
رواية رحم للايجار
الفصل الثاني والخمسون 52 ج2
الجزء الثالث
بقلم ريحانة الجنه
((حب الفرسان))
شعور ممتع ومؤلم وغريب لاقصي حد انك تبقي واقف قصاد حب عمرك اللي قلبك ماقدرش يتخطاه في يوم ..ولا خيالك قدر يصورلك غيره حبيب...ولا حتي الواقع اللي عشته مع غيره كان منصف ليك ..او قدر يهون عليك الوجع والحرمان..بالعكس الواقع كان صعب ومؤلم اكتر...فكرة انك تعيش مع غيره وتبقي مجبر تتكلم وتضحك وتجامل علي حساب مشاعرك وجرحك..ده منتهي الالم ومنتهي الصعوبة وحمل كبيير مش بسهولة تتحمله...والاصعب تحمل المشاعر الحساسة !! انك تبقي مجبر تسكن حضن غيره وتتفاعل معاه وتديله حقه فيك...بالرغم بنفورك ورفضك التام ان احساسك او جوارحك تكون لغيره والاصعب انك متيقن ان حب متحرم عليك وبيسكن قلبه حبيب غيرك ...ومش بس كدة لا ده بيعشقه حد الجنون ومش شايفك اصلا ولا قادر يحس بحبك....
كل الوصف ده كان قليل ومجرد نبذة عن الاحاسيس اللي بتتحرك وتتصارع جوا كيان سليم ...وهو عيونه عليها وشايفها بترحب بچواد ومهرة ....كان بيجاهد نفسه انه يكون عاقل وواعي ويبعد نظره عنها ...لان عيونه فاضحاه ...الغريب انه برغم السنين وفعلها بيه وبيها الا ان القلب والمشاعر والاحاسيس كأنه وقف عندها الزمن زمان...و فضلت صغيرة وجميلة وبنفس اللهيب والاحساس.....
ودي حاجة لازم الكل يفهمها الشيب شيب جوارح اما الروح المحبة العاشقة لا تشيب مهما طال العمر ومرت مأسي كتيير مستحيل تقتل مشاعر محب صادق العهد.!!
الجميع سعيد والضحكات بترن والفرحة بترقص في عيون الكل حتي. هو سليم نفسه...كانت الفرحة برؤياها بتلمع في عيونه...كان مشتاق لملامحها بجنون...مشتاق يشوف الكبر والشيب عمل فيها ايه...لكن فرحته وابتسامته كانت معبرة عن اجابة سؤاله وظنه!!؟
لانها برغم كبرها وعمرها وبعض الخطواط والتجاعيد الطبيعية بفعل الزمن الا ان ملامحها لسة محتفظة ببرائتها وجمالها....لسة ضحكتها خجولة وهادية ...لسة سواد عيونها حالك ...لسة نعومة شعرها بتجبر حجابها انه يتخلي عن خصلاتها غصب عنها وابتسم لفعلها نفس الحركة الايرادية منها انها تدايما حريصة تظبط حجابها وتخبي شعرها اللي بيتمرد دايما علشان يخرج منه ...بس اتنهد بعشق وهو بيلمح خصلاتها البيضة الرفيعة اللي اختلطت بخصلاتها السوداء الكاحلة ..واللي كانت عبارة عن دمج رباني لنوع مختلف من الجمال...وبرغم ان لمحته دي كانت في اقل من ثانية لحرصها المستمر ان شعرها يفضل تحت حجابها ...لكن لانه عيونه متبعاها بشغف ولهفة ماكنش بيفوت لحظة او حركة او لمحة منها من وقت ما دخل القصر....
برغم سعادة الجميع الا ان هناك وسط الجميع بيقف الاسد الغاضب...والعاشق الغيور اللي مش قادر يستمتع زيهم بفرحة رجوع الاحفاد وسط غيرته ووجود غريم ليه في حبها وعشقها....
اما هي صاحبة الصراع وموقف النزاع...كانت محتارة بين الترحيب بشخص هي بتحترمه جدااا برغم انها عارفة حقيقة مشاعره ليها زمان لكن تخيلت ان بفعل السنين اللي بتنسي الانسان اي شئ وكل شئ انها قدرت تنسيه هو كمان وتخيلت كمان انه ليه عائلة زيها اولاد واحفاد لانها لسة ما تعرفش ولا سمعت اي شئ عن حياته السابقة...
كانت محتارة بين الاحساس ده ورد الجميل للشخص الوفي ده...وبين الخوف والرهبة من رعد!!! رعد اللي شايفة في عيونه اسلحة العالم وهو واقف زي الاسد الثائر بيقتل ويقطع سليم لاجزاء واشلاء مالهاش اي وزن ولا حجم...
عدي كان بيشهد علي المشهد من اوله..من بداية دخولهم وسرد چواد ومهرة للحكاية ولدور سليم في مهمة الانقاذ....وبرغم اشتياقه لسليم وترحيبه بيه...الا انه كالعادة بيحمل مسؤلية الفصل بينه وبين رعد....وخصوصا وهو شايف سكوت رعد وصمته الغريب والمريب من لحظة ما شاف سليم....
عدي بحمحمه لتلطيف الجو العام للتجمع ده: احممم.بس عارف يا سليم القدر ده مالوش توقع...يعني انت حقيقي كنت واحشني اوي وعايز اعرف اخبارك واوصلك بس ما كنتش عارف ابدأ منين ...اقوم فجأة الاقيك قصادي لا وكمان وانت حامي مهرة!! بجد ترتيبات القدر دي غربيبة ...قولي بقي فين مراتك واولادك !؟ هناك ولا رجعوا معاكم!!؟
سليم بإبتسامة حزن: لا انا ماخلفتش يا عدي وكمان جوازي ما استمرش كتيير....كام سنة كدة وبعد كدة انفاصالنا ومن وقتها وانا حياتي شغلي وبس...
وقتها رعد احتدت نظراته اكتر وغيرته ما اصبحتش علي همس وبس ..وانتقل بنظره الحاد والغاضب لمهرة ..
رعد بكبرياء ونبرة تهز كيان اعتي الرجال مش مجرد مهرة ناعمة خجولة: انتي كنتي معاه كل الفترة دي في بيته لحد ما چواد وصلك لوحدكم !!!!!؟
مهرة نقلت نظرها الخايف والمرعوب لچواد بتلتمس منه العون والسند ...چواد برغم غيرته اللي جددها سؤال جده بشدة الا ان رفقه بيها وخوفه عليها من خوفها من غضب رعد خلاه بتولي هو مهمة الرد..حرك رأسه ليها بخفة وهو بيضم ايديها بين قبضته بقوة وحنان اكنه بيثبتها و بيقولها انا جنبك...مافيش داعي للخوف والرعب ده!؟؟
چواد بجدية : ايوة يا جدو مهرة ماكنش قصادها حل تاني ...كفاية عليها وقتها الخوف والرعب اللي شافته علي ايد الكلب مدحت ...ده غير تصميمه انه يجهضها لولا ان ربنا بعتلها دكتور سليم ....كانت طبيعي هتروح معاه ومش هينفع تفضل في الشارع يعني في بلد غريب وخصوصا انها من غير اي اوراق رسمية !!؟؟
رعد تجاهل چواد ووجه اول كلمة لسليم من وقت دخوله : وهل ماكنش بديهي وطبيعي انك تاخدها السفارة من اول يوم وتسيب المسؤلية عليهم وهما اكيد هيقدروا يتصرفوا !!؟خصوصا بعد ما عرفت هي مين !! ولا انت كان في دماغك حاجة تانية !؟؟
همس حست بحرج سليم وحاولت تعاتب رعد بخفوت ابتسمت بخفة : ااايه يا رعد بس مالك...مش مهم ايه اللي حصل المهم ان الولاد رجعوا بخير واطمني عليهم مالوش لازمة الكلام في اللي حصل حتي علشان ما نبقاش بنجدد ذكري اللي حصل علي مهرة ...حبيبتي دي حامل والحمد لله انها لسة محتفظة بحملها...ارجوك نغير الكلام ده ولا اقولكم احنا نقوم نتعشي كلنا ايه رئيكم!!؟
رعد اتنهد بهدوء وكانت نظرته ليها برغم انها تبان للجميع نظرة عادية وده لمهارة تحكمه في ردود فعله واظهارها بالشكل اللي هو عايزه ....لكن الحقيقة هي كانت بالنسبة لهمس نظرة مختلفة ...نظرة عتاب وامر بالسكوت ....تفهمت قصده وسكتت بحرج...
اما رعد اعاد سؤاله لسليم بمنتهي الهدوء والتصميم الحاد والجاد في نفس الوقت: ها!! ما سمعتش ردك!! ليه احتفظت بمهرة طول الفترة دي!!؟ ليه ما سلمتهاش للسفارة!!؟
سليم ابتسم بتفهم لغيرة رعد اللي هو حافظها عن ظهر قلب: عارف يا رعد!! حفيدك كان قاعد قصادي نفس قعدتك دي وبيستجوبني بنفس طريقتك دي واتهامك ده اول ما جالنا البيت!؟؟ بس انا هقولك وجهة نظري...
ايوة انا كان ممكن اسلم مهرة للسفارة من اول لحظة وهما يتصرفوا زي ما انت قولت!؟ لكن انا اللي كان بيحركني وقتها مشاعري كأب وواجبي كطبيب...مهرة كانت في حالة رعب ..خوف....الم طبي بسبب الحمل واللي بحكم خبرتي كطبيب حتي لو مش تخصص نساء..الا اني علي علم ان الخوف الزائد ممكن يسبب اجهاض ومضاعفات كتيير هي مش هتتحملها علشان كدة ما كنتش ضامن الرعاية الطبية والاهتمام اللي كانت هتشوفه في السفارة هيكون مناسب ليها ولا لا !!!
كمان انا كنت حاسس بخوفها وشايف قد ايه هي وحيدة ومحتاجة حد يطمنها ...وعارف ان اجراءات اوراقها هتاخد وقت وبالتأكيد الوقت ده مش هترتاح وهي قاعدة هناك في السفارة ...كمان يا رعد باشا مهرة دي زي بنتي او كمان حفيدتي..ايه هتغير عليها مني!؟ هو طبع الغيرة ده مش هيتغير جواك ابداااا!!؟
رعد ابتسم بسخرية وقرب من سليم ومال عليه بخفة وهو بيهمس بغيظ: زي ما احساسك انت كمان لسة جواك وما اتغيرش ومش هيتغير ابدااااا..ولا ايه!؟
سليم ابتلع ريقه بحرج وبهمس: علي فكرة انت فاهم غلط!! انا اااا
رعد بهدوء: شششششش.من غير كلام ولا تبرير انا قادر دلوقتي قصاد الجمع ده اخليك تشوفني من برا بنفس الغليان اللي من جوايا !! لكن انا هكون رحيم بيك وبشكلك قصادهم...بس عارف يا دكتور المجاريح انت لو عنيك دي وقعت عليها مرة تانية انا هعمل فيك ايه!!؟
سليم كان بيحاول يداري نظراته من الجميع اللي عيونهم عليه بدهشة وفضول لسماع كل كلمة بتدور بينه وبين رعد...لكن لصوتهم الخافت وتحكمهم في ملامحهم وخصوصا رعد اللي كان مهار بشدة في اخفاء ملامحه وهو بيتكلم ....كان صعب او مستحيل لاي حد منهم حتي عدي انه يستشف او يفهم طبيعة الحوار بينهم ايه!!؟؟
سليم بقلق من عيونه تخونه وتلتفت لهمس: بقولك ايه يا رعد!؟
رعد استقام بضيق ولوي شفايفه بسخرية وتحذير: قبل ما تنطق كلمة كمان!!! رعد .رعد اللي في لسانك دي توقفها انا ماحدش بينده ليا بإسمي مجرد كدة الا اثنين!! همس وعدي!! مفهوم!
سليم اتنهد بضيق وقلة حيلة: هو انت متأكد ان ريان ده مش حفيدك!! ده الواد ده بالاخص تقولش ابنك مش بس حفيدك!؟؟ حاجة كدة كربون حقيقي ربنا يخلي!!
رعد عقد حاجبه بسخرية: ايه ربنا يخلي دي!! ايه شايفه في اللفة ولسة مولود!!؟ ثم ماله ريان !!! وبعدين مين قالك انه مش حفيدي! ريان انا اللي مربيه وهو فعلا حفيدي دي حقيقة !! بس انت ايه علاقتك بريان مش فاهم!!؟
سليم لوي شفايفه بسخرية شديدة في الاتجاهين بشكل سريع : اقولك ايه!؟ هو اللي انا شوفته ما يتقالش الحقيقة ولا حتي يتوصف!! بس لك ان تتخيل اني نمت معاه في اوضة واحدة كام يوم انا كنت بشوفه بس وهو بيتدرب الصبح اعصابي بتسيب وعضمي اكنه بيتكسر ...ده مش انسان عادي ده حالة انسانية نادرة الوجود!!؟
رعد اتنهد بغيظ وهو بيضغط علي شفايفه بضيق: قول كدة بقي ماهو انت اكيد تشبيهك مش هيكون مدح!!! تصدق انا هكلمه يجي يتعشي معاك !!
سليم برجاء: لا لا الله يخليك انا استكفيت منه خلاص...ده في الطيارة كان قاعد عليا مش جنبي والله ...يعني ماليك عليا حلفان كان دراعه جايب القفص الصدري كله وضاغط علي الحجاب الحاجز!! انا مش عايز اتعشي انا ماشي اصلا متشكر!!؟ كمان ده مش بيتعشي زينا ده عايز مائدة ابو لهب اللي بيحطوا فيها خروف مالوش اهل ده ويفضل يعذب فيه!؟ انا خلاص صحتي ما تتحملش ريان تاني ارجوك!؟؟
عدي وچواد قربوا منهم وچواد سمع اخر جملة نطقها سليم!!
چواد بمزاح: هو انت يا دكتور كل ما هتشوف حد هتفضل تشتكيله من ريان!!؟ نفسي افهم بس انت ليه مش طايقه كدة!!؟ ده حتي ريان وديع وهادي ده اليف جدااا صدقني!!؟
سليم اتحولت ملامحه للاعتراض بشكل مبالغ فيه :ننننعم!! اليف!! مين ده اللي اليف!؟ اومال انسان الغاب طويل الناب دي تتقال لمين!!؟
طب انا هشهدك يا عدي وانت اكيد تعرف الوحش الكاسر الملقب بريان ده !! ده اليف!! ده هادي!! ده اصلا يتعاشر!! والله انتم بتهزروا!!؟
عدي بيضحك غصب عنه: والله انا اخر مرة شوفت ريان كان من سنين كتييىر اوي ...هو ايوة طول عمره بهيأة ضخمة وقوية بس مش للدرجة اللي بتوصفه بيها دي!؟؟
سليم بملامح متأثرة وحزينة: انت علشان كدة مش فاهم لو تشوفه بقي تكاثر ازاي وبقي شكله ايه !! هتعزرني ...انت اصلا ما جربتش تحس انك واقف قصاده حاليا ...عارف احساسك بالدنو وانت واقف قصاد الهرم او برج القاهرة كدة!!؟ شوف بتحس كدة انك لو وقع فوقيك مش هتقوم منها تاني!! اهو ده احساسي وانا جنبه!! ده ...دددده عليه رقبة يا عدي ما تتوصفش..ولا العروق اللي بتجري فيها تحسها مجري نهر النيل ده لو ادبت ابرة فيها تكسرها نصيب مافيش ابر تمشي في العروق دي لسة ما اخترعوهاش!!؟
عدي وچواد بيتمالكوا نفسهم من الضحك لكن رعد كان متعصب منه..
رعد بضيق: انا كدة مصمم اكلم ريان ولمار يجوا يتعشوا معانا هكلم ريان واقوله انه وحشك اوي يا سليم !!
سليم : والله انا ماليا نفس انا مش هتعشي انا مروح متشكر عن اذنكم ..
رعد سحبه من كتفه بوعيد: علي فين!! انا خلاص قولت ولازم كلامي يتنفذ هتقعد لحد ما ريان يوصل يعني هتقعد !!
عدي رفع كتفه بإستسلام : صدقني مش هعرف اعملك حاجة ...انت اللي زنقت نفسك ...اللي انت ماتعرفهوش ان رعد بيحب ريان زي چواد تمام اكنهم توأم!! وربنا مايوريك جمعة رعد وريان مع بعض!!!
سليم كانت علامات الورطة واليأس ظاهرة علي ملامحه بوضوح: يعني مافيش امل اهرب من العشا ده!!؟
همس قربت منهم بإستحياء وخصوصا من رعد ضمت ذراعه بخفة اكنها بتستعطف غيرته تهدأ: ااايه يا جماعة هتفضلوا كدة سايبنا وواقفين تتكلموا لوحدكم!!؟ انا بقول نجهز العشا ولا ايه رأي الملك!!؟
رعد التفت لإيديها اللي ضمت ذراعه بحنان وابتسم بحب وملس علي كفها بنعومة ومال عليها بخفة : انا اسف يا همستي ...اسف..
همس ابتسمت براحة لانها ببساطة اكتر حد حافظه وعارف اوقات رضاه وغضبه وازاي تتعامل معاها..
رعد ابتسم اكتر وهو بيلف ذراعه حاولين كتفها بإحتواء وحنان: مش مهم الملك يقول ايه!! المهم ملكتي انا تقول ايه!! اللي تؤمري بيه يا همستي ...نجهز العشا زي ما تحبي!! المهم اني هاكل من ايدك يا همسة قلبي!!!
همس ابتسمت اكتر وهو بيرفع كفوفها ليه وبيبوسها بحب: كل الاكل اللي بتحبه موجود حبيبي انا بعمله بقلبي مش بإيدي كفاية انك بتنور الدنيا.. والاكل كمان وانت قاعد وسطنا وساند الكل ربنا يخليك لينا يا رعد...
چواد وعدي كانوا غير متمالكين نفسهم من الضحك وكتمانه وهما بيبصوا لسليم اللي واقف بيتابع الحوار والموقف بين رعد وهمس بملامح مغتاظة وضيق واضح وعاقد حاجبه بعصبية ...وخصوصا ان رعد كان متعمد ان الحوار يدور بالشكل ده بينه وبينها لانه ببساطة قاصد يغيظ سليم ..وهما الاثنين برغم كبرهم الا ان مشاعر الحب والغيرة لسة بتتحرك جواهم بشكل غريب وجميل في نفس الوقت...
سليم كان بيلوي شفايفه بضيق وسخرية وهو بيبص لرعد: ابقي خد بالك يارعد باشا وانت بتتعشي علشان العشا بالذات تقيل وغلط علي اللي في سنك خصوصا الدهون ممكن تطبق علي قلبك وتوقفلك الشراين وتحتاج عملية تسليك شريان ولا قلب مفتوح ولا يمكن صمامتك تفوت وتحتاج قطع غيار ..وساعتها اوعدك هعمل معاك احلي واجب واهتولي انا اني انهي عليك...احممم قصدي انهي الالم والمشاكل دي واعملك العمليات دي كلها...انا حذرتك اهو!!!!
چواد رفع ايده بقبضتها القوية وخبط علي ظهر سليم بغباء وشدة وهو بيضغط علي شفايفه بغيظ: تسلم يا دكتور شايلينك للتقيلة ...بس لعلمك جدو قلبه حديد مش بيتعب ولعلمك ده ما عندوش صممات زينا !! لا لا ده عنده تروس حديد تشغل محطة سكة حديد بحالها...وفر انت شطارتك دي علشان تعلم مهرة بقي علشان لما شراينك انت تفرقع تعرف تساعدك هي وتخلص عليك...قصدي تخلص العملية واوعدك انا بنفسي هدخل معاها وقتها وهريحك من الدنيا كلها ...احممم قصدي من الم الدنيا واللي شوفته!!؟
سليم مال علي عدي بملامح متأثرة : هو انا ليه حاسس اني دخلت بيت اكلي لحوم البشر زي اللي بشوفهم في الافلام تحس كدة انه هو وحفيده حد منهم هيتحول فجأة ويقرمني من دراعي او يبلع دماغي!! ابوس ايدك مشيني من هنا!! ده انا صاحب عمرك حتي ...خالي عندك رحمة يا عديم الرحمة!!؟
عدي بيكتم ضحكته بصعوبة: المهم ان كل ده وريان لسة ما جااش ..ومن حظك ان شهاب مسافر وفادي لسة برا ويبقي حظك مهبب لو فادي بالاخص وصل علي العشا عارف وقتها فعلا هياكلوك صاحي!!؟.
رعد شايفهم بيتهامسوا ومعالم الغيظ علي ملامح سليم ..ابتسم بنصر ومال علي سليم: عارف انا مش محتاج اراقبك انت متراقب لوحدك ...وكفاية عليك چواد مؤقتا...اشوفك بس عنيك تقع عليها ولا تقرب منها انا اللي هعملك عملية قلب مفضوح يا دكتور المجاريح انت ...انت فاهم!؟
سليم بضيق: طب ما تجيب سيخ وترشقه في صدري احسن من ده كله ايه بيت الرعب ده يا جماعة بقي لا وكمان لسة الفك المفترس جاي كدة كتير بجد!!
والتفت لهمس اللي شفقانة عليه بقلة حيلة وابتسم بهدوء : بقول ايه يا مدام همس ما تخديني معاكي المطبخ احسن من القعدة هنا !! علي فكرة انا ممكن اساعدكم انا طباخ هايل هبهرك!!؟
عدي ضرب مقدمة رأسه بقلة حيلة: جابه لنفسه الغبي!! مافيش فايدة اللي فيه طبع ما بيغيروش!!! انت هو انت سليم الغبي المتهور !!؟ اشرب بقي؟
رعد التفت لهمس بهدوء: حبيبتي روحي انتي شوفي العشا ..
همس بقلق علي سليم من رعد همست لرعد بخفة: طيب وحياتي يا رعد طول بالك عليه ..هو سليم كدة من زمان طول عمره يحب الهزار ولسانه مش بيسكت بلاش تقلبها جد احنا ما صدقنا نفرح برجوع الولاد!!؟
رعد بيتمالك غيرته بصعوبة: وانتي تعرفي طباعه منين يا همس!!؟ اها نسيت انك قضيتي زمان وقت كبير معاه في المستشفي وفي البيت عند عدي!!
همس عقدت حاجبها بدهشة وانكار: لا يا رعد مش قصدي كدة ثم بعد العمر ده كله تقولي الكلام ده!!! انا يا رعد!؟ طيب عند اذنك!!؟
رعد سحبها بهدوء قبل ما تمشي وضم ايديها لقلبه بحنان وعتاب: مش بيهون عليا زعلك يا همس!! بس انتي كمان لازم ما تنسيش انك لو بقيتي ضعف عمرك ده هفضل اغير عليكي من اي حد وخصوصا لو كان سليم!!! واحد حبك واتمناكي مراته!!!
همس بصت لسليم اللي بيتكلم مع چواد وعدي والمزاح بينهم واتنهدت: رعد انا مافيش اي احساس اتحرك جوايا لسليم لا زمان ولا دلوقتي ...يمكن دلوقتي هو احساس واحد بس احساس رد الجميل... و يمكن الشفقة كمان...بص ليه ولوحدته شوف كلامه اللي كله هزار !!! ده واحد حياته فاضية لعلمك سليم مش عايز يمشي ولا حاجة سليم مبسوط بجو اللمة والعيلة يا رعد!! وانا بالاخص جوايا احساس بالذنب ناحيته لاني يمكن لو ماكنتش ظهرت في حياته زمان...كان قدر يعيش حياة تانية طبيعية ...قد ايه صعب عليا حاله لما عرفت انه ما خلفش اولاد وماعندوش عيلة!؟ ارجوك يا رعد فرق بين غيرتك وبين مشاعرك ومشاعري الانسانية ....وارجوك كمان راضي سليم واشكره علي اللي عمله مع مهرة ...الله اعلم لو ربنا ماكنش بعته ليها كان حصلها ايه ومعاها چواد حفيدك!!! كمان اجبر كسره في وحدته ...وضعفه وكبره...احنا خلاص كلنا كبرنا ومبقاش فاضل من عمرنا قد اللي راح...وغلاوة همس في قلبك....خاليه وسطنا نعوضه عن وحدته !! وحياتي عندك ما تقسي عليه !! انت زمان طردته من المستشفي مع انه ربنا جعله سبب اني لسة عايشة لحد النهاردة ...ارجوك بلاش تعمل كدة وتكون بالقسوة دي عليه وهو في السن ده!! بلاش كسر الخاطر وحياتي يا رعد !!؟
رعد ابتسم وضم ايديها بحنان وعيونه بتلمع بحبه ليها: قد ايه انتي جميلة يا همس!!! قد ايه قلبك ده ماس حقيقي!! عرفتي بقي انا ليه بحبك ولسة بغير عليكي لحد النهاردة!!؟ طيب قوليلي ازاي ما حبكيش بس!!؟
والتفت لسليم اللي شافه فعلا بيضحك وسط عدي وچواد وعيونه فيها رضي وفرحة وابتسم ورجع التفت ليها من تاني واتنهد بوعد: حاضر يا همستي اوعدك اعامله كويس ...وانتي صح كفاية انه كان سبب انك لسة في حياتي لحد النهاردة ...زمان انا يمكن اكون غلطت لما اتعاملت معاه بغباء وقسوة بس وقتها كنت زي ما انتي عارفة زي چواد وريان وياسو كدة شاب غضبه سابق عقله لكن دلوقتي فيه حسابات تانية الواحد لازم يعمل حسابها !!! روحي يا همستي انتي وما تقلقيش عليه مني...بس لعلمك يستهبل تاني ويكلمك او يبص عليكي هخزأ عنيه هو حر!!؟
همس ابتسمت بيأس وقلة حيلة: تاااااني !!! حرام عليك ده انا ولا كأني قولت حاجة !!؟ بس امري لله هدعيله ربنا ينجيه بقي ...عن اذنك يا روحي!!
رعد ابتسم اكتر وهو بيتابعها لحد ما بعدت عن نظره ورجع لسليم وبملامح جدية : قولتلي بقي يا سليم انك شاطر في المطبخ مش كدة!!؟
سليم ببديهية : طبعاااا انا طول عمري عايش لوحدي وبعمل اكلات تجنن !!!
رعد بتساؤل: عمرك ذبحت يا سليم بقي علي كدة !!!
سليم بتقزز: ايه!!! لا لا ذبح ايه لا لا انا برغم اني دكتور بس مشهد ذبح اي كائن بيتعبني ويوترني مابقدرش اشوفه...ومتهيألي لو شوفت حاجة بتذبح مش هاكل منها ولا هقرب عليها ...
رعد لوي شفايفه بسخرية ووعيد: حلو اوي اجهز بقي علشان هديك درس في ذبح الخرفان وسلخها و تقطيعها قطع صغيرة !!
سليم بص لعدي اللي غمض عنيه بإستسلام وكتمان لضحكته: اااانت سمعت هو قال ايه!!؟ ده هيذبح خروف!!؟ انا قولتلك ده بيت الرعب ما صدقتنيش!!؟
رعد ابتسم بخفة وخرج فونه واتصل بريان.......:
************************************************🌹بقلم ريحانة الجنه🌹
ريان ضامم لمار لحضنه بإحكام وبيتكلموا ..انتبه لفونه ورنينه وشاف اسم رعد...انتبه واستقام وقعد بدهشة ورد عليه: الو!! ايوة يا ملك خير!!! فيه حاجة !!!؟
رعد بهدوء: لا يا ريان انا بس عايزك تجيب لمار وتيجوا علي القصر كلنا هنتعشي سوا وهمس عايزاكم معانا بقالنا كتيير ما اتجمعناش!!!
ريان بيبص علي لمار اللي في حضنه وعلامات خليط الشيكولاتة علي ملامحها وكل شبر في جسمها واتنهد بضيق: ايوة يا ملك بس اصل!! حضرتك شايف اني لسة راجع من السفر انا يادوب اخدت حمام وكنت هنام!؟؟
لمار بمزاح : كداب ده انت ما اتهدتش من وقت ما رجعت!!
ريان بصلها بغيظ وكتم شفايفها بقبضة ايده بسرعة : احححمم...بس يا باشا فا انا كنت بقول نخلي العشا ده لبكرة بعد اذنك يعني!!؟
رعد ابتسم اكتر بهدوء: ريان بعد نص ساعة الاقيك قصادي هنا انت ولمار ما تتاخرش...سلام..
ريان قفل الفون ورماه بعيد بغيظ: يووووووه اموت واعرف ايه السر مش فاهم اننا نروح دلوقتي!!؟ عشا ايه بس وزفت ايه اللي اسيب اللي انا فيه وارحله ده!؟
لمار رفعت راسها من حضنه واستندت علي عضلات صدره الضخمة بخبث: امممم و ايه اللي انت فيه بقي!!؟
ريان ابتسم وهو يداعب خصلات شعرها المهمل واللي معظم خصلاته ملطخة بالنوتيلا ....ولملامحها اللي ظاهر عليها اثار جنونه والتهامه ليها خلال الوقت اللي مر بينهم...
اتنهد بعشق: اللي انا فيه ده ماحدش زيي فيه!! ولا حاجة في الكون تساويه ولا حد غيري يقدر يعيش ويستمتع بيه!!؟؟
لمار اتنهدت بعشق وعيونها علي شفايفه وهو بينطق كل حرف وكل كلمة: ياااااه بقي!!! هو الهمجي بتاعي بقي شاعر!!؟
ابتسم اكتر وقربها ليه بحنان اكبر: الهمجي بين ايديكي بيكون طفل صغير يا نوتيلا!! بيبقي ضعيف ورقيق!! عمر اللين والرقة ما عرفوا طريقهم لقلبي ولا لطباعي!!! لكن من وقت ما شوفت حبك ليا... وحسيت بعشقك اللي لين الحجر جوايا...بقيت حنين اوي علي غير العادة بس للاسف...معاكي وليكي انتي وبس !!! بمجرد ما بيكون قصادي اي حد تاني برجع المتوحش الهمجي...
لمار اتنهدت اكتر وهي بتمرر اطرافها علي ملامحه بغرام: ريان انا بقيت مغرمة بيك!! ملامحك بقت ادماني !! صوتك ونبرته بقت محور اهتمامي كل ثانية!! يارتني حسيت بحبك من زمان من سنين كتيير!! ما كنتش حسيت بالوحدة ولا الغربة يوم واحد !!! ريان اوعدني تفضل جنبي!! اوعدني ما تخلنيش لوحدي تاني!! اوعي تسبني في يوم مهما حصل!!
ريان عقد حاجبه بضيق ودهشة: لمار ليه الخوف اللي في ملامحك وصوتك ده!!؟ ليه متخيلة اني بعد كل اللي اعترفتلك بيه من حبي وعشقي ليكي من زمان...وبعد كمان حبك ليا واللي بقيت متأكد منه زي اسمي ...اني ممكن اسيبك او ابعد عنك!!؟
لمار بدموع خوف غريبة دفنت نفسها بقوة وضعف في حضنه وهو بسرعة ضمها بإحتواء وحنان: مش عارفة انا ليه خايفة دايما من بعدك!! يمكن علشان اتعلقت بيك اوي ...يمكن علشان حبيتك اوي ولاول مرة في حياتي ابقي مبسوطة ومرتاحة كدة ...يمكن علشان كدة انا خايفة اخسرك واخسر كل ده؟؟ مش عارفة بجد مش عارفة..بس كل اللي انا عارفاه اني مش عايزة افارق حضنك...عايزة افضل متخبية فيك زي الاطفال كدة!!؟ خاليني في حضنك يا ريان ارجوك!!!
ريان بيضمها بقوة وحنان واتنهد من قلقه عليها وعلي خوفها الغريب ده....مال علي خصلات شعرها اللي في حضنه وباسها بحنان: خاليكي في حضني يا روحي ...ده مكانك وبيتك...وخلاص انا هقفل الفون ومش هننزل ولا هنروح في اي مكان ...هتفضلي في حضني...
لمار اتعلقت في رقبته بطفولية وابتسمت: تؤتؤتؤ عايزة اروح علشان اسلم علي چواد ومهرة...بس بشرط !! تشيلني لحد الحمام علشان انا عايزة شاور بمنظفات الحمام كلها علشان اتخلص من النوتيلا اللي بهدلتني بيها دي!!!؟
ريان ضحك بخفة وقام بيها وهي متعلقة في حضنه فعلا ....من السرير ومشي بيها خطوات بطيئة للحمام وابتسم: بااااس كدة!!! نوتيلا قلبي تؤمر امر !!! هخدك الحمام ومش بس كدة !!؟ انا كمان اللي ححميكي يا روحي علشان اضيعلك كل النوتيلا اللي في جسمك وشعرك دي!!! بس بشرط!!؟
رفعت راسها من حضنه وبصت في عيونه بدهشة: شرط ايه!!؟
ريان غمز ليها بوقاحة: تؤتؤ الشرط ده هقولهولك جوا في الحمام احسن حد يسمعنا..هنا عيييييب!!!!
لمار بتضغط علي شفايفها بخبث وهمست في ودانه بمكر:
............
ريان كان وصل بيها الحمام وابتسم بوعيد: بالظببببط يا نوتيلا!!؟ عارفة اجمل ما فيكي انك فاهماني وخلاص حفظتي احتياجاتي!!؟ نقفل الباب بقي علشان الشيطان ما يدخلش معانا!!؟
لمار ضحكت بقوة ضحكة رنانة..
ضحك علي ضحكتها بإعجاب: كدة هيدخل ويجيب معاه العشيرة كلها تدخل يا قلبي!!؟
*************************************************🌹بقلم ريحانة الجنه🌹
كانت بتتابع تجهيز العشا معاهم لكن تركيزها كان عليها هي وعلي حالتها واللي هي شايفة انها ليها نصيب الاسد من الدمار اللي حل عليها....بس هي عارفة انها عنيدة ومش بسهولة تتقبل النقد والتهام بالخطأ والتقصير...
لكن غصب عنها هي صديقة عمرها ...صديقة الشباب والكبر كمان....ده غير اللانساب اللي بينهم واللي قربتهم وربطتهم ببعض اكتر ....كانت غصب عنها حزينة علي حالها وحزنها بس فضلت تسيبها مع تفكيرها براحتها....
تمار بتتكلم مع حلا ومهرة وبيضحكوا وشافت همس مركزة مع هنا اللي قاعدة في التراس اللي بيطل عليه المطبخ... بعيد لوحدها بصمت ...
تمار اتنهدت: هما وصلوا لايه يا طنط!! هما فعلا خلاص هيطلقوا!!؟
همس بصت لحلا وغمزت لتمارا بخفة انها تتجنب ان حلا تسمعهم...
تمار بعدت عن حلا ومهرة وبهدوء: انا مش قصدي اطفل بس حقيقي صعبان عليا الحب اللي بينهم يضيع كدة بسهولة!! ومش متخيلة ان اونكل عدي يحب اللي اسمها عشق دي لا وكمان يتجوزها!!؟
همس اتنهدت بتفكير وحيرة : والله ما عارفة اقولك ايه يا تيمو...انا حاسة اني بحلم او حد بيحكيلي عن حد غريب انا ما اعرفهوش مش هنا وعدي اللي شهدت علي قصة حبهم من اول دقيقة لحد ما كبرنا سوا !!!
همس بترت كلامها وسكتت لما شافت مايا جاية من برا وبتقرب من هنا وهنا اتلهفت عليها اكنها كانت منتظراها بفروغ الصبر....وقتها همس اتقبضت..
همس بقلق: تمارا خاليكي مع مهرة وحلا جهزوا العشا انا جاية علي طول...
تمار كمان بحكم خبرتها اتنهدت بنظرة واثقة ان اللي بيدور بين مايا وهنا مش خير ابدااا....
همس قربت من هنا ومايا بخفة وترقب...بس كان كلامهم شبه انتهي او علي الاقل الكلمات المهمة ...بس شافت ملامح وابتسامة النصر بتترسم علي ملامح هنا....
هنا بغليل وسخرية: صدقيني هي حشرة ولا تسوي ولا اصلا ليها اهل ولا اصل ولا حد يسأل عنها ...هو ابوكي بس اللي الكبر جننه وخلاه يجري وراها...بس تمام يوريني كدة هيعمل ايه !!!
همس عقدت حاجبها بخوف: هو فيه ايه!!؟
مايا وهنا التفتوا لهمس بتوتر ..وهنا ابتسمت بتردد: همس!! اااايه قوليلي العشا جهز!! والله انتي غاوية تتعبي نفسك البيت ماليان خدم ليه تقفي تعملي كل الاكل ده بنفسك!! وفري الوقت ده ليكي انتي واهتمي فيه بنفسك ...
همس عقدت ايديها وابتسمت بسخرية : برغم اني قلبي بيقولي ان اللي بيدور بينكم ما يطمنش ومش مرتاحة ليكم !!؟ لكن اتمني من ربنا يغير تدبيركم واللي ناوين عليه!!؟
اما بقي يا مدام هنا...انا فعلا ومن زمان عندي ناس بتساعدني واعذريني انا مش بحب كلمة خدم دي!!؟ هما يستاهلوا انك تقدريهم علي الاقل بلفظ لطيف ....بس برغم كدة انتي عارفة من زمان اني بحب بيتي ومطبخي وولادي...ومن بعدهم احفادي....ودوري هنا وسطهم ده اجمل حاجة حتي لو تعبت ...بيكون اجمل تعب وانا شايفة كل واحد من عائلتي مبسوط او بيستمتع بحاجة انا عملتهاله بإيدي!! عارفة يا هنا الفرق بيني وبينك ايه!!؟
هنا نقلت نظرها المخنوق الساخر لمايا وكأنها بتشتكي ليها تكرار موعظة جديدة من همس: ها يا فليسوفة همس!! ايه الفرق بيني وبينك!؟؟
همس ابتسمت بحزن علي واحدة غريبة عنها وكأنها ملامح هنا صديقتها وبس لكن الروح سائت واتغيرت للاسوء بشكل ملحوظ...
همس اتنهدت بخفوت: الفرق اني شايفة نفسي هنا والعالم بتاعي بين حدود القصر ده ...شايفة نجاحي في نجاح رعد واسمه اللي الكل بيعملوا الف حساب....شايفة نجاحي وسعادتي في نجاح شهاب وفادي!!؟ شايفة سعادتي وفرحتي في عيون چوري وكارما!؟! شايفة الانجاز وتحقيق ذاتي وغايتي في نجاح وفرحة چواد وماسة وياسو وماليكة ولامار !! شايفة كل العيلة دي انا !! ايوة انا...انا هما ...وفرحتهم بتفرح قلبي...وحزنهم بينزف دمعي....انا بشوف نجاحي فيهم وفي عيونهم...لكن انتي مش شايفة غير هنا!! هنا وبس!؟؟ يمكن انتي كدة من زمان بس انا اللي ماكنتش فاهمة او شايفة...او الاصح مش متخيلة ولا متقبلة اشوف ولا استوعب؟؟؟
هنا بغضب: انتي دايما شايفة نفسك ملاك !! دايما شايفة انك مش بتغلطي!!؟ حتي عيلتك دي وولادك كنتي بتكابري ومتخيلة انهم احسن انجاز واديكي شوفتي ولادك عملوا ايه في بناتي زمان !!! حلا اللي قصادك هناك دي ابنك كان بيدمر فيها كل يوم ...ودي مايا!! نسيتي مايا واللي عمله فيها شهاب !!!
علي فكرة ولادك وعيلتك مش انجاز زي ما انتي متخيلة لا !!! دول مجرد اخطاء وجبروت رجالة بعشق استغلال الستات زي ابوهم...ما بيعشق يكسرك ويستغل طاعتك وجريك وراه!!؟
همس انا هنا!! انا هنا مش همس!؟ انا عمري ما كنت ولا تكون تابع لحد...وعدي انا هعرف ازاي اخد حقي منه كويس!!!
همس اتنهدت بدهشة وهي بتسوعب كلام هنا الغريب واللي بسمعه منها لاول مرة بالشكل ده!!؟
همس :ياااااااه يا هنا انتي مش بس اتغيرتي مع عدي...لا ده انتي معانا كلنا ...للدرجة دي بتكرهي رعد وولادي شهاب وفادي!!؟؟..بس لعلمك فادي ما عملش زيك وكابر وعاند لا اتغير علشان حلا و علشان بيته وولاده وبنتك من وقتها بتعيش معاه اسعد سنين حياتها...ومايا هي اللي ظلمت شهاب وتمارا ولا نسيتي!!؟ بس اللي مش مصدقاه رعد!!؟ رعد عملك ايه لكرهك ليه بالشكل ده !!؟
هنا قربت منها بعصبية: ايوة مش برتاح لرعد وده من زمان وانتي عارفة ...انا طول عمري بكره الراجل اللي بيتعمد يقلل مني..ويقيد حريتي وشخصيتي يلغيها!!؟
واقولك حاجة الباشا اللي برا ده واللي متخيل اني هسيبه يرميني انا هنا ويروح يتجوز االي اسمها عشق ديت ...تبقي بتحلمي !!! انا موجودة هنا علشان اندمهم وبس ...وخصوصا هو البيه ...اللي خيرني بينه وبين حياتي وشغلي اللي تعبت فيهم سنين طويلة !؟
همس قعدت بأسف وحزن : يااااااااه يا هنا مش بقولك اتغيرتي!!؟؟ بس انا عايزة اسألك سؤال مهم !!! انتي رجعتي ليه يا هنا!!؟؟
في الوقت ده دخلت لمار بهدوء و اول حاجة عيونها وقعت عليها هي تمارا وضحكاتها وقربها من مهرة بالحميمية دي !!....