رواية في هويد الليل الفصل الخامس 5 والسادس 6 بقلم لولا نور

رواية في هويد الليل

الفصل الخامس 5 والسادس 6

بقلم لولا نور


* داخل سنتر التجميل...

انتهت كل من ليلي ودانيلا من وضع اللمسات النهائية والتاكد من اكتمال مظهرهن قبل قدوم العرسان....

* هتفت ليلي بتوترتسال دانيلا عن مظهرها: ها كده تمام ، شكلي كويس ولا لا.. انا حاسه ان شكلي وحش اوي وشعري مش مظبوط!!!!

* اجابتها دانيلا متزمره وهي تضع بعض قطرات من العطر المفضل لجواد علي عنقها : للمره الالف بقولك انتي زي القمر يا ليلي ، بطلي توتر وقلق بقي .... بصي اقولك اوعي تبصي في المرايا تاني لحد ما فارس يجي ..، ده انا اللي المفروض عروسه زيي زيك ومش قلقانه كده ، مالك اجمدي شويه...

*اجابتها ليلي بتوتر اكبر وهي تفرك راحتيها ببعض: اجمد ايه بس ده انا حاسه ان قلبي هيقف من كتر الدق وايديا وجسمي متلجين  اوي....

* هتفت دانيلا بشقاوه: لا ما تقلاقيش ، اول بس ما فارس ياخدك في حضنه ، جستمك ده هيبقي زي النار...!!!

*هتفت ليلي بتوبيخ تداري خجلها: بطلص قله ادب، ولا انتي جواد بهت عليكي !!!

* ضحكت دانيلا بصوت عالي ، ولكن قطع ضحكتها صوت احدي العاملات التي جاءت تخبرهن بوصول العرسان ، مما جعل ملامح كل منهم تتدرج بالوان الطيف ، قلقاً ، وخجلاً وتوتراً...!!!!    

* كان جواد اول من دلف الي الداخل ، وقف يعدل من رابطه عنقه ، ممسكاً بباقه الورد ، ناظراً الي الباب الذي يتواري خلفه حلم طال انتظاره...

دقائق وانفتح الباب وظهرت من خلفه معشوقته  وهي ترتدي فستانها الابيض الرقيق ، مطرقه الرأس وخصلاتها الشقراء تخفي عنه جمالها ...    

قطع الخطوات الفاصله بينهم في خطوه واحده ، وقف امامها مشدوهاً بجمالها الساحر ، وهتف بنبره مرتجفه من شده تأثره وهو يضع يده علي ذقنها يرفع وجهها ليملي عينه من جمالها : داني...!!!

* نظرت له بخجل ووجه محمر ، مما جعله يهتف بمزاح شقي: ايه ده ، انتي هتتكسفي من اولها كده ، لا اجمدي ده التقيل جاي ورا....

* احمرت وجنتيها اكثر وهتفت بخجل وهي تنظر الي عامله السنتر التي تتطلع في جواد بفم مفتوح من شده وسامته: جواد بس بقي ، الناس تقول علينا ايه !!

* تابع بنفس المزاح وهو يحاول السيطره علي نفسه بدلاً من الانقضاض عليها واشباعها تقبيلاً حتي تزهق روحها ،: هتقول اني بحبك وبموت فيكي وما فيه صدقت انك بقيتي ليا بعد الصبر ده كله...

* خفق قلبها بجنون ولمعت عينها بوميض الحب وهتفت بكلمه واحده ، جمعت فيها كل مشاعرها نحوه: بعشقك يا جواد...

* حمحم جواد بخشونه مسيطراً علي ذاته باعجوبه ومد زراعه لها كي تتعلق به وتحرك صوب سيارته ، عازماً علي الطيران نحو البلده لاتمام مراسم الزفاف باسرع وقت ممكن!!!!    

* كانت كل دقيقه تمر علي فارس وليلي تزيدهم قلقاً وتوتراً ، وما ان حانت اللحظه الحاسمه ، حتي تعالي وجيب قلبيهما بشكل كبير ، حتي ظنوا ان كل من حولهم يستمع لصوت نبضات قلبهم العاليه..:

* وها هو نفس المشهد يعاد مره اخري ، ففارس وقف في نفس مكان جواد حاملاً نفس باقه الزهور منتظراً مثله ، ولكنه الاكثر قلقاً ، الاكثر توتراً ، بل الاكثر شوقاً .!!!!

* فتح الباب ، وحبست الانفاس ، واختفي كل من حوله عداها هي ... هي حوريته !!!!

لم خفق حينما سماها حوريه ، فهي فعلاً حوريه ظهرت اليه من العدم ، هبطت عليه من الجنه في هويد اليل المظلم  ، آنارت عتمه حياته ....

* اقترب منها بخطوات حثيثه ومع كل خطوه كانت دقات قلبه تسبقه اليها...

 لم يرفع عينه من عليها او حتي سمح لجفونه ان ترمش خوفاً من ان يحرم من التطلع في حسنها وسحرها الآخذ .../

* وقف امامها مشدوهاً بجمالها هاتفاً بنبره متحشرجه من فرط الاثاره: حوريه!!! 

واخيراً آنارت سماء حياته عندما نظرت اليه بعيونها السوداء الساحره ...

تعلقت العيون ، وتعالت دقات القلب بجنون ، وهدرت الدماء في العروق ، فقد تحقق الحلم اخيراً ، فارسها وحبيبها امامها ، خاطف للانفاس ، رجولي الطله ، وسيم المحيا ...

وهي حوريه هاربه من احدي الجنان ترتدي له الابيض لطالما حلم بتلك اللحظه ....

كانت رقيقه ، انيقه ، وساحره ، سحرت بتعويذتها التي القتها عليه يوم أبصرها.....

 هي حوريته ...حوريه الفارس !

*اقترب منها مسحوراً ومن دون مقدمات ، طبع قبله طويله علي جبينها ، قبله اودع بها كل شوقه وعشقه لها.....

فصل القبله ونظر اليها بزرقه عينه التي تموج امواجها بعشق خالص لها وحدها...

سحب نفس طويلاً معبقاً برائحتها واخيراً تنفس بعدما حبست انفاسه منذ رؤيتها هاتفاً بعشق: مبروك عليا انتي يا حوريتي...

* ابتسمت برقه وهتفت بخجل: مبروك علينا احنا الاتنين يا حبيبي...

* ابتسم بجاذبيه وهتف باندهاش: حبيبي!!!! 

بعني اول مره تقوليها ، تقوليها واحنا هنا ؟؟

همس في ادنها بوعيد: لا انا بقول يالا بينا بقي علشان التاخير ده مش في مصلحتنا خالص، نكتب الكتاب الاول وساعتها هعرف ارد علي كلمه حبيبي دي كويس اوي ....

*نظرت له بخجل من تصربحه المتواري ظناً منها انه يمزح معها ، ولكن تلك النظره التي رأتها في عينيه اكدت لها ان حديثه بعيد كل البعد عن المزاح ، مؤكداً علي حديثه متوعداً اياها بالكثير والكثير......

...............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

...............................................................    

*بملامح غير مقرؤة كان يجلس علي فراشه يعقد رابطه عنقه السوداء مثل لون حلته وقميصه الاسود ايضاً فاعطته مظهر رجولي غامض ومهيب !!!

ما ان انتهي حتي مد يده بجانبه متناولاً تلك القطعه البلاستيكية الطويله ينظر اليها مطولاً دون تعبير محدد علي ملامح وجهه الخاليه من اي تعبير ، فقط عينيه تطالعها بنظرات غاضبه سوداء....

تلك القطعه الكريهه التي من المفترض ان تعاونه وتساعده علي الحركه عوضاً عن ساقه التي بُطرت !!!

توحشت نظراته عندما تذكر ما حدث معه، تلك الذكري التي لا تبارح خياله ابداً ، وستظل محفوره اثارها في ذاكرته حتي يوم وفاته ... 

بخطوات آليه عمل علي تركيبها في ساقه واحكم تثبيتها جيداً ...

نهض من جلسته ووقف مشدود الظهر ، سائراً بخطوات قويه ، ثابته من يراه لا يشك ابداً ان هناك طرف صناعي مثبت في احدي قدميه ،...:

سار نحو الشرفه عندما استمع الي صوت ابواق السيارات معلنه عن وصول العرسان وبدايه مراسم الزواج ...

بعيون مظلمه غاضبه ابصرهم وكل منهم معانق يد عروسه والسعاده واضحه عليهم جميعاً ...

وما ان اختفوا من امام ناظريه ، حتي تحرك نحو الداخل منتهياً من ارتداء ملابسه ...

وهنا جاءت اللحظه التي يمقتها من كل روحه ، لحظه النظر لوجهه في المرآة ، والتي تكشف عن مدح قبحه وتشوهه الذي يضاهي قبح نفسه وتشوه روحه ...

فعلي الرغم من خضوعه للعديد والعديد من عمليات التجميل الا انها لم تستطع محو التشوه الذي لحق بنصف وجهه من الحادث...

ولكنه لم ولن يظهر ضعفه وانهزامه امامهم ابداً ، سيظل صلب وقوي كما عاهدوه دائماً ....

سيظل جودت مهران الذي لا يهزمه اي شيء في الكون حتي ولو كان الموت ذاته....

* جلس العرسان الاربعه في المكان المخصص لهم يتلقون التهاني من الجميع ، فقد كانت سرايا الحج ليل مهران تعج بالناس من كل حدب وصوب ، ولما لا فاليوم هو يوم عرس ابناءه وخيره شباب البلده ...    

*بخطوات واثقه وملامح جامده ، هبط جودت درجات السلم المؤدي الي حديقه السرايا حيث مكان الحفل..

وقف بجانب والده يتلقي التهاني بسلامته اولاً وبزفاف شقيقه ثانياً..

هتف والده بسعاده بالرغم من حزن قلبه  لرؤيه والده البكر اخيراً يخرج من عزلته ويقف بجانيه في يوم زفاف اخيه الاصغر: الف بركه يا ابني ، حمد الله علي سلامتك، ....

وتابع بنبره مشجعه: هو ده جودت مهران ابني ، قوي وصلب ومفيش حاجه تقدر تهده....

وعقبال ليلتك انت كمان ، والله لا اعمل لك ليله تحكي وتتحاكي مصر كلها عنها بس انت انوي...

*كان يحيي الجميع باقتضاب غير غافلاً عن نظراتهم الحذرة، المشفقة، والشامتة ايضاً!!!

ابتلع غصه تسد حلقه متجرعاً مرارتها في حلقه وهو يري من هواها قلبه تزف لرجل غيره، واجاب والده دون ان ينظر له بل ثبت نظراته نحو الحضور بثبات حتي يرسل اليهم رساله انه مازال كما هو.: عندك حق يا حج ، جودت مهران مفيش حاجه تقدر تهده .....

ثم اضاف بغل محدثاً  نفسه عندما لمح ضحكه ليلي الساحره وهي تطالع فارس بنظرات تفيض عشقاً: ولا حتي قلبه ...    

*ما ان لمحه جواد حتي قام من جانب عروسه متوجهاً نحوه فرحاً برؤيته اليوم بينهم فهكذا تكتمل فرحته بحضور شقيقه وخروجه من عزلته...

ولحقه ايضاً فارس فرحاً بعودته ، وتقديراً لحالته الصحيه...!!!!

هتف جودت بمرح وهو يفتح زراعيه يضم شقيقه بمحبه خالصه: كده فرحتي كملت لما نزلت وحضرت فرحي يا جودت ربنا يخاليك ليا يا خويا....

بادله جودت العناق بموده مربطاً علي ظهره : ما ينفعش اكون مش موجود جنبك في يوم زي ده ، الف مبروك يا جواد ...

*طب وانا يا جودت ، ماكونتش عاوز تكون جنبي انا كمان؟؟...

هتف بها فارس وابتسامه واسعه تشق وجهه ممازحاً بها جودت ، والذي ما ان استمع لصوته ، حتي تصلب كل عصب في جسده ، وفارت دماء الكره والبغض داخب اوردته ولكنه حافظ علي ثبات ملامحه وهو يفصل عناق شقيقه ملتفاً نحو فارس يطالعه بنظرات غامضه:  وانا اقدر يا فارس برضه ، ده انتي حتي تؤام جواد ، مش كده ولا ايه....

* تعالت ضحكات كل من فارس وجواد وهتف فارس محبه وهو يضع زراعه حول كتف صديقه : لا في دي عندك حق ، جواد ده اكتر من تؤامي ....

نقل جودت نظراته بينهم بحقد وهو يري قربهم يزداد يوماً عن يوم ....

وتابع جواد هاتفاً بسعاده: كده الفرح بقي فرح بجد ، وبرجوع جودت بالسلامه كل حاجه بقت في مكانها الصح .....

اكدت فارس علي حديث صديقه ، غافلين عن نظرات جودت المظلمه ونبره صوته الغريبه وهو يقول بغموض: لسه ، لسه شويه وكل حاجه ترجع مكانها الصح بس شويه صبر !!!

* وجاءت اللحظه الحاسمه ، لحظه عقد القران...

علي طاوله كبيره في وسط الحديقه ، جلس المأذون يتوسط الحج ليل مهران وكيل العروسه ، والعريس جواد مهران ...

فقد آصر الحج ليل علي عقد قران ابنه جواد في بلدته وامام الجميع بالرغم من زواجه مدنياً من زوجته، الا انه اصر علي ذلك حتي لا يتعرض للقيل والقال.

وايضاً بعدما سال وتاكد من اكثر من مصدر ديني موثوق فيه انه يجوز عقد قرآن حتي وان كانت ديانه العروس مختلفه بشرط ان تولي والي شرعي يكون وليها عند عقد القران ...    

*بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ... 

هتف بها المأذون معلناً زواج جواد ودانيلا بشهاده فارس وجودت علي العقد .....

* وتكرر نفس المشهد مره اخري فقد آصر الحج ليل علي ان يكون والياً شرعياً لليلي عوضاً عن والدها رحمه الله ...

* يا جودت .. عاوزك انت وجواد تشهدوا علي عقد جوازي من ليلي....

* وايه الجديد يعني ، ما انا كده كده شاهد وغصب عنك !!! هتف بها جواد ممازحاً صديقه، بينما تصلب جسد جودت وقبض علي قبضه يده بقوه ملجماً نفسه عن لكم فارس في منتصف صدره حتي يقتلع قلبه ببن يديه...

حاول التحدث والاعتراض ولكن صوت والده الذي جاء مؤيداً حديث فارس الجمه خاصة انه يتحدث امام حشد كبير من الرجال: طبعاً ودي عاوزه كلام يا فارس ، جواد وجودت اخواتك .....

* بملامح متصلبه ودماء تفور بحقد داخل اوردته كان جودت يوقع علي وثيقه موته وموت قلبه ، ولكنه اقسم ان يذيق كل من تسبب في آلمه ومعاناته وعجزه درساً لن ينساه ابداً ، ولكن في الوقت المناسب ...!!!

القي القلم من يده وهب واقفاً مباركاً لهم بفتور: مبروك يا فارس ، معلش انا هستاذن لاني تعبان ومحتاج ارتاح ....

* وغادر دون الاستماع لرد اي منهم ، ولكن قبل ان يدلف الي داخل السرايا، رمق ليلي المبتسمه بسعاده بنظره متوحشه اصابتها برجفه في جسدها من قوتها ، نظره لن تنساها طوال عمرها ، نظره اشعرتها بالخوف منها ، ولكن ما ان اختفي من امامها حتي حاولت ان تطمن روحها بان خوفها منه راجع لشعورها برؤيه وجهه الذي تشوه بفعل الحادث، فهذه اول مره تراه بعدها ، كما انها الان اصبحت في آمان مع فارسها ....

* انتهي حفل الزفاف اخيراً ، واصطحب كل عريس عروسه الي مسكن الزوجية....

صعد جواد حاملاً عروسه الي جناحه الخاص في سرايا والده ...

انزلها في وسط الجناح وتحركً مغلقاً الباب خلفه باحكام ...

التصق بها من الخلف مطوقاً خصرها النحيل ، بذراعيه القويه ، هامساً بحراره في اذنها مما سبب لها قشعريره بارده علي طول عمودها الفقري: يااااه ، اخيراً يا داني ، اخيراً اتقفل علينا باب واحد وبقيتي ليا واتحقق حلمي اخيراً ...

* بالرغم من ارتعاشه جسدها الا انها اراحت راسها علي صدره مستنده بثقل جسدها علي جسده ، مستمتعه بدفيء صدره وهمست تجيبه وشريط  ذكري كل لحظه مرت عليهم معاً منذ لقاءهم الاول تمر امام ناظريها: اخيراً يا حبيبي ،انا مش مصدقه لحد دلوقتي اننا اخيراً بقينا مع بعض بعد ما زهقت وتعبت من الانتظار...

ثم ضحكت هاتفه بشقاوه: مين كان يصدق ان الواد المغرور اللي مدوخ بنات الجامعه كلها ومش معبرهم يبقي من نصيبي انا ...

ادار جسدها بين يديه واخذ يتطلع بعشق في عينيها الساحره: اعمل ايه طيب اذا كان في بنوته زي القمر بشعر حرير زي سلاسل الدهب خطفتني اول ما شوفتها ووقعت في حبها علي طول وخاتني مش شايف غيرها::::

هتفت بنعومه في تلعب بانلملها الصغيره في ياقه قميصه: بجد يا جواد ، بتحبني اوي......

همس جواد بحراره امام شفتيها وجسده يشتعل مطالباً بوصالها: سؤالك ده مالوش عندي غير اجابه واحده بس...

قالها واخذ شفتيها بين شفتيه يقبلها بعشق وشوق اضناه ... 

حملها بين ذراعيه ولازال يقبلها بنهم سائراً نحو فراشهم الوثير ، مجيباً اياها علي سؤالها باكثر طرق احترافيه وحميمية وهو خير من يجيب علي تساؤلاتها التي امتدت بينهم لطلوع الفجر .....!!!

* كانت ليلي تقف في وسط منزلها وفارس تتطلع اليها بانبهار ، فعلي الرغم من بساطه تصميم المنزل الا انه يشع بهجه ودفيء ..

هتفت تتحدث بعيون منبهره: البيت طالع احلي كتير ما كنت متخيله يا فارس ، بجد روعه تسلم ايدك....

تحدث بهمس وهو يطالعها بنظرات تفيض عشقاً وقلباً يرقص بصخب داخل ضلوعه لتحقيق حلمه: الحمد الله ان زوقي عجبك ...

ثم تقدم منها متلمساً اناملها برقه ، ساحباً اياها خلفه نحو غرفتهم ، ثم استدار اليها يطالع السماء السوداء اللامعه في عينيها بالموج الازرق الهادر في عينه: غمضي عينيكي ....!!!

فعلت ما آمرها به واستسلمت ليده التي تسحبها نحو جنتهم الخاصه.....

اوقفها في وسط ووقف امامها يشرف عليها بطوله المديد ، ومد اصابعه القويه نحو شعرها يحله من عقدته ، مخللاً انامله الخشنه داخل خصلاتها السوداء الحريريه التي انسابت بنعومه علي ظهرها ...

آخذ نفساً عميقاً يشبع صدره برائحتها المسكره ولازالت يديه تتداخل مع خصلاتها ، لطالما تمني ان يفعل ذلك منذ ان رآها اول مره....

افتحي عنيكي يا حوريتي...!!!!!

استجابت له مسلوبه الاراده، وقفت تتطلع اليه بعشق وهو يبادلها النظر بعشق اكبر وكل نظره من عينه تقبل كل انش في وجهها الصبوح ...    

شهقت مدهوشه بروعه منظر غرفتهم ، فقد كانت مفروشه كلها بالورد الاحمر الجوري والشموع الحمراء التي اضافت اضاءه خافته شاعريه ورومانسيه جميله ....

تحرك صوب مشغل الاغاني وقام بتشغيله ، فصدح صوت مطربه المفضل يشدو باكثر اغانيه التي بعشقها والتي تذكره بها ....

اقترب منها واحاط خصرها النحيل بذراعيه واخذ يتمايل معها علي انغامها : الاغنيه دي بتفكرني بيكي يا حوريتي.  وبتوصف حالي من قبلك ....

همست تساله برقه مأخوذه بما تعيشه معه: بيا انا ، اغنيه ايه دي ...

هتف بحراره وانفاسه الساخنه تلفح بشرتها الرقيقه ويديه تزيد من ضم جسدها اليه: اول مره شوفتك فيها كنت بسمعها وساعتها اول مره قلبي يدق ، بس بعدها لقيتك اختفيتي من قدامي وافتكرت نفسي بحلم.  

لكن يوم ما ادهم كانت هيخبطك في الاصطبل  اتاكدت انك حقيقه وانك حوريه نزلت لي من السما ووقعتني في عشقها وغرامها من اول لحظه....

هتفت بعيون تتلألأ عشقاً : فارس ....

همس بحراره وقد غلبه شوقه ورغبته بها: حوريه الفارس ...

قالها وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه يقبلها بجوع وعشق وصبر اهلكه ، ويديه تعرف طريقها نحو سحاب فستانها الذي سقط تحت قدميها وسقط معه اخر ذرات صبر فارس ضاحضاً اي مقاومه من جانبها مغرقاً اياها بعشقه سابحاً معها في بحور عشقه الهادر بجنون .......

.........................    

خرج جواد من جناحه يبحث عن شيء ياكله بعدما سقطت منه دانيلا في النوم..!!!

وقبل ان ينزل الدرج سمع صوت يأتي من جناح شقيقه جودت ، فاسرع مهرولاً نحوه ظناً منه انه ربما يكون يتألم او يعاني من خطب ما....

فتح الباب دون ان يطرق عليه، فوجد جودت جالساً علي مقعد بجانب الشباك وفي يده زجاجه خمر يتجرع منها وينظر الي قدمه الصناعي يحدثها بكلام غريب لم يفهمه في باديء الامر !!!!

اقترب منه متحدثاً بنبرة قلقه: مالك يا جودت؟؟

نظر اليه جودت بعيون شبه مغلقه هاتفاً بسكر: شرفت يا عريس ... ياتري رفعت راسنا ولا تكون محتاج مساعده ...

شوف لو عاوز مساعده طبعاً انت عارف هتجري علي مين تطلب منه زي ما علي طول بتعمل ، ما هو اخوك وتوأمك مش انا....!!!

تحدث جواد بضيق وهو يقترب منه ياخد منه زجاجه الخمر: فوق يا جودت ، انت سكران ومش عارف انت بتقول ايه ...

نزع منه جودت زجاجه الخمر هاتفاً بغل وقد استحالت ملامحه الي سواد قاتم مغلف بالشر : انا مش سكران ، انا فايق وعارف انا بقول ايه ، ومفيش حاجه بقولها غلط ...

ثم وجه نظره محدثاً ساقه المقطوعه: بيقول عليا سكران ، شوفتي محدش بيصدقني غيرك انتي ، وانتي اللي عارفه الحقيقه كلها، مش انا قلت لك قبل كده علي كل حاجه عملتها ، وانتي صدقتيني!!!!

مش انتي صدقتيني لما قلت لك اني بحبها ...

وانها رفضتني بسببه علشان هو متعلم وانا لاء....

وصدقتيني لما قلت لك ان هو اللي بعدني عنها علشان مش بيحبني ، واني مكانش قصدي اموته ، انا زقيته بس وهو اللي وقع في الترعه!!!

* هدر فيه جواد بغضب هاتفاً بذهول: انت بتخرف بتقول ايه ، مين ده اللي قتلته؟؟؟

صمتت جواد لثواني يركب قطع الاحجيه مع بعضها حتي اتضحت له حقيقه الامر وعرف من تلك التي احبها وكان يرغب بالزواج منها كما سبق وحدثهم ، وبين وفاه والد ليلي...

وهنا اتضحت له الحقيقه كامله خاصه مع نظره عين جودت التي اكدت ظنونه.....

هدر فيه جواد بجنون غير مصدقاً لما سمعه:قتلته ..!!!!

قتلته ازاي وليه ؟؟؟

عمل لك ايه علشان تقتله .....

* حرمني منها .....هدر بها جودت بغضب اسود ...

هتف جواد بجنون وهو يدور حول نفسه غير مصدق حقيقه شقيقه: تقوم تقتله !!!

ازاي قدرت تعمل كده ، مخوفتش من ربنا ، مخوفتش حد يشوفك ويبلغ عنك ، مخوفتش علي ابوك وسمعته ولما يعرف حاجه زي دي ممكن يحصل له ايه؟؟؟

اشاح جودت بصره بعيداً عن شقيقه مغلقاً اذنيه عما يتفوه به وكأن الامر لا يعنيه ....

اخد جواد يدور حول نفسه يجذب خصلاته بشده. ويشعر ان راسه ستنفجر من شده ارتفاع ضغطه  محدثاً نفسه : طب اعمل ايه دلوقتي ؟؟؟

ابلغ عنك وارميك في السجن علشان ارضي ضميري بس هتعذب اني خسرتك...!!!

ولا اعيش بعذاب الضمير وانا بخون اقرب واحد ليا في

الدنيا وانا عارف الحقيقه وساكت ....

* نظر اليه جواد بحزن وتابع بمراره: للاسف مفيش في ايدي حاجه اقدر اعملها ، مش علشانك ، لا علشان خاطر ابوك وسمعته اللي ما يستاهلش يحصل فيه كده علي اخر الزمن ، ولا انت تستاهل انك تكون ابنه....

بس من اللحظه دي تنسي ان ليك اخ ، انا  من اللحظه دي اخويا مات وماليش اخوات غير فارس ....

قالها واستدار مغادراً وقلبه يتمزق حزناً علي حال شقيقه غافلاً عن اعين جودت المظلمه التي اشتدت قتامه وقسوه بعدما اسمتع لحديثه والذي كان بمثابه فتيل القنبله التي ستنفجر في الجميع دون استثناء .......6

🤍🖤🤍🖤🤍🖤

الفصل السادس

 

* يقف في شباك جناحه ينظر الي الاراضي الخضراء الواسعه مسترجعاً في ذاكرته ما حدث معه يوم زفاف شقيقه بعدما سقط في النوم لفتره طويله اثر تجرعه العديد من زجاجات الخمر !!!!

ظل يدور حول نفسه كالمجنون ومقتطافات مشوشه لحديثه مع شقيقه تدور داخل عقله..

هل كان حقيقه ام مجرد حلم ... بل كابوس؟؟؟

*ومن فوره ذهب يبحث عن شقيقه كالمجنون في كل مكان ولم يجده، فقد ذهب وعروسه برفقه فارس وليلي لقضاء شهر عسل في احدي المدن الساحليه....

يقضون شهر عسل ، وهو يكتوي بجمر من نار !!!!

نار حقده وغيرته من فارس علي ليلي ....

ونار خوفه من معرفه شقيقه للحقيقه....    

* وتذكر ملامح شقيقه السعيده التي تبدلت الي نفور وكره وشيء اخر لم يستطع تفسيره عندما طلب منه محادثته علي انفراد ، ووقتها تاكد من انه لم يكن يحلم بل كان حقيقه وهو من اعترف علي نفسه واصبح شقيقه شاهداً عليه...!!!

قلت لك يا جودت ، اللي بيني وبينك ابوك وبس ، هو اللي مسكتني عنك ومخاليني اخالف ضميري واكتم شهاده حق وابلغ عنك ...

وحاجه تانيه كمان اللي مسكتاني ، ان فارس طلع منها براءه ، لانه لو كان اتسجن ظلم في حاجه معملهاش ، وقتها مكانش في حاجه هتهمني وكنت هسجنك بنفسي.

*هتف جودت بغضب مكتوم مستنكراً ما تفوه به شقيقه: مستعد تبلغ عني وتسجني وتضحي بابوك علشان خاطر فارس!!!!

اجابه جواد جواباً قاطعاً غير قابل للشك : انا اضحي بعمري علشان فارس ....

قالها وغادر من امامه تاركاً اياه يحدق في اثره بنظرات قاتمه مشتعله ونيران كرهه وحقده علي فارس تشتعل اكثر واكثر في صدره ... 

فهذا الفارس سلب منه شقيقه والانسانه الوحيده التي عشقها ....

ومنذ ذلك اليوم والعلاقه بينه وبين جواد اصبحت معدومه ، يتحدثون فقط بكلمات مقتضبه امام والدهم فقط....    

*عاد من ذكرياته علي تعالي اصوات ضحكاتهم في الاسفل، فاليوم هو يوم العطله والتي يحرص فيه الحج ليل علي تجميع اولاده وفارس وليلي معاً يقضون اليوم في جو آسري خاصه بعد وفاه والد عم حسين والد فارس....

* قبض علي يده بقوه وتوحشت نظراته عندما لمح فارس وليلي قادمين من بعيد والسعاده واضحه علي وجوهم وصوت ضحكاتها يمليء المكان وفارس يعلمها كيفيه ركوب الخيل وخاصه فرسه العنيد  "ادهم" ..!!!!!

* لمح والده يشير اليه حتي ينزل وينضم اليهم ، فأومأ له موافقاً ، مزيفاً ابتسامة علي محياه ، خافياً خلفها ليس فقط تشوه وجهه بل ايضاً تشوه روحه !!!    

...............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

...............................................................

* يا ابني ارحم نفسك شويه وارحم الغلبانه اللي عمال تزغط فيها زي البطه الي هتدبح علي العيد ... هتف بها فارس مشاكساً جواد الذي يطعم زوجته ، بعدما سحب من امامه طبق الفاكهه واخذ ياكل منه ويطعم ليلي بيده....

* وانت مالك انت ، ولا هو حلال ليك وحرام عليا، وبعدين انا مراتي بتاكل لاتنين هي وولي العهد ، قالها وهو يربط علي بطن زوجته الكبير المنتفخ ...!!!

ثم تابع مضيفاً بمزاح: لكن انت بقي بتاكل مراتك ليه ، طفاسه ولا مُحن!!!

ما انت لو تبطل نشفان دماغك ده، كان زمانك بتاكلها لاتنين زيي، والعيال يكبروا ويتربوا سوا ....

* رد فارس معقباً وهو ينظر الي عين حوريته بعشق وهو يطعمها حبات الفراوله الطازجه التي تشبه شفتيها الرقيقه التي لا يشبع من تقبيلها ابداً: مالكش دعوه ، مصلحه ليلي عندي اهم ، تخلص جامعتها الاول وبعدين نبقي نشوف موضوع الخلفه ده، انا مش عاوز حاجه تشغلها عن دراستها .. هندسه صعبه ما انت عارف..    

*واضح انك بتحبها اوي يا فارس.... قالها جودت وهو يجلس في المنتصف بينه وبين جواد ...

اجابه فارس بنبره صادقه وهو يطبق علي كف يدها من اسفل الطاوله: انت عندك شك في كده ، انا مفيش في حياتي اغلي من ليلي ، وهي عارفه ده كويس اوي.

ضحك جودت ساخراً وتابع مضيفاً بمكر وهو يقضم قطعه كبيره من التفاح يلوكها داخل فمه: ومدام انت بتحبها اوي كده ، تقوم تحرمها من الخلفه ، ياراجل ده الواحد ما بيصدق يتجوز اللي بيحبها علشان يخلف منها حته عيل ، مش يتطلع حجج فارغه زي ما انت بتعمل .

* كاد كل من جواد وفارس ان يردوا عليه ، الا ان ليلي قد سبقتهم ورد بما الجمه واصابه بالخرس: متهيألي يا جودت ان ده موضوع خاص بيا انا وفارس بس ، وبدل ما انت شاغل بالك بينا اوي كده ، روح انت اتجوز وخلف زي ما انت عاوز !!!!!

* كز جودت علي اسنانه بغيظ من احراجها له بهذا الشكل امام غريمه، ببنما نظر له جواد بحنق فهو اصبح لا يعرف شقيقه ، ومن الواضح انه لازال يضع ليلي في راسه ويحاول ان يوقع بينها وهذا ما لم يسمح به ابداً !!!!!    

قوليله يا ليلي يا بنتي ...ده انا غلبت معاه رافض يتجوز نهائي ، عاوز اطمن عليه وافرح بيه زي اخوه ، بس هو اللي مش راضي... هتف بها الحج ليل رداً عليها وهو يطالع ابنه بنظرات لائمه...

* قطع جودت استكمال حديثهم عنه عندما نهض واقفاً ملتقطاً اشياؤه هاتفاً بفتور: ريح دماغك مني يا حج ، انا مش ناوي اتجوز ، كفايه عليك جواد ، عن اذنكم عندي شغل ....

ثم انصرف مسرعاً من امامهم وهي يغلي من الغضب وهمس من بين اسنانه المطبقه: بقي عاوزاني اتجوز يا ليلي ... حاااااضر هتجوز ، بس هتجوزك انتي ،وده وعد مني ،بس لما ارجع جودت مهران بتاع زمان قبل ما الحادثه تشوهه ...    

*اااااااااااه الحقني يا جواد شكلي بولد ...هتفت بها دانيلا صارخه بألم عندما داهمتها آلام المخاض....    

* الدقائق بل الساعات تمر ببطيء شديد والجميع في حاله قلق وترقب ،الكل يدعي ويبتهل الي الله ، وصوت صرخات دانيلا تشق سكون الرواق الخاص المخصص للولاده ....

اهدي يا جواد يا ابني ان شاء الله خير وهتقوم بالسلامه هي والمولود....هتف بها الحج ليل وهو يربط علي كتف ابن يواسيه بحنان والذي كان يموت من القلق علي زوجته وصوت صراختها يزيده جنوناً عليها...

*دي طولت اوي جوه بقالها اربع ساعات عماله تصرخ ومش عاوزين يولدوها !!!

* معلش يا ابني مش الدكتور طمنك وقالك ان الوضع ده طبيعي علشان دي بكريه وبتطول شويه.، ادعي لها انت بس وان شاء الله خير ....

يارب يا حج ادعي لها انت كمان والنبي ...

* كله منك انتي جواد ، انتي السبب في تعب داني بنتي....هتفت بها السيده ماتيلدا من شده قلقها علي ابنتها الوحيده والتي حضرت مع السائق الذي احضره لها فارس علي الفور ....

* نظر لها جواد بحنق هاتفاً بغيظ: والنبي مش وقتك يا ماتي دلوقتي خالص ....

لا وقته انتي واحد قليل الادب بيهمك نفسك وبس مش مهم عندك صحه داني ....

* ضرب جواد كف بالاخر متعجب من هذه السيده الغريبه والتي تتهمه باتهامات باطله!!!

يا ستي هو انا كنت عملت ايه غلط ، واحد ومراته بتولد ابنه ايه الغريب في كده ، وبعدين يعني هو انا عملت حاجه غصب عنها ما كله كان بموافقتها ورضاها دي مراتي علي فكره لو مش واخده بالك!!!!!

* كادت ان ترد عليه بما يليق بوقاحته ولكن انفتاح الباب وخروج الممرضه وهي تحمل علي ذراعها لفافه صغيره بيضاء هاتفه ببشاشه: الف مبروك يا سعادت البيه ، المدام قامت بالسلامه وجابت لحضرتك ولد ماشاء الله زي القمر ....

* بقلب مضطرب وايد مرتجفه اقترب منها جواد يمد يده يحمل صغيره بين ذراعيه ....

شهور غريب اجتاج قلبه واختلجت دقات قلبه عندما نظر الي وجهه الملائكي الصغير ...

كان صغير الحجم، مغمض العين ، وله شعر اسود لامع كسواد الليل ...

دمعت عين جواد ونظر الي ابيه هاتفاً بسعاده: ليل ...

ليل جواد ليل مهران !!!!

*دمعت عين الحج ليل تاثراً برؤيه حفيده ومد يده يأخده من ابنه مقبلاً جبينه والدموع تغرق عينه من شده السعاده واخد يأذن ويكبر باسم الله في اذن الصغير....

* الف مبروك يا صاحبي يتربي في عزك ان شاء الله.

قالها فارس وهو يعانق تؤام روحه بسعاده حقيقه...

وفي عزك انت كمان ما انت عمه وانت اللي هتربيه معايا ، ...

* بس انتي وهي مفيش حد هيربي قلب آنا غيري انا ، ولا عاوزاه يطلع قلبل الادب زيك ...

هتفت بها ماتيلدا وهي تحمل الصغير بين يديها بحب وحمايه وغادرت مع ليلي برفقه المربيه لمساعدتها في تحميمه والباسه ملابسه!!!!

* نظر جواد في اثرها مدهوشاً مذبهلاً : دي خدت الواد ومشيت، خدت ابني !!!

يا ماتي ... يا ماتيلدا... انتي يا وليه استني هاتي الواد..

قالها وهو يهرول خلفها ، بينما ذهب الحج ليل وفارس للصلاه ، اما جودت فكان يراقب ما يحدث من بعيد بغل فدائماً جواد متميز ومتفدم عنه بخطوه كعادته .....    

...............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

.............................................................    

* اقام الحج ليل عقيقه ،وذبح الكثير والكثير من الذبائح واطعم اهل بلدته والبلاد المجاوره احتفالاً بقدوم اول احفاده ، الغالي ابن الغالي كما يناديه...    

*انتهت دانيلا من اطعام صغيرها ووضعته في مهده الصغير وقامت كي تستعد للنزول لاسفل لاستقبال التهاني من الاهل والاقارب....

*خرج جواد من الحمام الملحق بغرفته يجفف خصلات شعره الناعمه التي ورثها منه ابنه ، لمح زوجته تقف امام الدولاب بقميص اسود حربري ذات حملات رفيعه انعكس مع بياض بشرتها وشعرها الاشقر فاعطاها سحراً خاص بها وحدها ...

دارت عينه علي جسدها النحيف الذي امتليء قليلا بشكل مغري مع الحمل والولاده فزاده جمالاً وانوثه ..

اقترب منها بخطوات متمهله وعينيه تلتهمها التهاماً، احاط خصرها من الخلف وضمها الي صدره القوي مقبلاً خلف اذنها هامساً بخفوت بانفاس ملتهبه بنيران الشرق والرغبه: وحشتيني اوي يا داني ....

* استدارت بين يديه مطوقه عنقه بذراعيها هامسه امام شفتيه بعشق: وانت كمان وحشتني اوي اوي يا حبيبي ...

*التهم شفتيها في قبله حاره مشتاقه متطلبه ، سالباً منها انفاسها ويديه تزيد من ضم جسدها اللين الي جسدع الصلب المتصلب!!!!

*فصل القبله لاهثاً وهو يسند جسدها المتراخي علي الدولاب خلفها موزعاً قبلات حسيه ملتهبه علي طول عنقها ومقدمه صدرها هاتفاً بلهاث: وحشتيني اوي يا داني ، مشتاق لك اوي ومحتاجك لك اوي اوي ...

* اجابته بانفاس منقطعه : وانت كمان يا حبيبي وحشتني اكتر ، بس معلش استحمل واصبر شويه .

* اكتر من كده مش هقدر ، انا بنهار !!!!

* معلش يا روحي كلها اربعين بوم وابقي كلي ملكك...

* توقف عن تقبيلها وتخشب جسده لثواني وهتف بنبره مستنكره: نعم يا اختي اربعين يوم ليه ان شاء الله .

* كتمت ضحكاتها علي تذمره وهتفت تسترضيه: هو كده يا حبيبي ، دي فتره النفاس لازم تبقي كده وبعدين الدكتور قالي كده وماما كمان ...

* اااااه امك بقي هي الحكايه كده ، طب يا اختي خالي كلام امك ينفعك ، ما هي اصلها حطاني في دماغها بس علي مين وديني ما انا سايبها مش كفايه عامله كماشه علي الواد ابني ومش عاوزاني اقرب منه ...

اما وريتك يا ماتيلدا يا بنت ام ماتيلدا ما ابقاش انا جواد مهران ....!!!!!    

*اقترب جودت من شقيقه يقدم له هديه ذهبيه ثمينه تليق بحفيد عائله مهران ...

الف مبروك يا جواد يتربي في عزك وعز جده ان شاء الله....

الله يبارك فيك يا جودت عقبالك .. بس ليه مكلف نفسك كده ، ده انت حتي عمه ....قالها جواد بصدق مستغرباً الهديه الباهظه التي اهداها اياه ، فقد كانت عباره عن قلاده ذهبيه معلق بها اسم ليل مرصعاً بالالماس!!!!

* انت قلتها بنفسك انا عمه يعني زي ابوه مش كده ولا ايه ، ولا انا مشبهش لفارس !!!

*نظر له جواد مطولاً هاتفاً بجمود : انت اه عمه ، بس مش زي فارس ولا هتكون ....!!!

* ضحك جودت ساخراً متغاضياً عن جملته الاخيره متحدثاً بخبث: تمام ... بس علي فكره انت مش محتاج تسمي اسم ابنك علي اسم ابوك ، انت من غير حاجه الحيله واللي علي الحجر ، مش محتاج تعمل حركه زي دي علشان تقرب منه اكتر من كده ....

* ده في خيالك المريض بس يا جودت ، ابونا عمره ما فوق بينا وانت عارف كده كويس ، انت بس اللي بتشوف ده وحابه ومصدقه وعايشه ...ربنا يهديك ويصلح لك حالك يا ..يا اخويا ...!

قالها وغادر من امامه حتي لايزيد الامر بينهم سوء اكثر من ذلك ، فهو لايريد لاحد ان يشعر بما يدور بينهم ....

* تطلع جودت في اثره بنظرات غامضه وعلي ثغره ترتسم ضحكه خبيثة ، عاد بنظره الي الخلف فوجد الصغير غافي في مهده بسلام ...

اقترب منه ونزل علي ركبتيه حتي وصل الي مستواه، مد يده يتحسس وجنته الصغيره الحمراء القطنيه بحنو...

فتح الصغير عينيه العسليه ونظر اليه بها ببراءه ، نظره اصابت رجفه في قلبه المشوه ، فشعر بشعور غريب نحو هذا الصغير لا يعرف ماهيته ، ولكن الذي ادركه ان هذا الصغير احتل قلبه دون استئذان !!!!

مد يديه وحمله ضامماً اياه نحو صدره بحنو حقيقي اول مره يشعر به تجاه احد ....

* ااااااه ....ليل ....ليل جواد مهران .... ابني اللي مخلفتوش !!!!!    

...............................................................

"رواية في هويد الليل بقلمي لولا نور"

الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.

...............................................................    

* كان جالساً علي الفراش يقرأ في احدي الكتب، ولكنه لم يفقه شيء مما قرآه بسببها !!!

تلك الحوريه التي ستصيبه بنوبه قلبيه في يوم ما بسبب سحرها وفتنتها التي تزداد يوم عن الاخر ...

لقد مر عام علي زواجهم ، كيف ومتي مر لا يعلم ، عام يعيش مع حوريته في الجنه ، يذوب بها وفيها ، يعشقها بشكل جنوني وتبادله هي العشق بعشق اكبر واقوي ....

* لمحت نظراته لها في المرآه ، تلك النظرات التي ترضي انوثتها وغرورها ....

ارادت المزيد من نظراته ، فزادت من الدلال والغنج حتي تشعله اكثر فاكثر ...

رشت بعض قطرات من عطرها الذي يعشقه، عطر عربي اصيل مزيج من المسك مع الفانيلا يجعل لها سحر خاص بها وحدها ....

سارت نحوه بخطوات متمهله ، واسقطت الروب الحريري عن اكتافها ببطء افقده صوابه وزاد من قوه رغبته بها وهو يتطلع في جسدها المهلك لاعصابه!!!!    

* رمي الكتاب ارضاً وفتح لها ذراعيه كي تسكن في مكانها الوحيد والصحيح ، داخل احضانه تضمها ضلوعه وتهدهدها دقات قلبه النابضه بعشقها ...

همس بيحه رجوليه جذابه: حوريتي..!!!

* وضعت راسها فوق مضخته النابضه بجنون عشقها: قلب وعمر حوريتك ....

* طبع قبله مطوله فوق جبينها مغمض العين متنهداً بعشق ، واستمروا علي هكذا وضع لفتره ، حتي قطعت هي الصمت هاتفه برقه: شوفت ليل وجماله ...

اجابها بهمهمه وهو مازال علي وضعه: امممم.

* مش نفسك يكون عندك بيبي زيه؟؟

* اجابها نافياً بحسم : لا مش عاوز ....

* تصلب جسدها بين ذراعيه ، فشعر بها علي الفور ، وفي ثواني كان يقلب الوضع ويشرف عليها بجسده الرجولي وتحاصرها انفاسه الساخنه التي تلهب بشرتها بنيران شوقه ، والموج الثائر بصخب داخل مقلتيه التي تحكي لها الكثير والكثير وتعدها بالاكثر..

طبعاً مش عاوز ولد زي ليل علشان يشاركني فيكي وفي حبك ، انا عاوز بنوته حلوه وزي القمر زيك ، تكون شبهك ، ويحتها من ريحتك ، ساعتها هكون اسعد رجل في الدنيا دي كلها ...

*اتسعت ابتسامتها العاشقه وهتفت بدلال اذابه: واشمعنا انا بقي تجيب لي بنوته تشاركني حبك ليا.  انا عاوزه ولد ويكون شبهك وعنيه لون عينك ....

قبل ارنبه انفها واضاف: انا عاوز بنت ، نفسي اول خلفه ليا تكون بنت ، وبعدين انا عاوز اكون الرجل الوحيد في حياتك مفيش رجل غيري ....

* هتفت باستسلام: ماشي يا سيدي امري لله ، بنت ..

بس بشرط تكون عينيها بلون عينك ...

* اجابها وهو يخلع عنه سترته: لا الموضوع ده محتاج تركيز كبير اوي مني علشان اقدر اظبط درجه اللون ، ومن هنا لحد ما تخلصي جامعتك ، اكون انا كمان قدرت اوصل للون اللي انتي عاوزاه ...

بس ده بقي محتاج منك قوه تحمل وصبر علشان انا مهندس يعني لازم احط الاساس المتين اللي يستحمل وبعد كده ابدا بناء ....

* تعالت صوت ضحكتها علي تشبيه الغريب ولكنها لم تدم طويلاً فقد اخذ شفتيها الضاحكه في قبله شغوفه ملتهبه ، مغرقاً اياها في بحر عشقه الهادر بجنون واضعاً اولي حجر اساس بناءه بها .......

..................

* اعتدل من فوقها لاهثاً والعرق يتصبب من جسده بغزاره ، فقد كان يضاجعها بقوه وجنون ، ليس لرغبته بها ولكن لكي يخرج بها غضبه وحنقه مما يحدث معه ...

نهض من جانبها مرتدياً بنطاله ، تناول زجاجه الخمر واخذ يتجرع منها بنهم ، واشعل سيجاره واخذ يسحب منها الدخان الاسود يملئ به رئتيه عله يطفي لهيب قلبه المشتعل بنيران الغضب والحنق!!!!!

* ارتدت ملابسها واخذت تتطلع اليه بقلق ،فحالته اليوم غريبه ، تشبه حالته يوم زفاف شقيقه...

ابتلعت ما في جوفها واستجمعت شجعاعتها وهتفت تناديه بقلق: جودت .... سي جودت ...

عاوزه ايه ؟؟

* هتفت بتوتر: كنت عاوزه اقولك علي حاجه كده .

* ودون ان ينظر لها ، تناول محفظته واخرج منها رزمه ماليه كبيره والقاها علي الفراش جانبها دون ان يتفوه بحرف واحد ...!!!!

* غامت عيناها حزناً وهي تتطلع الي النقود التي الملقاه بجانبها ، ثمناً لمتعته معها ...

ثمناً بخساً باعت به نفسها وشرفها للرجل التي احبته وظنت انه يحبها مثلما تحبه، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت انها مجرد جسد يشتهه يفرغ به شهوته وغضبه مثلما فعل اليوم ليس الا...!!!!!

* ابتلعت غصه تسد حلقها ومنعت نفسها من البكاء فهي تستحق ما يحدث معها ، هي من فرطت في شرفها وعرضها تحت مسمي الحب ...

خيرك سابق مش عاوزه فلوس !؟؟!

* اومال عاوزه ايه اخلصي ، انا مش فاضي لوجع الدماغ بتاعك ده ...!!

* هتفت بنبره مرتعشه : انا ...انا حامل ...!

🖤دمتم ساالمين ت🤍...


     الفصل السابع والثامن والتاسع من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات