رواية مزرعة الريان
الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15
بقلم خلود عبيد
" حكاية "
( لكل شخص حكاية ، يعيشها ويعرف تفاصيلها هو فقط ، هو من يقدر حجم المعاناة او السعادة ،مهما حكى لشخص أخر على ما يمر بيه لن يشعر بما دار إلا ان ذاق مثله حكاية تشبه ،تتشابه الحكايات فى الاحداث لكن تختلف فى مكنونها ومعانيها )
خلود عبيد
********
بدء الشتاء يشتد برودة ويصبح قارس البرودة، وهبوب رياح يلوج المكان ، وفى الليل صدأ صوت الفراغ مرعب فى الانحاء ، كان قد مر على الاحداث اسبوعين وكل شخص يدور فى فلكه الخاص يبحث عن ملاذه وما يريد
**
فى صباح اشراق بنور الشمس من بين طيات السحاب ، كانت" رحيل" تعد كوب حليب بعسل النحل الى "هلال " ، تلك الطفلة التى توغلت الى اعماق لب قلبها واصبحت تحسبها كطفلة خاصة بها
رحيل بإبتسامة لطيفة = اتفضلى يا برنسس هلال اللبن
هلال متذمر= مش بحبه يا ماما رحيل
رحيل بحزن مصطنع = لا انا كده هازعل ، مش قولنا نشرب اللبن كل يوم عشان نكبر ونبقى زى الاميرات الحلوين
هلال بأبتسامة رقيقة وتلمع عيونها بفرح = يعنى لما اشرب اللبن هأكبر واللبس فستان زى السندريلا
لتنظر لها رحيل بسعادة= طبعاً ، ويجى الامير الفارس يأخدك على حصانه
هلال= حصان زى بتاع عمو أزيد
لتستغرب رحيل على لفظ عمو ، أليس أزيد والدها !
رحيل بهمس = عمو!!
ولكن تبتسم لها وتجيبها بالايماء برئسها
*كان هناك من يراقب حوار رحيل وهلال ، كانت الدادة خيريه
كانت سعيدة لتحسن حالة "هلال" ،وانها اصبحت مرحة وسعيدة واكثر اشراقاً من قبل
**************************************
لتذهب رحيل الى الصالة الكبيرة ، وتنتبه الى تلك الصورة ذات البرواز الكبير ، حيث فما يدل على محتوى وجود عائلة سعيدة داخل إطار محتواها
**لتتابع بعينها الاشخاص الموجودين داخلها ، لم تعرف اى منهم ابدا
كان صورة لرجل كبيربجلباب صعيدى يدل عليه الهيبة والوقار وبجانبه سيدة كبيرة فى السن بشوشة الوجه ايضا يبدو كزوجته وخلفهم ثلاث اشخاص بابتسامة واسعة ، شاب ملاصق له شابه جميلة ، وشاب اخر بابتسامه خلابه
ليأتى صوت من خلفها كان صوت الدادة خيريه = دول عيلة الريان
لتلتفت لها رحيل بسرعة= ها ، انا مش قصدى اتطفل والله
لتبتسم لها خيريه = حلوة الصورة صح
لتنظر رحيل الى الصور مره اخرى متأمل الصورة = جميلة فعلاً ، بس يعنى اعذرينى ممكن اعرف مين دول
خيريه متأمله الصورة هى الاخرى وهى تتذكر اشخاص هذه الصورة
= دول افراد عيلة الريان
وتشير على الاشخاص
= ده يبقى "جهم بيه" الله يرحمه كبير العيلة الريان والد "ازيد " ، ودى " اصيلة هانم " والدته
وتحزن ملامحها = وده يبقى "زين " الله يرحمه اخو "ازيد " الكبير ابو هلال
لتتسع عين رحيل بصدمة وتحزن لمعرفتها ان هذه الطفلة الجميلة يتيمة الابوين
لتكمل خيريه = ودى بقى عروسة عيلة الريان " قمر " الله يرحمها ام هلال
ليشتدد ملامح حزن خيريه وهى تشير الى الشاب الاخير
= ده بقى "ازيد "
لتصدم رحيل وترجع تحدق فى الصورة بأستغراب ،تفصيل وجه مازالت هى ولكن ملامحه تبدل نهائى من انسان سعيد، الى الشخص الذى رائته فى الوقت الحالى شخص بملامح باردة قاسية شديدة تخلو من الرفق والرقة
رحيل = ده ازيد !!
بحزن خيريه = كان ازيد قبل ما يتغير
رحيل = يتغير ازاى يعنى ؟ ده الشوفته انسان مفيش فى قلبه رحمه ، ده طرد الرجل العاقبه وكان هيموت بسبه بره البلد مش هو بس لا وأسرته كلها ، لمجرد انى عالجته بس
خيريه = شايفة الصورة الجميلة دى ، ادمرت واتكسر اساسها ألف حته منغير اى سبب
رحيل = انا مش فاهمة حاجة ممكن توضحى
خيريه = تعالى نقعد وانا هأحكى ليكى عشان تفهمى
******************************
ليجلسن على كراسى البرانده الجانبيه لحجرة المطبخ
خيرية= هقولك على كل حاجة ، لان باين عليكى بنت حلال وطيبة
لتخجل رحيل وتبتسم بلطف
خيريه بتنهيد حزين =العيلة دى هى مالكة كل ارض مزرعة الريان كل شبر فيها ، وكل واحد عايش فى خير الريان ساكن بملك مؤجر
رحيل باستغراب = ازاى ده !
خيريه = بصى يا ستى ، المزرعة دى ملك لجدود جدود العيلة يجى من قرن كده ولا حاجة
وكل الموجودين فى البلد كانوا فى الاصل فلاحين عمالة فى ارض الريان ، لغايه اما جه قانون الاصلاح الزراعى ، فوالد جهم بيه الله يرحمه "ريان " الكبير كان ذكى ، جاب كل الفلاحين وكتب لكل واحد منهم قطعة ارض بس بشرط يمنع البيع إلا لشخص من عيلة الريان ، وكتب اصول للقطع دى من الباطن انها لسه ملك لعيلة الريان وبس ، عشان كل واحد هنا روحه متعلقه فى ايد " ازيد " دلوقتى
البيوت والمستشفى وكل شبر ملك " ازيد " حتى أرض قسم البوليس الموجود كمان
كان "جهم بيه " طبعه حاد وشديد بس عمره ما ظلم حد ولا جه على ضعيف ، وكان ماشى على خطاه "زين " ابنه شديد وما بيرحمش اليغلط او يخطئ ، على عكسه " ازيد " كان اطيب واحد فيهم
رحيل بصدمة = ازيد!!
خيريه بابتسامة حزينة = اه ازيد ، ازيد كان طيب وروحه جميلة وبيحب كل افراد البلد ، كان كل ما يرجع من السفر يجيب للاطفال حلويات يروح محفظة القرآن بتاعه الشيخ "طاهر " ويكافئ كل واحد حفظ جزء جديد ، كان بيشجعهم ويقف مع كل واحد غير قادر
وياااااما اتخانق هو و زين بسبب طيبته الزايدة وانه بيقف مع الفلاحين حتى لو قصر فى زراعة المحصول
رحيل = آمال ايه الحصل
خيريه بغضب= شيطانة كانت السبب ، أزيد وهو فى بلاد بره اتعرف على واحدة بنت ناس اغنيه وحبها اوووى ،خطبها كمان رغم ان "جهم بيه "كان غيرمحبب ل النسب ده ، وخصوصاً ان البنت كانت طباعها مختلفة عننا ، بس واقف فى الاخرى
لانه قاله مشمعنا زين اتجوز واحدة احنا اعداء معاهم
لتستغرب رحيل
خيريه= متستغربيش زين كان انسان طبعه شديد وعمره ما مشى مع صنف الحريم ، لما شاف "قمر" قال هى دى الهدت حصون قلبى ، وهى كمان حبته اوووى قصتهم كانت عاملة زى الحكايات الخرافيه ، وتحدوا الكل لغايه اما الكل وافق حتى عيلتها
بس المفاجاة بقى ان اليحبها أزيد تكون بنت عمتها ،نسب اسوء بكتير من العداوة البين العائلتين ، ابوها كان انسان جشع وانانى وطماع
رحيل = ماشى انا معاكى فى ده كل ، بس ازاى التغيرى الجذرى الحصل لأزيد ده
خيريه= هقولك ،فى يوم اتصلت عليه خطبته راح لها ، وعرفنا بعد كده ان العربيه عملت حادثة ،هى خرجت منها سليمة ام "أزيد " خرج مشلول
رحيل بصدمة= مشلول! بس
خيريه تهز رئسها = ايوه مشلول بالكامل ، ازيد مكانش قعيدة كده ، ده عمل اكتر من عشرين عمليه فى ظهره ، لغايه اما وصل زى ماانتى شايفة كده
= فوق ده كله خطبته بدءت تنسحب من حياته شويه شويه وتبعد عنه ، وكانت عايزة تلغى الخطوبه من اول ما عمل الحادثه ، لكن"جهم بيه " ضغط علي ابوها بالشغل البينهم وخلاها تكمل لغايه الفرح
=بس فى معاد الفرح كان منغير عروسة ، العروسة رفضت تكمل وطعنت فى "ازيد" وقالت انه بحالته دى ما ينفعش يكون زوج او يكون عيلة اصلا
= ازيد انعزل عن الدنيا كلها بعد الإهانة الكبيرة دى وكرامته وحبه التبعثر فى التراب ، "جهم بيه " حصل له جلطة بسبب حزنه على ابنه الصغير ال انطفى شبابه ، لكن الحمدلله كانت بسيطة وقام منها
= بعديها بدء ابو خطيبة ازيد يهاجمه فى السوق مع نسيبه الجديدة
لتصدم رحيل مره اخرى
خيريه= ايوة العروسه راحت وجريت اتجوزت واحد تانى ابوها جبهولها
=لكن زين كان ليهم بالمرصاد ، بس كان كل حاجة على دماغه الشركات الكان "ازيد " بيدرها هو البقى يدرها غير ، ان قمر كانت حامل فى الوقت ده ويمكن ده الحاجة الخففت الحزن ساعتها فى القصر بس حملها كان صعب وحالتها حرجة والحركة عليها بحساب
=لغايه لما حصل حادثه عربيه زين مات ، وقمر وضعها كان سئ جدا من الحادثة كانت معاه فى العربيه ، بس كان همها ان ابن زين يخرج لدنيا
"جهم بيه " حصله جلطة بس كانت شديدة المرة دى بسبب موت ابنه البكر، بس قام منها تعبان وضعيف ،
اهل البلد استغلوا الفرصة وباعوا المحصول الارض لاعداء شركات الريان زاد الازمة ااكتر واكتر
لغايه ولادة "هلال" وموت قمر وان هلال تبقى تحت وصايه "ازيد " ،فى الفترة دى كان الامن فى مصر كلها متوتر ، البلد بدء مطاريد الجبل يجهموا عليها وينهبوا البلد وللاسف فى ناس من البلد كان بيساعدوهم ،لغايه اما احصل مشاغبها كبيرة وسط الخساير العماله تحصل
ومات جهم بيه فيها والشيخ طاهر أبو رواحة ، الست اصيلة لم تتحمل الصدمة موت ابنها وبعدين كنتها وكمان جوزها واخوها ودلوقتى موجودة فى مصحة نفسيه بس موجوده معانا بجسمها لكن عقلها وروحها فى دنيا تانيه
فى الوقت ده خرج ازيد بس بقى شخص تانى خالص ، انسان حاقد ويكره كل اهل البلد لان لهم يد فى موت ابوه ، ومسك البلد بيد من حديد ورجع كل حاجة لوضعها لكن مع بث الخوف الرعب منه ، وحط قوانيين اليتمرد عليها او يخلفها يلاقى عقابه منه
حزنت رحيل بشدة لما حدث وما مرت بيه هذه العائلة الجميلة ، وشعرت بالشفقة ل "ازيد " اللتمست له العذر لما يفعل رغم قسوته ، كم شعرت بالقرف الاشمئزاز لتلك المحبوبه الخائنة
*****************************************
كانت السعادة تتراقص فى أعين "هلال" ، عندما اخبرها "حازم" انه سيأخذها الى أسطبل الاحصنة لترى المهرة الصغيرة حديثة الولادة
هلال بفرح = بجد يا عمو حازم ، هتاخدنى أشوف المهرة الصغيرة
ليضحك حازم = ايوة يا ست هانم ، ها ايه رايك
هلال بسؤال = ممكن ماما رحيل تيجى معانا
حازم بنفسه (ماما) = اه لو عايزة تيجى خليها تيجى
** لتذهب هلال الى رحيل وتطلب منها الذهاب معهم فتوافق رحيل وترحب بذالك كتيراً
*****************************************
فى اسطبل الاحصنة الموجود داخل اسوار قصر الريان فى الحديقة الخلفيه التى يطل عليها نافذه من مكتب "ازيد "
كان ازيد يشعر بمزيج من الغضب والسعادة لدى مشاهدة هلال وحازم ومعهم رحيل
كان سعيد لدى مشاهدة فرح وسعادة هلال وشعورها بالمرح وهى تركب على ظهر المهرة ويساعدها حازم ويمشى بها بيطئ فى وسط الحلبه
ولكن ما
يغضبه هو مشاهدة ابتسامة رحيل لهم وسعادتها ايضا ، اعتبرهذا منها اغراء لحازم وخيانة لزوجها المسافر كما اخبره حازم
*****************************************
فى حلبه الاسطبل
كانت رحيل سعيدة لسعادة هلال تلك الطفلة اليتيمة كم تشعرها انها مثل ابنها "رحيم "
ليقف جانبها حازم بعد ان اعطى السايس لجام حصان "هلال ليرافقها هو ، ليصورها بالكاميرا تسجيل لتلك اللحظات الجميلة
رحيل= شكلك بتحب هلال جدا
حازم= جداً كانها بنتى بالضبط
رحيل= هو انت صيحيح كنت ظابط
ليضحك حازم= اه يا ستى مش باين عليا ولا ايه
رحيل = الصراحة لا، لا اسلوبك ولا شكلك يقول انك كنت ظابط ، مختلف عنهم كتير
ليقهقه حازم بشدة= ازاى يعنى ، كل وقت محتاج شخصيته فى القسم عصبى وجاد وشديد ، فى الشركة متفهم وطويل البال وحريص ، اما مع هلال واحد تانى طفل
رحيل= عندك حق بحس كانك ابوها
حازم = لا انا عمرى ما هبقى "زين " الله يرحمه ، انا بعمل مكان "ازيد " ، تعرفى انه هو اقترح اجبها هنا قال هتحب الخيل زيه
رحيل = زيه!!
حازم= ايوه "ازيد " كان فارس وخيال قوى جدا ، وكان يركب الاحصنة فى مسابقات الخيل ويشارك كهوايه كمان ، ويمكن ده الساعده ان لغايه دلوقتى بيركب خيل
رحيل بدهش واستغراب = يركب خيل ازاى ! فى وضعه ده اعذرنى يعنى صعب
حازم= مفيش حاجة صعبه على ازيد كل حاجة كان دايماً يلاقى ليها حل ، وكمان ازيد مش زى ما انتى فاهمة رجليه الاتنين مشلولين لا عنده رجله اليمين يقدر يحركها بسيط وده بيساعده يتنقل منغير مساعده ، لانه بيكره اى حد يساعده او يشوفه ضعيف ،ازيد صنع جواه القوة والشجاعة
*********************************************
فى ظلال الليل وغياب الشمس ، فى منتصف الليل كانت رحيل مازالت مستيقظة تفكر فى ما عرفته اليوم وتحاول تشخيص وتفسير شخصيه ازيد
لتجد طرق ضعيف على الباب ، لتتنبأ انها ممكن ان تكون "هلال " ، ولكن كيف استيقظت لقد أذهبتها الى سريرها منذ ساعتين
رحيل = ادخل
لتدخل هلال وهى مرتديه منامتها القطنيه ورديه اللون ،وهى تحمل دبدوبها الصغير بين يديها
هلال= ممكن انام معاكى ، اصلى خايفة من صوت السماء عمالة تعمل هوووف
لتبتسم لها رحيل وتضحك على تعبيرها عن صوت الرياح والاشجار فى الخارج
لتزيح جانب من البطانيه
رحيل = تعالى يا حببتى
لتسرع لها هلال وتندثر داخل البطانيه لتنعم بالدفء الأموى والجسدى وهى سعيدة
هلال= ممكن تحكيلى حدودته
رحيل = ممكن
لتفكر رحيل قليلاً
رحيل= ايه رايك احكيلك حدوته بنت السلطان والشاب الغلبان
لتفرح هلال= شكلها حلوة وجديدة
لتحتضنها رحيل وتبدء الحكايه
وكان هناك من يستمع لهم من فتحة الباب الموارب(مفتوح) قليلا ، كان يذهب كل ليلة بعد نوم الجميع متحرك على كرسيه ليطمئن على هلال وانها تنعم بنوم هادئ دفئ ويتأكد ان عليها الغطاء كامل حتى لا تبرد
لكن عندما ذهب اليوم لم يجد "فزع " وكان سينادى وييقظ الخدم حتى سمع همس من الحجرة المجاورة ، فاقترب منها ليرى هذا المنظر امامه ....................
بقلم خلود عبيد
ما رايك بما حدث لعائلة الريان ؟ وكيف يكون وضع أزيد؟
توقعتكم للقادم وتفاعل
(الفصل الخامس عشر )
"نار"
(نار الحقد تحرق أكثر من نار الحق ، المصاب بخنجر الخيانة لا يسامح أن ترفع رايات الخذلان مرة اخرى ضده ، فأحذر ان تيقظ نار الثأر عند مخدوع لانها ستحرقك )
***********
لتحكى "رحيل " القصة ، ويستمع لها "هلال " وهى بجوارها على الفراش ،وايضا "أزيد " الجالس على كريسي متحرك بجوار بابا الغرفة
رحيل = كان يامكان يا سعد يا أكرام ويحلى الكلام بذكر النبى عليه (ص)
هلال= عليه الصلاة والسلام
رحيل=كان فيه ولد غلبان اسمه "على " بيحب بنت أميرة اسمها " ليلى " ابوها رجل شرير وغنى عنده فلوس كتييير ،كان بيكره"على " ودايماً يأذيه ، بس "ليلى " كانت بتحبه اوى اوى وكانت
لتسرح بخيالها الى ذكرا قد مضئ عليها زمن
Flash bake
على بغناء = يا بنت السلطان حنى على الغلبان ، ده المايه فى ايديكى وعلوه عطشان ، يا بنت السلطان
لتلتف ليلى وجهها عنه بضيق وتبتعد
لتقهقه على حالهم رحيل
رحيل وهى لا تسطيع امساك نفسها من الضحك = تررريررارا هههههههه ، عملت ايه تانى يا عم قيس ابن الملوح
على بتذمر = والله ما عملت حاجة هى مرة واحدة قلبت نكد كده
لتنفعل ليلى = انا نكاديه يا بشمهندس على ، شكلك عجبك البنت الكانت واقفة معاك
رحيل بنبهار مصطنع = بنت وااااو ، والعة معاك يا هندسة
ليتقدم على وينكزها بذراعها= اسكتى يا حقنة انتى ، انا جيبك تهديها مش تشعليليها
لتتألم رحيل = اه ما تحاسب يا هندسة ، وبعدين صحيح يا لولو فيه ايه ، جبنى على ماله وشى من كليتى على كليتك ، وقفلك المدرج وعمال يغنى مفكر نفسه عدويه(مغنى شعبى مصرى) ووجع دماغنا صوته مش حلو اصلا
ليلى = لا صوته حلو انا بحبه
رحيل = ياااااختى وانا مالى عندى محاضرة كمياء حيويه دلوقتى ، وهتسجل غياب بسببكم
على بأعين طفوليه بريئه = طب انا عملت ايه ، وانا هاخدلك حقك منى ، شوفتى حد كريم كده
رحيل= اهو خلصينا بقى ، ليغنى تانى وانا صدعت
ليلى= البنت الكنت واقف معاها على باب القاعة ،واقفه معاك ليه
على = بنت مين؟! ، هو انتى جيتى كليتى
ليلى بثقة = اه وشوف خيانتك ليا يا خاين
على بسرعة = لالالاخاين ايه وبتاع ، ده طالبة عندى بتسألنى سؤال عادى يعنى
ليلى= يا سلام وانت كل الطالبات بتسألك
على= اعمل ايه بتسأل عن حاجة فى الشرح اقولها لا ، ما تقولى حاجة يا ست رحيل امال انا جيبك ليه
رحيل= لا ليلى ميصحش كد ، على معيد فى الكلية ولازم يقابل مواقف كتير من دى مش كل مرة تزعلى وتقلبى وشك ، حاولى تفكرى شوية وخفى من الغيرة الصعبه دى ، انا حسه شويه وتحبسيه فى قفص
على= يسلم لسانك يا بنت الحاج صالح ،(وينظر الى ليلى ) سمعه كلام النصحة الواعيه اعملى بيه ابوس ايدك وايد الخلفوكى ، يا بت بحبك انتى وبس
لتخجل ليلى وتنظر بأبتسامة بسيطة للارض
رحيل بملل وبيديها كأنها تعزف كمان= ترريرارررا ، عاصفير الحب تزقزق
Bake
وكانوا..
لتجد ان هلال قد ذهبت الى نوم عميق ، واغلق أجفن عينها الى سبات عميق
لتملس على شعرها وتقبل جبينها ببطئ وتخلد الى النوم جوارها
كان يتأمل منظرهم ، يشعره بمنظر أم وابنتها ، هناك شعور تخلد فى داخل ، واثار اضطراب عاصف بعواطفه ،استرجع حلماً كان يرسمه لأسرة لم يتمكن من بنائها !
**********************************
فى الصباح المشرق ،منير بأشعاع شمسيه الصفراء
رواحة وهى تتنهد براحة = اخيراً وجدتك
رحيل وهى تتسحب ببطئ حتى لا توقظ هلال= هوشش ، فيه ايه
لتتكلم رواحة بهمس= مفيش دخت تدورير على "هلال" ، لما لقيت سريرها فاضى
رحيل بصوت ضعيف = جات بليل وكان خايفة ، نايمتها جنبى فيها مشكلة
لتبتسم رواحة بلطف= لا ابداً ، بس خفت عليها
رحيل تضحك ببطئ = جت وحتى نسيت اقلع إسدال الصلاة ونمت بيه كمان ، كنت ناويه اصلى قيام الليل ولما جت نسيت
رواحة= تتعوض فى غيرها ان شاء الله ، ابقى أجى ونصلى مع بعض ، اهو نكسب ثواب الجماعة
رحيل بفرح= يا ريت يا حببتى والله ، بس عايزة اعرف انتى من أمته بتصلى قيام الليل
رواحة= من صغرى
رحيل = صحيح يا رواحة هو انتى بتشتغلى فى القصر ده من امته ؟
رواحة بتفكر= من ثلاث شهور كده
رحيل باستغراب= ثلاث شهور ! بس باين انك عارفة كل حاجة هنا وزى ما تكونى عايشة هنا من زمان!
رواحة= ما انا عايشة هنا من صغرى ، شايفة البيت الجانبى جنب الجنينة ده بتاع الشيخ طاهر
رحيل بتذكر= اه صح ، نسيت انتى بنت الشيخ طاهر الله يرحمه ، بس ايه السبب انك تشتغل دلوقتى يعنى ؟
رواحة= مش بحب اكون عالة على حد ، وان حد يصرف عليا حتى لو بدافع الصدقة أو صلة القرابة ، اول ما سمعت ان أزيد بيه عايز واحدة تكون مع "هلال" ملازمة ليها رحت على طول وقولت انا هاشتغل واكون مع هلال ، فى الاول اعترض بس مع اصرارى وافق
رحيل بتعجب = اعترض ! ليه؟
رواحة بتنهيد= كنت لسه مخلص ثانوى ازهرى وجبت مجموع عالى وكان مصر ان ادخل كلية بس انا رفضت ، كفاية ان اكون عالة لغاية كده ، وكمان عشان اراعى همام اخويا
رحيل بدهشة= انت معاكى ثانوى ازهرى ؟! ، وجبتى كام بقى
رواحة= جبت 96% كان حلمى ادخل كليه حقوق وابقى محامية ادافع عن الغلابة والمظلومين
رحيل بحنق وضيق= اكيد ازيد بيه هو الرفض صح
رواحة مسرعة = ابداً ، ده هو كان مصر يمكن اكتر منى ادخل كلية بس انا قولت له مش عايزة
رحيل بخيبة امل= ليه كده ده مستقبلك وباين عليكى نبيهه وشاطرة
رواحة= مفيش نصيب كده احسن ، مش بحب اتقل على حد
رحيل= صحيح شكلك غريب عن كل الهنا ، عيونك زرق خالص وشعرك اشقر مصفر ،بس و وشك قمحى كوكتيل غريب بس زى القمر طالعة شبه مين يا رواحة
لترتبك رواحة = ها اهو زى ما قولتى كوكتيل ، اكيد من ابويا وامى
رحيل= اسفة ان كنت سألت فى حاجة خاصة وازعاجتك
رواحة ببتسامة = لا عادى يا دكتورة
لتضحك رحيل= مش قلنا بلاش دكتورة دى وناديلى رحيل عادى والله اسمى سهل ر ح يل
***********************************************
**
فى حديقة القصر عند وقت الظهيرة كانت الشمس مشرق بأشعتها الجميلة ، حرارتها ليست عالية ، ممتعة فى جو الريف الهادئ نسبياً عن المدينة ، فى هذا الوقت من فصل الشتاء
لتقرر "نفس " أن تجلس هى و "رحيل " ، تشرب كوب من القهوة الذيذة المنعشة للروح والعقل
نفس بارتياح = تعرفى ان الجو جميل اوى النهاردة
رحيل= فعلاً جميل
نفس= جو الريف أحسن ولا جو البحر ، يعنى الجو هنا عاجبك؟
رحيل= لكن مكان له طعمه ولونه ،وهنا فى الخضراء والخيل وجو مريح للاعصاب ، اما اسكندريه فهى بالنسبة ليا العشق جوها ووبحرها وشوارعها كل حاجة فيها
لتكمل بضحكة مؤلمة = تعرفى فى شخص كان دايماً يقولى (انى لو خرجت بره اسكندرية أموت عاملة زى السمك ما يقدرش يخرج بره المايه ) اه لو موجود ويشوفنى هنا كان اتصدم هههههه
لتشعر نفس بألمها = تقريبا الشخص ده جوزك صح
رحيل = اه صح هو على
نفس = شكلكم اتجوزتوا عن حب ، كنتوا بتحبوا بعض اوى مش كده
لتشعر رحيل بنغزه شديدةفى قلبها
=يعنى "على " كان جارنا ورفيق وصديق طول الطفولة ، وفى الاخر الامور اتطورت واتجوزنا
نغس باستغراب= يعنى تعود وكده ، كانه جواز قرايب
رحيل= لا ابداً مش قرايب ولا حاجة ، اصلا اهل عيلة "على " مش مصرية
نفس باندهاش = امال ايه اتعرفتوا ازاى على بعض ؟
رحيل= بصى يا ستى ، والدته على الله يرحمها كانت عايشة فى السعوديه ، اتعرف عليها رجل سعودى حبوا بعض ، هو خالف عاداتهم وانه يتجوز واحده غريبه عنهم ، لانهم بيعتبروا اى شخص غير سعودى أاقل منهم عشان كده السعودى يتجوز سعوديه عشان النسب يكبر ، فى الاخر اتجواز وبعد سنة جوزها تعب ومات ، هى عرفت انها حامل ، وسمعت كلام بين ابوه واخوات بيتخانقوا ان واحد يتجوازها او يخلوها تخلف وياخدوا منها الولد لانها فى الاصل نسبها مش يشرفهم ، هى سمعت كده خافت الاختيارين كانوا اصعب من بعض ، قررت تهرب على مصر ، جات اسكندرية وكان اول شخص نشوفه ساكن قصادنا
وخلفت "على " وبقت تشتغل ممرضة فى مستشفى جانبنا ، كانت أمى بترعى "على" فى وقت غيابها ، وبابا الله يرحمه كان بيعتبره زى ابنه ، اصل بابا مخلفش غيرى غير بعد زمن كبير تقريبا عشر سنين كان جه سليم ، واعتبارنا ان على جزء من العيلة بعد ما والدته اتوفت الله يرحمها
نفس = واو قصة غريبة ،صحيح رغم المسافات ينوجد الحب رغم اختلاف الالوان
، بس بردوا جوازكم كان تقليدى !
رحيل وهى تتنهد = انا الزوجة الثانيه ل على
نفس بصدمة = ايه!!!؟
رحيل= على اتجوزى صحبتى فيما يعتبر نصى التانى ، بعد جوازهم بفترة طلع عندها ضعف فى القلب خطير ، كان فى عملية بس هى حطت شرط انى وعلى نتجواز عشان توافق على العملية
نفس = شرط غريب ليه ؟!
رحيل = نسبة نجاح العملية كان 33% ، كانت بتحبه جداً وعشان عارفة انه وحيد فى الدنيا خافت تسيبه لوحده
نفس= طيب وبعدين ايه الحصل ؟
رحيل بألم وتفر دمعةمن عينها = ماتت فى العمليات ، وتقريبا هو كان بيحبها اوى اوى ، عمل حادثه بعد ست شهور وبعدها بثلاث شهور كمان مات هو كمان فى غرفة العمليات !
لتبكى نفس على قصة الحب المؤلمة ، لما كل قصص الحب نهايتها مؤلمة ، كان هناك قصة (زين وقمر ) فقد شهدت قصة حبهم منذ ان نمت بذورها حتى خلدت بثمار زواجهم
**
ليسمعوا صوت ضجيج عالى قادم من ناحية استطبل الخيول ، فتقف "رحيل "و نفس ينظروا ماذا يحدث
ليجدوا هروالة الحراس قصر متجهين نحو الخارج ،
صدمتهم كانت : خروج أزيد وهو جالس على ظهر حصانه الاسود ، ممسك اللجام بفمه ، وكرباك (سوط) بأحدى يديه يقوده ، وفى اليد الاخرى شعلة من النار مشتعلة
ويقود الحصان مسرعاً للخارج وامامه حراسه ومن خلفه ايضاً ، ليبدو ان هناك حدث جليلاً يحدث
نفس بشهقة = يا ساتر هى البيحصل؟
رحيل برعب واضطراب= مش عارفة ، انا الصبح سمعت زعيق وتصريخ من مكتبه وتكسير حاجات ، قولت يمكن العادى بتاعه
نفس بقلق = لا ده مش حاجة عادية أ أكيد فى مصيبة كبيرة بتحصل ، أسترها يا رب
لتهمس رحيل وقلبها يخفق بشدة= يارب
********************************
*كانت الاجواء فى ارجاء البلد مضطربة وفزع اهل البلد عند روئيتهم لجنود (أسيد ) كما يدعونه ، وكان منظره كانه يتوغل الى حرب مسرعاً والشر والغضب يتتطاير من عينه ووجه
ليقف امام بيت وبجواره أرض زراعية كبيرة
ليصرخ أزيد بأعلى صوته = انا حذرة مرة قبل كدة ، وقولت الخاين ال عليه الدور هأحرقة حى ، لكن انتم فيكم داء الخيانة والنداله ، ناس تخاف متختشيش (بلا شرف )
ومش هحرق حد حى ، لا هأحرق قلبكم وانتم أحياء كده ومذلولين
الارض العند كل واحد منكم أغلى من الضنأ ، والزرع الروحكم متعلقة بيه هأحرقه قدام عنيكم عشان بعد كده تفكروا قبل ما تعيدوا وساختكم مرة ثلاثة ، وساعتها الثلاثة تابته
لينظر الى حراسه ليدخلوا البيت
**ويخرجوا الافراد التى بداخلها وكان الرجال ونساء كثر فهو بيت عائلة كبير
كان الرجال يبكون كالنساء على حالهم ، اما النساء كان نواح صوتهم يصدى المكان ويملئ الارجاء
كان النساء تجلس على الارض وتحمل لتراب وتضعه فوق رئسهم وتلطم على خدهن بشده وتنوح وتصرخ على الدمار والهلاك الملحق بهم وبأزاجهم واولادهم !
كما يقول المثل ( خراب مستعجل ! )
ليبدء "ازيد " البتقدم ويدخل بحصانه الى منتصف الارض الزراعيه ويشعل النار فى محصول فدانيين من القمح
ويأمر رجاله بأشعال الحريق فى المنزل حى يصبح رماداً ، ليكونوا عبرة لمن يحاول ان يتجرأ على الخيانه مرة ثانيه
كان منظر النار يثير الرعب داخل أهل البلد ، وحزن وحصره بقلب أصحاب الارض والبيت
كانت اللسنه اللهب ليس تحرق البيت والمحصل ، لكن تحرق مسكنهم ومأوئهم وأمالهم واحلامهم وأساس رزقهم ومصدره
لتكون آخر كلمات " أزيد " هى التوعيد والتهديد ، للمجرم القادم اذا تجرأ واجرم فسيكون أجرم بحق نفسه
*****************************
* وقد اشرف وقت المغيب وغروب الشمس ،حتى عاد "أزيد " وحراسه
وعرفت رحيل ونفس ما حدث
شعرت "نفس " بالحزن الشديد لما تغير فى "أزيد " ولم يعد هذا الشاب المساعد المسامح وقلبه اصبح ممتلئ بالحقد اتجاه أهل البلد
كم كانت تتمنئ وجود "حازم " لعله كان يستطيع منعه من الدمار الذى حدث ، ولكنه غارد أمس لعمل طارئ بالقاهرة
أما رحيل شعرت بالحزن والشفقه على جانى (أزيد) والمجنى عليه (اصحاب البيت والارض)
عرفت أن اكثر ما يؤلمة هى الخيانة لا يسامح او يغفرة بها
نعم هى عرفت الخيانة مهما اختلاف أسبابها وألوانها لها نفس الألم!
حزنت لانه تغير بسبب " الخيانة "
ياعينى عليكى ياطيبة لما بتضيعى منا
لما بنصحى نلقينا بقينا حد غيرنا
ياعينى عليكى ياطيبة لما بتضيعى منا
لما بنصحى نلقينا بقينا حد غيرنا
وفعز الاحتياج لحضن يضمنا
وفعز الاشتياق لحضن يضمنا
قادرين ازاى ندوس على قلب حبنا وبقينا ازاى كده
اجمل مافينا قلب اصبح حتة حجر اتعلم الخيانة واللعب بالبشر
اجمل مافينا قلب اصبح حتة حجر اتعلم الخيانة واللعب بالبشر
ومين اختار لنا واحنا ازاى رضينا
ومين اختار لنا واحنا ازاى رضينا
نعيش وحوش فى غابة ونقول مكتوب علينا وبقينا ازاى كده
ياعينى عليكى ياطيبة لما بتضيعى منا
واه من يوم هيجى مليان جرح والم هتدور الدايرة بينا وهندفع التمن
واه من يوم هيجى مليان جرح والم هتدور الدايرة بينا وهندفع التمن
وتصرخ مهما تصرخ ولا حد هيسمعك
وتصرخ مهما تصرخ ولا حد هيسمعك
مافيش مركب هتقدر بالعمر ترجعك
مافيش مركب هتقدر بالعمر ترجعك
وبقينا ازاى كده
ياعينى عليكى ياطيبة لما بتضيعى منا
لما بنصحى نلقينا بقينا حد غيرنا
وفعز الاحتياج لحضن يضمنا
وفعز الاشتياق لحضن يضمنا
قادرين ازاى ندوس على قلب حبنا وبقينا ازاى كده
************************************************
كان قد أثار القلق عند ليلة بعد اتصل "سراج " بها ، بقوله
سراج= انا مش مهتم بموضوع "أزيد " دلوقتى او حتى بعدين ، انا عندى حاجات أهم ، أنا بنسحب من الموضوع ده ، والافضل انك كمان تنسيه وتهتمى بشغلك
ليلة = كلام ايه ده هو لعب عيال ؟
سراج= انتقامى من "أزيد " كان هيكون بسبب موت قمر ، ودلوقتى وضحت الامور، والصراحة انا عندى الاهم ، انسى الاتفاق أنا بنسحب
لتتعصب ليلة وتغلق الهاتف
كيف تنسى وهو أصبح شغلها الشاغل ، اصبح هو الكيان الذى ترتب عليه مستقبلها وعالمها
لن تتراجع ابداً "أزيد " سيعود لها وليس هو فقط وكل امواله واملاكه
وما يثير فضولها ما هو اهم من تدمير ازيد عند سراج لابد انه امر جليل لابد ان تعرفه
لعلها تمسك نقطة ضعف ليه
وهنا تمسك وتمتلك المحيطين معاً
لتجرى اتصال
ليلة = فتوح! ، جبت المعلومات الطلبتها منك
فتوح=.....................
لتفرح ليلة وتبتسم = حلو ، هاتها وتعال دلوقتى منتظراك
***************************************
كان قد حل الليل وفى الارجاء هناك رئحة الحريق تملئ المكان وتصل الى كل شبر من البلد من كبر حجم الحريق الذى بعد خمس ساعات من المحاولة ب اربع سيارات إطفاء تمكنوا من إطفاء الحريق بعد ما الحقه من دمار وخراب ، لينفذ الاراضى المجاوره خوفا ان يصل النار لها ايضاً
كان الرائحة تخنق وتثير الانتباه والرعب ، لما كان يبدو الحريق كأنه بركان او قذيفة مدفعيه حربيه ناتج عنه
** بعد منتصف الليل شعرت رحيل بالعطش الشديد ، فذهبت الى المطبخ لاحضار كوب لها من الماء
لكن عند مرورها عند مفترق الاتجاه لغرفتها سمعت صوت عالى بنسبه بسيطة قادم من غرفة "أزيد" ، لتشعر بالفضول لتتقدم ببطئ نحو الغرفو حتى تسمع صوت موسيقى
لتقول فى نفسها رحيل = اغنية لماجدة الرومى ! ، الصبح يولع فى البلد وبليل يسمع أغانى لنزار القبانى!
هو عنده شيزفرانيا (انفصال فى الشخصيه) ولا ايه !! ، انسان غريب والله ، مش عارفه هو مسكين ولا جلاد قاسى ؟!
لتسمع صوتيسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني
يتساقط زخّات زخّات
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشّرفات ..
وأنا كالطّفلة في يده
كالرّيشة تحملها النسمات
يهديني شمساً
يهديني صيفاً
وقطيع السنونوات ..
يخبرني أنّي تحفته
وأساوي ألاف النجمات ..
بأني كنز وبأني
أجمل ما شاهد من لوحات
كلمات ..
يروي أشياء تدوّخني
تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخي
تجعلني .. إمرأة في لحظات
يبني لي قصر من وهم
لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود لطاولتي
لا شيئ معي
إلا كلمات
*****************************************************
** كانت "نفس " تشعر بالحزن لما حدث اليوم فى البلد ، ولكن ما ازاد حزنها هو اتصال شقيقة زوجها تخبرها ببعض الاخبار فهى صديقتها المقربة ايضاً
كانت تجلس بهدوء على طرف السرير تفكر ، حتى دخل نادر الى الغرفة
ليجدها فى غير عالم سرحه
ليتعجب ويستغرابها= نفس يا نفس!
لتنتبه نفس= ها ، نعم فى حاجة؟
نادر= لا ابداً بس شوفتك سرحانة كده
لتبتلع نفس ريقها وتسأله= انت رحت النهاردة عند والدك ووالدتك
ليرتبك نادر= اه فى حاجة ؟
لتحزن نفس وتكمل بآسئ = ويا ترى العروسة الجديدة حلوة
نادر محاول التهرب= عروسة ايه؟!
لتتماسك نفس= متكدبش عليا لو سمحت يا نادر ، النهادرة والدتك جابتلك عروسة جديدة ، عايزه تتجوز عشان تجيب ولى العهد صح
نادر بجدية= الكلام ده مش صح ، لانى لايمكن اتجوز واحدة تانيه غيرك ، وهو صحيح أمى عرضت عاليا زى كل مرة ، بس انا بردوا رفضت زى كل مرة
نفس بألم= ليه؟ ، ليه تحرم نفسك من حاجة نفسك فيها ، لازم يبقى ليك ابن يشيل اسمك وأسم عيلتك ويورث الثروة دى كلها
نادر بنفاذ صبر= ابن من واحدة غيرك مستحيل مش عايز، وكلام ده ميتفتحش تانى
لتصرخ نفس بقهر = طلقنى يا نادر طلقنى ، احرمنى واحرم نفسك، انا واحدة عقيمة ما بتخلفش، طلقنى كفاية ذل ، كفاية نظرة العتاب من عين امك ونظرة الغضب والحزن من ابوك انى السبب ، انك لغاية دلوقتى مش عندك عيل تفرح بيه ، او هما عندهم حفيد يملئ عليه السعادة فى اخر ايامهم ، طلقنى يا نادر طاااالقنى
نادر بغضب وشفقه عليها ، ويتقدم يمسك زراعها ويؤلمها
نادر= طلاق مش عايز اسمع الكلمه دى تانى ، انتى فاهمة انتى لاخر نفس مراتى ، وجواز مش هتجوز ، واذا كان على الخلفة لمنك لا مش عايز فاهمة
لتشد زراعها من يده وتجرى منه الى حمام الغرفة ، لتدخل وتغلق الباب
وتسقط خلف الباب تجلس على ارضيه الحمام الباردة ، لتبكى وتحاول كتم شهقاتها بيدها
وكانت الدموع تسير على خدها
ليجلس هو بتعب وأرهاق على السرير ويتنهد بحزن وقلة حيلة ، لديه كل شئ وهو راضى بما قسمه الله ولكن موضوع الخلفة هو ما ينغص عيشتهم ويكدر صفوها دائماً ، وبالاخص إلحاح والده وامه ايضاً ، ولكن لن يترك "نفس" مطلقاً فهى الهواء والنفس الذى يتنفسه ، وهو يعلم انها لن تتحمل ان يكون هناك شريكة لها فيه ، وهو ايضاً مثلها لا يتحمل اى قرب أمراءة غيرها
"من شدة حب الرجل لزوجته (تموت جميع النساء فى عينه )
** ليمر بعض الوقت ، ويجدها تخرج من الحمام ، كانت تبدو واثقة اتخذت قرار ولن تتنحى عنه بسهولة ، وانها الان اشبه بقنبلة مؤقته ، ستنفجر وتنهار اذا حاول الضغط عليها
لتسير باتجاه الدولاب
وتخرج حقبة!
ليقف وينتبه لما تفعل
نادر = انتى بتعملى ايه ؟
لتكمل بعض من ملابسها فى حقيبه وترتدى العباية السوداء فوق ما ترتديه سريعة
نادر بغضب= انتى بتعملى ايه ، وراحة فين دلوقتى ؟
لتنظر له بهدوء وتحاول عدم النظر فى عينه
نفس= راحة بيت اخويا ، لغايه اما نشوف حل ، اعصابى تهدء شويه
نادر = حل حل ايه ؟، الكلام واضح مفيش طلاق ولا الكلام الفارغ التانى
لتكمل بهدوء قاتل= ممكن تسبنى اروح اعصابى تعبانة بجد
نادر= طيب استنى للصبح واوصلك بنفسى ، دلوقتى نص الليل
نفس برجاء= ارجوك يا نادر مش قادرة ، لو ما رحتش دلوقتى ممكن يحدث ليا حاجة ارجوك
ليتنهد نادر ويشعر بها ، لعل ذهابها يشعرها ببعض التحدث هناك "هلال " تخفف عنها حده موضوع الخلفة هذا
*************************************************
ليقطع صوت الهدوء فى القصر هو الصوت العالى من القادم من نادر الذى كان يجرى خلف نفس عند مدخل الباب الداخلى للقصر ، و هى تبكى وتجرى الى الداخل
وتصعد مسرعة الى غرفتها القديمة
ليفزع "أزيد " ويقطع استماعة للاغنية ليتحامل على نفسه ويجلس على كريسيه مسرعا للخارج ، وايضا رحيل فكانت واقفة فزعت من المنظر ، ورواحة التى كانت فى الجهة الاخرى عند "هلال" تنام عندها حتى لا تشعر بالخوف كانت تصلى قيام الليل
ويستيقظ كل من بأرجاء القصر على الصوت العالى
نادر بصوت عالى وهو يتذكر عند نزولها من السيارة عند الباب تقول له انها تنتظر منه ورقة طلاقها منه ، وكأنه ركبه جنى واشتعل بالغضب ، اتحاول الهروب منه وتلجىء لتلك الحيلة لتبتعد فيمل ويطلقها ، ماذا تظن هى عن حبه لها ؟
نادر بصياح عالى يرج انحاء القصر= طلاق مش هطلق يا نفس ، مفيش طلاق
ليخرج له ازيد وهو يرى مايحدث
ازيد = فى ايه يا نادر؟
نادر بتنهيدة وحزن = الموضوع القديم يا ازيد ، انا تعبت
ليفهم ازيد مقصده ف دائما "نفس " تثورها هكذا عندما يتكلم أحد عن موضوع الخلفة ، ولكنها المرة الاولى ان تحضر فى منتصف الليل وتصعد منهارة هكذا
ازيد = طيب ، اطلع غرفتك نظيف نام فيها ، وانا الصبح هكلمها
ليتنهد ويصعد الى احد الغرفة الاخرى فى الطابق الاعلى
ازيد للجميع بأقطتاب= كل واحد يرجع يكمل نومه
ويشمل رحيل بنظر قوية لم تفهم مغزى معنها
***********************************
بدخولها غرفتها القديمة ، ترتمى على سريرها تبكى
تريد حضن امها ، تريد من يطبط عليها ويعطيها الامان
تريد من يشعر بألمها ،من يتفهم ما بها
نارهاً المحرقة
نحتاج امهاتنا فى كل اوقات حياتنا ،يمكن فى الكبر اكثر من طفولتنا
لا احد يعوض عن الام مهما كانت !
هناك أمور لا نستطيع ان نحكيها لاحد غير أمنا ، هى واحدها من ستعرف ماذا نقصد
ماذا نريد ؟ ماذا نفعل ؟ ترشدنا وتوجهنا
وفى الألم تكون تشعر بيه قبلنا
رحم الله امهاتنا
الفصل الخامس عشر والسادس عشر من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا