رواية حلم الليالي الفصل الخامس عشر 15والسادس عشر 16بقلم هاجر عبد الحليم


 رواية حلم الليالي

الفصل الخامس عشر 15

والسادس عشر 16

بقلم هاجر عبد الحليم


مروة: (مستغربة) إزاي عرفت الكلام ده؟ أكيد في حاجة مش مظبوطة. عبدالله هو اللي وقع على ورق الطلاق، أنا شوفته بعيني.


أروى: (بهدوء) وكمان هي مفيش لها عدة، عشان كده مش ممكن يردها إلا لو هو قرر ده.


زياد: (بتركيز) أنا عرفت من مصدر موثوق. في حد من صحابه  اتكلم معايا وأكدلي إن عبدالله وقع صفقة من شغله مش ورق الطلاق وضحك عليكي


مروة: (بتصميم) لازم أروحله بنفسي.


أروى: (تحاول تهدئتها) مروة، اصبري شوية. بلاش تستعجلي في القرار ده دلوقتي. خلينا نفهم الموضوع أكتر. ممكن نتصل بيه الأول


مروة: (بحسم) لا، لازم أشوفه بعيني. مش عايزة حد ييجي معايا. ده موضوعي وأنا اللي هتصرف فيه عن اذنكم


(بعد مغادرة مروة)


أروى كانت تجلس أمام زياد، التي كانت عيونها مليئة بالأسئلة والقلق.


أروى (بلهجة هادئة):

"زياد، قولي إيه اللي حصل بالضبط؟ من أول ما عرفت الخبر لحد ما دخلت وقلت لنا الحقيقة."


زياد أخذ نفسًا عميقًا، وبدأ يروي القصة من بدايتها:

"اللي خلاني أشك هو عبد الله نفسه. كنت مش فاهم إزاي كان بيدافع عن مروة بشكل غريب في الفترة الأخيرة. دا كان بيحصل كتير، وكان ملاحظ جدًا. اتخيلت ممكن يكون في حاجة مخفية، وبدأت أفكر إنه فيه حاجة مش واضحة."


نظر زياد إلى أروى، وأكمل:

"من هنا، بدأت أشك في الموضوع. ما كانش ممكن أسيب الأمور زي ما هي. قررت أبحث بنفسي، وكلمت صاحب عبد الله المقرب علشان أتأكد."


أروى (بتوتر):

"إزاي كلمته؟" قولي وصلتله ازاي وتعرفه منين؟


زياد (بتأكيد):

"سألته بصراحة عن الطلاق. كنت مش متأكد، بس لما كلمته اتأكدت إنه عبد الله ما طلّقش مروة زي ما كانت فاكرة. قال لي إنه كان فيه شوية اوراق اللي مروة شافتها، لكن أوراق طلاق، كانت مجرد أوراق إدارية تخص أمور تانية. بعد ما تأكدت من ده، كنت لازم أقول لمروة انا شوفت صاحبه كذا مرة معاه وبطريقتي عرفت اوصل لرقم تليفونه وقولتله انت لازم تقولي لانه مروة ممكن تتجوز ف مينفعش دا يحصل الا اذا فعلا عبدالله طلقها بحق وحقيقي مش مجرد تمثيلية


أروى (بفهم):

"يعني زي ما كان عبد الله بيدافع عن مروة، هو كان مش عايز يوضح لها الوضع


زياد (بتنهيدة):

"آه، بالضبط. بس لما اكتشفت الحقيقة، كان لازم أقول لها علشان ما تعيش في التوتر ده أكتر من كده


زياد شعر بشيء من الراحة بعد ما اكتشف الحقيقة، ولكنه كان يعلم أن الأمور لم تنتهِ بعد. كان لابد من أن يواجهوا عبد الله ويتأكدوا من كل شيء، لكن الأهم كان أن مروة تعرف الحقيقة أولًا، حتى لو كانت صادمة.


(في منزل عبد الله)


استفاق عبد الله من سباته المفاجئ، فوجد نفسه في موقف صعب. دخوله ع شهد وضعه  في دوامة من المشاعر المتناقضة


. كان يشعر بتأنيب ضمير رهيب، خاصة بسبب حبه لمروة. لم يكن قادرًا على الهروب من حقيقة أنه ضعيف جدًا أمام مشاعره،


 لكن في الوقت نفسه، كان في حاجة ماسة لإثبات لنفسه أنه قوي بما يكفي ليكمل حياته مع شهد، رغم كل شيء.


لكن مروة كانت قد قالت له كلمات تركت أثرًا عميقًا بداخله: "أنا خلاص نسيتك هذه الكلمات كانت تؤلمه أكثر من أي شيء آخر


 جعلته يشعر وكأنه لا قيمة له في حياتها


. كان عليه أن يفعل ذلك ليثبت لنفسه، ولها، أنه ما زال قادرًا على التحكم في مشاعره.


حاول عبد الله أن ينهض من السرير، لكن شهد كانت ممسكة به بشدة، وكأنها لا تريد أن تتركه يهرب. رغم محاولاته لبعيد عنها، كانت قبضتها عليه قوية جدًا. حاول أن يتنفس بعمق ليهدأ، إلا أنه شعر بالاختناق.


شهد، التي كانت في حالة من التعب، أخيرًا ابتعدت عنه ونامت، ولكن عبد الله كان لا يزال يواجه صراعًا داخليًا شديدًا.


قام عبد الله ببطء، وأمسك بهاتفه، عينيه مليئة بالحيرة. كان شيئًا بداخله يطالبه بالاتصال بمروة. كانت الأفكار تتزاحم في رأسه، لكنه لم يكن يعلم إن كان ذلك سيعني فتح جروح قديمة أم مجرد محاولة للتواصل مع شخص فقده؟


أخذ نفسًا عميقًا، ثم رن على هاتف مروة، لكن بعد عدة محاولات، اكتشف أن الهاتف مغلق. انتابته حالة من القلق، وكان يشعر بالارتباك.


لم يتوقف عند ذلك، بل فكر في الاتصال على هاتف المنزل، لعل هناك فرصة للوصول إلى مروة بطريقة ما.


(في منزل مروة)


كان الهاتف في يد عبد الله، وقلبه ينبض بسرعة، كانه يخشى من أي رد قد يأتي.


اروي..الو


عبد الله (بصوت متوتر):

"ألو... إزايك يا أروى؟ عاملين إيه؟"


أروى (بصوت متفاجئ):

"عبد الله؟!"


عبد الله (بحذر):

"ممكن أكلم مروة؟ حاولت أتصل بيها، لكن تليفونها مقفول، وأنا قلقان عليها. حاسس إنها ممكن تكون حصل لها حاجة."


أروى (بغضب):

"وأنت ليك عين تتصل؟ سيبها في حالها يا أخي! إنت عايز منها إيه؟ وبعدين... مستعجلش على رزقك! مش بعيد قبل ما تقفل معايا تلاقي الباب بيخبط وتكون هي جايه أصلًا. بصراحة، هي كانت متعصبة جدًا بسبب اللي عملته، ومحدش فينا قدر يسيطر عليها."


عبد الله (في ذهول):

"براحة عليا! مش فاهمة منك حاجة... مروة جيالي ليه؟"


وقبل أن يتمكن من فهم أي شيء، سمع عبد الله طرقات عنيفة على الباب جعلته ينتفض في مكانه. كانت الصوت كالرعد في أذنه.


شهد، التي كانت نائمة على السرير، استيقظت فجأة من تأثير الصوت العنيف، وعينها مفتوحة على آخرها. قامت بسرعة من على السرير، وعبرت بقلق نحو الباب. عبد الله كان في حالة صدمة، داخل قلبه كان يتساءل: "هل هذا هو ما كنت أخشاه؟"


شهد لم تلتفت لاحتجاجات عبد الله، كانت على وشك الاقتراب من الباب عندما شعر عبد الله بشيء غير عادي يحدث، وكأن الأحداث تتسارع، وهو يقف بين حالة من الارتباك والخوف.


(في منزل عبد الهادي)


كان عبد الهادي في حالة من العصبية الشديدة، وجهه شاحب وعيناه مليئتان بالقلق. وقف أمام زوجته أميرة، محاولًا إقناعها بوقف ما اعتبره تصرفًا غير مبرر.


عبد الهادي (بغضب وقلق):

"أوعي، ياحاجة! سيبيني الله يرضى عليكِ، مش عايز أزعلك مني. أنا مش قادر أتحمل أكتر من كده!"


أميرة (بهدوء وحكمة):

"يا حاج، استهدي بالله. دي بنتك، الحيلة براحة عليها. الصبر، يا حاج، الصبر."


لكن عبد الهادي لم يستطع أن يظل هادئًا، فقد كان يتخبط في مشاعر متناقضة بين القلق والغضب:


"اصبر أكتر من كده؟! دي تبقى مصيبة، ياحاجة! استني إيه؟ لما بنتك تيجي؟ ياعالم، هتكون عاملة إزاي؟ أنا بضرب نفسي ميت صرمة لأنني سمعت كلامك ورميت بنتي لواحد بيحب واحدة تانية، خليتها تسوقنا ع كيفها! بنتك مريضة ومحتاجة تتعالج!"


أميرة (بتفهم):

"لا، غلطان يا حاج. بنتي زي الفل، واللي بتعمله ده حقها. جوزها، وبتحافظ عليه. حب عمرها، البنت بتحبه ومتعلقة بيه، وحاسة بالأمان معاه، ياحاج. دا أنت تعقله وتتكلم معاه مش تاخد بنتك وتخرب عليها. وحد الله بقى!"


عبد الهادي (بشدة):

"لا إله إلا الله! إنتو خلاص هتموتوني! ناقص عمر! أنا تعبت منكم! حد ينجدني! ياناس، ياحاجة، سبيني أعمل واجبي عشان ربنا ميسألنيش عنها!"


أميرة (بصوت منخفض لكن مليء بالقلق):

"البنت تعبانة. تهون عليك تقع مننا على الأرض ومنلحقهاش، وذنبها يكون في رقبتنا!"


عبد الهادي (بغضب شديد):

"أنا عارف! مش هخلص منكم لازم أروح أشوفها وأحكم بعيني. أوعي بقى!"


ثم غادر الغرفة غاضبًا، وهو يضرب الباب خلفه بقوة، وقد امتلأ قلبه بالحيرة والضيق. أميرة، على الرغم من أنها كانت تحاول أن تكون هادئة، إلا أنها لم تستطع أن تخفي دموعها.


أميرة (بصوت متقطع بين البكاء):

"الطف يا رب، الطف يا رب..."


ثم قامت بسرعة، وركضت وراءه، عازمة على أن تكون إلى جانبه في هذه اللحظة الحرجة، رغم ما كانت تشعر به من تعب وألم داخلي.


(في منزل عبد الله)

كان عبد الله يقف في صمت، عينيه تدور بين مروة وشهد. في تلك اللحظة، لم يكن يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف مع الموقف الذي أصبح أكثر تعقيدًا.


عبد الله (بصوت منخفض):

"مروة..."


مروة (بتحدي):

"إيه؟ مش هتدخلني ولا إنت بتستقبلوا ضيوفكم ع الباب؟"


شهد (بعصبية):

"أنتِ إيه اللي جابك ؟ امشي من هنا!"


مروة (بغضب):

"بقولك إيه؟ أنا على آخري منك، مش فاضية ليكي. اخرسي دلوقتي!


شهد (بغضب متصاعد):

"إزاي بتكلميني كده اي الجنان دا انتي واقفة قدام اعتاب بيتي يعني تقفي ب احترامك سامعة؟


مروة (بتحدي):

"أكلمك زي ما أنا عايزة، طالما لسانك عايز قطعه كده!" 


شهد (بتنرفز):

"شايف يا عبد الله؟ يرضيك إني أتهزق كده؟"


عبد الله (بتردد):

"مروة، عيب. ميصحش كده."


شهد (بغضب):

"ده اللي ربنا قدرك عليه. ماشي، أنا هتصرف معاكِ، أصل الأشكال دي ما بييجوش غير بالسك غوري من هنا جتك نيلة معرفش طلعتي من اني داهية اوووف بقا


حاولت شهد أن تغلق الباب في وجه مروة، لكنها لم تستطع.


مروة (بتحدي):

"لو أنا مدخلتش بالزوق، هعملكم فضيحة والله. مش هتعرفوا تطفوا ريحتها بعد كده من كتر شياطها!"


عبد الله كان مصدومًا من أسلوب مروة الجديد عليه، والذي لم يكن يتوقعه أبدًا. أما شهد، فقد شعرت لأول مرة بالخوف من مروة، كانت ترى فيها قوة لم تكن موجودة من قبل.


مروة (بهدوء مع قليل من الاستفزاز):

"هفضل واقفة ولا أقعد ونتكلم، وبابنا مقفول علينا؟"


شهد (بتنفس حاد، وهي تفتح الباب مجبرة):

"اتفضلي."


مروة (بابتسامة متكلفة):

"هو ده الكلام الموزون!"


كانت لحظة حاسمة في العلاقة بينهما، والجميع كان ينتظر كيف ستنتهي هذه المواجهة.


(في الأنتريه)


مروة (وهي تتنهد بصوت منخفض):

"عايزة مياه، ممكن؟ أصلي عطشانة أوي."


شهد (بتسمم في كلامها):

"أنا لو عليا، أشربك سم مش مياه."


مروة (بابتسامة مستفزة):

"براحة على نفسك كده، أصلي القبول من عند ربنا."


شهد (بتنهد بغضب):

"وأنا بكرهك، مش بطيق حتى نفسك في أي مكان."


مروة (بمكر):

"القلوب عند بعضها، وأنا أصلاً وقتي بفلوس، ومش جاية أضيعه في الكلام معاك."


شهد (بتنمر):

"لي إن شاء الله السلطانة هويام؟ يا بت!"


مروة (بتحدي):

"عبودي، قولها تجبلي مياه لو سمحت. ريقي ناشف جامد أوي، مش قادرة أتحمل خالص. مراتك دي متعبة أوي."


عبد الله (بتعبير غاضب):

"عبودي؟!"


شهد (بغضب):

"بت، أنتِ! اطلعي من هنا! إيه الشغل الأزرق ده؟ من إمتى بقيتي كده؟"


عبد الله (بتنبيه):

"شهد!"


شهد (بغضب شديد):

"في إيه؟"


عبد الله نظر إلى مروة بغموض، وملامح وجهه تزداد تعقيدًا. كانت مروة متوترة للغاية مما يحدث، لكنها كانت تعرف أنها لا بد أن تبقى متماسكة أمام شهد، وتحقيق كل ما جاء من أجله، فهي ليست لعبة لأي أحد مهما كان.


عبد الله (بتعصيب شديد):

"روحي اعمليلنا حاجة نشربها."


شهد (بتحدي):

"لا، مش قايمة. وقاعدة لحد ما أفهم هي جاية ليه؟"


نظر عبد الله إليها بنظرة حادة وكأنها تعني له كل شيء في تلك اللحظة، نظرة كانت كافية لترعبها. نهضت شهد، ولكن مع خطوات متثاقلة، وهي تسب وتلعن وتتوعد مروة بكل شيء سيئ.


مروة (بابتسامة قاسية):

"كويس إنها مشيت. أخيرًا بتسحب الهوا من المكان. البت دي


عبد الله (بتساؤل ملئه الحيرة):

"جاية ليه يا مروة؟"


مروة (بتحدي وقوة):

"في حد بردو يسأل مراته جاية بيت جوزها ليه؟"


هنا، عبد الله صُدم. قام ينظر إليها بنظرة مليئة بالاستفهام. كان قلبه يكاد يتوقف عندما سمع صوت تكسير الزجاج. نظر إلى شهد، فوجد عينيها مليئة بالدموع، كانت تتأمل في عبد الله بصدمة. أما مروة، فقد بدأت تراقبهم، لكن بعزم لا يخلو من التردد الداخلي، فهي كانت تشعر أن اللحظة الآن فارقة، لا مفر من المواجهة.


شهد: إيه الكلام الفارغ ده؟ إنتي جايه تتبلي علينا؟


مروة: (بتحدي) ترد إنت ولا أرد أنا؟


عبدالله: (بصوت مرتفع) مين قالك كده؟


شهد: يعني الكلام ده صح؟ هو إنتِ فعلاً مصدقة اللي بتقوليّه؟


مروة: (بتنهد) وأنا إيه اللي يجبرني أجي هنا؟ كنت انا اللي مصدقت اتخلص منه، وهو مش راضي يخرج من حياتي مهما حاولت، مهما قولت له تفتكري العيب ف مين بقا.


شهد: (بتعصب) عبدالله، خلاص، مفيش غير حل واحد، طلقها قدامي دلوقتي.


عبدالله: (محاولا تهدئتها) شهد، من فضلك، متدخليش ف الموضوع ده. خالص وسييني احله بهدوء ومن غير شوشرة بعد اذنك


شهد: (بغضب شديد) متسكتنيش، لأني مش هبطل كلام. إنت ضحكت عليّا، اتجوزتني وأنت على ذمتك واحدة تانية! مش أي واحدة، دي هي اللي خطفتك مني. أنا بكرهك، بكرهك يامروة لانك انتي السبب ف اللي وصلناله وبردو مش هريحك انتي فاهمة


مروة: (بتحدي) حبك أو كرهك مش هيغير حاجة. أنا هنا عشان حاجة واحدة بس

.

عبدالله: (بتساؤل) وأي الحاجة دي؟


مروة: (بثقة) أعيش مع جوزي وحلالي. دا حقي الشرعي، إيه هتمنعيني عنه ياست شهد؟


شهد: (مستفزة) دا بعدك تلمسي منه شعرة؟ مش هسيبك تلمسيه!


مروة: (بغضب) أنا عشت معاه عمري كله، اللي بيني وبينه أكبر من أي كلام. مش واحدة زيك تهدم اللي بيننا. يمكن إنتي اللي عايش في أوهام كبيرة محتاجة تفوقي منها ، لكن لو عبدالله مش عايزني كان خلاص سابني زمان وبقولك هو جوزي غصب عنك سوا قبلتي بدا او لا  لو مش عاجبك،  معاكي اطخن حيطة روحي حطي راسك فيها واخبطيها خبطة جامدة محدش هيسال فيكي


شهد: (بتنفس بصوت عال) اومال لو عرفتي هو كان ناويلك ع اي بقا مكنتش دخلتي عليا بالحامي كدا عشانه


عبدالله: (ينظر إليها بنظرة استفهام)


شهد: (تردد) مش عبدالله عرف انك ساكنة مع زياد ف الحرام مساكنة يعني وكان عايز يقتلك لولا انا اللي منعته بس يارتني سيبته ع الاقل خلصنا من فجورك اللي جاي ترميه علينا


في هذه اللحظة، اندفعت مروة نحو شهد ومدت يدها لتصفعها، لكن شهد حاولت رد الضربة. تدخل عبدالله بسرعة ووضع مروة خلف ظهره لحمايتها  الجو كان مشحونًا بالضغط والقلق.


 بينما حاول عبدالله تهدئة الموقف بالكلام،

سُمِعَت ضوضاء عنيفة على الباب، 

جعلت الجميع يتوقفون ويشعرون بالتوتر

. عندما فتح عبدالله الباب،

 وجد والد شهد يقف أمامه، بينما كان الجميع في حالة من الصمت والتوتر

. انتهى المشهد بتصويرهم في هذا الوضع المعقد والمشحون

رواية حلم الليالي - الحلقة 16

في منزل عبدالله


عبدالله:

(مبتسمًا، يحاول تهدئة الأجواء)

أهلاً يا عمي، اتفضل


عبدالهادي:

(بنبرة حادة)

الظاهر عندكم الدنيا مش تمام، لكن أنا جيت علشان آخد حقي وأمشي، الموضوع انتهي بالنسبالي خلاص


شهد:

(تجري نحو والدها بحذر، موجهة له كلامًا محملًا بالخوف والتردد)

أهلاً يا أبويا، اتفضل، بلاش تقف قدام الباب كده، عيب يا حبيبي، البيت نور بوجودك والله.


عبدالهادي:

(ينظر إلى الجميع بنظرات قاسية، كأنما يترقب فرصة للانقضاض)


(يدخل المكان وهو يركز نظره على مروة مرتين)


مروة:

(مضطربة، تحاول التحكم في مشاعرها)

أنا هخرج يا عبدالله علشان تقدر تقعد مع ضيوفك. مفيش داعي أكون موجودة هنا، وأنا آسفة اوي لو بسببي حصل اي إحراج. لكن أوعدكم، دي آخر مرة.


شهد:

(غاضبة، وعينها متوهجة بالكره)

هيكون أفضل ليك كمان، متتصوريش قد إيه وجودك تقيل علينا. كان الأفضل ليكي لو حسيتي بكرامتك وبعدتي عن حياتنا خالص وتحسي ع دمك شوية. وياريت ما تحاوليش تشوّهي سمعتنا أكتر من كده، لأنه وجودك في حياتنا مش مرحب بيه خالص.


مروة:

(دموعها تنهمر بصمت، لكنها تحاول الرد بهدوء)

أنا مش هرد عليكِ، احترامًا لعيلتك. لكن بجد، أسلوبك ده مش مقبول، وحقدك عليا بدأ يظهر بشكل معدتش ليه مبرر ليا وبقا غالب عليكي اوي


شهد:

(تصرخ بغضب غير واعية لخطورة كلامها)

تفتكري إنك تستحقي مني أي حاجة حلوة؟ مستنية مني اي ها؟ خدتي مني كل شيء، ضيّعتي حب عمري مني، وفي النهاية خدتيه بالغش والخداع. حاولتي تفرّقيني عن عبدالله أكثر من مرة. حتى بعد كل اللي عملته عشانه، لسه مش قادرة تشبعي من فكرة انك تخربي بيتي مش بس كده، حتى وهو في حضني، لسه بيفكر فيكي وعلشانك، حرم على نفسه كل حاجة، مع ذلك مش قادر يديلي اللي أستحقه، و جاية دلوقتي عشان تاخدي حقك؟ إيه ده؟ على جثتي!


عبدالهادي:

(بصرخة حادة، يمسك بشهد من كتفها بعنف)

اسكتي! إنتِ مش محترمة لا   والدك ولا جوزك! عيب، هتكلمي كده معاها قدامنا؟ لو ما مشيتيش معايا هجيبك على نقالة! حتى لو فيكِ روح، هخليكي تعرفي حدودك، وعقلِك يرجع مكانه عشان مخك ضرب  ع الاخر اعقلي يابت


عبدالله:

(يحاول التدخل بتردد)

يا عمي، بعد إذنك.


عبدالهادي:

(ينظر إليه بنظرات حادة، إشارة تهديد على وجهه)

ولا كلمة! ولا حرف!


شهد:

(مستمر في صراخها، تهدد الجميع)

أنا مش هسيب بيت جوزي! لو حد فيكم حاول يخليني أمشي، هموت نفسي. هحط الغاز على رأسي واولع في نفسي وكل ده بسببكم. لو حاولتوا تاخدوني بالغصب، محدش هيقدر يفرقني عن عبدالله.


عبدالهادي:

(بغضب وحزن)

يابنتي ، اعقلي! هو مش بيحبك، هو مش عايزك! خلاص، فكري في نفسك. أنا تعبت في تربيتك، واللي شايفه دلوقتي حرام. ياريت كنتِ سمعتي نصيحتي حرام توقيني متحسر عليكي كدا


شهد:

(بتحدٍ واضح، تصرخ)

أنا قلت كل اللي عندي، ولو مش مصدقين، هتشوفوا بعينيكم!


(أسرعت إلى المطبخ والجميع يركض وراءها في حالة من الرعب)


عبدالله:

(واقفًا في مكانه، كأنما يشعر بمزيج من الألم والندم، عقله مشوش بين مشاعر الخيانة والحب. يشعر بأنه تسبب في كل هذا بسبب عناده وعدم فهمه لمشاعر شهد. في النهاية، هو يدفع ثمن عدم تقديره لها وحبه لمروة)


أميرة:

(تبكي وهي تشاهد ابنتها شهد وهي تضع السكينة على رقبتها)

هيهون عليكي عمرك يا ضنايا!


شهد:

(مستفزة، تنظر إليها بتحدٍ)

دا اللي هيحصل لو انتو عايزين تبعدوني عن عبدالله اعيش لمين


مروة:

(تقترب من عبدالله بنظرة توسلية، محاولة إقناعه)


عبدالله، ليكي مش لياا، وهو هيسيبني، مش كده؟!


(عبدالله يلمحها بنظرة حزينة، يقترب منها، يهمس)


عبدالله:

(بهدوء شديد)

أنا بحبك، أنتِ بس. ولا تزعلي، أنا مش هروح لغيرك خالص وهي هتخرج من حياتنا اوعدك


مروة تقترب منها و

(تستغل الفرصة وترش مخدرًا في وجه شهد التي حاولت ان تسحب نفسها ف احضان عبدالله


شهد:

(تفقد الوعي في لحظة، وتنقض عليها مروة بحذر)


أميرة:

(تبكي بصوت عالٍ، تركض نحو ابنتها)

عملت فيها إيه؟!


مروة:

(بهدوء، محاولة تفسير الموقف)

ما عملتش حاجة. ده مجرد مخدر، عشان لو حصل حاجة في الشارع. الدنيا مش امان زي الأول متقلقيش هتفوق ف اقل من نص ساعة والله


عبدالهادي:

(يقول بلهجة حادة)

يلا، بسرعة، خلينا نخرجها من هنا قبل ما تفوق وتعملنا مصيبة جديدة.


عبدالله:

(يحاول أن يتدخل، وعيناه مليئة بالندم)

طب استنو، أنا هيوصلها معاكم، مش هسيبكم تمشوا لوحدكم.


عبدالهادي:

(بتهديد واضح)

ورقة بنتي توصل خلال يومين، سامع؟


عبدالله:

(بصوت متردد)

حاضر، بس...


عبدالهادي:

(بقوة)

من غير بس! أنا أولى بيها. خليها بعيد عنك، كفاية كده مشاكل.


(عبدالله يسرع للاتصال بأحد أصدقائه ويساعد في حمل شهد نحو السيارة. بينما أميرة تتابع الموقف بحزن، تمسح دموعها على رأس ابنتها وهي تجهش بالبكاء. الجميع يتحرك في صمت، وعبدالله يظل في حالة من الشلل العقلي، لا يعرف كيف يخرج من هذا المأزق. الشعور بالذنب يطغى عليه بينما يغادر المكان.)


في منزل عبد الله


،بعد مغادرة عبد الهادي مع شهد.


 الجو هادئ، لكن هناك توتر بين مروة وعبد الله. يتبادلان النظرات


مروة (تنظر إلى عبد الله، بصوت هادئ لكن مليء بالعواطف):

انتت مش عارف قد إيه أنا كنت محتاجة أعرف الحقيقة دي من زمان. ما كنتش عايزة أعيش في كذبة كبيرة زي دي اني لسة مراتك وانا معرفش بس بقولك اهو طلقني وابعد عن حياتي


عبد الله (يتنهد، يقترب منها قليلاً):

"مروة... كنت خايف بجد من المواجهة دي. كنت دايمًا بحاول أحميك من الحقيقة. الحقيقة اللي أنا مش قادر أهرب منها


مروة (تبتسم بابتسامة حزينة):

"وكنت فاكر إنك تقدر تحميني من خداعك ليا الحقيقة دايما بتظهر في النهاية،


(يصمت لحظة، يتأمل وجهها بعمق، ثم يخطو خطوة أخرى نحوها.)


عبد الله (بصوت منخفض، وملامحه مليئة بالندم):

"مروة... أنا... بحبك. لو كنت قادر أغير حاجة، كنت غيرت كتير. لكن أنا مش قادر أهرب من مشاعري ليكي اديني بس فرصة لو ليا خاطر عندك


مروة (تبتعد خطوة صغيرة ثم تلتفت له بحزن، لكن في عيونها نظرة مليئة بالألم):

بحبك ياعبدالله. وكل لحظة كنت فيها معاك، كنت بحس فيها إننا بنعيش مع بعض في عالم تاني. لكن دلوقتي، الدنيا اختلفت بينا اوي


عبد الله (يقترب منها أكثر، يحاول الوصول إليها):

"مروة ممكن تديني فرصة اداويكي ارجوكي واشرحلك كل حاجة


مروة (تنظر في عينيه بحزن، ثم ترفع يدها لتلمس خده بلطف):

"أنت مش فاهم... أنا مش عايزة نعيش في الماضي. لكن قلبي مش قادر ينسى كل لحظة معاك. للاسف سواء المر والحلو


عبد الله (ينحني قليلاً نحوها، عينيه مليئة بالعاطفة):

أنا مش عايز أعيش من غيرك. أنا مش هقدر أعيش مع نفسي لو انتي مش جوايا وحواليا. لو في فرصة لينا تاني، حتى لو كانت بعيدة، أنا مستعد أبدأ من جديد معاكي ياهنا ايامي


مروة (تبتسم قليلاً، ثم تأخذ نفسًا عميقًا):

"كل شيء في حياتي بقى  كله بالضباب، لكن معاك، كان عندي أمل. كنت دايمًا شايفة فيك المستقبل... لكن دلوقتي، كل شيء انتهي بينا خلاص


يقترب منها أكثر، حتى يصير قريبًا جدًا منها. يتنفس كلاهما بصعوبة، في لحظة صمت بينهما.)


عبد الله (بهمسات، قريبًا جدًا من وجهها):

"مروة... لو كان عندي القوة زمان، كنت هغير دا عشانك. بس عايزك تعرفي حاجة واحدة... إني دايمًا هكون جنبك مهما حصل


مروة (بحزن وبنظرة مليئة بالألم، تبتعد قليلاً عنه):

انت معايا وانا مراتك اه بس تفتكر هنرجع زي الاول هنعرف نتعامل بعض زي م كنا بعد كل الحواجز دي


(لحظة صمت، حيث يتبادل كل منهما نظرة مليئة بالعواطف. عبد الله يتراجع خطوة للوراء، يحاول السيطرة على مشاعره


عبد الله (بصدق، صوته منخفض):

"أنا مش هقدر أرجع الزمن لورا عشان اصلح كل الغلط دا يارتني فهمت مشاعري ليكي من زمان ع الاقل مبقاش وصلت لهنا وجرحت قلبين ملهمش ذنب غير انهم حبو شخص اناني زيي


مروة (بابتسامة حانية، تخفض رأسها قليلاً):

"أنا مش ندمانة على أي لحظة قضيتها معاك ياعبدالله خليك متاكدة من دا حتى لو كان كله وجع حبك بقا زي الدم بيجري جوايا لو هربت منه كأني بهرب من الموت


لحظة صمت أخرى، ثم يتحرك عبد الله بشكل بطيء، يمد يده نحو يد مروة، ليضعها في يده بلطف. مروة تنظر إليه، ثم تبتسم ابتسامة خفيفة


عبد الله (بهمسات، وهو يضغط على يدها بلطف):

"خلينا نعيش لحظة واحدة مع بعض ياحبيتي  ولو كانت اللحظة دي هي كل شيء بينا دلوقتي


تمسك مروة بيده، وتدرك أن هذا هو أفضل ما يمكنهما القيام به في تلك اللحظة، رغم كل التحديات والشكوك. ينظران في عيون بعضهما البعض، وكأنهما يعيشان في عالم صغير فقط بينهما


في منزل عبدالهادي


أميرة:

(جالسة بجانب ابنتها شهد على السرير، تمسح رأسها بدموع وحزن عميق)


(بصوت هادئ لكن محمّل بالحزن)

يا بنتي، والله حاسّة إني مش قادرة أساعدك. يا رب تكوني بخير.


عبدالهادي:

(يجلس على طرف السرير، يضع يديه على رأسه في حالة من التوتر والضيق)

(بصوت منخفض، متألم)

كان مستخبيلي فين دا بس ياربي؟


أميرة:

(تحاول تهدئته، بنبرة قلق)

كفاية عليك كده، يا حاج. صحتك مش مستحملة إحنا محتاجينك، مين هيقف معانا غيرك بعد ربنا؟ عشان خاطري، خلينا نهدأ ونفكر مع بعض في حل.


(تنظر إلى شهد بقلق)

شوفي البنت، شكلها تعبان وعينيها مليانة حزن. دي مش كويسة، شكلها داخلة على حُمّى. هقوم أعملها كمادات مياه باردة.


عبدالهادي:

(بصوت هادئ، وهو ينظر إلى شهد)


خليكي معاها، هي محتاجة لحضنك دلوقتي. أنا هقوم أعمل لك اللي أنتي عايزاه، بس خليكي جنبها.


أميرة:

(تتردد قليلاً، ثم تسأل بقلق)

قوليلي، يا حاج... أنت هتخلي عبدالله يطلقها فعلًا؟ هتعمل كده؟


عبدالهادي:

(بجدية وحزم، يجيب دون تردد)

عندك شك ف اللي قولته  بس ايوة، يا أميرة، هعمل كده. هخليه يطلقها، وكلنا هنخلص من شرها. ما تبصيليش بنتك فعلا كده، هي خطر على نفسها وعلى كل اللي حواليها. لو ما عملناش كده، هتهدم كل شيء حوالينا. أنا خلاص زهقت منها ومن تصرفاتها.


(ينفجر بالكلمات في حالة من الإحباط)


يا رب، ارتاح من البنت دي وقلبي يكون مرتاح كمان، على الأقل هخلص العار اللي هيفضل ورايا طول عمري لو صبرت ع همها اكتر من كدا


أميرة:

(بغضب شديد، تقف وتواجهه بحزم)


إيه ده يا حاج؟ حرام عليك! من إمتى القسوة دي؟ اتجوزتك لأنك كنت طيب وحنين مع اللي حواليك. ليه جافّ مع بنتك؟ لو سمعتك بتقول الكلام ده، والله هخرج من بيتك ومش هقعد ثانية! دي أول مرة بعد تلاتين سنة مع بعض، هخرج من بيتك!


عبدالهادي:

(يحدق فيها بنظرة مليئة بالندم، ثم ينزل رأسه، ويخرج للبحث عن الكمادات، يتضرع إلى الله في صمت)


(بصوت منخفض، يدعي في نفسه)


يا رب ارزقها الهداية. نفسي أقدر أسد كل الأبواب دي وأحميها، بس القلب مش عارف  يبرد حسبي يالله ونعمة الوكيل يارب


(ثم يعود بحذر ليضع الكمادات على جبهة شهد، ويدعو لها أن يهدأ حالها، وهو يجهد نفسه ليظل صامدًا أمام هذا الوضع المتأزم. قلبه يمتلئ بالقسوة، لكن عقله يفرض عليه أن يستمر في تحمل المسؤولية مهما كانت الصعوبات القادمة.)


في غرفة شهد


شهد:


(بصوت مرتفع وفي نبرة من الغضب والتوتر)


عايزة تليفوني! فين تليفوني؟!


أميرة:

(تنظر إلى ابنتها بحزن)


يا بنتي، أنتِ تعبانة! عايزة تكلمي مين بس دلوقتي؟


شهد:

(تتحرك على السرير بغضب، ثم تلتفت إليها بعينين غاضبتين)


ماما، بعد إذنك، أنا مش طايقة أسمع صوت حد قدامي دلوقتي! سيبيني لوحدي.


أميرة:

(تتردد، ثم تقترب منها بنبرة مليئة بالحنان)


مش هايا عليا، ياضنايا. أنا هنا علشانك، إزاي أسيبك لوحدك في الحالة دي؟


شهد:

(بغضب شديد وصوت منخفض، لكنها مليئة بالقوة)


والله يا ماما، لو لمحتك هنا معايا تاني، هرمي نفسي من البلكونة! مش كفاية إنكم سمحتم للمجرمة دي تخدرني وانتو موجودين! هي فاكرة كده خلصت مني؟ لأ، هطلع ليها حتى في أحلامها! هقلبها كابوس، مش هتقدر تنام متهنية ثانية بسببي!


(ترتجف من الغضب، وتتابع في لهجة أكثر حدة)


امشي يا ماما! امشي، وهاتي الموبايل اللي في إيدك ده!


أميرة:

(تصمت للحظة، ثم تضرب كفًا على كف، وهي تخرج من الغرفة بعيون مليئة بالدموع والحزن)

(تخرج بهدوء، وتترك الموبايل بيد شهد، ثم تغلق الباب خلفها)


(في لحظة، شهد تمسك بالتليفون، وتحاول الاتصال بعبدالله لكن لا يوجد رد. تصبح أكثر عصبية، تصرخ بألم،


 وتحاول الاتصال مجددًا، دون فائدة، جزت أسنانها في توتر شديد)


(أثناء ذلك، كان أبوها عبدالهادي يقف بالقرب من الباب، يتنصت على ما يحدث داخل الغرفة،


 وعينيه تتسعان بصدمة حين يسمع كلمات ابنته. لم يتوقع أبدًا هذا النوع من العنف اللفظي،


 وقلبه يتسارع مع كل كلمة، جسده يرتعش من هول ما سمعه)


عبدالهادي:

(يهمس لنفسه، مصدومًا مما سمع، ثم يقف للحظة كأنه لا يصدق)


مستحيل... ده إيه اللي بتقوليه؟! دا إيه اللي وصلنا ليه دا؟


(يضع يده على قلبه، يشعر بالارتباك والخوف من تداعيات ما سمعه، ويتساءل في نفسه عن كيفية التعامل مع هذه الأزمة التي تتصاعد بسرعة أكبر مما كان يتصور)


في منزل عبدالهادي، داخل غرفته


أميرة:

(بصوت متوتر، ينم عن صدمة)

يانهار أسود! دا إيه اللي سمعته ده؟!


عبدالهادي:

(بصوت هادئ، لكن حزين)

دي الحقيقة يا حاجة.


أميرة:

(تنظر إليه بقلق)


لا يا حاج، أكيد في حاجة غلط! الموضوع مش راكب مع بعضه، فيه حاجة مش واضحة.


عبدالهادي:

(بتأكيد، وهو ينظر إليها بجدية)


إزاي يعني؟ هكدب وداني؟ بقولك سمعتها وهي بتتكلم مع الدكتور!


أميرة:

(في صدمة، تسأل بخوف)

يعني بنتي معندهاش السكر؟! هي مرضت نفسها علشان تستعطفه؟ عشان يتجوزها؟ وتضغط علينا كمان عشان نوافق؟!


عبدالهادي:

(بحزن عميق، وهو يضع يده على رأسه)

وياريت يا حاجة جت على كده، كان يبقى مقدور عليها. البنت تعبانة، مريضة نفسيًا، وعندها هوس بيه. ممكن تخاطر بنفسها عشان تكون معاه، وتستولي عليه.


(يتنهد بقلق)

خدي بالك منها، دي مش بعيدة تقتل عشان تحقق مرادها، وساعتها هنقعد أنا وانتي نبكي عليها.


أميرة:

(بصوت متوتر، ترد بدهشة)

جرا إيه يا حاج؟ انت مكبر الموضوع كده ليه؟!


عبدالهادي:

(بنبرة حاسمة، وهو يصر على كلامه)

لا، مش مكبر ولا مضغّر، يا حاجة. بنتك أوصلت بلاوي. يعني توقعي منها الأسوأ، دي محتاجة تتتهدى وتعقل.


(يحرك يديه في الهواء، كأنه لا يعرف ماذا يفعل)


ومش عارف أروح بيها فين؟


أميرة:

(تفكر لوهلة، ثم تبتسم بحذر، محاولة أن تكون إيجابية)


شيخ! أيوة، يا حاج، شيخ نرقيها بآيات من القرآن. كلام ربنا بيهدي القلب. أنا متأكدة، أول ما ودانها تسمع كلام ربنا، هتهدى وقلبها يرتاح. هي مش لو كانت قريبة من الله، كانت هتقدر تفرغ السموم دي من قلبها.


(تنظر إليه بعينين حذرتين)

يعني لو تعرف شيخ كويس وثقة، كلمه وخليه ييجي دلوقتي.


عبدالهادي:

(بتصميم، وهو يرفع رأسه بعزم)

حاضر يا حاجة. بس قبل كده، لازم أعمل حاجة مهمة قوي عشان أكون عملت اللي عليا وخلصت ضميري من المصيبة دي.


أميرة:

(مفزوعة، تشعر بالخوف من تصرفه المقبل)

أوعى يا حاج! لو كان اللي في بالي... لو سمحت، لا! كده أنت بتدق آخر مسمار في عقل البنت. وساعتها هتجنن بجد، وهتروح المصحات النفسية، كلنا هنتعب!


عبدالهادي:

(بمقابلة نظر جادة، يرد بصوت ضعيف لكنه حازم)


يبقى دا قدرها وقدرنا، يا أم شهد.


في منزل عبدالهادي


عبدالهادي:

(بصوت حازم)

إزايك يا عبدالله تعالي ليا حالًا، أوعي تتأخر. أنا مستنيك في موضوع ضروري لازم تعرفه.


عبدالله:

(يفكر للحظة، ثم يرد باهتمام)

...


عبدالهادي:

(بلهجة مشددة)

لا، مينفعش ف التليفون. لازم أشوفك وش لوش. لما تيجي، هتعرف كل حاجة. الموضوع يخصك، ولازم تتصرف فيه بعيد عن أي مخلوق، ومينفعش يكون في أي تأخير خالص.


عبدالله:

...


عبدالهادي:

(بنوع من الحسم والاطمئنان)

تمام، يا بني، مستنيك. مع السلامة.


في غرفة شهد


شهد:

(بدموع غزيرة، بصوت مكسور)


أبويا عمل كده لي؟! ها، عايز يخلص مني، صح؟ طبعًا،  م انا فضيحته اللي مش قادر يخلص منها! ودلوقتي جاي يتصل بعبدالله عشان يرمي عليا اليمين بس أنا هوريكم الويل كلكم! هتندموا على كل لحظة وقفتوا فيها قدامي، وطلعتوني مجنونة! قابلو بقى الجنون على أصله، هتشوفوا.


في منزل عبدالهادي

، حيث يدخل عبد الله مع مروة. الجو مشحون بالتوتر، الأجواء ثقيلة والأنفاس متسارعة.


 عبد الهادي يستقبلهم بوجه غاضب، يعبّر عن القلق في عيناه


. عبد الله يبدو مشوشًا بينما مروة تحاول الحفاظ على هدوئها.)


عبد الهادي:

(بتنهدة شديدة، يوجه حديثه إلى عبد الله)


تعالي ييني اقعد انا اسف لو جيبتك ع ملي وشك كدا الموضوع مش عايز تاخير ثانية واحدة


عبد الله:

(دون أن يلاحظ التوتر في المكان، يتنحنح ثم يتحدث بهدوء)


أهلاً يا عم عبد الهادي، إيه الموضوع؟ في حاجة حصلت؟ مش كان المفروض انت متفق معايا ع يومين انا ملحقتش اخلص اي اجراء


عبد الهادي:

(بغضب خفيف، ثم يتنفس بعمق)


لا، الموضوع ده لازم تعرفه دلوقتي. انت مش واخد بالك من حاجة خطيرة وانت لازم تفهمها.


مروة:

(بتنبه، وهي تحاول التدخل)


عم عبد الهادي، إيه الحكاية؟ ليه كلامك كده بيخوف كدا؟


عبد الهادي:

(بغضب، موجهًا حديثه لـ مروة)


سكوتك دلوقتي أفضل يا مروة. الموضوع ده مش ليكي، ده بيني وبين عبد الله وبس احسنلك تمشي من هنا وجودك غير مرغوب فيه


عبد الله:

(مرتبكًا، يشعر بشيء غريب في الجو، يقاطع)


عبد الهادي:

(بتوتر، ثم ينظر إلى مروة)


الموضوع مش بسيط زي ما فاكر يا عبد الله... واللي لازم تعرفه إن شهد كانت بتخدعك طبيعة مرضها كله كان كدب وصدقني ييني انا مكنتش اعرف والمعلومات دي لسة عندي علم بيها انهردة وضميري انبني اوي وقولت لازم ابلغك ويكون ليك القرار لانك طرف كبير ومصيبتها طالتك انت اول واحد بس خد بالك البنت اه مش مريضة بسكر لكن مرضها اخطر بكتير وممكن يوصل بيها للانتحار وانت الوحيد اللي تقدر تنقذها وتوقفها وتعقلها 


(عبد الله ينظر إليه بتعجب، مش قادر يستوعب ما قاله، ويدير نظره إلى مروة ليبحث عن تفسير لما يحدث.)


عبد الله:

(بدهشة)


مش فاهم... إيه المرض اللي بتتكلم عنه؟ هي قالت لي إنها مريضة بالسكر، كانت في حالة صعبة... وكلنا كنا معاها عشان نقف معاها بسبب دا انا ضيعت نفسي وكنت فاكر انه دا الصح دلوقتي جاي بكل بساطة تقولي كنتي ف وهم ودايرة كلها كدب وانتقام


عبد الهادي:

(بغضب شديد، وهو يضرب بيده على الطاولة)


لا، ده مش سكر ولا حاجة! البنت كانت بتخدعك طول الوقت! مرضها ده كله كان كذب! هي بتتصنع المرض علشان تسيطر على عقلك، وعلى حياتك!


(عبد الله يصبح في حالة صدمة، يخطو عدة خطوات للوراء، مش قادر يصدق ما يسمعه، بينما مروة تقف هناك وهي تتنفس ببطء وتراقب المشهد بحذر.)


عبد الله:

(بصوت خافت)


وانت جاي دلوقتي بتقولي كدا لي فاكرني هرجع للعبيط اللي بيصدق من غير م يتحقق بكل خطوة وكل شيء بيحصل بس تصدق كويس انك بلغتني خليني اعرف ابدا حياتي الجاية وانا مش شايل ذنبها وبدون ذرة ندم جوايا


عبد الهادي:

(بغضب شديد، محاولًا تهدئة نفسه)


ايوة كل حاجة كانت كذب، انت كنت فاكرها بتعاني، لكن الحقيقة كانت بتلعب بمشاعرك، وهي داير ما تديرك عشان تفضل في حياتها بأي ثمن. حاولت تلعب دور المريضة عليك بس الكدب ليه نهاية وخلاص هي انكشفت ، وده للاسف كان جزء من الخطة اللي كانت ماشية فيها دلوقتي ياريت تطلقها وتحرر من قيودها وتسيبني انا اربيها من اول وجديد


مروة:

(بتدخل في الحوار بحذر، وهي تتنهد)


بس عم عبد الهادي، إنت مش شايف إن شهد كانت بتحاول تكون مع عبد الله بأي شكل؟ هي بتحبه بجد أكيد في حاجة مأثرة عليها...


عبد الهادي:

(بغضب، وهو يلتفت إلى مروة)


إنتِ ليه بتدافعي عنها؟ لو كنت عايزة تدافعي عن حد، خليكي مع عبد الله في الحقيقة! ده اللي كان هيأذي عبد الله في النهاية! شهد كانت بتحاول تدمركم كلكم!


(عبد الله ينظر إلى مروة وكأن الكلمات أصبحت ثقيلة عليه. قلبه محطم لكنه مصدوم من المعلومة.)


عبد الله:

(بصوت منخفض)


يعني كل الحب اللي كان بيني وبينها كان كذب؟ كل اللحظات اللي عشناها مع بعض كانت... مستغلّة ياعمي؟


(يأخذ خطوة إلى الوراء، ويبقى صامتًا للحظة وهو يحاول استيعاب ما يحدث.)


عبد الهادي:

(بتنهدة عميقة، بعد أن يهدأ قليلاً)


مفيش شك إنها كانت بتخدعك. ولو مشيت وراها أكتر من كده، كنت هتندم، القرار يخصك وانا كدا عملت اللي عليا


مروة:

(بتهدئة، وهي ترى عبد الله في حالة انهيار)


عم عبد الهادي، الكلام ده مؤلم... بس كمان عبد الله مكنش يقدر يعرف. هو حبها وكان فاكر إنها محتاجاه.. زي ما إنتوا شايفين، هي أثرت فيه بشكل قوي.


(لحظة صمت، والجميع يشد نظره إلى عبد الله الذي ينظر إلى الأرض وكأن كل شيء حوله قد تهدم.)


(كل الحاضرين يظلوا صامتين، وكل واحد يشعر بثقل ما حدث. عبد الله يتنهد بضيق، في النهاية يلتفت إلى عبد الهادي قائلاً بجدية.)


عبد الله:


خلاص، إذا كان كل ده كذب، أنا مش هسمح لها تدمّرني أكتر. لازم  كل ده. يقف هواجهها وأقولها الحقيقة... وأنا هكون أقوى من أي وقت فات.


عبد الله وهو يقف بحزم، متصممًا على مواجهة شهد، وهو يدرك الآن أنه يجب أن يضع حدًا لكل ما حدث.)


ف غرفة شهد


عبدالله يدخل الغرفة بسرعة، يركض نحو شهد التي تقف أمامه، يبدو عليها التوتر والحزن):


"شهد، لازم نتكلم. أنا مش قادر أعيش في الكذب ده أكتر من كده! كل ده كذب؟! كل اللي عملتيه، كل اللي قولتيه؟!"


شهد (تنظر إليه بعينين مليئتين بالغضب والحزن):

"مفيش حاجة اسمها كذب، أنا كنت بعمل ده علشانك، علشان تبص لي تاني. كنت عايزاك تحس بحاجة، علشان تحس إني مش مجرد شخص مريض بحبك ! أنا بحبك بجد! كنت بحاول أعيش زي ما إنت عايز!"


عبدالله (مصدوم، يحاول أن يفهم):

"لكن كل حاجة كانت كذبة!

 مرضك، حكاياتك عن الاوجاع وحبك ليا كلها كانت كذب! ليه؟ ليه عملتي كده؟"


شهد (تقترب منه، عيونها مليئة بالدموع):

انت مش فاهم،حاج. لو كنت قدرت أكون معاك بأي شكل، كنت هعمل أي حاجة. أنا مش مريضة زي ما كنت فاكر، لكن أنا مريضة بحبك. لو بعدت عني، مش هقدر أعيش. ده مرضي، مش مرض جسدي. لكن إنت مش شايفني ولا سامعني، عشان كده اضطررت أكذب ولو رجع ببا الزمن كنت كررت دا بدون ذرة ندم


عبدالله (يبدأ ينهار من الداخل، وتظهر على وجهه علامات الخيبة والخذلان):

أنا كنت بحاول أساعدك، كنت بحاول أكون جنبك. لكن ده مش حب، ده هوس! أنا مش قادر أكون مع حد بيخدعني كده، مش قادر أكمل في علاقة كلها كذب وخداع مبقتش حاسس بالامان معاكي ياشهد


شهد (تنفجر بغضب، تهتف بأعلى صوتها):

"لو كنت بتحبني، كنت هتساعدني بأي طريقة، حتى لو بكذبة! إنت مش فاهم حاجة! لو كنت تقدر تحس، كنت هتكون معايا دلوقتي ف حضني مش تقولي الكلام دا


شهد تجري إلى الطاولة وتفتح أحد الأدراج بسرعة، وتخرج سكينًا صغيرًا. ترفع السكين بيدها، وعينيها مليئة بالدموع والغضب، وكأنها تحاول تهدد بها عبدالله.


عبدالله (يجري نحوها بسرعة، محاولاً منعها):

"شهد، لا! ماتعمليش كده، من فضلك! أنا مش قادر أشوفك كده، ده مش الحل! احنا نقدر نحل كل حاجة مع بعض، مش بالعنف ده كفايا تهديد حاولي تتصرفي بحكمة بقا انتي مش صغيرة


شهد تتراجع، تلوح بالسكين في يديها، وعينيها تملؤها مشاعر مختلطة من اليأس والغضب. في لحظة سريعة، تحاول أن تضر نفسها، بينما عبدالله يمسك يدها بشكل مفاجئ في محاولة لمنعها.)


عبدالله (وهو يمسك يديها بقوة):

"مفيش حاجة في الدنيا تستاهل إنك تعملي كده! أنا آسف لو اتسببت ليكي ف اي الم بس خليكي معايا واعرفي انه اللي بتعمليه اخرته وحشة وانا وعدتك اني هكون معاكي بس كدبك دمر كل اللي فاضل ف قلبي ليكي


بينما عبدالله يحاول سحب السكين من يدها، تتحرك يده بشكل غير مقصود، فتخترق السكين جسدها في قلبها عن طريق الخطأ. تنهار شهد على الأرض، في حالة من الهلع، والدماء تبدأ في الانتشار حولها.)


عبدالله (مصدوم تمامًا، ينزل على ركبتيه بجانبها، ويصرخ باسمها):

"شهد!  لا أرجوكِ! مش قصدي... شهد، مش قصدي!"


(شهد تئن بصوت ضعيف، عينيها تتألقان بألم شديد. تحاول أن

 تهمس بصوت ضعيف.)


شهد (بصوت ضعيف، بالكاد تتنفس):

"أنت... كنت... حبيبي... بس... خذلتني... مش قادر... أعيش من غيرك..."


(ثم تغلق عينيها، وتنقض الحياة منها، بينما عبدالله يصرخ بألم وحسرة، يحاول تحريك جسدها بشكل يائس.)


عبدالله (بدموع غزيرة، يصرخ في وجهها):

"شهد! شهد! من فضلك... ماتموتيش! أنا آسف! مش قصدي! أرجوكِ ما تسيبينيش!


(في تلك اللحظة، يدخل عبدالهادي و أم شهد و مروة إلى الغرفة، كلهم في حالة صدمة من هول ما يرونه. أم شهد تصرخ بشدة وهي ترى ابنتها ملقاة على الأرض، بينما عبدالهادي يوقفه ما يحدث.)


أم شهد (في حالة من الهلع، تنظر إلى جسد ابنتها الميت):

"إزاي ده حصل؟! إزاي ده حصل؟! شهد! شهد! مش ممكن! بنتي راحت مني يانااااااش شهدددددد اااااه ياضي عيني يابنتي ااااه


مروة (تصيح وهي غير قادرة على تصديق ما يحدث):

"إزاي ده حصل؟ مش ممكن! عبدالله مستحيل يكون قاتلها اكيد في حاجة غلط اكيد هي اللي عملت كدا ف نفسها ايوة هددتنا كذا مرة وفاكرة بالطريقة دي هتعرف تبتذنا ووارد خدتها عادة وكررت دا تاني صح


عبدالهادي (يتقدم بسرعة، يصيح وهو يحاول فهم الموقف):


"إنتي السبب، يابنتي كان لازم نوقف ده من زمان! كل ده حصل بسبب الأوهام  انتي موتي بسببي اه والله! كنت بقولكم كنت بقولكم! لكن دلوقتي... خلاص خلاص


عبدالله ينهار تمامًا، يدفن وجهه في يديْه، يبكي بحرقة، بينما مروة تقف بجانبهم، في حالة من الصدمة التامة.)


عبدالله (وهو يبكي بشدة، متأثراً بالذنب):

"أنا... أنا مش قادر أصدق! مش قادر أصدق إن ده حصل... مش هعرف أعيش من غيرها! مش قصدي! مش قصدي شهد اومي لا مش المفروض تكون دي النهاية مش ممكن لااااا.  ولله  ليا ذنب والله العظيم اااااااااااااااااه


عم  الصمت المروع والدموع التي تملأ الغرفة، بينما الجميع يفكر في كيف وصلوا إلى هذه اللحظة المأساوية...


   الفصل السابع عشر والخاتمه من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة