
رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13
بقلم صابرين شعبان
دلفت هدية للغرفة وجدت عامر غارقا في النوم كان يرتدي منامة زرقاء واسعة قليلاً تظهر رباط صدره الأبيض كان وجهه مازال شاحبا و يتنفس بصعوبة لمعت عينيها بالدموع و هى تتذكر ما فعلت به بالأمس أقتربت منه تجلس بجواره على الفراش تهمس بقلق ..« عامر »
شعر بوجودها و سمع همستها الخافته فتح عينيه بقوة و هو يعتدل في فراشه بسرعة ألمته و كادت توقف أنفاسه فتأوه بصوت عال و هو يمسك بصدره بألم غرق وجهها بالدموع و هى ترى معانته فقالت معتذره ..« أنا أسفة سامحني أرجوك أنا لم أقصد إيذائك صدقني و لكني شعرت بالرعب مما تنوي فعله بي لقد كان رد فعل طبيعي لما تفعل »
شعر عامر بضيق في صدره و هو يرى حزنها سب نفسه مرارا لتعريضها لهكذا موقف و هو يفكر هل كنت سأفعل هذا بها حقا هل كنت تماديت إذ لم توقفني وقتها كل ما يتذكره حقا هو رغبته بها و عدم قدرته عن الإبتعاد عنها أغمض عينيه بألم ناعتا نفسه بالغباء يا إلهي كنت ستصبح مغتصب معتدي عامر إذ لم توقفك هذه الصغيرة لم يستطع أظهار ندمه و ضيقه مما حدث أمامها ماذا ستفعل أن أعتذر منها و أبدى ندمه مؤكد ستتركه ستهرب بأقصى سرعة منه لا لا تعتذر عامر أتركها لتظن أنك مازلت غاضبا منها و من أخيها قال عامر بصوت خرج أجشا و هو ينظر لعينيها الدامعه ..« ستخبرين أخاكي أنك ستتزوجين بي الآن و لتقنعيه بذلك لأنه إذا لم يوافق فسيكون مصيره كما أخبرتك هدية هل فهمتي »
هزت رأسها بحزن و لم تستطع أن تنطق شاعره باليأس كيف وصل الحال بها هكذا خطيبة مؤجرة و زوجة مجبرة كيف ..؟؟
دخل حازم بالطعام و الدواء فزفر عامر بضيق فأبتسم حازم بمكر ..
« الطعام سيدي حتى تأخذ دواءك »
كتم عامر غيظه و هو يجيب ببرود ..« عندما ترحل هدية ليس الآن حازم فلتنتظر قليلاً »
رد حازم ..« لما لا تأكل معك سيدي لقد جلبت من الطعام ما يكفى لكليكما و أنت لم تتناول الطعام منذ الأمس سيدي و سيتأخر شفائك هكذا »
التفتت إليه هدية تعقد حاجبيها ..« ألم تتناول الطعام منذ الأمس لماذا»
أجابها بغلاظة ..« و ما شأنك أنت هذا شئ يخصني »
قالت بغضب ..« بل يخصني أيضاً فأنا من تسبب في ذلك و سأشعر بالذنب إذا ساءت حالتك » ثم أكملت موبخة كمعلمة توبخ تلميذ لها فاشل في الصف ..« هيا تناول الطعام أمامي قبل أن أرحل و كف عن غرورك و تعنتك و أقلاق الجميع فالكون لا يدور حولك »
قال من بين أسنانه ..« قلت لا أريد الا تفهمين و أنا لست مغرورا أو أتعمد مضايقة أحد »
أجابته بتصميم ..« فلتأكل أذن و كفى تتصرف كالأطفال فإن لم تتناوله بأرادتك ثق بأني سأجبرك على تناوله هل فهمت »
خرج حازم و أبتسامة نصر تزين فمه
الزفاف بعد شهر
« هدية هل أنت جاهزة »
قالها سيف بضيق فهو مازال غاضبا منها ..عاد بذاكرته قبل ثلاثة أسابيع عندما أتت إليه تطلب منه أن يوافق على زواجها من عامر الآن فهى قد علمت أن نتيجة إختباراتها كانت إيجابية و قد نجحت و أنتهت دراستها و ليس أمامها دراسة أخرى و أنها لا تريد أن تعمل على إيه حال و لم ترد أن تنتظر أكثر فهى تحب عامر و تريد البقاء معه حاول إقناعها بالتريث قليلاً لتتعرف عليه أكثر لعلها تعرف عنه ما يكفي و لكنها أبت أتي عامر بعد أسبوع ليحادثه و يحدد موعد الزفاف و لكنه رفض و ثار و قال إنها مازالت صغيرة لم يتعجل الأمور و لكنه أجابه بتصميم أن هديته موافقة و مستعدة للزواج الآن ..وجد أنه المعارض الوحيد بعد رؤيته لحماس عمه شهاب هو الآخر مؤكداً أن هدية ستكون بخير و أنه سيهتم بها و عامر معا لم يجد بدا من الموافقة كان قد تعرف على حازم و زوجته شيماء التي أتت لتساعد هدية في التحضير للزفاف فكانت تذهب و إياها لشراء كل ما يلزم هدية كانت أخته في واد أخر لا تأكل لا تنام شحب وجهها و نقص وزنها قليلاً فكان يهدء نفسه عن التغير الذي يحدث معها بأنه توتر ما قبل الزواج و هى لصغر سنها و عدم وجود أم تساندها و تأزرها و تنصحها ظن أن تكون تمر بوقت عصيب لذلك فكر كثرا أن يخبر هدية عن رؤى لتعلم من أي نوع من البشر زوجها المستقبلي و لكنه لم يستطع أن يكسر بقلبها و هو يعلم أنها تحبه و لم يرد أن يكون هو سبباً في نهايتها و حزنها لذلك كتم الأمر واعدا نفسه أنه سيكون قريبا منها أكثر ليساندها و يحميها كما يفعل دوما فليس أمامه حل آخر عاد من أفكاره على صوت فتح الباب و هى تخرج كان فستان زفافها الأبيض يحتضنها كالأم التي تضم صغيرها بذيله الطويل المزين و كتفه العاري و الآخر طويل ضيق بتطريزه الامع و خصرة الضيق كان شعرها الأسود لامع مزين بتاج من الزهور الماسيه على الجانب و زينة وجهها الهادئة التي أخفت شحوب وجهها كانت تبدو كأميرات الحكايات الخرافية التي يسمع عنها نظر لعينيها الدامعه فرفع أصبعه محذرا ..« لا تبكي » ألقت بنفسها بين ذراعيه تضمة بقوة و هى تؤكد لنفسها أنها تفعل الصواب و الأمر الصحيح فهى لا تقدر على تحمل أن يؤذى سيف أو يصيبه مكروه تذكرت حديث حازم عندما أخبرها أن عامر لا يؤذي أحدا ما لم يؤذيه أولاً و سيف فعل و لولا خشيتها من عواقب سؤالها لسألته لم فعل ذلك بعامر هل من أجل المال كما أخبرها عامر و لكن ..لا .. فأخيها ليس من هذا النوع و إلا كان وافق على العمل لتلك الجريدة الكبيرة عندما طلبوا منه و لكنه أخبرها وقتها أنها جريدة غير شريفة و تقوم على نشر الفضائح وقتها كان يستطيع أن يحصل على ما يريد من مال و ليس راتبه البسيط الذي يحصل عليه من جريدته و رغم ذلك كان يأتي براتبه كله و يعطيه إليها و لولا أنها تصر عليه ليحتفظ ببعض منه ما أخذ شيئاً قائلاً أن تنقلاته على الجريدة و لا يحتاج للمال في شئ لذلك كانت تحتفظ بالجزء الأكبر منه له حتي إذا أراد أن يتزوج يوما إذا ليس المال هو ما دفعه لفعل ذلك و لكن ما هو ..يا إلهي ساعدني ليطمئن قلبي عليه قالت هدية له ببكاء و هى تزيد من ضمه إليها ..« أحبك أخي كن متأكدا من ذلك » قال سيف بحنان و هو يضمها بقوة و دموعه تغرق وجهه ..
« و أنا أيضاً صغيرتي أحبك أكثر من روحي أنت حياتي هدية أختي و ابنتي و عائلتي فقط كوني سعيدة يا صغيرتي حتى يطمئن قلبي أرجوكي »
كان يقف يستمع لحديثهم و يرى تعلق هدية بعنقه كان يشعر بشعور حارق داخله لم بعد أن علمت ما فعله معه مازالت تفضله على نفسها حتى لقد قبلت الزواج به فقط لتحميه هو ود لو نزعها من بين ذراعيه و أخبره أنها أصبحت له له وحده و أنه سيكون من اليوم كل حياتها هم بأن يتقدم فأمسك والده بيده بقوة قائلاً بخفوت محذرا ..« أتركهم عامر فهذا صعب على كليهما دعهم يتخطون الأمر بدون تدخلك »
قبض على يده و تسمر و هو يشاهد تعلق هدية بأخيها أكثر فأكثر من يرها يظن أنها ذاهبه للموت و ليس لبدء حياة جديدة و كيف ذلك و أنت إبتززتها عامر سخر من نفسه و هو مازال واقفا بجوار أبيه ..
أبتعدت هدية عن سيف تنظر له فرفعت يديها تمسح دموعه عن وجهه بحنان وهى تقبله أسفل عينيه قائلة بتحذير مرح ..« لا أريد رؤية هذه مرة أخرى و إلا غضبت منك سمعت »
هز رأسه موافقا في مرح ليخرجها من حزنها ..« هيا يا عروس لقد تأخرتي على زوجك المستقبلي »
تقدم عامر في ذلك الوقت بعد أن ترك أبيه يده وقف أمامها يتطلع على ثوبها بذراعه العارية و يظهر عنقها زم شفتيه بضيق محذرا نفسه ..أهدء عامر ليس اليوم ليس اليوم فيما بعد عامر تخطي الأمر الآن حتى لا تسوء الأمور ..رفعت وجهها تنظر لملامح وجهه المغلقة ببذلته السوداء الأنيقة لا تعلم لم يرتدي العريس الملابس السوداء دوماً الا يوجد ألوان غيره كان جذابا و هو يقف أمامها بطوله الفارع و ينظر إليها بغموض أثار حفيظتها مما يضمره لها اليوم ..أمسك بيدها قائلاً ببرود ..« هديتي هل نذهب »
أنقبض قلبها و هزت رأسها بصمت و تحركت بجواره و هو يمسك بذراعها تقدم شهاب ينظر إليها بحنان فلمعت عيناها متذكره كل مواقفة و وقفاته معها فقد عوضها حنان والدها الراحل قالت هامسه ..« أبي » تقدم منها وضمها بحنان قائلاً ..« مبارك لك يا حبيبتي أتمنى لك كل السعادة »
تنحنح عامر بضيق قائلاً بنفاذ صبر ..« هيا أبي هذا يكفي لقد تأخرنا »
أبتسم شهاب بخبث ينظر لعامر المحترق غيره أولا من سيف و الآن منه ما به ولده قد أفقدته هدية عقله أبتعد شهاب ..« حسنا يا ولدي هيا بنا حتى لا نتأخر كما يقول عامر » غمز له بعينيه مبتسما بمكر مما جعل عامر يشيح بوجهه في ضيق و هم يتحركون للذهاب للقاعة من أجل الزفاف »
★
كان يقود السيارة صامتا ينظر إليها من وقت لآخر و هى تستند برأسها على المقعد مغمضة العينين متجاهلة وجوده كما تجاهلته طوال حفل الزفاف تبتسم في وجه أخيها و وجه والده و كل من يأتي مهنئا إلا هو كان يسيطر على أعصابه طوال الوقت و هو يراها تراقص أخيها تاره و أبيه تاره أخرى و لولا رفضه لرقصت مع نصف الحضور في الزفاف بثوبها هذا عاري الكتف و وشمها الذي ترسمه بالحناء من عنقها لأصابع يديها أنصرفا وسط دموعها و أحضانها لأخيها و كأنها لن تراه مرة أخرى زم شفتيه بغيظ فهى منذ أتت لرؤيته لدي حازم و هما لم يتحدثا معا فقط أخبرت أخاها بموافقتها و تركت له الباقي لينصرف و يرسل والده ليحدد موعد للزفاف تم كل شئ بسرعة تحديد الموعد و تجهيز حاجياتها و حجز قاعة الزفاف و تجهيز غرفته في منزل والده و تجديدها فهو أراد أن يمكث مع والده فترة حتى يتفاهما متحججا بعدم مقدرته لترك والده وحده و لكن السبب الأكبر أنها ستكون حذره في معاملته أمام والده و لن تستطيع أن تظهر له البرود الذي يراه في تصرفاتها تجاهه كلما تقابلا منذ أجبرها على قبول الزواج و إلا أدخل أخاها السجن ..سب نفسه بصمت و هو يضرب الموقد بخفه حتى لا يزعجها إذا كانت نائمة لقد أبتزها لتوافق على الزواج به ماذا كان ينتظر أن تأخذه بالأحضان و لكنه لم يكن لديه خيار آخر لتبقى معه فهى كانت ستتركه بعد مرور الأشهر الستة و لم يكن ليجازف و يتركها لتختار بين أن تكون معه أو تتركه ماذا كان سيفعل لم يجد غير هذه الطريقة و معرفته بأن سيف هو المسئول عما ينشر بقدر ما أزعجته و أحرقت أعصابه من شدة الغضب إلا أنها كانت له كطوق النجاه بالنسبة له حتى يجد سببا لإبقائها معه و لو بالقوة لعل مع مرور الوقت تتقبل الأمر و تحبه كما يحبها و تتقبله في حياتها متناسيه ما حدث منه فيما مضى و لكن ها هى لا تستطيع النظر في وجهه ..قال عامر بصوت حانق غاضبا من برودها ..« هدية هل أنت نائمة »
فتحت عينيها التي نظرت له بشرود و كأنها لا تراه مما جعل عواصفه تثور ثم و كأنها أفاقت من شرودها فنظرت للظلام من حولها في الخارج و هى ترى الطريق يكاد يكون خاليا إلا من بعض السيارات القليلة الماره مسرعة بجوارهم ..« إلى أين تأخذني عامر » قالتها بضعف قلق و هى ترى إشارات الطريق المضائة لمكان وجهتهم قال لها بتأكيد لظنونها ..« ذاهبان لشقتي في الساحل هدية تعرفينها »
أصدرت صوت مستنكر تشعر بالغثيان يجتاحها فأخذت أنفاسها بعمق و هى تتذكر رحلتها الأخيرة إلى هنا و ما حدث وقتها تنفست بهدوء شهيق ..زفير حتى ذهب شعورها بالغثيان فقالت برجاء عندما أستجمعت بعض قواها ..« الا يمكن أن نذهب لفندق ما عامر أو حتى نعود للمنزل أرجوك لا أريد الذهاب إلى هناك »
خفق قلبه و شعر بالإشفاق عليها و لكنه قسى قلبه و هو يجيبها ببرود فهو يريد أن تتخطى هذا الوقت تحديدا الذي أرعبها فيه هناك و هذا هو الوقت المناسب لذلك فهو لا يستطيع أن يخطو أي خطوة في تحسين علاقتهم و التفاهم ما لم تنسي هذا الوقت و تسامحه عليه ..«لا لن نذهب لمكان آخر لما أذهب لفندق و لدي شقة تطل على الشاطئ و أمامها حديقة رائعة سنستمتع بالسير فيها سويا عند الظهيرة»
قالت ببعض اليأس ..« حسنا فلنذهب للمنزل عامر أنا لا أريد المكوث هناك رجاءا »
رد بحزم. محذرا أن تعترض على حديثه مرة أخرى ..« قلت لا أنا أريد البقاء معك وحدنا بدون مضايقة من أحد »
أرتجف جسدها و خفق قلبها و كاد يتوقف من حديثه المبطن و عقلها يهيئ لها صوراً و مشاهد مما يمكن أن يحدث لها هناك و هى معه وحدهما تجمدت في مقعدها صامته و لم تجادل فهو رأسه صلب و لن يستمع سوى لصوته .. توقفت السيارة فأستدار لفتح لها الباب يحسها على النزول و لكنها ظلت متجمدة في مقعدها فزفر بحنق و أمسك يدها بقوة يشدها لتهبط فخرجت بإستسلام أغلق الباب بعنف و هو يشدها خلفه للبنايه كالذبيحة رفعت ثوبها بيدها الحرة حتى لا تسقط على وجهها و هو يشدها بدون أهتمام بها فتح الباب و أدخلها و أضاء المصباح وقفت وسط الحجرة مسمرة لا تتطلع حولها خوفاً أن ترى ما حدث سابقآ أو تسمع ما قيل وقتها زجرها عامر فهو يعلم فيما تفكر الآن فهو ما يدور في عقله أيضاً ..« هدية لما أنت مسمرة هكذا هيا تحركي لتبدلي هذا الثوب الذي يعيق حركتك »
شحب وجهها و أهتز جسدها تكاد تسقط و هى تظن أسوء الأمور من خلف حديثه هذا ..سقطت عند قدميه ترجوه و هى تبكي بكاء هستيرى جعل قلبه يسرع في دقاته و هو ينظر إليها بذهول مصدوما مما يحدث كانت تمسك سرواله بيدها تقول برعب..« أرجوك عامر أرجوك أتركني اليوم لا تفعل بي هذا أرجوك أتوسل إليك ليس الآن عامر ليس الآن سأموت عامر صدقني »
كان ينظر بذهول لما تفعل و لسانه عاجز عن الحديث ..أنهضها من على الأرض و هو يشعر بالحزن لما يفعله بها و ما يوصلها إليه أحتضنها بقوة يهدئها و هى تقاومة في فزع تحاول إبعاده فهمس عند أذنها و هو يتشبث بها ..« أهدئي هديتي حبيبتي أهدئي لن يحدث شئ صدقيني أنا لن أؤذيك هدية أطمئني »
يا إلهي هو حقا ما كان ليؤذيها أو يجبرها على شئ رغم شوقه إليها ولكن أيضاً يعلم أنها صغيرة وتحتاج بعض الوقت ليتقربا من بعضهما و لكن يبدو أن عقلها المتعب صور لها أنه سينقض عليها ما أن ينفرد بها يا إلهي هل تراه وحشا لهذا الحد تراه مسخا لا يهمه سوى أرضاء رغباته كان جسدها ينتفض بين ذراعيه فضمها أكثر مهدئا ..« كفى حبيبتي أهدئي » سار بها تجاه غرفة النوم التي كان بها المرة الماضية و هو يقول بهدوء ..« أنت متعبه الآن فاليوم كان مرهقا فلتستريحي الآن و سوف نتحدث في الصباح أتفقنا »
همهمت بضعف و هى تسير معه تستند على جسده أجلسها على الفراش و قال ..« هل تستطيعين تبديل ملابسك ام ستنامين بثوبك »
أبتسم عندما وصله جوابها و هى تستلقي تعطيه ظهرها و تضع يدها أسفل وجنتها لتغمض عينيها و يهدء تنفسها فعلم أنها متعبه للحد الذي ليس بمقدورها تبديل ملابسها حتى.. رفع عليها الغطاء الخفيف ليدثرها أطفاء المصباح و أغلق الباب خلفه تاركا إياها تنعم بنوم هادئ لليوم على الأقل ..
★
أستلقى على الأريكة في غرفة الجلوس شارد فيما حدث خلال الأيام الماضية ما بين علمه بأمر سيف لإجبارها على الزواج و الزفاف لم يتحدثا معا رغم أشتياقه إليها خشة أن يقابلها فيضعف و يتركها عندما يرى حزنها فحازم كان يبلغه بما يحدث معها أولاً بأول فزوجته شيماء و نادرة هن من ساعدنها لتجهيز كل شئ للزفاف أيضاً لم يواجه سيف بما علمه عنه حتى لا تبطل حجته في الزواج من هدية فهو يعلم أن سيف إذا علم بما عرفه عنه فهو لن يسمح له بالزواج من هدية لو تعفن في السجن و أزهقت روحه كان مرهقا للحد الذي غرق في النوم هو الآخر بدون تبديل ملابسه أو حتى تناول أي طعام منذ الصباح من شدة التوتر ... لا يعلم ما أيقظه فهب قائماً ليجد أن ضوء الشمس قد أغرق الغرفة من النافذة الزجاجية ..تلهف لرؤيتها و ما إذ كانت أستيقظت أتجه إليها وجدها مازالت نائمة فأغلق الباب بهدوء و أتجه للمطبخ يعد لها طعام الفطور حتى يستطيع أن يوقظها أتجه بصينية الطعام للغرفة و دفع الباب بقدمة وضعها على الطاولة بمنتصف الغرفة فهو قد أضاف للغرفة مقعدين مريحين و طاولة بجانب الغرفة حتى إذا أحبا الجلوس قليلاً قبل النوم .. جلس بجانبها على الفراش ينظر لشعرها المشعث و وجهها الملطخ بالزينه و حمرة شفتيها التي لطخت الوسادة البيضاء .. مال عليها يقبلها برقة على وشم الحناء على عنقها فتململت قليلاً و عادت للنوم فأبتسم و هو يعود ليدفن وجهه في عنقها يشتم رائحتها و شفتيه تمر على عنقها بشغف مارا على وجنتيها برقة واصلاً لشفتيها التي ما أن لمسهما فشعرت بوجوده فهبت صارخه فزعا بصوت خافت و هى تبتعد عنه لأخر الفراش فأبتسم قائلاً برقة مدعيا أنه لم ينتبه لفزعها منه ..« صباح الخير حبيبتي هيا هديتي لقد أعددت لك طعام الفطور و لكن تأكدي أنه سيكون الوحيد فأنا سأنتظر أن أتذوق طعامك أنت هديتي »
نظرت إليه بقلق خائفة من التحرك فينقض عليها و كأنه على علم بما يدور في خلدها فقال بمرح يطمئنها ..« هيا أنهضي لتذهبي للمرحاض و تبديل هذا الثوب فنظر لذراعها العاري بوشمه فقال بغيظ محذرا ...
.« أعلمي هديتي أن ملابسك ستكون من أختياري فأنا لن أدعك ترتدين مثل هذه الملابس الفاضحة أبداً »
أحمر وجهها فهى تعمدت أن ترتدي شئ عاري في الزفاف فقط لتضايقه رغم رفض شيماء و خالتها نادرة على ثوبها و لكنها أصرت أن ترتديه و لكنها تركت أختيار باقي الملابس لهم و لم تتدخل ..قالت بصوت متحشرج و هى تنتبه لمحيطها للمرة الأولى منذ قدمت فوجدت كل شئ قد تغير الغرفة السجاد الستائر كل شئ ليس كالمرة السابقة فتعجبت للأمر ماذا يقصد بهذا الفعل هل يظن أن بذلك سيخفف عنها سألته ..« أين ملابسي أريد أن أخذ منها لأبدل ثوبي »
أشار للخزانه الكبيرة قائلاً ..« هنا كل شئ مرتب خذي ما تريدين و أذهبي للمرحاض لتبديلها » و أشار للباب بجانب الغرفة أخذت بعض الملابس و أتجهت مسرعة للمرحاض أغلقته خلفها بقوة فأبتسم و هو يأخذ هو الآخر بعض الثياب و يخرج ليبدلها في الغرفة المجاورة و التي يعتقد أنها ستكون محل أقامته في الأيام القادمة لأنه لا يعتقد أنها ستسمح له بالمكوث معها في غرفتها و لكن فليحاول و لا يستبق الأمور لعلها تهدء و تعفو عنه أرتدى بنطلون بيتي و تيشرت و أتجه للغرفة مرة أخرى وجدها قد تحممت و بدلت ملابسها و أزالت زينة وجهها الملطخة و شعرها المبلل بخصلاته القصيرة المشعثة أرتدت فستان طويل مقفل بأكمام طويلة فشعر بالغضب فقال ساخرا ..« حبيبتي عندما أخبرتك أن ترتدي الملابس المحتشمة لم أقصد أن ترتديها أمامي »
كانت قد أستعادت بعض ثقتها تدرس نقاط قوتها و نقاط ضعفها حسنا نقطتيها الهامتين هما أولاً ... سيف ..هو لن يبلغ عن سيف أو يؤذيه و الأخرى هى والده لن يسمح لنفسه أن يكون السبب في خذلان والده عندما يعلم بصفقتهم من بدايتها و خطوبتهم المزيفة أو زواجها بالغصب و التهديد أما نقاط ضعفها فهى تتمثل في نقطة واحدة هى عامر نفسه أجل أنه نقطة ضعفها الوحيدة التي يمكن أن تكون سبباً في هزيمتها أمامه لا يجب أن يعلم أنها متعلقة به لا يجب أن يعلم أنها تحبه أجل تحبه فهى لم تعترف بذلك من قبل حتى لنفسها و ها قد جاء الوقت للأعتراف أجل تحبه منذ رأت صورته في أشياء أخيها تحبه منذ رأته و حدثته عندما أرسل لها رجالة ليجلبوها كالرهينه لأرهابها تحبه و هو يخبرها بصفقتهم التافهة تلك و التي وافقت عليها فقط لتكون بجواره هذا المبتز الحقير الذي أجبرها على الزواج هل يظن أنها قبلت لأجل وظيفة أو تحسين صورتها أمام فتيات كانت ستفترق عنهن بعد أشهر قليلة و لن تراهم مرة أخرى و هل من كل عقله ظن أنها طامعه في وظيفة غبية لديه و أن سيف سيسمح لها بالعمل لدي خطيبها السابق سخرت من نفسها ..يالك من مثيرة للشفقة هدية حتى تقعين في حب وغد مبتز كعامر ..كتفت يدها أمام صدرها تقول ببرود ..« أنا أرتدي ما أريد سيد عامر و ليس ما تريده أنت لقد أخبرتك من قبل أنك لن تتحكم في حياتي فهمت » و أكملت ساخرة ..« و الآن أنا جائعة و أريد تناول الفطور إذا سمحت بدون إزعاج »
أتجهت لطاولة الطعام تحت نظراته المندهشة تجلس براحة لتتناول الطعام بهدوء و هى تشير له أن يأتي ..« الن تأتي لتناول الطعام فأنا لن أعد أي طعام لأحد سوى نفسي و هذا ما سأفعله و إذا لم تعد طعامك بنفسك فلن تجد ما تأكله سمعت » حاول كتم ضحكته فهديته أظهرت مخالبها مبكرًا عما كان يتوقع ..حسنا هدية تريدين اللعب أتفقنا فأنا لاعب ماهر يا فتاة ألعب لأربح و لن أتراجع إلا إذا ربحت قلبك....
الفصل الثالث عشر
سألته بلهفة ..« هل علمت شئ حازم هل هى بخير »
هز حازم رأسه بنفي و هو يجلس على الأريكة ملقيا جسده الضخم براحة .. « لا شيماء لم أعرف شئ كل ما أعلمه هو ما أخبرتك به من قبل و هو أنه قام بتبديل أثاث الشقة بأكمله قبل أسبوع واحد فقط من الزفاف و أنه قرر أخذها هناك بعد الزفاف و لا أعلم شئ أخر سواء منه أو من السيد شهاب »
زفرت بضيق ..« أنا لا أفهم مديرك هذا لما يتصرف هكذا بعد ما أخبرتني به و ما حدث هناك هل هو مجنون أم ماذا أخشى أن يؤذيها أو تصاب بصدمة حازم من تواجدها هناك مرة أخرى »
أقترب منها مطمئنا ..« حبيبتي لا تخشي شيئاً سيد عامر يحبها و لا أعتقد أنه سيؤذيها صدقيني لا أعرف أسبابه للذهاب هناك الآن و لكني متأكد أنهم سيكونون بخير فهما يحبان بعضهما حتى لو لم يعترفا بهذا الحب بعد أطمئني » ثم أقترب منها مبتسما و هو يقول بلوم و عتاب مرح ..« أنتي تقلقين على الجميع أكثر من زوجك يا امرأة أعلمي أني أشعر بالغيرة و لن أقبل أن أكون الثاني في إهتماماتك بعد أحدهم أي كان » أبتسمت تشد وجنته بمرح ..« بل ستكون الثالث في إهتماماتي يا سيد حازم و ليس الثاني »
تذمر غاضبا ..« حقاً الثالث و من هو الثاني يا سيدتي المشاغبة التي ألقت بي من أعلى الدرج لتكسر ساقي »
قالت بمكر ..« بل هى سيد حازم هى »
سأل حانقا ..« من هذه الأخرى الآن التي ظهرت لتأخذ مكاني »
أمسكت يده تضعها على بطنها الصغيرة قائلة بحنان ..« هى هنا معه هما الإثنان معا هذان هما من أخذا مكانك سيد حازم هو و هى »
تطلع بدهشة على يده الماكثة على معدتها براحة قائلاً ..« هل تقولين أنه أنهما هما إثنان »
أبتسمت تهز رأسها موافقة فصرخ فرحا و هو يضمها و يدور بها في الغرفة و هى تضحك بمرح ..« كفى حازم لقد شعرت بالدوار يا مجنون »
توقف و هو يوقفها برقة ..« متى علمتي أنهما إثنان »
أخبرته ضاحكة تنظر في ساعة يدها ..« منذ ساعة و نصف تقريباً »
قال بحنان و هو يضمها ..« حبيبتي لقد جعلتني أسعد رجل في الكون كله لقد جعلتني رجلاً فخورا بوجودك في حياتي شيماء أحبك أحبك شيمائي » ..
★
كانت تعد بعض الطعام للغداء فهى لا تشعر برغبة في الطبخ فأعدت بعض المكرونه و قامت بإعداد الصلصة الخاصة بها تركتها على النار لتنضج وجدت بعض أكياس البطاطس الجاهزة في الثلاجة فقامت بتحمير البعض منها كانت تقف أمام الموقد تحرك الصلصة عندما دخل عامر مقتربا منها يضع ذقنه على كتفها يشم رائحة الطعام فقال يدعي الحزن ..« رائحة الطعام جميلة حبيبتي أنا جائع جدا هل أستطيع مشاركتك إياه و أنا سأقوم بإعداد الطاولة و تنظيف الأطباق فيما بعد ما رأيك هى صفقة عادلة »
هزت كتفها لتبعد ذقنه و التفتت إليه تقول بسخرية ..« أسفة أنا لم أعد أعقد الصفقات سيد عامر فلتعد طعامك بنفسك »
أقترب منها بإغواء يرجوها ..« هديتي أرجوكي أنا جائع هل يرضيكي أن أظل جائعا بينما أنت أعددتي الكثير من الطعام و سيلقى باقيته حين تنتهين »
أجابته ساخرة تحاول الإبتعاد عنه و عن تأثيره عليها كان يرتدي تيشرت ضيق يظهر عضلات صدره و بنطال يظهر طول ساقيه كانت رائحته منعشة بخصلاته المبللة التي مرر يده خلالها أشاع الفوضى فيها فظهر كشاب لعوب و بعض خصلاته تتدلى على جبينه ..« من قال لك أني سألقي بما تبقى من الطعام يا سيد لما هناك أختراع يسمى ثلاجة برأيك حتى نحفظ به ما تبقى منه ثم أنا سأتناول الباقي في عشائي و لن ألقي به لا تقلق »
كتم غيظه فهى حقاً عنيدة هذه الهدية تطلع عليها بضيق قائلاً .« ظننتك لا تتناولين العشاء »
أبتسمت بمكر ..« أنا أفعل الآن هل لديك مانع»
نظر لفمها الصغير فأحمر وجهها و هو يقول ..« حسنا لا أريد منك أي طعام هدية و لكن أعطني شئ أخر أسد به جوعي على الأقل لا تكوني قاسية القلب »
نظرت لعينيه بعدم فهم فأتسعت عينيها عندما أخفض رأسه يلتهم شفتيها في قبلة متلهفة يكاد يدميها من شدة شوقة إليها كانت مسمرة من الصدمة لا تفهم ما يفعل و قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان أفاقت من صدمتها و حاولت إبعاده عنها و هى تدفعه بصدره بيديها و لكنه كان كالصخرة أمامها لا يتزحزح أحاطها بذراعيه ليحتوي جسدها الصغير يمنعها من الإبتعاد و أخفق كل محاولاتها الواهنه لتبعده أغمضت عينيها و كادت تستسلم لقبلاته النهمة عندما أشتمت رائحة حريق فدفعته بقوة و هى تصرخ ..« لقد أحترق طعامي »
أقفلت الموقد و التفتت إليه غاضبة تقول بصراخ..« عامر أيها الوغد لقد أحرقت طعامي »
أنفجر ضاحكا على جنونها فقال مداعبا ..« أتركيه و أكليني هديتي صدقيني سأسد جوعك »
أقتربت منه بغضب ..« بل أنت من ستأكل مني ضربا الآن إن لم تبتعد عني و تغرب عن وجهي »
أمسكها في إندفاعها نحوه فقال بحنان و هو يجلسها على المقعد الصغير في المطبخ ..« إذن أجلسي و أنا سأعد لك ما تريدين من طعام و لكن فقط أهدئي هديتي»
أحتقن وجهها و هى ترى نظراته الحنونه إليها تقول مرتبكه و هى تشاهد حمرة شفتيها مازالت على فمه ..« حسنا فلتعد لي بعض الدجاج و صلصة غير التي أحرقتها »
سألها بهمس حميم ..« هل ستدعيني أتناولك .. أقصد تناول الطعام معك»
أحمر وجهها يا له من وقح فقالت بحده ..« فلتعد طعامي أولاً و نرى»
★
مرت من الأيام عشرة و قد صار بينهم تفاهماً ما كان يخرجان للسير وقت الظهيرة كل يوم في الحديقة أمام البناية كان المكان هادئ و لا حركة كثيرة و لكنها لم تشعر بالملل كانا يعودان وقت الغداء الذي يعد أنه معا و يتناولانه ثم تعود و عامر للخروج مرة أخرى يذهبان للشاطئ وقت الغروب ليشاهدان الغروب معا و هما يريان الشمس البرتقالية و هى تغرق في البحر ببطء و كأنها تغوص فيه لا تذهب لمكان آخر كانت وجبة العشاء دوماً ما يتجاهل أعتراضها و عدم رغبتها و يصر على تناوله في الخارج في أحد المطاعم ثم يسيران قليلا و يعودان في وقت متأخر إلي الشقة كانا يتحدثان في كل شئ و لكنهم لم يتطرقا لما حدث بينهم و زواجهم و موضوع سيف لقد تجنبا تماماً الحديث فيه و كأنه لم يكن كانا. يشاهدان التلفاز قليلا قبل خلودهم للنوم كلا في غرفته فهى لم تقبل أن يمكث معها في غرفتها كان عامر يحاول التقرب منها و لكنها لم تسمح له سوى بقبلات قليلة مسروقة منها غصبا أو سهوا أو خطفا كانت تنهره عندما يفعل ذلك ثم ما تلبث أن تستسلم لقبلاته و لكن حين كان يتمادي معها كانت تدفعه بغضب تسبه و تضربه تاركه إياه يغلي غيظا .. مر أسبوعين و هما وحدها و لم تعد تتحمل قربه منها و تواجده حولها وقفت تكتف يديها أمام صدرها و هى تقول
« أريد العودة للمنزل عامر فأنا أفتقد أخي كثيرا أريد أن أراه فمهاتفته لم تعد كافية بالنسبة لي »
زم شفتيه بضيق حتى لا يتفوه بسبه لأخيها اللعين هذا فهو السبب في معاناته معها للأن تمالك نفسه قليلاً و قال ببرود ..« ما به أخيكي هل هو صغير حتى يحتاجك بجواره لاتنسي ذلك أنت أصبحت زوجتي هدية و الأولوية تكون لي و ليست لأخيكي »
صرخت في وجهه بعنف مهدده ..« قلت أريد العودة عامر أريد العودة إذ لم تعد معي سأرحل وحدي هل فهمت »
تركها غاضبا صافقا الباب خلفه بعنف حتى لا يزهق روحها بيده تلك العنيدة ..
★
بعد ثلاثة أسابيع
« حبيبتي حبيبتي » هتف بها سيف و هو يضمها بقوة و يقبلها على وجهها و رأسها فرحا ..« لقد أفتقدتك كثيرا يا شقية أشعر بالفراغ من دونك »
أجابته و هى تضمه بحنان متجاهلة عامر الواقف بالخلف يستشيط غضبا و قهرا فهو للأن لم يتلقى منها ضمه مثل تلك التي أعتطتها لأخيها للتو و لا قبله بحنان مثل التي تغرق بها أخيها أمامه ..
« ها قد عدت أخي و سأظل قربك حتى تسئمني »
أجابها سيف برقه و هو يشعث خصلاتها كما كان يفعل دوماً ..« أبدا يا شقية لن أسئمك أبدا »
تنحنح عامر غاضبا كاتما غيظه ..« الن تدخلنا سيف من على الباب أين حس الضيافة لديك يا رجل » كان يريد أن ينزعها من بين ذراعيه التي مازالت تضمها فقال سيف بحرج ..« أهلاً بك عامر تفضل بالدخول فهذه الصغيرة أفقدتني عقلي قليلاً »
أبتسم عامر ببرود و هو يدخل فقال سيف ..« هدية أدخلي عامر ريثما أجلب لكم بعض العصير » تركها و أنصرف فأدخلت عامر غرفة الجلوس تقول ..« أجلس عامر »
تطلع إليها برغبه و هى تجلس على الأريكة تنزع حذائها و ترفع قدميها تثنيها تحتها كان يتفحصها من قدميها لشعر رأسها مركزا نظراته على شفتيها المصبوغة بالحمرة أحمر وجهها و قالت بحده ..« كف عامر و التزم الأدب نحن في منزل أخي »
أبتسم بمكر ساخر معلقا ..« و ماذا فعلت هديتي أنا أنظر لزوجتي هل هذا ممنوع »
قالت تنهره ..« أجل ممنوع إذا كان بوقاحة و قلة حياء »
قال بخبث متسأل ..« و مع من برأيك أقل حيائي إذا لم يكن مع زوجتي»
وضعت يديها على أذنيها تقول بغضب ..« يا إلهي لا أريد سماع هذا الآن»
أخفض يديها و هو يهمس في أذنها ..« متى أذن حبيبتي ..أخبريني متى تريدين سماع حديثي.. متي تريدين سماع دقات قلبي التي تخفق لأجلك فقط ..حقا هدية لقد أشتقت إليك.. و سئمت ذلك الإنتظار القاسي ..الذي يحرق جسدي كل يوم شوقا لقربك.. للمسك.. لإحتوائك بجوار ضلوعي.. يا فتاتي ..صغيرتي.. حبيبتي ثلاث أسابيع مرت و لم أحصل سوى على قبلات قليلة قصيرة.. يتبعها موجة هستيرية و سب من فمك الجميل هذا ..الذي أشتاق للمسه.. متى سأسمع منه أحبك عامر .. بدلا من أكرهك عامر.. متى سأسمع منه أريدك عامر.. بدلا من أغرب عن وجهي عامر.. متى هديتي متى » كان يقترب منها بأغواء و قلبها يكاد يندفع من صدرها تنظر إليه بصدمة لحديثه و جرائته و أين في منزل أخيها لم تعرف بما تجيبه و هى ترفع أصبعها في وجهه لعلها توقفه عما يتفوه به و يكاد يذهب بعقلها و قلبها الخائن معا ليسقط تحت قدميه أخفض أصبعها بيده و هو يميل برأسه يقبلها برقة يلتصق بجسدها الذي يرتجف تحت لمساته و تنفسها يتقطع قالت بخفوت و هى تبعده ..« عامر أبتعد أخي سيأتي الآن ماذا سيقول أذا رأنا هكذا »
قال لها بأغواء ..« سيقول عامر يحب هدية يحبها كثيرا »
أقترب منها أكثر « أخبريه أننا سنذهب للمنزل الآن و نعود في وقت أخر أرجوكي حبيبتي »
قالت بصوت متحشرج ..« لا أستطيع عامر فسيف ..»
قاطعها برجاء ..« حبيبتي أنا أريدك بجواري هدية لم أعد أستطيع التحمل أرجوكي حبيبتي »
قالت بخفوت ..« حسنا عامر »
أتسعت عينيه بدهشة غير مصدق موافقتها فسألها بلهفة ..« حقاً هدية»
أومأت برأسها فأمسك بيدها يخرجها من الغرفة فهتفت به ..« حذائي عامر » عاد و جلبه بيده و هو يقول بصوت عال ..« سيف نحن راحلان لقد تذكرت شيئاً هام سنعود مرة أخرى »
وقبل أن يخرج سيف ليسأل كانا قد أغلقا الباب خلفهما ..
كان يشد يدها مسرعا بعد أن أرتدت حذائها على الدرج فقالت حانقة
« عامر ستسقطني على وجهي على مهل »
خرج من باب البناية و أصعدها للسيارة قائلاً ..« حسنا هدية سأبطئ و لكن نبتعد قليلاً عن هنا حتى أضمن أنك لن تعودي في كلمتك »
أنطلق بالسيارة فتسألت ..« إلى أين تأخذني عامر »
قال بهدوء مبتسما ..« لا تقلقي لشقتنا »
تسألت بحيرة ..« و لكن هذا ليس طريق ..» قاطعها عامر ..« لقد قلت شقتنا هدية و ليس منزلنا مع أبي »
أتسعت عينيها ..« هل سنعود للساحل مرة أخرى »
زم شفتيه بضيق من كثرة أسئلتها فقال ..« فقط أنتظرى دقائق قليلة و ستعلمين إلى أين نذهب »
بعد وقت قليل وصلا لبناية حديثة فترجل من السيارة و حارس البناية يرحب به ثم أمسك بيدها ليستقل المصعد بعد ثوان أخرجها و هو يخرج من جيبه مفتاح ليفتح به الباب الذي فتح على صالة كبيرة شبه فارغة إلا من طاولة و مقعدين صغيرين في الجانب قال ليجيب تسألها الذي يظهر في عينيها و هى تنظر إليه ..« لقد أحضرتها بعد موافقتك على الزواج و لم أحضر أي أثاث سوى غرفة نوم فقط تركت كل شئ أخر لك لتفعلي بها ما تريدين أنت »
كانت تتنفس بسرعة لتجاري موجة جنونه تلك أغلق الباب وهو يلتفت ينظر لصدرها الخافق بعنف و وجهها الأحمر المحتقن أبتسم ليطمئنها و يهدئها فهى تنظر إليه كأنه ذئب على وشك أفتراسها أقترب ببطء و أمسك بيدها يقول برقه ..« أحبك هديتي »
★
أنتفض على صوت الهاتف فأسرع ليسكته حتى لا تستيقظ هدية من نومها بعد مجيئهم أمس فهما لم يناما سوى منذ ساعات قليلة فقط وضع الهاتف على أذنه يجيب بصوت خافت ..« أبي هل حدث شئ »
قال شهاب حانقا ..« هل أنت غبي عامر كيف تختفي هكذا منذ صباح أمس أنت و هدية بدون إبلاغي عن وجهتكم ..هل تعلم كم مرة أتصل بي سيف ليطمئن على أخته »
قال عامر بحده ..« و لما يتصل و يطمئن هى مع زوجها و ليست مع أحد غريب » أنتبه لصوته العالي عندما تململت هدية في نومها فأخفض صوته قائلاً ..« أطمئن أبي نحن بخير و هدية بخير طمئنه أذا أتصل مرة أخرى » رد شهاب بحده ..« دع الفتاة تحدث أخيها لتطمئنه عامر و كف عن غيرتك الحمقاء تلك »
زم شفتيه و قال ببرود ..« أنا لا أغار أبي أنا فقط أريد البقاء مع زوجتي بمفردنا قليلاً هل أطلب الكثير ..أنا تزوجتها هى و ليس هى و أخيها »
تنهد شهاب لا طائل من الحديث معه فسأله بهدوء ..« متي ستعود »
بلامبالاة أجاب عامر ..« لا أعلم أنا فقط أريد البقاء قليلاً معها أرجوك أبي طمئنه و أخبره أني سأجعلها تهاتفه في وقت قريب حسنا إلى اللقاء أبي أعتني بنفسك » أغلق الهاتف قبل أن يفسح المجال لأبيه أن يجيبه .. أستدارت هدية على معدتها تحرك رأسها على الوسادة تبحث عن موضع مريح لرأسها أبتسم و هو يقترب يقبل كتفها العاري قبلات كثيرة رقيقه رسمت بسمه على شفتيها لظنها أنها تحلم إلى أن شعرت بالإلحاح في قبلاته التي طالت شفتيها تأكلها أكلا فتحت عينيها تنظر. إليه بشغف و هى تحيط عنقه بذراعيها تضمه إليها هتف هامسا بجوار أذنها ..« أحبك » جذبته إليها أكثر و غرقا معا في موجة من الشوق و الجنون معا ...
★
مرت الأيام سريعة على الحبيبين عادا إلى منزل شهاب حتى تقوم هدية بتجهيز شقتهم كان ينظر إليهم بخبث و هو يرى تقاربهم الحميم الذي أصبح ظاهرا للجميع شعر شهاب بالإرتياح لذلك و منى نفسه بقدوم الأحفاد سريعا رغم حزنه أنهم سيستقلون بحياتهم و لكن هدية كانت تطمئنه أنها لن تتركه وحده أبدا و هكذا كان بعد إنتهاء تجهيز شقتهم إنتقالا إليها و رغم ذلك كانا يقضيان معظم وقتهم في منزل والده و كانت هدية تتحجج معظم الأيام بعدم رغبتها في الذهاب لشقتهم فكانا يقضيان الليل أيضاً في منزل والده كان سيف جزء هام من حياة هدية و هذا كان يشعر عامر بالغيرة الشديدة منه فهو رغم تأكده الآن أن هدية تحبه إلا أنها لم تصرح يوماً بذلك مما جعله يشعر بالقلق و يخشي أن تكون مازالت متأثرة بما بدر منه من قبل ..فقط في لحظاتهم الحميمة يشعر أنها له ملكه وحده لا سيف لا أبيه لا أحد غيره يسكنها ..هل هو مريض بالغيرة كما أخبره والده من قبل في لحظة مزاح بينهم عندما أخبرته بأنها ستقضي يومها مع أخيها في منزله فهو قد تغيرت ملامح وجهه و وافق على مضص و هو يمشط حاجبه بأصبعه و لكن شهاب لم تخفي عليه ملامح الغضب و الإنزعاج من الأمر على وجهه فحذره أنه يبالغ و سيجعلها تختنق و حذره أيضاً أن يبتعد عن سيف و لا يدخله في مقارنة معه أو موضع خيار أو تفضيل فهدية تحب كلاهما و لكن حبها لكل من هما مختلف كان قد أصر على المكوث في شقتهم هذا الأسبوع ليظل وحدهم قليلاً فكانت تذهب لقضاء بعض الوقت مع شهاب نهارا منتظرة عودة عامر من العمل ليذهبا لشقتهم اليوم التالي كانت قد شعرت ببعض التوعك فأصر الا تخرج من المنزل لأى مكان و لا تذهب لزيارة والده إلى أن تشفى فكان ينهى عمله و يذهب إليها مسرعا حتى لا تظل وحدها طويلاً كان قد أنقضي النهار عندما قرر العودة للمنزل للإطمئنان عليها فمهاتفتها لم تكن كافية ليطمئن دخل المنزل بعد أن فتح الباب بمفتاحه حتى لا يزعجها إذا كانت نائمة وجدها جالسة على الأريكة تستند على صدر أخيها في راحة و هو يضمها بذراعه يمسد خصلاتها القصيرة بحنان و يتحدثان بهدوء شعر بموجة حقد و غضب حارقة في صدره و هو يرى تقاربهم هكذا هل هو أناني لرغبته أن تكون متعلقه به هو فقط هل يطلب الكثير عندما يرغب أن يكون محور إهتمامها الأول كما هى له هل يبالغ عندما يريد أن تحبه أكثر من أيّ أحد أخر كما يفعل هو هل هذا كثير أبتسم ببرود مرحباً و هو يجلس أمامهم فهى حتى لم تقف تستقبله كما تفعل كل يوم عند عودته من عمله ..« أهلاً سيف أي ريح طيبة ألقت بك علينا اليوم »
أعتدل سيف ساخرا و قال بإستفزاز ..« ألقت بي ريح شوقي لهذه الصغيرة بعد أن أخبرني عمي شهاب أنها متوعكة قليلاً فلم أستطع الإنتظار حتى أراها فهى ما عادت تأتي كما كانت تفعل من قبل و الهاتف لا يفي بالغرض بالنسبة لي »
أبتسمت هدية بحنان و هى تقبله على وجنته قائلة ..« اوه حبيبي أنت تعرف أني أنشغلت بتجهيز شقتنا و لكني كنت أطمئن عليك من وقت لآخر و لكن أطمئن ها قد أنتهيت و لن يشغلني عنك شئ يا سيفي »
شعر عامر بحريق في صدره و هو يرى كم هى تحب أخاها حد الهوس حقا لم يمر عليه في حياته علاقة أخوين كعلاقتهم قوية و متماسكة هل هذا أمر طبيعي بين الإخوة فهو لم يكن له إخوة من قبل ليعرف كما قال له أبيه ..قال بصوت لم يستطع السيطرة على الحده فيه ..«حبيبتي أذهبي لتعدي الطعام لأخيك فمؤكد سيف جائع »
شعرت بالقلق و هى تبتسم بتوتر لتنهض من جوار أخيها ..« حسنا سأحضره بسرعة » أنصرفت لتعد الطعام فنظر عامر لسيف ببرود و سيف ينظر إليه ساخرا قال عامر بغيظ ..« ماذا سيف الن تبحث لك عن عروس حتى تشغلك عنا قليلاً ...أقصد تشغل حياتك و تملئها »
كتم سيف ضحكته فهو بات واثقا أن عامر يغار منه على هدية يا إلهي هذا الرجل مختل حقا ليفكر هكذا فأنا أخيها و لست صديقها ليغار مني أجابه سيف ببرود ..« لا لا أريد أن يشغلني شئ عن أختي الصغيرة في الوقت الحاضر »
كتم عامر غيظه و إنفجاره حتى لا يغضب زوجته و هو يقول بتحذير
« حقاً سيف لقد سئمت من وجودك حولي و بين زوجتي و بيني فأنا لم أتزوجكما معا لقد تزوجت هدية فقط أشعر أنه سيأتي يوم اجدك و قد أنتقلت للعيش معانا بحجة أنك لا تستطيع الإبتعاد عن أختك أخشى أن أجدك بيننا في الفراش يوما ما »
أحمر وجه سيف غضبا ماذا يقول هذا الحقير هجم عليه سيف يلكمه في وجهه فجرح شفته التي نزفت الدماء و سيف يصرخ بغضب هادر في وجه عامر ..« أنت حقاً رجل مختل و مريض عامر و لا أعرف كيف تحبك أختي الصغيرة حتى تقبل بالمكوث معك »
أبعده عامر بحده ..« التزم حدودك أيها الوغد الحقير فأنا لم ألقي بك خلف القضبان فقط من أجلها »
أحتد سيف عليه ..« أيها الوغد الخائن أنا لا أعلم كيف قبلت زواجها منك»
أتسعت عينى عامر دهشة ..« أنا خائن أنا أم أنت أيها الكاذب بنشرك الأكاذيب عني »
نظر إليه سيف بغضب ..« أنا أنشر الأكاذيب أي أكاذيب سيد عامر فما أعلمه أسوء أسوء بكثير أيها الوغد ..هل تتذكر رؤى سيد عامر رؤى الفتاة التي تعرفت عليها في الخارج و كنت على علاقة بها ثم تركتها و طفلها حتى ماتت قهرا منك »
صدم عامر و لم يفهم عما يتحدث فهو قد تذكر تلك الفتاة فعلا فهو مازال يشعر بالذنب تجاهها سأله بريبه ..« أنتظر هنا هل تعرف رؤى »
أومأ سيف برأسه ساخرا غاضبا ..« أجل أعرفها أيها الملاك البرئ »
قال عامر و هو يرفع يده ..« أنتظر هنا هل تقول أن رؤى كانت تحمل طفلا ..» ثم أكمل بإستنكار ..«طفلي أنا» ؟؟!!
لم يشاهدا وسط جدالهم و إتهامهم لبعضهما أنها واقفة هناك تشاهد و تسمع ما يقولون بصدمة و هى تكاد أنفاسها تتوقف و روحها تزهق من شدة الألم ..عامر حبيبها زوجها له علاقة بإمرأة أخرى و له طفل أيضاً هل هذه هى المرأة التي يتحدث عنها سيف و يشير لها في الصحف المرأة المتزوجة كانت تترنح و رأسها يثقل و عيناها تتشوش رؤيتها شاعره بالدوار و لم تشعر بشئ بعدها فسقطت بما تحمل بيدها على الأرض التفت كلاهما أصدر الجلبة ليشاهدا ما أفزع قلبيهما فهى كانت هناك ملقاة على الأرض وسط الأطباق المهشمة ظهر سيف و عامر و هما ينظران لبعضهما بذهول فما خشياه قد حدث .....