رواية مزرعة الريان
الفصل الرابع والعشرون 24 ج1
بقلم خلود عبيد
بسم الله الرحمن الرحيم
{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}
صدق الله الغظيم
(فى هذه الأية الجليلة توضيح وميثاق من الله عزوجل لمفاهيم الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة ، تعبير بلاغى يحمل بين طياته "كيف تكون العلاقة بين الزوج والزوجة "،فالاثنين سترووقاية وصيانة لبعضهم البعض
الزوج هو مسكن الزوجة ، والزوجة هى سكن الزوج وراحته ، علاقة تبنى على المودة والاحترام والرحمة
وتشير الأية إلى ميثاق غليظ أنه اذا تعثرت العشرة ينبغى تحمل كل واحد منهم الأخر ويتعاملا بالصبر والمعروف .
حياة جديدة تجمع الاثنين فى بدايتها يجب الصبر والتعقل حتى يفهم كل واحد طباع الأخر ،لتشملهم الرأفة والتيسر حتى تنبت بذور الرفقة والعشرة لتكون الحب والسعادة )
********************************************************
فى قصر الريان
** كانت "رحيل " تأخذ بعض ملابسها لمغادره الغرفة
ليدخل "أزيد " وينظر لها بتفحص دقيق حتى تنتهى أولاً ، وعندما انتهت وستغادر الغرفة
اغلق "ازيد" الباب قبل مغادرتها
أزيد= ممكن أعرف بتعملى ايه يا هانم ؟
رحيل بضيق = هأروح أنام فى الاوضة بتاعتى
أزيد يتصنع التفكير=أممم ، حد قالك أنى دى مش أوضتك
رحيل =لا ، دى غرفة نومك أنت
أزيد بجدية= ومكان الزوج هو مكان الزوجة يا هانم حسب ما أعرف ، صح؟
لتجلس "رحيل " على طرف السرير بتعب وضيق
رحيل بهدوء= أنت عايز ايه يا أزيد ؟ كفاية كده أنا تعبت
أزيد = أنا بقولك مكانى هو مكانك وبس ، أكيد بالأخص ماينفعش واحدة تسيب جوزها وتروح تنام فى أوضة تانيه ، (وبسخرية ) وهما لسه فى أسبوع جوازهم الأول ، الخدم والناس تقول أيه ؟
رحيل = يعنى همك الخدم والناس ؟! ، انت مصدق نفسك أصلاً ، مصدق اللعبة ال انت بتلعبها وحطتها تحت أسم "زواج " ، انت هتكذب الكذبة وتصدقها ولا ايه ؟
ازيد بأستفزاز = والله أنا متأكد أنك مرأتى على سنة الله ورسوله ، أنك بقى مش مصدقه كده وتعتقدى أنها لعبة فأنتى حره ، خروج من الأوضة دى مفيش مفهوم
رحيل (تهب واقفه )بأنفعال = يعنى ايه هتحبسنى كمان ؟
أزيد بحزم= لو وصل الأمر لكده هحبسك فعلاً يا رحيل
رحيل ترمى بثقل جسدها على السرير وتبكى بشدة=أنا أمى عمرها ما مدت أيدها عليا ، وبسببك عملت كده ، أنا خسرت النهادرة ثقة أمى ،وشوفت فى عنيها كسرة عمرى ماتوقعت أنى أتسبب فيها طول حياتى ، وكل ده بسببك أنت
تضايق "ازيد " هو يتذكر كيف صفعتها "أمها " على وجهها ، وشعر بالحزن عليها
أزيد = أمك عملتها سابق وكسرت ثقة أهلها ،لما هربت وراحت اتجوزت ، شويه وهتتقبل الموضوع
لتقف رحيل والدموع تسير على خديها ، بغضب وانفعال تريد الهجوم عليه وتضربه لما يسئ بلهجته عن أخلاق أمها
رحيل وهى متكوريدها بغضب بصوت عالى = انت ايه يا أخى؟ ، مهما شرحت ليك عمرك ما هتفهم ولا تستوعب ، كل همك وتفكير فى نفسك وبس ، قراراتك وتحكماتك هى الصح وبس ولازم تتنفذ ، انت أنسان أنانى ومريض
*عند انتهاء أخر كلماتها لم تجد رد فعله إلا صفعه مدويه على خدها ، لتسقط فى الأرض تمسك خدها وهى مصدومه وتبكى
أزيد بغضب وصوت عالى = تانى مرة لما تتكلمى معايا تكون بأحترام ، وصوتك ده ما يعلاش (لا يكون عالى ) فاااااهمة
مكملاً بتهديد = أستوعبى وافهمى يارحيل "أنك مرأتى " ، وحطتى تحتها مائة خط ، والكلام ده عمره ما هيتغير عشان يكون واضح
وغادر تاركاً أيها تبكى على ما آلت إليه الأيام !
****************************************
مع ذهاب أطياف الليل وبزوغ نور الصباح ، ليبدء يوم جديد بعهد مختلف ، تبدل الحال كما تتبدل المواسم والفصول ، لتنقش على جدران حياتهم ألوان جديدة
كانت "رحيل" تجالس "هلال " وتعلمها كيفية لعبة الشطرنج حتى تزيد من التواصل بينها وبين أزيد وتجمع روابط الدم والأبوة
رحيل = شوفى يا هلال الشكل ده اسمه الفيل وده بيتحرك بأتجاة مباشر يعنى فى وشه ، بيسموها أتجاه قطرى ، وكمان مكان فى الرقعة بين الملك والحصان ، ها فاهمة يا حببتى
لتبتسم هلال بحماسة وتهزرئسها بالايجاب
=يعنى ده قوى يا ماما رحيل زى الحصان
رحيل = يعنى هما الاثنين متساويين فى القوة والقيمة ، بس كل واحد ليه وقته بيتميز فيه ،يعنى الحصان فى أول اللعبة هو القوى لانه بيقفز من القطع الاخرى ، اما الفيل فى أخر اللعبة عشان بتكون الرقعة فاضية ويقدريتحرك بسهوله وكم
ليوقفهم صوت
-واااو برافو برافو ، امممم حلو أوى دور الام الجميل ده ، لا وكمان مدرسة ممتاز لا شاطرة فعلاً ، أنا دلوقتى قدرت أفهم أزيد اتجوزك ازاى وليه (وتضحك بسخرية )
هلال بأنكماش وخوف= أبلة ليلة
لتقترب منهم ليلة وهى ترف رئسها بشموخ عالى وتكبر، ثم تسند بكوع يد على المنضدةووجهها يقابل وجه "هلال " ، وتنظر لها بثقة وشرارة حقد تلمع بيهم ، لتتلذذ بخوف الذى يظهر فى عين "هلال"
ثم تتحدث بدلال ساخر= نعم يا روحى!
لتصمت هلال يابسة كأنها أصبها شرارة كهربائية صاعقة
لتلتفت بكسل بعينها إلى وجه رحيل ، وترى علامات حمراء وزرقاء بسيطة على خدها ، كانت "رحيل " تحاول أن تخفيهموهى ترتدى حجابها لكن لم تستطيع
لترفع يدها وتتلامس العلامات برقة مصطنعة وتلذذ دفين
ليلة وتتصنع الاستغراب= ايه ده رحيل ، هو حد ضربك ولا أيه
لترتبك رحيل من نظرها وتبعد يدها ببطئ ، وبكذب = لا أبدا ، ده ده أنا وقعت اتزحلقت وانا خارجة من الحمام
لتقف ليلة بشموخ وشماته وهدوء خبيث = توتو ، الف لابأس عليك ، أبقى خدى بالك المرة الجاية
و(بسخرية وتهديد) لتتقطم رقبتك وتموتى لقدر الله
لتتسع عين "رحيل " عندما شعرت من لهجة صوتها بالتهديد ، وتبتلع ريقها بصعوبه
=أن شاء الله
لتنظر "ليلة " فى الارجاء = أمال فين أزيد ؟
هلال بهدوء وصوت خافت = بابا أزيد فى الأسطبل ، عشان الفرسة بتاعته ولدت
لتتضحك ليلة بسخرية = بابا أزيد وماما رحيل ، واااو أسرة رائعة ينفع يبقى مسلسل "الضوء الشارد " الجزء التانى هههههههه
= خلاص فى الأسطبل ، أنا هروح أشوفه باااااى
ولكن قبل مغادرتها وقفت ونظرت إلى "رحيل " نظرت انتقام وحقد وكره ، لترفع الخصله شعرها التى تميل على جبهتها و يظهر أثر الجرح القديم، تريد أن ترسل رسالة إلى رحيل
ثم تمسك أحد قطع الشطرنج وتوجهها فى اتجاه رقعة البيضاء لرحيل = وكده يبقى "كش ملك " الملك ماااات
شعرت رحيل بالزعر والخوف دب أوصالها ، هل كشفتها ؟! ، رحيل هى من تسببت فى هذا الجرح منذ عشر سنوات ، عندما قابلتها فى المرة الوحيدة وتشاجرت معها فيها حيث أن طرف ساعة "رحيل " المعدنية هو من تسبب فى هذا الحرج العميق عندما كانت تمسك فى شعرها وتنتقم لليلى من هذه الفتاة المستبدة
لقد بدأت حرب الباردة ف تحت الرماد لهيب متوهج حارق!
*****************************************
كانت ليلة تقف عند طرف السور الذى يتدرب فيه الاحصنة ، هى تشاهد روعة وعظمة جلوس "أزيد " على ظهر حصان ويدور بيه ويجرى بيه فى مجال السور الدائرى
كأنه "فارس عربى لجواد أصيل " شموخ ونباغة الفروسية وتمكنه فيها
لتأتى رحيل وهلال ويقفون خلفها ، ولكن لم تشعر بها
هلال بأنبهار = واااو ، بابا أزيد بطل شجاع
كانت رحيل تتابع المشهد هى الأخرى فى دهشة وانبهار فى حالة من التوهان وعدم اللاوعى
لاول مرة تدقق فى تفاصيل ملامح "أزيد " زوجها
أقالت فى نفسها "زوجها " لقد جننتى يا رحيل (رحيل فى نفسها )
كان يرتدى زى الفروسية ويمسك عصا يوجه بها الحصان ، بشعر الاسود المبهرج وهيئتة الضخمة وعرض كتفه ولون بريق عينه الفضى الواضح بصفاء
ليوقف "ازيد " حصان عندما لاحظ وجودهم ومراقبتهم له ، ليتوجه الى مكان نزوله
ليقوم اولأ بفك المساكة الحديدية الربط بمشط قدمة ورسخها والركاب فى كلا قدميه
ثم يفك شريط يربط وسطه واللباد الذى على ظهر الحصان
ليرفع جسده بصعوبة وتألم شديد واضح على ملامحة
ويمسك بعمود حديد أفقى طوله متر واحد ويرمى بجسد عليه ويمسك فيها بذراعيه ويده كلاعب الجمباز العالى ليدير جسده بالعكس بمساعدة يده ، حتى ينزل على كرسية المتحرك
ويتنهد بتعب ، لينادى على السايس ويأمره بربط الحصان فى مكانه بالاسطبل ، ثم يتوجه لهم
ازيد بتفحص = نعم ، مالكم جايين هنا ليه ؟!
لتلتف ليلة وتجد رحيل ممسكة بيد هلال ، لتتضايق وتشتعل من قدوم رحيل
لتفكر سريعاً فى حيلة ، وتتجه الى أزيد ، وتخلع الوشاح الذى كانت تلفه حول رقبتها ، تمسح حبيبات العرق البسيطة التى على وجه أزيد
ليلة بدلال مصطنع = أبداً يا زيزو كنت عايزاك فى شغل
لم تعرف رحيل أشتعل النيران وتوهجت بداخلها لماذا؟ ، وكأنها تريد ان تهجم على ليلة وتزيح يدها المقرفه عنه (غيرة ) ؟! ، تغار على هذا الهمجى زوجها لالا ، انه بسبب كرامتها لا أكثر
هكذا كانت تقنع رحيل نفسها وهى تشعر بالغضب
ازيد ل رحيل= وانتم؟!
رحيل بتردد وثبات= مفيش هلال من ساعة ما سمعت ان الفرسة ولدت وعايزة تيجى تشوف الحصان الصغير
ليبتسم أزيد الى هلال غير مهتم بليلة او رحيل = عايزة تشوف المهرة الصغيرة
لتجرى له هلال بفرح ، وتبتعد ليلة عنه بغيظ وتأفف
هلال بسعادة= ممكن بجد
ليرفعها ازيد له ويجلسها على قدمه = بجد الجد كمان ، أى حاجة نفسك فيها وأنا أحققها ليكى حتى لو طلبتى لبن العصفور
هلال بأنبهار ودهشة ممزوجه بسعاده طفوليه =وااو هو فى لبن العصفور كمان
ليضحك أزيد بشدة على تعبيرها = لا طبعا ده تعبير مجازى ، يعنى العايزاه هنفذه لسعادتك
هلال وكأنها تفهم= اااه فهمت
أزيد ببتسامة = طيب تعالى تشوفى المهرة
تمللت ليلة من تلك الطفلة التى تكرهها بشده كما كانت تكرها والديها فى الماضى
ليلة =والشغل يا أزيد
لينظر أزيد وبجدية= انتظرينى نص ساعة واكون فى المكتب
ليلة برقه مصطنعه ودلال = اووه اوكى (وتطبع قبلة بسيطة على خده )مستنياك
وتغادر وهى تنظر لرحيل بشماته وعين انتصار ، وعند اقتربها منها قامت بهز الوشاح امامها وابتسمت لها ابتسامة خبيثة
كانت رحيل مثل التمثال الجامد منذ ضحكت أزيد التى تشاهدها لأول مرة وكأنه ألقى عليها تعويذة سحرية ، حتى كسر جمودها مع قبلة ليلة على خده ومغادرة من أمامها
ازيد رحيل بجمود = تقدرى تمشى انتى رحيل ، شوية وابعت ليكى "هلال" مع حد من الخدم
لتهز رئسها بالايجاب وتفر بصراع فى مشاعرها ونزاع بين قلبها وعقلها
****************************************
*بعد ساعة فى المكتب
أزيد = شغل ايه العايزانى فيه يا ليلة
ليلة بحنية= انت عارف الوضعى ووضع شركتى فى كام صفقة كنت حابه تتدخل الجمارك بأسم شركة الريان ، عشان الشوشرة واسم شركتى المنهارة(بتأثر مبالغ) تقدرى تكون منغير ما حد من المنافسين يستغل ويعرف وضع الشركة والازمة البتمر بيها
أزيد بتفهم وفى نفسه (عايزة تستفادة منى بأى حاجة ، ماااشى مش مشكلة التقيل جاى وراه )
= بس انتى عارف منتجات البتستورد شركتنا تختلف تماماً عن منتجاتك ، ازاى بقى تتدخل الجمارك بأسم الريان
ليلة بخبث= مفيش مشكلة ،نعمل عقد عمل بين الشركتين ، اكيد المستشارى الشركة القانونى يقدر ينفذ ده وكمان يحفظ حق دخول البضاعة الميناء منغير مشاكل
أزيد= انا مش مهم عندى نسبة دخول البضاعة
ليلة وهى تتصنع الجدية والحزم= لالا الشغل شغل يا أزيد ، وانا مش بحب أكل فلوس حد ، أنما لو كنت حسابها هدية عربون عودة صداقتنا فتأكد أنى هردها بهدية أغلى
أزيد= خلاص أعتبريها زى ما تحبى ، كلمى موظفينك وأنا هتصرف فى الامور من اتجاهى
ليلة =طيب أذا كان كده ، انا محتاجة اروح الشركة يومين ارتب امور هناك
ازيد= ممم ماشى ، هأبعت حراسة معاكى لغاية ماتوصلى
لتقف وتدور حول المكتب وتقترب بجسدها الى ازيد بشده (شبه ملتزقه فيه )وتعبث بشعرها باتجاه بهمس رقيق =مرسى جدا يا أزيد
ليقشعر جسد ازيد ويتوتر ببساطة
ثم تطبع قبلة حنونه على خده وبهمس =هتوحشنى اووى
وتغادر مع تصلب وجمود أزيد !
***********************************
فى قصر عائلة غراب
لينظر لها سراج باستغراب ويتفحص شكلها الطفولى وهى تأكل الطعام بنهم وشراهه جائعة
سراج بسخريه = مادام انتى جعانة كده ، مش كلتى من أمبارح ليه
لم تعيره أى أهتمام وظلت تأكل كما هى
سراج محاول استفزازها= تعرفى ان أخوكى لغاية دلوقتى ما اتصلش (لم يتصل ) يطمن عليكى ، وحتى أزيد مسألش ، شكلك مش مهمة عند حد خالص
لتتوقف عن تناول الطعام ، وتنظر له ، ثم تمسك المنديل وتمسح فمها ويدها
حنين بهدوء= عشان عارفين أنى مسافرة
سراج بصدمه = ايه؟!
ويقف ويقترب منها ممسك تكتفها بشده
حنين بتالم وهى تزيح يده = ااه وسع ايدك ، أزيد وكل ال فى قصر عارفين انى مسافرة ، أكيد هيبلغوا حازم
وتضحك بانتصار= يعنى خطتك فيشنك (فاشلة)
سراج بغضب= وهما عادى كده يسبوكى تسافرى لوحدك
حنين بكذب فى الاصل مسافرة لمقابلة امها فى القاهرة= اه عادى ، انا كنت عايشة فى باريس اصلا
سراج بدهشة= لوحدك !
حنين بضحك وهى تكذب مرة أخرى فهى تسكن مع رفقتيها وخادمة خاصة بها = اه فى شقتى هناك وجامعتى وحياتى هناك كلها
سراج= انتى تعرفى ان أزيد اتجوز رحيل
حنين بتعجب لسأله هذا السوال فى وسط حوارهم= اه عارفة ، وحضرت فرحهم كمان ، بس بتسأل ليه
سراج وعينه تشتعل= لان رحيل تبقى بنت خالتى ، أزيد زاد كتير فى خانة انه عدوى اللدود
، اما بقى اخوكى اذا كان مش عارف يحافظ على اخته (وشير باصبعه عليها كما لو كانت فتاة رخيصة ) وسايبه كده تروح وتيجى بمزاجها وعايشة فى دور البنت المتحررة ، يبقى ده يزيد من أصرارى انى انتزع بنتى منه حتى لوانطبقت السماء على الارض
لتنفعل حنين من وقاحته معها وتقليل من شئنها= اقف عندك لو سمحت ، واخفظ ادابك واعرف الكلام مترميه على الناس ، عمال تقول هأعمل وهأعمل وانتى وانتى ، وشايف نفسك ملاك بجناحين ، انت تعرف ايه اصلاً عن بنتك ؟ تعرف اسمها كان ايه؟ هوايتها ؟ درستها ؟ حتى أى عن شخصيتها
ليصدم سراج من كلامها وكأنها سهام تلقى عليه وليس مجرد كلمات ، تخترق جسده وفوادة الجريح ، ينزف روحه متشتته يشعر كأنه خأوى وفارع من الداخل ، تائه مثل السكير
سراج بصوت عالى مقهور متالم= معرفش معرفش ، معرفش حاجة
ليسقط على ركبتيه هامداً
ولاول مرة حنين دموع من رجل ، كان دموع سراج الذى كانت روحه تتعذب على فراق طفلة عن حضنه كأنه حيوان مذبوح يفررلطلوع روحه المتعذبة
(لا يبكى الرجل إلا من قهر شديد او مذلول الى ربيه طالب استجابه دعائه )
لتشعر حنين بالشفقة عليه وتأنيب الضمير ، فتقترب منه وتجلس امامه متأسفة
حنين وهى تتلمس كتف برقه وعطف صادق مواسيه له= كان أسمها رواحة!
ليرفع سراج عينها الممتلئ بالدموع وينظر الى عين حنين الخضراء الدافئة ، يستشعر منها الامان والفضول
حنين مكمله=بتحب القراءة ، تدرس ازهر كان المفروض تتدخل الجامعة السنادى بس أجلت ، حلمها أنها تكون محامية شاطرة عشان تساعد الناس الغلابة
لينظر لها سراج بنظر جديدة لم تألفها منه سابقاً
فتبتعد عنه بكسوف وتبتلع ريقها = انا مش عايزاك تخاف ، أبيه حازم فعلاً بيحبها ، وبيحبها جداً كمان ، صدقى مفيش حد فى الدنيا يقدر يفرحها زى ابيه حازم ، ده بيعشها
سراج لم يهتم بكلمها عن حازم ، لكنه كأنه وجدها كطوق نجاة ، مرآة سيعرف منها ابنته
سراج بهدوء= شكلها ايه؟
لتتفاجئ حنين وتنظر له ويزيد من شفقته لها ، (كم هو أباً ضحيه لقد ضحى وأمسى هو ضحيه)
حنين = هى ..........
ويكمل حديثهم عن روح !ووصفها
*************************************************
فى الاسكندرية
ليدخل شقة ويجدها فى هدوء يشعر بالامان
ليدخل ويجد "روح " تجلس بارياحيه على الصوفاية ، وهى تقرأ كتاب بتمتع ودقة ساحباً إيها عن الواقع ، غارقة فى بحر كلماته
ليجلس حازم أمامها بهدوء يتأمل تفاصيلها البسيطة الرقيقة هادئة
لتنتبه له روح
وتعتدل = حازم انت جيت أمته؟
حازم بهدوء= من شوية ، بس شكلك مش أختى (أخذتى ) بالك
روح= فعلاً مش حسيت وانت داخل بس حسيت م...(كادت تخبره ان ضربات قلبها هى من شعرت به ولكنها خجلت )
حازم بابتسامة عذباء=مم ممكن أعرف كنتى بتقرأى ايه واخدك من الدنيا
لترفع له الكتاب
حازم بابتسامه = ديوان آمرؤ القيس ، شعر جاهلى ، كنت عارف أنك هتحبيه
روح بدهشه= انت قرايته قبل كده
حازم= امم اى كتاب كان بيوصلك كان بيكون اتحفر جو قلبى قبليها
روح بخجل ممزوج بتوتر = هاا (وهى تبعد نظرها عنه) انتى بتحب القراءة ولا غاويها
حازم بحب= لاده ولاده ،انا كنت عايز يكون الانسانة بيرتبط فيها قلبى ، يكون مرتبط فيها علقى وتفكرنا يكون مشترك
حازم متعزلاً
بكلمات امرؤ القيس
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجَبَلْ مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَلْ عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَبٍ ومُنخَفَضٍ طَام تَنَكَّرَ واضمَحَلْ وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَنَ ارتَحَلْ تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنهُ مُجَلجِلٌ أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَلْ بِرِيحٍ وبَرقٍ لاَحَ بَينَ سَحَائِبٍ ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَلْ فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسلْ وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَلْ وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَلْ وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَلْ وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ فِي سَيرِهِ مَيَلْ فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانْهمَلْ فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي تَمَتَّعتِ لا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَلْ لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَفاً ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَلْ
لتخجل روح بشدة وتفر منه هاربه الى المطبخ
حازم بتنهيده= ااااااه امته هتفهمى وتحبنى زى ما بحبك ، لا بعشقك
******************************************************
فى غرفة رحيل وهى تمشط شعرها سارحة فى كلام ليلة قبل مغادرتها
ليلة بقوة وشدة =مش ليلة سلطان الحد يأخد منها حاجة بتاعتها من الاساس ، وأزيد ده بتاعى وانا يقرب جنب ممتلكاتى انسفه ودمره
رحيل فى نفسها= قصدها ايه المجنونة دى ، أسترها يارب
لتسمع صوت ارتطام شديد بالحمام ، تقوم بفزع ناحيه ، وتسمع أنين أزيد
رحيل بقلق = ازيد انت كويس؟
أزيد بتالم= امم كويس اااه
رحيل تقلق أكثر= ازيد فيه ايه؟
ازيد بأنفعال متالم= مفيش حاجة ، اااه
رحيل = انا هدخل
وتدخل رحيل بسبب خوفها عليه وانه بحاجتها
وتعرفه ان تكبره يرفض الاعراف بذالك
وتجد "أزيد ساقطاً يتالم على الارض وكرسى المتحرك مقلوب على جانبه مقفل
لتهرول له رحيل مسرعة
ازيد بغضب وصوت عالى = انا مش قولتلك كويس بتتدخلى ليه ؟
ويتالم = اخرجى اخرجى بقولك ، أنا مش محتاج مساعدة ، مساعدة اى حد
لم تهتم رحيل بكلامه ولكنها انتهبت ، انه كان يستحم و بعد ارتداءه الملابس الداخلية لم يستطع ان يكمل وتزحلق ووقع
لتعدل الكرسى وتقترب من ازيد تحاول مساعدة الجلوس
وعندما حاولت مساندته ، ابعدها عنه ودفعها بعيداً
ازيد بصوت عالى متالم مقهور= أنا مش عاجز انا اقدر أساعد نفسى بنفسى
لتقوم مره اخر وتحاول مساعدة ، اما هو لم يعد يتحمل الالم سمح لها بمساعده ليجلس على كرسى المتحرك وهو يشعر بالذله والعجز
تخرجه الى الغرفة ، وتسانده الى ان يجلس على السرير
وتجد انه مازال عارى الصدر ولم يكمل ملابسه فى ظل هذا الجو البارد من شهر فبراير
وتحضر له الملابس وعند مساعده
أزيد باعداً ملابسه وبغضب = انا مش طفل أقدر أللبس نفسى بنفسى ،ابعدى عنى ، انا مش عايزة مساعدة حد
لتنفعل رحيل من تصرفاته الطفوليه وهى ترى تألمه بوضوح على ملامح وجهه= وانا مش حد يا أزيد انا مراااتك ،وانت اكدت شرعية زوجنا باختيارك ، وزى ما ليك حقوق عندى بتاخدها على أكمل وجه ، يبقى انا اعمل واجباتى تجاه زوجى على أكمل وجه
انا سترك وغطاك ، وأوع تفكر ان شمتانه فيك ، او فرحانه وانا شيفاك بتتألم قدامى
أزيد بانفعال= انا بقولك اخرجى
رحيل وبتحدى= وانا مش هخرج يا أزيد ، وتفضل أللبس هدوم قبل ما يجى ليك نزلة برد
ازيد متالم من ظهره= اااه
رحيل بقلق وخوف= بتتالم من ايه ؟
لينظر لها أزيد وهو يرى خوفها عليه ، خوفاً حقيقاً !!، لمس وتراً حساساً بداخلها جعل مشاعره متبعثرة خائفة ان تجرح مرة أخرى وتكابربألم كبير
ازيد بصوت ضعيف= ممكن تجيبى حزام الظهر وقع عند طرف البانيو
رحيل بتوتر= ها اا حاضر حاضر
لتذهب وتحضره وتقترب منه وتساعده فى أرتدائه ،لتلاحظ بفزع شكل ظهر وأثر عمليات الجراحيه بطول العمود الفقرى وعلى أضلاعه
حتى أسفل ظهر وكأنها خريطة من الخطوط والعلامات
لتتألم لأجله وتشعر بالحزن له وتمسك دموعها بشدة حتى لا يشعر أنها تشفق عليه
(كم تكون نظرت الشفقة قاسياً أكثر من حالنا المشفق )
لتساعده فى ارتداء ملابسه
أزيد بتنهيد وقد هدء ألمة قليلاً =ممكن تتصلى ب دكتور نادر يجي
لتهز رئسها بالايجاب
لتخرج وبنظر "أزيد " على نفسه ووضعه وتنزل من دمعة من القهر والالم ...
الفصل الرابع والعشرون ج2 من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا