
رواية حياة عانس
الفصل الثالث 3 والاخير
بقلم شيماء سعيد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله🌹
والدة يوسف...ايوه كده خاف منى ههههه
يوسف...حبيبتى أنتِ يا ست الكل .
كلميهم بقا وانا جمبك اهو مش عمل صوت .
فضحكت والدته بقولها....لا مؤدب يا ضنايا .
ثم اتصلت بوالد حياة ، الذى ظهرت البشاشة على وجه عندما رأى اسم والدة يوسف على شاشة هاتفه .
والد حياة.......الحاجة ام العريس بتتصل ، شكل الموضوع جد يا ام حياة .
والدة حياة...طيب يا خويا ماترد قبل متقفل بسرعة ، احنا مصدقنا .
والد حياة ...هرد اهو....السلام عليكم يا حاجة .
والدة يوسف ......وعليكم السلام يا حجيجة ، ايه الاخبار خلصت يا حاج ولا لسه ؟
عشان العريس قاعد على نار مستنى يجيب المأذون ويقعد مع عروسته شوية .
اتسعت عين يوسف غير مصدق لما تفوهت به والدته فأمسك بطرف ملابسها وجذبها ليلفت انتباها....هو مين ده اللى قاعد على نار ، عادى عادى براحتهم .
فنظرت له والدة نظرة صارمة فآثر الصمت .
والدة يوسف.....والله يا حاج احنا حبناكم كده على طول وزى مبيقولوا سيماهم فى وجوههم .
والد حياة ....الله يعزك يا حاجة .
بس يعنى كتب كتاب كده على طول ، يعنى ملهاش لازمة السرعة دى ، لما الولاد ياخدوا على بعض الأول .
والدة حياة....والله يا حاج انا ندرتها خلاص وحلفت، وانا هجبلك دلوقتى رقم المستشفى اللى شغال فيها ابنى يوسف واتصل بيهم واسئل وشوف هيقولولك ايه ؟
من غير مقول انا ، إنه طيب وعلى نياته ودمه خفيف وسخى كده وكمان حليوة زى ما انت شوفته وفوق ده كله بيعرف ربنا ، بس انا مش عايزة اكلم كتير ههههه
والد حياة.......والله الجواب ظاهر من عنوانه واحنا فى بيت ربنا وتوكلنا عليه .
طيب يا حاجة احنا فى فندق اسمه الحرم الدور الخامس غرفة ٣.
والدة يوسف ...على بركة الله ، احنا فى الطريق مع المأذون وحضروا البطاقات وياريت الشربات .
وما أن أتم والد حياة المكالمة حتى صرخت حياة قائلة...لا يا بابا ، بلاش بالله عليك ، انا مش حمل صدمات تانى وكمان كتب كتاب يعنى ابقى زوجة فى ساعتين ، لا قلبى ميتحملش كل ده .
مش عايزة اتجوز يا بابا خلاص .
والدة حياة وقد تملكها الغضب ...لا انتِ كده هتجننينى بجد وهتجن عليكِ كمان يا بت بطنى ، حد يقول لدكتور لا وكمان جواز على طول مش تعبنا قبل كده من الخطوبة لكن كده خلاص نستريح بقا.
حياة بلوم وعتاب ....يا ماما ارجوكِ افهمينى .
والدة حياة...مش عايزة افهم والله لو موفقتيش مش هكون امك ولا اعرفك .
والد حياة.. ...استنى بس يا حاجة.
والدة حياة...لا مستناش وهتتجوزه يعنى هتتجوزه .
أقترب والد حياة منها وربت على ظهرها بلطف وحنان قائلا...بصى يا بنتى انا لو كنت مش مستريح للجوازة دى ، كنت وقفت معاكِ لكن صراحة الراجل شكله كويس مش عشان دكتور لا شكله ابن ناس فعلا وامه ست كويسة ، فليه لأ.
حياة بخجل......مهو عشان كده ، خايفة يعنى يا بابا اتعلق بيه وبعد كده ميحصلش نصيب وساعتها ارجع أسوء مما كنت فيه .
والد حياة...لا متقلقيش يا بنتى وتفائلوا بالخير تجدوه .
لم تجد حياة ما تتفوه به سوى كلمة ....يارب انت عالم بحالى.
وما هى إلا دقائق حتى وصل يوسف ومعه المأذون والشهود .
وتم عقد القران الذى مر فى لحظة كانت باللنسبة لحياة حلم أما يوسف فكان غير مصدق أنه فعلا تزوج .
ولكن عندما سمع صوت إطلاق الزغاريد من والدته تيقن إنه وقع بالفخ فعلا .
فاختلس النظر إلى حياة ثم همس ....هى حلوة وفعلا فى حاجة بتشدنى ليه ، بس انا مش قادر استوعب انى اجوزت وحدة كده فى غمضة عين وانا اللى كنت فاكر نفسى هعيش قصة حب الاول نارية وبعدين أتجوز .
لا انا كده اضحك عليه ، ثم وجد نفسه يقول ....هو فين المأذون ؟
لتنتفض حياة ويتغير لون وجهها قائلة بتلعثم.....ايه هطلقنى ؟؟؟
اهتز جسد يوسف عند سماع تلك الكلمة ونظر إليها فوجد الدموع تملىء عينيها ، فوجد نفسه اقترب منها بدون شعور ليزيح تلك الدمعات عن عينيها ، لترتجف هى من لمساته تلك فتراجعت بعض خطوات للوراء خجلا .
لتجده يقول....اسف ، انا طبعا مش قصدى دى ، لتأتى والدته من ورائه هامسة...امال قصدك ايه ؟ منا عرفاك فقرى وملكش فى الطيب نصيب .
يوسف....يا ماما مش قصدى .
والدة يوسف...بس اسكت , انا هصلح الموقف .
هو يا بنتى اتلهى فى جمالك ونسى يحاسب المأذون بس خلاص يا دكتور ، انا قومت بالواجب.
ويلا خد عروستك وروح كده الحرم صلوا ركعتين لله ، وبعدين اتمشوا شوية اتكلموا مع بعض .
ثم همست له مرة أخرى ...وعارف لو قولت كلمة كده ولا كده .
يوسف.....عارف متقلقيش يا ست الكل .
وبالفعل ذهبا الاثنان للحرم وصلوا لله ركعتين كل منهما فى المكان المخصص له واتفقا على اللقاء فى مكان محدد .
وعندما انتهى يوسف من الركعتين وهمّ للرجوع وخطى خطوات بالفعل للعودة للفندق .
كان هناك ما يشغل عقله فبدء يحدث نفسه .....هو انا ليه حاسس إنى ناسى حاجة .
بس مش عارف ايه ؟
الموبيل اهو فى ايدى ، المحفظة فى جيبى ، يمكن نسيت الشبشب الجلد ، هو فى ايه يا يوسف ما انت لبسه فى رجلك اهو هههههههههههه .
امال ناسى ايه ، ثم توقف لحظة عند سماع من ينادى عليه .....يووووووسف يووووووسف .
انت ماشى وسيبنى ؟
فالتفت يوسف لمصدر الصوت وعندما رأى حياة خبط على جبهته قائلا.....اه افتكرت انى مجوز صح .
فاقترب منها على خجل متعلثما ....حيااااة انا مش عارف اقولك إيه ؟
ولكنه تفاجىء بها تبتسم ابتسامة عذبة ساحرة حتى أنه ارتبك وحدث نفسه ...ايه يا يوسف ، مالك ؟
معقولة اتخشبت من ضحكة ، لا لا دى مراتك مش حب يا جدع اللى كان نفسك تعيش فيه .
يوسف مندهشا ...ممكن افهم انتِ بتضحكى ليه ؟
حياة بخجل ....أصل موقفك وانت ناسى انك لسه مجوز فكرنى بوحدة قريبتنا كانت لسه مخلفة اول طفل ليها وفى يوم نزلت عشان تروح لمماتها .
نست أن ليها ولد سبته جوه الشقة ونزلت السلم لغاية آخره وراحت مسوطة.
....ابنى ابنى ، انا نسيت ابنى فوق .
فضحك يوسف قائلا...لا دماغها فايقة زى حالاتى .
ثم سارت حياة بجانبه فى طريق العودة بدون أن تنبس بكلمة ، منتظرة منه أن يبدء فى الحديث .
ولكنه كان مشغول بحديث نفسه ....مالك يا يوسف أنا كنت فاكر نفسى أول مرتبط مش هبطل كلام ، مش عارف معاها بقيت بجم ليه كده ومش عارف ابدء منين ؟
طيب اقولها ايه ؟ ده خلاص قربنا على الفندق وامى لو سئلتنى قولت ايه ؟ هقول ايه ؟
فتلعثم يوسف قائلا ....بصى يا انسه حياة .
حياة بإستنكار ...آنسه ، أنا أظن مراتك دلوقتى ، ولا نسيت تانى ؟
فقولى يا حياة على طول .
يوسف.......اه حياة ، بصى انا مش عارف ابدء معاكى منين بس احنا قربنا نرجع الفندق ولازم يكون شكلنا مرتاحين ومبسوطين قدام والدتك ووالدتى .
حياة ..يعنى عايزنى أمثل أننا مبسوطين ؟
يوسف ...مش تمثيل يعنى بس عقبال مناخد على بعض مع الوقت .
اقولك ندخل عليهم واحنا بنغنى رومانسى .
اغنية حلوة بتاعة شادية وفريد الأطرش .
شادية: ياسلام على حبي وحبك وعد ومكتوب لي أحبك
ولا نامش الليل من حبك يا سلام على حبي وحبك
فريد: يا سلام على حبي وحبك ده ماكان على بالي أحبك
ولا نامش الليل من حبك ياسلام على حبي وحبك
شادية: يا حبيبي هواك جنني والشوق ملاني جراح
وحياتك تبعد عني وتسيبني عشان ارتاح
فريد: وأنا يعني ماسك فيكي ؟ ماهو قلبي المشغول بيكي
شادية: حبك سهرنيييي
فريد: أنا زيك برضه
شادية: ربي يصبرني
فريد: ايوه أنا فى عرضه
شادية: اعذرني لاني بحبك مابنامش الليل من حبك
ياسلام على حبي وحبك وعد ومكتوب لي احبك
والدة يوسف بإبتسامة زينت ثغرها ....يا عينى على الحب اللى مقطع بعضه .
شوف الواد اللى مكنش عايز يجوز ، اهو غرق فى بحر الحب .
مال يوسف برأسه قليلا خجلا ولم ينبس بكلمة ، ثم استأذن بالخروج مع والدته وتابعته نظرات حياة التى فى كل خطوة منه كان يسقط قلبها خوفا ووجعا فهى لا تنكر أن تعلقت به وتخشى أن تفقده هو الأخر .
فتعلق الدمع بعينيها واستأذنت والداها بالذهاب للحرم مرة أخرى لعلها تجد هناك الطمأنينة لقلبها .
والدة حياة ....بس يا بنتى الوقت متأخر فارتاحى ساعة كده وهننزل خلاص كلنا لصلاة الفجر .
ولكن والداها كان يشعر بما فى قلبها فأذن لها ....روحى يا بنتى ، وربنا بإذنه هيراضيكى ، انا عندى ثقة فى كده .
فهزت حياة رأسها وسارعت للحرم مرة أخرى تسكب عبراتها على باب الكعبة تناجى ربها .
يارب أنا جايه وعارفة إنك مش هترجعنى إلا وأنا مجبورة ، يارب انت رزقتنى يوسف من حيث لا احتسب ومن غير حول ولا قوة منى ، فاحفظه لى بحولك وقوتك وكما قذفت حبه فى قلبه ، فاقذف حبى فى قلبه حتى يوم ألقاك .
......
فى غرفة يوسف ووالدته ..
والدته.....انا كنت عارفة ٱنك هتحبها ، دى شكلها غلبان وطيبة اوى وحبوبه كده وانا حبتها اوى .
وان شاء الله نرجع نظبطلكوا الشقة اللى فى الدور التانى ونجيب الفرش وتجوزوا وأفرح بيكم .
امتعض يوسف من حديث والدته قائلا ...يا ماما هو سلق بيض ، مش كده وحدة وحدة يعنى ، مش كفاية اتجوزت وحدة يدوبك عارف اسمها بس .
والدة يوسف بغضب....انت دماغك رجعت فوتت تانى ؟
البنت انا شايفاها ماشاءالله ، فليه التأخير والكلام الفاضى ده ؟
يوسف...انا منكرش انها حلوة وشكلها اخلاق وطيبة ودمها خفيف كمان بس ..!
والدة يوسف....بس ايه وعايز ايه تانى بعد اللى قولته عليها ؟
يوسف....محتاج الحب .
اقتربت والدته منه بحنو واجلسته بجانبها ...بص يا حبيبى ، الحب مش مجرد نظرة أو كلام ، الحب مواقف وعشرة بالمعروف هو ده الحب اللى بيستمر ، الحب يعنى انت وهى تتقبلوا بعض بالسلبيات قبل الإيجابيات ، الحب يعنى تلاقيها جمبك وانت غارقان فى حزنك وانت كمان اول واحد تكون ماسح دمعتها ، تكون ليها راجل بجد يخفف عنها مش يزودلها آلامها .
الحب مشاركة فى كل كبيرة وصغيرة يعنى تكون جسدين فى روح واحدة ، فاهم يا حبيبى ده الحب الحقيقى مش الحب النارى بتاع الافلام والمسلسلات الحب السخن المولع ده اللى بشوية مايه بيطفى .
تنهد يوسف بحرارة ونظر لوالدته بحب .....جميل يا امى الكلام ده وانا فعلا نفسى أعيشه ومنكرش إنى انجذبت ليها بس مش عارف مالى ؟
والدة يوسف ....سبها على الله يا ضنايا ، بس خليك ظريف معاها ومضيعهاش من ايدك عشان متندمش ، وادعى ربنا كتير وقول يارب إن كان فيها خير قربها منى ، وانا متأكدة أن البنت دى هتكون سبب سعادتك .
يوسف .....يارب .
...........
فى منزل حياة بعد انتهاء العمرة والعودة للمنزل .
حياة ....انا مش مصدقة ، حاسه زى مكون فى حلم وخايفة اصحى منه .
والد حياة ....لا يا قلب بابا دى حقيقة وربنا عوض صبرك خير .
حياة بقلق....هو فعلا انسان رقيق وكويس بس مش عارفه ليه بيسرح كتير وهو معايا ، خايفة إنه يكون مغصوب ومقدرش أدخل قلبه .
والدة حياة....يا بنتى افرحى شوية وسيبى الافكار الوحشة دى وانا متأكدة إن المرة دى هى الأخيرة وهتتهنى وهتعيشى حياتك سعيدة ، بس قولى يارب .
حياة بقلب يهتز .....يارب .
ثم جاءت مكالمة من اختها بدرية.
والدة حياة......الله يسلمك يا حبيبتى ، وخدى باركى لحياة ربنا كرمها هناك بالزوج الصالح وكمان شهر دخلتها بإذن الله .
شهقت بدرية.......ايه وكمان بعد شهر ، ده ايه حظها ده .
والدة حياة وهى تستعيذ بالله ...الله اكبر وبيعوض يا اختى ، قولى ربنا يتمم بخير .
ثم أغلقت الهاتف متمتمة المعوذتين .
.......
هدير بإستغراب.....مالك يا ماما ، من ساعة مكلمتى خالتى وأنتِ مش على بعضك .
حركت بدرية شفتيها يمينا ويسارا باستنكار قائلة...بت خالتك البيرة جاية من العمرة شاقطة عريس وقال ايه كمان دكتور ودخلتها بعد شهر شوفتى الحظ .
تنهدت هدير وابتسمت قائلة ... والله طيب الحمد لله ، ربنا عوض صبرها خير ، ربنا يسعدها ، تستاهل كل خير .
بدرية بغيظ....فرحانة يختى ، زى مفرحانه بقعدتك جمبى وجوزك ده اللى مسئلش فيكِ ولا فى عيالك .
قومى ألبسى وانا هخدك أوديكِ ليه ، ده زى مصدق يخلى مسئوليته ويعيش حياته ، بس والله هخدك ليه تكتمى على نفسه .
ابتلعت هدير ريقها بغصة مريرة واحترق الدم فى عروقها قائلة باستنكار ...عايزة تودينى ليه يا ماما بعد كل اللى عمله فيه ، مد ايده عليه وفتح باب الشقة وطردنى انا والعيال بهدوم البيت .
بدرية.......ياما بيحصل فى البيوت يا بنتى ، المهم ترجعى لبيتك وهو اكيد لما يشوفك رجعتى هيقول بنت اصول وخايفة على بيتها وهيقدرك .
هزت هدير رأسها بخيبة أمل قائلة....كان قدر قبل كده لما برده رجعتينى ، ده لسه بيعايرنى بيها ويقولى امك مستحملتكيش ورجعتك فبوسى ايدك وش وضهر وعيشى بلقمتك ومسمعش صوتك وبرده هعمل اللى انا عايزه ولو مش عجبك الباب يفوت جمل .
نكست بدرية رأسها وحدثت نفسها ....يعنى البت البيرة دى تجوز وتتهنى وبتى انا تقعد فى أربيزى بعيالها لا لا يمكن ، هخربها عليها زى ما بيت بتى اتخرب ، بس اعمل ايه ؟؟
هدير....أنتِ بتكلمى نفسك يا ماما .
بدرية بغضب..اسكتى خالص ، وخشى البسى ارجعك بيتك.
فقامت هدير غاضبة صارخة بقولها...ماشى هرجع بس متزعليش لما أرجعلك جثة بعد ميموتنى بإيده من كتر الضرب .
ثم تمتمت بدموع القهر ...حسبى الله ونعم الوكيل .
.........................
فى ذلك الشهر
خرجت حياة كثيرا مع والدتها ووالدة يوسف لشراء كل ما تحتاجه العروس فى بيتها .
أما يوسف فكان كعادته مشاعره مضطربة لا يفهم نفسه .
يوسف...وبعدين معاك الفرح خلاص قدامه يومين وانت لسه متلخبط ، مش عارف انت عايز ايه ؟
.....مش عارف ؟
....طيب مش عايزها سبها؟
.....لأ مقدرش ؟
....ليه ؟ ما انت بتقول مش هو ده الحب اللى كان بالك فيه ؟
.....بس برده فيه حاجة بتجذبنى ليها .
....مش يمكن انت بتحبها بس مكابر ، ومش عايز تعترف عشان لسه بتفكر فى كلام الرويات انك هتشوفها صدفة ونظرات بقا وحب مولع ومقابلات وبعد كده جواز .
.....لا معقول تكون حبتها
.....اه يا يوسف بتحبها
.....طيب ازاى ؟
....هقولك مش قلبك لما بتشوفها بيدق ، غير رعشة ايدك ، غير لمعان عينيك وانت بتكلمها .
....اه بيحصل
.....يبقى حب ولا مش حب يا متعلم يا بتاع المدارس .
....اه بحبها ،بحبك يا حياة .
طيب هتفضل تكلم نفسك كتير كده ، اتصل بيها وقولها حرام عليك البنت لغاية دلوقتى مسمعتش منك كلمة حلوة ، مع أن عينيها ياما فهمت منها أنها بتحبك .
.....عشان ذوقها حلو ، انا عارف نفسى.
يا اخويا بطل نفخ فى نفسك .
......خلاص هكلمها زى بعضه .
.........الو...
حياة....معقول بتتصل مش عوايدك يعنى ؟ انت عيان ولا حاجة ؟
يوسف بحرج ...معلش انا عارف انى مقصر ، بس فجأة جيتى على بالى وحسيت يعنى إنك ...
حياة....إنى إيه ؟
يوسف ...وحشتينى .
تلون وجه حياة بالحمرة ووقفت الكلمات فى جوفها ولم تعلم بما ستجاوبه ؟
ولكنه شعر بصوت أنفاسها وكأنه يراها أمامه فابتسم لخلجها .
يوسف.....ها مردتيش عليه .
حياة....انا مش عارفة اقول ايه؟
يوسف ...قولى اى حاجة يا زوجتى.
حياة بإبتسامة .....توحشك العافية يا دكتور .
يوسف بضحك...ماشى يا نعمة كنتِ قولتى يا بيه بالمرة
حياة ...وبعدين متكسفنيش ، كويس انى عرفت اقول حاجة.
يوسف... ..طيب ايه رئيك أعزمك على العشا؟
حياة......ولزمته ايه المصاريف ، كفاية اللى صرفته فى تجهيز الشقة .
يوسف ....مجتش على اتناشر جنيه سندوتشين كبدة من إياهم .
فضحكت حياة...ربنا يستر ، احنا داخلين على دنيا ولا آخرة.
.....
وبالفعل تقابلوا ولكنه كأنه يراها لأول مرة ، وتحدثت عيناه قبل قلبه وضم يديها لصدره ثم قبلها بحب .
يوسف...أنا طلعت بحبك بجد يا حياتى .
حياة......بجد يا يوسف ولا بتقول كده عشان تراضى ماما الحاجة .
يوسف .....انا منكرش انى وفقت على الجواز بسبب امى لكن معرفش كل ما يعدى يوم بلاقى نفسى مشدود ليكى اكتر من الاول ، لغاية ما قلبى خلاص سلم الراية وفعلا وقعت تحت تأثير عيونك الحلوين .
فأشاحت حياة وجهها خجلا .
يوسف...يا عينى على الجميل وهو مكسوف .
بس يا قمرى لازم تخفى شوية منه ده خلاص قربنا ندخل عش الزوجية ثم غمز لها بإحدى عينيه لتهب واقفة .
يوسف...مالك يا زوجتى ، فيه حاجة قرصتك ولا ايه ؟
حياة.....لا مفيش بس أظن الوقت اتاخر ولازم أروح .
يوسف....هانت يا قلبى وهنروح على بيتنا .
..........
بدرية بنظرة غل وحقد على حياة فى يوم زفافها وهى تراها مبتسمة وسعيدة ويحتضنها يوسف بقلبه قبل صدره .
بدرية...... لا مش معقول البيرة دى تكون سعيدة كده وبنتى انا بقت زى حال الوقف ولا منها مجوزة فى بيتها ولا هى بنت بنوت مستنية عدلها .
انا لازم اعمل حاجة أعكنن عليها بس ايه ؟
....اه مش ابنى مصطفى كان زمان بيحبها وهى رفضته ، وانا جوزته ست ستها .
انا دلوقتي هاخد بتاره منها .
فقامت بدرية وكعادتها فى بث السموم ، همست فى أذن العريس ...مبروك يا ابنى بس انت صعبان عليه ،هتاخد مقلب .
فتغير وجه يوسف قائلا....مقلب إزاى ؟
فضحكت بدرية ثم تابعت ، عروستك كانت وابنى بيحبوا بعض وانت عارف الحب بقا وأخدهم الشيطان يوم وحصل اللى حصل بس ابنى مرداش يجوز وحدة فرطت فى شرفها بسهولة كده وبعد عنها .
وهى راحت تعمل العملية اللى بيعملوها دلوقتى عشان يداروا على جريمتهم .
فغلت الدماء فى رأس يوسف وولكنه تذكر حيائها وخجلها فى مجرد الحديث معها فما باله بأكثر من ذلك .
فعاد لنفسه قائلا...إن بعض الظن إثم ، لا مش معقول .
ثم حدث بدرية ....ولو إنى مش مصدق اللى قولتيه بس حتى لو حصل فإبنك هو المجرم عشان ضحك عليها بإسم الحب وفى الاخر مطلعش راجل وسبها بدل ما يلم عرضه ويستر عليها دى بنت خالته .
فامتعضت بدرية وتلون وجهها ولكنها لم تأبى سوى أن تهدم فرحتها بقولها...والله أنت حر بقا .
انا خلصت ضميرى ، ومش عارفة انا كمان شاكه إنها سحرالك ، عشان ازاى دكتور ياخد وحدة كده من سنه ، كبرت وخلاص كان هيفوتها قطر الجواز .
بس خلاص شكلك عايز تاخد ثواب ، فكمله واستر عليها .
دى بنت اختى برده وأتمنالها السعادة .
ثم ذهبت لـ حياة ...ألف مبروك والله فرحتلك جدا يا بنت الغالية .
ثم قبلتها من وجنتيها وعادت لمقعدها قائلة...اهو برحته بس العيار اللى ميصبش يدوش .
واكيد هيتغير معاها ويأرفها فى عيشتها ويشك فيها ؟؟
.................
لاحظت حياة إنطفاء فرحة يوسف بعض الشيء فدق قلبها وما زادها قلق هو رده بجفاء على سؤالها:
مالك حبيبى فيه حاجة ؟
يوسف ببعض الوجوم....لا مفيش حاجة .
فتجمعت العبرات فى عينيها ونظرت للسماء برجاء....يارب انا منتظرة جبرك زى موعدتنى فأكرمنى .
شعر يوسف إنه كان قاسى عليها وهناك شىء بداخله يؤكد له إنها بريئة مما قالته خالتها ولكن لا يعلم لما هذا الضجيج الذى بداخل عقله ولا يستطيع أن يسيطر عليه .
.......
انتهى حفل الزفاف بين فرحة والدى حياة بإن اخيرا أكرمها الله بزوج بعد سنوات عجاف شق الدمع فيها قلوبهم خوفا عليها أن تترك وحيدة بدون أنيس ولكن هذا خطأ لأن الله أحن واكرم على عباده من البشر .
وبين خوق وقلق حياة من حياتها الجديدة وسر تغير يوسف .
فى شقة حياة ويوسف .
يوسف ...حياة هستأذنك أنزل اطمن على ماما ،معلش دى اول ليلة هتنام فيها لوحدها .
فهشوفها إن كانت محتاجة اى حاجة وهاجى مش هتأخر بإذن الله .
حياة ببشاشة وجه...تحب أجى معاك يا يوسف ، دى مش والدتك انت بس ، دى أمى انا كمان من اول لحظة شفتها حسيت بحنان منها اكتر من أمى ، عشان كده هحاول بكل جهدى أن أكون بنت بارة ليها زيك تمام يا حبيبى .
لمعت عين يوسف وحدث نفسه ....لا مش معقول الملاك دى ابدا تكون عملت حاجة غلط ، منها لله الست بدرية دى ، بس اعمل ايه فى دماغى اللى مش عايزة تسكت دى ؟
ثم خطى خطواته متجها نحو الباب بعد أن أعلمها أنه سينزل إليها وحده الآن. وبعد ذلك لها أن تنزل فى اى وقت لها .
ولكنه تراجع مرة أخرى ووقف أمامها فقبل جبهتها قائلا بحب...مش هتأخر عليكِ يا جميل .
مما أعاد الحياة لقلب حياة مرة أخرى وانتظرته بشوق حبيب إلى حبيبه .
......
ولج يوسف إلى والدته ولكن بوجه غير الوجه المعتاد .
والدة يوسف بمداعبة...انت يا واد سايب عروستك وجى ليه دلوقتى ؟
فصمت يوسف واكتفى بتقبيل يده والدته وجلس بجوارها .
فربتت والدته على ظهره بحنو قائلة بزهو....على فكرة انت طلعت راجل بجد يا ضنايا وانا فخورة بيك .
يوسف بضحك.....انا لسه معملتش حاجة وسبتها فوق بفستان الفرح وجيت أطمن عليكِ.
والدة يوسف...يا واد أكسف مش قصدى على حاجة ، انا قصدى على الرغم من اللى سمعته الا انت كملت الليلة عادى بس كان على باين على وشك الزعل وكنت خايفة على حياة لتاخد على خطرها فى ليلة زى دى .
وكمان نازل وسيبها يا قاسى .
يوسف بإندهاش ....سمعتِ ايه ؟ هو حضرتك كنتِ عارفة ومخبية عليه عشان أدبس انا فى الجوازة دى، معقول كده يا أمى ؟؟
فضربته والدته ضربة خفيفة على كتفه قائلة...تدبس ايه ؟
حياة مفيش اشرف منها وأنت متأكد من كده كويس عشان كده كملت .
يوسف.....امال عرفتى ازاى ؟
والدته......سمعت المخفية خالتها بتقول لبنتها ، لما سئلتها اوعى يا ماما تكونى قولتى كلمة كده ولا كده تزعلى بيها حياة تانى.
راحت المخفية قايلة....انا قولت اللى فيه النصيب ، عشان أخد بتار اخوكِ لما رفضته زمان .
هدير....هى رفضته عشان كانت شيفاه زى اخوها يا ماما .
يا خوفى قولتى ايه بس ؟
بدرية .....قولت بقا اللى قولته ملكيش دعوة أنتِ
والدة يوسف...ففهمت كده يا ابنى أنها قالت حاجة وحشة والعياذ بالله .
بس انا عرفاك راجل وعارف ربنا ومش بتسمع لحد من غير بينة .
وما أن تأكد بالفعل يوسف من براءة حياة التى كان يعلمها جيدا ولكن الشيطان كان يوسوس له حتى سجد فى الارض شاكرا الله إنه لم يتسرع وتأنى حتى لا يظلم تلك العفيفة الطاهرة .
ثم رفع رأسه وأسرع للباب.
والدته بضحك....على فين يا دكترة؟
يوسف....معلش يا امى ورايا عملية مستعجلة ، اشوفك بكرة ان شاء الله .
والدته بدعاء لهم ....ربنا يسعدكم ويهنيكم ويبعد عنكم العين يا ضنايا
وأفرح بعيالكم .
...........
وقضى يوسف مع حياة اجمل ليلة لحياة زوجية بدئت بطاعة فى بيت الله فتخللتها السكينة والوئام .
ولكن فى يوم أستافقت على نومها من مكالمة من والدتها .
حياة.... السلام عليكم .
والدة حياة باكية....البقاء لله فى خالتك بدرية ، ثم بكت بقهر .
حياة والدموع تسابقها....الله يرحمها وهدى نفسك يا ماما كلنا إلى الله راجعون وربنا يصبر اولادها .
والدة حياة....اصلوا اللى حارق فى نفسى إنها ماتت فى الحمام وهى بترجع فى** **ولم تمتلك نفسها وانهارت باكية .
حياة...لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يرحمها ويرحمنا إذا سرنا إليها .
انا هجهز وأنزل أعزى معاكِ .
والدة حياة...لا يا حبيبتى بلاش أنتِ لسه فى أول شهور الحمل وتؤم كمان والحركة خطر عليكى ، خليكِ مستريحة وانا هروح .
...........
وعدت أشهر الحمل بسلام لترزق حياة بثلاثة توائم
مكة وعمر وابو بكر
وكان يوسف لا يناديها دوما إلا يا حياتى يا ام عيالى .
فذكرنى بسيدنا على رضى الله عنه وأرضاه
مع السيدة فاطمة
"بعد زواجهما يقول سيدنا عليّ : فأحببتها حبَّاً عظيماً فواللَّه ما ناديتها يوماً يا فاطمة ولكن كنت أقول يا بنت رسول اللَّه، وما رأيتها يوماً إلَّا وذهب الهمّ الذي كان في قلبي، وواللَّه ما أغضبتها قطّ، ولا أبكيتها قطّ، ولا أغضبتني يوماً، ولا أذتني يوماً، وواللَّه وواللَّه ما رأيتها يوماً إلَّا وقبَّلت يدها🤍🦋."
.....وسبحان الله من يجبر القلوب ، وما اتبع العسر إلا اليسر وما أجمل عوض الله.
اللهم اجبر بخاطرى ، اللهم ارزقنى فرحة تنسينى بها كل مُر أذقته فى حياتى وبارك لى فى أولادى واسعدنى برضاك عنى ❤️
......
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا