رواية أحفاد الجارحي الفصل الخامس عشر 15 والسادس عشر 16 الجزء الثالث بقلم ايه محمد

رواية أحفاد الجارحي 

الفصل الخامس عشر 15

والسادس عشر 16 الجزء الثالث

بقلم ايه محمد


دلفت للداخل بأرتباك حتى أنها تراجعت بقرارها فأستدارت بوجهها لهبوط الدرج فوجدته أمامها ….


خلع نظارته السوداء قائلا ببسمة بسيطة :_كنت عارف أنك هترجعى عشان كدا تعمدت أستانكى فى العربية


تلفتت من خلفها بتوتر ثم قالت بأرتباك :_أول مرة أحس أنى بعمل حاجة غلط


حازم بستغراب :_ليه !!


كبتت دموعها بأنتصار :_مش عارفه يمكن عشان بابا وماما بيكونوا على علم بتحركاتى والمرادى جيت من غير ما أعرف حد


تابع حديثها بأبتسامة متخفية فأخلاقها هى من صنعت لها جدال من هؤلاء ……


خلع نظارته قائلا بصوتٍ منخفض :_هما دقيقتين بس متقلقيش


أشارت له بستسلام ثم لحقت به للداخل ، جلست على الطاولة وعيناها تراقب الناس من حوالها …


:_تشربي أيه ؟


قالها حازم وهو يتأمل خوفها بحزن


وضعت الحقيبه من يدها قائلة بأرتباك :_مش عايزه حاجه الله يخليك قولى الا عايزنى فيه عشان أمشى من هنا ..


حازم بتفهم :_أيه الا حصل بينك وبين نادر يخليه يحطك فى دماغك أوى كدا ؟


قالت بتنهيدة :_دخلى بطريق معاكسة وكالعادة طريقتى فى الرد معجبتوش فتقدملى ورفضته


كان يستمع لها بزهول فأردف بستغراب :_رفضتى ؟!


إبتسمت بسخرية :_نفس نظرة الكل لم عرف أنا ميهمنيش فلوسه ولا أملاكه ولا هو إبن مين أنا كل الا يهمنى الأخلاق الا هتهيأنى أعيش مع الشخص دا


كان يتابع حديثها بأعجاب فخرج صوته أخيراً :_نظرتى ليكى مش صدمة لانك رفضتيه بالعكس دي أعجاب أنا عارف دماغه كويس عشان كدا هكون ليكِ سند وهتشوفى


أنكمشت ملامحها بخوفٍ شديد فسترسل حديثه :_متخافيش صدقينى ميقدرش يعملك حاجه بعد كدا أرجعى الجامعه تانى ومتخافيش من حد


حملت الحقيبة والكتب قائلة ببعض الخوف :_ربنا يستر


وتوجهت للخروج وهو يتأملها بنظرات غامضة إلى أن أختفت من أمام عيناه ..


*******__________******


وقفت الطائرة أمام حلمها الدائم كان بعيداً عن عقلها للغاية وها هو يضعه أمام عيناها ..


أقتربت منه بصدمة والمفتاح يلمع بيدها …


تطلعت له بفرحة ودمع يملأ عيناها فأشار لها برأسه بأن تستخدم المفتاح وبالفعل فعلت ….


دلفت للداخل بفرحه ليس لها مثيل فكم تمنت أن تساهم ببناء مكان ليحوى الطفل اليتيم وها هو معشوقها يلبئ لها الحلم بل أكبر منه ، أنشئ قصراً كبير للأطفال اليتامى أسمها يلمع على بابه الضخم” آية الرحمن ” نعم أطلق عليه هذا الأسم نسبة لها …


تخشبت قدماها محلها وهى تطلع المكان من حولها بفرحة ودمع يرفق سعادتها ، فجذبها ياسين لترى المكان من الداخل ..


تنقلت بين الغرف بسعادة كبيرة فهى سيكون مؤهل لأستقبال أكبر عدد ممكن من الأطفال كبرت سعادتها حينما وجدت مكان كبير مخصص لكبار السن ..


لم تقوى على الوقوف من الفرحة فجلست على الأريكة تتطلع له بدموع غزيرة ..


أنحنى على قدماه قائلا بقلق :_مالك ؟


تطلعت له بصمت وعينٍ متمردة على العشق ثم قالت بفرحة :_مش لقيه كلام أقولهولك يا ياسين


رفع يديه على وجهها قائلا بحنان :_متقوليش حاجه سعادتك دي عندي بالدنيا المكان دا هيكون تحت أدارتك أنتِ وأي حاجة تحتاجيها متتردديش ثانية واحدة أنك تطلبيها منى


إبتسمت قائلة بعشق :_ أجمل هدية فى حياتى كلها ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك أبداً ..


إبتسم قائلا بخبث :_طب مش عايزة تعرفي المفتاح التانى بتاع أيه ؟


تنقلت بوجهها بالمكان قائلة بسعادة :_بصراحة المفاجأة دي نستنى كل حاجة أنت مش متخيل يا ياسين الأطفال اليتيمة دي بتتعذب فى حياتها اد أيه حتى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) أوصانا بحسن معاملتهم وأنا كان حلمى أشارك بس ببناء يأويهم لكن أنت حققتلى أكتر من الحلم نفسه ..


أقترب منها قائلا بأبتسامة مازالت ثابته كحاله :_وطول ما فيا النفس هحققلك الا تتمنيه بس لو أقدر عليه


تعالت ضحكاتها قائلة بمرح :_عايزة أمنية كمان لو ممكن


أستمع إليها بعناية فأكملت بخبث :_أعمل معاك تحقيق وأسأل أسئلة كتيرة أووي كانت فى قلبي من سنين بس طبع حضرتك الهدوء والقوانين مسمحليش أنى أخد راحتى


تطلع لها بصمت ثم جذب جاكيته الموضوع على الأريكة المزخرفة بنقوش طفولية :_هبعتلك السواق يرجعك القصر


وتوجه للطائرة فأسرعت خلفه قائلة بضيق طفولى :_طب سؤال واحد بس


صعد للطائرة قائلا للطيار :_المدام هتفضل هنا أحنا الا هنتحرك


زمجرت قائلة بعصبية محفورة بهدوء :_معنديش ولا سؤال وهفضل ساكته


تنح جانباً عن المقعد مشيراً لها بخبث فصعدت بغضب طفولى ..


تحركت الطائرة للمكان الأخر ومازالت تلتزم الصمت شاردة فى هذا المكان الذي سيكون مرحبٍ للجميع فتطلعت له بعشق يجاهد للثبات ..


وقفت الطائرة على سطح شاسع للغاية فهبطت معه بزهول مما ترأه فالمكان ممتلأ بمزيج من الورود الحمراء والبيضاء فتح الباب الجانبي للبناء فدلفت خلفه لتجد درج فتسلقته خلفة لتجد بابٍ أخر ولكنه مغلق بأحكام ومفتاحه بيدها ..


رفعت يدها تفتحه بحماس وهو لجوارها يتأملها ببسمة غامضة ..


دلفت للداخل فوجدت غرفة مزينة بورود حمراء وشموع كثيرة مرتبة على أنحاء الغرفة بأنتظام ، لفت أنتباهها فستان يشبه لبس العروس باللون الأبيض موضوع على التخت فألتقته بأعجاب ، بحثت بعيناها عنه فوجدته يقف خلفها مستنداً بجسده على الحائط ، بتأملها بأيتسامة هادئة للغاية جعلتها تتورد خجلا ……


حملت الثوب وتوجهت لحمام الغرفة تاركة خلفها نظرات العاشق المتيم بها ، جلس على المقعد ينتظر خروجها بلهفة ليراها مجدداً بفستان زفاف بعد عمراً ..نعم يقال أن المرأة ترتديه مرة بالعمر أن كان زواج واحداً فقط وها هو يحطم القواعد والقوانين فيجعلها عروسه من جديد …


خرجت من المرحاض بتوتر مازال يلاحقها بعد تلك السنوات لتجده يجلس أمامها وما أن رأها حتى وقف يتأملها بزهول ، فمازالت تحتفظ بجزء كبير من جمالها المخصص له هو …


أقترب منها وعيناه تتركز على عيناها الذائبة بعشقه ، فرفع يديه يزيح خصلات شعرها المنثدرة على عيناها بحرية قائلا بعشق :_لسه زي مأنتِ


إبتسمت قائلة بخجل :_فى عيونك أنت بس


أقترب منها هامساً بجوار أذنيها :_عيونى مش شايفة ست غيرك أنتِ


تلاقت العينان وكذلك الأرواح بلقاء خاص برحلة عتيقة بالعشق المخصص لهم …


*******__________******


بالقصر


دلفوا جميعاً للداخل فجلسوا بالقاعة بعد قضاء يوماً شاق حتى الفتيات جلسن معهم ..


دلف مازن للداخل قائلا بتعب شديد :_أنا كدا تمام أوى أروح بقا وأشوفكم بكرا أن شاء الله


رعد بتصميم:_مش هتمشي غير لما تتعشا معانا روحى يا داليا أستعجلى الأكل


:_حاضر


قالتها داليا وهى تتجه للخروج ..


شذا بسعادة :_ها يا بنات قولولي عملتوا أيه ؟


مليكة بفرحة :_كله تمام


عمر بسخرية :_أه ياختى أدام فستانين يبقا كله تمام التمام


تعالت ضحكاتهم لتقطعهم دلوف مروج قائلة بمرح :_كل واحده كدا تقوم بهدوء وتورينى جابت أيه


أسيل بسخرية :_لو قدرتى تحركينا من مكانا هنديكى الا جبناه هدية ولا أيه يا بنات


شروق بتأييد :_ههههه والله معاكِ حق


تملكها الغضب فقالت بضيق :_شوفت مرات أبنك يا بابا


تعالت ضحكات عز قائلا بهدوء :_معاهم حق يابنتى دا مشوار يستحق أسالينى أنا طب أحمدوا ربنا أنها جيت كدا على غفلة وملجئتوش لمصمم والا حالتكم كانت هتكون تحت الصفر بشوية


يارا بغضب:_ليه بقا أن شاء الله يا أستاذ عز


تعالت ضحكات أدهم فقال بسخرية :_أشرب يا عم عشان لسانك الطويل


حمزة بشماته :_صدقتينى يا يارا لما قولتلك أن عز مينفعكيش


تالين بغضب :_بلاش أنت يا حمزة


عدي بصدمة مما يحدث “_هى فى حرب بين الكبار كماان


رحمة :_هههههههههههههه


ياسين :_خلاص يا جماعه فوقوا وبعد الفرح أبقوا كملوا دوركم دا


جلس عز ويارا والجميع بتفكير ثم صاح حمزة “_أنا مع الواد ياسين نصبر لحد بعد بكرا وبعدين نحل مشاكلنا ..


دينا :_مش هيكون فى مشاكل سبوهم النهارده يطلعوا الا جواهم قبل ما ياسين يرجع


نور :_ههههههههه والله أنا عامية بس كنت حاسه أن المهرجان دا بغياب ياسين الجارحي


تعالت ضحكاتهم جميعاً فأجابها أحمد مؤكداً :_عندك حق يا نور أنا كمان شكيت فى كدا


عز بغضب جامح :_أنتوا بتحفلوا علينا


معتز :_أبداً يا والدى أحنا نقدر بس يالا بدل ما الفرح يتلغى


أحمد بجدية مصطنعه :_كله الا الفرح أنا أسف يا عمى


رحمة بتعبيرات غامضة:_الأعتراف بالحق فضيلة والأعتراف بالذنوب رزيلة ولازم نتناقش بالامر


عدي بصدمة :_أنتِ كويسة يا رحمة ؟


أجابته ببسمة واسعة للغاية :_جدااا طب أسمع دي


أيها القوووم ها قد تم الأجتماع الجادى من قصر ياسين الجارحي وقد تم التواصل لبعض القرارت الهامة لعدم وجود زعيم المافيا


:_رحمة


كان صوتٍ خافت من عمر ولكنها لم تستمع له فرفعت يديها تلزمه بالصمت وأكملت :_نعم نحدثكم الآن من قصر أقصد من منزل زعيم المافيا المختفى ليفسح المجال لهؤلاء الشعب بألتقاط أنفاسهم المكبوته


:_أه والله يابنتى


قالها حمزة بتشجيع فأسرعت مليكة برعب :_رحمة


لم تعبئ بهم وأكملت قائلة بغرور “_لذا نحن الأدارة المستقبليه لأدارة الشئون القانونية نفتى بأن سلطة هذا المافيا أقصد القصر تعود ملكية عامه لشعب الجوارحى ونسبة لأنى الزوجة المستقبلية للأبن البكر أعلن بأن هذا القصر مخصص بالأيام المنفردة من عدم وجود زعيم المافيا للشعب جميعاً والأيام الا هو موجود فيها تلتزم الهدوء والطاعة المخادعة حتى ننجو بحياتنا


جاسم بصدمة :_هو عاد في حياة بعد كدا


معتز وهو يبتلع ريقه بخوفٍ شديد :_الجرى أسرع طريقة من الا جاي


رائد :_وتفتكروا لو جرينا على فوق عمك مش هيجبنا


أحمد برعب :_وأحنا مالنا يا جدع هى الا قالت يبقا تتحمل هى والوحش الا هيحصل ..


رعد :_أنت عملت أيه فى البنت يا عدي ؟


عدي بصدمة :_والله ما جيت جامبها


رائد :_عمر أنت مش دكتور


عمر ومازال يحدق لها وهى تصعد على الطاولة بالقاعة :_معتقدش أنى هفيدك


أحمد :_نعم ياخويا


دلف يحيى من الخارج ومعه ملك بعد أن قضى اليوم معها بالخارج لينقى ما يلزمها للغد فوجد الجميع ينظرون بصدمة كبيرة على الطاولة الموضوعة بمنتصف القاعة ورحمة تقف عليها ..


يحيى بصدمة :_هو فى أيه


أستقبلته ببسمة واسعه قائلة بجدية :_أقعد بسرعة يا أنكل يحيى


ضيق عيناه بستغراب فأجابت ملك بزهول :_ليه يا رحمة ؟


أشارت لهم يارا فدلفوا للداخل وجلسوا على الاريكة ليروا ماذا هناك ؟


رحمة بمحاولات عديدة للتذكار :_أنا كنت بقول أيه ؟


مازن :_ننجو بحياتنا


رحمة بأبتسامة واسعه :_جزاك الله خيراً وكما قال أستاذ مازن ننجو بحياتنا فعلينا أن نوزع ابو عدي الا هو ياسين الجارحي خارج القصر اينما أستطاعنا


عمر بسخرية :_من ناحية التوزيع هيكون فيه بس أحنا مش هو


رانيا “_أيه الا حصل لرحمة


مليكة:_هههههه جنون ما قبل الجواز


أسرع حمزة بالوقوف قائلا برعب :_غصب عننا يا غالى وخاليك فاكر أنا مغلطتش فيك أبداااا


أدهم بسخرية :_هو هيستانا لما لأخر الفيديو ؟!


رحمة بستغراب :_فيديو أيه ؟!


يحيى بأبتسامة جميلة :_مهو الكل بيحاول يفهمك يا حبيبتى القاعة دي تبع القصر الخارجى يعنى متراقبة بالكاميرات الا موجودة بمكتب رئيس المافيا أقصد ياسين


إبتلعت ريقها بخوف شديد وهى تنظر للكاميرا قائلة بأبتسامة واسعه :_مساء الخير يا أنكل دانا كنت بهزر


دينا:_هههههه بعد أيه يا حبيبتي ههههههههه


أحمد بسخرية :_فين الشجاعة بتاعتك


رحمة بغرور :_موجودة عشان كدا هدخل المكتب وأشفر الكاميرات بس حد يقولى استعمل الجهاز اذي ؟


جاسم بصدمة :_ كمااااان


رائد :_هههههههه لا تعليق


معتز :_أنا من رأيئ المتواضع أنك تطلعى تريحى فوق شوية


رحمة بتأييد :_والله معاك حق تصبحوا على خير


لم يستطيع عمر كبت ضحكاته فصاح قائلا :_مش هتكملى النظرية


تطلع له عدي بنظرة جعلته يصمت قليلا ثم صاح بحزن :_ياعينى يا عدي مش هشوفك تانى فى الأوضة ؟ طب لما أتفزع من الأحلام المرعبة هلاقى مين جانبي


مازن :_يا ضنايا يا بنتى متعمليش كدا فى نفسك يا حبيبتي


جاسم :_ععهههعهههههه أنا لو منك أفضل وراه وراه


ياسين :_أستنى يا رحمة لازم تسمعى الكلمتين دول


عز بتأفف :_أنتوا بدءتوا


أدهم:_سبهم لسه ميعوفوش الا فيها خاليهم يضحكولهم يومين


:_تقصد أيه يا أدهم ؟


قالتها شذا بعين تنذر بالشرار


حمل يحيى حوريته قائلا بمرح :_طب تصبحوا على خير بقا


ملك بخجل :_يحيى أنت أتجننت ؟


يحيى :_أبقا مجنون لو فضلت معهم ثانية واحده


وصعد للاعلى فقال مازن لياسين بصدمة :_الحركة الا أبوك عاملها دي لو فضلت مية سنة معرفش أعملها وهو فوق الأربعين وعملها أذي معرفش ؟؟!!


ياسين بغضب :_يعنى أنت سبت كل ده ومركزتش غير مع أبويا وأمي


مازن :_أينعم


كاد أن يجيبه ولكن صوت الخلاف بينهم تعال وكالعادة حاول رعد الفصل بينهم وحينما فشل جذب حوريته وتوجه للاعلى واتابعه عز سريعاً قبل أن تقلب يارا مثلما فعلت شذا …


تأفف عدي قائلا بنفاذ صبر “_هو أنا هحل المشاكل للكبار ولا لمين بالظبط


حمزة بسخرية :_للاتنين وبعدين أنت خليفة أبوك لازم تعتاد على الاتنين


تطلع له بهدوء ثم جلس يستمع لهم بصمتٍ قاتل …


شذا:_أنت شايف حياتك معايا بالطريقة دي ؟


أدهم :_مقولتش كدا يا حبيبتي


شذا :_لا قولت


=مقولتش


_بس كلامك معناه كدااا


=شوفتى أديكى قولتى معناااه يبقى مقولتش


كان الهدوء مخيم على الجميع يتابعون ما يحدث بصمتٍ قاتل …


جذب جاسم فاكهة من أمامه وتناولها دون أكتثار لما يحدث


معتز بغضب :_أنت بتأكل وسايب أبوك وامك بالشكل دا ؟


جاسم ببرود :_أعتبرهم أهلك وحل المشكله


قتله الصمت بعدما استمع لتلك الجملة كانها تذكار له بمشاجرات والده ….


شذا بغضب:_ أنت قصدت يا ادهم


حمزة :_أينعم قصد الكلام يا شذا بس دا ميمنعش انه بفعل التجربة يا ماما


تالين بغضب :_حمزة انت بتهدى بينهم ولا بتشعلل


حمزة :_ودا شيء يخصك الله انا بتكلم مع شذا


شذا :_ ابعد عنى يا ادهم


تالين :_ بتتكلم مع شذا اذي يعنى


ادهم :_ طب اسمعينى بس يا قلبي


حمزة :_والله انت ….


وكاد ان يكمل جملته فتخشبوا جميعاً على صراخ عدي :_بسسسسسسسسس أيه داااا فى كدااا ؟؟؟!!


أنا مش حاسس بدماغى حرام الا بيحصل دا والله .


وتركهم وصعد للاعلى ..حمزة بحزن :_ياعينى يابنى اتعقد فى الجواز يالا أنشالله محدش حوش كنا بنقول ايه يا توتو ؟


تطلعت له تالين بغضب شديد ثم صاحت لاحمد :_شايف ابوك يا احمد


هرول احمد سريعاً للاعلى قائلا :_مشفتش ومش عايز اشوف تصبحوا على خير


جاسم :_خدنى معاااك


معتز :_ يالا يا شروق أوصلك الوقت اتاخر جدااا


نور “_يالا نطلع يا رحمة


مازن :_ايه دا كله خلع طب انا هروح فين ؟


ياسين :_تعال بات معايا بدل ما تروح وتيجى الصبح


مازن :_لا هروح


هرول ياسين للاعلى قائلا بلا مبالة :_وقعت لقدرك


مروج :_يالا يا داليا يالا يا مليكة وهاتوا اسيل وراكم


داليا :_والعشا ؟!


مليكة “_خاليهم يطلعوه فى الغرف


تطلع حمزة لادهم وشذا فحسموا الامر وصعدوا للاعلى بعدما فضوا النزاع ولحقت بهم تالين ..


حمزة بفرح لوجود مازن :_حبيب قلبي يا ميزو


مازن بخوف :_حبيبي يا عمى


وضع يديه على كتفيه فأبتلع ريقه بخوف شديد قائلا بهمس :_ياسين


حمزة ؛_قولى يا ميزو ليه متجوزتش لحد دلوقتى او مرتبطتش


مازن برعب :_لا انا كدا قشطة


حمزة :_طب مبتفكرش


مازن :_نعممم ياااااسين


حمزة :_سبك منه وقولى ليه مبتفكرش تتجوز وتستقر اكيد فى حاجة كدا ولا كدا تفكيري صح


مازن بصوت مرتفع :_أنت يا زفت ..


حمزة :_طب مش بتفكر تكون مستقبل من الاطفال انا بس بطمن عليك يا حبيبي نظراً لتدهور الاحوال اليومين دول


مازن بصدمة :_أيه ؟!


حمزة بتأكيد :_أيوا ذي ما بقولك كدااا عشان كدا لازم تخضع لأختبار كارمان اصل كارما توفت وهى بتولد يعين أمها خاليك هنا يا حبيبي هروح اجيبها وجااي


:_تجيب مييين ؟


قالها مازن بفزع ولكن ما أن أختفى من امامه حتى هرول للخروج فتعثر بحازم


حازم بغضب :_مش تفتح


مازن :_خرجنى من هنا بسرعة الله يكرمك


حازم بستغراب :_عفريت صح ؟


مازن :_لا دا أبوك


حازم بصدمة :_ماله ؟مااات ؟!!


مازن بصدمة :_ياررربي خدنى وريحنى من العيلة دي بص والله مأنا مروح هطلع ابات مع ياسين أو جاسم


وهرول مازن للأعلى بسرعة الريح


حازم بستغراب :_ماله الواد دا أتجنن ولا أيه ؟


وتوجه للأعلى ليجد والده يخرج من الغرفة


حازم بأبتسامة واسعه :_أيه دا أنت لسه صاحى يا حوزو


حمزة بستغراب :_لا دا خيالي فين مازن ؟


حازم بستغراب :_جرى على فوق بين كدا خايف من حاجه


حمزة بغرور :_كنت متأكد أن فى حاجة مش طبيعية


حازم بعدم فهم:_حاجه ذي أيه ؟


حمزة بفرحة :_مش مهم المهم أنه ماليش نصيب والنصيب دا جيه من نصيب مين ؟


حازم بسخرية :_أيه كمية الأناصيب دي يا والدى والله أنا ساعات مش بفهمك


حمزة بغرور :_محدش بيتوقعنى عشان تفهمنى يالا سلم على كارمان


حازم بزهول :_مين دي ؟ هو حد من ولاد عمى جاب مزز تانى ؟


حمزة بسخرية :_لا دي مزتى أنا يا غبي


وضع حازم يديه على فم حمزة مسرعاً قائلا بغضب :_الكلام مش هنا توتو تسمعك وترفع عليك قضية خلع


ثم أزاح يديه قائلا ببسمة عريضة :_بتشوفها فين وأمته وشكلها أيه المزة دي


حمزة بأبتسامة عريضة :_بشوفها كل يوم وهنا وشكلها بيضة وعيونها رمادى و..


قاطعه قائلا بحماس :_بسس كفايااا عرفتى بقا عليها


:_طب ممكن ترجع ورا شوية


قالها حمزة بأختناق بعدما حاول حازم اخماد صوته ظناً بأن احداً سيسمع حديثهم ..


تراجع للخلف قائلا بأبتسامة واسعه وعيناه على الغرفة :_كنت متأكد ان فى حاجه مش طبيعيه بالاوضه دي


ثم رفع يديه يعدل من شعره وقميصه قائلا بغرور :_يالا ناديها بسرعة


:_وأناديها ليه وهى فى أيدي


قالها حمزة بعدما رفع ما كانت بجيبه


استدار حازم والزهول على وجهه فكيف لفتاة ان تكون بيديه ولكن هنا الصدمة الكبري …تخشب محله فلم يستطيع الحركة حتى عيناه سكنت محلها من الصدمة وما فتك به حينما وضعها حمزة بين يديه فرفع عيناه عليه تارة ثم على من تقبع بيديه تارة اخرى ثم حسم الامر فصاح بصوت زلزل مملكة الجارحي :_لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا


ألحقوووووووووووووووونى


لااااااااااااااااا


ثم ركض مسرعاً يصرخ بقوة ثم يرى من بيده فيصرخ بقوة أكبر لم يستطيع أن يتركها من يديه فالصدمة افقدته عقله ..


حمزة بزهول :_لا حولة ولا قوة الا بالله ابنى كمان محتاج علاج مع ميزو


صعد للأعلى ثم هرول للغرف الخاصة بالشباب يصرخ بقوة ..


خرج احمد من غرفته بعدما طرقها حازم بقوة فوجد أخيه يهرول ويطرق الغرف بقوة كالمجنون


خرج جاسم ومازن ورائد وعدي وعمر على صوت الطرق الشديد فوجدوا حازم يصرخ بقوة كبيرة ويصعد على الاريكة ثم المقعد وهو فى حالة من الصراخ المريب ثم حسم اموره بالانهيار فوقع ارضاً وهو يحمل الفأرة بين يديه ..ألحقوووووونى يا بشررر ……لاااااااااااا ….


اقتربوا جميعاً منه ليروا ماذا هناك فوجدوا بيده فأرة كبيرة بيضاء ..


جاسم بغضب :_جبتها منين دي يالا


مازن بصدمة :_الله يقرفك


معتز بغضب :_يلعن أبو شكلك يا حيوان كنت خلاص قربت أنام


أحمد بنوم :_انا كنت تقريباً نمت


تطلع جاسم لصدره العاري قائلا بتأكيد :_ماهو بين


مازن بغضب :_أنا مروح أبات فى بيتى بكرامتى أنتوا عيلة مخبولة


رائد بغضب :_فى أيه يا حيوان


حازم :_ أنقذووونى الأول وبعدين اشتمووووا


عمر “_طب جبت البتاع دي منين ودفشها عمر بقدمياه


خرجت الفتيات لترى ماذا هناك ؟


فصرخن بقوة حينما القى عمر ما يكمن به النصيب عليهم ..


لم تتمالك أسيل اعصابها فسقطت مغشى عليها وظلت داليا ومليكة ومروج تصرخان بقوة ..خرجت رحمة ونور ليروا ماذا هناك ؟ فتخشبت رحمة محلها وتقدمت نور قائلة بستغراب :_فى أيه ؟؟


وقف حازم يتطلع ليديه فوجدها فارغة فطاف بنظره ليجدها تقترب منه فصاح قائلا بصراخ :_فاااااااااار


ما أن أستمعت نور لتلك الكلمة حتى صرخت هى الاخرى وظلت المعركة كالأتى ..


حازم يصرخ ويطوف حول أخيه والجميع بكلمة فأااار


ورحمة تحاول أستيعاب ما ترأه


ونور تصرخ بقوة وتتجه لأى من الغرف بأستخدام يدها .


وياسين ورائد يتطلع للجميع بصدمة وزهول ..


مليكة وداليا هرولوا لغرف يحيى فدلفوا للداخل واغلقوا الباب ..


أحمد حمل أسيل وتوجه للداخل .


مروج تصرخ تارة وتستوعب تارة اخرى …


وما كان من عدي الا أنه لكم حازم بقوة ففقد الوعى ….


خرج رعد ويحيى وعز للخارج ليروا ماذا هناك ؟ فتصمنوا محلهم لنضع عنوان مميز الفأرة التى هزت عرش الجارحي …


****_________****


خرجت معه للشرفة تتامل هذا المظهر الجذاب بين يديه لحظة شروق الشمس بنورها الذهبي كأنه يخبرها بأنها مثلها تنير ظلمات القلب سكنت بين أحضانه تتأمل ما حولها بسعادة ..


فحان وقت العودة للقصر لتتابع ترتيبات الزفاف وحان الوقت لنحسم الأحداث المزلزلة لاحفاد الجارحي فى أطار ألغاز ومجهول صادم للجميع أنتظرونى فى حلقة جديدة بعنوان طوفان العشق من أحفاد الجارحي 3 (الوحش الثائر )


يتبع…🌺


رواية الوحش الثائر (أحفاد الجارحي 3) الحلقة السادسة عشر

مرء الليل الكحيل وسطعت شمس يوماً جديد فربما ستكون مزلزلة لقصر الجارحي ….

أعدت الترتيبات بفخامة فاليوم مميز للغاية ، وربما تخدعك المظاهر والقلوب تناجى بالأنين كحالها ..

بغرفة أسيل

كانت تحاول التماسك ولكن قلبها فشل بذلك ، فحاولت أخفاء دموعها ولكن لم تستطيع طويلاً سقط الدمع الحارق بقوة فأزاح عنها أنين وصرخات حتى صدحت كلمات جاسم بعقلها فعاونتها للخروج على أرض الواقع ……


بدءت المصففة بتجهيزها على أكمل وجة فتطلعت لأنعكاس صورتها بالمرآة بسخرية وآلم ..

فكم تمنت أن يأتى هذا اليوم ولكن مع من تمناه هذا القلب …..عذراً فالجرح صار معتاد والدموع باتت بالأنسياب

***________****

بالأسفل

كان العمل يقام على قدم وساق فالوقت أوشك على النفاذ فشدد يحيى عليهم بضرورة الأنتهاء من العمل قبل بدء الحفل …

وما هى الا ساعات معدودة وأضأت الأضواء لتنير هذا القصر العملاق فتبرز جماله وبراعة تصميمه …

أمتلأ الحفل بأبرز الشخصيات فاليوم هام للغاية حتى رجال الشرطة أتوا بدعوة من عدي الجارحي …

بغرفة معتز

وقف أمام المرآة يتطلع بشرود بكلماتها القاسية التى حرصت على أن تكون عدو لدود له، لون الغضب عيناه بلونٍ مخيف للغاية كلما تذكر صفعتها …..نعم قلبه قد نبض لأجلها ولكن ما فعلته ليس بهين أو يسهل للنسيان ..

دلفت يارا وعز للداخل فتغللت الدموع بعيناها ، دموع سعادة لرؤية إبنها بأبهى ما يكون ….

عز بأبتسامة جذابة رغم غزو شعره خصلات من اللون الأبيض فمازالت الوسامة تلاحقه كالظل :_ألف مبروك يا معتز

إبتسم قائلا بفرحة ذائفة :_الله يبارك فى حضرتك


أحتضنته يارا قائلا بفرحة بادية :_ألف الف مبروووك يا حبيب قلب ماما

إكتفى ببسمة خافتة :_الله يبارك فيكِ يا حبيبتي

عز بغضب :_ما تحترم نفسك يالا بتحضن مرأتى وأنا واقف ؟!

يارا بغضب شديد :_دا وقته يا عز

معتز بخوف مصطنع :_برئ والله يا والدي هى الا حضنت مش أنا

عز بسخرية :_لا صادق يالا

كبت معتز ضاحكته ثم قال بجدية مصطنعه :_هروح أشوف أحمد وعدي عشان المعزيم

يارا :_ماشى يا حبيبي

وتوجه معتز بغرفة أحمد …

*******__________*****

بغرفة عدي

صفف شعره الطويل بحرافية وأنتظام ثم وضع البرفنيوم الخاص به ، ثم القى على نفسه نظرة أخيرة برضاء كامل ليجد أخيه يدلف للداخل وعيناه تلمع بسعادة ودمع غامض …

جاهد لخروج صوته الثابت قائلا بأبتسامة هادئة :_ألف مبرووك يا وحش

تطلع له بخوف فرفع يديه على كتفيه قائلا بتراقب لتعبيرات وجهه :_فى أيه يا عمر ؟ أنت كويس ؟!

زفر بشيء من الآلم كأنه بحاجة للحديث ، فجلس على الفراش من خلفه قائلا بصوت محتقن :_جراحة نور بكرا يا عدي


أقترب منه بنظرات متفحصة ثم قال بهدوء :_طب ودا شيء يزعقلك أنت جراح شاطر والا يثبت دا وصولك لحد هنا أنك تبقا مسؤال مستشفى مرة واحدة أعتقد الخوف دا ملوش مكان ولا أيه ؟

رفع عيناه قائلا بأنكسار :_العملية مش سهلة يا عدي مش هقدر صدقنى أنا مش هسامح نفسي لو جرالها حا…

قاطعه قائلا بجدية :_عمر بلاش الكلام دا فاهم عمري ما شوفتك مهزوز كدا فى أيه ؟

عمر بخوف مصطنع :_أبو الا يفضفض معاك خلاص يا خويا كنت جاي أخد رأيك فى البدالة دي بس بعد الا سمعته مش عايز أعرف منك حاجه ومن غير سلام عليكم

وتوجه للخروج ولكنه أستدار على صوت عدي الجادي …

:_عمر

أستدار ليجد بسمة على وجه الوحش :_هكون معاك ومش هسيبك

إبتسم بسعادة فوجود أخيه لجواره يدعمه كثيراً ، فظن أنه لم يتمكن من الحضور لزفافه ولكن أخبره بأنه سيكون لجواره على الدوام …

خرج عمر وتوجه لغرفتها بينما جلس عدي يرتدى حذائه فصدح صوت هاتفه بالغرفة ليعلن عن خبر جديد ولكنه ربما مجهولا ما …

******________****

أنهت صلاتها لتتفاجئ بداليا ومعها الفتيات الخاصة بتزين العروس لمساعدتها بالظهور بأبهى الطالات …


أقتربت منهم بأبتسامة صغيرة حينما طلبت منها أحداهم أن تستعد بأرتدائها الفستان …

حملته وتوجهت لحمام الغرفة ولكنها توقفت محلها حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة ، فتحت داليا لتجد عدي يقف أمامهم ببذلته الأنيقة وطالته الساحرة ، تعالت نظرات الفتيات له بأعجاب شديد فزرع النيران بقلب رحمة وهى ترأهم يتطلعون له بتلك الطريقة …

خرج صوته قائلا ببثات :_ممكن تسبونا لوحدنا شوية

داليا بتفهم :_حاضر ، ثم وجهت حديثها للفتيات :_أتفضلوا معايا

وبالفعل أتابعوها للخارج وتبقا عو معها ..

أقتربت منه رحمة قائلة بقلق :_فى أيه يا عدي ؟

إبتسم قائلا بصوته العطر:_هنفذ أتفاقنا وأخطفك

إبتسمت بخجل شديد فبادلها الأبتسامة قائلا بجدية :_مامتك فاقت يا رحمة

لم تستطيع تقبل ما أستمعت إليه لتو وربما كانت دموعها هى من ولجت بشتياق لنبع الحنان ، إبتسمت لسماعها هذا الخبر السعيد وتلون الحزن بوجهها حينما تذكرت أن اليوم زفافها فكيف ستحفز عيناها برؤياها .

أبى رؤيتها بالعذاب فقرر قطع الصمت سريعاً حينما قال بأبتسامته الساحرة :_مفيش قدمنا وقت يالا

تطلعت له بصدمة وزهول ثم رددت بهمس من قوة ما أستمعت إليه :_يالا ايه ؟!!

أقترب منها قائلا بخبث :_أيه دا مش عايزة تشوفى والدتك قبل الفرح ؟!


إبتسمت بسعادة حتى أندثرت دموعها:_بجد يا عدي ؟

تطلع لعيناها الساحرة قائلا بألم شديد وهو يضع يديه على موضع القلب تحت نظرات أستغرابها :_بجد بس بطلى بكى

وبالفعل مسحت دمعاتها سريعاً وهى تحملق به بعدم تصديق ولكنه لم يترك لها مجالا لذلك وجذبها للخروج سريعاً …

كانت تتوجه لغرفة رحمة لتسلمها هديتها الذهبية ، فتفاجئت بها تخطو بسرعة كبيرة مع عدي وتتوجه للخارج..

آية بستغراب :_أيه دا ؟ أنتوا رايحين فين ؟!

تطلعت له رحمة بأرتباك فأقترب منها قائلا بنبرة هادئة :_مش هنتأخر يا ماما

بادلته بسؤال يحمل زهول شديد :_أنتوا خارجين ؟

أسترسل حديثه مسرعاً :_والدة رحمة فاقت

تبدلت ملامح وجهها لسعادة ثم قالت بفرحة :_حمد لله على سلامتها يا حبيبتي أنا جاية معاكم

تطلعت لها رحمة بزهول ثم أرتمت بأحضانها تبكى بسعادة فآية كانت لها مثل الآم وأكثر ..

وبالفعل توجهت معهم للمشفى بعد أن تخطى عدي المسافة بوقت قياسي ليتمكنوا من العودة قبل بدء الحفل …

******________*****

بغرفة مليكة

كانت تجلس على المقعد ولجوارها شروق بعدما أوشكت الميكب أرتست على أنهاء تزينها ، على يسارها كانت تجلس أسيل بطالتها الساحرة بعدما أنتهت من التزين فكانت كالملاك الأبيض بفستانها الرقيق ، تابعتها مليكة بالمرآة بحزن فهى تعلم ما سر حزنها البادئ على وجهها ولكنه تمنت من الله أن تشعر بمن أحتل قلبه بعشقها الشغوف ….


كانت شاردة به لا تعلم لما تشعر بخوف شديد فربما هذا القلب يشعر بالمجهول الآليم …

دلفت رانيا للداخل وبيدها أميرتها الصغيرة فخففت الأجواء بطبعها المشاكس بينها وبين أسيل …

رانيا بأبتسامة واسعة وهى تتأملهم :_ما شااء الله أيه الجماال دا ؟!

أكتفت اسيل ببسمة صغيرة ، أجابتها شروق قائلة بفرحة:_الجمال لعيونك يا رانيا

رانيا بسخرية :_عيون مين يا ماما خلاص راحت علينا

مليكة :_بجد الفستان دا تحفة عليكى يا رانيا ما شاء الله حاسه أن رائد هيرتكب جرايم النهاردة لأى حد يبصلك

وضعت عيناها أرضاً بخجل شديد حتى احمرت وجنتها فتعالت ضحكاتهم المشاكسة عليها …

****______****

بحث عنها كثيراً ولم يجدها فخرج جاسم من غرفته ليتفاجئ به فأقترب منه قائلا بستغراب :_واقف كدليه يا رائد ؟

زفر بأرتياح ثم قال مسرعاً :_جاسم طب الحمد لله خد دا وأديه لداليا لأنى لازم اكون بالحفلة عشان أعضاء الوفد الايطالي حضروا ومفيش حد من ولاد عمك تحت معرفش أختفوا فين ؟

حمل الحقيبة منه ثم قال بستغراب:_اوك بس أيه دا ؟

اتجه للدرج قائلا بغضب بعدما استدار له:_حبيت أعمل فيها أخ كويس فجبتلها فستان مع رانيا بس مش عاجب حضرتها فجبت غيره الا هو مع سيادتك ولو مش عجبها مش هتلاقينى عشان تقول وحش ولا حلو


تعالت ضحكات جاسم وهو يتأمل غضب رائد المريب فرمقه بنظرة مميته جعلته يبتلع ضحكاته مسرعاً كالأم التى تحتضن صغارها خوفاً من الضباع ، ثم توجه لغرفتها وبداخله حماس لتطبيق خطته الأخيرة …

****________****

بغرفة احمد

دلف معتز للداخل فوجده يجلس على الأريكة بشرود فتقدم منه قائلا بغضب :_نعم أنت لسه ملبستش ؟!

أفاق على صوته فقال بهدوء شديد على عكس حال هذا القلب المعافر :_متقلقش هلبس حالا ..

وتوجه أحمد لحمام الغرفة ولكنه توقف حينما رفع معتز يديه على كتفيه قائلا بحزن :_وكان ليه من الأساس يا أحمد ؟

رفع عيناه ليلتقى بعين إبن عمه قائلا بصوت ممتد بالحزن :_محدش بيختار شريك القلب يا معتز

كانت كلمات مصحوبة برحلة آلم فاقت الجبال لسنوات نقلها أحمد له بكلماته لعلها تويقظه على حقيقة ما ولكن هل ستكون كافيلة لأخراجه من مرآة الذكريات ؟!!!!

دلف أحمد لحمام الغرفة تاركاً خلفه نيران تتأجج به فتجعله يكبت ما به بتوعد لقلبه ووعيد لها ..

دلف مازن للغرفة قائلا بمزح :_ لقيت أول عريس ولازم نقرصه عشان نحصله فى يوم الجمعه ذي ما بيقولوا

وتوجه إليه قائلا بغرور :_ايدك لو سمحت


رفع معتز يديه قائلا بسخرية :_هما بيقولوا ركبة بس أنت صح أقرص الأيد الا هتنهى حياتك يوم الملاكمة الا هو الجمعه ذي ما حضرتك حددت ..

أبتعد عنه سريعاً قائلا بخوف مصطنع :_أنت مفيش حد يهزر معاك أبداً .

معتز بتأكيد :_ لا يا خفيف

خرج أحمد من الحمام بعدما أرتدى البذلة الأنيقة قائلا بأبتسامة مكر :_هى المعركة بدءت تانى ولا أيه ؟

مازن بتأفف :_المعركة مش عادلة يا ريس

تعالت ضحكات أحمد قائلا بخبث :_يوم الجمعه هنحدد

لوى فمه بضيق شديد :_مش بقولكم عيلة تشل أنا نازل

وتركهم مازن وتوجه للاسفل ….

دلف ياسين قائلا بستغراب :_الواد دا بيكلم نفسه ليه ؟

معتز بعدم مبالة :_سبك منه دا مخبول وقولى ايه الشياكة دي كلها يا جارحي

أحمد بسخرية :_أديك قولتلها جارحي ؟! يعنى الشياكة والجماال والأناقة .

إبتسم إبتسامته الفتاكة قائلا بسخرية تعادل أحمد :_لا ذكي يالا

أحمد بغرور :_أستاذك

أنكمشت نظراته فأسرع قائلا :_تلميذك يا عالمى بس بلاش الوش دا

قال معتز من وسط سيل الضحكات :_جبان


كاد أن يعلق ولكن قطعهم دلوف حازم بعدما أطلق صفيراً قوياً :_ايه الجمااال دا يخربيت كداا بس على فكرة مش المفروض أنى أغير منكم ولا من عدي أه لأنى كيوت وعسل وأحلى منكم بشهادة الجميع

رفع ياسين يديه على كتفيه قائلا بصوتٍ كالبركان الهادئ ؛_بشهادة مين يا حبيبي ؟

تطلع له برعب حقيقي ثم صاح بهمس :_مأنت عارف شهادة الأمهات بتبقا مجروحه

معتز :_جبااان

حازم بحزن مصطنع :_كدا يا ميزو وأنا الا كنت هعملك جو بالحفلة

أحمد بسخرية :_هو جاب حاجه جديدة مش أنت أخويا بس معترف أنك جبان وغبي

إتسعت إبتسامته قائلا بغرور :_حبيبي يا أبو حميد والله

حل الصمت على الجميع فأستدار حازم ليرى ماذا هناك ؟ فتصنم جوارهم

دلف ياسين للداخل وأتابعه رفيقه المعتاد يحيى ..

وقف يتأملهم بصمته القاتل فخرج صوته أخيراً قائلا بستغراب :_فين عدي ؟

ياسين :_ مش فى أوضته حتى عمر مختفى

:_أنا هنا

قالها بأبتسامة واسعه فبدا يحيى أعجابه الشديد به قائلا بفرحة :_ كبرتم وبقيتوا عرسان عجزتونا بدري

تطلع له ياسين الجارحي بنظرة يعرفها جيداً فأسرع بالحديث :_أو أنا على حسب


إبتسموا بسمة متخفية حفاظاً لقواعد ياسين ..

عمر بضيق:_عمى سحب كلامه ذي حال ناس كتير متعرفش الرجل دا بيعملهم أيه ؟!!!

استدار ياسين بوجهه لأبنه فأسرع بالوقوف جوار يحيى ومعتز قائلا بأبتسامة واسعه :_ميبقاش قلبك أسود يا حااج

لم يتمالك يحيى زمام أموره فانفجر ضاحكاً ..

رفع عمر يديه قائلا برعب :_كفاياااا يا عمى أبوس أيدك هتشنق

كف عن الضحك فهو يعلم صحيحة المعلومة ، رمقه ياسين نظرة أخيرة ثم قال بصوت خرج أخيرااااً من عاصفة السكون :_ روح شوف أخوك فين افضلك

هرول عمر من الغرفة للبحث عن أخيه وظل هو يقف كالجبل الشامخ قائلا بصوته الثابت :_طبعاً أنتوا متخيلين أنى جاي أبارك وأهنى والكلام الفاضي دا

أرتبك الجميع وبالأخص حازم الذي أنسحب على الفور لعلمه بأن الحديث لصاحب العرس المبجل ..

أكمل ونظراته تطوفهم بعدما تقدم ليقف امامهم مباشرة :_أنا حبيت أكون واضح للكل من الاول أنا أب للبنات دي قبل ما يكون فى صلة قرابة بينكم سواء يعنى لو حد فكر يأذي حد فيهم كأنه بيتعدا على ياسين الجارحي نفسه …

كان يوجه حديثه وعيناه تكاد تأكل معتز بنظراته فهو لم يعلم من هو ياسين الجارحي بعد !!..

أسترسل حديثه بنبرته الساكنة :_كلهم بناتى مش بس مليكة اي واحدة هتشتكى من تصرف حد فيكم هتكون عقوبته مزرتوش فى أحلامه قبل كدا الكلام دا أنا قولتله لرائد قبل كدا وجيه الدور عليكم وطبعا للبعدكم دا آذا كان فيا عمر ولسه على قيد الحياة


:_بعد الشر عليك يا ياااسين

قالها يحيى بغضب شديد فمازال هو رفيق الدرب والروح

رفع يديه كأشارة له بألتزام الصمت فأيده ووقف يتابعه بصمت ، أقترب منهم قائلا بجدية لا تحتمل أي نقاش :_كلامى واضح ولا أوضح تانى

ياسين وعيناه ارضاً :_من قبل ما حضرتك تقول الكلام دا وانت عارف اخلاقنا الا أتربينا عليها فأكيد من رابع المستحيلات ننحدر للمستوى دا

إستمع له وبسمة الفخر تزين وجهه كأنه يخبر يحيى بانجاز ما صنع ..

أحمد بتأييد :_تأكد أنه مش هيحصل أن شاء الله

أشار برأسه فهو يعلم جيداً أنه من المستحيل أن يفعل ذلك فأقترب من معتز قائلا بغموض :_يعنى متكلمتش يا معتز !!

رفع وجهه قائلا بعدم فهم :_المفروض أقول ايه ؟

:_سبونا لوحدنا

قالها ياسين ونظراته مسلطة على معتز فغادر الجميع بأمره على الفور ، لم تتبدل ملامح وجهه فوقف يستمع له بثبات ..

اشار بعيناه قائلا :_أقعد يا معتز

جلس معتز على المقعد يستمع له فجلس هو الأخر بعد مدة طالت بالصمت قائلا بغموض :_فى حكاية عجبتنى اوى وحابب أنك تسمعها

تابعه معتز بأهتمام فياسين لا يتحدث الا قليلا وبأموراً هامة للغاية لذا ما يقوله فهو قاموسٍ للجميع ..


تابع حديثه قائلا بثبات خالى من التعبيرات:_حكاية حب بين أتنين من صغرهم وهما بيحبوا بعض حتى كل الا حواليهم كانوا عارفين كدا وكان طبيعى النهاية بالزواج ..

صمت قليلا ثم تابع حديثه :_الشاب دا فجأة قرر أنه يتخل عن حبه لشكوكه أن أخوه بيحب نفس البنت حارب قلبه وبعد بس معرفش يبعد أكتر عارف ليه يا معتز ؟

:_ليه ؟

قالها بأهتمام كبير فأكمل قائلا بنظراته العسلية المحفورة بذكاء لتقيم من امامه :_مش عشان هو أبوك لا عشان قلبه عاشق والعشق له قوانين وقواعد مينفعش أي حد يتخطاها لأن المعرض للخطر هو نفسه وبس

صدم معتز من ما أستمع إليه ربما أول مرة يستمع لقصة والده وربما لأنها رسالة واضحة من ياسين بأن ما سيرتكبه هو خطأ فاحش وربما ما كان ينوى فعله بها سيكون الأنين مصيره لا محالة ؟!! كل ما يراه أمامه هو شخصٍ ذكي للغاية يحاول أدخال النتائج الوخيمة له بدون أن يخجله ..

وقف ياسين وقبل الخروج أستدار قائلا بهدوء :_راجع كلامى كويس يا معتز وساعتها هتلاقى حل لطريقك المخيف

وتركه وغادر تركه يحسم أموره فربما يجد طريقه وسط الأشواك ..

*******_______***


بالمشفى

لم تنتظر رحمة عدي وآية وركضت من السيارة لغرفة والدتها بسعادة ، راقبتها آية بسعادة وهو تدعو الله أن يسعدها على الدوام ولكن بداخلها تشعر بخوفٍ ما لا تعلم بمصدره ؟..

بغرفتها ..

كانت تجلس ببكاءٍ حارق بعدما أستعادت وعيها وسألت عن إبنتها فلم يتمكن أحداً من آجابتها ، وما هى الا دقائق معدودة حتى وجدتها تقف أمامها بأبهى الثياب ووجهه منير كأنها وجدت السعادة بعد شقاء ، حينها كان سببٍ كافيلا لجعلها تسترد ما تبقى من العافية …

أحتضانتها بين أحضانها بقوة ودموع تنازع الطرفين بقوة “رحمة ” ببكاء :_مامااااا

لم تجد سوى يديها لتزيح بها دموعها قائلة بدموع :_يا حبيبتي يا بنتى كنت خايفه عليكى أوى من الزفت داا عمل فيكِ أيه يا ضنايا

خرجت من أحضانها قائلة بأبتسامة من وسط دمعاتها_ميقدرش يعمل فيا حاجة وعدي موجود

أنكمشت ملامح وجهها بستغراب :_عدي مين ؟

:_دي قصة طويلة اوي يا ماما النهاردة فرحنا على فكرة

قالتها رحمة بفرحة فقالت بصدمة :_فرح مييين ؟! ومين عدي داا ؟

أخذت بسرد ما حدث لها منذ أن تقابلت معه إلى تلك اللحظة وهى تستمع لها بسكون ..


بالخارج

رفضت آية الدلوف للداخل مانعة من عدي ذلك بأتاحة فرصة للأبنة بالحديث مع والدتها …

أما بالداخل فتسمرت والدتها حينما قصت لها ما حدث ، لم تشعر بدموع السعادة لمثل هذا الشاب فطلبت منها رؤيته ..

خرجت رحمة تبحث عنه فوجدتهم بالخارج فقال بفرحة التمسها عدي لأول مرة :_ماما عايزة تشوفك

تطلع لوالدته فأشارت له بسعادة فدلف معها للداخل …

بالداخل ..

وجدت شاباً وسيم للغاية ، نبع الرجولة عنوان رئيسي بعيناه المذهبة ..

خرج صوتها أخيراً بعدما جلس على مقربة منها قائلة بدمع الأمتنان :_مش عارفه اقولك أيه يابنى على الا عملته مع بنتى

:_متقوليش حاجة خالص رحمة بجد تهمنى وأكيد كنت هعمل كدا وأكتر لو شوفت حد محتاج مساعدتى

قالها عدي وعيناه مسلطة عليها فأبتسمت بسعادة لأختيار إبنتها ، دلفت آية للداخل بعدما تركتها رحمة وتوجهت للكافيه الموجود بالمشفى لتجلب لهم المشروب …

دلفت بخطوات بطيئة للغاية وصدمة تفوقها أضعاف ، تطلعت لها والدة رحمة بنفس قوة الصدمة فربما تشعر بأنها تعرفها جيداً أو رأتها من قبل …

كلما أقتربت منها كلما تقلصت المسافة للماضى لترى الآن من تلك السيدة المقتبل عمرها بنفس العمر ..


جلست جوار إبنها وشعوراً مريب يطاردها والأخرى بصدمة زمان أعلمها بأن الطيبة ميزان وكنز ربما بفترة لم تشملها فمن أذتها بالحديث الباطل هى من أنقذت إبنتها من دمار وهلاك !!!

كانت الصدمة هى الغالب ببدء الامر ولكن تخطتها آية كى لا تفسد فرحة إبنها ولكن بداخلها ألف سؤال وسؤال هل كان ما حدث مجرد صدفة ام تخطيط للايقاع بأبنها ؟ هى بحرب كبيرة فلم تستطع حسم أمورها فستأذنت للخروج قليلا ..

جلست على الاريكة بخوف شديد ثم أخرجت هاتفها وهى بحالة من الدموع ربما معشوقها يتمكن من تخفيف ما بها …

ما هى الا ثوانى معدودة حتى ترنح صوته على طرب قلبها ..

ياسين :_أنتِ فين؟

جاءه صوتها الباكى ..ياسين…

أنقطع حبال القلب فقال بلهفة :_فى أيه ؟؟

اجابت ببكاء :_رحمة هى بنت عادل الا كان خطيبي قبل كدا

لم يفهم منها شيء فكل ما يعلمه بأنها كانت مخطوبة من قبل فخرج صوته المتلهف :_آية أنتِ فيين ؟

:_المستشفى

أجابها بهدوء :_مش هتأخر

وأغلق الهاتف وتوجه لسيارة ففتح السائق بابها سريعاً ..

وبالفعل كما أخبرها ما هى الا دقائق ووصل للمشفى فتوجه إليها ..


بحث عنها بعيناه فكان صوتها المرشد له :_ياسين

أتجه إليها قائلا بهدوء :_فاهمينى فى أيه ؟

جاس لجوارها فقالت بخوف :_أنا عارفها كويس ولا يمكن أنساها أنا شوفتها لما كنت حامل بعدي وعمر كانت معاه ومع أمه حتى كانوا بيشددوا بالكلام عليا وأنا عملت نفسي مش شايفهم فجأة كدا كل دا يحصل ؟ أكيد مقصود يا ياسين امها عملت كدا عشان تدخل عيلتنا

كان يستمع لها بهدوء ثم قال بثبات :_عمرك ما كنتِ كدا يا آية بلاش التفكير داا

صاحت بغضب :_تفكير أيه ؟؟بقولك البنت دي عملت كل داا عشان توقع إبنى وأنا مش هسمح ان الجوازة دي تتم حتى لو كنت هتحدى إبنى

:_أنا على طول كنت جانبك وبدعمك يا آية بس المرادي لا

قالها ياسين وهو يتأملها بنظرة تراها لأول مرة فقالت بصدمة :_يعنى أيه يا ياسين ؟

تطلع لها قائلا بنبرة هدوء مميتة :_يعنى أنتِ غلط وأنا مش هساندك في الغلط دا ..أنتِ اكتر واحدة عارفه ياسين الجارحي كويس فمتتصوريش منى أقف معاكِ ولو دققتى فى كلامك كويس هتلاقى أنها مجرد صدف مش أكتر ولا أقل

شردت قليلا ثم تحلت بالصمت فتركها ودلف للغرفة بعدما طرقها ليجد رحمة وعدي بالداخل معها ..

رحمة بسعادة :_دا أنكل ياسين يا ماما

ياسين بصوتٍ منخفض سمعته رحمة وعدي :_تقصدي زعيم المافيا


إبتسم عدي بشماته أو بمعنى أعلان سقوطها بمحطة الهلاك على عكسها ابتسمت قائلة بهدوء :_قلبك ابيض

:_عفونا عنك

قالها ياسين بعدما جلس على الأريكة يتطلع لوالدتها قائلا بأبتسامة هادئة :_حمدلله على السلامة

إبتسمت بدمع خفى قائلة بسعادة :_الله يسلمك يا بيه

قاطعها مسرعاً حتى لا تحزن رحمة :_بيه مين هو صاحب المستشفى هنا عموما النهاردة فرح عدي ورحمة ودا طبعاً مش هيتم غير بموافقتك وذي ما شوفتى عدي اول ما عرف أنك فوقتى من الغيبوبة جاب رحمة ومترددش ثانية واحده للمعازيم الا بالبيت .

تطلعت لعدي ببكاء ثم قالت بصوت متقطع :_ربنا يباركلك فيه يا رب

رحمة :_هروح أشوف طنط آية وجاية

أشار لها عدي بأبتسامة عشق قرأها من بالغرفة …فتوجهت لأخر مجهول ربما سيكون عليها مواجهته حتى تحصد الهناء والراحة ..

خرجت فلم تعثر عليها فتوجهت للاسفل لترأها ولكنها صرخت بقوة حينما كمم فمها أحداً وسحبها للأعلى ..

بالغرفة ..

دلفت آية للداخل بعدما عتابت نفسها ولكن بنهاية المطاف هى مجرد بشر ليست ملاك حاشة لله فالخطئ يطوف بها على الدوام ..

جلست على الأريكة جوار زوجها فتطلعت لها السيدة بدموع ثم قالت ببكاء :_أنا مش عارفه أقولك ايه يا آية الا شوفته هنا أكبر دليل أن ربنا كريم أوى زرع حب بنتى فى قلبك وخاليكى ليها ذي الأم بالظبط ..


يقال أن الكلام الصادق يدلف للقلب بدون وسطة ولا محايلات وهكذا ما حدث معها فخرج صوتها أخيراً :_متقوليش كدا أنا فعلا حبيت رحمة أوي وربنا الا يعلم

كان عدي يتابع حديثهم بصدمة فيبدو أنهم على معرفة من قبل …قطعت الحديث قائلة بدموع :_ربنا ناجكى من الحيوان دا عيشتى معاه كانت سودة باع دهبي وكل حاجه عشان تجارة مع أخوه وسافر مصر وسابنى أنا ورحمة وبعد محاولات منى سافرتله مصر وفضلت معاه لحد ما اكتشفت صدمات تانيه أنه أتنازل عن حصته بالمصنع الا أشتراه بفلوسى لأخوه معرفش لييه بس الا أعرفه أنه حيوان وميستهلش أنى ادعيلة بالرحمة

أكملت بدموع :_لما مات عيشت تحت رحمة اخوه وابنه الا كان بيتحكم فينا انا وبنتى كأننا عبد عنده بس مزرعتش فى قلب بنتى الكره من ناحيته أبداا بالعكس كنت بقولها انه كان بيحبنا وبيحمنا من شر عمها وهو فى الحقيقة الا حطنا تحت رحمته ..

تساقط الدمع من عين آيه على ما تستمع إليه نعم كانت مخطوبة له ثم فسخ الخطبة نعم حزنت كثيراً ولكن الله أرد لها بعد تلك السنوات ان ترى بعيناها مقولة آياته القرأنية العظيمة

أعوز بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ … وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ …


صدق الله العظيم

فالربما كان حالها الآن أسوء من ذلك تطلعت لزوجها وهو يرمقها بنظرات عتاب لاجل ما كانت ستفعله فبكت كثيراً لوجود مثل الزوج بحياتها ، أما عدي فبدءت الخيوط تتضح له شيئاً فشيء …

علت ضربات قلبه بشيء من القلق ثم تزايدت بقوة كأن خنجر مطعون بقلبه فردد بهمس ..”رحمة”… نعم يا قلب الروح أنها السكن لقلبك وأنين الروح تشعرك بما تمر به ..فهى لك روح القلب وملكته هى عشقٍ من نوع أخر …

تزايد الآلم فشعر بأنه لم يقوى على الوقوف فهى بماسأة كبيرة ،استغل حديثهم وخرج يبحث عنها وهو يحاول مقاومة تلك النيران المتأججة بقلبه فعصف به صوتها المكبوت وهى تستنجد به ….

أسمه يتردد بأذنيه لا يعقل هذاااا

…”عدي”….”عدي”….يا الله ما هذا العشق ؟؟؟!! …شعر بأنه على وشك الأنهيار حينما لم يتمكن من رؤياها فعلم أنها بخطراً كبير حينما صدح الهاتف برقم الحرس ليخبروه بأن هذا المجنون هرب من تحت سيطرتهم ، واقف كالصنم لا يعلم ماذا يفعل ؟؟ فكاد أن يصل للجنون إلي أن توصل لحلا ما ربما يقربه منها مثلما فعل من قبل …

****__________***

بأعلى المشفى

تراجعت للخلف بزعراً شديد لا تصدق أنها ترأه أمامها ، كادت الصراخ ولكن من سيسمعها بمثل تلك المسافة الشاسعه ….تراجعت للخلف وهو يقترب منها بعين تشبه الجحيم قائلا بصوتٍ مخيف :_كنتٍ مفكرة أنى هسيبك كدا لحد غيرى لا وأيه فرحك النهاردة


ثم تعالت ضحكاته الخبيثة ليكف مرة واحدة قائلا بصوت نفسي مريب :_متخافيش أنا مش هقتلك بسرعة ..

وأخرج من جيبه سكينٍ حاد وأقترب منها فتراجعت بخوفٍ شديد وبكاء وتواسلات له وهو بدون عقل فكيف سيستمع لها ؟!!

مصطفى بجنون وصوت كالموت :_لو أنتِ مش ليا فأنتِ مش لغيرى يا رحمة …ورفع يديه بالسكين على ذراعيها فصرخت بقوة وسقطت أرضاً تتراجع للخلف بآلم ودموع لم يفصلها عن السقوط من على سطح هذا المشفى سوا بضع خطوات قليلة ، ذراعيها تنزف بغزارة والآلم يحطمها لم تجد ملجئ سوى البكاء بأسمه فصاحت بصراخ ..”عدي”…”عدي” ….

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_نادي بصوت أعلى جايز يسمعك

لم تستمع لسخريته فهى تعلم بقلب معشوقها بأنه سيصل هنا ويحررها منه ..فأغمضت عيناها تردد أسمه والأخر يقترب منها …

فتح عيناه ليجد نفسه أمام باب بأخر المطاف فدلف ليجد معشوقته تتراجع للخلف بخوفٍ شديد وهذا الحقير يقترب منها ..لم يشعر بقدماها الا وهو يقف أمامه كالوحش الثائر وربما هو لقبه المصون ، اطبق يديه على رقبته وعيناه تتحداه بأنه وصل بزمن فياسي ليلبي نداء معشوقة الروح ..كانت الصدمة كافيلة بجعله عاجز أمام هذا الوحش المخيف ليلقى الحتف الأخير بين يديه ..


تطلعت له بسعادة كبيرة فحاولت الوقوف ولكنه اشتبكت بشيء ما ملقى أرضاً لتهوى على أحرف سطح المبنى ولكن أحضانه كانت الأقرب إليها ..

رفعت عيناها لعيناه بثقة بأنها ستظل بآمان وهو لجوارها ، كم ودت أحتضانه بقوة ولكنه لم يصبح زوجها بعد ، إبتعدت عنه ليرى جرح يديها فحملها للأسفل بقلق لم يهدء الا حينما أخبره الطبيب بأن الجرح بسيط ..

*****_________****

بالقصر

بغرفة أدهم

دلفت شذا تبحث عنه بغضب لتأخره إلي أن وقعت عيناها عليه يجلس بحزن فتوجهت إليه بخوف :_مالك يا أدهم ؟

كان ما بيده يحمل إجابة صريحة لها فرفعت يديها على كتفيه قائلة بحزن شديد :_أدعيلها بالرحمة يا حبيبي

رفع عيناه الممزوجة بالدمع قائلا بصوت هادئ :_كان نفسي تكون موجودة يا شذا وتشوف حفيدتها فاليوم دا

جلست جواره قائلة بهدوء:_الدعاء هو الا هيفدها يا أدهم ربنا الا يعلم هى كانت ليا أم مش حما وخلاص عشان خاطري متزعلش نفسك عشان أسيل لو شافتك كدا هتزعل

إبتسم بسخرية فهو حرص الا يخبرها بحب ابنتها الخفى حتى لا تحزن وتقسو عليها مثلما فعل ولكنه يعلم بأن ما فعله هو الصائب …


******________*****

بالقصر ..

عاد الجميع للقصر فأسرعت رحمة بالصعود للأنتهاء من التزين بعدما أطمئن الجميع بأنها بخير …

ولحقت بها والدتها بمساعدة آية ويارا فكانت فرحة لرحمة ان تحضر والدتها الزفاف معها ، أخبرهم رعد بالهبوط للحفل إلى أن يبدل عدي ورحمة ثيابهم فهبطت الفتيات بثيابهم البيضاء للأسفل …

وقفت مليكة أمامه بفستانها الضيق من الصدر والهابط بأتساع شاسع وحجابها التى أحتفظت به مثلما فعلت جميع الفتيات فكانت كالحورية التى هزت عرش قلبه فرفع يديه لها لتنضم له …

أما أسيل فهبطت وتقدمت من أحمد الشارد بجمالها الهادئ فخرج معها للخارج …

أما شروق فمع كل خطوة تخطوها إليه كأنها تزيح دوامة الفكر العميق فهو بحرباً بين هذا القلب المتحجر وهذا العقل المغيب …

وبالفعل خرجوا جميعاً للقاعة الخارجية فألتفت حوالهم نخبة من الصحافة فهم عائلة مرموقة للغاية إلى أن جلسوا بالمكان المخصص لكلا منهم …

بغرفة ملك …

تطلعت لها بأبتسامة صغيرة قائلة بفرحة :_خلاص يا نونو كدا تمام

وقفت نور قائلة بأبتسامة خافته :_شكراً يا طنط دورت على داليا عشان تلفلى الحجاب ومالقتهاش حتى مروج مختفية من الصبح


تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_داليا ومروج فى أوضة رانيا من الصبح بتحاول تقنعهم بالفساتين الا رائد جابهم لا دي مقتنعه ولا دي مقتنعه ..

تعالت ضحكات نور قائلة بمرح :_طب مش تقولى هروح أغلس عليهم

ملك بسيل من الضحكات :_ماشي يا قلبي أجى اوصلك ؟

نور بنفى :_لا الاوضة هنا مش مستهلة

ملك :_أوك يا حبيبتي

وتركتها نور وخرجت بينما أكملت ملك أرتداء ملابسها ..

توجهت لغرفة رانيا ثم وقفت بعدما تحطم حذائها ، أستندت على الحائط حتى كادت أن تتعثر فأسرع إليها جاسم بعدما توجه للهبوط ..

جاسم بقلق :_نور أنت كويسة

أعتدلت بوقفتها قائلة بأبتسامة هادئة :_مش عارفه بس أنا قولتلهم الكعب ماليش فيه

إبتسم بخفة ليبدو على اوسم ما يكون ثم جذب المقعد فعاونها على الجلوس قائلا بتفكير :_خاليكى هنا وانا هروح أشوف حد من البنات او على الأقل عمر

إبتسمت قائلة بفرحة :_والله هتأخد ثواب لو جبتلى داليا او مروج السبب فى الكارثة دي

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_علم وينفذ دانا هجبلك الأتنين من شعرهن

تعالت ضحكاتها قائلة بمرح :_بأنتظارك


توجه جاسم لغرفة رانيا فطرق الباب ولكن لم يستمع لرد ، ترك الغرفة وتوجه لغرفة مروج فطرق ولم يستمع للرد أيضاً فأستدار عائداً للخلف ولكنه توقف على سماع همسات آنين مريبة جعلته يدلف للداخل سريعاً ليجدها تفترش الأرض بآلم …

شعر بالفزع فأقترب منها سريعاً قائلا بلهفة :_مرووج

رفعت عيناها بتعبٍ شديد حتى أنها لم تستطيع الحديث فعاونها على الوقوف قائلا بخوف :_فى أيه ؟؟

مروج وتعب وهى تحاول أبعاد خصلات شعرها المتمردة :_مش عارفه ناديلي ماما يا جاسم

أشاح بنظراته عنها قائلا بهدوء :_مامتك فى الحفلة تحت أنتِ فطرتى ؟

أجابته بأشارة برأسها ليعلم بلا فتطلع لها بغضب شديد :_هنزل اجبلك حاجة من تحت وجاي

أكتفت بالاشارة له ، توجه للهبوط بعدما ترك رسالة لعمر الذي صعد على الفور فأنحنى يزيح عنها الحذاء بصمت ..

إبتسمت قائلة بخجل :_الدوك بنفسه بيساعدنى

إبتسم وهو يتأملها عن قرب فقال بهدوء :_مينفعش والا أية ؟

نور بأبتسامة مرحة بعدما ارتدت ما قدمه لها :_هينفع طبعاً بس خالى بالك عشان أنا بخاف من الدكاترة

كانت تقصد الجراحه فما يفصلها عنها ساعات قليلة فأرتعب قلبه لمجرد ذاكرها ، وقفت وخطت جواره وهو بعالم اخر فوقفت ليتعجب هو ويقف ليرى ماذا هناك فقالت بدموع :_هو أنا ممكن أموت قبل ما أشوفك يا عمر ؟


أليس بها رحمة للرأف بقلبٍ متألم فأتت هى لتزيده اضعاف !!

أقترب منها قائلا بصوت محتقن :_بلاش جنان يا نور ويالا عشان ننزل

جذب يديها ولكنها لم تنصاع له فأستدار ليجد الدموع تغزو الوجه بأكمله فقال بصوتٍ غاضب :_ممكن أفهم بتبكى لييه دلوقتى ؟

أشتدت بالبكاء فزفر بغضب شديد فى محاولة للتحكم بأعصابه ، أقترب منها يزيح عنها دموعها قائلا بهدوء مخادع :_مش هيحصل حاجة صدقينى يا حبيبتي وبعدين لو مش حابه بلاش منها

إبتسمت بدلال :_بس أنا عايزة أشوفك

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_هتشوفى نجيب محفوظ يعنى ؟!! والله أنا خايف عليكِ أحتمال تطلبي الطلاق

تعالت ضحكاتها قائلة بمرح وهى ترفع بيدها لتلامس وجهه :_هقرر ساعتها

إبتسم بعشق وأقترب خطوة منها حتى تتمكن من لامس وجهه بعيون يداها ..

تحركت يدها على ملامح وجهه بصورة ترسم بخيالها وربما لا تعلم أنه أجمل مما توقعت ولكن حتما وصلت لصورة قريبة عند الذنب التى ارتكبته من قبل بلوحتها …

ابعدت يدها عنه ثم تمردت من الضحك قائلة من وسط الضحكات “_مين الا أنا رسمته داا ؟ هههههههه

انكمشت ملامح وجهه بغضب :_بتسألينى يا هانم رسمه أبو قزام وتقولي أهى يالا الحمد لله أنى سحبت منك عدة الرسم


إبتسمت بخبث وأتابعته للاسفل ..

بعد قليل صعد جاسم ومعه بعض الفطائر والعصائر ثم توجه لغرفة مروج ليجدها بالداخل معها ، لم يبالى بها وتقدم من مروج فقدم لها الفطائر قائلا بهدوء :_خدى دول عشان تقدري توقفى النهاردة يوم مميز عند احمد ومعتز وعدي وياسين مش عايزبن نعكنن عليهم

:_عندك حق يا جاسم

قالتها مروج بتعبٍ شديد وهى تتناول منه الفطائر ..

نظرات غيرة داليا كانت زائدة عن الحد فأتقلب الشيء من علي لضد فنظراته لم تكن محملة بالفرحة بل بالغضب لأنها أختٍ له …

ما أن تناولت البعض شعرت بالراحة ووقفت قائلة بأبتسلمة بسيطة:_متشكرين يا جاسم والله لولاك كان زمانى روحت الأنعاش

إبتسم قائلا بسخرية :_ انعاش ليه مكنوش شوية دوخة ياختى أسندى طولك كدا عشان الدور عليكِ وخلاص الخطوبة أتحددت

تطلعت له بزهول فأكمل بجدية :_انا كلمت عمى ياسين وعز ومرحبين جداً

تفهمت مروج الأمر وخجلت كثيراً فحاولت التهرب من نظرات جاسم قائلة بخجل وتوتر :_أنا هنزل

وتركتهم بغرفتها وغادرت ، اما داليا فشعرت بأنها بصدمة كبيرة لم تستطيع الأفاقة منها ، فأقتربت منه قائلة بزهول وصدمة :_أنت هتتجوز مروج ؟

صدم جاسم من تحليلها الغريب فهو من أخبر عز وياسين برغبة مازن بطلب مروج فرحبوا بالأمر كثيراً ولكن لا مانع بتوالى زمام الأمور، فقال بثبات :_ودا شيء يخصك فى ايه ؟


داليا بدموع :_يخصنى ؟!!! أنت قولتلى انك بتحبنى وكنت عايز تتجوزنى ولا نسيت؟

تطلع لها بآلم لتذكره ما فعلت به فقال بنبرة جافة :_أديكى قولتى كنت

لم تستطع التحكم بأعصابها فقالت بصدمة :_يعنى ايه ؟

جاسم بهدوء :_أنتِ عايزة ايه يا داليا ؟ أنا بقيت أحس أنك إنسانه مريضة مش عارفة تحددي ايه الا جواكى لانك ببساطة مش

قاطعته قائلة بدموع :_لانى ببساطة ذي ما قولت مريضة ..

رفع عيناها ليجد الدموع تملأ وجهها فعلم انه قسى بحديثه فقال بتنهيدة :_أنا مقصدش

لم تمنحه الفرصة وخرجت سريعاً لغرفتها فدلفت تبكى بقوة على حديثه والوجع الأكبر ظنونها بأنه سيتزوج مروج …

دلف لغرفتها لأول مرة فتطلع لها بأعجاب شديد بدا بحديثه :_ذوقك حلو

أفاقت على صوته فتطلعت له بنظرة تحمل الغموض ما بين رفض وجوده وحاجتها إليه !.

أقترب منها فجثى على قدميه قائلا بنظرة مقابلة لها :_تعرفي يا داليا ايه هو عيبك الوحيد ؟

نظرات الاهتمام حثته على الحديث فقال بعين مزودة بعشقها :_أنك دايما شايفة نفسك وحشة ودا عدم ثقة بالنفس مش هيحطمك لوحدك بالعكس هيحطم الا حواليكى وأولهم دا


وأشار على موضوع قلبها رفعت عيناها له ثم جاهدت للحديث قائلة بدموع غزيرة :_أنا بحبك يا جاسم

:_عارف

قالها بأعين تتأملها بأهتمام فصعقت مما أستمعت إليه ايعلم بحبها ؟!.

لم تجد وقت للصدمة فقالت بدموع :_ولما أنت عارف عايز تتجوز مروج ليه ؟

زفر بغضب ثم تمالك اعصابه قائلا بهدوء معاكس :_حد يتجوز أخته ؟!!

تطلعت له بعدم فهم او بعدم تصديق فأكمل قائلا بتوضيح :_يا داليا أنا كلمت عمى لمازن ومروج مش لياا .

إبتسمت بسعادة ثم قالت بتلقائية :_يعنى هتتجوزنى ؟

تأملها قليلا فتدرجت ما تفوهت به ليغزو وجهها حمرة الخجل فتوجه للخروج تحت نظرات حزنها ..

فتح باب الغرفة ثم تطلع لها قائلا بغضب مصطنع :_كدا مش هنلحق المؤذون

تعالت ضحكاتها وركضت إليه بسعادة فوجدوا والدها أمامهم بعدما صعد ليرى أين هى ؟!

رمقهم رعد بنظرات غامضة فشددت من يدها الموضوعه بين يديه بخوف ..

جاسم بهدوء :_يا عمى أنا

قاطعه رعد قائلا بجدية مصطنعه :_أنت خاليت فيها عمى

خرج ادهم قائلا بفرحة :_أيه دا هتتجوزوا ولا ايه ؟


رعد بستغراب :_أنت طلعت ليه ؟

ادهم :_جيت اشوف جاسم المهم انا عايزك فى موضوع مهم جداا

وأداره ادهم مشيراً لهم بالهروب للاسفل وبالفعل ركضوا بفرحة للأسفل …

رعد لادهم :_بغبائك دا هيتجوزا اذي وأحنا هنا ؟

أدهم بتفكير “_تصدق صح !

تصدق انت انا الا هخلص عليك

قالها رعد بغضب شديد ولكنه ازاح حينما رأى أميرته الصغيرة تقترب منه قائلة بفرحة :_شوفت تيتا جابتلى ايه يا رعد

صدم رعد قائلا بزهول :_رعد ؟!!

ادهم :_ههههههه حتى حفيدتك مش محترمك

مريم بسعادة طفولية :_فين الشوكلا الا وعدتنى بيها

أخرج رعد الشوكلا قائلا بأبتسامة هادئة :_لو قولتلي مين الا حرضك أنك تقولي رعد هعطبكى كمان واحدة

تطلعت لادهم قائلة بحزن :_غصب عنى يا انكل ادهم دى شوكلا

ومن هنا بدءت المعركة بين ادهم ورعد التى لم تنتهى بعد …

*******________******

أنهى تبديل ملابسه بعدما تعرض له وتوجه لغرفتها فطرق الباب ليستمع صوت الفتيات التى تعمل على تزينها ..

دلف ليتسمر محله من جمالها فهى كالملكة المرصعة بالجواهر بذيها الأبيض تمنى أختطافها بمكانٍ منعزل عن الجميع فأقترب منها وهى تتأمله بعشق فهو لها طوق النجأة الدائم ..


أخفضت عيناها بخجل وضربات قلبها تتزايد فرفع يديه لها لتقدمها له بآمان وسرور ..

هبطت معه الدرج للأسفل ليظهر للجميع فخطف أضواء الحفل بطالتهم المثيرة للاهتمام ..ثم توجه للجلوس بمكانه ليشرع الحفل بالبدء بعدما عقد قرآن رحمة وعدي ،أسيل وأحمد ،جاسم وداليا

وبعد الحاح مازن ليتمكن من معرفتها عن قرب تم عقد قرآنهم بعد رفوض مروج ولكن بعد أن جلس معها مازن فشعرت بأنه كالمسحورة ..

شرع الحفل بالبدء لتزف قصص عشق ربما اكتملت وربما لا ولكن مصيرهم مختوم بالحلقة المنتظرة بعنوان طوفان العشق



               الفصل السابع عشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة