رواية ما بعد الجحيم الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12بقلم زكية محمد


رواية ما بعد الجحيم

الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12

بقلم زكية محمد

دلف عمر الى الشقة بوقت متأخر فصدم حينما رأى والدته تغفو على أحد المقاعد في إنتظاره فهرول ناحيتها ظنا منه إنها أصيبت بنوبة سكر   وهو غير موجود بالمنزل فندم بكثرة على تأخره. ..

جلس قبالتها وأخذ يهزها برفق قائلا بصوت منخفض :- 

ماما. ...ماما. ..


نهضت خديجة قائلة :- إنت جيت يا حبيبى


زفر براحة و رد بحنان :- ايوا يا امى ايه إللي منيمك هنا بس قومى يلا روحى أوضتك وكملى نومك خضتينى عليكى يا امى كنت فاكر جاتلك النوبة وأنا مش موجود. 


:- بعد الشر عنك ماشي يا حبيبي تصبح على خير. 


:- وانتى من أهل الخير يا أمى. 


دلف عمر وأستلقى على الفراش يفكر في تلك المشكلة التى حلت عليه. ...


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


صباحا إستيقظت لمار وهى تشعر بالدوار وفجأة شعرت بالغثيان فركضت إلى الحمام وبعد فترة خرجت وهى تشعر بالصدمة والضياع فكل تلك الأعراض أعراض حمل   أخذت تضرب بقبضتها على الحائط قائلة بدموع 

:- 

يا مصيبتى يا مصيبتى أعمل إيه وأتصرف إزاى يا مصيبتى هقولهم إيه دول ما هيصدقوا وخصوصا البت الباردة دى منك لله حرام عليك اللى إنت بتعمله فيا دة منك لله...

(ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد ) 

ثم هتفت بذعر :- لا لا لا محدش هيعرف وأنا هحاول أهرب من هنا لازم اهرب دة هيموتنى لو عرف .......

يا رب خليك معايا والنبي أنا مليش غيرك. ...


ثم جلست على السرير تواصل بكائها قاطعها دلوف أمينة التى ما إن رأتها إرتبكت للغاية. .

تقدمت أمينة منها وجلست جوارها قائلة :- 

أخبارك ايه دلوقتى بقيتى أحسن؟ 


ردت بتوتر 

:- اه اه أنا كويسة جدا شكرآ .


نظرت لها بشك قائلة 

- مش باين إنك كويسة وشك اصفر ودبلان كدة أجيبلك دكتور؟ 


سقط قلبها من بين يديها قائلة بسرعة

- لا لا قصدي مفيش داعى يعنى. 


سألتها بشك:- متأكدة ؟


هتفت بنبرة حاولت أن تظهر طبيعية 

:- ايوة هما بس شوية تعب هيروحوا لوحدهم. 


- طيب خليكى النهاردة في سريرك ما تتحركيش. 


وافقت بضعف :- حاضر. ...


جحظت عينى لمار ونزل عليها السؤال كالصاعقة 

- هو إنتي وقعتى من طولك ليه إمبارح بالليل؟ 


هتفت بتأتأة:- مش مش عارفة يمكن علشان اللي حصل لما. ........


أصدرت شهقة دليل على إنخراطها في نوبة بكاء ......


ربتت أمينة على ظهرها قائلة 

:- متزعليش هما كدة دايما متسرعين بيحكموا قبل ما يفهموا. .....


هتفت بمباراة

:- عادى يعنى هى جت عليهم. ..


هتفت بصدق :- أنا واثقة إنك لا يمكن تعملى حاجة غلط. 


خفق قلبها بعنف شديد جراء كلماتها فماذا سيكون رد فعلها إن علمت إنها تحمل في أحشائها قطعة من ابنها حتى وإن كان ذلك بالرغم عنها؟ 


ردت بإمتنان :- شششكرا. ...بس إنتي غريبة الصراحة يعنى أقصد في معاملتك ليا. ...


هتفت بمرح جديد عليها:- مش مرات ابنى. 


صدمت لمار للغاية فقالت :- نعم؟ تقصدى إيه؟ مممراته إزاى يعنى إنتي واعية للى بتقوليه يووووه أنا آسفة بس. ...بس 


ضحكت أمينة بقوة قائلة 

:- ههههه فاهماكى عاوزة تقولى إيه؟ أنا عاوزاكى متزعليش من مراد مهما يعمل معاكى هو طيب وحنين بس حكاية موت أبوه دى حولته لكدة لشخص قاسى ما بيرحمش. بس الخوف اللى شوفته في عينه إمبارح لما جه يقولى إنك اغمى عليكى خلاني أعيد حساباتى شكله كدة وقع ولا حد سمى عليه. ....


سألتها بغباء وعدم تصديق :- يعنى إيه حضرتك؟ 


أجابت بوضوح:- يعنى هو بدأ يتعلق بيكى دة إذا ما كانش إتعلق. ..


إحمرت للغاية جراء كلماتها تلك فقالت 

- حححضرتك إيه الكلام دة؟ دة مابيكرهش حد قدى. .


شردت قليلا قبل أن تهتف

:- دى بقى سيبيها للأيام. ....هسيبك ترتاحى وهبعت حد يجيبلك الفطار. 


تركتها أمينة وهى مازالت على صدمتها .....


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى شقة عمر كانت خديجة تعد وجبة الإفطار لعمر ليذهب بسرعة للعمل. ....


خرج عمر مرتديا ملابسه إستعدادا للذهاب إلى العمل فألقى تحية الصباح على والدته 

- صباح الفل يا ست الكل. 


ردت إليه التحية بوجه بشوش قائلة بحنان

- صباح الفل يا حبيبي إقعد إفطر على ما أنادي بنت خالك تفطر معانا. 


هتف بغيظ:- وليه السيرة دي على الصبح؟ 


نظرت له بعتاب قائلة :- إحنا قولنا إيه؟ 


جز على أسنانه قائلا 

:- حاضر يا ماما حاضر. ...


- يحضرلك الخير يا حبيبي. ..


دلفت خديجة إلى الغرفة الإضافية التى تمكث فيها سجود قائلة :- 

يالا يا سجود علشان تفطرى معانا. 


سجود بخجل :- أاااا بس بس. ...أنا مش جعانة. .


أخذت بيدها تحثها على الخروج قائلة 

:- يا سلام قومى بس يلا وبطلى كسوف انتى في بيت عمتك مش حد غريب. 


ذهبت معها بخجل شديد منهم فهى غير معتادة عليهم وخصوصا عمر. ..


فى الصالة أتت وألقت التحية بخفوت عليه فردها بإقتضاب .جلست سجود إلى جوار خديجة نظر لها عمر بكره وإحتقار شديدين. ..


وضعت أمامها الطعام تقربه اليها قائلة 

:- يلا كلى يا سجود مش كل شوية هقولك اعملى إيه وما تعمليش إيه؟ 


سجود بخفوت :- حاضر. .


نظر عمر لها بغيظ وكره ثم وقف قائلا محدثا والدته 

:- الحمد لله أنا شبعت يا ماما سلام دلوقتى علشان ما أتأخرش .


:- ماشي يا حبيبى في رعاية الله. 


نظرت سجود لأثره قائلة :- 

هو انا وجودى مضايقه لو متضايق همشى. 


خديجة بتوتر :- أبدا يا حبيبتي أبدا دة بس هو متعود يمشى بدري. ..كلى كلى. ..


تابعت إفطارها وهى تفكر في نظراته لها والتى تدل على الكره الدفين. ...


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت ورد تسير بشرود وفجأة إصتدمت بحائط صلب تأوهت بخفوت وتراجعت ونظرت له وجدته سليم فقالت بإرتباك :- 

إمم. ...أنا انا آسفة 


رد ببرود :- عدينى عدينى بس مش فاضيلك. 


تخطاها سليم أما هى إغتاظت بشدة منه وأكملت سيرها حتى وصلت لندى 


هتفت ندى بنبرة مازحة حينما ورد وعلامات الغضب مرسومة على وجهها :-

يا ساتر يا رب مالك وشك أحمر كدة ليه؟ 

غمزتها بمرح قائلة :- إيه هو سليم قالك حاجة تكسف ولا إيه؟ 


إغتاظت ورد منها فقالت بحنق :- بقولك إيه يا ندى مش ناقصة هى خليكى ساكتة ....البارد. البارد. ..ااااه عاوزة أضربه أو. ..أو أعضه. ...


صرخت بفزع حينما أتاها صوت من خلفها قائلا

:- أدينى أهو قدامك يلا ورينى ازاى هتضربينى أو هتعضينى زى ما بتقولى؟ 


تراجعت ورد بصدمة وذعر قائلة :- أااااااا. ..ممممم مش مش إنت قصدي سليم الصغير مش انت مش كدة يا ندى؟ 


ندى بضحك مكتوم :- اه اه طبعا. ....


نظرت له ببلاهة ثم هتفت 

:- شوفت؟ 


رد بهدوء :- إممم ماشى هعديها بمزاجى بس حاسبى على كلامك لإن المرة الجاية مش هعديها. ....


غادر سليم أما ورد جلست بإهمال على المقعد فضحكت ندى بشدة قائلة :- 

هههههه منظرك يفطس يا ورد مش قادرة. .....


صرخت فى وجهها قائلة 

:- ندى إسكتى لحسن أضربك إنتي. .


وقفت ندى وحملت الصغير قائلة 

- لا وعلى إيه انا أخد ابنى المسكين دة ونطلع فوق أحسن. ...


تركتها ندى أما هى أخذت تغلى من الغضب

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

فنظرت حولها تجد شيئا تنفس بها غضبها 

فوجدت كوبا به ماء فمسكته وألقته بكل قوتها فتناثر الزجاج على الأرض. ...

ثم وضعت رأسها بين يديها وأخذت تبكى 

رفعت رأسها حينما سمعت صوتا ساخرا يقول :- 

تؤ تؤ تؤ. ..كدة بردو تعملى كدة. ....


تقدمت ميس منها وجلست إلى جوارها قائلة :- مضايقه علشان سليم مش معبرك يا حرام راحت عليكى. ...


سألتها ورد بصدمة :- إنتي إنتي بتقولى إيه؟ 


هتفت بخبث :- أقصد إنك هتموتى عليه وبتحبيه بس هو مش معبرك مش عيب عليكى تحبى راجل متجوز وياترى بتخططى إزاى تاخديه منى. 


هتفت بدموع وصدمة :- 

لا لا لا أبدا انا. ...أنا مش عاوزة أخده منك ولا عاوزة حاجة. ..


صاحت في وجهها قائلة 

:- كدابة أنا سمعتك إمبارح في التليفون وانتى بتقولى كدة تخيلى بقى لو الكل عرف 

إنك بتلوفى على جوزى شوفى منظرك هيبقى إيه؟ يا تربية الحوارى يعنى مش جديدة عليكى. 


أصابها الذعر فهتفت بسرعة 

:- لا لا مش تقولى لحد 


ميس بخبث :- يبقى خلاص تبعدى عننا أنا وسليم 


هتفت بصوت خافت :- حاضر. .....


نظرت ميس للكوب المحطم ثم هتفت بأسف 

:- أوبس شوفى وسختى المكان إزاى بالإزاز اللى كسرتيه يا ريت تنضفى دة. ..


جلست ورد أرضا تلملم الزجاج بعيون ممتلئة بالدموع شهقت بألم حينما إنغرزت إحدى الزجاجات في يدها ولكنها لم تبالى مقارنة بالشرخ الذى موجود في قلبها 

وقفت ميس تتابع ذلك ببرود وتشفى وتبتسم إبتسامة نصر فيبدو إنها ستتسلى كثيرا. ....


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في مقر الشرطة وفى مكتب مراد الذى يجلس متصفحا الأوراق التى أمامه قائلا :-

جاتلنا أخبار النهاردة عن تسليم شحنة مخدرات و أسلحة فى مينا بورسعيد لازم نمشى دلوقتى علشان نوصل ونظبط مع القيادات اللى هناك. ..

مش عارف ليه حاسس إن الكلب دة معاهم هو وابنه. 


هتف عمر بأمل :- يارب علشان نخلص منه ومن اللى زيه. 


لاحظ مراد ضيقه فسأله قائلا :- مالك النهاردة مبوز ومش في المود. .


هتف بمرحه المعتاد ولكنه مغلف بالضيق :- المود بقى دود أووووف. .


هتف مراد بإستنكار:- لا الحكاية شكلها كبيرة. 


رد بضيق :- إمبارح بالليل جاتلنا بنت خالى الواطى. ..........


ثم قص عليه كل شئ فقال مراد :- بس كدة دة اللى مضايقك؟ 


هتف بصدمة :- ودى حاجة متضايقش بردو؟ دة أنا الود ودى أخنقها وارقدها جنب أبوها لا واللى يغيظك أمى بتعاملها معاملة ملوكى ولا كأنها بنتها. ...


:- خلاص إرضى بالأمر الواقع طالما هى مسامحة خلاص. 


هتف بتوعد :- بس أنا لا مش مسامح وحق امى هعرف أجيبه كويس. ...إن ما طلعته على عنيها مبقاش أنا. ..


:- طيب يلا علشان منتأخرش على المهمة. .


:- ماشي يا سيدي يلا. .....


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


في شقة ممدوح يجلس إلى جوار زوجته 


هتفت منيرة بغضب وحسرة 

:- قعدت تقول مشروع ومش عارفة إيه والواد ضحك عليك وأخد الفلوس. 


ضغط على رأسه يدلكها قائلا

- بقولك إيه سيبينى في حالى دلوقتى مش ناقصة هى. 


إعترضت قائلة 

:- لا يا حبيبي الفلوس دى بتاعتنا أحنا الإثنين ومرة تانية لما تيجى تتصرف يبقى تاخد رأيي. 


هتف بإبتسامة لا توحي بالخير قائلا 

:- يا ستى متقلقيش الحنفية اللى بنجيب منها الفلوس موجودة. 


سألته بترقب :- تقصد بنت أختك؟ ثم قالت بحقد شديد :- 

اه بنت ال *** 

زمانها متنعمة ومتنغنغة في الفلوس وسايبانا هنا بنغسل ونكنس ونمسح. ....إيه رأيك نروحلها زيارة كلنا أهو بردو علشان مايقولوش ما صدقنا رمناها وبردو نقرص على ودنها ونشوف عاوزين إيه ونخليها تعمله. 


وافقها الرأى قائلا :- عندك حق خلاص إحنا نروحلها على النهاردة بالليل. 


هتفت بفرح :- كويس اوى وأنا هروح أقول لسميحة دى هتفرح أوى وما هتصدق. ..


نهض من مجلسه قائلا :- تمام روحى بلغيها وأنا هنزل على القهوة شوية. ...


دلفت منيرة إلى غرفة سميحة قائلة :- 

بت يا سميحة إجهزى النهاردة معانا مشوار بالليل. ...


سميحة بمبالاة :- على فين العزم إن شاء الله؟ 


هتفت بمبالاة - عند ورد. 


هتفت سميحة بصدمة وفرح :- صحيح يا أما هنروح لورد؟ الله حلو اوى دى وحشتني أوى ...


منيرة بغيظ :- إبسطى يا أختى أدينا رايحين لها. هسيبك تذاكرى لبليل.


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


فى حى الإسكندرية وفى مكتب المعلم خميس يجلس أمامه ناصر منكس الرأس. .

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

هتف خميس بعدم رضا قائلا 

:- شوف بقى يا ناصر اللى أوله شرط آخره نور . ومن قدم سبت لقى الأحد. أنا دفعت كل الديون اللى عليك فى مقابل إنى تجوزنى أختك بس لا مؤاخذة هربت وطفشت ومحدش عارف هى فين ولا هربت مع مين. 


جز على أسنانه بغضب قائلا :- كلام إيه دة يا معلم متنساش إنها أختى بردو مش هسمحلك تغلط فيها. 


نظر له بسخرية قائلا بتهديد:- طيب شوف بقى يا عم الحمش هما كلمتين ورد غطاهم لو متجوزتش اختك في ظرف إسبوعين هودى الوصولات بتاعتك للنيابة وعليا وعلى أعدائى 


هتف بصدمة :- هى بقت كدة يا معلم مكنش العشم. 


أجابه ساخرا :- أومال إنت فاكر إنى بعمل كدة علشان سواد عيونك. 


نهض ناصر بغضب قائلا :- 

ماشي يا معلم يبقالنا كلام تانى. 


خرج من مكتب المعلم خميس وهو لا يرى أمامه من الغضب فشغله الشاغل الآن كيف سيجدها وأين؟ فكر قليلا ثم واتته فكرة فذهب لينفذها لعلها تأتى بها. ....


**********

وصل إلى منزل أسماء جارتهم ، التى تكون صديقة شقيقته وتكن له الحب أما هو لا يعترف بتلك الأشياء ولكنه سرعان ما إبتسم بمكر فسوف يستفيد من حبها له ، طرق الباب 

وإنتظر لثوان قليلة حتى فتح الباب. ....

إرتبكت هى فور رؤيته وصدمت من وجوده فقالت بنبرة مهتزة :- 

أاااا. .ناصر خير فى حاجة؟ 


إصطنع الهدوء ونظر في عينيها مباشرة مما جعلها ترتبك فإبتسم بخبث لنجاح مخططه فهو يؤثر عليها وبشدة. .تنحنح مردفا :- 

خير يا أسماء أنا كنت جاى أسألك على سجود متعرفيش راحت فين؟ 


توترت فأخذت توزع نظراتها بين الأرض والباب متجنبة النظر في عينيه قائلة :- 

أنا أنا ما اعرفش عنها حاجة. 


هتف بحزن مصطنع:- كدة بردو يا أسماء وأنا متعشم فيكى. متخافيش أنا مش هأزيها. 

ثم أكمل بخبث :- أصل أنا فوقت كلامها فوقنى ولازم أكون أخ وسند ليها أنا خلاص صرفت نظر عن جوازها من المعلم خميس. بس يا عالم هى فين دلوقتى يا ترى هى فين. ؟

نفسى أحضنها واقولها آسف بس هي فين؟ فين؟ قلبى وجعنى عليها


إبتسم بخفاء حينما رأى ملامح وجهها العابثة الحزينة لحزنه فسألها بترجى :- 

قوليلى هى فين أرجوكى يا أسماء. 


:- هى هى قلتلى ما اقلش لحد. 


مال بجزعه عليها فتراجعت بصدمة فقال :- هو انا برضو حد أنا أخوها صدقينى أنا إتغيرت. 


إرتجفت أوصالها من قربه المهلك هذا فقالت :- 

طيب طيب إستنى هجيبلك العنوان هى كلمتنى النهاردة من شوية. 


غمز بعينه قائلا بمرح وخبث :- ماشى يا قمر روحى هاتيه وأنا هستنى. 


أما هى أحمرت وجنتيها وركضت بسرعة إلى الداخل تهرب من نظراته الغير معتادة عليها تلك. 

أما هو هتف بسخرية :- هه غبية وهبلة سهلت المهمة عليا. .

غابت لدقائق ثم عادت له بورقة مدتها له قائلة :- إتفضل العنوان أهو. 


إلتقط الورقة وإبتسم قائلا :- من إيد ما نعدمها يا قمر. 

توردت وجنتيها ونظرت ولم تجب. إبتسم الآخر قائلا بتحذير خفى :- 

بس بقولك إيه متقوليلهاش حاجة عاوز أعملها مفاجأة. 

هزت رأسها بإيجاب قائلة :- حاضر. 

تركها ورحل وعلى وجهه إبتسامة ماكرة 

أما دلفت إلى الداخل بإبتسامة هائمة به عشقا. 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


ليلا في فيلا حامد الداغر دلف ممدوح و زوجته وإبنته رحبت بهم صفاء بود :- أهلا وسهلا بيكم نورتو ثواني هدى ورد خبر بإنكم هنا دى هتفرح أوى. 


تركتهم وصعدت للأعلى أما منيرة فهتفت بحقد وهى تضغط على شفتيها بغيظ :- 

بقى الزفتة دى عايشة في الهلومة دى كلها. 

آه يا نارى اه. ...


زفرت سميحة بضيق قائلة :- يا أما قولى ما شاء الله. ..


قوست شفتيها بعدم رضا ولم ترد عليها أما ممدوح كان ينتظر قدومها على أحر من الجمر وبداخله يغلى كالبركان كيف يتركها هكذا دون أن يحصل عليها فعزم في قرارة نفسه أن يجد خطة أخرى تجعله يتمكن منها. ..


بالأعلى كانت ورد في غرفتها مع ندى والصغير يتسامرن سويا

كانت ورد تحمل سليم الذى على حين غرة شدها بقوة من شعرها فصرخت صرخة مكتومة قائلة بعبوس :- 

اه  تعالى يا ندى خدى إبنك   .

تناولته منها ضاحكة قائلة - 

هاتيه هههه شكله عاجبه شعرك الحلو دة .

ذمت شفتيها قائلة :- 

لا دة غيران من شعرى علشان كدة شدنى منه 


ضحكت ندى عاليا على كلامها الطفولى ذلك صمتوا حينما طرقت صفاء الباب ودلفت قائلة بإبتسامة :- 

ورد حبيبتى قرايبك جو تحت عاوزين يشوفوكى. 


توقفت عن الضحك قائلة بغرابة :- قرايبى ! قرايبى مين؟ 


:- خالك ومراته وبنته. 


مسكت بيد ندى تمتد منها العون فعندما سمعت خبر وجود خالها بالأسفل دب الخوف بقلبها فوقفت قائلة :- 

طيب ماشى هنزل أهو. 


أحست ندى بخوفها وأن هناك شيئا تخفيه. أحكمت حجابها على رأسها ثم نزلت بخطوات مرتعشة ولكنها إبتسمت حينما علمت أن سميحة بالأسفل وبمجرد أن إنتهت درجات السلم ورأتها ركضتا الفتيات نحو بعضهن وعانقن بعضهن بشدة. ...

هتفت سميحة وهى تتشبث بها أكتر :- 

وحشتيني أوى يا ورد. .


ضحكت من قلبها فقد إفتقدت الإبتسام منذ أن أتت إلى ذلك القصر الذى يتسم بالكآبة حمدت الله كثيرا إنه يوجد ندى وزوجة عمها. ...

:- وانتى وحشتيني أكتر إزيك وإزى المذاكرة. 


:- كله تمام وتحت السيطرة.


- يارب دايما. ...ثم تقدمت بخطوات حذرة تجاه خالها وزوجته قائلة :- 

إزيك يا مرات خالى، إزيك يا خالى. 


مصمصت منيرة بعدم رضا قائلة :- 

أهلا يا أختى 


مد يده ليصافحها فتفاجئت من حركاته تلك ولكنها مدت يدها كى لا يشكوا بالأمر. وعندما وضعت يدها في يده التى إبتلعتها فقام

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

بالضغط عليها بطريقة أثارت الإشمئزاز بداخلها منه وأخذ يتفحصها بدنائة كعادته فسحبتها بصعوبة منه ثم جلست بجانب سميحة تتوارى من نظراته الوقحة تلك..


نظر لها خالها بغضب وعدم رضا قائلا :- 

جرى إيه يا روح أمك قاعدة فى العز هنا لوحدك من غير ما تفتكرينا بحاجة هو دة اللى إتفقنا عليه يا أختى. 


نظرت يمينا ويسارا لعلها تجد أحد فقالت بقلق :- خالى براحة لحد يسمعك. 


- مايهمنيش إحنا لقيناكى إتأخرتى في تنفيذك قلنا ناجى نحذرك ونديكى إنذار. ..


ترقرق الدمع في عينيها قائلة :- بس يا خالى ماينفعش. 


هتف بغضب مكتوم قائلا :- لا لا شكل القعدة هنا نسيتك اللى هيحصل فيكى يا حلوة. 

ثم تابع بتهديد :- شوفى يا حلوة كدة لو منفذتيش اللى قلنا عليه. ....

ثم صمت ونظر لها بنظرات موحية عرفتها على الفور فأكمل قائلا :- 

إنتى عارفة هيحصل إيه وهعرف أجيبك لو قاعدة في بطن الحوت. 


هتفت بخوف  منه :- أاا ححاضر يا خالى بس إفرض هما مرضيوش أعمل إيه؟ 


- ساعتها تقوليلهم هشتكيكم في المحاكم ومش هسيب حقى. 


أغمضت عينيها بألم قائلة :- حاضر يا خالى حاضر. 


- كدة تبقى بنت أختى بصحيح. 


دلف حامد وأبنائه اللذين ما إن رأوه إستشاطوا غضبا. .....


هتف سليم بغضب:- إنت إيه اللى جابك هنا يا راجل إنت. ؟


نهره حامد قائلا :- سليم إسكت. ....ثم وجه حديثه بضيق لممدوح قائلا :- أهلا وسهلا بيكوا. 


- إزيك يا حامد بيه يارب تكون بخير. ما تأخذناش جينا نشوف ورد أصل سميحة وامها وحشينها أوى. 


زفر بضيق قائلا :- خلاص إنت هتحكى تاريخ حياتك هسيبكم براحتكم يلا يا ولاد .


نظر سليم لورد بغيظ ثم جز على أسنانه ود لو يصفعها هى وخالها ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ثم رحل خلف والده وأخيه. 

همست سميحة في أذن ورد قائلة :- 

يا لهوى دة دة عامل زى هولاكو لما زعق. 


هتفت بنفس الهمس :- إسكتى انا مش عارفة أتلايم على نفسى ركبى سابت. 

قهقهت سميحة عاليا مما إسترعى إنتباه والديها فعندما شعرت إنها موضع مراقبة صمتت وحمحمت بخجل. 


هتفت والدتها بضيق قائلة :- ما ضحكينا معاكى يا ست سميحة بدل قعدتنا دى. ناس معندهاش ذوق سايبينا لوحدنا دة حتى ماضيفوناش بحاجة شكلهم بخلة. 


وما إن إنتهت من كلامها حتى دلفت الخادمة وهى تحمل صينية محملة بالعصائر والكيك ووضعتها أمامهم ثم رحلت. ..


قوست شفتيها بسخرية قائلة وهى تتناول كوب العصير ترتشف منه :- فيهم الخير والله وجايين على نفسهم ومكلفين. 


:- يا أما إشربى العصير وكفياة كلام ملوش لازمة. 

ردت بإمتعاض :- حاضر يا أختى حاضر. 


في تلك الأثناء نزلت صفاء ورحبت بهم مرة أخرى ثم جلست معهم. ...


هتفت منيرة بود مصطنع قائلة :- مكنش له لزوم التعب دة عصير ومش عارفة إيه. 


:- لا تعب ولا حاجة إحنا أهل بردو. 


هتفت ورد بهدوء :- ممكن أخد سميحة معايا فى الاوضة فوق. 


هتفت صفاء بحنان :- اه طبعا يا حبيبتى روحى ومتقلقيش هقعد هنا معاهم 


صعدت ورد برفقة سميحة إلى الاعلى يتسامران وظلت صفاء مع خالها وزوجته وبعد مرور الوقت غادروا إلى المنزل .........


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

فى الموانئ ليلا يوجد سفينة كبيرة محملة بالأسلحة والمخدرات ومجموعة من الرجال تحملها من السفينة إلى السيارات بسرعة 


تقدم هادى من عابدين وسأله :- أخبار الشغل إيه يا عابدين. ...


أردف بثقة :- إطمن يا باشا كله تمام خلاص الرجالة قربوا ينقلوها كلها 


ربت على كتفه قائلا 

:- هايل هايل يا رجالة . هروح أدى نظرة للرجالة. 


:- تمام يا باشا. ......


على الجانب الآخر كانت الشرطة تراقب الوضع بدقة هتف عمر قائلا :- 

إيه هنهجم دلوقتى ولا؟ 


رد مراد وهو يمسك بالمنظار يراقب هؤلاء العناصر عن قرب  :- بلغ الأفراد يستعدوا. 


وضع عمر جهاز اللاسلكى قبالة فمه وأبلغ باقى الضباط والعساكر بالإستعداد والتحرك عند سماع إشارة أخرى منهم. ....


بعد لحظات تقدم الضباط والعساكر من العناصر الإجرامية ومن ثم إنطلق وابل من الرصاص من قبل الطرفين وتم الإيقاع ببعض المجرمين مع سقوط القتلى هنا وهناك مع هروب من إستطاع الهروب. 

عندما وجد محسن الوضع متأذم ولا سبيل للهروب سوى البحر قفز فيه مسرعا في محاولة منه للهروب. .....

إستمرت المعركة قرابة الساعتين بالنصر لصالح الشرطة وقبضوا على المجرمين وصادروا الأسلحة والمخدرات للمعاينة. 


***********


بعد لحظات وصلت عربة الشرطة أمام مديرية الأمن ونزل مراد والبقية. 

بعد لحظات بالداخل كان مراد يتصبب عرقا من جراء برحه لعابدين الضرب الشديد حيث لم تظهر معالم وجهه. 

مسكه من تلابيب قميصه قائلا بغضب :- 

والله ووقعت يا عابدين أخيرا دة أنا هشرب من دمك فين إبنك الخسيس فينه ؟


ثم إنهال عليه بالضرب بعنف مرة أخرى ثم  وضع يديه حول عنقه لينهي حياته فقد أعماه الغضب أما الأخير فكان يلفظ أنفاسه الأخيرة. 


دلف عمر وصدم عندما وجد مراد على وشك أن يقتله فركض نحوه وأبعده بقوة صائحا بقوة :- انت إتجننت عاوز تضيع نفسك ومستقبلك؟ ! إهدى كدة وإعقل  ....


هتف بمرارة :- سيبنى يا عمر سيبنى أقتله وأخد حق أبويا منه. 


وقف قبالته يمنعه من الوصول إليه قائلا بإشفاق :- 

حقك هتاخده بالقانون إهدى بس إنت كدة وإستغفر ربنا. 


زفر مراد ومسح بيده على وجهه قائلا :- خده من قدامى يا عمر علشان لو فضل أكتر من كدة هقتله. 


ساعد عمر عابدين فى النهوض ثم أخذه وسلمه للعسكرى الذي ذهب إلى الحجز. ....

ثم عاد مرة أخرى أرى مراد وهو يهتف بمرح بعد أن قفز على الاريكة وتمدد عليها

(ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

- اه يا أنى يا أما عضمى إتكسر كله. ...آه بالحق إلحق إتصل على الجماعة في البيت طمنهم على ما إتصل بأمى أطمنها أنا كمان. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى شقة عمر بالزمالك تجلس خديجة بقلق شديد وإلى جوارها سجود. 

هتفت في محاولة لطمئنتها :- خلاص يا عمتو إن شاء الله خير وهيجى دلوقتى. 


- يارب جبهولى بالسلامة. 


وما أن إنتهت من جملتها إهتز الهاتف على الطاولة فسريعا إلتقطته ونظرت للمتصل فإبتسمت وفتحت المكالمة ووضعتها على أذنها قائلة بلهفة :- 

أيوا يا حبيبى إنت كويس. ؟


:- متقلقيش يا حبيبتي أنا فى مهمة وخلصتها وراجع بكرة إن شاء الله. 


:- إن شاء الله يا حبيبي خلى بالك من نفسك. 


هتف بمرحه المعتاد :- حاضر هخلى بالى من نفسى وهغسل سنانى وهنام بدري. 


- ههههههه ياواد بطل. .


- ماشي يا أمى يلا سلام دلوقتى. 


-سلام 

نظرت إلى سجود قائلة بإرتياح :- الحمد لله كويس. 


- الحمد لله ربنا طمنك عليه. 


هتفت بشرود ودون وعى :- 

دة الحاجة الوحيدة اللى الكويسة في حياتى بعد ما أبوه وأخته اللى مكملتش إسبوعين في اللفة ماتوا وأهلى وأخويا. ........


بترت كلامها حينما رأت الدمع يلمع في عينى سجود فقالت ببعض الندم :- 

أنا. ....أنا. ....أنا آسفة مقصدش. ..


قاطعتها قائلة :- متتأسفيش إنتى مش غلطانة بس سامحى بابا والنبي يا عمتو علشان يرتاح. ربنا أخد حقك منهم ومنى أهو. ....


نظرت لها بعدم فهم فأكملت :- أخويا ناصر عاوز يجوزنى لواحد قد أبويا علشان الفلوس مستعد يبيعنى وأنا والله لو أعرف مكان آمن غير هنا لكنت روحت. ..


إمتعض وجهها بضيق قائلة :- بردو دة كلام تقوليه يا سجود متخافيش بيت عمتك مفتوح ليكى يا حبيبتى وإن شاء الله محدش هيمسك بسوء لا ناصر ولا غيره. 


ألقت بنفسها بين زراعيها قائلة :- ربنا يخليكى يا عمتو. 


ربتت على ظهرها قائلة :- ويخليكى ليا يا روح عمتو. 

ثم هتفت بمرح :- إنتى هتقلبيها نكد ولا إيه وانتى شكلك نكدية وأنا مبحبش البنات النكدية قومى إفتحيلنا التلفزيون نتفرج شوية. 

إبتسمت من بين دموعها قائلة :- حاضر يا عمتو. 


نهضت واتجهت ناحية المطبخ قائلة :- وانا هروح أجيب الفشار من جوة. ....


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى البحر وعلى أحد مراكب الصيد تحدث محسن بغل قائلا :- 

ولاد ال***** ما بتخفاش عليهم خافية والظابط الزفت دة اه لو ألحقه أنا قولت لأبويا نقتله مسمعش كلامى. 


هتف هادى :- أهم حاجة فى الحكاية محدش يعرف مين البيج بوس والباقى يتعوض. 


:- يتعوض إزاى وابويا؟ بس ماشى ابن المنشاوى جه لقضاه. .هنعمل إيه دلوقتى؟ 


:- هنبلغ الجماعة يبلغوا البيج بوس بفشل العملية وهنتاوى في أى حتة لحد ما الأمور تهدى. 

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

فى مكتب حامد الداغر بالفيلا كان يراجع

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

الصفقات مع سليم  إنتبهوا حينما سمعوا طرقات خافتة على الباب فهتف حامد بالدخول قائلا :- إدخل. 


دلفت ورد بخطوات بطيئة وهى تنظر أرضا تفرك يديها بشدة من الخجل والتوتر. 


هتف حامد برفق مستغربا :- ايوة يا بنتى خير فى حاجة؟ 


لم تجب وإنما إذداد توترها وخجلها ، شهقت بخوف حينما سمعت صوت سليم الغاضب قائلا :- 

إيه هنستنى حضرتك كتير؟ ورانا مصالح مش فاضيين للعب العيال دة. 


هتفت بتلعثم :- أاااا ببب. ....أاااا. .....


:- إتفضل حضرتك أهة فصلت مياة ونور ....


هتف حامد بهدوء مشجعا إياها لتتحدث :- 

أيوا يا بنتى إتكلمى متخافيش. 


أغمضت عينيها وهتفت بسرعة :- 

أنا أنا عاوزة حقى في الورث ............

❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

ما بعد الجحيم 

الفصل الثانى عشر 

بقلم زكية محمد 


ألجمتهم الصدمة بعدما سمعوا إنها تريد حقها في الورث. عن أى ورث تتحدث تلك البلهاء. 

فاق سليم من الصدمة وتحولت نظراته إلى الغضب العارم وسرعان ما إتجه نحوها وقام بالضغط على زراعها بقسوة ألمتها صاح عاليا :- قولتى إيه؟ سمعينى تانى كدة؟ 


وعندما لم يجد منها رد هزها بعنف قائلا :- 

إيه ساكتة ليه ما تتكلمى؟ ولا خرستى دلوقتى؟ 


نظرت إلى عمها وقالت بدموع ورجاء :- 

إلحقنى يا عمى خليه يسيبنى. ..


:- مش لما نشوف طلبات الهانم الأول. 

ها وايه تانى يا برنسيسة؟ 


هتفت بضعف :- لو سمحت سيب إيدى. 


ضغط عليها بقوة أكبر قائلا بغضب :- دة انا هطلع عينك. ودلوقتى عاوز أعرف ورث إيه دة. ؟ اه بانى وإظهرى على حقيقتك يا طماعة يا بتاعة الفلوس. 

تركها بعنف فترنحت وكادت أن تسقط لولا إنها إستندت على الكرسى خلفها، وجه كلامه لأبيه قائلا :- 

قولتلك يا بابا قولتلك دى طماعة من الأول هى وخالها مصدقتنيش. 


- خلاص يا سليم إسكت خلينا نفهم بهدوء. 

ثم وجه حديثه برفق لها قائلا :- 

تعالى إقعدى يا ورد متخافيش. 


تقدمت ببطئ وجلست على الكرسى وطأطأت رأسها لأسفل. حدثها حامد برفق :- 

انتى قلتى من شوية إنك عاوزة حقك في الورث ممكن أعرف عاوزاه ليه؟ 


تلعثمت فى الإجابة ولكنها حينما تذكرت تهديد خالها فهتفت قائلة :- 

أنا يعنى. ...أنا. ...عاوزاه وخلاص. ....


ضيق عينيه بتفكير ثم قال :- هو خالك قلك حاجة؟ 


شحب وجهها وتجمدت أطرافها وتثاقل لسانها فأخرجت الكلمات منها بصعوبة قائلة :- 

أااا لا لا خالى مممقاليش حاجة زى كدة أنا أنا اللى بقول. ...


هتف بهدوء :- خلاص يا بنتى روحى إنتي دلوقتي نامى ونكمل كلامنا بكرة إن شاء الله. 


وقفت قائلة بإحترام :- حاضر يا عمى. تصبحوا على خير. .....


إنتظر خروجها ثم صاح بغضب وغيظ مكتوم قائلا :- 

إنت هتعوم على عومها يا والدى ولا إيه؟ 


نهره بغضب قائلا :- ولد إحترم نفسك إيه أعوم دى كمان. 


:- طيب انا آسف يا والدى ممكن تفهمنى؟ 


وضع الملفات على المكتب ثم وقف وجلس قبالة سليم قائلا :-

لان دة مش كلامها. 

نظر له بعدم فهم فأكمل حامد قائلا :- 

واضح خالها دة قالها حاجة وانا متأكد من كدة زى ما هو واضح إنها ساذجة ومتعرفش حاجة. 


هتف بسخرية :- وانت ايه اللي مخليك متأكد مش يمكن بتمثل ومشتركة مع خالها ودة اللى أنا شايفه. 


:- مش هنخصر حاجة خلينا وراها لحد ما نشوف أخرها. 


صاح بصدمة :- يعنى إيه إنت ناوي تديها ورث فعلا وليها عين وبتقول ورث الثروة دى أحنا اللى عملناها .....


:- متقلقش كل حاجة هتمشى زى ما إحنا عاوزين .واه مسألة طلاقك منها حاليا تنساها خالص لما نعرف هنوصل لإيه. ؟


جز على أسنانه بغضب قائلا بتوعد :-

ماشى يا بابا اللى تشوفه تصبح على خير. 


خرج سليم وصفق الباب خلفه بقوة وعاد حامد وجلس يكمل أعماله. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


في فيلا فريد المنشاوي على طاولة الطعام 

أردفت تسنيم أثناء إطعامها للصغيرة :- 

مراد إتصل بيكى يا ماما؟ مقلكيش وصل فين؟ 


- إطمنى يا حبيبتي شوية وهيوصل لمديرية القاهرة بس مش هنشوفه إلا غير بالليل. 


-طيب الحمد لله إنه خلص المهمة دى على خير. 


كانت تتوارى خلف الجدار حينما كانت تمر صدفة توقفت حينما سمعتهم يتحدثون عنه وتلقائيا وضعت يدها على بطنها وكأنها تخبر بذلك الذى يسكن أحشائها أن والده بخير. 

إلتفت وعادت إلى أدراجها. 


هتفت زينة بغيظ وكره :- والحلوة اللى متلقحة جوة دى هتطول قعدتها كتير هنا ؟

أنا مش عارفة إزاى مش عارفين يتمسكوا لحد دلوقتي أومال ظباط إزاى دول؟ 


- بنت إلزمى حدودك عيب عليكى يا محترمة. 


نفخت أوداجها قائلة :- يا بابى أنا مش عايزة البنت دى تقعد معانا هنا في الفيلا. 


هتفت أمينة بثبات :- والله مراد بس هو ليه حق التصرف في الموضوع دة لإنها مراته. .


نظرت لها بغيظ قائلة :- هى بقت كدة؟ ماشى يا مرات عمى. ...ماشى ..

قالت ذلك ثم نهضت بغضب وصعدت للأعلى. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


كان في مكتبه ينجز بعضا من أعماله حينما أتاه إتصالا تليفونيا .

وضع الهاتف وصدم حينما وصله صوت الآخر قائلا :- ياباشا البضاعة إتحفظت والرجالة إتقبض عليهم. 


نهض بعنف قائلا :- أغبية أغبية إزاى إزاى؟ 


ثم ألقى الهاتف على الحائط متهشما إلى قطع أظلمت عينيه وخرج من الغرفة .


فى تلك الغرفة القابع فيها ذلك الرجل المكبل دلف الزعيم بغضب ووقف أمامه مباشرة قائلا :- 

بردو مش عاوز تقول فين الملفات؟ 


هتف الرجل بعصبية :- بعينك. مش هقول ولو هتموتنى دلوقتى. 


- لا إطمن من ناحية هتموت فإنت هتموت. 

بس لما اصفى حسابى مع الظباط دول. أنا إمبارح خسرت صفقة بملايين ومش ههدى إلا لما أنتقم. 


-يا جبروتك يا أخى هتقتل قريبك ربنا يشفيك. 


- انا أقتل أى حد يضر بمصلحتى. 


قال ذلك ثم رحل من الغرفة بغضب شديد. 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


فى وقت الظهيرة عاد إلى منزله بعد عدة ساعات قضاها في قسم الشرطة. فتح الباب ودلف إلى الشقة واغلقه بهدوء فوجد والدته تركض نحوه فعانقته بحنان قائلة :-

حمدا لله على سلامتك يا حبيبي. 


ربت على ظهرها بحنان وهتف بهدوء :- أنا كويس يا امى متقلقيش. 

إبتعدت عنه ناظرة له بحنان قائلة :- الحمد لله إنك رجعتلى كويس. يلا يا حبيبي روح غير هدومك علشان تتغدى عملنالك الأكل اللى بتحبه. 


ضحك عمر عاليا دون أن ينتبه إلى نون الجمع التى نطقتها والدته قائلا :- لا اللى انا حابه دلوقتى السرير وصلينى يا ديجة ليه ومتسأليش عليا تانى بس هشرب الأول. 


قال ذلك ثم دلف إلى المطبخ فوجد سجود تقف امام تتابع طهى الطعام إبتسم بمكر حينما أتته فكرة فحمحم بخشونة فأصدرت شهقة فألتفت فوجدته أمامها. 

أخذ يناظرها بغل وسخرية، أما هى إستجمعت شجاعتها ونظرت له قائلة :- حمدا لله على سلامتك. 


ردد كلماتها بسخرية قائلا :- حمدا لله على سلامتى! ماشى الله يسلمك. 


ثم هتف وهو ينظر إلى تعابير وجهها قاصدا إهانتها قائلا :- شايفك واخدة راحتك خالص ولا كإنك وارثة الصراحة. 


إبتلعت كلماتها وأستجمعت قوتها قائلة :- أيوة بيتى مش بيت عمتى. 


تطلع إليها بدهشة قائلا :- والله؟ ماكنتش أعرف الصراحة إنه بيت عمتك. انتى هبلة يا بت. 


هتفت بحدة :- بت أما تبتك ما تشتمش. 


طالعها بغضب قائلا :- الكلام دة ليا أنا. ؟


هتفت بملل :- أيوة ليك مش إنت اللى قلت عليا هبلة؟ 


تقدم نحوها في خطوات دبت الخوف بقلبها ولكنها أظهرت عكس ذلك. تراجعت للخلف كلما تقدم منها حتى إصتدمت بالحائط فقالت بشجاعة مزيفة :- 

إنت. ...إنت هتعمل إيه؟ ما خلاص الحيطة ورايا هروح فين تانى؟ 


إقترب منها بشدة وإحتجزها بزراعيه ولفحت أنفاسه صفحة وجهها البيضاء فزادته إحمرارا فإبتسم بخبث قائلا :- 

إيه يا عم عبده قلبت معزة يعنى؟ 


دفعته بقبضتيها التى ما إن لامست صدره حتى سرت قشعريرة بداخلها فتراجعت على الفور قائلة بخجل :- إبعد، عيب على فكرة يا حضرة الظابط. 


ضحك قائلا :- وأنا اللى فاكرك مؤدبة. دا إنتى نيتك زى وشك. أنا كان قصدي أبعد دى. 


قال ذلك ثم قام بسحب الجزرة الموضوعة فى جانب حجابها ووضعها أمام عينيها وسألها بفضول :- 

هى بتعمل إيه في طرحتك. ؟


أخذتها منه بسعادة وهتفت قائلة :- 

إيه دة إنت لقيتها أنا كنت بدور عليها مش لقياها ، شكرآ. 

قالت ذلك ثم وضعتها في فمها وقطعت منها جزء بأسنانها الحادة وقامت بمضغه بإستمتاع.

(ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد ) 

أما هو نظر لها بدهشة ثم جز على أسنانه بغيظ وإتجه إلى الثلاجة وأخذ منها زجاجة مياه وارتشفها بأكملها ثم رماها بعنف على الطاولة وخرج. ..

توجه لغرفته ثم دلف إلى الحمام وأغتسل وإرتدى ثياب بيتية مريحة وأدى فرضه ثم ألقى بنفسه على الفراش وأغمض عينيه وغط في نوم عميق. 


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


كانت أمينة تجلس مع إبنتها بينما كانت فاطمة وزينة بالخارج حينما دلف مراد إلى الداخل الذى ما إن رأته والدته سرعان ما أدخلته بين زراعيها ككل مرة. ثم عانق أخته وحمل الصغيرة التي أخذ يرميها عاليا للأعلى ثم يتلقاها بزراعيه فتعلو ضحكاتها وضحكاته. 


هتفت أمينة بحب :- إيه يا حبيبي شيفاك مبسوط عن كل مرة بترجع فيها من مهمة يارب دايما بس مستغربة. 


توقف عن اللعب مع إبنة أخته ثم وضعها بين زراعى والدتها ثم وقف قبالة والدته قائلا :- 

أصل حققت جزء من الإنتقام بتاع أبويا. 


نظرت له بعدم فهم فأكمل موضحا :- 

أصلى قبضت على عابدين إمبارح بس لسة فاضل إبنه وإن شاء الله هياخد فيها إعدام. ....


توقف عن الكلام حينما إستمعوا إلى تحطيم زجاج خلفهم فألتفوا ووجدوا لمار تقف كالصنم لا تتحرك والدموع متحجرة في مقلتيها

نظر لها بسخرية ثم وقف قبالتها قائلا :-

تؤ تؤ تؤ يا خسارة معرفتيش تبلغيهم المرة دى لما أخدت منك التليفون مش كدة ؟ أدينا قبضنا على ابوكى المجرم بس لسة اخوكى الخسيس اللى مسيره يقع تحت إيدى. ...إيه مالك زعلانة! يخص عليا مراد وحش مش كدة؟ بس تعرفى أنا فرحان فيكى لإنك بتدوقى اللى انا دوقته أنا وامى وأختى. .

يلا تعيشى وتاخدى غيرها. 


ثم أمسك برسغها بقوة قائلا :- بس مش بابا علمك إن الصنيت على الغير حرام ولا بلاش تعرفوا إيه انتوا عن الحلال. 


هبطت دموعها بغزارة ليس حزنآ على والدها فقط، فهي على الرغم من معاملته السيئة لها وإنه كان السبب في وفاة والدتها إلا انه بالأخير والدها ولكنه يستحق فهذه نهاية الحرام، وإنما حزنت أيضا من ظنه السوء بها ككل مرة. متى يفهم إنها بريئة مما إنسب إليها. 

نفضت يدها منه ثم نظرت له قائلة :- طيب كويس أديك قبضت عليه أقدر أمشى من هنا؟ 


ضحك قائلا بسخرية :- حيلك حيلك تمشي مرة واحدة! طيب مش لما نقبض على اخوكى الأول وكمان نحاسبك ولا ناسية الهيروين اللى بإشارة منى تقضى بقية عمرك في السجن. يلا يا شاطرة شوفي نفسك رايحة فين وإقعدى من سكات. 

وعندما لم يجد منها رد صاح بغضب قائلا :- 

إمشى غورى من وشي. 


نظرت له بقهر ثم ذهبت سريعآ تختبئ من براثن غضبه، بينما نظرت له والدته بعتاب قائلة :- إيه يا مراد مش تراعي إننا واقفين بتهين مراتك قدامنا. 


ضحك بسخرية قائلا :- مرات مين يا أمى؟ هو إنتي كدبتى الكدبة وصدقتيها ولا إيه؟ ما إنتي عارفة اللي فيها. 


لا عارفة يا ابنى بس خف على البت شوية دى من ساعة ما جات وإحنا مش سامعين لها نفس. 


هتف بضيق :- اه يا أمى اه نفسي أعرف غسلتلك مخك إزاى بس؟ 


هتفت بخبث وهى تراقب تعابير وجهه قائلة :- 

زى ما غسلتلك قلبك يا حضرة الظابط بس إنت بتكابر ومش راضى تعترف. 


توتر وتجهمت معالم وجهه قائلا :- 

إااايه اللى انتى بتقوليه دة يا ماما بس؟ 


- الحقيقة اللى إنت بتداريها حتي على نفسك. 


هتف بتهرب- أنا طالع أغير هدومى ....

قال ذلك ثم ركض ناحية السلم صاعدا لغرفته. بينما ضحكت والدته قائلة :- 

بكرة تشوف يا ابن بطنى. 


ضحكت تسنيم هى الأخرى قائلة :- 

والله يا ماما إنتى عليكى شوية حركات فظيعة. الحمد لله مرات عمى وزينة مش هنا. 


جلست على المقعد تهتف بحزن :- على قد ما فرحانة على قد ما زعلانة على الغلبانة اللى فوق دى تلاقيها هارية روحها عياط أنا عارفاها. 


هتفت تسنيم بغرابة :- بس يا ماما فعلا هى زى اللى عملت لينا غسيل مخ فعلا دة المفروض نكرهها مش نتعلق بيها. 


- من أحبه ربه أحبه عباده. هى طيبة علشان كدة ربنا رزقها يحب الناس ليها. 


نهضت بعزم قائلة :- طيب إيه رأيك نطلع أنا والبت حبيبة نفرفشهالك. 


هتفت بأمل :- يا ريت يا بنتى والله. ....

☆☆☆☆

كانت تجلس على الأريكة وصوت شهقاتها يملأ المكان كفكفت دموعها حينما سمعت الباب يطرق خرج صوتها المتحشرج يقول :- 

إتفضل. ...


دلفت تسنيم إلى الداخل وسط صدمة لمار من وجودها. جلست إلى جوارها قائلة بمرح :- 

إزيك أنا تسنيم عندى 25 سنة خريجة إعلام متزوجة ابن عمى بعد قصة حب هييييح يلا كانت أيام وعدت ما علينا تقبلى أبقى صحبتك. 


نظرت لها بصدمة فضحكت الأخرى تقول :- 

إيه يا بنتى أنا بكلمك على فكرة. 


هتفت بحرج قائلة :- أنا آسفة بس. .بس يعنى مستغرباكى الصراحة. 


- ههههه لا متستغربيش هتاخدى عليا بعد كدة. ها الجميل زعلان ليه؟ اه نسيت علشان الجلنف أخينا دة. يا ستى ما تخديش عليه خليكى معانا إحنا. 


أفاقوا على يد الصغيرة التى أمسكت بطرف حجاب لمار وشدته فنزل شعرها على كتفها فهتفت تسنيم بإعجاب :- ما شاء الله. امسكى الخشب. شعرك حلو أوى. 


ثم أكملت مازحة :- لا وايه قمر يخربيت حظك ياض يا مراد واقع واقف. 


نظرت لمار للأرض بخجل فهى غير معتادة على هذا الإطراء من أحد. 


- هههههه لا لا وكمان بتتكسف. لا الولا مراد مبيحبش كدة دة خبيث إسألينى أنا. 


هتفت بخجل :- لو سمحتى بطلى الكلام دة .


قهقهت عاليا قائلة :- خلاص يا عم المكسوف هبطل. 

ثم أخذت تحكى معها عن حياتها وبعض المواقف المضحكة وبمرور الوقت إندمجت لمار معها في الحديث واخذتا يتسامران معآ لوقت طويل. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


كانت مع أصدقائها يمرحون ويضحكون ويثرثرون بصوت عال إلى جوار المسبح. إبتسمت بخبث حينما لمحت ورد آتية نحوهم وهي تحمل المشروبات لهم كما هددتها منذ لحظات. 

وضعت المشروبات على الطاولة التي أمامهن ثم إعتدلت لتغادر إلا أن ميس إعترضت طريقها قائلة بخبث :-

إستنى إستنى إنتي مستعجلة على إيه مش لما أقدمك لأصحابى الأول. 

ثم هتفت بصوت عال :- يا بنات إسمعونى. ...


إنتبهن لها جميعآ فتابعت وهى تراقب ورد بتشفى قائلة :- عاوزة أعرفكم على ورد. دى بنت عم سليم اللى قولتلكم عليها. 


صاحت إحداهن :- خطافة الرجالة. 

بينما قالت أخرى :- إزاى تسكتى عليها من غير ما تقولى لجوزك. 

وتوالت الهتافات التي كانت بمثابة خناجر مسمومة تطعن صدرها بقوة. 

راقبتها ميس بشماتة من شحوب وجهها ومقلتيها التى إمتلئت بالدموع فقالت بطيبة مصطنعة :- 

خلاص يا بنات هي بردو صغيرة ومتعرفش حاجة أنا نصحتها وهى هتعمل بالنصيحة مش كدة يا ورد؟ 


هزت رأسها ببطء ثم هرولت مبتعدة عنهن فتعالت ضحكاتهن عليها. 

كانت تركض ناحية غرفتها تتوارى من الجميع لتطلق العنان لدموعها وفجأة إصتدمت بجسد عريض فنظرت له بأعينها الدامعتين فنظر لها الآخر متأثرآ ولكنه سرعان ما إرتدى قناع الجمود قائلا بسخرية لازعة :- 

هبقى أفصلك نضارة مدام مابتشوفيش وعمالة تخبطى فيا كل شوية. 


لم ترد على إهانته فشغلها الشاغل هو الوصول لغرفتها فتخطته وذهبت لغرفتها وألقت بنفسها على الفراش وأخذت تبكى بصوت مسموع. 


أما هو إندهش من تصرفها ذاك ولكنه نفض ذلك وأكمل خطواته في النزول فلمح ميس وصديقاتها في طريقه للخروج التى ما إن رأته ركضت نحوه وتعلقت برقبته قائلة :- 

تعال يا سليم أعرفك على صحباتى. 


-بعدين بعدين ورايا شغل. 


هتفت بغيظ :- شغل شغل إنت مش وراك غير الشغل. كدة هتصغرنى قدام صحباتى. 


نفخ بغيظ ونفاذ صبر :- يا الله منك يا ميس. خلينى أشوف صحباتك دول خلينى أخلص. ها مبسوطة كدة. ؟


إقتربت منه وقبلته قائلة :- ربنا يخليك يا حبيبي. 

بعد أن عرفته على صديقاتها غمزت لإحداهن فأسرعت تقول بخبث :- 

بس بنت عمك يا سليم غيرك خالص. 


نظر لها بعدم فهم قائلا :- إزاى يعنى؟ ممكن توضحى أكتر. 


هتفت بكذب :- أقصد إنك ذوق خالص أما هى سورى يعنى دى أهانتنا وقلت بينا قال إيه نقعد بإحترام ومش عارفة إيه دى حتى ما أحترمتش مراتك وأهانتها قدامنا. 


مسمار آخر دق في نعشها فجز على أسنانه قائلا :- قالتلك إيه؟ 


هتفت بنبرة هادئة مصطنعة :- 

خلاص يا حبيبي مش مشكلة أنا خلاص مسمحاها. 


هتف بإصرار :- بقولك قالت إيه؟ 


نظرت أرضا بخبث ثم رفعت وجهها إليه قائلة بدموع مزيفة:- 

قالتلى إنى ببسطك كفاية علشان كدة مش راضى تعمل شهر عسل لينا قولتلك نروح قعدت تقولى الشغل ومش عارف إيه .بس خلاص أنا مسمحاها ولولا إنك. ..............


لم تكمل كلماتها إذ أسرع ناحية غرفتها متوعدا لها بداخله. 

كانت قد فكت حجابها وأبدلت ملابسها إلى

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

منطلون يصل إلى ركبتها وتيشرت حمالات وردى. ألقت بنفسها على الفراش بإهمال وهى لا تزال دموعها مستمرة في التساقط فلقد نالت غريمتها منها وأهانتها أمام صديقاتها فهى آثرت الصمت لإنها تخشى أن تذهب وتخبر سليم بأنها تحبه .

إنفضت من مكانها حينما فتح الباب بقوة مرة واحدة فقفزت على الفراش برعب عندما رأته يدلف وعلى وجهه علامات الغضب الشديد. 

نظرت يمينا ويسارا لعلها تجد ما يستر شعرها وباقى أجزاء جسدها ولكنها لم تجد فأخذت تراقب تقدمه منها بخوف شديد. 

مال بجزعه نحوها ثم أمسكها من زراعها بقوة صرخت على إثرها. 

هتف بغضب :- عاوزة توصلى لإيه ها؟ عاوزة إيه؟ 

هتفت برعب من منظره :- مش عاوزة حاجة مش عاوزة والله. 


- لا يا بت هتمثلى عليا أنا كمان؟ بتهينى مراتى ليه؟ ها ردى. 


نظرت له بصدمة عن أى إهانة يتحدث؟ هى لم تهن أحد بل جميعهم أهانوها بالأسفل، لقد فهمت الآن سبب غضبه لابد وإنها كذبت عليه وخدعته، أفاقت من شرودها على هزة سليم لها الذى هتف عاليا :- 

ردى ساكتة ليه؟ 


نظرت أرضا توارى دموعها منه قائلة :- 

هقول إيه ؟ طالما انت مصدق خلاص ملوش داعى الكلام. ولو سمحت إطلع برة. 


هتف بسخرية وهو يسير بأصابعه على طول زراعها إنكمشت خوفا على إثره :-

أطلع برة ليه مش دة اللى عاوزة توصليله مش بردو بتقولى إن ميس ما عرفتش تبسطنى، إيه رأيك أجرب وأقولك مين اللي بيبسطنى أكتر؟ 


نظرت له برعب وأخذت تهز رأسها بعنف ورفض حينما فهمت تلميحه فهتفت برعب :- 

لا لا لا بالله عليك يا سليم لا. 


هتف وهو يقربها إليه أكثر قائلا :- 

ليه بس؟ مش إنتي عاوزة كدة بردو؟ 


قال ذلك ثم كبلها بيد واحدة والأخرى سحب بها رأسها ثم هبط على شفتيها يقبلها بغيظ وغل شديدين ومشاعر أخرى أثارته نحوها حينما دلف ووجدها بتلك الهيئة المهلكة. 


إبتعد عنها مرغما ثم أردف بسخرية حينما لمح الذعر بعينيها :- 

متخافيش مش هقربلك لإنى مليش مزاج . دة بس قرصة ودن لو مقعدتيش ساكتة وفى حالك لحد ما نشوف آخر كدبك وخداعك دة هتشوفي هيحصل فيكى إيه وأديكى جربتى جزء صغير سلام. ...يا. .....يا حلوة. 


قال ذلك ثم نفضها بعنف فوقعت على الفراش بقسوة وتركها صافعا الباب خلفه. .

بعد خروجه أخذت تضرب الفراش بعنف حتى تألمت يدها وبعدها إنخرطت في موجة بكاء قائلة من بين شهقاتها :-

يا ربى أعمل إيه ولا أروح لمين؟ محدش طايقنى يارب خليك معايا مليش غيرك. جيت أهرب من نار خالى لقيت جهنم سليم، ثم ضحكت بسخرية من بين بكائها قائلة:- 

سليم اللى قلت خلاص هيبقى حمايتى وسندى عاوز عاوز ينهش فيا هو كمان. أنا بكرهه وبكرههم كلهم بكرههم. ....بكرههم ..

أخذت تكرر تلك الكلمات حتى فقدت وعيها في مكانها. 


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى الإسكندرية وعلى إحدى المقاهي كان ناصر يجلس مع أصدقائه فقال :- 

فهمتوا يارجالة هتعملوا إيه؟ 


صاح أحدهم ويدعى إيهاب :- اه فهمنا هى كيميا. 


بينما صاح الآخر :- بس أهم حاجة تظبطنا. 


- متقلقش يا سمير كله بحسابه. 


- امتى التنفيذ؟ 


- أدونى كام يوم أظبط نفسى وبعدين هقولكم. 

- إشطا يا معلم. .


☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


ليلا كانت ندى تجلس بملل على أحد المقاعد بجانب المسبح. شدت قبضتها على المقعد حتى ظهرت عروقها حينما رأت مصطفى يدلف إلى الداخل بصحبة هايدي الملتصقة به. 

هتفت بغيظ :- ياربى أعمل إيه معاها الباردة دى؟ 

ثم هتفت بتفكير قائلة :- أنا هعمل زى ما بيعملوا في الروايات. 

وقعت أرضا ثم أطلقت صرخة متألمة إلتف مصطفى على إثرها الذى ما إن رآها واقعة أرضا وتمسك قدمها ويبدو على وجهها علامات الألم. 

ركض بسرعة ناحيتها وجلس في مستواها هاتفا بقلق :- مالك ؟


رسمت معالم الألم على وجهها بإصطناع قائلة :- إمممم رجلى وقعت ووجعانى. 

ثم أدمعت قائلة بكذب :- اااااه بتوجع يا مصطفى. 

رق قلبه لها قائلا بنبرة حنونة :- طيب خلاص متعيطيش تقدرى تقومى. 


جزت على أسنانها بغيظ قائلة :- كلك نظر يعنى. 


ضحك بخفوت قائلا :- ماشى يا ستى لو مكنتيش تعبانة كنت عرفتك إزاى تتسحبى من لسانك اللى عاوز قطعه دة. 


قال ذلك ثم حملها على حين غرة فتعلقت برقبته وتلاقت الأعين في نظرات عتاب من قبلها وحب دفين من قبله فهو يحبها ولكنه لا يحب أن يظهر ذلك فيظهر قسوته لكى تخفى ذلك الحب. 

أفاقوا من شرودهم على صوت هايدي التى تقف أمامهم قائلة :- سلامتك يا ندى، إيه اللى حصل؟ 


هتفت بوجه عابس :- مفيش وقعت. 

ثم شددت قبضتها بزراعيها حول رقبة مصطفى ثم إقتربت بجرأة وقبلته من وجنته قائلة :- يلا يا مصطفى علشان أروح أشوف سليم. 


تفاجئ من حركتها وإبتسم بداخله فهو يعلم إنها تغار عليه بشدة ولذلك أحضر هايدي إلى هنا. نظر لها قائلا :- حاضر يلا بينا. تصبحى على خير يا هايدي. 


تخطاها ورحل بندى إلى غرفتهم اما هايدي كانت تغلى بغيظ وحقد فهتفت قائلة :- 

مستحيل أسبهولك مش سايبة كل حاجة علشان أتفرج وأقعد ساكتة انا لازم أتصرف. 


قالت ذلك ثم دلفت إلى الداخل هى الأخرى وذهبت إلى غرفتها. 

***********

وصل مصطفى بندى التى كانت تطير عاليا لإنها بقرب من أحبته أغمضت عينيها بالقرب من صدره وأخذت تتنفس رائحته بهيام. 

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

نظر لها وجدها على تلك الوضعية فهتف بعبث :- إيه هو إنتي نمتى ولا إيه؟ 


فتحت عينيها بحرج قائلة :- ها لا أبدا. .....

أنزلها على الفراش ببطئ قائلا :- هروح أجيبلك مرهم علشان تتدلك .


دلف إلى الحمام ونظرت في إثره قائلة :- 

يا لهوى يا لهوى أعمل إيه؟ دة لو عرف. ...


كان يكتم ضحكاته بصعوبة وهو يسمعها قائلا بخفوت :- ماشي يا ندى إنتى اللى جبتيه لنفسك. 


قال ذلك ثم خرج من الحمام ثم مد لها المرهم 

قائلا بخبث :- خدى المرهم على ما أروح أحضرلك الحقنة. 


نظرت له بصدمة وهتفت بذعر :- إااانت بتقول ايه؟ أنا أنا كويسة. 


إبتسم بخفوت قائلا :- ليه بس أنا خايف لتحصل مضاعفات. 


نهضت عن الفراش بسرعة قائلة وهى تقف على كلتا قدميها بطريقة صحيحة :- 

أنا كويسة حتى شوف. 

ثم أخذت تسير بشكل طبيعى أمامه. 


نظر لها بصدمة وهو يراها تقف على قدميها. هل كانت تخدعه؟ وتكذب عليه. 

جز على أسنانه بغيظ قائلا :- بقى بتكدبى عليا. 

هتفت ببعض الخوف :- إااستنى هههفهمك. ..


- ماشى فهمينى أدينى سامع. 


نظرت له بغيظ قائلة :- إنت السبب. .


سألها مستغربا :- أنا السبب؟ إزاى؟ !


نظرت له بقهر وتحدثت بألم :- 

أيوا إنت السبب. انت بمعاملتك ليا كرهتنى في نفسى خليتنى مش واثقة في نفسى لما بلاقيك بتعاملنى ببرود وبقسوة بقول يا ترى إيه اللى ناقصنى مش عاجبك. عملت كل حاجة علشان أخليك مبسوط وسعيد . بس انت عملت إيه غير الإهانة والوجع. كنت بصبر نفسى وأقول بكرة هيتغير وبكرة هيحبك بس إنت زى ما إنت هتفضل بارد وأنانى . وأنا خلاص جبت اخرى مش هتقدم خطوة تانى لواحد زيك. ..


وعندما وجدته مقدما عليها هتفت ببكاء :- خليك مكانك مش محتاجة عطفك ولا شفقتك . ودلوقتى وحياة أغلى حاجة عندك طلقنى علشان ترتاح وأنا كمان أرتاح. ......

رمت في وجهه تلك القنبلة ثم غادرت الغرفة بسرعة وتوجهت لغرفة ورد وطرقت الباب ثم دلفت فوجدت الأخرى تجلس على السرير تضم قدماها إلى صدرها وتنظر أمامها بشرود. 

قلقت حينما وجدتها هكذا فسألتها :- 

خير يا ندى إنتى كويسة؟ 


ألقت بنفسها داخل زراعيها وهتفت ببكاء :- 

لا مش كويسة عاوزة أعيط وبس لانى معرفش أعمل حاجة غيره. 


ربتت على ظهرها برفق قائلة :- هششش متقلقيش أنا معاكى بس هوس كفاية بطلى عياط. 

إلا إنها لم تتلقى منها إجابة فتركتها تخرج ما في داخلها. 


أما هو جلس بإهمال يفكر فيها وفى معانتها منه. كيف لها أن تتحمل كل ذلك؟ 

هو تزوجها زواجا روتينيا  يخلو من المشاعر وفقا لمصلحة أرادها والده. ولا يفكر في تلك الأمور فالحب بالنسبة له ولأخيه ضعف والعمل هو الأساس. هذا ما علمهم إياه والدهم. 

وهى تشكو عدم حبه لها فهل عليه بأن يهتم بذلك؟ 

جز على أسنانه بغيظ حينما تذكرها وهى تخبره بإنها تريد الطلاق. لا أبدا مستحيل لن يتخلى عنها أبدا. فقرر في نفسه إنه سيغير من حاله ولو قليل وإنه سيسمح لتلك المشاعر أن تدق بابه .

خرج من الغرفة وأخذ يبحث عنها ولكنه لم يجدها فإستنتج إنها مع ورد فعاد إلى مكانه وقرر التحدث معها صباحا فليتركها تهدأ. ....


♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡


فى فيلا مراد المنشاوي كان مراد فى غرفته يراجع بعض الأوراق حينما دق باب غرفته فدلفت لمار وهى تحمل له الطعام. 

( ما بعد الجحيم بقلم زكية محمد )

نظرت أرضا و جزت على أسنانها بغيظ قائلة بصوت خافت إلا أنه إستطاع قراءة الكلمات من بين شفتيها :- 

قليل الأدب هو إستحلاها ولا إيه؟ أوووف. 


وضعت الطعام أمامه وهمت بالرحيل إلا إنها وقفت حينما خرج صوته قائلا :- 

إستنى عندك رايحة فين؟ 


إلتفت له وطالعته بغرابة عندما وجدته وقف ويتقدم ناحيتها بهدوء مريب. 

إرتجف قلبها خوفا من أن يوبخها أو يعنفها كعادته. آليا أخذت تتراجع للخلف عندما وجدته يتقدم ناحيتها حتى إصتدمت بالحائط فقالت بتذمر :- 

يووووه لو عاوز تضرب إضرب بلاش جو الرعب دة. 


وضع يديه على الحائط وهى بينهما يحتجزها، كادت أن تفلت منه إبتسامة ولكنه تماسك قائلا ببعض الحزم :- 

والله وطلعلك لسان وبتتكلمى. 


هتفت بخجل من هيئته فهو كعادته عندما يكون فى غرفته لا يرتدى ملابس تغطي جزعه العلوى :- 

لو. .لو سمحت إبعد. ...حد يجى. ...


أردف بهدوء :- ولو مبعدتش هتعملى إيه؟ 


حركت كتفيها بعدم معرفة قائلة :- 

مش عارفة. .


- طيب إنتي دلوقتى هتتعاقبى علشان لسانك المسحوب منك دة. 


نظرت له بذعر قائلة بكذب  :- بس أنا مقلتش حاجة. 

- إممممم وكمان بتكدبى؟ فاكرة لما كنتى في الأوضة بتاعت أمى فاكرة العقاب؟ 


إحمرت وجنتيها وهتفت دون وعى :- يا قليل الأد. ....


إبتلع كلماتها بقبلة عاصفة أودع فيها كل المشاعر والثورات التى تشعلها بداخله عندما تكون جواره فكاد أن ينجرف أكثر، ولكن عقله نهره وذكره بإنها إبنة عدوه فقط ..

إبتعد عنها معطيا لها ظهره يحاول أن يستعيد رباطة جأشه. 

خرج صوته متحشرجا يعنفها بقوة وكأنها هى المسؤولة عن ثوراته التى يكبحها بداخله :- 

إطلعى برة. 


نظرت له بصدمة تستوعب تحوله ولكنه لم يعطيها فرصة إذ زجر مرة أخرى :- 

بقولك إطلعى برة إيه ما بتسمعيش. 


هرولت بحذر خارج غرفته ومن الطابق بأكمله وما إن وصلت للأسفل حتى جلست تلتقط أنفاسها. 


بالأعلى دلف إلى حجرة الرياضة و أخذ يفرغ شحناته فى الملاكمة .

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


كانت سجود قد أعدت الكيك بالشيكولاتة المفضل إليها وقطعته فى أطباق وقدمته إلى عمتها و جلست الى جوارها تشاهدان التلفاز وتضحكان سويا على إحدى الأفلام العربية

القديمة .

فجأة سقط الطبق من يدها و أسودت الدنيا فى وجهها وفقدت الوعى....


              الفصل الثالث عشر من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات