رواية ذلك هو قدري الفصل الحادي عشر 11بقلم موني عادل


رواية ذلك هو قدري

الفصل الحادي عشر 11

بقلم موني عادل


جلس مالك علي المقعد أمام وكيل النيابه وطلب منه أن يكونوا بمفردهم وافق وكيل النيابه وطلب منهم الخروج من الغرفه والانتظار في الممر في الخارج الي أن يأمر بغير ذلك صدمت هي وظلت تنظر له تحاول أن تستشف منه أي شئ قد يريحها ولكن ملامحه كانت مبهمه وغير واضحه سحبها العسكري من مرفقها لخارج الغرفه بينما فارس يقف في الخارج يتأكله القلق يدور في الممر أمام غرفة وكيل النيابة ينتظر أن تخرج ملاك وتطمئنه بأن كل شئ انتهي وأنها ستعود معه للمنزل وجد باب الغرفه يفتح وجميع من بالغرفة قد خرج ماعدا وكيل النيابة والرائد مالك الذي دخل منذ قليل 


اقترب من ملاك يحتضن وجهها بين كفيه يسألها ما الامر فتحدث فارس بخوف وقلق قائلا


((هل انتهي التحقيق ))


رفعت ملاك وجهها تنظر بداخل عينيه وهي تمسح عبراتها وتبوح بما في داخلها قائلا 


((لقد تعبت فكم أحقد علي غادة وعلي حب معتز الاعمي لها لو اخبرتك بانني لم استطيع ان اكرهه ساكون كاذبه وساذجه ومجنونه في ذات الوقت في كثير من الاوقات أشعر بأنني أكرهه واتمني من قلبي أن يعيش نصف ما عشته ..))


ثم أجهشت في بكاء مرير فأخذ يمحي دموعها المتساقطة علي وجنتيها ثم أحتضنها يستند بذقنه علي رأسها ولم يستطيع أن يتحكم في دموعه أكثر من ذلك فتساقطت عبراته الواحدة تلو الاخري علي شعرها وهو يدعو الله أن تخرج ملاك من ضيقتها ويظهر الحق .... 


بينما في داخل الغرفه كان مالك يتحدث مع وكيل النيابة ويوضح إليه كل ما في الامر ثم أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامه علي المكتب يستمعوا إلي ما في الهاتف مرارا وتكرارا فكان التسجيل يحتوي علي صوت غادة 


وهي تتحدث مع الطبيب قائله 


((  لما تتصل الأن اخبرتك أن تنتظر .))


هدر بها وأكد عليها مصححا


(( إن لم تقابليني في أسرع وقت فلن تتوقعي ما يمكنني فعله لقد عرفت عنكي كل شئ وأعرف بشأن تلك القضية فأنا وأنتي أكثر من يعرف بأن تلك الاتهامات ليست بها شئ من الصحه فأنا من كتبت ذلك التقرير وأنا من فعلت..))


وأراد تكملة حديثه فقاطعته وتحدثت قائله 


(( حسنا انتظر قليلا  لبضعة ايام وبعدها سأقابلك .))


ا


جابها ببشاشة ملامحه وبريق المنتصرين قائلا 


((  أريدك الأن سأبعث لكي العنوان في رساله فلا تتأخري   ))


بينما كان يستمع وكيل النيابه للتسجيل تذكر مالك عندما طلب من صديقا له إخراج إذن بمراقبة غاذة والتجسس علي مكالماتها وطلبه لكشف كامل من شركة الاتصالات بمكالماتها حتي يستطيع أن يصل لشئ ما وها هو وصل لدليل قاطع يدينها ويبرأ ملاك 


ما أن أنتهي التسجيل ظل يفكر وكيل النيابة ويربط الخيوط ببعضها البعض ثم تحدث قائلا


(( أنا معك بأن هذا التسجيل قد يوضح بأن غادة علي علاقة بالطبيب وتأمرت معه علي الاقاع بملاك ولكنه لم يذكر أي شئ صريح حديثهم مبهم ولا يظهر ما يقصد به ، التقرير الطبي هو من كتبه ولكن لم يقول ما فعله بالتقرير ولكنها خطوة جيده لانه قد ظهر خيط جديد ربما يوصلنا لشئ في الايام القادمه وبناءا عليه ستخرج ملاك حتي نكمل التحقيقات .))


ثم نادي علي العسكري ليدخلهم من جديد تركت ملاك حضن فارس وهي تأخذ نفسا قويا لتكن مستعده لما ستستمع إليه 


دخلت للغرفه ووقفت تنظر للإسفل فلا تستطيع أن تواجهه وتنظر لعينيه الان فهي في موقف لا تحسد عليه شعرت بنظراته المسلطة عليها تشعر بأنها تخترقها فاطلقت نفسا مرتجفا وهي لا تتحكم بذرف دموعها المزيد والمزيد فرفعت ذراعها تدلك جبينها وقد شعرت بالصداع يفتك بها فتحدث وكيل النيابة قائلا


(( ظهر شئ جديد وعلي أساسه ستخرجين لحين استكمال التحقيقات ))


رفعت بصرها تنظر إليه بغير تصديق تفتح فاهها تشعر بأنها تحلم أدارت بصرها تنظر إليه وجدته مسترخي في جلسته يناظرها بسعادة فهمست من بين شفتيها قائله 


((شكرا لك ))


أوما لها بعينيه ثم شكر وكيل النيابة وتحرك خارجا من الغرفة عندما مر من جوارها وقف ينظر إليها فتعلقت عيناها بعينيه لبعض الوقت ثم تنحنح وأكمل طريقه ليخرج من الغرفة ..


في المدرسة الثانوية كانت تجلس بمقعدها شارده لا تستمع إليه وهو يقف أمامهم يشرح والجميع يصب كل تركيزه معه علي عكسها هي يتغاضي النظر إليها حتي لا يتشتت ويظهر بمظهر الابله أمام جميع طلابه ولكن وقعت عينيه عليها بدون قصد وجدها تخفض رأسها تنظر للأسفل لف شئ من الإمتعاض وجهه وهو يتذكر عدم ردها علي مكالماته والان ترفض النظر إليه والشرود علي أن تستمع لصوته فأقترب منها حتي وصل بجانب مقعدها فضرب بكف يده علي الطاولة أمامها قائلا 


((هلا أخبرتني فيما كنت أتحدث .))


تشتت نظرها وبدا وكأنها تائهه فرفعت بصرها تنظر إليه بتوتر فتحدثت بخفوت قائله 


((أسفه لقد شردت ولم انتبه ))


اؤما برأسه وتطلع فيها بعيون ساهمه بعذاب جليا علي ملامحه ثم تحرك ليعود ويكمل شرحه حتي تنتهي تلك الدقائق المتبقيه ليخرج من الفصل ويستطيع التنفس براحة..  


ظلت تعمل طوال الوقت بذهن مشتت تفكر في ملاك وإلي أي مدي وصلت قضيتها حاولت الاتصال عدة مرات بفارس ولكنه أجابها في مرة من تلك المرات قائلا 


(( مي لا استطيع التحدث الان لو جد جديد ساحدثك فكفي علي الاتصال كل دقيقه ..))


أجابته بكلمه واحدة قائله (( حسنا ))


فما أن اجابته بحسنا حتي اغلق المكالمه وجدث من يقف أمام مكتبها والجمود في ملامحه ازداد قساوة وهو يهدر فيها بينما يجلس أمامها علي المقعد بخشونه 


(( مع من تتحدثين حتي يجعلك  لا تشعرين بوجودي ))


شعت مقلتاها كطلق ناري وتحدثت من بين أسنانها بغضب قائله 


(( عدنا للغطرسة من جديد فما دخلك أنت لتسألني ))


تجلد وجهه بالصرامه ليغمغم بحزم قائلا


(( مازال لسانك طويل ويحتاج قصه فانا اجاهد لاشرح لكي ما حدث قديما بينما انتي لا تريدين  ))


عقدت حاجبيها وهي تلوي فمها بوجوم قائله


(( إبتعد عن حياتي يا سليم فما تفعله لن يجدي نفعا ))


تحجرت عيناه وهو يرمقها بنظرات غاضبه ثم تحدث قائلا


(( سمعت بانك ستحضرين عشاء العمل الليله ))


اومات بملامح متسلطه واجابته قائله


((نعم هل لديك مانع ))


ابتسم بقسوه وبرقت عيناه فتحدث بعنجهيه  قائلا 


((نعم لدي ستعتذري عن الحضور ))


اجابته بإنفعال قائله  


(( لن اعتذر وساحضر فمن انت لتخبرني بما علي فعله ))


تحدث ببرود وهدوء عكس النيران التي تخرج من مقلتيه قائلا


(( حسنا كما تريدين ولكن لا تلؤميني علي ما سافعله وقتها ))


إبتسم بقسوه وهو يري إنكماشها إما هي فقد شعرت بالقشعريره إجتاحتها فهي تخشاه وتخشي نظراته التي يرمقها بها ...


بعد القليل من الوقت أحتضنها وأخذ يدور بها يبكي ويضحك بذات الوقت لا يصدق بأنها خرجت وبين ذراعيه أنزلها علي الارض وأحتضنها بقوة يتنهد بصوت مرتفع ثم جرها من ذراعها وهو يركض لتجاريه هي وتركض خلفه فما أن خرجت من مقر النيابة وقفت مكانها فأستدار ينظر إليها ولما توقفت وجدها تنظر حولها بإبتسامة هادئة ثم رفعت بصرها تنظر للسماء وتتمتم بالشكر لله .


كان جالسا في سيارته ينتظر أن يراها للمرة الاخيرة وجدها تخرج مع أخيها تركض تبدو سعيده فملامحها قد تغيرت في لحظة واحدة لتصير أجمل وقف يتابع حركاتها وتغير ملامحها من الضيق للسعادة للحزن وجدها تصعد لسيارة أجره وتتحرك السيارة وهي تنظر من نافذتها الزجاجيه فما أن أختفت من أمامه حتي تحرك بسيارته وأطلق العنان لها ليعود لعمله من جديد ...


أخبرت زوجها بأنها تريد الخروج لمقابلة صديقتها فوافق معتز وهل يستطيع الرفض ، كانت في طريقها للخروج عندك سمعت والدة زوجها وهي تبكي وتدعوا أن تخرج إبنتها وأخذت تحسبن علي من كان السبب فيما حدث لإبنتها فإتجهت إليها كالإعصار ووقفت إمامها ترمقها بنظرات غاضبه ثم أردفت بتحدي آسر بحدقتيها قائله 


(( أدعي كما تشائي ولكن تاكدي بأن ملاك لن تخرج وأنتظري قليلا لتري ما سأفعله بهم جميعا .))


رفعت والدة زوجها سبابتها أمام عيناها محذره بوعيد قائله


((إياكي والاقتراب من أبنائي مجددا صدقيني لن اتواني عن قتلك .))


دفعت ذراعها بقوه وهي تبتسم ثم تخصرت يدا غادة هي تقول 


(( لا تستطيعي أن تقتلي حشره لتتشدقي الان بأنكي ستقتليني سأفعل ونري ما يمكنك فعله .))


ثم رمقتها بنظرة مستهزئه واكملت قائله 


((أنظري لنفسك كيف ترتجفين اعلم بأنه ليس خوفا وإنما السن .))


جحظت عيناها بصدمة من وقاحتها معها فاستدارات غادة تتحرك بغنج امامها وكأن شئ لم يحدث ولم تتطاول علي والدة زوجها .. 


صرخت تحاول أن تدافع عن نفسها وهي تتلقي الصفعات والضرب والسب فلم تستطيع انت تتجاوز ما يحدث معها ما دامت علي قيد الحياه ينظر إليها والدها بنظرة مليئه بالغضب ثم يصفعها مجددا ومجددا  فكانت تتلقي الصفعات وتصمت دون مقاومة تذكر حتي خارت قواه وجلس علي طرف الفراش يستند بذراعيه علي ركبتيه يحتضن رأسه بين كفيه ينظر للاسفل يفكر حتي لو أنه لا يصدق تلك الصور فكل من في الحي يصدقها كيف سيبرأ ابنته أمامهم أخذ ينتحب بينما هي جالسة علي أرضية الغرفة بشعر منعكش ووجنتين محمرتين من أثر تلقي الصفعات وخيط دماء رفيع يسيل من جانب شفتيها بجانبها والدتها  تحتضنها لا يعنيها كل ما تلقته من والدها تعلم بأنه يصدقها ولكنه صدم وغضب فأخرج غضبه منها فيها ظلت علي حالها تنظر للفراغ تفكر أن تنهي حياتها ليستريح الجميع منها فبعد تلك الفضيحة لن تستطيع العيش بسلام بعد الان..


وصل فارس وملاك للحي والسعادة تغمرهم فأخيرا خرجت ملاك لم يجيب علي أي اتصال ورد إليه من عائلته تجاهل اتصالات الجميع منذ الصباح ثم اغلق هاتفه فلو كان قد اجاب علي الهاتف لم يكن ليستطيع أن يخفي سعادته الظاهرة في صوته وكان ليخبرهم بما حدث مع ملاك ولكنه اراد أن يفاجئهم بعودتها ويري رد فعل معتز وزوجته علي خروجها ولكنه لن يتطرف لاخبارهم بما اخبره المحامي به عن تلك العلاقة بين الطبيب وغاده وعن ذلك التسجيل حتي لا تأخذ احتياطاتها يصبر نفسه بأن الوقت قد اقترب لمغادرتها حياتهم جميعا لينعموا بالراحه والسلام ..


وقفت سيارة الاجره علي مقربة من المنزل فخرج منها ووقف يعطي السائق امواله وخرجت ملاك فوقفت تنظر للحي والمنزل وكأنها غائبة منذ اعوام ..


تحركت سيارة الاجرة مغادرة للحي فنظر حوله للجمع الذي وقف يرمقه بنظرات غاضبه يثرثرون ويتهامسون بينهم فسمع بعض كلمات من حديثهم ولكنه لم يفهم ما يقصده هؤلاء فتحدث سيدة بإستنكار قائله


((يفعل فعلته مع الفتاة ثم يتركها لتلاقي مصيرها من والدها وهو لا يعنيه الامر .))


نظر للمراة بتوجس لا يفهم ما ترمي إليه فتحدث بصوت اجش قائلا


((ما الامر ))


انفلتت اعصاب احد الرجال وهو يزعق بغضب مشتعل قائلا


(( لا تعرف ما الامر لقد خدعت تلك الفتاة واوقعتها في شباكك حتي سلمت لك نفسها ثم غدرت بها وارسلت صورها لجميع هواتف من بالحي لقد فضحت الفتاة يارجل ولكن كما تدين تدان فأنت لديك اخوات وستراه علي مرا عينك .)) 


دار ببصره في الوجوه من حوله لا يفهم ما يتشدق به ذلك الرجل فنظر لملاك يستشف منها لعلها فهمت شيئا وتستطيع اخباره ما الامر وما الذي يتفوه به ذلك الرجل وجد والدته واخواته يخرجون علي اصوات من بالخارج رأوا ملاك فلم يصدقوا بأنها واقفة امامهم أقتربوا منها يحتضنوها الواحده تلوي الاخري ثم انتبهوا لفارس وهو يتحدث مستفسرا قائلا 


((من تقصد بالشاب الذي تضحك علي الفتاة وغدر بها ومن تلك الفتاة فما شأني انا بكل ذلك .))


انتفض الرجل يقول بتاكيد 


(( يكفي يا رجل لقد صدقتك لا تعلم من المعني بالقصه انت هو المعني والفتاة لم تكن إلا ليال ستتسبب في مقتل الفتاة علي يدي والدها ولكن لينتقم الله منك ومن اخواتك.))


رفع فارس سبابته أمام الجميع يحذرهم بوعيد من التفوه بكلمة واحدة في حقه او حق ليال وقد امتقع وجهه فتحدث بنبرة حاده قائلا 


((لا اريد ان استمع لكلمة واحده في حقي او حقها فإذا كنت انا او هي فالجميع يعلم من نحن وما هي اخلاقنا فكيف تشككون في تربيتنا .))


اقترب منه شاب واعطاه هاتفه لينظر بداخله نظر فارس لما يحتوي عليه الهاتف وجد صور عديدة لليال في وضعية مخله وهو معها في بعض الصور ولكن تلك الصور ليست بها شئ من الصحه ليست حقيقية فهي واضحة للاعمي فكيف يصدقونها ويلوثون سمعة فتاة نقية وشريفه ليجعلوها ممسحة للارض .


رمي الهاتف علي طول ذراعه ليرتطم بالارض ويتهشم لعدة قطع وتحرك ذاهبا بإتجاه بيت ليال يطرق علي الباب بعنف ففتح والدها الباب وهو منكس رأسه فلا يجرؤ علي رفع رأسها بعدما فضح في الحي يعلم بأن فارس ليس له ذنب وان تلك الصور مركبه ولكن لمن يشرح ذلك فالناس ليس لديها استعداد لتستمع لشئ وتعترف بالحقيقة .


ثحدث فارس بصوت مرتفع وهو يشدد علي كلماته محذرا لمن يتفوه بكلمة واحدة من بعده في ذلك الامر 


(( كما قلت من قبل تلك الصور ليست حقيقيه ولكني سأخبركم بشئ ومن يريد ان يقف في وجههي بعد ذلك فليفعل .))


وقف يهدء من وتيرة انفاسها المشتعلة بالغضب واكمل قائلا 


(( منذ اليوم ليال في حكم خطيبتي وقريبا جدا ستكون زوجتي ومن يمسها بكلمه لن اتغاضي عنه ولن اسامح في حقها فهي صارت من حرمة منزلي .))


بينما هي جالسه علي وضعيتها كما هي بشعر منعكش واثار الصفعات علي وجنتيها وخط دماء قد جف بجانب شفتيها فلم تتحرك من مكانها منذ أن حدث ما حدث حتي دموعها قد جفت فلم تعد تبكي تفكر في شئ واحد وهو إنهائها لحياتها فما ان استمعت لما تحدث به فارس ودفاعه عنها أخذت تنتحب بشدة لا تعرف من اين اتت تلك الدموع الان فلما الان يريدها بعد ان تلطخت سمعتها في الحي لو كانت في وضع اخر لكانت رقصت من فرحتها بإرتباطها به ولكنها الان مكسورة ومذلولة امامه فهو من انتشلها من فضيحة كانت لتلاحقها طوال عمرها وتلاحق عائلتها .


وقف والدها ينظر إليه بإمتنان لا يعرف بما يجيبه هل يشكره علي مبادرته ووقوفه بجانب ابنته في تلك الازمة ام ماذا يفعل بدأ الجمع في المغادرة وتحرك فارس ايضا ليدخل منزله بغضب فها هما يمغصون عليه فرحته بعودة ملاك يبدو بانه ليس مقدرا له الراحه. 


دب فارس ارضية المنزل بحذائه يقف في منتصفه وهو يهتف قائلا


(( غادة اخرجي إلي هنا في الحال اعلم بانك خلف ما حدث فلا تستنزفي صبري لتجبريني ان افعل ما قد اندم عليه قلت اخرجي إلي هنا . ))


اقتربت منه والدته وهي تربط علي كتفه قائله 


(( ليست هنا يا فارس لقد خرجت منذ وقت ولم تعود بعد استحلفك بالله ان تهدي .))


رفع كفه يمسح وجهه وهو يزفر أنفاسه المشتعلة بالغضب يحاول ان يهدا ويتحكم في غضبه حاول الدفاع عن نفس وشرح ما حدث لوالدته ولكنها لم تسمح له بالتفوه بشئ بخصوص ذلك الامر فهي واثقة فيه وفي تربية ليال فأحتضنها بقوه يريد ان يختفي بداخل احضانها واسترسل بهمس قائلا 


(( لما يحدث معي ذلك فلم استطيع ان ارتاح من شئ ليظهر غيره فلما قدري متعبا بهذا الشكل .))


اجابته والدته بهدوء وهي تربط علي ظهره قائله


(( لان ذلك هو قدرك يا فارس فليس هناك مفر من القدر .))


اقتربوا منهم اخواته وشاركوهم في ذلك الحضن ينظرون لبعضهم البعض بحب فدعت والدتهم الا يصيبهم مكروه وان يظلوا دائما قبضة واحده ..


دخلت مندفعة من الخارج غاضبة فوقفت تستند علي باب المنزل فهي كل مدي توقع نفسها أكثر من قبل ارادت فارس ولكنها حصلت علي معتز ارادت تدمير ملاك لانها تغير منها فلطلما كانت اجمل منها فاطلقت عليها الشائعات بانه عانس ونحس لتبعد عنها الخطاب ، وليكتمل حظها ونحسها هي بذلك الطبيب الذي اصر علي مقابلتها وان لم تفعل وتذهب إليه سيكشفها امام زوجها والجميع فذهبت مضطرة لتخرج من عنده إمراة خائنه خانت زوجها من أجل اللاشئ .


همست لنفسها كمن تتحدث مع احدا وتنتظر منه ان يجيبها قائله 


(( لما انت غاضبة يا غادة لقد عرضت نفسك من قبل علي فارس وهو من رفض بينما ذلك الطبيب هو من يرغب بكي ويريدك فلما الغضب الان .))


نزلت دمعاتها بصمت واجابت نفسها قائله 


(( لانني لم احب احدا في حياتي غير فارس ودائما ما كان يرفضني فلم اجد امامي غير معتز يرغب بي ويريدني وافقت عليه لاكون بجانب فارس لعله يشعر بي يوما وما فعلت ما فعلته مع اخواته إلا غيرة منهم ومن حبه لهم واهتمامه بهم أردت نصفه فقط ، نصف ذلك الحب والاهتمام منه هو لا من غيره .))


رفعت اناملها تمسح دمعة قد خانتها ونزلت من طرف عينيها تزفر انفاسها لتهدا وتعود غادة التي لا يعنيها احدا فلن تسمح لنفسها ان تضعف ويري أي كان دموعها جرت قدميها تتحرك للداخل لتقف مكانه وقد جحظت عيناها من الصدمة وفتحت فاهها غير مستوعبه ما تراه امامها هل تتوهم وجودها في المنزل أم هي هنا حقا رمشت بعينيها عدة مرات لتخرج من صدمتها وازداردات ريقها بتوتر ثم تحركت لتقف علي مقربة منهم وتحدثت وهي تضغط علي اسنانها من كثرة غضبها وغيرتها عندما رات فارس محتضن اخواته يغدقهم بحبه وحنانه قائله 


(( كيف خرجتي .))


اجابتها ملاك من بين اسنانها المطبقه بحقد وغل قائله


(( اخلوا سبيلي فلما تسألين الان وكأنك متاكدة بانني السبب في فقدانك للطفل فأنت أكثر من تعلم بأنني لم افعلها ))


تحدث بإنفعال قائله 


((انتي السبب في فقداني لطفلي ولن اسامحك ))


ثم بكت وصوت شهقاتها يتصاعد صدموا من رد فعلها وتبادلوا النظرات بينهم فغادة مهما يحدث معها لا تذرف دموعها امام احد ولا تظهر ضعفها لدرجه بانهم شكوا بأنها قد تكون لديها شعور بينما هي كانت تشعر بتمزق قلبها وانطباق قفصها الصدري مما اشعرها بالاختناق فلا تعرف ما سبب بكائها ولكنها تشعر بأنها وحيدة ومنبوذه كم تشعر بالغيرة منهم جميعا .


تقدم ووقف امامها مباشرة فقد انفلتت اعصابه وهو يتابع عرضها المسرحي فأطلق العنان لحديثه المكتوم في داخله قائلا


(( يا لكي من أفعي تفعلين فعلتك وتظهرين بوجه اخر وكانكي لم تفعلي شيئا لم احتقر احدا في حياتي مثلك منذ أن وضعتي قدمك بداخل منزلي دمرتي كل شئ فلم تكتفي بتدمير معتز وتغيره من ناحيه اقرب الناس إليه بل تجرأتي علي ملاك ورسمتي خطة دنيئه لتزجي بها في السجن ومي ووالدتي والكلام المسموم الذي اسمعتيه إليهم واليوم اكتشف بانكي اوقعت بليال ايضا اخبريني ما الذي يتوجب علي فعله معكي الان فقتلك لن يفيدني بشئ لانه بكل بساطة لن يبرد النيران المشتعلة بداخلي .))


استدار ليعود حيث والدته واخواته ولكنه استدار إليها من جديد عندما أستمع إليها وهي تحدثت ببجاحة وبكل بساطة وكأنها لم تفعل شيء قائله 


(( أنت هو السبب في كل ما فعلته تعلم بانني لم احب سؤاك ومع ذلك رفضتني فلم اجد امامي غيره لاكون بجوارك ولكنك استمريت برفضي فأنت من اوصلني لما اصبحت عليه .))


ما ان استمعت والدته واخواته بما تفوهت به بكل بجاحه وكأنها تتحدث عن شئ بسيط لا عن خيانة زوجها وتلقي باللوم علي فارس لانه لم يطيعها في ذلك شهقوا وزهلوا من تربيتها الدنيئه .


اشاح فارس بوجهه بعيدا عنها ما ان شعر بغضبه يزداد وعينيه تحمر كالجمر ليجد معتز يندفع إلي الداخل ينظر إليها بتشكيك يريدها ان تنفي ما استمع إليه كان قد ات واستمع لكل شئ استمع لإعترافها ولكنه لا يصدق يتمني لو تنكر ما تفوهت به سيصدقها لو انكرت 


اعمي الغضب النابض بعين غادة من التركيز في قسمات وجهها فتحدثت بصوت غاضب وقلب ممزق قائله


(( لقد استمعت لكل شئ ولكن دعني اقولها بكل بصراحة دون تجميل او كذب انا اكرهك يا معتز واتمني لو لم اتزوجك يوما .))


ثم ابتسمت وكأنها تقول له حظ اوفر المرة القادمة وقع تلك الكلام من شفتيها عليه قاسية جدا شعر بان كل حرف قالته وكأنه خنجر مسموم يطعنه فرفع كفه ليسقط علي وجنتيها بصفعة قويه ثم تحدث بخفوت قائلا 


(( لما لقد وقفت أمام عائلتي من اجلك لقد احببتك وكانني لم احب احدا قبلك فلما هل هذا جزائي ))


اجابته بإباء وبرود قائله 


(( لما تريد ان تعرف لانك لم تكن مثل فارس لقد شعرت معك بانني المتحكمه في كل شئ فانا لم اكن اريد هذا اردت رجلا حقيقيا وانت لم تكن رجلا بما يكفي .))


اندفع يكيل إليها الكثير من الصفعات والسب والضرب في سائر جسدها حتي وقعت علي الارض وهو يكمل عليها رفعت عينيها تنظر لفارس فلم تزيح بصرها من عليه فأقترب فارس يبعد معتز عنها بينك والدته واخواته يكتفون بوضع المتفرج فقط فهي تستحق ما تتلقاء من معتز الان وقف معتز يهندم ملابسه بعد تلقينها درسا قاسيا توجه بحديثه إليها يحلها منه ويخبرها بانها لم يعد لها وجود بينهم ....


           الفصل الثاني عشر من هنا 


تعليقات