رواية ميما الفصل التاسع والعشرون 29 والثلاثون 30 بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما

الفصل التاسع والعشرون 29

 والثلاثون 30

بقلم اسماء الاباصيري

9. مأوي

آسر بصراخ هز اركان الفيلا : ليسوا كذلك هم ليسو عائلتي ... هى ليست والدتى الحقيقية وتلك الفتاة ليست بأختى ... ليسوا عائلتى اتفهمين ؟ ليسوا عائلتي


عم الصمت المكان فجأة لا يعلوه سوى صوت انفاسه الغير منتظمة بينما تطالعه مريم بدهشة و قلق ... تقدمت عدة خطوات نحوه حتى صارت امامه ... شعر بها تمسك بذراعه برفق ساحبة اياه ليجلس على الاريكة وتجلس هى بجانبه تربت على يده بلطف محاولة تهدئته


مريم : حسناً  لا بأس فلتهدأ قليلاً .... والآن اخبرني ماذا تعنى بأنهم ليسوا كذلك ؟


اغمض عيناه للحظات يحاول استرجاع بعضاً من هدوءه ... توقع هو سؤالها هذا و كونها لن تترك الامر حتى تعلم بتفاصيله ... فتح عيناه ينظر نحوها ليجدها تطالعه فى قلق و خوف .. رق قلبه لنظراتها تلك وقرر التخلى عن جموده وغموضه و مشاركتها همومه


آسر بضعف : هم ليسوا كذلك ..... هى ليست امي ... ماتت امي منذ ولادتى ... امي هى زوجة ابي الاولى قبل ان يرتبط بتلك المرأة ....  وبعد وفاتها اعتنت بي الدادة منذ ان كان عمرى لم يتعدى شهور .... و عند اكمالى سنتان اتى ابي للمنزل مع تلك المرأة قائلاً انها زوجته


مريم مقاطعة : كان هذا قبل زواج ابي وامي ؟


اومأ هو ليكمل


آسر : نعم ... فى هذا الوقت كان عمي احمد يحاول اقناع جدي بزواجه من والدتك لكن و بسبب فعلة ابي لم يتحمل جدي ان يتزوج ابناه الاثنان من فتيات غير مناسبات لمستوى العائلة المادي والاجتماعى  من وجهة نظره فهى كانت صديقة لابي وعمي احمد منذ زمن وحتى صداقتهم تلك لم يقبل بها جدي وقتها لذا  حين علم بزواج ابي منها بالفعل اصر على موقفه من رفض زواج عمى احمد و والدتك


مريم بصدمة : لهذا كانت علاقتك بها غير مستقرة لكن ان كانت هى ليست والدتك الحقيقية اذاً رولا اختك من اباك اليس كذلك ؟!


زادت عيناه احمراراً واصبح تنفسه اعلى .... لاحظت ارتفاع وانخفاض صدره دليل على غضبه ليردف بجمود


آسر : فى بادئ الامر ومنذ قدومها الى هذا المنزل لم تعطيني اى اهتمام  خصوصاً بعد وفاة جدي وانشغال ابي بأعماله وكأنى غير مرئياً بالنسبة لها لا انكر ان هذا الامر اراحني كثيراً  ..... حتى حدث هذا الامر


مريم بفضول : اى أمر ؟


تحرك بتوتر من مكانه ... اولاها ظهره يسترجع مشاهد هذا اليوم اللعين حين كان مازال لم يتعدى الثانية عشر من عمره


فلاش باك


عاد من مدرسته مبكراً هذا اليوم ليدخل بهدوء الى الفيلا فى محاولة طفولية منه لمفاجئة الدادة ... اتجه مباشرة نحو المطبخ حيث اعتاد ان يجدها لكن لم يراها هناك ليدور بأنحاء الفيلا بحثاً عنها لكن دون فائدة فيستسلم بعد فترة من البحث ويقرر الذهاب لتبديل ملابسه ثم يذهب للمطبخ مرة اخرى لينتظرها هناك ....... اثناء ذهابه الى غرفته سمع همهمات رجولية صادرة من غرفة ابيه وزوجته ... تعجب من هذا الامر لمعرفته بوجود ابيه فى الشركة بهذا الوقت من النهار ..... تحرك فى اتجاه الصوت ليفتح الباب بهدوء ليجد مشهد عانى سنوات لنسيانه ... زوجه اباه فى احضان رجل غريب و بغرفة والدته ومن حديثهم علم بأنها ليست المرة الاولى له هنا


نهاية الفلاش باك


شهقة صغيرة خرجت من مريم عند سماعها لما سرده آسر عليها لتطالعه فى شفقة وتردف


مريم : و ماذا فعلت لك ؟ ماذا قالت ؟


ابتسم هو فى سخرية ليردف


آسر : لم تفعل شيء... لم تبرر او تدافع عن نفسها ... فقط سألتنى عن سبب وجودى بالمنزل مبكراً


مريم بدهشة : ألم تخشى ان تخبر اباك بما رأيته ؟


ضحك آسر بقوة لينظر لها بحزن وسخرية


آسر بسخرية : ابي ؟ ......... سألتها السؤال نفسه لتجيبني انه يعلم بشأن خيانتها له ويصمت مقابل بقاؤها معه رغم مرضه وعجزه


مريم : مرضه ؟


آسر : نعم ... فلقد اصيب بعد وفاة امي مباشرة بحادث ادى الى اصابته بالعقم .... لتأتى هى وبعد رؤيتي لها بهذا المشهد وتخبر ابي بكونها حامل فيستقبل هو هذا الخبر بالصمت والقبول


صافى بدهشة : ماذا ؟


الادهم : كما سمعتِ ..... اريد الزواج برولا ... اريدها زوجة لي


صافي بتعجب : لماذا؟


ضحك هو بسخرية ليجيب


الادهم : شخص يريد الزواج بإبنتك وتسأليه لماذا ؟


نظرت صافي لابنتها الصامتة صدمة من طلب الادهم الغريب لتهتف بها


صافى: وانتي ... ما رأيك بهذا ؟


رولا بخوف : مستحيل ... انا لا اقبل بهذا


الادهم بلا مبالاة : اذاً لا بأس ....... انسوا الموضوع


صافى بسرعة : لما التسرع ؟ اذا قمت بطلبها للزواج فيجب عليك التمسك بالامر قليلاً


الادهم  بلا مبالاة : هى تبدو رافضة للفكرة برمتها اذاً لا فائدة من المحاولة مرة اخرى


لكزت صافى ابنتها لتهتف بها


صافى : هى ليست رافضة تماماً للفكرة ... لكن بني انت فاجأتها بالامر لذا هى مازالت تحت تأثير الصدمة


نظر لهم بمكر وخبث ليضيق عيناه بتفكير قبل ان يردف


الادهم : ممم حسناً ربما هى بالفعل تحت تأثير صدمة فكرة تقدمى لطلب يدها لذا فلتأخذ وقتها فى التفكير ....... وغداً انتظر جوابها .... وداعاً سأمضى الليلة لدى فارس


فور خروجه التفتت هى لابنتها لتهتف بها فى غضب


صافي : اياكي ثم اياكى الحديث بشأن رفض طلبه ... ستقبلين وانتهى الامر


رولا بخوف : امى ..... ادهم لا يستسيغ فكرة كوننا من نفس العائلة ليأتى الان ويطلب يدى للزواج ... اترين الامر طبيعي ؟


صافى مفسرة : هو مازال تحت تأثير صدمة زواج مريم من آسر .... مازال لا يستطيع التفكير بشكل سليم لذا فلنستغل نحن تلك الفرصة .... زواجك من ادهم سيجعلك بمكانة لم نحلم بها يوماً ... كفاكى غباءاً و دعينا نعيد بناء ما تم هدمه


فارس : واخيراً تذكرت ان لديك اخ


قالها فارس فور فتحه لباب منزله ورؤيته لاخاه .... تحرك الادهم لداخل المنزل دون كلام ليلقى بجسده بتعب على اقرب مقعد


فارس : مالامر ؟ ما بك ؟


الادهم بتعب : دعني انام وسنتحدث فيما بعد ..... لم اذق طعم النوم منذ اسبوعان


فارس بدهشة : ولما هذا ؟


الادهم : اخشي عندما اغفو ان تستغل صافى وابنتها الفرصة لممارسة افكارهم الاجرامية علي اثناء نومي


انفجر فارس ضاحكاً على حال اخيه قبل ان يقاطعه رنين جرس الباب ليتحرك هو متسائلاً عن هوية الطارق ليفتح الباب فيتفاجأ بفرح تقف امامه تطالعه بإبتسامة واسعة لتدخل هى الاخرى دون استئذان وتتجاوزه للداخل قبل ان تتفاجئ هى الاخرى بوجود الادهم فيتملكها الحرج والخجل


فرح : آسفة لم اعلم ان لديك ضيوف


رفع الادهم احدى حاجبيه فى سخرية ليردف


الادهم بسخرية : لا ليس لديه اية ضيوف .... انا لست هنا


لينهض من مكانه متجهاً نحو باب المنزل بنية الخروج فيواجه اخاه فى طريقه للخارج والذي مازال تحت تأثير صدمة وجود فرح فى منزله وحدها


غمزة ماكرة من اخاه قبل ان يخرج من المنزل ايقظته واعادته للواقع ليتحرك هو بإتجاه فرح الواقفة بمنتصف غرفة المعيشة


فارس بقلق : فرح ... ماالامر لما انتى هنا بهذه الساعة ؟


تحركت هى لتجلس على احدى المقاعد وتجيب بخفوت


فرح : ماذا بشأن الساعة ... هى لم تتعدى الرابعة عصراً .... كما انى اتيت لرؤيتك فقط ....... فلقد اشتقت اليك


تسمر بمكانه غير قادر على الحركة ... لا يصدق وجودها هنا بمنزله وحدها واخبارها له بإشتياقها


نجح اخيرا فى التحرك نحوها والجلوس بمقعد قريب منها .... تحدث بهدوء محاولاً معرفة ما اصابها لتأتيه بنفسها


فارس : فرح ... هل انتى بكامل وعيك ؟


ابتسمت هى بتفهم قبل ان تجيب


فرح : اعلم انك تتعجب من قدومي اليك لكن بعد حديثي مع امي فهمت الامر


فارس : والدتك ؟


فرح : نعم ... لقد تحدثت معها بشأنك واخبرتنى انك اصبحت زوجى لذا يجوز لك كل شيء ...... بالتأكيد ليس كل شيء كل شيء لكن واجب على ارضاءك فى حدود المسموح .. كما انها اخبرتنى انى لن لم افعل هذا فربما تبحث عنه عند غيري وهذا ما لن اسمح به على الاطلاق


فارس بغضب : لذا اتيتي الى .... فى المنزل .... وحدك ؟


اومأت هى بتأكيد


فارس  ببلاهة : اذاً منذ يومان صفعتيني بسبب قبلة على الجبين وطلبي مسك يديك والان و لترضيني اتيتى لشقتى وحدك


فرح بإبتسامة واسعة : نعم


ذفر هو فى يأس قبل ان يهمس


فارس : فرح هيا تحركي من مكانك فوراً سآخذك لمنزلك ولا تخبري احد عن قدومك لى اليوم


نهضت هى فور نهوضه لتسأله ببراءة


فرح : لما سنغادر ؟ المكان هنا هادئ و مريح ... اعجبتنى شقتك


فارس بغيظ  وصراخ : لانى ان لم اخذك الان الى المنزل فسأرمي يمين الطلاق عليك فوراً للتخلص من هذا البلاء الذي ابتلانى الله به ....... يكفى هذاااا حقا يكفى هذاااااا .... والان تحركي هياااا


مضت نصف ساعة على بقاؤه بجانب حمام السباحة بناءاً على رغبة مريم فلقد طلبت منه انتظارها هناك لغرض ما ..... ذفر بنفاذ صبر قبل ان تلتقطها عيناه تهفو نحوه مرتدية ملابس السباحة الخاصة بالمحجبات ..... عقد حاجبيه فى دهشة فهو يعلم مدى خوفها من الماء ... اذاً ما شأن هذه الملابس الان

قاطع صوتها تساؤلاته تلك


مريم : ما رأيك ؟


مشيرة لنفسها فى ملابس السباحة


آسر متأملاً اياها بإعجاب : رائعة ..... لكن ما الامر ؟ لما ترتدين هذه الملابس ؟


مريم بتردد : كنت افكر بتعلم السباحة واردتك ان تكون معلمي


اتسعت عينا آسر فى اندهاش قبل ان يجيبها بسرعة


آسر : ترغبين بالسباحة ؟


اومأت هى واكملت


مريم : نعم .. اريد التخلص من خوفى هذا و اظنك الوحيد القادر على مساعدتى


اومأ لها فى رضا وذهب فوراً لتغيير ملابسه الى ملابس مناسبة للسباحة فى حين ابتسمت هى فى قلق فطلبها هذا ماهو الا رغبة منها فى اخراجه من حالة الحزن والهدوء التى اصابته بعد اخباره لها بحقيقة صافى وابنتها


صراخها كاد ان يصيبه بالصمم .... تتعلق به بخوف تدفن وجهها فى تجويف رقبته وصوت بكاءها وصراخها يعلو ارجاء المسبح ... هذا كان وضعهم فور نزولها المياه


آسر بصرامة : لما الصراخ ؟ ها انتى تتمسكين برقبتى بقوة ولم ابدأ حتى فى اى من الارشادات الخاصة بالسباحة..... كفاك خوفاً وثقي بي


اومأت هى فى خوف لترفع وجهها وتنظر اليه فى قلق ورعب لتشعر به يقترب بوجهه نحوها فيلتهم شفتاها فى قبلة محمومة كلما زادت مدتها زادت شراسة ليسير بها نحو احدى اركان المسبح لتستند بظهرها عليه وتتخلل أصابعها شعره من الخلف ليزيد هو من شراسة قبلته .... استمرا على تلك الحالة قبل ان يقطعهم حمحمات رجولية دفعتهم لفصل قبلتهم تلك وعودة مريم لدفن وجهها برقبة آسر لكن هذه المرة خجلاً من رؤيتهم بهذا الوضع


آسر بصوت اجش : ادهم


الادهم : عذراً للمقاطعة لكنى احتاج مكان للمبيت ولم يبقى غيرك


آسر بتعجب : ماذا ؟


الادهم بغيظ : انت السبب فى قدومهم الى منزلى لذا فلتستضيفني بمنزلك عدة ساعات لانعم بقليل من النوم الهانئ


اومأ له آسر موافقاً


آسر بلا مبالاة : لديك غرفة فارس يمكنك البقاء بها


وافق الادهم على هذا الاقتراح و هم بالتوجه نحو الفيلا لكنه توقف واعاد نظره نحوهم هاتفاً


الادهم بخبث : وبالنسبة لما رأيته منذ لحظات فحاولا ايجاد غرفة او مكاناً ما لفعل تلك الامور .... مراعاة منكم انى ما زلت شاب اعزب حتى الان .... وداعاً


......................


يتبع .................


30. عقاب


............ : موافقة


نطقت بها رولا بقلق رداً على عرض الادهم بالزواج بها ليوجه لها نظرة تحمل الكثير من السخرية فيردف


الادهم بسخرية : اذاً لا ارى اي داعٍ لفترة خطوبة وما الى ذلك فكلاً منا على معرفة جيدة بالآخر


رولا بسرعة : لا .. لا اوافق على هذا .. احتاج فترة من الوقت ل .. ل.. لتحضير احتياجاتى و الاستعداد نفسياً للزواج


حدجها بنظرة استخفاف قبل ان ينتبه لحديث صافى


صافي : بني فلتدع لها بعضاً من الوقت للاستعداد


الادهم بعدم اقتناع : اذاً فلنجعله عقد قرآن فقط ... وسيكون بنهاية هذا الاسبوع مع زفاف فارس وآسر


ثم هب واقفاً مغادراً منزله والذي عاد اليه صباحاً فور اتصال آتاه من صافي تخبره بضرورة مجيئه للحصول على رداً بخصوص عرضه السابق


بإحدى الكافيهات


فرح بتعب وصراخ : يكفى هذا لقد تعبت ... ثلاث ساعات ولم تعجبك اى بدلة مما رآيناهم لقد اخترت بدلتي من اول اتيليه دخلناه


مريم : و ما ذنبي اننا لم نجد ما يعجبني ... لدى بخيالى تصور معين لفستان زفافي ولم اجده حتى الان


فرح بغضب : ولما لم تقولى هذا الى الآن كان بإمكاننا الذهاب لتفصيل فستانك بالشكل الذي تريدين


تأففت مريم فى حزن لغضب صديقتها وبدأت دموعها فى التكون داخل مقلتيها لتلاحظهم فرح وتهتف بها


فرح : ماذا حدث الآن ؟ لم انت على وشك البكاء ؟ ماذا حدث ؟


انفجرت الاخرى فى البكاء لتثير ذعر صديقتها والتى تحركت من مقعدها المقابل لمريم فتجلس بجانبها وتأخذها بأحضانها مربتة على ظهرها


فرح: مريم ما الامر ؟ لم تبكين ؟


مريم ببكاء :  خائفة ؟


فرح بدهشة : خائفة ؟ و لما الخوف ؟


مريم ببكاء : اشعر بالوحدة ... سأتزوج و مازلت اشعر بكونى وحيدة لا اهل لى ..... كم كنت اتمنى وجود امى لتشاركنى سعادتى .... تذهب معى لإختيار فستان زفافي .. تدمع عيناها عند رؤيتى به وأشاركها البكاء خوفاً من الابتعاد عنها .... اشتقت لابي و الذي كان ليضع يده بيدى ليسلمنى لآسر بنفسه ...... لقد اشتقت اليهم فرح ...... اشتقت اليهم كثيراً ..... ياللهى كم انا فى حاجة لوجودهم بجانبي الآن اكثر من اي وقت مضى


دمعت عينا فرح عن سماعها لحديث صديقتها لتبعدها عن احضانها بلطف وتحدثها بهدوء


فرح بإبتسامة حانية : وماذا عنى انا ؟ الست صديقتك و شقيقتك ؟ الم اعوضك ولو القليل من افتقادك لوالديك ... اعلم ان الامر صعب لكن انا معك وامى كذلك ستهتم بى وبك .... لا تحزنيني بحديثك ودموعك تلك ...... سنتزوج ممن اختارته قلوبنا .... اذاً ....... مرحى لذلك


هتفت جملتها الاخيرة فى مرح وسعادة لتلاحظ الابتسامة ترتسم على ثغر صديقتها فتطمئن و لو قليلاً على حالها


فارس بدهشة  : هل جننت ؟ رولا ؟؟؟؟؟


الادهم بلا مبالاة : لا لم اجن و نعم رولا


فارس : لماذا؟ لمَ هى ؟ هى لا تناسبك


الادهم بغموض : لذا اخترتها


فارس : ماذا قلت ؟


الادهم : لا شيء .. لاتهتم لما قلته .. لقد اتيت فقط لاخبرك ان عقد القرآن سيكون بيوم زفافك انت وآسر ابلغه بذلك


ثم غادر مكتب اخيه دون ان ينتظر رده


بمنزل الادهم


صافي على الهاتف : هل هذا تهديد ؟ فلتنتبه لمن تحادث ، انا صافي العزبي ............. لقد توفي عمر ( والد آسر ) وانتهى الامر ........... هههههههه وهل تظنه لا يدرك الامر ........ نعم يعلم جيداً انها ليست شقيقته ...... آسر تماماً كأبيه تقبل فكرة خيانة زوجة الاب بلا مبالاة ...... لا هو يظنه شخصاً آخر ........ ثم احتدت فى الحديث ...... لا تتحدث معى بهذه اللهجة ... تهديدك هذا لا معنى له طالما ستُطال انت الآخر فى هذا الشأن ..........صافي لا تُهدد دع هذا حلقة بأذنيك .... وداعاً


ثم اغلقت الهاتف واستدارت فجأة لترى ابنتها تقف على عتبة غرفتها بعينيها نظرة صدمة وتساؤل عن مكنون مكالمتها تلك


رولا بصدمة : ما معنى كلامك هذا ؟ من ليست شقيقة من ؟ و عن اى خيانة تتحدثين ؟


ابتلعت صافى ريقها بصعوبة قبل ان تردف بهدوء مصطنع


صافي : ماذا تقصدين ؟


رولا بحدة : امي ... مع من كانت تلك المحادثة ؟ و من تقصدين بالخيانة ؟


صافى بغضب : رولا كفي عن صراخك هذا لست فى حالة تسمح لى بتحمل دلالك  ؟


تقدمت رولا نحو والدتها لتقف امامها فى اصرار لمعرفة معنى كلامها منذ قليل


رولا بحدة : ستخبريني والآن ما قصدتيه بحديثك


صافي بصراخ : قصدتك انتى و آسر


رجعت صافى بجسدها للخلف فى صدمة لتهتف بذهول


رولا بهجوم : ماذا تعنين ؟ ماذا بشأن آسر ؟ ما به اخي ؟


صافى بحدة وجنون : ليس اخاكي .... آسر ليس اخاكي ..... كفاكِ خداع لنفسك ...ألم تشعرين بذلك ؟ ..... لستِ شقيقته وهو ليس اخاكي


رولا بصدمة : اذاً ...... المقصود بالخيانة هو انتي


صافي بتبجح : ليست خيانة ...... عمر كان على علم بهذا ....... علاقاتى مقابل احتمالى البقاء معه


رولا : احتمالك ؟


صافى : كان عقيم


رولا : و آسر ؟


صافي : اصيب بالعقم بعد ولادته


تمكنت الصدمة من رولا لتلقيها ارضاً دون مقاومة منها ........ لم تستطع قدماها ان تحملاها ...... هى ليست ابنه اباها ....... ليست اخت لشقيقها .... تباً هو ليس شقيقها ..... استعادت باقى حديث والدتها لتبتلع غصة بحلقها وجاهدت لاخراج الكلام


رولا : هل آسر .... هل آسر يعلم بشأن هذا ؟


صافى بلا مبالاة : نعم ... لقد رآنى مع احدهم ذات مرة عندما كان صغيراً


توجهت رولا على ركبتيها نحو والدتها وجهها اغرقته الدموع تنظر لها فى ضعف وبكاء لتمسك بقدما والدتها تسألها وترجو اجابة ترضيها


رولا بضعف : أهو والدي ؟


صافى : ماذا ؟


رولا : ذلك الشخص .....  الذى رآك آسر معه ... أهو والدي ؟


ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه صافى لتهتف بسخرية


صافي : هذا ما يظنه آسر .... لكن لا ليس هو


اغمضت رولا عيناها بألم لتسأل


رولا : اذاً ؟ من؟ من هو ؟


انتفضت صافى من مكانها وكأنها ادركت الان كم المعلومات التى اخبرت ابنتها بها لتنحنى نحو ابنتها الراكعة امامها تمسكها من اكتافها مساعدة اياها على النهوض لتهتف بها


صافى بصرامة : انتى ابنة عمر ...... انسى ما قلته منذ قليل .... كفاكي غباءاً لم احيا معه تلك السنين لأكشف بعد ذلك للجميع انك لست ابنته ويحصل آسر على كل ما تركه عمر ....... يكفى ان ذلك الخائن لم يترك لى فلساً واحداً من امواله ........ اتسمعين انتى ابنة عمر ........ انتى رولا عمر البندارى


ثم تركتها وخرجت من الغرفة لتتراخى قدما رولا فى ضعف وتتهاوى ارضا تائهة باكية لاتدرك من هى و من اى صلب اتت لكن ...... هو وحده من سيعلم ... هو وحده من سيساعدها


آسر : اشتقت اليك


مريم بحنق: ولهذا سافرت وتركتنى وحيدة هنا .... و لمدة خمسة ايام .... كيف طاوعك قلبك لفعلها


ابتسم على حنقها الطفولى هذا و زاد من احتضانها  ليهمس


آسر : آلمنى قلبي كثيراً بسبب شوقى لك .. لكن كان لا مفر من ذهابي و سفري حتى اتفرغ تماما بعد الزواج ...... لقد انهيت اعمالى لمدة شهر قادم وبهذا يمكننا الذهاب فى شهر عسل بأي مكان ... فقد اشيري  لاى بلد وسنذهب اليه


انتفضت من احضانه فور سماعها لحديثه لتهتف فى سعادة


مريم بفرح طفولي :  حقاً ؟ اى مكان ؟


اومأ هو فى سعادة لتهتف هى


مريم : رائع ... اذن اريد الذهاب الى ..........


رولا بتعب : مرحباً رنا ...... هل آسر بالداخل ؟


رنا بدهشة : رولا ؟؟؟؟؟ ما الامر ؟ تبدين متعبة ...... فلتجلسي قليلاً


امتثلت هي لطلب صديقتها وجلست لتردف بعد ذلك


رولا : انا بخير ... فقط ارغب برؤية آسر


رنا : هو لم يأتى اليوم .... يبدو انه عاد فور رجوعه من الخارج الى المنزل


رولا بحزن : اذاً هو ليس هنا


اومأت رنا فى فضول لتردف


رنا بفضول : اخبريني ما الامر هل حدث شيئا ما ؟ هل من جديد مع مريم الحمقاء ... لم تطلعيني على اخبارهم منذ فترة


نظرت رولا لرنا صديقتها ...... صديقتها .... ابتسمت بسخرية لدعوتها بصديقة .... فهى كحالها هى ووالدتها ... كل اهتماماتها تنصب على النميمة ، الاموال ، افتعال المصائب


رولا : لم يحدث شئ انا ذاهبة


وقبل ان تتحرك من مقعدها رأته يدلف لداخل المكتب ليتفاجأ بتواجدها وينظر لها فى تساؤل حمحت فى خفوت لتقطع سيل التساؤلات التى تراها فى عينه


رولا  بهدوء : مرحباً ادهم ... كيف حالك ؟


زوى ما بين حاجبيه ليردف بصوت غير قابل للنقاش


الادهم : اذهبي لمكتبي وانتظريني بالداخل


تفاجأت هى من صرامة نبرته لكنها وبدون شعور امتثلت لامره وتحركت من فورها نحو مكتبه


انتظرته لدقائق قليلة ظنت انها ستطول لتراه يدلف للداخل و يتجاهل الذهاب للجلوس خلف مكتبه فيتجه نحو مقعدها ويجلس بالمقعد المقابل


الادهم ببساطة : ما الامر ؟


ابتلعت هى ريقها محاولة استدعاء بعض من الهدوء واللامبالاة لكنها فشلت فى ذلك وخرج صوتها ضعيفاً مما اثار المزيد من تساؤلاته


رولا : لا شيء


الادهم بصرامة : رولا ... اخبرينى والان ما الامر ؟ لما كنتى تبكين ؟


تفاجأت هى من ملاحظته للامر لكنها حاولت اخفاء ذلك


رولا : شجار مع ام.... شجار مع صافي هانم


الادهم بدهشة : الهذا تبكين ؟ اذاً انتي تحزنين مثلك مثلنا


ضايقها قوله هذا لكن هى تعلم انه نتيجة افعالها ولاول مرة ترى نفسها بعيون الاخرين ولا تراها بمرآتها الخاصة


رولا بسخرية مفتعلة : تخيل


الادهم : اذاً ... لما اتيتِ؟


رولا : اردت رؤية آسر وسؤاله عن امر ما ؟


الادهم بتساؤل: هل تحتاجين لشيء ما ؟ اموال ؟


رولا بإندفاع  وصراخ : اهذا هو السبب الوحيد لمجيئي لأخي ؟


لتنتبه فوراً لنطقها بكلمة أخي فتمتلأ عيناها بالدموع قبل ان تنفجر باكية مما اثار خوف وقلق الادهم ليندفع نحوها يمسك بيداها بخوف


الادهم : رولا ما الامر ؟ لما تبكين ؟ آسف لاثارة غضبك لم اقصد هذا


لم تبدو كمن سمعت حرف واحد من حديثه فلقد استمر بكاءها لفترة حتى بدأت تهدأ قليلاً وتنتبه لوضعها هى و الادهم ..... فهى جالسة على مقعد بغرفة مكتبه وهو راكع بقدماه امامها يمسك بيدلها محاولاً تهدئتها لتجد نفسها و بدون شعور تسأله


رولا : لم تريد الزواج بي؟


تفاجأ هو من سؤالها وبدا له انه يوم المفاجآت خصيصاً من عروسه الجديدة


الادهم : ولم هذا السؤال الآن ؟


رولا : اريد جواب ...... ارجوك


تنهد هو بقلة حيلة وتحرك من جلسته تلك ليهب واقفاً فتحرك نحو مقعده ليجيب


الادهم : فلنقل انى استحقك


رولا دون فهم : لا افهم


الادهم : لقد تعاونت معك و مع والدتك لإيذاء مريم و الاستيلاء على نصيبها من الميراث .... لست شخصاً جيد و سأنال عقابي لا مفر .... لذا قررت اختياره لنفسي


رولا بصوت متعب : و انا هو هذا العقاب


اومأ هو ببساطة لترتسم ابتسامة واهنة على ثغرها


رولا  بتعب : احسنت الاختيار


عم الصمت المكان لفترة قاطعه سؤال الادهم


الادهم مكرراً : ما الامر ؟ ألن تخبريني ؟


رولا : فقط اكتشفت ان آسر ليس بأخي و والدي ليس والدي


الادهم ببلاهة : عفواً !!!!!!


ثم شرعت فى سرد ما لديها من معلومات حديثة المعرفة بها لتنهى حديثها قائلة


رولا  بسخرية : و الآن ارى ان فعلتك لا تستدعى ارتباطك بي وان تنول عقاب مؤلم الى هذا الحد فلتجد لنفسك عقاب اخف ومناسب لفعلتك


اجابها بعد صمت


الادهم : بماذا تشعرين ؟


رولا بشرود : تائهة .. خائفة .... وحيدة ..... ثم ابتسمت بسخرية ..... حقيرة


الادهم بإبتسامة متفهمة : هذا هو نفس شعوري ... تائه ..... خائف ... وحيد ...... حقير


...... لذا .....


انتي دائي ( علاجي ) وانا دائك ( علاجك ) .... فلنتزوج...



الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاثون من هنا

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

  

تعليقات