الفيلا... و كل مرة بيهددني انه حيعاقبني علشان استغفلته و كذبت عليه داه لسه منسيش اللي حصل و ناوي يعاقبني بس مأجل التنفيذ ".
هبة :" داه إيه الرعب اللي انت عايشة فيه داه يا بنتي... بقلك إيه انت تسيبي الشغل أحسن الرزق بإيد ربنا ".
كاميليا بتنهيدة : " انتم ليه مش عاوزين تفهموني انت و الست ثريا و طنط خديجة... بقلك بيهددني
و حاطط إثنين من القاردز بيراقبني ليل نهار حبقى اوريهملك لما نطلع.. بقلك إيه خلينا نغير الموضوع داه انا معدتي تقلبت و جسمي كله بترعش من الخوف......
ليلا في فيلا البحيري.........
ألقت المزينة الميكاب أرتيست نظرة أخيرة على ليليان بعد أن أنهت وضع حجابها الأبيض المزين بفصوص لامعة الملائم مع ثوبها العرائسي الأبيض الفاخر لتتمتم قائلة بإعجاب: "مشاء الله يا ليليان هانم بصراحة انت زي القمر مفيش أجمل من كده، داه أيهم بيه حيتجنن الليلة دي".
إنسكبت دموع ليليان تلقائيا و ارتفعت شهقاتها دون وعي منها بعد أن سمعت إسمه لتشهق المزينة قائلة بعتاب خفيف : "لسه
كده بس يا هانم.... ارجوكي بلاش عياط انت كده حتبوزي الميكاب .... ".
كانت ليليان في عالم آخر حتى انها لم تكن منتبهة لحركات المزينة و هي تحاول تجفيف دموعها بخفة متجنبة إفساد مساحيق التجميل التي وضعتها على وجهها منذ قليل..... لتزفر الأخرى بيأس وتتراجع متجهة الى خارج الغرفة تاركة ليليان تبكي بقوة.....
بعد لحظات دخلت كاريمان مسرعة و هي تتجه نحوها و تضمها بحنان قائلة بلهفة : مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، في حاجة مش عاجباكي و عاوزة تغيريها......
نفت ليليان برأسها دون أن تتكلم لتعيد الأخرى سؤالها و علامات القلق مرتسمة على وجهها :" أمال فيكي إيه يا بنتي إحكيلي إيه اللي حصل؟.
لیلیان بصوت متقطع : "مفيش.... إن..... ا بس... إفتكرت... ما..... ما ."
کاریمان بحزن :" الله يرحمها يا حبيبتي، هي أكيد في مكان أحسن من داه وأكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة... يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح .....
اومأت لها ليليان و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها : "لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز غصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي..... فينيك يا ماما وحشتني اوي
قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة ضبط ماكياجها.....
بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم ، لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها، ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم جسدها المنحوت ببراعة و الذي
نافس أجساد عارضات الازياء.. حجابها الأبيض يضم وجهها الفاتن الذي
تزين بألوان وردية هادئة جعلتها شبيهة بأميرات القصص الخيالية.
إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة، هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه
الدرجة ابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة.....
وضع أيهم يده على خصر ليليان و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه......
الحفل كان خياليا... قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات
الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه....
بديكور الفخم باللونين الأبيض والبنفسجي، يتخللهما لون أزرق خافت عند كرسي العروسين
كل شيئ يصرخ بالفخامة والبذخ... الطاولات الزهور الشموع المنتقاة بعناية.....
الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها....
اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها.... و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد
صعودها الى الجناح المخصص للعروسين......
حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول
من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها......
في نهاية الحفل.. ودعت أفراد عائلة عمها و صديقتها الوحيدة أمنية التي شجعتها وحاولت تهدئتها قليلا....
سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها
شهقت بقوة عندما شعرت بجسدها يطير في الهواء و ذراعين قويتين تحملانها بخفة ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها.....
قبل أن يهتف بصوت مشاكس: "إسم الله عليكي يا قمر اتخضيتي..... انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل". أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم وهي تحاول السيطرة على إرتجاف جسدها و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما
إقتربت خطواته من باب الغرفة.
أشار لها برأسه لتفتح الباب بالكارت الخاص
الذي وجدته في جيب بدلته....
ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه... جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائف اللطيف، قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب : "إيه مالك ياليلي ؟ من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة... تكونيشي خايفة مني
تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك.... و الليلة دخلتنا".
ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة : "أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة".
إقترب منها أيهم ثم رفع يديه ليفك حجابها متجاهلا نفورها منه ... و هو يقول ببرود قاتل : متخافيش.. لو فضلتي مطيعة
منه ... و هو يقول ببرود قاتل :" متخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام ".
لم يترك لها المجال حتى تستوعب كلماته لتمتد يداه و يفتح سحاب فستانها الذي إرتخي قليلا ليكشف عن بشرة جسدها البيضاء الناعمة
تسارعت أنفاسه و ازدادت حرارة جسده و هو يتفرس ملامحها التي إزدادت جمالا بعد أن انسدل شعرها على جانبي وجهها قبل أن يهبط بنظراته الى رقبتها و مقدمة صدرها و كتفيها، قاطع تأمله شهقة ليليان المستنكرة و هي تحاول لملمة أطراف فستانها.....
ليزفر هو بغضب و يمسك يديها بحدة يبعدها قائلا بأنفاس لاهثة حاول جاهدا ان يكتمها: " و بعدين بقى إهدي... خلي الليلة تهدي".
دفعت ليليان يديه قائلة برفض : قلتلك تعبانة... إيه مبتفهمش".
أغمض أيهم عينيه بقوة و هو يحاول التحكم بالمشاعر المتنوعة التي سيطرت على جسده قبل ان يهتف بتحذير: "انا داخل جوا حغير هدومي.. اطلع الاقيكي جاهزة انا صبرت عليكي كثير و الليلة حتبقي ليا برضاك او غصب عنك يا ليليان حتبقي ملكي"....
❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥❤️🔥
الفصل الحادي عشر
راقبته ليليان بحذر و هو يدخل الحمام و يغلق الباب وراءه، تنفست الصعداء قليلا و هي تلملم فستانها قبل أن تسير بهدوء الى الخزانة تبحث عن بعض الملابس...
قطبت جبينها بتوتر عندما اكتشفت انها خالية الا من قميص نوم باللون الأبيض شفاف لايكاد يغطي شيئا
تنهدت بيأس و هي تتذكر زوجة عمها عندما كانت تنتقي لها أغراضها الخاصة من مواد تجميل و ملابس حتى قمصان النوم إختارتهم لها بعناية...و يبدو أنها رتبت جميع ملابسها في الحقائب و لم تترك لها سوى هذا القميص الفاضح...
تمتمت ليليان في داخلها قبل أن تشرع بخلع ثوب الزفاف عنها:"مسكينة مرات عمي فاكراه جواز طبيعي مش عارفة اللي فيها... الظاهر مفيش حل ثاني غير انك تستسلمي يا ليليان و ترضي بقسمتك و نصيبك، لازم تعرفي إزاي تتأقلمي علشان تعدي ايامك على خير...".
انتهت من إرتداء القميص و الروب الخاص بيه ثم اتجهت نحو المرآة لتبدأ في إزالة مساحيق التجميل بهدوء....
أنهى أيهم إستحمامه ثم خرج من الحمام بعد أن ارتدى بنطالا قطنيا من اللون الرمادي...قطرات المياه تتساقط على وجهه و صدره العاري ذو العضلات المنحوتة...
تصنم مكانه للحظات عندما رآها أمامه بتلك الهالة المثيرة، قميص ابيض قصير لا يكاد يغطي شيئا من ساقيها البيضاوين و شعرها البني ينسدل وراء ظهرها
بشموخ...
أطلق صفيرا مشاكسا يملؤه المكر و هو يقترب منها ليضم جسدها من الخلف و ينحني ليرتكز بذقنه على أعلى كتفها الأيمن بجانب رقبتها...محدقا في وجهها الفاتن الذي انعكس في المرآة، تنهدت ليليان بفتور و هي تحاول التملص منه قائلة بتوتر :"أيهم.... لو سمحت".
بدا كالمخدر و هو يغمض عينيه للحظات و يدير وجهه ليدفنه في رقبتها و شعرها هامسا بصوت أجش :"كل الجمال داه ليا... ليا انا لوحدي".
ذعرت ليليان من نبرته المتملكة و التي تدل و تأكد لها أن ليلتها لن تمر على خير...تصلب جسدها بين ذراعيه و تسارعت دقات قلبها و هي تحدق في صورتهما معا في المرآة...أخذ ايهم نفسا عميقا متلذذا برائحة الفانيليا التي كانت تنبعث من شعرها و جسدها قبل أن ينحني فجأة و يحملها بخفة متجها نحو الفراش الوثير...
وضعها برفق قبل أن يستلقي الى جانبها و يميل الى شفتيها ليلتقطهما بين شفتيه في قبلة طويلة خبيرة بث فيها كل شوقه و رغبته في الحصول عليها منذ سنين، لم يشعر بنشيج جسدها و ارتجافه بين يديه
و اختناق أنفاسها حتى كاد يغمى عليها...
ابتعد عنها لتشهق بصوت مسموع و هي تضع كليتا يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها، الا انه احكم قبضته على خصرها و الاخرى خلف رأسها خلف رأسها ليعيدها اليه من جديد و يعصرها بين أحضانه مانعا عنها كل محاولات الهرب....
صاحت بصوت مختنق، لم تعد تتحمل قربه منها او لمساته لها، لن تستطيع مجاراة جنونه...وهي التي فشلت في الصمود أمام رغبته الجامحة و التي استشعرتها بمجرد قبلة....أيهم أرجوك بالراحة....مش حقدر كده...
ضاعت كلماتها لتصرخ بألم و هي تشعر بعظام جسدها تسحق بين صدره الصلب و ذراعيه الخشنتين و صوت همسه الخافت يشق طريقه جيدا الى مسامعها :"ششش انا بحلم بالليلة دي بقالي سنين، حتى شوفي....
أبعد يده عن خصرها ليضع سبابته على مكان في صدره و تحديدا فوق قلبه و هو يضيف :" عملتلك مفاجأة.. انا كتبت إسمك فوق قلبي بالضبط علشان تشوفيه كل مرة نبقى فيها مع بعض....
توسعت عيناها و هي تقرأ أحرف إسمها المكتوب بخط عربي...ليلياني...رمشت عدة مرات بأهدابها الطويلة غير مصدقة لما تراه أمامها لترفع نظرها اليه و تصطدم بعينيه الحادة التي ترمقها بانتظار لتقول دون وعي :"انت قصدك إيه بداه...
تجاهل مشاعرها المتخبطة و عيناها اللتان تشعان حيرة ليقترب منها من جديد و قد غامت عيناه برغبة جائعة في إمتلاكها و دمغها بإسمه الى الابد...
اطبق على شفتيها من جديد يلثمهما بنهم قبل أن ينتقل بحركات سريعة إلى وجنتيها و عينيها ثم هبط الى رقبتها يقبلها و يستنشق رائحتها بعمق و أنفاسه الهائجة تعبر عن لهفته و جنونه للحصول عليها....
كانت تدرك انه سيحصل على مبتغاه منها عاجلا ام آجلا حتى لو رفضت لتنتهي الليلة باستسلام كامل منها...بعد مقاومات بائسة و ضعيفة منها لتنهار حصونها أمام عاطفته الجياشة التي كان يبثها لها دون كلل او تعب ...
آهات متألمة صدرت منها سرعان ما كتمتها حالما ابتعد عنها و هو يستقيم ليستند بظهره على مسند السرير ثم يجذبها ليضع رأسها على صدره القوي
و هو يربت على كتفها و ظهرها بحركات رتيبة مهدئة
و هو يهمس مقبلا مقدة رأسها :"مبروك يا ليلي...دي أحلى ليلة في حياتي...".
لم تدري بنفسها الا وهي تجيبه بحقد دون أن ترفع وجهها اليه :"بكرهك... و عمري ما كرهت حد زيك".
قهقه أيهم بصوت عال و هو يحيط جسدها بذراعيه الاثنين يقربها منه أكثر قبل أن يلتف بجسدها ليصبح فوقها، ارتسمت على شفتيه إبتسامة وقحة و هو يتفرس ملامحها القلقة و عيناها اللتان توسعتا بخوف...ارتكز بذراعه الى جانبها ثم مد يده ليجذب الغطاء الذي كانت تتشبث به و كأنه طوق نجاتها...
ليهتف بمشاكسة :"طيب هاتي الغطاء داه و انا حوريكي إزاي تكرهيني كويس ...
تمسكت بالملاءة بقوة و هي تتراجع بجسدها مبتعدة عنه هادرة بصوت ضعيف :" لا إبعد عني يا أيهم... انت أخذت اللي انت عاوزه سبني في حالي...".
ضغط على شفتيه بقوة و هو يعود بجسده الى الوراء ليستلقي من جديد هاتفا بهدوء:"انت مراتي يا ليليان مش واحدة من الشارع، ميصحش الكلام اللي انت بتقوليه داه...ليليان و هي تقاطعه بقوة :" و لما انا مراتك بتفرض عليا نفسك ليه.... ايه متقليش انك محسيتش برفضي ليك ".35
زمجر أيهم بغضب و هو يلتفت لها بعينين حمرواين تطلقان شرارت غاضبة قائلا بصرامة :"ليليان....انتبهي لكلامك و متخلنيش اقلب عليكي وانت أكثر واحدة عارفاني لما اتحول ، مش علشان ساكتلك و براعيكي حتسوقي فيها انا الليلة دي قررت اني انسى كل حاجة و أعاملك على انك عروسة بس الظاهر مصرة على انك تشوفي وشي الثاني في ليلة دخلتنا... سواء برضاكي او غصب عنك انت مراتي و اللي حصل داه من حقي ".
ليليان باستهزاء :" طبعا أهم حاجة راحتك...
أيهم بصوت جاف :"قومي خوذي دش خلي أعصابك تهدى و بعدين تعالي نامي و احتفظي بكلامك الفارغ لنفسك".
رمقته بنظرات قاسية تنم عن حقد دفين و هي تستقيم بجسدها محاولة النزول من الفراش ببطئ...
صرخت بألم قبل أن تستلقي من جديد و هي تغمض عينيها بقوة لتكتم دموعها التي تجمعت داخل حدقيتيها تنتظر إذنها للنزول...
شهقت بخفة عندما شعرت بنفسها تطير في الهواء و ذراعين صلبتين تحملانها بخفة،في إتجاه الحمام..
فتحت الباب بصمت ليدخل ايهم بها و يضعها على حافة حوض الاستحمام الكبير ثم يدير الصنبور لتبدأ المياه في التدفق لتندمج مع سوائل الاستحمام التي سكبها ايهم في الحوض لتتشكل الرغوة البيضاء و تنتشر رائحة النعناع و الفانيليا في الأجواء...
لم تقاومه عندما حملها مجددا ليجلس بها في الحوض و يضعها فوق سافيه بعد أن رمى الغطاء أرضا ليختبئ جسديهما تحت المياه...
تأوهت بخفوت و هي تشعر بتمدد عضلات جسدها و استرخائها داخل المياه الدافئة لتستند برأسها إلى صدره و تغمض عينيها بتعب بعد ليلتها الطويلة،
لتتوقف عن القلق و التفكير في سبب تغيره الطفيف معها و معاملته اللائقة التي أدهشتها....
صباحا استيقظت ليليان و هي تستشعر ملمس الاغطية الحريرية التي تلف جسدها.. فتحت عينيها ببطئ لتجد نفسها في غرفة كبيرة مختلفة عن غرفتها...استغرق الأمر منها لثوان حتى تدرك وجودها في غرفة الفندق،زفرت بخفوت قبل أن ترفع الغطاء بتمهل لتجد نفسها ترتدي قميصا رجاليا يبدو أنه لأيهم، لمع ذهنها بومضات خافتة لتدرك ان آخر ماحدث معها البارحة هو نومها في حوض الاستحمام بين ذراعي زوجها...
قلبت عينيها في أرجاء الغرفة لتجدها خالية... مشت بخطوات متمهلة لتفتح باب الحمام الذي وجدته بدوره فارغا...
استدارت في اتجاه الشرفة و هي ترجح وجوده هناك بعد أن وصل إلى أنفها رائحة سجائر خفيفة...
توقفت مكانها عندما لمحته يتكئ على السياج الرخامي للشرفة...تأملته بشرود لأول مرة في حياتها
تقر بوسامته...جسده الرياضي الضخم و ذراعيه القويتين و عضلات بطنه و صدره المنحوتة بدقة و كأنه أحد آلهة الإغريق، شعره الاسود الناعم الذي يحرص دائما على تصفيفه، بشرته البيضاء التي تتحول إلى حمراء قانية عند غضبه الذي يتجلى بوضوح في عينيه الخضراء الحادة التي ورثها عن والدته التركية....
لو لم تكن تكرهه لكانت من اول المعجبات به، لطالما سمعت همهمات الممرضات و الطبيبات زميلاتها و هن يتحدثن عن وسامته و أناقته الفائقة و شخصيته الصارمة المسيطرة التي تجعله محط إعجاب أي أنثى...
افاقت من تأملاتها على صوته الساخر و هو يقول :"حتفضلي متنحة كده كثير".
عضت وجنتيها من الداخل و هي تشعر بتصاعد الحرارة الى وجنتيها لتجيبه بارتباك :"صباح.. الخير
انا كنت بدور عليك بس".
توقفت عن الكلام عندما وجدته يتفرس جسدها و على وجهه إبتسامة خبيثة... لترمقه بدورها بنظرات غاضبة و تسارع بالدخول الى الغرفة من جديد و هي تشتمه :"السافل مش بيفكر غير في قلة الأدب...".
لحقها أيهم و هو يقهقه بصخب على مظهرها الحانق و التي بدت فيه و كأنها طفلة صغيرة غاضبة.. إرتمى على الاريكة و هو يستجمع أنفاسه قائلا :" هدومك هناك البسي بسرعة علشان موعد الطيارة بعد ساعتين".
نظرت ليليان إلى الاريكة موضع إشارته لتجد كيسا ورقيا أخذته بلا مبالاة و هي تتجه الى الحمام ليستوقفها صوته الضاحك و هو يقول :"مفيش داعي تقدري تغيري هنا... ما أنا خلاص شفت كل حاجة و بالتفصيل كمان".
تسمرت مكانها للحظات وهي تلعنه في سرها قبل أن تسرع الى داخل الحمام صافقة الباب وراءها بعنف...
فتحت الكيس لتجد فستانا أنيقا باللون الأحمر الغامق بحزام ذهبي و بعض النقوش على الاكمام و الصدر، يرافقه حجاب رقيق باللون الذهبي و حذاء بكعب عال بنفس اللون.
لوت ثغرها بتعجب و هي تقول بسخرية قبل أن تبدأ في فتح ازرار القميص الذي ترتديه و تشرع في إرتداء الفستان :" راسم تاتو بإسمي على جسمه و كمان جايبلي فستان حلو دا إيه جواز المفاجآت داه.. يكونش الشيطان تغير فجأة و بقى ملاك... فاكرني مش عارفة عادته لما يحصل على حاجة جديدة بيفرح بيها يومين و بعدين يرميها لما يزهق منها ...".
__________________
في مزرعة الألفي
قفز شاهين من على حصانه الأسود رعد بعد أن قام بجولة طويلة في أرجاء المزرعة... ربت على عنقه بمحبة قبل أن يشير إلى أحد العمال ليأتي و يسلمه اللجام ليأخذ الحصان بعيدا.1
إتجه شاهين الى داخل الفيلا الفخمة التي تتوسط المزرعة بخطوات مسرعة ليجد كاميليا تجلس بجانب فادي الذي كان ينظر لها باستغراب و هي تريه بعض الصور لحيوانات غريبة لا يعرفها على جهاز الايباد....
صاح الصغير لينادي والده حالما رآها و هو يقول ببراءة :"بابي تعالى شوف في حيوانات حلوة كثير بس مامي كاميليا بتقول انها بتعيش في الغابة مش هنا...
اقترب منه شاهين ليحمله برفق ويجلس مكانه بجانب كاميليا و يجلس فادي في أحضانه و هو يسأله :" حيوانات إيه دي... ممم خليني احزر اكيد انت بتتكلم على الأسد و النمر... صح يا أسد"
ضحك فادي بصخب عندما بدأ شاهين في دغدغته و تقبيله على وجهه و رأسه ليتلوى الصغير و هو يحاول التملص من يدي والده و هو يصيح :"صح يا بابي صح...".
توقف عن ملاعبته و يوقفه على قدميه غامزا إياه بخفة قبل أن يهتف بصوت واثق:" طب إيه رأيك أن بابي عنده حيوانات اكبر من الأسد و النمر".
لمعت عينا الصغير بفرح قبل أن يجيبه و هو يصفق بيديه الصغيرتين :"بجد يا بابي... طب ممكن اشوفهم".
أنزله شاهين أمامه و هو يربت على وجنتيه قائلا حنو :"طبعا يا روح بابي تعالى".
وقف من مكانه حاملا الطفل بذراعه و يخطو بضع خطوات الى الامام قبل أن يستدير ثانية الى كاميليا التي كانت تجلس مكانها ممسكة الايباد بين يديها و هو تنظر أمامها بشرود...
شملها بنظرة مطولة من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يهدر بغطرسة:" حنبقى نستنى الآنسة لما تخلص تأملاتها و إلا إيه؟".
إنتفضت كاميليا من مكانها عندما سمعت صوته الغاضب و مشت باتجاهه مطئطئة رأسها...ليهتف شاهين مرة أخرى بنبرة اكثر قسوة :"لازم تركزي في أكثر في شغلك و بلاش سرحان ملوش لازمة".
إنتظرته ليكمل كلامه ثم أجابته بنبرة متعثرة:"حضرتك انا شفتك أخذت فادي
فقلت يمكن عاوزين تتفسحوا لوحدكم...
أشار لها بيده لتسكت و كأن كلامها بلا فائدة ليشدد بصرامة :" أي مكان يكون فيه فادي لازم تكوني فيه يلا ورايا و بلاش رغي فارغ".
زم الصغير شفتيه بحنق بريئ قبل يصرخ معاتبا والده :" بابي...مش تصرخ في وش مامي كاميليا... انا بحبها جدا مش تزعلها بليز...".لوى شاهين شفتيه بضجر قبل أن يهمس في أذنه:"حاضر يا أستاذ دودي أي أوامر ثانية ".
هز فادي رأسه بنفي ثم بدأ في النظر حوله ليشاهد انواعا كثيرة من الأشجار و النباتات لا تختلف كثيرا عن تلك الموجودة في حديقة فيلا والده.....
بعد دقائق من المشي وصلا إلى مايشبه الجلسة الخارجيةجلس شاهين على الاريكة واضعا فادي في حجره كعادته بينما جلست كاميليا على الكرسي المنفرد، لحظات حتى ظهر أمامهما رجل و إلى جانبه حيوانين ضخمين يشبهان النمر و لكنهما أضخم بكثير....صرخت كاميليا دون وعي و هي تقفز من مكانها لتجلس بجانب شاهين و هي تتمتم برعب :"و النبي خليه ياخذهم من هنا...دول حياكلونا".
قهقه شاهين بصخب قائلا :" دول مدربين و مش بيأذو حد غير بأوامري متقلقيش.... على الاقل دلوقتي...".
لم تركز كاميليا على كلماته بقدر تركيزها على الوحشين القادمين باتجاهها، رفعت قدميها على الكرسي بطريقة طفوليه قبل أن تسمع فادي يسأل والده :" بابي هو داه نمر كبير ".
شاهين بنفي :"لا داه إسمه Liger باباه أسد بس مامته هي أنثى النمر و هو أكبر من الاثنين... فهمت".
فادي ببراءة:"فهمت يا بابي طيب قلي هما أساميهم إيه".3
أمسك شاهين كف الصغير ثم وضعه فوق رأس أحد اللايجر الذين جلسا بطاعة على مقربة منه ليداعب فرائه... قائلا ببساطة :" داه إسمه... دايمون... و الثاني إسمه سيزار
إيه رأيك حلوين يا بطل ".
تستمر القصة أدناه
اوما الاخر بحماس و هي يجيبه :"جدا يا بابي خلينا ناخذهم على الفيلا ".
شهقت كاميليا في داخلها و هي مازلت تقبض على ذراع شاهين دون إنتباه منها مركزة بصرها على الحيوانين تنتظر أي حركة منهما لتهرب بعيدا او تتسلق أحد الأشجار...
رأت إصرار فادي على اصطحابهما إلى المنزل لتقاطعه باندفاع:" هو انت شايفهم قطط علشان تأخذهم البيت... دول قد الديناصورات مينفعش يتربوا اصلا انتوا لازم تسفروهم أفريقيا و تسيبهم يعيشوا في الغابات هناك ".
رمقها شاهين باستهزاء قبل أن يردف :" اسفرهم أفريقيا؟؟؟ ... إنت عارفة دول ثمنهم كام يا جاهلة؟؟؟ أكثر بكثير من أي مبلغ ممكن تتخيليه في دماغك ".
كاميليا بعدم إهتمام :" و هو مين حيشتري وحوش زي دي إلا إذا كان واحد مجن..... ".
ابتلعت كلماتها في جوفها بعد أن أدركت غباء ما تفوهت به لترفع رأسها ببطئ و تجده ينظر لها باستهزاء و هو يقول بتهديد جدي :" كلمة كمان و حوريكي المجنون داه حيعمل فيكي إيه...
أومأت بطاعة ليتجاهلها شاهين و يقف من مكانه و يأمر اللايجر ان يتبعاه... بينما هي تسمرت مكانها لاتدري أين تذهب هل تتبعه ام تجلس مكانها حتى يبتعد بهذه الوحوش المخيفة ثم تهرب إلى الفيلا ....
تابعت سيرهم بأنفاس متقطعة و هي تدعوا الله أن لا يتفطن لتخلفها عنه فجأة رأت شاهين يضع فادي أرضا بعد أن تمتم ببضعة كلمات في أذنه ليركض الصغير نحوها...
ماجعل كاميليا تشتمه مرحبا سرها قائلة :"الله يخرب بيتك إيه اللي رجع الواد المجنون داه...داه طلع مجنون زي أبوه.. داه إيه عيلة المجانين دي الام بتقلي تنكري و أخفي وشك و ابنها مربي اسود في البيت و كأنها قطط و الحفيد عاوزني أبقى مامته بالعافية ".
وصل فادي إليها ثم أمسكها من يدها و هو يجرها قائلا برجاء:" مامي كاميليا بليز تعالي نشوف ديمون و سيزار و هما بياكلوا ".
تبعته كاميليا و هي تهمس بحنق :" دول بياكلو لحمة تكفي حارتنا اسبوع بحاله ثم أضافت بصوت عادي فادي يا حبيبي انا ميس كاميليا مش مامي... بلاش تقلي تناديني كده علشان ...".
فادي و هو يعبس بحزن :"بس انا عاوزك تبقي مامي انا عندي بابي بس و كل صحابي عندهم مامي و بابي".
شعرت كاميليا ببعض الشفقة على هذا الطفل المسكين لتهم بالرد عليه لكن صوت شاهين الغاضب قاطع أفكارها و هو يقول :" حسابك بعدين على اللي انت عملتيه دلوقتي... يلا يا فادي نشوف اللايجرز انا خليت المدرب بتاعهم يرجعهم مكانهم ".
مشى الجميع حتى وصلوا إلى ركن شاسع مسيج بأسلاك حديدية عالية حيث يقبع اللايجرز بداخله و أمامها كومة كبيرة من اللحوم يأكلانها بنهم...صفق فادي بحماس و هو يشير بيده الى أحد الحيوانين متسائلا :" بابي هو داه سيزر صح.... ".
ابتسم شاهين على طفله قبل أن يجيبه :"صح سيزار أضخم شوية من دايمون....انا حجيبك كل أسبوع علشان تشوفهم مدام عجبوك بالشكل داه".
فرح شادي بشدة و قام بتقبيل والده طويلا قبل أن يعود لمشاهدة الحيوانات...
اما شاهين فقد إستغل إنشغال الطفل ليمد يده و يجذب كاميليا من ذراعها ليجعلها تقف إلى جانبه... ليقول باللغة الروسية بعد أن علم من والدته ان كاميليا تستطيع التحدث بها :"انت تتكلمين الروسية صحيح".
تفاجأت كاميليا بسؤاله قبل أن تومئ برأسها بإيجاب :"أيوا".
شاهين :"انا لا أريد لفادي ان يفهمنا...لقد رأيتك منذ قليل تمنعينه من مناداتك بمامي".
كاميليا و قد تذكرت تهديده :" لانه لا يجب أن يتعود على ذلك بينما أنا سأترك العمل آخر هذا الشهر "
رفع شاهين حاجبه الى الأعلى ليقيمها بنظرات غرور واضحة قبل أن يهدر بغطرسة :"انت حقا حمقاء تظنين انني نسيت كيفية دخولك الى منزلي و حصولك على العمل و انك ستفلتين من عقابي لك على استغفالك لي...إسمعيني جيدا انت لاتريدين ان تكوني طعاما لهذه الحيوانات المفترسة التي تشاهدينها أمامكي... أقسم انني لن أتوانى عن رميك أمامهم انت و جميع عائلتك يا حثالة....ابقي مطيعة و لا تتسببي في حزن فادي مرة أخرى دعيه يناديكي بما يشاء..لك الشرف ام يناديكي مامي، لو انه فقط يعلم حقيقتك لما اقترب منك ابدا... صدقيني انت لاتعلمين جيدا من أنا فاحذري جيدا من إثارة غضبي "
ارتجفت كاميليا رغما عنها من تهديداته الجدية و شعرت بانقباض قلبها من شدة خوفها خاصة بعد أن أضاف باللهجة المصرية :" انا عارف عنك كل حاجة على فكرة من يوم ما إتولدتي لغاية اللحظة دي و عارف كل عيلتك و حارتك الفقيرة اللي انت جاية منها.. حتى هبة صاحبتك اللي ناوي عمر يتجوزها... فخليكي مطيعة احسن عشان انا بكره الست العنيدة اوي فهمتي يا ميس كاميليا و الا أعيد ثاني".
جف حلقها و ارتجفت ساقيها لتستند على السياج بثقلها و هي تهتف بتوتر :" فهمت ".
تجاهلها ليعود لملاعبة الصغير الذي بدا مسرورا جدا بنزهته الفريدة غير واع بما يحصل حوله......
❤️🔥دمتم ساالمين ❤️🔥..
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا