
الفصل الرابع عشر 14 ج2 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
استمر فهد يومين تعبان، ونفس اليومين كان بدر يبكى ويسأل عن ملك، ورفض ياخد علاج أو ياكل لحد ما فهد قدر يمسك نفسه، وقرر يعيش لابنه فقط ومش يدخل حد تاني في حياته. بالفعل تم نقل بدر عز الدين على المنزل، وطلب ممرض يهتم بيه ودكتور يتابع الحالة. رفض أي فتاة تعمل في المنزل وشرط ده على أمه، وطبعا وفقت، هي معندهاش استعداد أن حد تاني يدخل حياته.
وانتقلوا من البيت القديم اللي يحتوى على جميع الذكريات إلى بيت آخر عشان ميفتكرش أي حاجة من كل اللي فات، لكن بدر كان رافض يتعامل مع حد ونفسيته كانت تعبانة، لكن فهد كان بيحاول ينسي، لكن في يوم شعر إنه تايه، لقى رجله واخداه على الكبينة اللي على نهر النيل، وكان جواه نفسه يشوفها، آه غضب عليها وجرحها، لكن على الأقل كانت تستوعب.
ولكن صرخ في نفسه، "هتضعف تاني؟ فوق يا فهد!"
اتجه فهد نحو الكبينة، وإلا يعلم لماذا ذهب هناك. كان خايف يشوفها هناك، وكمان عايز يشوفها. كانت ملك قررت تقعد في مكان تاني بعيد عن حديقة الكبينة بتاعته عشان ميحصلش لقاء ما بينهم.
❈-❈-❈
دخل فهد إلى الكبينة، كان يجلس في الداخل عم إبراهيم يرعي الكبينة ويهتم بيها. فوقه من شروده عم إبراهيم في المكان وسأله:
"مالك يا ابني، في حاجة؟"
نظر له فهد وهو تائه وتذكر بغضب، قال: "أنت اختارت الهروب زي فارس وزي أمي، وتركتني تحت إيد بنتك."
شعر عم إبراهيم بالخجل، وقال: "أنت اللي كنت دايما محتفظ بيها. أيام كتير طلبت منك تخليها تبعد عنك، وإنك بتعذب نفسك، مش بتعذبها، لكن رفضت. كنت دايما ترجع ببنات الليل عشان تكسرها، لكن في المقابل أنت اللي بتتكسر. مش عارف ليه خليتها تشتغل خادمة في البيت رغم إنها كانت مراتك، ليه عملت في نفسك كدة؟ أنا كنت بعمل المستحيل إنك تبعد عنها، عشان هي نسخة من أمها اللي دمرتني وسابتنى زمان، لكن أنت اختارت تعذب نفسك لحد ما ظهرت ملك. فرحت جداً.."
وقفه فهد حديثه عن ملك وسأله:
"مين ملك اللي ماتت بسببى وبسبب بنتك؟ دائماً أشوف صور مشوشة قدامى، لكن مش قادر أفتكر."
طلب منه ابراهيم يجلس، وقال:
"طيب ارتاح، أنا أحضرك حاجة تأكلها وأحكي ليك عن ملك وإزاي دخلت حياتك."
وبالفعل أحضر الطعام وجلس فهد أمام النهر، ووضع الطعام أمامه وبدأ يحكي: "ملك هي اللي أنقذتك، مش أنت. هي أصلاً قدرت تحمي نفسها في بيت اعتماد. أنت رجعت من إيطاليا زعلان بعد ما عرفت إن ولدتك بعد ما وفقت، اتجوزت اللواء منصور، رغم إنك اللي طلبت منها، لكن غيرتك على أمك كانت أقوى، وكنت فاكر إن كدة بتأكد اللي شوفته وإنهم على علاقة، ولم وجهتها وطلبت تاخد كل حاجة تخص ولدك. وقتها المحامي استطلعك على وصية ولدك، إنك تتجوز من بنت متعلمة ذوى مستوى رفيع. أنت شككت في الوصية واستمرت شهور هناك، وأنا جيبت واد من البلد محمود يساعدني، ووقتها بنتي لعبت عليه، قلت خلص نسيت قصتك، وبالفعل جات هي ومحمود، وقالوا إنهم هينخطبوا. استغربت، لكن قولت ممكن إنك تعرف الخبر تطردها، وخصوصاً لما كنت بتكون سكران، كانت تدخل عليك وتمارس معك في حرام. كنت نفسي اقتلها بيدي، لكن مش عارف ليه كنت ضعيف. كنت نفسي تتخلص من إدمانها، ولم بلغتك. أنت رجعت، وكنت مكسور وقتها وطلبت اعتماد تعطيك بنت، وتجهز لك بنت ميكنش حد لمسها لكن موجودة عندها وملهاش صوابق، لكن لما أنت روحت، كانت ملك بتحاول الهروب من البيت، لكن أنت فضلت تدق على الباب وانت سكران، وبالفعل فتحت لك اعتماد، وكانت رافضة تسلمك أي بنت، عشان أنت كنت لما بتاخد واحدة مش بترجعها عندها، وكنت بتمحى أي حاجة تخصها، وتركتك في غرفة وذهبت تختار لك بنت، لكن ملك كانت في نفس الغرفة، فضلت تهزق فيك، وقتها لما رجعت فضلت تحكي ليا إنها قالت لك كلام قاسي جداً، رغم إنك مكنتش شايف ملامحها عشان الظلام خليتك تفوق ورفضت تاخد بنت واتفقت تاخدها هي، ودفعت نص تمنها ل اعتماد. والتاني يوم روحت وأنت فايق عشان تشوف البنت، جهزت لك اعتماد بنت تاني، لكن أول ما سمعت الصوت رفضت وقولت إنك عايز نغم، فطلبت من نغم تجهز نفسها، وقتها نغم اتفقت مع شاب يجيب ليه حبوب تظهر أعراض التسمم الغذائي، كانت عايزة تنتحر ومحدش يلمسها، ووقتها ظهرت قدمك، أنت انبهرت بيها واتفقت معاها تكون هي البنت اللي تدربها تكون سيدة أعمال، عشان تمسك هي الشغل بدل سهير، وجيبته على البيت وحكيت لي وأنت مضيق ازاي تنقذها وتدفع كل الفلوس دي عليها، كنت مستغرب نفسك إنك مهتم بيها، وطبعا بنتي النار شعلات فيها، لأنك كنت بتخاف على ملك، خصوصاً لما عرفت إنها حالة تسمم، وفارس جيه وعلاجها، كنت دايما تقول لها أم لسان طويل وهي كانت تقول لك الباشا الوسيم. يوم ورا يوم قلبك اتعلق بيها، مكنتش بتقدر تغيب لحظة عن عنك، كنت تمشي على الشغل بليل وهي نايمة عشان الصبح تفطر معاه."
ابتسم إبراهيم. في مرة سألتك ملك وقالت لك بالحرف:
❈-❈-❈
فلاش باك
"هو أنت عاطل حضرتك، معندكش شغل ولا مشغلة؟ دايما قاعد في البيت."
وقتها فهد ضحك ورد عليها: "أنت مالك يا أم لسان؟ هتاكلني مثلاً؟"
اعتذرت ملك وقالت: "لا سمح الله، لكن إقعدة الرجل في البيت بتكون خانقة، وخصوصاً لو وسيم."
اقترب فهد منها وهي قلبها بيدق، مالها قاعدته الوسيم في البيت.
شعرت ملك بضعف وحبت تهرب، فقالت: "يعني أنت في وسط بنتين، ووسيم ومش عايز مثلاً يغيروا عليك؟ أنا أصلاً عذرة اسماء."
ابتسم واقترب منها، "وإيه كمان؟"
ضحكت ملك، وافتكرت أغنية بدأت تغنيها وقالت مقطع: "غيرتك وظنونك."
ابتسم فهد: "وإيه كمان؟"
ضحكت ملك وقالت: "طيب إيه رأيك تغني معايا الاغنية دي؟"
ابتسم فهد: "أغنية إيه؟ هو انتي اللي بتقوليه ده أغنية؟"
ضحكت ملك، وقالت: "طبعاً أغنية! بتحبني؟ هات تليفونك أشغلها."
بالفعل أعطاها التليفون، وسألها: "هو كلمة السر إيه، أو افتح وهات اليوتيوب."
قال ليه فهد: "بحب بس، ورد. حياة قلبي."
استغربت ملك وقالته: "هو في حد يكتب بس ورد أغنية؟ ومادام هي حياة قلبك ليه تعبها؟"
ضحك فهد: "وايه عارفك إني تعبها؟ أنا أصلاً بعشقها!"
كشرت ملك وكتمت جوها، وقالت: "ربنا يهديكم لبعض."
وجي تخرج، مسك ايديها وقربها نحوه وسألها: "رايح فين؟ مش هتغني؟"
ردت ملك بحزن مكتوم: "لا أنا كتبهلك تبقي تغنيها مع حياة قلبك."
ابتسم فهد لما شعر بغيرتها، ومسك ايديها وشغلها وقال: "حاضر وارقص كمان."
ورقصوا مع بعض وهما يرددون الاغنية بطريقة كوميدية ساخرة، زي سامون وحميد الشاعري.
ملك: "بتحبني؟"
فهد: "طبعاً يا حياتي."
ملك: "بتحبني؟"
فهد: "وبقولها يوماتي."
ملك: "بتحبني؟"
فهد: "وبحب جمالك."
ملك: "بتحبني؟"
فهد: "وبحب دلالك."
ملك: "وإيه كمان!"
فهد: "غيرتك وظنونك."
ملك: "وإيه كمان!"
فهد: "عقلك وجنونك."
ملك: "وإيه كمان!"
فهد: "بتاخدني عيونك."
ملك: "لحد فين!"
فهد: "فوق فوق فوق عند القمر."
ملك: "بس.."
فهد: "وابعد ما القمر بكتير."
بدوب فيهم وأهيم بيهم
أقول يا قلبي دوب اكتر
ياريت أقدر أوفيهم
طب إنتِ إيه؟
ملك: "طبعاً يا روحي مجنونه بيك."
فهد: "أنا..."
ملك: "بلاقي عمري كله في عينيك."
فهد: "أنا..."
ملك: "أنت اللي حبك خلانى أقول بحبك، و روحي فيك."
باك
كان يتخيل فهد اللي بيحكيه ابراهيم، وشعر بسعادة وكمان حزن وقال: "الله يرحمها، ياريت افتكر كل اللحظات دي، ماتت بسبب... ومقدرتش أحفظ عليها."
انصدم ابراهيم، وقال: "ومين قال إن ملك ماتت؟ ملك عايشة!"
نظر له فهد بحالة من الفرحة والدهشة: "أنت قولت حاجة؟"
إبراهيم فكر شوية إبراهيم في نفسه، "أنا مش هينفع أقوله إلا لما أحكيله عنها، عشان يتقبلها. هو قابلها كذا مرة، وأنا شفتها قبل ما يجي، لكنها قعدت بعيد عن الكبينة. لما سألتها إيه اللي حصل، وحكيت لي اللي عمله، وإنه في حالة غريبة، وهي مش هتتكلم معه تاني ولا هتقعد في الحديقة الخاص بيه. فانا لازم اعرفه إنها مالعبتش عليه من البدايه، وهي بريئة. ياريت بجد كانت البنت دي بنتي."
فهد قطع شروده وسأله: "روحت فين؟ أوعى تكون ناوي تخبي عني حاجة، عشان أنا سمعت مبررات كتير، اليومين اللي فاتوا دول، إن كان من أمي أو من فارس، والكل ظهر قدامي ضعيف، ومش عارف إزاي هثق فيك أصلاً وأنت أبوها. إستني، عندك هو إنت إزاي عرفت كل التفاصيل دي، وحصلت فين؟ وكان عادي أي حد يتطفل على خصوصياتي."
إتنهد ابراهيم: "لا يا إبني، كنت مراقب بنتي وقتها، هي دخلت من باب جانبي في غرفتك، وكانت دائماً تدخل منه علشان تتجسس عليك، وخصوصاً بعد ما ملك جت، وأنا اكتشفت المكان دا لما شفتها داخله منه، وكنت وراها وهي شافتكم وحست بالغيرة، ولما رجعت شافتني قدامها وقتها ضربتها بالقلم، وقلتها..
فلاش باك
إبراهيم: "إنتِ إيه؟ أنا بجد مصدوم فيكي، هي وصلت إنك تتجسسي على الراجل اللي لحم اكتفنا من خيره، متخلي عندك كرامة."
ضحكت أسماء بسخرية: "كرامة إيه؟ هو اللي عندها أب زيك يكون عندها كرامة ياشيخ؟ عندها حق، أمي تهرب منك، لسه فاكر إنك تتصدم فيا ولمست بطنها، وقالت أنا حامل في إبنه، وهكون معاه، وست البيت ده كله غصبن عنك، وخليك إنت دايماً تحت رجليهم، وبدل ما تساعدني عشان أرجع ليه، تروح تساعده يتجوز من دي، مين فينا اللي بنتك."
زعق ابراهيم في اسماء وقال: "أنا فعلاً ضعيف، وكان لازم أموتك بعد ما جبتي راسي في التراب."
ومسكها من شعرها، لكن ليلى إدخلت: "إنت عايز تسقط بنتي؟"
وضمتها في حضنها وقالت: "شوف يا راجل إنت اخترت تكون خيال مئاته، فخليك زي مانت وغمي عينيك، خلي البنت تعمل اللي محدش فينا قدر يعمله، وبدل ما تساعدها، وتكون سيد البيت، بدل ما تكون خدام.."
حس ابراهيم بضيق وقال: "بدل ما تقوليها إن اللي إنتي بتعمليه ده غلط، تحريضها على الغلط والحقد، خليك ماشيه وراء أمك، لكن أخرتك هتكون على إديها باك..
إبراهيم مسح دموعه، "أنا بجد متصورتش إنها ممكن تقتلها. منكرش إن بنتي كانت بتعمل مقالب في ملك من يوم ما دخلت البيت، يعني مرة حبت تخليك تطردها بتهمة الإهمال
يا سلام، قصة شيقة جدًا! هعدلها لك وأضيف لها بعض التفاصيل اللي هتوضح مشاعر الشخصيات أكتر، وخلي بالك من التعديلات دي:
النص المعدل:
شعلت حريق في البيت، ووقتها والدتك استغلت الفرصة وطلبت من الدكتور يعطي ملك دواء يمحو ذاكرتها مؤقتًا. ورغم ذلك، كانت ملك روحها حلوة، وكل ما تنام تقوم بشخصية جديدة جننتك، واتعلقت بيها جدًا. ضحك فهد وهو يتخيل ما يحكيه عم إبراهيم.
بعد كده، طلبت منها تقلد شخصية والدتك عشان أسماء تعترف بكل حاجة. وفعلاً، اعترفت أسماء بكل اللي حصل وليه كسرتك و بعدتك عنها. طلبت منك تسامحها، لكنك كنت وقعت في حب ملك، والغيرة خلتها تحبسها في الثلاجة، وكانت هتموت! لحقتها في اللحظة الأخيرة، وجبتها هنا.
وقتها، أخدت ملك وقررت تعيش هنا معاها لحد ما تشوف هتعمل إيه. قعدتوا هنا أسبوع، وأسماء كانت هتجنن عشان تعرف فين، لحد ما شحنت أختها هبة وعم ملك إنك خطفت ملك ومش هتتجوزها، وإنك أكيد عملت فيها زي باقي البنات. رفعت قضية تقول إنها مراتك وعاوزة ترجع لك. وصل الخبر، ورجعت. وقتها، عرفت ملك إن أسماء حامل، فرفضت تكمل معاك اللعبة.
استغرب فهد وسأله: "لعبة إيه؟ مش إنت قولت إني حبيتها؟"
ابتسم إبراهيم وقال: "كبريائك منعك إنك تعترف إنك بتحبها، خصوصًا لما قالت إنها شايفاك زي أبوها. وقتها، لعبت معاها إنكم هتتجوزوا، جواز على الورق، وإنك هتخليها تكمل تعليمها وتدخل الجامعة. وهي وافقت، لكن شرطها إنها تخليك تنسى أسماء وتخرجها من حياتك. لكن لما عرفت إنها حامل، رفضت تكمل، وخوفت تسيبك."
سألتها تعمل إيه؟ اقترحت عليك تصلي الجمعة وتسأل الشيخ، واللي يقوله تعمله. فعلاً، خرجت من هنا، وهي خرجت بعدك. كنت فاكر إنها هربت من حياتك، لكن هي عرفت إن ليلى خطفت أختك نورسان، واتفقت معاها تاخدها بديل وتسيب أختك.
راحت ملك عشان تسلم نفسها لليلى، وحصل انفجار، وفقدت الذاكرة، وهي اختفت.
انصدم فهد وقال: "يعني هي اختفت، ما ماتتش؟"
اتنهد إبراهيم: "آه يا ابني، اختفت من المستشفى. كنت شاكك إن أسماء بعثت ناس تخطفها، لكن بعد كده سكت."
استغرب فهد سكوته وسأله: "عرفت إيه؟ قولي، متخبيش عليا. حصل إيه؟ علشان واضح إنك الشخص الوحيد اللي تعرف كل كبيرة وصغيرة."
اتنهد إبراهيم بحزن وضيق: "وقتها، عرفت من هبة وفارس إنها ماتت. انصدمت، وكرهت بنتي، وسبت المكان وجيت هنا، مكنتش عارف ليه. وبعد فترة، شوفتها قدام عيني، مكنتش مصدق نفسي."
كان فهد مصدوم: "إنت بتقول إيه؟ شوفت مين؟ إنت بتتكلم عن مين؟ رد عليا يا عم إبراهيم! رايحين..."