رواية السارقه البريئه الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 والاخير بقلم فريده الحلواني


رواية السارقه البريئه

الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع

والعشرون 29  والثلاثون 30 والاخير

بقلم فريده الحلواني


شخصا ما ...حينما يعود....تعود لنا الحياه


كوبت وجهه بحنو قوي ...ظلت تجوب بعيناها علي ملامح وجهه التي اشتاقتها حد الجنون


ردت علي سؤاله من بين دموعها الغزيره : كنت تعبانه....بس بقيت كويسه لما شوفت صورتي جوه عينك يا هاشم.....عيني اخيراااا شافت النور ....وحشتني يا قلب الفراوله


اعقبت قولها بالارتماء فوق صدره بعد ان لفت زراعيها حوله بقوه ...و حينما ضمها باشتياق ...بكت....بكت بقوه...بقهر....بحزن...و الكثير من الفرح الذي ملأ كيانها بعد ان عاد حبيبها للحياه مره اخري


اما هو ...فكان يضمها باشتياق...بقهر...بوداع ...بعد ان قرر بداخله ان يبتعد عنها 

و بالفعل ....ابعدها من احضانه كما قرر اخراجها من حياته 


نظرت له بزهول و قالت : انت بتبعدني عنك يا هاشم

رد بجمود رغم تمزق قلبه : مش حابب شعور الشفقه منك انتي بالذات


عقدت بين حاجبيها و عقلها عاجز عن استيعاب ما سمعته فسالت بصدمه : شفقه....شفقه ايه و علي مين مش فاهمه


نظر لها و هو يحاول ان يداري حزنه ثم قال : مش هسمحلك تعيشي دور الست المضحيه ...الي مضطره تعيش مع راجل عاجز....انا هبعد..تنهد بقهر ثم اكمل : هبعد عنك و عن الدنيا بحالها....يا رتني كنت مت و لا اني اعيش عاله علي الي حواليا


كادت ان تحطم راسه الغبي ....قبل ان يكمل هذا الهراء وجدها تصرخ بقهر و هي تضربه فوق صدره بقبضتها : اااااخرس بقي....مش عايزه اسمع منك كلمه تاني.....انتي ااااايه ...معندكش ذره احساس


بكت بقهر و هي تكمل : بعد ما كنت بمووووت و انا بتمني بس تفتح عينك....بعد ما كنت بصبر نفسي انك اول ما ترجع هتنسيني الي شوفته و انت غايب


اكملت بكسره : بعد ما قلبي اتقطع و انا شايفاهم عايزين يفصلو النفس عنك ....بعد ما اتحرمت من فرحتي بحملي فولادك....بعد ما كنت بصرخ عليك و انا بولد عشان ترجعلي


صرخت بقهر تحت صدمته مما سمع : كووووول ده و تقولي شفقه....بعد كل ده ...تبعدني عن حضنك الي ردلي روحي....عايز تبعد و تاخد روحي يابن الجندي زي ما اخدت قلبي ....حرام عليك...حرااااام


امسكها من كتفها بجنون ثم سال بتيه : انتي بتقولي ايه....انا مش فاهم حاجه ...حمل ايه و ولاد ايه.....ااااايه الي حصل و انا غايب


نظرت له من بين دموعها التي تأبي التوقف ناهيك عن الم جسدها من اثر الولاده حتي انها عجزت عن الشعور بذلك النزيف الذي سال من تحتها 


سحبت نفسا عميقا كي تستطع الرد عليه ثم قالت : بعد الي حصل ...اكتشفت اني حامل ....في توأم ....غيابك عني كسر فرحتي بوجود ولادك جوايا....و انهارده ....بكت بقوه و هي تكمل : امل كانت جيبالي لبس للولاد علي اساس اني فاضلي اسبوع علي ميعاد ولادتي


لقيتهم داخلين يفصلو عنك الاجهزه ...متحملتش ...صرخت كانهم هياخدو روحي....صممت اولد هنا ...خوفت اطلع من الاوضه يعملو فيك الي عايزينه


فضلت اصرخ باسمك و انا بولد....و ربنا كان رحيم بيا يا هاشم....مع اول عيل نزل مني ...كنت انت بدات تفوق 


بكي ....حقا بكي ...لا يعلم من الفرحه ام من القهر علي ما عانته حبيبته ....نظر لها بحزن يشوبه الفرحه ثم قال : فينهم ...هما ولاد و لا بنات


مدت يدها تمسح دموعه التي لاول مره تراها ثم قالت : ولد و بنت ...مكنتش عارفه نوعهم ...برغم ان كل واحد كان في كيس منفصل بس كأنهم كانو حاضنين بعض طول فتره الحمل ...معرفتش نوعهم غير لما ولدت ....انا مشوفتهمش ...بس سمعتهم بيقولو كده


كوب وجهها بجنون و هو يقول من بين دموعه : انتي مشوفتيش ولادك يا حبيبه

ردت عليه بابتسامه عاشقه شقت ثغرها : ابوهم اهم عندي منهم و من الدنيا بحالها يا قلب حبيبه ....مكنتش هقدر افرح بيهم غير لما تشيلهم معايا 


و الحمد لله ...ربنا جبرني و راضاني ...ولادنا نورو الدنيا و رجعولي ابوهم الي كنت هموت من غيره.....اكملت بعتاب حزين : و الي بدل ما يقولي وحشتيني يا فراوله....عايز يبعدني عنه


التهم ملامحها بعيناه رغم دموعه التي تأبي التوقف ...ثم سحب راسها ليهديها قبله الحياه.....نعم تلك هي المعني الحرفي لقبلتهم الداميه و التي اراد ان يدخل كلا منهما الاخر بداخله ....حتي يخبأه عن العالم اجمع


فصلها بعد فتره وهو يقول بلهاث و صوت مختنق : مش عايز اظلمك معايا ...انا مقدرش اعيش من غيرك يا حبيبه ....بس مش عايز ابقي اناني ....ذنبك ايه تعيشي بقيت عمرك مع واحد مشلول ....حتي فلوسه و عيلته مش هتعوضك الي هيبقي ناقصك


ابسط حاجه ...لما تشوفي كل واحد خارج مع مراته ...و انا مش هقدر اعمل ده.....بكي وهو يكمل بقهر : مش هقدر اكون معاكي زي الاول 


مسحت دموعه برفق ثم سحبت يده لتمسح بها دموعها ....ارتدت لباس القوه و هي تقول : خلصت ....نظر لها بعدم فهم و زهول من رده فعلها فاكملت بقوه و يقين : الي احنا فيه ده من كرم ربنا علينا يا هاشم


هاشم : كرم ربنا.....اني ابقي مشلول 

حبيبيه : اااااه من كرم ربنا و رحمته بينا....لو كان ابتلاء يبقي نصبر ...لو كان تكفير ذنوب يبقي نحمده


هاشم : ذنوب ااايه انا محدش بيعمل خير قدي و من غير ما اعلن عنه زي رجال الاعمال ما بتعمل


حبيبه : انت كلك ذنوب ...نظر لها بصدمه فاكملت : ايوه ...ربنا ادالك كل حاجه ...العيله الي تحبك و الفلوس الي ملهاش اخر ...و الصحه و الشباب.....انت عملت ايه بقي عشان تشكر ربنا علي نعمه الي مغرقاك...بارزته بالمعاصي


رد عليها برفض : ابدااااا انا بخاف من ربنا ...حتي الستات الي كنت اعرفها ...كنت بكتب عليهم عرفي عشان مغضبش ربنا


حبيبه : الكلام ده بترضي بيه ضميرك ...انما الي كنت بتعمله اسمه زنااااا....العرفي ده ملوش اي علاقه بالجواز الي ربنا حلله....انت بتكتب ورقه و عارف انك يومين و هتقطعها.....فين الاشهار ...فين موافقه الولي ...فين شروط الجواز يا هاشم....الي كنت بتعمله ...زنا مقنن عشان متحسش بالذنب


شربت خمره و لا لا....عينك كانت بتبص لاي ست و لا لا....بلاش كل ده ...انت بتصلي يومين و تبطل شهر يا هاشم....انا مش هقولك انا شيخه و لا كنت ملاك....الفتره الي قعدتها هنا معاك...راجعت فيها شريط حياتي 


لقتني كنت غلطانه و غبيه ...بدل ما كنت استسهلت طريق الحرام ...كنت عافرت و في نفس الوقت كان المفروض اصلي و ادعي ربنا يسترني و يرزقني ...مش ربنا قال ....ادعوني استجب لكم.....ليه مدعتهوش بيقين ...عشان يبهرني بعطائه


في مقوله قريتها في مره افتكرتها دلوقت

من عامل الله بيقين ...ادهشه بالمعجزات

ربنا بيحبنا عشان ابتلانا الابتلاء ده ....حب يطهرنا من ذنوبنا يا هاشم....حب يرجعنا لطريقه


يبقي نقوله الحمد لله و نصبر ...و نتعلم مالي حصلنا ....امسكت يده بقوه ثم اكملت : ايدي هتفضل ماسكه ايدك يا حبيبي ...و زي ما قالو زمان ...لو عضم في قفه ...هشيلك في عنيه و اقفل عليك برموشي


وضعت يدها علي موضع قلبه ثم اكملت بنبره تقطر عشقا : انا و لا حبيت شكلك و لا جسمك....و لا حتي اسم عيلتك و لا يهمني فلوسك.....انا عشقت ده ...ربتت علي موضع قلبه و اكملت : و ده طول ما بيدق يبقي حبيبه عايشه....و مش عايزه حاجه من الدنيا غيره


و عشان تعرف ان ربنا رحيم ...في وسط العتمه بعتلنا طاقه نور ...ولادت ولادك ...كانت رجوعك للحياه....انت رجعت من الموت يا هاشم ...ربنا ادالك عمر جديد....يبقي تبتديه صح و بنيه خالصه لربنا انك تتحمل 

لو ابتلاء هتصبر عليها ...و لو تكفير ذنوب هتحمده عليها اكتر 


انا بحبك يابن الجندي ...و غصب عنك مش هسمحلك تضعف و لا تياس ...هتتعالج و هتعمل العمليه ......هترجع اقوي من الاول بس مش بصحتك و لا فلوسك....لا بقربك من ربنا و شكره علي نعمه الي مغرقك بيها


حتي لو لا قدر الله العمليه فشلت ...هتكمل و هتعيش حياتك احسن من الاول كمان ...الاعاقه مش فالجسم ابدا....الاعاقه بتبقي فالعقل الي بيفكر بغباء 


لو كانت العيون لها السنه لكانت عيونه صرخت بعشقها....لو كانت القلوب تمتلك ارجل لكان قلبه هرول اليها ...ليحتضنها بدلا من زراعيه اللزان اطبقا عليها بعشق و تملك....و امتنان...اذا كان يجب عليه شكر الله علي شيء ....سيظل يشكره ما بقي من عمره علي تلك النعمه التي وهبها له ....ثمره الفراوله خاصته....لو فرش قلبه ارضا لتخطو عليه بقدميها...لن يوفيها حقها


ضمها بقوه ثم قال : هرضي و هتحمل ...و هعافر لحد ما اقف علي رجلي تاني ...عشان خاطرك انتي بس يا فراوله....عشان بس احاول اعوضك ...و اعشقك فوق العشق عشقين ...و يا ريت يوفوكي حقك


قبلت موضع قلبه براحه ثم اغمضت عيناها بهدوء و سلام ...لم تنعم به منذ شهور


بعد فتره ابعدها برفق ثم قال : احكيلي ...احكيلي كل الي حصل و انا غايب يا فراوله

ابتسمت له بعشق ثم قالت : هحكيلك يا قلب الفراوله....بس مش دلوقت....اهلك يتجننو عليك ...و كمان الولاد ...نفسي اشوفهم اوي يا هاشم ....نظرت له بعيون ملأها الفرحه ثم قالت : هنشيلهم سوي ...و نختار اساميهم سوي


ابتسم بحب و قال : انتي كمان مختارتيش اسمائهم 

حبيبه : تؤ ...مجاش فبالي حاجه او مفكرتش اصلا الصراحه ...امممم بس دلوقت ممكن اختار اسم الولد و انت البنت


ضحك بهدوء ثم قال بمزاح : اشجيني 

حبيبه : حكم ....نفسي اسميه حكم علي اسم باباك الله يرحمه ...انا عارفه كنت بتحبه قد ايه


دمعت عيناه للمره التي لا يعلم عددها ثم قال بنبره تقطر عشقا : طب هحبك اكتر من كده ايه يا فراوله...حاسس قلبي مبقاش كفايه عليكي ....سحب راسها ثم قبل جبهتها باجلال و قال ؛ ربنا يديمك نعمه في حياتي


بعد مرور بعض الوقت ...انتقل هاشم و حبيبه الي غرفه عاديه بعد ان فحصتها الطبيبه و اعطتها بعض الادويه المناسبه لها لتحاول وقف النزيف الناتج عن الضغط العصبي الشديد الذي تعرضت له .....و قد كان لقائه بعائلته مليء بالمشاعر الجياشه و الكثير من الدموع


و لكن كل هذا تحول الي بهجه و فرح حينما احضرت الممرضات الطفلان كي يراهما ابويهما لاول مره


احتضنت حبيبه الولد ثم قالت بفرحه عارمه : شبهك اوووي يا هاشم

ابتسم لها و لكن عيونه مسلطه علي تلك الملاك القابعه بين يده ...شبيه امها حتي في خصلاتها السوداء الناعمه


فاق علي صوت اخته الحبيبه و هي تقول بفرحه : هتسميها ايه يا ابيه

نظر الي اخته مبتسما ثم ثبت نظره علي حبيبته و قال : عشق ....عشق ابن الجندي و روحه


مازحه ابراهيم قائلا : كوكا بتسالك علي اسم بنتك يا هشوم...مش بتقولك حب في مراتك

قبل ان يرد عليه كانت نورا الاسرع حينما قالت بامتنان : و الله مهما عشقها عمره ما يوفيها حقها ...الي عملته مفيش واحده تعمله ابدا


امل بفخر من تلك الاخت التي لم تلدها امها : كفايه انها حرمت عليها الدنيا طول مانت غايب يا هاشم

نظر لهم بعدم فهم و قال : مش فاهم يعني ايه


الجد ؛ من اليوم الي سمعت بيه بالي حصلك و جات المستشفي ...رفضت تخرج منها من غيرك....حجزنالها اوضه عشان تريح فيها و قولنا اسبوع و لا اتنين و لا حتي شهر ...و هترجع القصر و تجيلك زياره....بس بنت الاصول خالفت كل توقعاتنا....اجبرت الدكتور يحطلها سرير جنبك فالعنايه


نظر لها باجلال ثم اكمل : رفضت تطلع من الاوضه حتي لو تنزل الكافيتريا زي ما كلنا اتحايلنا عليها....قالت مش هتخرج من الاوضه غير مع جوزها


نظر لها دون ان يجد ما يليق بها ....قبل كفها باجلال ثم قال : عشان كده سميت بنتها عشق ....عشق ابن الجندي للفراوله....


مر اسبوعا علي ما حدث و اليوم سيخرج هاشم من المشفي ...بعد ان صمم ان يتلقي جلسات العلاج الطبيعي في القصر الي ان يحين ميعاد العمليه التي سيجريها في عاموده الفقري


تركت اخويه يساعدانه في الخروج من السياره و وضعه فوق مقعد متحرك....هرولت الي الداخل وجدت الجميع يقف لاستقباله فقالت بعجاله : ارجوووكم يا جماعه...اول ما يدخل اتعاملو عادي ...بلاش نظرات الحزن و لا الشفقه دي عشان نفسيته متتعبش اكتر 


و بالفعل تعامل الجميع بطريقه طبيعيه بل و اجتمعو في بهو القصر يتثامرون و يتمازحون كما السابق

و. ما ذاد الامر حلاوه ذلك الكارثه الصغيره شبيه خاله ...عمر


فقد كان مصرا علي اخذ الطفله من ابيها الذي دائما يحتفظ بها داخل احضانه

عمر بغضب : هاتها يا هااااشم بقي 

هاشم بغيظ : امشي ياااض يابن الكلب ...ملقيتش غيرك يا بتاع البنات اديلو بنتي


حبيبه بشماته : داين تدان يا اتش ....تربيتك الي كنت فرحان فيها ...و الي انت عملته فيا ...هيتعمل في بنتك

عمر بغيظ : بس يا فراااااوله...


انتفض هاشم بغيظ : انت عايز بنتي و كماااان بتقول فراوله دانت ايامك سوده معايا

عمر ببرود : يا هااااشم بقي ...مش من اول ما جت هنا قولتلك عايز واحده صاروخ اجنبي زيها ...اشار الي الطفله ثم اكمل : اهوووو ...جابتلي واحده شبهها ...انت معترض ليه بقي...مش احنا شبه بعض


مؤمن بضحك صاخب : ايوه يابني ماهو عشان شبه بعض هيخاف علي بنته منك

هاشم : طبعا اخاف ...دي عشقي ...نظر للطفل و قال بغيظ : و البنات الي انت بتكلمها مش مكفيينك ياااااض بتبص لبنت خالك


عمر ببساطه : لا ما دي هتجوزها...التانيين ...اممممم....عادي جاست فريندز بس 

ابراهيم : يعني تتجوز واحده و تصيع مع باقي بنات البلد 


صرخت حبيبه بغيظ : لااااااا ....اقسم بالله ما يحصل ....اسمع يا واد انت ...يا تتوب من دلوقت مع اني اشك يعني ...يا اما ملكش دعوه ببنتي


عمر ببجاحه : بكره تكبر و تحبني و نهرب سوي ...عادي يعني مش محتاج موافقتكم


مر شهران علي اخر الاحداث ...لن يمر بسهوله علي هاشم ابداااا ...كان يجاهد حاله و يضغط علي نفسه في عمل جلسات العلاج الطبيعي ...كان يريد ان يسابق الزمن كي يعود اليها و ينفذ كل ما خطط له من اجلها ...هي...فقط


و لكن الامر لن يخلو من مكره الذي كان يستعمله في استغلال حالته ...كي تدلله مثل اطفاله الذي شعر بالغيره منهم


كان يتصنع عدم القدره بالقيام باحدي التمرينات فصرخت به بغيظ : ااااخلص يابن الجندي بلاش دلع

رد.عليها بحزن مصطنع : تعبت يا فراوله انتي ليه مش حاسه بيا

حبيبه : الكوهن و السهوكه دول خلااااص حفظتهم ....اخلص بقي فاضلك عشرين عده اعملهم عشان ترتاح


زفر بحنق ثم قال بايحاء وقح : هو مفيش غير رجلي الي تهتمي بيها ...نظر الي رجولته و اكمل بفجور : مافي حاجات تانيه محتاجه تمارين بردو ...و انتي مطنشاها


شهقت بغيظ ثم قالت بغضب وقح مثله : هااااااااا ....انت زي القطط تاكل و تنكر ....انا مش لسه عامله بالليل تمرين مرتين و الصبح صبحت عليك بواحد


ضحك برجوله اعجبتها ثم قال : اعمل ااايه عايز اربي عضل يا فراوله

عضت علي شفتها  السفلي باغواء ....ثم اقتربت منه حتي جلست بين ساقيه ...ملست علي صدره العاري الذي بدأ يستعيد صلابته التي فقدها اثناء رقدته الطويله ثم قالت : طب يا قلب الفراوله....هعملك تمارين و مساج و كل الي انت عايزه....بس خلص الشويه الي فاضلين دول يا حبيبي عشان ترتاح


رد عليها بغضب طفولي : بتضحكي عليا علي فكره...و بعد ما اخلص تديني شاور و بعدها ريح يا حبيبي شويه و بعدها عيالك يزنو بقي طول الليل.....فين حبيب الفراوله بقي في كل ده


ذلك الطفل المدلل ....تعلم انه يستغل ضعفها امامه كي تنصاع له ...ردت عليه بمكر اكبر مما يمتلك و هي تملس عليه برقه : لا يا حبيبي اطمن ....الداده الي جبتها من يومين كويسه ....اكملت بنبره يشوبها الحزن الذي حاولت ان تداريه : و بعدين انت عارف ان تقريبا منزلش مني لبن ...و الدكتوره كتبت لهم لبن صناعي يعني مش برضعهم 


كوب وجهها بحنان ثم قال بجديه : حقك عليا يا فراوله....بكره اخف بامر الله و تحملي تاني و تدلعي عليا و تتوحمي ...لو طلبتي لبن العصفور هجبهولك....و ترضعي ولادك الجداد.....هنعيش يا حبيبي الي اتحرمتي منه بسببي ...بس ادعيلي يا فراوله ...ادعيلي كتير و انتي بتصلي


ضمته بعشق ثم قالت : لساني مش بيبطل دعاء ليك يا قلب الفراوله

و واثقه ان ربنا هيستجيب....عندي يقين بكده ....بامر الله


ماذا سيحدث يا تري

سنري


انتظرووووووني


الفصل ٢٩

السارقه البريئه 


فريدة الحلواني 


__________________


بعد الشده فرج....و بعد الصبر يأتي العوض الذي يبهرك....يجعل عقلك عاجز عن تفسير ما حدث لك ....نحن نعبد رب كريم رحيم ...يستحي ان يرفع العبد يده بالدعاء فيردها خائبه 

اللهم استجب دعوه لهث اللسان بها ...انك سميع قريب مجيب الدعاء...يا الله 


اليوم قرر الفرح ان يذور قصر الجندي ....بعد شهورا عجاف ...أتي عام الرخاء 


اجتمعت العائله في جوا مبهج و قد قرر هاشم ان يدخل البهجه علي قلوبهم ...فاليوم تقدم جاسر لطلب يد امينه و بالطبع وافق الجميع


و قد اراد ان يعقد قرانه عليها الا انها رفضت ....و اقنعته ان يتم قبل الزفاف بقليل...لم يرغمها علي ذلك يعلم انها لم تعطيه الي الان الثقه الكامله و لكنه سيصبر عليها حتي يكتسبها بملأ ارادتها 


هاشم : بأذن الله اخر الشهر نعمل حفله خطوبه امينه و جاسر....نظر لاخيه الذي اراد ان يكافئه علي ما فعله معه تلك الفتره العصيبه ثم قال : و معاهم دخله كوكا و ابراهيم 


انتفض ابراهيم من مجلس و قال بعدم تصديق : قول و ربناااااا....طب و حيات عشقك الكلام ده صح 

ضحك الجميع عليه بينما هاشم نظر لعشقه الحقيقي و قال : و حيات عشقي الي بموت فيها صح الصح كمان 


ظل يقفز للاعلي و هو يهلل ...و تلك الرقيقه تخضب وجهها بحمره الخجل و هي تتلقي التهاني من الجميع 


الجد بفرحه : احلي قرار اخدته يا هاشم...خلي الفرح يدخل بيتنا ....و الفرحه الكبيره لما ربنا يتمم شفاك علي خير يابني 


حبيبه : اطمن يا جدو قريب جدا ان شاء الله هيكون عامل العمليه ...الدكتور طمني و قال انه بسبب التزامه بالعلاج الطبيعي سهل عليه الموضوع فقدم الميعاد 


نصار : شروق يابنتي مش كنتي عملتي خطوبتك مع اخواتك 

شروق بخجل : محمد مش حابب كده....قالي نعملها في قاعه افضل لوحدنا 


رد هاشم بهمجيه : هو بمزاجه بروح امه...الواد ده تنك كده و مش نازلي من زور ...ضغطت حبيبه علي يده حتي يكف عن مهاجمته امامها....فمنذ ان تقدم لها فالاسبوع الماضي لم يكف عن التنمر عليه 


نظر لها بغيظ و قال بوقاحه : بتغمزيلي ليه ....انا بقول الصراحه...هو اه ابن ناس و محترم ...بس تحسي انه ملزق كده 

شروق بغيظ ؛ حرام عليك يا هاشم ده حتي دمه خفيف و الله 

هاشم : القرد في عين امه ياختي....اخر كلام قوليلو يحيلي بكره عشان اكلمه في حكايه الحفله دي خلينا نعمل كله مع بعض و نخلص 


مرت الايام سريعا و قد هلكت الفتيات في تجهيز هذا العرس الضخم 

و اليوم ستتوج اميرتنا الرقيقه ملكه علي عرش زوجها و حبيبها....اليوم ارتدت له هذا الثوب الابيض الذي اذداد بهائا عليها 


هبطت ببطيء فوق الدرج و هي متأبطه زراع الجد من ناحيه و عمها نصار من الاخري 

نظر لها هاشم من الاسفل بدموع حبيسه...كم كان يتمني ان يسلمها بيده الي اخيه الروحي 


و لكن عجز ان يحقق تلك الامنيه 

و تلك الرقيقه و هي تهبط كانت عيونها علي اخيها الحبيب ...من رباها منذ ان كانت رضيعه...اهتم بها و دللها...عاملها كقطعه ماس نادره الوجود ...حماها من الدنيا و غدرها ...لذلك شبت علي النقاء و البراءه 


وصلت امام حبيبها الذي كان قلبه يخفق بشده من فرط الفرحه...اخيرا صغيرته ارتدت له ذلك الثوب الذي حلم به كثيرا....و بما انه رباها علي يده...فهم رجاءها الذي انطلق من عيناها قبل حتي ان تقف قبالته 


لم يحتضنها و لا حتي قبل جبهتها...كل ما فعله ان اماء له بخفه بمعني : افهمك صغيرتي....امسك كفها برقه تضاهي رقتها....اتجه بها ناحيه اخيها دون ان يتفوه مع احدا بحرف 


ركعت امام مقعده المتحرك ...افترش ثوبها حولها في مظهر غايه فالروعه....امسكت كف اخيها ثم قبلته باجلال و قالت : اخويا و ابويا ...و سندي طول عمري ...معرفتش اب و لا اخ غيرك ... انهارده و انت بتسلمني لجوزي ...بقولك شكرا....شكرا يا ابيه علي كل حاجه عملتها معايا و ليا 


مفتكرش يوم زعلت من حاجه في حياتي...و لا يوم حسيت ان نفسي في حاجه مش عندي...انت عيشتني اميره بالمعني الحرفي للكلمه ...و لا عمري يوم حسيت اني يتيمه....هتفضل ابويا و ضهري و سندي لحد اخر العمر 


سحب راسها بقوه ناعمه ليضعها فوق موضع قلبه النابض بشده....قبل راسها بحب ثم قال : مبارك عليكي يا بنت قلبي ...و اخوكي هيفضل سندك طول ما ربنا مديني عمر....انا سلمتك لراجل واثق مليووون فالميه انه هيصونك و يحافظ عليكي....هيحطك تاج فوق راسه و هيكمل الي بداته معاكي 


نظر الي ابراهيم ثم اكمل بحب : مش محتاج اوصيه عليكي ...مش هلاقي حد يحبك قده و لا يحافظ عليكي من نفسه قده 

ابعدها برفق ثم كوب وجهها و قال : قومي يا حببتي سلمي علي جوزك و افرحي ...خليني اشوفك جنبه زي ما حلمت بيكي من و انتي صغيره 


هزت راسها بقوه علامه الموافقه دون ان تستطع ان تتفوه بحرف حتي لا تهطل دموعها التي حبستها بشق الانفس 

امسك ابراهيم كفها و ساعدها علي الوقوف ثم مال علي هاشم مقبلا راسه بجلال و قال : طول عمرك سند لينا كلنا مش ليها لوحدها ...و هتفضل كده ياخويا ...ربنا ما يحرمنا من وجودك وسطنا 


بكت الفتيات من ذلك المشهد المؤثر و التي انهته حبيبه و هي تتصنع المزاح : ااايه انتو هتقلبوها نكد بقي ...لاااا بالله عايزين نفرح ....نظرت للثلاث فتيات ثم قالت : عندنا قمرين و شمس في وسطهم خليهم يفرحو بقي...تقصد ملك و امينه و شروق اللتان ستتم خطبتهما اليوم كما امر هاشم 


وقف ابراهيم امامها ينظر لها بعشقا خالص ثم قال : بحبك....نظرت له بعشقا خالص و قالت هامسه : و انا كمان 


نظر جاسر الي امينه و قال : مش كان زمانك مراتي دلوقت بدل ما انا واقف متكتف مش عارف امسك ايدك 

ضحكت بخفه و قالت : كل حاجه في وقتها احلي 


اما شروق فقد لاحظت تجهم وجه حبيبها فقالت برفق : مالك يا محمد شكلك مدايق 

زفر بحنق ثم قال : ابدا يا حببتي ...بس انا كنت راسم لحفل خطوبتنا حاجه تانيه خالص كان نفسي نعمله في فندق كبير ...مش في بيت عيلتك ...شكلي و برستيجي قدام الناس بقي وحش اوي ...كاني طنعان فبكي 


ردت عليه بتعقل حتي ترضيه :  اولا انت عيلتك مش صغيره ...ثانيا انت عارف ظروف هاشم ..ان شاء الله يعمل العمليه و يقف تاني علي رجليه ...وقتها نعمل الفرح مكان ما تحب 


كان حفلا صاخبا ...مبهجا بكل ما تحمله الكلمه من معني ...و بينما كانت ضحي وهبه ينويان التوجه مع باقي الفتيات حتي يشاركوهم تلك الرقصه....وجدت الاولي ايهاب يقطع طريقها وهو يقول بخجل طفيف : انسه ضحي....نظرت له باستغراب فاكمل : ااا...ممكن كلمه 


ابتسمت هبه  لها و قالت : هروح للبنات و ابقي حصليني 

نظرت ضحي له بوجه احمر من الخجل فهي لن يخفي عنها نظرات الاعجاب التي امطرها بها في الفتره السابقه 

اجلي حنجرته ثم قال دون مواربه : انا مبعرفش ....ااااا...بصي انا عايز اتقدملك...تقبلي 


اخفضت نظرها ارضا و لم تستطع الرد عليه فاكمل بجديه : انا معحب بيكي ...و مش حابب فكره اننا نتعرف فالسر ...و لا اخلاقك هتسمح بكده ...و لا انا شايفك كده...حبيت ادخل البيت من بابه و فتره الخطوبه اتعملت للتعارف ...في النور 


احترمت صراحته ...و تقديره لاخلاقها فقالت دون تردد ....تقدر تكلم بابا....و فقط ...انطلقت تجاه الفتيات بجسد مرتعش من فرط الاخجل التي شعرت به ....اما هو ...ابتسم باعجاب يشوبه الحب الذي بدأ يتملك من قلبه 


وقف مؤمن جانب هاشم ثم مال عليه و قال مازحا بوقاحه : بص ناني...الوليه بعد ما اطلقت احلوت و عامله في نفسها عمايل ايه ده يا جدع هو في كده 


لم يكلف نفسه عناء الالتفات لما يشير له اخيه ...نظر له بجديه ثم قال بيقين : كل ده تقليد يا مؤمن ...انا معايه الاصل الي مفيش منه اتنين....لو كنت الاول ممكن اسمح لنفسي ابص لواحده و انا بقول انا ببص بس و مش هاخون حبيبه.....ربنا اداني قلم فوقني ...خلاني افتح عيني ...كأني كنت اعمي ...شوفت و عرفت ان مفيش واحده فالدنيا مهما كانت تستاهل ان ابصلها...و ان الضوفر الي بتطيره حبيبه من صوباع رجلها الصغير برقبتهم كلهم.....انا معايا كنز يا مؤمن و استهال كل الي يجرالي لو ضيعته.....حبيبه متستاهلش مني كده حتي لو بهزار....ربنا يقدرني و اسعدها و احافظ عليها جوه قلبي و عيني .... 


و حبيبتنا لم تترك ابن الجندي للحظه و كأنه محور الكون بالنسبه لها....غابت عنه لبضع دقائق كي تعطي تعليمات لطاقم العمل الذي اتو به لتقديم الضيافه للحضور ....شعرت بالم في ساقيها بسبب ذلك الحذاء ذو الكعب العالي .....نظرت قبالته بابتسامه. حلوه و هي تراه يسلط نظره عليها و كأن المكان خالي الا منها... 


.اتجهت ناحيته و بمنتهي الجرأه دون ان تهتم بمن حولها...جلست فوق ساقيه و هي تقول بنزق : يخربيت الكعب العالي عالي عايز يلبسه...ماله الكوتشي كفر يعني 


ضحك بصخب وهو يلف زراعه حول خصرها ثم قال : مش انتي الي صممتي يا حبيبي مع ان قولتلك هيتعبك 

ردت عليه بغيظ من حالها : تقول ايه في دماغي الي عايزه الكسر ...حبيت اتعايق بلا خيبه 


بينما كان يضحك علي ردودها وجدها تنظر للثلاث و هم يرقصون تلك الرقصه الهادئه ...قالت بفرحه حقيقيه : شكلهم حلو اوي يا هاشم...ربنا يسعدهم 


ضغط علي خصرها بتملك ثم قال : تحبي ترقصي 

نظرت له بلمعه وقحه يعلمها جيدا ثم مالت علي اذنه و قالت بجرأه : احنا بردو ينفع معانا الرقص المايع ده...محضرتلك بدله رقص جديده و هنقضيها بلدي للصبح 


ضمها بقوه و هو يضحك بفرحه ملأت قلبه ...و لما لا ...ففي الشهور الماضيه فعلت كل ما بوسعها حتي تسعده ...ملات حياته بهجه و جنون...لدرجه انه تحول علي يديها الي شهريار ....جعلته يراها كل يوما بشكلا جديد.....لدرجه انه احب عجزه الذي هو عليه من فرط الدلال الذي حصل عليه 


و في خضم تلك المشاعر التي تأججت بينهما ...أتي عليهما رجلا و امرأه فاتنه ...وقف ينظران اليه بشماته 


بعد ان القيا عبارات السلام البارده ...و لم تتحرك حبيبه من مكانها ...اشتاطت غضبا من تلك النظرات ...و لكن ما أجج غضبها حقا حينما سمعت تلك الحرباء تقول : انا زعلانه عليك اوووي يا هاشم بيه...معقول بعد ما كنت كل يوم في مكان ...تبقي مشلول علي كرسي بعجل ....معلش ربنا يشفيك 


شعرت بتصلب جسده فردت سريعا : ان شاء الله هيشفيه ...قريب اوي ...الحمد لله انها جت علي قد كده يا مدام ...محدش ضامن ايه الي ممكن يحصله في ثانيه ...ندرت لها بقوه ثم اكملت : يعني ممكن و انتي بتولعي السيجاره الي مش بتسبيها من ايدك....بقدره قادر النار تولع فالفستان الصغنن ده ...و هووووب جسمك الي بتتباهي بيه يتشوه ...حتي دكاتره التجميل مش هيعرفه يعالجوكي ....ابتسمت بكيد و هي تكمل : بعد الشر يعني ...انا بس بضرب مثل للقدر مش اكتر 


جزت علي اسنانها بغيظ ...و اراد ذلك الشبيه بالرجال ان ياخذ حق زوجته فقال بلباقه شامته : فعلا محدش ضامن حاجه...بس حقيقي خساره ان واحد زي هاشم يبقي عاجز بعد ما كان بيهد الدنيا و الكل بعمله الف حساب ...خساره 


ردت عليه بغضبا جم : كان و ما زال ...لدرجه انه و هو علي كرسيه ده بيحرك السوق كله باشاره من صباعه الصغير ... 


نظر هاشم بغضب ثم قال بهدوء خطر : هاشم الجندي مش محتاج يقف علي رجليه عشان يهد الدنيا....بكره الصبح هتشوف بعنيك انا هقدر اعمل ايه....و انا علي كرسي بعجل 


بينما اصفر وجه الرجل رعبا من ذلك التهديد ...نظر هو الي حبيبته و قال بعشق : يلا يا حبيبي نرقص معاهم 

ضغط فوق احد الازرار الجانبيه تحرك علي اثرها المقعد تجاه الساحه المخصصه للرقص ....ابتعد الجميع مفسحين له المجال و هم ينظرون له بزهول ....ضاع سريعا و تحول الي فرحه حقيقيه حينما وجده يحرك المقعد للامام ثم الخلف ثم يدور به عدت مرات ...و كأنه يراقصها حقا 


امتلأ المكان بضحاتها السعيده و التي خرجت من اعماق قلبها ...ليس لما يحدث بل المعني اعمق من ذلك....هاشم الجندي لا يخجل من عجزه....بل يثبت للعالم اجمع ان مهما مر عليه من صعاب...حتي لو كان جسده حبيس علي مقعد متحرك....سيظل شامخا شموخ الجبال...هيبته تذداد و كأنه جالس فوق عرشا ذهبي ....و تلك الاصيله هي دره التاج الذي وضعه فوق راسه 


انتهي الحفل الصاخب و الجميع شعر بالفرحه التي تغمر قلبه ....ذهب الحضور تباعا الي ان بقي فقط أل الجندي 


استعد ابراهيم لحمل ملاكه كي يطير بها الي جنتهم ....الا ان نداء هاشم باسمه منعه من ذلك 

التف ينظر له باستفهام ...وجد علامات غيره الاخ و الاب جليه علي ملامحه ...و لكن ما جعله يصدم حقا حينما سمعه يقول بامر : ...اهدي شويه هااااااا ....اليت صغيره و مش فاهمه حاجه...و لو خايفه سيبها براحتها الدنيا مش هتطير 


نظر له بزهول ثم قال بغلب : بعد صبر السنين جاي تقولي كده...و انهاااااارده....بص متشغلش بالك انت 

هاشم بغضب : هحلف عليك ابتها في اوضتها القديمه ...لم نفسك ياض 


كان الجميع ينظرون له بزهول و يكتمون ضحكاتهم بشق الانفس ....نظر ابراهيم لحبيبه باستنجاد 


ابتسمت بخبث ثم قالت : عندك حق يا اتش ....كوكا شكلها خايفه انا من رأي تبات في اوضتها القديمه انهارده 

انصدم الجميع مما قيل و ابتسم هاشم باتساع ...و لكن خبئت تلك البسمه سريعا و تحولت لصدمه حينما اكملت بمكر : و انا هبات معاها عشان اطمنها 


صرخ بسرعه : لاااااااا....اجلي حنجرته باحراج ثم اكمل : شيل مراتك يا عم ربنا يرزقكم. بالخلف الصالح....الله يحليها في عين شاريها 

مظر لتلك الماكره ثم اكمل : تعالي سوقي بيا عشان تعبت و عايز ارتاح 


توجهت له ثم وقفت خلف المقعد و بدات تتحرك به تجاه المصعد الداخلي و الذي طلبت منهم تركيبه خصيصا له....حينما اقترحو عليها ان تكون غرفتهم بالاسفل ...لم ترد ان تجعله يشعر بالاختلاف...رفضت و اقترحت فكره المصعد التي لاقت استحسان الجميع 


بمجرد ان دلف ابراهيم جناحه وهو يحمل تلك الملاك التي كادت ان تنصهر خجلا مما حدث و سيحدث.....انزلها برفقا بالغ ....لف يده حول خصرها باحكام ثم نظر لها و قال و هويملس علي وجهها : اخيرااا يا ملاكي ...مش قادر اصدق نفسي 


ندرت له بعشق ثم قالت : لا صدق يا حبيبي ...احنا مع بعض ...ديما باذن الله....مال عليها مقتنصا ثغرها في قبله جامحه ..لم يستطع السيطره علي حاله حينما حملها كي يتجه بها الي الفراش ...ضاربا عرض الحائط بكل وعوده التي اتخذها علي نفسه...ان يتمهل معها و ياخذها برفق 


حاولت عده مرات ان تبعده حتي نجحت...فاق سريعا و قال : اسف ....بس مش قادر اصبر يا كوكا 

ابتسمت بخجل ثم قالت : انا بس حابه نصلي الاول يا حبيبي ....خلينا نبدا حياتنا بالصلاه و شكر ربنا علي نعمه الي مغرقانه 


ضمها بعشقا خالص ثم قال : عندك حق ...قبل راسها باجلال ثم قال : هأم بيكي فالصلاه و هدعي ربنا يحفظك ليا و يرزقني منك بعيال شبهك يا احلي و اجمل ملاك خلقه ربنا 


هنا حقا....سأصمت ليس قليلا بل نهائيا....تلك الرقيقه أستحي قلمي ان يصف ليلتها ....شعرت ان لها هاله ملائيكيه تجبرك علي اجلال لحظاتها الخاصه ...حتي انتم لن اسمح لكم بتخيلها 


دعوها في فقاعتها الورديه و لننتقل الي القناص و السارقه. ..فهما يمتلكان من الوقاحه ما تجعلنا نري ما يفعلون دون ان يأنبنا ضميرنا علي ذلك 


بعد ان ساعدته في التخلص من ثيابه و الجلوس فوق الفراش وهو يرتدي لباسه الداخلي فقط كما يفضل ....تركته و اختفت داخل غرفه الثياب 


و بعد مرور بعض الوقت الذي قضاه يتلظي فوق جمر الاشتياق الذي لا ينضب ....فغر فاه حينما وجدها تخرج له مرتديه بدله رقص اقل ما يقال عنها ....فاجره 


عض شفته السفلي و قال بغيظ هائج : من وقت الي حصل ...اول مره اكره اني مشلول....كل الجمال ده قدامي و انا عاجز اني اروحله لحد عنده 


ابتسمت بعشقا خالص و هي تتحرك تجاهه بدلال....جلست علي حافه الفراش ثم مالت لتقبل ساقه ....اعتدلت و نظرت له بعيون تصرخ بالعشق و قالت : كل الجمال ده ملكك لوحدك يا حبيبي....مش محتاج تتحرك عشان تلمسه....انا كلي تحت رجليك 


كوب وجهها بجنون و هو يتطلع لها بعيون جائعه ثم قال بحروف شيدت من اجلها فقط : انتي تاج راسي يا فراوله....نعمه ربنا الي انعم عليا بيها عشان يرجعني لطريقه.....مفيش كلام اقدر اوفبكي حقك بيه ...و مهما عملت عمري ما هقدر احس اني وفيتك حقك يا احسن حاجه حصلتلي في حياتي 


ملست علي صدره ثم قالت : وجودك في حياتي كفايه يا حبيبي ...ده في حد ذاته مكافأه ليا ...وضعت قبله محمومه فوق خافقه الذي ينبض بجنون ثم قالت مع غمزه شقيه من عينها : مش هنضيع الليله فالكلام.... 


اعقبت قولها بسحب الهاتف من جانبه....عبثت به قليلا الي ان اتت بموسيقي راقصه ....ضغط زر التشغيل ثم وقفت امامه تتراقص بحرفيه و دلال اهلكه 


تمني حقا ان يكون قادرا علي الوقوف كي يشاركها تلك الرقصه الماجنه ...و لكن ثمره الفراوله الناضجه لن تترك حبيبها يتمنهي شيئا 


اقتربت بغنج تجاهه ثم صعدت فوق الفراش جالسه علي ركبتيه حول ساقيه....اكملت رقصتها علي تلك الحال....شاركها قليلا بيده و التي تحركت فالهواء قليلا و لكنه لم يحتما اهتزاز نهديها باغواء 


مد يده ليس ليعتصرهم...بل ليخرجهم من مخبأهم ثم يسحبها منهما ليقوم بالتهام حلمتها بجنون....و الفراوله تأن و تتاوه بفجور بعدما جلست فوق رجولته التي تضخمت بهياج الهبه 


ابعدته بصعوبه بعدما ادمي نهديها باسنانه ثم بمنتهي البطيء الهائج ...خلعت عنها كل ما ترتديه و هي تعود للخلف الي ان ابتعدت عن نصفه السفلي و قامت بازاحه ما يرتديه 


امسكت رجولته تملس عليها باغواء و عيناها تصرح له بما تنتويه...مالت عليها كي يضاجها في فمها الذي يعشق تلك الخركه ....مما جعله يزمجر بخشونه و يضغط علي راسها بقوه كي تسرع من حركتها 


لم يقوي علي الانتظار ...سحبها سريعا جاعلها تجلس فوق رجولته التي اخترقتها بهياج وهو يصرخ قائلا بجنون : اااااتحركي بسررررعه....مش قادره يا فراوله 


و هل يعتقد انها كانت تقوي علي تحمل احتياجها له ...او تنتظر منه ان يطلب ذلك....بالطبع لا....كان داخلها عشقا و احتياج يجعلها تريد اداخله كله بداخلها لا جزءا منه فقط 


كانا يمارسان العلاقه بجنون...بهوس... 

باحتياج كلا منهما للاخر ....عشقهما كان هو الاداه المتحكمه في تحريك جسديهما الذي عزف كلا منهما للاخر اروع مقطوعه عشق 


بعد. ان انتهيا ....ارتمت فوق صدره و هي علي نفس وضعها ...قبلت صدره....صم راسها و قبلها بامتنان 

نطقا معا و كأنهما علي اتفاقا مسبق 


بعشقك 


انتظروووني


الاخير

السارقه البريئه 


بعد الصبر جبر....وبعد الشده فرج و فرحه كبيره ..تنسينا كل الهم الي عيشناه


تابعها باعين لامعه و ابتسامه يحاول مدارتها حتي لا يذيد غضبها المتصاعد و هي تجهز له حقيبه سفر صغيره ...و لكنها حولتها لكيسا للملاكمه ….فقد كانت تضع داخلها الثياب الخاصه به بطريقه عصبيه...لدرجه انه لم يتمالك حاله حينما قال : براحه يا فراوله ...الهدوم ذنبها ايه بس كده هتتكرمش


نظرت له بغيظ يشوبه الحزن ثم قالت : كل الي همك كرمشت الهدوم...مش هامك قهرتي يابن الجندي


تحرك بمقعده المتحرك تجاهها ثم سحبها من يدها لتجلس فوق ساقيه ....لف زراعه حول خصرها ثم قال بعشق : سلامتك من القهره يا قلب ابن الجندي و روحه


ملس علي وجنتها بحنان ثم اكمل : مالك يا فراوله ايه الي مزعلك بس 

ردت عليه بعيون لامعه من الدموع : زعلانه عشان عايز تسافر ...يعني مش قادر تصبر ..فاضل شهرين و تعمل العمليه باذن الله وقتها ابقي اشتغل براحتك


ابتسم برفق و قال : يا حبيبي فين السفر بس...انا رايح اسكندريه ...بقالي ست شهور قاعد فالبيت مزقتيش


نظرت له بعشق و قالت : و لو العمر كله عمري ما ازهق منك...دانا شايله هم لما ترجع شغلك باذن الله هعمل ايه و انت طول اليوم بره....نظرت له برجاء ثم اكملت : عشان خاطري يا هاشم بلاش السفر ده ...ابراهيم يتصرف مش لازم انت يعني


قبلها بسطحيه ثم قال : ابراهيم اتسحل الفتره الي فاتت ...ده متجوز من شهرين ماخدتش اجازه غير اسبوع...و بعدين يا حبيبي انا شرحتلك الوضع....الصفقه ده مهمه و الالمان طريقه التعامل معاهم صعبه و لا هو و لا مؤمن هيعرفو يسلكو معاهم


حبيبه : طب ليه هتقعد اسبوعين...كتير يا هاشم

هاشم : لسه هنتفق و هيعملو جوله فالمواقع ...و بعدها نتفاوض عالسعر ...لو قدرت اخلص قبل كده هرجعلك علي طول و الله...هكلمك طول اليوم فالفون انا اصلا مقدرش ابعد عنك يا فراوله


كوبت وجهه باشتياق ملأ كيانها من قبل حتي ان يغيب عنها ثم قالت بنبره تقطر عشقا : مش بطمن غير و انا سامعه صوت نفسك جنبي يا هاشم....دانا لما بتنام بفضل كل شويه اصحي اطمن انك جنبي....بدفن نفسي فحضنك عشان اسمع دقات قلبك ...وقتها بس بحس اني عايشه


تطلع لملامحها العاشقه ثم بمنتهي الرفق الجامح...التقم شفتيها في قبله مليئه بالعشق و الامتنان ثم فصلها و قال بوعد : مش هتاخر ...اوعدك باذن الله مش هتاخر....بس خديلي بالك من نفسك ...اكمل بغيره : و الواد حكم ابن الكلب ده خليه مع الداده ...بلاش يفضل لازق فيكي كده


انطلقت ضحكاتها الصاخبه علي غيرته من ولده ثم قالت بشقاوه : بتغير من ابنك يا اتش ده حتي شبهك

رد عليها بغيظ : بحس انه بيغظني و ربنا ...و بعدين الواد ده مش نازلي من زور ...كل ما اشوفه افتكر اني نمت و قومت لقتني اب ...ااااايه ده


ردت عليه بغيظ يشوبه الغيره هو ايضا : يا سلاااام ...حكم بيفكرك بكده...و الكونتيسه عشق...عشق ابن الجندي عادي مش بتفكرك بمأساتك يا اتش


ضمها بتملك ثم قال بصدق : دي عشق ابن الجندي....عشقي الي بثبتلي انه معايه اجمل و اجدع و اروع ست ربنا خلقها....انتي عارفه ان اقصدك انتي بالكلمه دي


وكزته بدلال يعشقه منها ثم قالت : مانا عارفه بس بحب اسمعها منك ...اكملت بغيره : و عشان اتاكد انوالبت دي مش هتاخدك مني


ضحك بصخب ثم قال : دي بنتك علي فكره ...امال لو ربنا كرمنا و خلفتي بنت كمان هتعملي ايه..هتتبري منهم


ردت عليه بغيظ : لا ان شاء الله اخلف ولاد ...كفايه عليا ضره واحده ...مش هستحمل انا اكتر من كده


بعد مرور اسبوعا علي غيابه ...كانت تجلس مع الفتيات و هي تحاول الاتصال به و لكن هاتفه مغلق


زفرت بحنق ثم قالت بقلق بالغ : انا كده قلقت ...مش معقول تلت ساعات الفون مقفول

نظرت لملك ثم قالت : كوكا جربي علي فون ابراهيم كده يمكن فتحه


ملك : مقفول برده و الله يا بيبو ...اكيد لسه فالاجتماع

اخفضت امل عيناه ارضا و هي تحاول الا تظهر قلقها امامهم...فهي تعلم ما يحدث معهم الان

تذكرت الحاحها علي زوجها كي يقول لها ما يخبأه حينما قرر هو الاخر الذهاب الي الاسكندريه كما زعمو بالامس


فلاش باااااااك

____________


كان يرتدي ثيابه بعجاله امام نظراتها المشككه فيما قاله لها عن ضروره ذهابه الي اخويه لامرا يخص العمل


وقغت قبالته و قالت : مؤمن ....انت متوتر ليه كده...ضيقت عيناها ثم اكملت : انت مخبي عليا ايه

زاغ ببصره ثم قال : هااا ...هخبي ايه بس يا حببتي ...مش متوتر و لا حاجه انا بس اتاخرت


مثلت امل الغضب كي توقعه في فخها ...حينما قالت بخبث : مؤؤؤؤمن...انت رايح تخوني...شكلك بيقول كده

ارتعش جسده رعبا و قال سريعا : اقسم بالله. ابداااا ....ده هاشم هيعمل العمليه الصبح بس مش عايز حد يعرف


كادت ان تبتسم علي نجاح خطتها و لكنها صدمت مما قيل ...سألته بزهول و قلق : عمليه ايه....مش لسه علي معادها شهرين....احكيلي و انا اقسملك مش هقول لحد حاجه....بس طمني بالله عليك


زفر بحنق من تسرعه....جلس بهم فوق الفراش ثم قال : هاشم اتفق مع الدكتور يقول ميعاد غلط....برغم ان الدكاتره طمنوه علي نجاح العمليه بس هو قلقان


و طبعا ابراهيم خاف علي ملك لو عرفت انه هيتبرع لهاشم بخللايا جزعيه....اتفقو مع بعض يخبو الحكايه و يقولو انهم مسافرين اسكندريه عشان الصفقه و كده...


امل بخوف : بس دي عمليه كبيره...ازاي منكونش معاكم 

مؤمن : هاشم خايف زي ما قولتلك و مش عايز حبيبه تتعشم....قال يا اما هيرجعلها و هو واقف علي رجليه...يا اما لا قدر الله لو فشلت ...هيشوف بقي وقتها هيعمل ايه...هو كل همه انها متتعبش معاه اكتر من كده....و عارف ان وقت العمليه هتبقي مرعوبه


باااااااااك

_________


اشفقت عليها من ذلك الرعب الذي تملك منها فقالت كذبا : مؤمن بعتلي رساله

انتفضت من مجلسها و قالت باهتمام : قالك ايه


امل : لسه فالاجتماع ...الجماعه الالمان مطلعين عنيهم ...اول ما هيخلصو هيكلمونا


وضعت يدها فوق خافقها و قالت : الحمد لله ...ربنا يطمن قلبك يا امل زي ما طمنتيني


اما علي الجهه الاخري فقد كان يقف مؤمن و معه اليه امام غرفه العمليات التي يقبع داخلها ابراهيم و هاشم منذ خمس ساعات بقلقا بالغ....يدعون الله و يتوسلون اليه ان يخرجهما سالمين


و قد سمع الله دعائهما ...حينما انفتح الباب و خرج منه مجموعه من الاطباء و خلفهم مجموعه من الممرضات يجرو فراشان ممدد فوقهما الاثنان و هما ما زالا تحت تأثير المخدر


انطلق اليهم الاثنان و قال نصار بلهفه : طمني يا دكتور

ابتسم الطبيب ببشاشه ثم قال : الحمد لله العمليه نجحت ...احنا بس هننتظر افاقته من البنج عشان نطمن اكتر

مؤمن : و ابراهيم...مفيش اي خطر او تأثير عليه

الطبيب : لا خالص 

لهثا اثنتيهم بالحمد و الشكرثم اتجها معا نحو الغرفه التي سيقيمون فيها 


بعد مرور بعض الوقت افاق الاخوين و بعدان فحصهم الاطباء ...اطمانو علي حالتهم

جائت اللحظه الحاسمه...حينما وجه الطبيب ابره الي قدم هاشم ثم وخذه بها كي يتاكد من انه سيشعر بها...و بمجرد ان لمسته سحب قدمه سريعا كرده فعل طبيعيه


ابتسم الطبيب باتساع ثم قال : حمد الله علي السلامه يا هاشم بيه

فرح الجميع بهذا الخبر ...انا هو نظر الي الاعلي و قال : اللهم لك الحمد


مر اسبوعا اخر و علي حد علمها انه بقي يومان و ينهي عمله ليعود لها

كان الوضع في بهو السرايا حقا مبهج....فقد اكتشفت امل و ملك و معهم حبيبه حملهم في نفس اليوم بعدما اجرو اختبارا منزلي اثبت ذلك


ملك بفرحه : انا مش مصدقه نفسي و الله ...ابراهيم هيفرح اووووي

امل : انا مردتش اقول لمؤمن لما كلمني ...هههههه عايزه اشوف رد فعله لما يعرف


نورا : الحمد لله يا بنات ربنا يكملكم علي خير 

الجد بفرحه عارمه : اكتر واحد هيفرح هاشم....اول مره هيسمع الخبر ده. ....قبل كده نام و صحي لقي نفسه اب لعيلين


ضحك الجميع بصخب و قالت حبيبه بسعاده طغت علي محياها : انا اكتر واحده متحمسه ان اشوف رده فعله لما يعرف....يا لهووووي ابن الجندي ممكن يغمي عليه


و من بين ضحكاتهم ....سمعت صوته و هو يقول : هيغمي علي ابن الجندي ليه يا فراوله


انتفضت من مجلسها و كادت ان ترد عليه الا انها وقفت متصنمه مكانها حينما راته واقفا علي قدميه....و يجاوره مؤمن و ابراهيم 


و برغم صدمتهم من تلك المفاجأه الا انهم احترمو تلك اللحظه و لم يتفوه احدا بحرف...بل وقفو بتأهب و فضول لمعرفه رده فعلها علي تلك المفاجأه الساره


تقدم منها بتمهل و هو ينظر لدموعها التي هبطت بغزاره ....وقف امامها ثم بدأ يمسحها بحنو و هو يقول : مالك يا فراوله....بتعيطي ليه يا حبيبي


تطلعت له بزهول و هي تدور بعيناها علي ملامحه ثم قدميه الواقف عليهما....حاولت عدت مرات ان تتحدث و لكنها فشلت ....فرحتها و زهولها الجمت لسانها....بل جعلت جسدها كله يتخشب


هز راسه بسرعه و هو يقول بعد ان كوب وجهها و عيونه ايضا امتلأت بالدموع : ايوه يا فراوله....انا واقف علي رجلي...الي شيفاه بعنيكي صدقيه.....ابن الجندي وقف تاني ....و بعد فضل ربنا و كرمه عليه....انتي صاحبه الفضل ده....من غيرك كان زماني حابس نفسي في اوضه ضلمه.....كان زماني عايش في سواد


بس انتي لونتي الدنيا بحبك....و حولتي عجزي لنعمه كبيره فضلت اشكر ربنا عليها

لم تتفوه بحرف...بل القت نفسها فوق صدره و ضمته بجنون بعدان لفت زراعيها حول عنقه


بكت بقوه و هي تقول : كان لازم اكون جنبك...ليه ضحكت عليا

لف زراعيه حول خصرها ثم رفعها و دار بها ببهجه و هو يقول : عشان اقولك بعشقك يا فراااااوله...افرحي بقي يا بت ...حبيبك رجعلك


ضربته بقبضتها فوق ظهره و هي تضحك بجنون وسط دموعها الغزيره و هي تقول : حمد الله عالسلامه يا قلب الفراوله و عمرها


بكي الجميع علي هذا المشهد المؤثر ...انزلها برفق فوجد الجد يتقدم منهما ...قال من بين بكائه : محدش رجعك غيرها يابن الجندي ....حطها فعنيك بنت الاصول الغاليه ...


نظر لها و قال بنبره تقطر عشقا : انا حاتطها فقلبي يا جدي ....حببتي و قلبي و سندي 


بارك له الجميع بفرحه عارمه و بعد قليل من الوقت قال هاشم : بكره باذن الله هنعمل حفله ....بمناسبه نجاح العمليه


حبيبه : يا حبيبي طب اصبر يومين تكون ارتحت

هاشم : اصل همضي عقود صفقه المانيا بالمره بدل ما كل يوم اعمل حفله ...خلينا نفوق لدنيتنا بقي


فاليوم التالي كان قصر الجندي يتجهز لاكبر احتفال حدث يوما....من يري كل تلك التجهيزات يعتقد ان احد الرؤساء سوف يكون ضيف شرف الليله....و لكن كان السبب اهم بكثير من ذلك


دلفت امل جناح حبيبه و هي تقول : لسه كتير يا بيبو

ردت عليها بنزق و هي تجلس علي مقعد و خلفها فتاه تمشط شعرها و اخري تهتم باظافرها : و الله ما عارفه ...اسألي الفريق الي اخوكي باعتهملي من الصبح


كتمت امل ابتسامتها بصعوبه ثم قالت : يا حببتي مانتي نجمه الحفله انهارده ...مش انتي مراته و هتبقي واقفه تستقبلي الضيوف معاه


حبيبه : مقولتش حاجه بس حاسه ان الوضع اوفر اوووي ...و كمان مش عارفه هلبس ايه ...قالي هيبعتلي فستان و لسه موصلش....ده غير انه مختفي من الصبح 


بعد ان انتهت من زينتها جلست بحنق ...تشعر ان الامر مريب....يوجد خطبا ما الجميع يخفيه عنها....حتي دينا التي حضرت لاول مره منذ الصباح الباكر تتهرب منها 


و في خضم افكارها المتشابكه....وجدت الفتيات و معهم نورا و دينا يدلفون عليها ....و كانت امل و و ملك يحملان حقيبه ضخمه بينهما


نظرت لهم بعدم فهم و استغراب ثم قالت : مالكم بتبصولي كده ليه....ايه الكيس ده كله يا امل

ابتسمت لها باتساع ثم نظرت لشروق و امينه كي يساعداها و هي تفتح سحاب الحقيبه و تقول : ده فستان فرحك يا قلب امل


شهقت بقوه ثم وضعت يدها فوق ثغرها ....نظرت بزهول لذلك الثوب المبهر الذي ملأ حيزا كبيرا امامها....تطلعت اليهم جميعا و هي تقول باختناق : كلكم كنتو عارفين و خبيتو عليا....نظرت لاختها بلوم ثم اكملت : حتي انتي يا دينا ...اول مره تخبي عليا حاجه....عشان كده بتهربي مني طول اليوم


دينا بسعاده : كنت هموووت و اقولك بس هما فضلو مراقبني طول اليوم و الله

حبيبه : انا مش فاهمه حاجه بجد.....انا عمري ما طلبت من هاشم نعمل فرح و لا فكرت فكده اصلاااا


تقدمت منها نورا ثم ربتت علي يدها بحنو و قالت : كان حابب يفرحك ...حتي لو مطلبتيش و لا فكرتي....الفستان الابيض حلم كل بنت يا بيبو....قالي يا عمتو انا اخدت عهد علي نفسي قدام ربنا ان اعيش عشان افرحها و بس....و معتقدش ان هيكون في حاجه تفرحك قد الفستان ده يا حببتي


تذينت ....اصبحت احلي عروس....شعرت انها ملكه متوجه....قلبها يخفق بشده و هي تتأبط زراع الجد من ناحيه ...و الاخري زراع فوزي زوج اختها الغاليه


اما حبيبها الذي كان مبهورا بطلتها التي لا يجد لها وصفا ...خاصا مع ارتدائها الحجاب الذي ما زادها الا بهائا


حينما وصلت قبالته كانت تتوقع ان يحتضنها....يقبلها...اي شيء الا ان....يركع امامها

هبط بجسده الي الاسفل ليجلس علي احدي ركبتيه و يثني الاخري


امسك كفها و قبله امام الجميع باجلال ثم نظر لها و قال بحروف صنعت من عشقا احتل كيانه : حبيبه....حببتي....و روحي و قلبي....الي سرقته مني من غير ما احس


كنت متخيل الاول انها مجرد نزوه....بعدها بشويه قولت جواز عادي ....بعدها بشويه لقتني مش شايف غيرك


فضلتي تسرقيني واحده واحده ...لحد ما ملكتيني

بس بردو كان جوايا شك في نفسي ....كنت خايف مكنش مخلص ...و كنت هلاقي الف مبرر للخيانه


ناس كتير استغربت من جوازنا ....و الاكتر لاموني ....الي قال اتجوز بنت وزير و و و و 

ميعرفوش انك حوريه ربنا بعتهالي من الجنه....عشان تطهرني من وساختي الي كنت غرقان فيها.....تداويني من وجعي و انا عاجز


تحسسني ان مفيش راجل غيري فالدنيا حتي و انا قاعد عاجز علي كرسي بعجل.....شيلتيني و اتحملتي غضبي و عصبيتي و قهرتي علي نفسي....من غير ما تكلي و لا تملي....و لا حتي فكرتي تشتكي مني او تزعلي


مهما اتكلمت او حاولت اشرحلك الي حاسه مش هوفيكي حقك.....قبل كفها مره اخري و اكمل دون خجل : حتي و انا راكع تحت رجلك قدام العالم كله و بقولك بعشقك....حاسس ان بردو مش كفايه .....قوليلي اعمل ايه 


جلست امامه ارضا ....كوبت وجهه و قالت من بين دموعها الغزيره و قلبها ينبض بجنون : تفضل منور حياتي و بس يابن الجندي.....انا معملتش حاجه استحق عليها كل ده......هقولهالك تاني قدام العالم.....انا بطمن بس لما بسمع صوت نفسك....و محستش اني عايشه غير و انا سامعه نبض قلبك


لو عضم في قفه...هشيلك جوه عيوني و اغطيك برموشي....انا حبيت هاشم ابو قلب دهب ....من غير القاب ...و لو ربنا اداني عمرين علي عمري ...مش هضيع لحظه فيهم بعيد عنك


بعشقك يا قلب الفراوله....التقفها امام الجميع ...وقف بها ثم حملها و دار بها و هو يصرخ بجنون : بعشقك يا قلب ابن الجندي


بعد مرور عده اشهر علي قدر ما تذوق فيهم طعم السعاده....علي قدر ما كاد يصيبه الجنون من تصرفاتها الحمقاء و هرمونات حملها التي ازاقته الامرين


كانت تتجه الي الخارج و هي تبحث عن شيئا ما داخل حقيبه يدها ...اوقفها الجد حينما سالها باهتمام : رايحه فين يا بيبو ...دانتي مش قادره تمشي


نظرت له بغيظ و قبل ان ترد عليه قالت نورا بضحك : اكيد رايحه تعمل كبسه علي هاشم فالشركه صح

الجد بعتاب : هاشم اتغير يا بيبو ...انتي عندك شك انه ممكن يخونك


ردت عليه بيقين : لاااا طبعا و لا ذره شك واحده.....بس انا شاكه في شياطين الانس الي بتحوم حواليه....عايزه اعرفهم بس ان انا مش هسمحلهم يقربو منه


نورا بضحك صاخب : دي مجنده مي السكرتيره تبلغها بكل مواعيد الستات....و مهدده جاسر لو قال لهاشم انها رايحه هناك هتخلي امينه تاجل الجواز


دلفت الي مكتب السكرتاريه وجدت تلك المسكينه تقف لترحب بها و تقول بعدها برعب : يا بيبو انا هترفد و ربنا بسببك....مش معقول صدفه يعني ان كل ميعاد لواحده ست تكوني موجوده


ردت عليها بقوه : متخافيش يا بت و اجمدي كده انا معاكي....المهم الصفرا وصلت و لا لسه

مي : مانا قولتلك فالفون وصلت من عشر دقايق

زفرت بحنق ثم قالت بغيره : بردو كتير ....كنتي عطلتيها لحد ما اوصل.....اعقبت قولها بالتوجه سريعا رغم بطنها المنتفخه تجاه مكتب ذلك المغلوب علي امره


انتفض هاشم من مجلسه هو و من تجلس امامه بزعر حينما انفتح عليهما الباب بقوه

اغمض عينه كي يتحكم في غيظه من جنونها ثم حاول الابتسام و هو يقول : اهلا يا حبيبي تعالي


انتفخ صدرها بغرور و هي تتوجه اليه و تنظر الي تلك المستشيطه غضبا بمكر و تقييم

بمجرد ان وقفت قبالته احتضنته بشده ثم ابتعدت قليلا و قالت بدلال لتؤثر عليه و تمتص غضبه الذي شعرت به : وحشتني يا قلب حبيبك.....ملست علي بطنها و اكملت : كنت رايحه اشتري لبس للولاد قولت اعدي اطمن عليك


وقفت المرأه بغيظ ثم قالت : واضح انك مشغول يا هاشم بيه ...ناجل كلامنا لوقت تاني

قبل ان يرد عليها وجد تلك الشرسه تقول بكيد : لا مش مشغول....نظرت له بتهديد الا يعترض عليها ثم اكملت : تقدرو تكملو شغلكم عادي و انا موجوده....و لا هعطلك


بعد مرور نصف ساعه غادرت المرأه ....نظر لها بغضب ثم قال : اقدر اعرف اخره جنانك ده ايه....كل شويه هتخرجي من غير أذني و تيجي الشركه كأنك هتقفشيني مع واحده


لمعت عيناها بدموع كاذبه و هي تجلس علي حافه المكتب ثم قالت بحزن مصطنع : انا يا هااااشم....يعني انت زعلان عشان بتوحشني و برغم تعبي فالحمل بحب اعملك مفاجأه....انت خلاص مبقتش تحبني


يعلم الاعيب تلك الماكره....فهي تستغل عشقه لها و حملها الكارثي فالتأثير عليه....و كما يفعل في كل مره يحدث فيه هذا الحوار...يخضع لمكرها بكامل ارادته


ضمها بحب و قال : لا يا حبيبي مش غلطانه...تيجي تنوريني في اي وقت...بس انا خايف عليكي تتعبي

عبثت في شعيرات صدره الظاهره ثم قالت بدلال : لا مش بتعب و انا معاك


لمع الخبث داخل عيناه ثم ملس عليها بفجور و هو يقول : طب كويس عشان عيالي وحشوني و عايز اطمن عليهم


ضحكت بغنج ثم قالت : فالمكتب يا اتش

اعتصر نهديها و قال : يعني هي اول مره يا قلب الاتش


بعد مرور عشرون عاما....كان الجميع يجلس في بهو القصر و لكن دون الجد الذي توفاه الله منذ عده سنوات


هبط شاب نسخه من هاشم الجندي فوق الدرج و هو يصرخ بغيظ : يا مامااااااااا ....فين التي شرت الذيتي...قلبت عليه الدرسينج روم مش لاقيه


كان قد وصل قبالتها فوجدها تخلع خفها و تلوح به ناحيته و هي تقول بغيظ : انتت يا بغل انت ...مش نبهت عليك الف مره متقولش يا ماما


حكم بغيظ : مش موضوعنا فين التي شرت

ردت عليه بغضب : لااااا موضوعنا ...مش عيب عليكم لما تبقو تلت شحوطا و تقولولي يا ماما....نظرت لءلك الباسم بشماته جانبها ثم اكملت بغيره لم تتخلي عنها : انت مش بتشوف مقصوفه الرقبه عشق و هي بتدلع ابوك


اكملت و هي تقلد ابنتها بغيظ ؛ انت حبيبي يا اتش...انت لسه صغير...صحباتي هيتجننه عليك

ضحك الجميع عليها و قال لها هاشم بغرور : طب ما دي حقيقه فعلا


مالت تلك الرقيقه شبيه امها علي ابنه عمها و قالت بحزن : تلاقيه رايح يقابل البنت الي لسه متعرف عليها جديد .....ساااافل

همست لها الاخري بمواساه : سيبك منه و لا تعبريه ...انا لو منك توافقي علي حازم و تغيظيه


زفرت بحنق ثم قالت : يا ريت كان بايدي ...بس قلبي المهزأ مش هاين عليه و الله


دلف عليهما اعصارا غاشم

كان عمر ذلك الشاب اليافع ذو الخمس و عشرون عاما ...يجر تلك المدلله من زراعها و يتقدم ناحيه ابيها 


انتفض هاشم من مجلسه غضبا من ذلك المشهد و قال : في ااااايه يااااض ماسك البت كده ليه ...هي قدك يا بغل انت 


عمر بغضب : ااااااه قدي 

قلدت عشق احدي فتيات التيك التوك التي اشتهرت فالاونه الاخيره و هي تقول بتبجح : ااااااااااه

فالشارع الي ورااااه....دانا هعملك محضر ابن فاجره دلوقت


هزها بقوه و هو يقول بغضب : انا مش نبهت عليكي متتابعيش البت دي تااااااني

عشق بجرأه نابعه من وجود ابيها : و انت مااااالك ....اوعي تفكر عشان مكتوب كتابنا هتلغي شخصيتي و لا تتحكم فياااااا


حبيبه بغضب : ببببت ...احترمي نفسك ....انتي بتكلمي جوزك

هاشم بمدافعه رغم علمه بخطأ ابنته : شيل ايدك من عالبت يابن الكلب هتكسر  دراعها انت ملقيتش الي يربيك


همس مؤمن بغلب : هو الي رباه و انا الي اتشتم منكم لله


القاها بغضب تجاه ابيها و وجدها ترتمي  داخل احضانه ممثله البكاء كعادتها  حينما تشعر بخطأها

نظر اليها بغيظ ثم قال : اااااايوه عيطي بقي و اعملي الشويتين  بتوع كل مره 


هاشم بغيظ : هي عملت ايه لكل ده 

عمر : تقبل مراااااتك تعلي صوتها عليك فالشارع....اكمل بغضبا جم و كعادته منذ الصغر يهتف  له باسمه دون القاب وقت غضبه منه : قول الحق يا هاااااااشم ينفع


زاغ الاخير ببصره و قال مدافعا بالباطل عن ابنته الوحيده : لسه صغيره و مش فاهمه حاجه


نظر له عمر بقوه ثم قال مالم يتوقعه  احد بعد كل هذا العشق الذي كنه لها منذ الصغر : تمام يا هااااااشم بيه.....بنتك عندك لما تكبر يحلها الحلاااا


                  تمت بحمد الله 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك


تعليقات