رواية رحم للايجار الفصل الثامن والسبعون 78 ج2 والاخير الجزء الثالث بقلم ريحانة الجنة


رواية رحم للايجار
الفصل الثامن والسبعون 78 ج2 والاخير 
الجزء الثالث
بقلم ريحانة الجنة

((حب الفرسان))
احساس الخوف ودقات قلبها اللي بتزيد بقلق غريب مش قادرة تحدد سببه ولا مبرره كل لحظة بيزيد جواها بشكل مخيف...برغم انها لاول مرة تشوفه في حالة النشاط والسعادة دي !! عنده طاقة غريبة وحماس مختلف !! مش قادرة تحدد هو ايه السبب في التغير ده ...معقول وجوده في بيته القديم ومجرد صور متعلقة علي الحوائط وشوية ذكريات يكونوا هما السبب في حالة الاستقرار النفسي اللي هو فيها دي !؟ معقول مجرد ذكريات لإنسانة ماتت من سنين طويلة تقدر تحسن من حاله ونفسيته للدرجة دي !؟ 

كانت بتشوفه وهو واقف معاها بيجهز الاكلة اللي بتفكره بيها بكل طاقة وفرحة ابتسامته مع كل حركة وحواره الممتع عنها وعن مواقفهم سوا في نفس المكان ده زمان كان بيخليها بتبتسم بحب ليه عن جمال الحالة اللي بيوصف بيها كل اللي فات وكأنه رجع شباب لنفس العمر اللي كان عليه وقت ما كان عايش معاها ...كانت بتسمعه وتتجواب معاه وهو بيتكلم وبيتشاركه الاكل بجوع ونهم غريب وضحكهم بشكل طفولي وطلقائي علي كل موقف وحكاية بيحكيها ليها وخفة دمه المعهودة زمان واللي حضرت الليلة دي عليه بشكل مفاجأ...

لكن فجأة شافته بيتألم وبعد عن الاكل بتعب وملامح متألمة ..قلقت وقربت منه بدهشة !! 

عشق : مالك حبيبي فيه ايه !! سبت الاكل ليه !؟

كان بيضم بطنه بتعب وآلم حاد : انا شكلي نسيت نفسي واكلت زيادة شوية ...انا اصلي مش متعود اكل حاجة تقيلة وكمية كبيرة بالشكل ده من سنين ...

عشق بتأكيد لكلامه: انا عارفة انا من يوم ما عرفتك وانا بلاحظ ان اكلك قليل اوي وكمية صغيرة جدا ...

عدي بدأ الألم يزيد جواه وتاثيره يظهر علي ملامحه واصابه الغثيان بشكل مفاجأ واتحرك بسرعة واتخلص من كل الاكل اللي اكله بشهية من دقايق بسيطة ...عشق كانت متوترة وخايفة بشكل مرعب من الحالة اللي اول مرة تشوفه عليها كانت جنبه ورافضه تسيبه وتبعد زي ما طلب منها اصرت تفضل جنبه لحد ما اتخلص من كل الاكل اللي دخل معدته وبعدها ساعدته في الاستحمام لان حالته كانت مرهقة ومؤلمة بشكل ملحوظ اخدته لغرفته وسريره ونام في حضنها بتعب وهزيان ....

عشق بخوف عليه وهي ضماه كأنه طفل ضعيف: مالك يا عدي ! اول مرة اشوفك تعبان كدة ...كل ده علشان اكلة بسيطة معقول !! شكلك تعبان اوي وجسمك كله كأن الدم مسحوب منه ...قولي احاول اشوف دكتور !! هكلم حد من الحرس تحت يتصرف ويجيب دكتور بسرعة ..

منعها واتمسك بإيديها قبل ما تسحب التليفون وتكلم الحرس...والتقط انفاسه بتعب وارهاق...

عدي : لا لا ما تكلميش حد ...انا مش محتاج دكتور...انا عارف علاجي كويس وموجود معايا اهدي شوية ومعدتي تهدا وهاخده بس دلوقتي مش هقدر اخد اي حباية دواء مش هقدر....انا دلوقتي هبقي كويس ما تقلقيش ...اهدي بس ما فيش حاجه تخوفك كدة...

عشق مش قادرة تصدقه انه بخير وخوفها عليه بدأ يزيد ...

عشق: عدي انا مش مرتاحة قولي بصراحة انت مخبي عليا ايه !؟ اليوم كله ملخبط ومش فاهمة حاجة...اوله شوفتك انسان جديد عمري ما شوفته فرحان ومبسوط وبتضحك من قلبك وكانك رجعت شباب تاني وبقيت مستغربة هو معقول انت لسة فاكر حلا مراتك الاولي بالشكل ده ولسة فاكر كل ذكرياتك معاها !! معقول وجودك في بيتها يرجعلك الحيوية والروح كأنها دبت فيك وفي ضحكتك وعيونك بالشكل ده !!!! ...وفجأة تتعب وتقع كدة !! انا عايزة افهم ارجوك !! 

خرج من حضنها واتكأ بظهره لسريره بهدوء واتنهد بحزن وارهاق...والتفت ليها بضعف .

عدي : انا كنت محتار احكيلك لكن اخدت القرار اني اصارحك بكل حاجة واحكيلك اللي مخبيه عن كل اللي حواليا حتي رعد ....لكن قبل ما احكيلك واجبلك من النهاية واخر المشوار ...ححكيلك من البداية خالص من اول الحكاية علشان تعبت من حكايتي لنفسي ...ما بقتش عارف هو انا صح ولا كنت غلط !! .هو انا كنت جاني ولا مجني عليا !! . لكن اللي متأكد منه كويس إني عمري ما قصدت اظلم اي حد عمري ما فكرت اوجع حد...لما بشوف الحكاية من اولها بلاقي اني الوحيد اللي اتظلم واتوجع....

زمان لما قابلت حلا وحبيتها واتجوزتها كانت اول حب في حياتي كانت مش مجرد بنت جميلة شوفتها وكأنها عروسة البحر خارجة من بين أمواجه وبتهل عليا تخطف عيوني وتفكيري...لا دي كانت حبيبتي وصحابتي وأمي الحنينة وسري المؤتمن...كانت كل حاجة فيها جميلة ...حتي طباعها كانت حلوة ومؤلوفة ...غضبها وعصبيتها كانت طفولية بشكل يحنن القلب عليها مش يخليني اثور واغضب او اعاند...لا خالص كانت حقيقي ملاك علي هيئة بشر....لما ماتت وهي حامل في اول طفل ليا انا وقتها كنت في حالة ضياع وفقدان للشغف والحياه....عارفة لما تحسي انك كائن ميت بيتحرك ويتنفس لكن من غير روح ولا حياه جواه ....كنت بتمني كل لحظة اتخلص من حياتي وانهيها لكن كنت بخاف اموت علي ذنب كبير زي ده واتراجع....بعدها الحياة مشيت وكملت وانا رجعت لشغلي ورعد وقف جنبي طول الوقت وتعب معايا علشان اقدر اخرج من الحالة دي وارجع حتي للشغل يمكن يلهيني وابدأ اتخطي... كملت حياتي ايوة لكن ما عرفتش اتخطي...لحد ما قابلت هنا في ليلة ومش هنكر ان اول شئ جذبني ليها هو الشبه بينها وبين حلا اللي يلخبط اي انسان ... وقتها ما كنتش لسة عارف انها اختها وتوأمها انا عرفت ده متأخر اوي ...لكن وقتها كانت مجرد بنت هربانة من اهلها ومشاكلها معاهم ...قربنا من بعض وبدأت حكايتي مع هنا...بدأت احبها واتعلق بيها ويوم عن يوم احبها اكتر....لكن الغريب انها كانت دايما عندها شك في حبي ليها ومصممة انه بهدف الشبه بينها وبين حلا!! هو حقيقي بينهم شبه ملامح لكن بينهم فرق شاسع في الطباع والصفات مافيش اي وجه شبه بينهم بالعكس هنا كانت علي النقيض تماما من حلا مختلفة في كل شئ ولو كان فيه سبب يخليني ابعد عنها وقتها كان هيكون هو طباعها وصفاتها دي لان ملعونة الملامح الحلوة واللي تشبه حلا اللي تخليني اتحمل هنا بكل صفتها اللي مش مقبولة بالنسبة ليا .... لكن انا حقيقي حبتها وده اللي خلاني اكمل معاها واتحمل جنونها وظنونها واتهامها المستمر وظلمها ليا اتحملت علشان حبيتها حتي بعيوبها ...يمكن ما نستش حلا لكن ده كان من باب الوفاء مش الخيانة دي واحدة مغطيها التراب عاشت نسمة جميلة وماتت خايفة ومرعوبة وهي بتغرق.... احساس الذنب ناحيتها واني انا اللي صممت انها تتخلي عن خوفها من البحر كان بيقتلني....كوابيس نومي اللي كانت ومازالت بتطاردني اني بقتلها واغرقها ما سابتنيش من يوم موتها بين ايديا .....حاولت كتير اقرب من هنا وافهمها ده كانت بترفض تفهم ...كان نفسي تحس بيا وتقرب مني وتفهم اني حقيقي حبتها هي والا ليه اتجوزتها وليه اتحملتها كل السنين دي ما كنت طلقتها وريحت دماغي !! لكن صبرت عليها واتمسكت بيها وخلفنا اولادنا وهي لسة بتعاقبني علي ذنب ماليش ذنب فيه ولا حتي هي ليها حق انها تعاتبني عليه وهو حبي وجوازي من حلا لان وقتها اصلا انا ما كنتش لسة اعرف هنا.. بتحاسبني علي حياة عشتها قبلها !! لحد ما ولادنا كبروا واتجوزا وخلفوا كمان ولسة هي حاسبة حسبتها وعاملة فجوة بينا مالهاش داعي..سكت واتحملت وعديت علشان بحبها وعلشان اولادنا .... كانت هتضيع مايا بنتنا بسبب انها شربتها طباعها وانانيتها من صغرها لحد ما خلتها انسانة متوحشة واديها خلاص فعلا ضيعتها وخلتها مخلوق لا يحتمل وبرغم كدة هي بنتي وبحبها ....لما قررت تنزل الشركة معانا انا ورعد بعد جواز الاولاد وانها زهقت من البيت والروتين وافقت ورحبت وقولت اهو نرجع نقرب زي زمان ونجدد شبابنا سوا ونبقي سوا في البيت والمجموعة..وبرغم رفض رعد الا إني صممت واخدت القرار انها تنزل معانا وهنا كانت مازالت شباب وعندها طموح وحيوية للشغل والنجاح....بعدها بدأت تهتم بالشغل بشكل مبالغ فيه ولما اتناقشنا صممت تنفصل عننا وتعمل بيزنس خاص بيها لوحدها وشافت ان ده احسن لينا كلنا ....واقفت علي مضض لكن كنت بحاول ارضيها واكسب ودها لاني ماعنديش اي نية اني اخسرها ....

في اللحظة دي عدي تعب وارهق من الكلام...

عدي بتعب: ممكن تفتحي شنطتي الصغيرة فيها جيب داخلي هتلاقي جواه الدواء بتاعي هاتيه من فضلك...

عشق حركت رأسها بقوة ولهفة : حاضر حاضر ثانية واحدة...

لكن بمجرد ما فتحت الادوية اتصدمت بشكل مرعب من اسماء الادوية والمرض اللي بتعالجه...قربت منه بدموع ودهشة !!

عشق : هو ده علاج لايه!؟ انت فيك ايه قولي وريحني!!

عدي سحب منها الأدوية واخد حبوب علاجه والتقط انفاسه بصعوبة ...

عدي: خاليني اكملك وهتعرفي كل حاجة في وقتها ما تقلقيش...

عشق بدموع: مش مهم اي كلام دلوقتي انت تعبان محتاج ترتاح كفاية كدة النهاردة نام وبكرة نتكلم تكون بقيت احسن ...

عدي ابتسم وهو بيمرر اصابعه علي ملامحها يمحي دموعها ...

عدي: مش هينفع لازم أكمل دلوقتي علشان يمكن ما فيش بكرة !

عشق بلهفة ورعب: انت بتقول ايه !! اسكت اوعي تقولي كدة تاني ..

عدي ضحك بوهن : حاضر يا ستي مش هقولك كدة تاني هسيبك تتفاجئي ..

ابتسمت عشق غصب عنها لضحكته : علي فكرة بايخة ومش حلوة اسكت بقي وبطل الكلام اللي يوجع القلب ده ممكن ..

عدي بص في عيونها بحزن: هو انا لما اموت هتفتكريني يا عشق !! هاجي كدة علي بالك وتترحمي عليا ولا هتنسيني و تقولي كان اناني واستغل حبي ليه وضحك عليا ومات وسابني !؟

عشق بدموع : ابوس ايدك كفاية الكلام ده انا قلبي متقطع عليك لوحده ارحمني ..ومع ذالك هرد عليك واريحك...شوف انت ازاي لسة بتقول عمرك ما نسيت حلا وفاكرها  وفاكر  كل حاجة حلوة عشتها معاها ودايما جواك !! اهو انت بقي الحاجة الوحيدة الحلوة والصح اللي حصلتلي في حياتي ومستحيل تغيب عن بالي ولا انساك في يوم ...ممكن بقي كفاية وعلشان خاطري ارتاح شوية حتي وبعد كدة كمل كلامك ..

عدي ابتسم براحة واتنهد: انا بقيت احسن خلاص... المهم بعد كدة طموح هنا زاد وكبر وصممت تسافر ايطاليا وتكمل شغلها هناك ..كان صعب عليا اجبرها ما تسافرش او اضغط عليها بأي شكل اتخانقنا ايوة وزعلنا جايز لكن في النهاية رضخت لرغبتها ووافقت وصممت اسافر معاها لاني مستحيل كنت اسيبها لوحدها ونفترق بعد السنين دي كلها ... وقتها فضلت راحتها هي علي زعل وتعب كل اللي حاوليا رعد وهمس والولاد كمان وكنت بالعكس بدافع عنها واحسن من صورتها وتصرفاتها في عيونهم كلهم حتي لو بالكذب لمجرد انها تفضل في مكانتها عندهم من غير ما تتهز...سافرنا وعشنا هنا وكنت بتابع شغلي مع رعد من هناك في فرع المجموعة لكن يوم عن يوم هنا بتبعد وتتجاهل كل حاجة بينا كنت بعاتب وازعل واراضيها مرة وتراضيني مرة لحد ما بقت حتي انها تراضيني دي مابقتش موجودة ...عارفة لما تعيشي مع حد مش شايفك اصلا !! كنت بحس اني عايش معاها مجرد خيال مش اكتر ...وقتها كان بقالي اكتر من سنتين بحس بتعب شديد في معدتي مؤلم وصعب...لكن كنت بقول يمكن من التوتر اللي بينا والتفكير والشغل كنت بنكر اني ممكن اكون مريض او محتاج دكتور اصلا ...لحد ما جه يوم وجاتني حالة من الغثيان رهيبة وشوفت الدم لاول مرة كانت بتجيني الحالة دي اوقات لكن كانت اقل وعلي فترات. ..لكن اليوم ده كانت شديدة وغريبة والدم شككني اكتر...وكانت هنا برا وقتها ولما رجعت تخيلت انها اول ما تشوفني تعبان هتجري عليا وتصمم نروح لدكتور ونفهم انا فيا ايه.. لكن اللي حصل غير كدة !!...

ورجع عدي باليوم ده بكل اللي حصل فيه.....

دخلت هنا البيت وشافت عدي قاعد مرهق وواضح عليه التعب....

هنا عقدت حاجبها بهدوء: مالك قاعد كدة ليه !! هو انت رجعت امتي !

عدي بإرهاق: رجعت من بدري..كنت تعبان اوي النهاردة اكتر من كل مرة مش فاهم فيه ايه !! والغريب اني لما جالي غثيان نزل دم بشكل غريب مش فاهم ده ايه !؟

هنا بدهشة : دم !؟ وده من ايه ! طيب عادي اطمن يمكن زورك مجروح ولا حاجة ما تخدش في بالك بقي وتوهم نفسك ..

عدي التفت ليها بصدمة: اوهم نفسي!! هو إنتي مش شايفة ان دي حاجة تقلق !؟ 

هنا قامت تبدل هدومها وابتسمت بسخرية : اكيد موهوم انت بس مش عايز تعترف انك كبرت ومحتاج طريقة حياة مختلفة وتبطل الاكل اللي بيتعب معدتك ده .. انت كبرت يا حبيبي ومحتاج اكل صحي وخفيف مش فاهمة مصمم تقف تعمل نفس الاكل التقيل بتاع مصر ده ما انا اهو قصادك محافظة علي اكلي وصحتي وبشرتي علشان افضل بكل طاقتي ...انت اللي بتعاند نفسك ...اظبط اكلك بس وانت هتبقي كويس . ويعني لو قلقان اوي روح لدكتور وشوف هيكتبلك ايه... لكن انا متأكدة ان اول شئ هيخليك تغيره هو طريقة اكلك والاصناف بتاعته...انا هدخل اخد شاور واجيلك ..

تابعها لحد ما غابت عن عيونه بصمت وصدمة جواه ... وسأل نفسه هي هنا اتغيرت ولا يمكن هي كدة من زمان لكن هو اللي كان مصمم يشوفها بصورة تانية!! هي هنا بقت أنانية فجأة ولا كل موقف وكل يوم عدي عليهم من اول ما شافتها كان بيقول انها انانية لكن هو اللي كان بيتعمد يكون أعمي ويرفض يصدق !! 

خرجت من الشاور بتاعها ودخلت سريرها ..

هنا وهي بتستخدم كريم لبشرتها وكفوفها بهدوء وبرود ...

هنا : انت مش هتنام ولا ايه !؟

عدي ابتسم بسخرية: إنتي ايه خلاص هتنامي!؟

هنا بإرهاق : اكيد هنام أنا مقتولة تعب ودماغي مش متحملة تفضل تشتغل دقيقة كمان فصلت خلاص...انت هتنام دلوقتي ولا قاعد شوية !؟

عدي اتنهد بخزلان: لا نامي إنتي انا شوية وجاي انام..تصبحي علي خير ..

هنا وهي بتغط في نوم عميق ومريح بشكل مستفز وعليه الف علامة استفهام من عدي !!!

هنا بخمول ونعاس: وانت من اهله بس خف الاضاءة اللي هناك عندك دي شوية من فضلك...

عدي التفت جنبه وخفض الاضاءة فعلا وهو عيونه عليها وجواه الف سؤال وسؤال لكن هنا اللي قصاده دلوقتي مابقاش ينفع انه يتعب نفسه ويرهق عقله وطاقته معاها في أي نقاش ...ويمكن كانت هي دي نفس الانسانة من زمان لكن كل فترة من حياتها طباعها وحقيقتها بتختلف ووضوحها بيزيد مع الايام والعمر وتقدم السنين ...

عدت الساعات وهو مازال قاعد في نفس مكانه علي كرسيه في توهة وحيرة ممزوجين بتعب مرضي واضح ومرهق...وبدأت هنا تصحي من نومها او نسميها غفلتها اللي مش مبررة ليها انها تتجاهل تعبه ومرضه اللي هو بنفسه شكاه ليها وقلقه الواضح عليه بشكل فج ويوجع أي محب تجاه الشخص الوحيد اللي كان منتظر منه يكون سنده في اللحظة دي...

فاقت هنا واتعدلت من نومتها واشعلت الإضاءة بدهشة لوجوده في نفس كرسيه قصاد سريرها من وقت ما نامت من ساعات !!!

هنا : ايه ده !! هو انت لسة قاعد كدة من امبارح !؟ إنت مانمتش ولا نمت وصحيت !؟

إتنهد بهدوء : لا ما نمتش ماجنيش نوم ... المهم إنتي نمتي كويس !! كنتي تعبانة اوي شكلك نمتي بسرعة ..

هنا بدأت تقوم من سريرها وتجهز لدخول حمامها : ده حقيقي انا كنت مرهقة جدا امبارح...قولي ماعرفتش تنام ليه !!

عدي لوي شفايفه بسخرية: لا عادي مافيش سبب كنت سهران مش اكتر...

هنا تقريبا بنسيان لحالة مرضه الليلة اللي فاتت: طيب انا هاخد شاور واجهز بسرعة لان عندي ميتنج مهم بعد شوية حبيبي ممكن تعملي كوفي بسرعة مش هلحق اعملها عايزة اجهز واخدها واطير بسرعة...

ابتسم بخيبة أمل شديدة: بس كدة !! حاضر علي ما تجهزي نفسك هعملك قهوتك معايا ...

بالفعل عملها قهوتها واخدتها ونزلت وودعته ...لكن اللي بدأ يلفت نظره ويوجعه منها انها حتي ما سألتوش انت لسة تعبان او هتروح للطبيب او شغلت نفسها بأي تفصيلة عن اللي قاله ليها الليلة اللي فاتت!! نده عليها قبل ما تخرج من الباب !

عدي : هنا !! ما سالتنيش يعني هعمل ايه وهروح للدكتور ولا لا!؟

ذمت شفايفها بنسيان وضيق من نسيانها : اوووف ! عندك حق سوري حبيبي انا بس صحيت مستعجلة ونسيت اسألك ...ها طيب قولي هتعمل ايه النهاردة هتروح للدكتور !! علي فكرة اوصل بس المكتب وهخلي حد يشوفلك دكتور كويس وابعتلك البيانات اتفقنا !؟

ابتسم بسخرية مريرة: لا ما تتعبيش نفسك انا عندي الدكاترة بتاعتي هعرف اتصرف يالا إنتي علشان تلحقي مواعيدك خدي بالك من نفسك....

هنا ابتسمت : خلاص زي ما تحب ...حاضر هخلي بالي من نفسي وانت كمان خد بالك من نفسك باي حبيبي ...

خرجت من الباب تحت عيونه وهو قعد بتعب وتفكير وقرر انه فعلا لازم يستشير طبيب يطمنه ويوضحله اللي هو مش فاهمه...وبالفعل راح للطبيب وبعد الكشف المبدأي والاعراض اللي شرحها ليه عدي قدر يحدد بشكل مبدأي حقيقة مرضه بعد فحص كامل واجراء تحاليل وأشعات خاصة قدر من خلالها يتأكد من مرض عدي...

عدي كان قاعد قصاد الطبيب بتعب وارهاق شديد نتيجة الفحوص اللي خضع ليها طول الساعات اللي فاتت مع الطبيب واللي كانت متعبة ومؤلمة لحد كبير....

عدي بإرهاق وفضول شديد: خير يا دكتور رحمي هو الموضوع كبير كدة !! كان ايه سبب كل الفحوصات دي كلها والتحاليل الكتير دي!! هو انا عندي إيه بالظبط !؟

دكتور رحمي بأسف شديد وحزن كمان لمعرفته بعدي ورعد من سنين طويلة ...مش عارف ازاي ينقله الخبر المؤسف ده!؟

دكتور رحمي: أنا عارف انك تعبت من الفحص لانه مؤلم انا فاهم ده...لكن صدقني كان لازم علشان اكون متأكد من ظني وللاسف اتأكدت يا عدي..

عدي بقلق: طيب فهمني يا رحمي هو فيه ايه!؟

دكتور رحمي: عدي انت مصاب بسرطان المعدة من الدرجة الرابعة الحالة بقت صعبة واضح ان الورم بقاله فترة كبيرة وانت كنت بتهمل اي عرض بيظهر عليك ...وده كان سبب ان الورم ينتشر في معظم جدار  المعدة والاسوء انه اتنقل لاعضاء تانية واضررت منه زي الكبد احنا لازم ندخل جراحة سريعة في أقرب وقت كل لحظة بتمر مش في صالحك...

عدي اتصدم بشكل مؤلم : ااااانت !! ااانت متأكد من اللي بتقوله ده !؟ 

دكتور رحمي بأسف: أيوة يا عدي متأكد وخلال اليومين اللي جاين لازم تدخل الجراحة علشان نستأصل الورم بأسرع وقت ...وانا ححاول اني استأصل اقل جزء من المعدة علي قد ما الورم وحجمه يحكمني..لازم تفهم ان ان العملية صعبة ومش سهلة واللي بعد العملية كمان مش هيكون سهل والاهم نفسيتك وتقبلك للمرض والمرحلة اللي جاية ...

عدي قام ومشي من عند الطبيب رحمي ضايع وتايه وكأنه لا بقي شايف حد ولا سامع حد وصل البيت وقعد بخمول وحزن وتيه...بعد وقت رجعت هنا ودخلت بسعادة ونشاط وقربت منه بحماس....

هنا : حبيبي انت هنا !! عارف انا النهاردة عملت ديل العمر بجد مش هتصدق اسم البراند والشراكة اللي انا دخلت فيها !! انا بجد مبسوطة واها علي فكرة انا بعد يومين بالظبط هسافر امريكا علشان نتمم الديل هناك...هسيبك لوحدك بقي كام يوم واهو علشان اوحشك ...

كان بيسمعها بإهمال وتيه وعيونه عايزة تصرخ فيها انها تكلف نفسها وتبص لحاله وحالة الارهاق اللي واضحة عليه وتسأله حتي بحنان من قلبها عمل ايه في يومه ووصل لايه !؟ 

هز رأسه بخفة : الف مبروك علي الديل الجديد..

هنا عقدت حاجبها: الله مالك بترد كدة ليه !؟ انت زعلان اني مسافرة !؟ خلاص تعالي معايا لو تحب !؟ 

عدي التفت ليها بعتاب واضح : مين قالك اني زعلان علشان مسافرة !؟ وانا من إمتي وقفت في حاجة تخص شغلك او زعلت من نجاحك كنت عملت كدة من زمان !!

هنا بإستغراب: اومال مالك كدة بتتكلم بهدوء وبرود ولهجتك مش مريحاني !؟ اللي يشوفك كدة يقول انك غيران من نجاحي !؟

عدي بسخرية مريرة: غيران!؟ انا غيران منك !؟ وليه ما تقوليش اني تعبان مثلا !! وراجع من عند الدكتور مرهق ويومي كله فوحصات وتحاليل يعني مفروض يكون عندك شوية احساس بيا ورحمة علي الاقل ... إنتي حتي من وقت ما دخلتي كل اللي شغلك تتكلمي عن نفسك ويومك وسفرك والديل المهم اللي وقعتيه ...ما فكرتيش حتي تساليني انا عملت ايه وروحت للدكتور اصلا ولا لا !؟.   

هنا بضيق ومكابرة بتداري بيهم غلطها واهمالها ليه ...

هنا : لا انا سألتك عامل ايه وانت ما قولتش حاجة فا طبيعي مش هسألك لو كنت روحت فعلا للدكتور ما قولتش ليه يعني هي دي محتاجة سؤال مني !؟ ما انا اهو جاية احكيلك واقولك اللي حصل حتي من غير ما انت تسألني انت ليه بقي بتكبر المواضيع وتعملها حكاية ونكد!!! 

عدي : لا ما سألتيش يا هنا ... كمان ايوة مفروض انك تسأليني لانك شوفتيني تعبان من امبارح وعارفة اني نازل الصبح رايح للدكتور بديهي تسأليني ...لكن انا مش طبيعي اسألك عن الديل اللي انا اصلا ما اعرفش عنه حاجة الا منك انتي من دقايق هسأل ازاي مش فاهم !؟

هنا نفخت بضيق: طيب خلاص ما علينا ممكن بقي نوفر علي نفسنا كل اللفة دي وتقولي عملت إيه مع الدكتور!؟ 

عدي في اللحظة دي  أخد قراره انه مش هقدر يحكي ليها لانه ما بقاش ينفع ولا هي هتقدر تكون السند اللي هو محتاجله في المرحلة دي خصوصا ان مافيش علامة واحدة تثبت عكس ده وهيسبها للايام اللي جاية يمكن يكون غلطان وهي تثبتله العكس أما لو ما قدرتش تعمل ده يبقي هو كان قراره صحيح بأنه تكتم علي مرضه ....

عدي اتنهد بهدوء: لا يا هنا مافيش لفة ولا حاجة ...مجرد التهاب في جدار المعدة زي ما انتي توقعتي السن بقي وحمه زي ما انتي دايما تقوليلي وكمان فعلا الاكل ليه عامل في ده والتدخين كمان ان شاء الله هبدأ العلاج وهبقي احسن...

هنا رفعت اكتافها بتأكيد: شوفت قولتلك ان اللي كنت موهوم بزيادة واهو الدكتور طمنك..المهم دلوقتي انا هموت من الجوع تقريبا نسيت اكل طول اليوم هدخل اخد شاور واجيلك نطلب اي حاجة علشان محتاجة انام بدري النهاردة مش هتأخر عليك...

عدي استوقفها بهدوء وثبات: هنا أنا كمان عايز ابلغك اني مسافر كمان يومين مع رعد عندنا شغل في تركيا ..

هنا : تركيا !!! وانت لسة عارف الكلام ده دلوقتي !؟ 

عدي اتنهد ببرود: لا بقالي كام يوم لكن ما كناش لسة حددنا معاد السفر انا حبيت اقولك بس علشان لو إنتي سافرتي قبلي ورجعتي ما تتفاجأيش بسفري ...

هنا لوت شفايفها بضيق : عموما هاخد شاور واجيلك اشوف حكاية سفرك انت كمان دي وخصوصا مع رعد...ده احنا مافيش ميزة واحدة لسفرنا السنين اللي فاتت دي قد بعدك عنه وبعده عن حياتنا بتحمل سفرك معاه في كل مرة وانا مجبرة ..

عدي بدهشة: نفسي الاقي سبب واحد لكرهك اللي بيزيد كل يوم لرعد !! هو انتي عمرك شوفتي منه حاجة وحشة!! بالعكس دايما بيكون متجنبك لاقصي حد وده واضح لينا كلنا ...

هنا بسخرية: لازم ينجنبني علشان هو متأكد اني اكتر واحدة فهماه وعارفة انه واحد كل الهالة اللي عاملها حاوليه دي منكم انتم اذا كنت انت ولا مروان ومهاب واكمل هو عامل فيها كبيركم وانتم سامحين ليه بالمساحة دي مع ان كل واحد فيكم زيه ويمكن احسن كمان ليه بقي يكون هو الأمر الناهي !؟ عموما انا مش هتأخر عليك وياريت تطلب انت الاكل علشان يوصل بسرعة انا جعانة اوي...عن اذنك ..

اتنهد بمرارة قوية وهو بيكمل كلامه ليها بحزن والتفت ليها بضعف...

عدي: عارفة يا عشق ...في الليلة دي واللي قبلها رجعلي كل ذكرياتي مع حلا وكأنها سيل من الذكريات والحنين هجم عليا بشكل مفاجأ...تخيلت وقتها لو كانت حلا هي اللي كانت موجودة كانت هتتصرف ازاي !؟ اللي متأكد منه انها عيونها ماكنتش هتشوف النوم في الليلة دي وهتفضل قلقانة وخايفة عليا وكمان مستحيل كانت تسمحلي اروح للدكتور من غيرها كانت رجلها قبل رجلي ...

غصب عنه دموعه غلبته بضعف ووهن: كنت محتاجلها اوي ليلتها اتمنيت تكون موجودة تاخدني في حضنها وتهون عليا انام واغفل وانا مطمن انها جنبي ... احساس الوحدة اللي كنت عايشه وقتها كان قاتل يا عشق...اصعب وحدة اللي ممكن انسان يعيشه وهو موجود مع اكتر انسان حبه وعاش علشانه عمره بحاله...اصعب حوجة توجع وتزل لما تلاقي نفسك مطلوب منك تشحتي الاحساس من حد حبتيه واختارتيه من بين الدنيا كلها واتحديتي بيه كل الناس.. صعب تقوليله حس بيا..طمني...احضني ..خاف عليا..اهتم بيا وبحالي وتغيره اللي واضح للكل الا انت ...تشوفيه بقي اعمي معاكي وبارد ومهمل لاقصي حد...وانتي متكتفة وواقف بيكي الزمن منتظره يرجع يحبك ويحس بيكي من تاني ..ده لو كان من الاساس حبك في يوم وكان بيحس بيكي...لانك وقتها بتكتشفي انك كنتي بتشوفي فيه انعكاس حبك ليه مش اكتر ...انتي اللي مخدوعة وشايفاه بعيون حبك ليه ومتغافلة عن قسوته وانانيته ...انتي اللي عملتي الحالة وعشتي فيها جوه بلونة فقاعية كبيييرة وحبستي نفسك جواها...لحد ما بتفرقع في وشك والاقنعة تسقط ووقتها الغشاوة تتشال من عيونك وتشوفي كل حاجة بوضوح... وللاسف وقتها حكايتكم بتتهد قصاد عيونك وبتتهدي معاها بكل استسلام منك وانتي حتي ما بقاش عندك طاقة تعافري من تاني وتناهدي في إصلاح اي حاجة اتكسرت ..علشان ببساطة وانتي بتلمي المكسور بتنجرحي اكتر وتتوجعي اكتر ويوم عن يوم تزيد جراحك وغربتك جواكي ...

سحبت كفوفه لحضنها وباستها  بحنان ودموع  وآلم بيمزعها وهي بتسمعه وشايفه حاله وضعفه وحزنه...

عشق بشفقة : وعشت كل ده لوحدك وانت مخبي سرك جواك حتي عن رعد اقرب ماليك في الدنيا!! دخلت العملية دي وانت لوحدك يا عدي !؟ 

ابتلع غصة مرارة واتنهد بقوة : ايوة ودي كانت اول عملية !

عشق عقدت حاجبها بصدمة: اول عملية !؟ هو انت عملت غيرها !؟

عدي غمض عيونه بمرارة : اتنين بعدها كل مرة كان رحمي بيأمل في ربنا ان الورم يتوقف في انتشاره لكن كان بيرجع تاني وتستأصل جزء تاني لحد ما خلاص الورم انتشر في معظم اعضاء جسمي بقي مستحيل السيطرة عليه...وانا كل مرة كنت برفض اكمل علاج بالكيماوي ولا حتي الاشعاع...ولما وصلت للمرحلة دي قررت في اخر مرة عملت فيها فحوص وعرفت ان المرض انتشر اني ارجع مصر واعيش اللي باقي في عمري بقي ان كانوا سنين او شهور او حتي ايام هنا مع اولادي واحفادي...وده كان اكبر سبب اني ماكنتش قادر اكون مع رعد ومهاب واكمل ومروان الله يرحمه في اخر كام سنة وسط الازمات اللي عدت علي العيلة ..كلهم كانوا من جواهم زعلانين مني ومتخيلين اني مش مهتم بكل اللي حصل قد ما انا مهتم بهنا ورضاها....حتي اولادي واحفادي كل مرة كنت بكلمهم واتواصل معاهم كنت بشوف اللوم والعتاب في عيونهم من قبل ما ينطقوه بلسانهم....

والتفت ليها وابتسم بحنان : وقابلتك لما وصلت ودي كانت اجمل حاجة ربنا بعتهالي في اخر مرحلة في عمري ...تعرفي انا اوقات بحس ان ربنا بعتك ليا في التوقيت ده علشان يفرحني شوية قبل ما اسيب الدنيا وافارق كل ده !!؟؟

عشق ضمته بقوة ودموع : بس ..بس وحياتي كفاية ماتقولش كدة تاني مش هتفارق ولا هتسيبني لوحدي ...ربنا هيمد في عمرك وهتتحمل زي ما اتحملت كل اللي فات انت قد اي حاجة مهما كانت... وحياتي بلاش تنطق موت ولا فراق تاني علشان خاطري...

عدي ضمها بقوة اكتر كأنه بيشبع من حضنها وحنانه..خرجها من حضنه وهو بيتملي من ملامحها وعيونها ..

عدي: عشق عايزك تسامحيني لو كنت سبب في لخبطة حياتك من وقت ما دخلتها..عايزاك تغفرلي ليا ضعفي واحتياجي ليكي...صدقيني انا عمري ما كنت متصابي ولا انتهازي ولا طماع وعايز استغلك ...وانتي عارفة من البداية ده انا وقتها قولتلك اني عمري ماكنت الراجل اللي انتي تستحقيه...انتي محتاجة حد يحبك بجد ويطمنك ...انا ما قدرتش احبك زي ما حبيت حلا ومن بعدها هنا وده مش لعيب فيكي او لانك ما تتحبيش لا والله ابدا...ده لاني خلاص قلبي مابقاش يقدر يحب ضعف واتوجع واتخزل بما فيه الكفاية بقي متقطع لاشلاء مهملة مابقتش حمل اي شئ ...لكن حبيتك حب تاني مختلف ...حب حنية وطبطبة ...حبيت حبك ليا وخوفك عليا ووقفتك جنبي ومعايا....حبيت الدفئ اللي في حضنك ولمسة ايدك...انتي أجمل واحن ست شوفتها...سامحيني يا عشق ..

بكت بحرقة ووجع : والله ما عملت فيا حاجة تخليني اسامحك عليها ..بالعكس انت لا عمرك كدبت في كلمة ولا خدعتني في اي حاجة...انا اللي كنت جيالك برجلي وقلبي وروحي ...انا لو اطول اعيش تحت رجلك لاخر لحظة في عمري هعمل كدة...انت راجل لا بقي فيك زيك ولا هيكون فيه...انا اديلك عيوني وانا راضية ومبسوطة...انت كنت ليا من يوم ما عرفتك الأب والاخ والصاحب والحبين والسند...انت ما تتعوضش يا عدي والله ما تتعوض...

وقتها عدي غمض عيونه بحالة من الاستسلام والوهن: عشق خديني في حضنك عايز اشبع منه...

ضمته في حضنها بحنان : كفاية عليك كدة اهدي وارتاح شوية علشان خاطري...

عدي فتح عيونه وهو في حضنها وبص لصورة حلا اللي قصاده وابتسم ...

 نطق كلماته بسعادة ولكن بخمول وكلمات خافتة وكأنها بتتسحب من روحه..

عدي : عارفة انا جيت هنا النهاردة ليه !! علشان حاسس اني خلاص نهاية كل ده قربت وموتي انا شامم ريحه ومتأكد منه...علشان كدة جيت هنا عايز اموت في اسكندرية زي ما حلا ماتت هنا واتدفن هنا زيها ومعاها...عايز اموت في بيتها وعلي سريرها وصورتها تكون آخر حاجة تشوفها عنيا ...

عشق بدموع وانهيار: حرام عليك بقي كفاية ..اسكت يا عدي اسكت ابوس ايدك ...مش هتموت ومش هتسيبني ..هنعيش هنا في بيت حلا وكل يوم نفتكرها وتحكيلي كل ذكرياتك معاها وتبقي مبسوط وفرحان...وانا اسمعك واضحك معاك...وحياتي ارتاح بقي ...

وقتها حست بيه همد في حضنها وكأن جسمه سلم بإهمال وضعف..رفعته من حضنها بصدمة ورعب شافت عيونه مغمضة ونفسه انقطع ولسة ابتسامته من وقت ما كانت عيونه علي صورة حلا علي شفايفه ...انهارت وصرخت بحرقة وجنون ووجع...

عشق : لا لا...لا وحياتي وحياتي ما تعملش فيا كدة...لا اصحي واتكلم طيب .. بص ...بص مش هقولك اسكت وارتاح تاني... اتكلم..وحياتي بقي فتح عيونك ...عدي ما تعملش فيا كدة الله يخليك لا...يالا .. يالا بلاش دلعك ده...بص ااانت بقي عايز تدلع وتشوف انا بحبك قد ايه مش كدة !! انا يا سيدي بحبك اوي بحبك أكتر من نفسي كمان...قوم ...قوم يا عدي ابوس ايدك...قوم رد عليا ....احنا لسة متفقين اننا هنكمل مع بعض...انت لسة بتقولي اني اجمل حاجة حصلتلك من بعد كل التعب اللي شوفته ده ..عايز تسيب احلي حاجة لوحدها !! طيب ليه . ليه رد عليا قولي هتسيبني لمين...انا مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك انت وبس...عايزاك انت وبس...رد عليا بقيييييي..عددددي قوم...اااااااه . ااااااه قلبي ...قلبي هيقف معاك.. قلبي هيموت وراك....ليه يارب كدة...ليه بس كنت سبته شوية كمان ...يارب كنت سبته ليا اعوضه كمان شوية ... يارب يارب.....ااااااه ...لا لا ده مش عدل مش عدل يارب تخده مني بعد ما صدقت لاقيته...لا لا ....عددددي ..


دا آخر فصل في الرواية علشان لسة قيد الكتابه لو عوزين رواية جديدة انا ممكن انزل انزل ولا اي 💞


                 تمت بحمد الله 


وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك




تعليقات