رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل الثالث والعشرون 23 والاخير بقلم شيماء سعيد

رواية ممرضة دمرت حياتي

الفصل الثالث والعشرون 23 والاخير 

بقلم شيماء سعيد


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️.

داخل كل محنة منحة وبعد كل صبر جبر، فهذا وعد الرحمن وما علينا إلا التوكل عليه .

.......

رفضت كريمة فى البداية الذهاب للعمرة خوفا على حكيم من حنين أن تستحوذ عليه وقالت: لا يمكن اسبهولها تاخده منى 

ولا كمان تقوله يا أنا يا أمك فى البيت .

ولا تخليه يخدلها شقة بعيد عنى .

لا دا انا أموت بحسرتى .

فتدخلت والدة حنين وقالت بإقناع  ...دى فرصة متتعوضش يا كريمة ،وعلى حساب غنيم .

مش هتتكلفى حاجة خالص ، هو فيه حد يرفض زيارة بيت الله برده .

كريمة ...لا طبعا بس .

حكيم بفرحة ...بس ايه يا امى .

إذ كان انا فرحان اوى .

كريمة ...اه ما انت مصدقت تخلص منى .

حكيم ...لا ابدا متقوليش كده .

ده حتى هتوحشينى اوى .

تروحى وترجعى بالسلامة يا ست الكل .

فوافقت كريمة على مضض ،من الحرج لا اكثر .

...........

ثم بالفعل سافرت باكية ، رغما عنها .

وودعها حكيم مصطنعا البكاء ولكنه ما أن غادرت ، امسك بيد حنين مبتسما قائلا ....الليلة ليلتك يا عروسة ..

حنين بخجل ....يوه ، مش كنت سافرت معاها تونسها يا بعلى.

حكيم ....لا انا عايز أتونس بحنونة .

والود ودى أشيلك من المطار لغاية عش الزوجية .

حنين بضحك ....لا أهمد مش كده .

حكيم ...لا أهمد مين ! كفاية اللى حصل .

يلا يا موزتى ، إلى البيت أعلمك درس فى الأحياء .

بس على الله تكونى تلميذة نجيبة .

فضحكت حنين ،وبالفعل عادوا للمنزل ، لتقضى اول ليلة سعيدة مع حب عمرها ، ليلة الاحلام .

ليلة طالما حلما به كل محب مع من يحب ..

استنشق حكيم عبيرها ،واغمرها بحبه ، حتى ذابت بين يديه ،واصبحا روحا واحدة .

لتثمر تلك الليلة عن نبتة صغيرة ، سيسعدا بخبر وجودها فى رحم حنين بعد عدة أسابيع .

قضوا منها اثنين فى سعادة غامرة ، لا يكاد الاثنان يفترقا بهم ، واشبعوا بعضهم البعض حبا .


ولكن جاء خبر قدوم والدته من السفر ،عليه كالصاعقة .

حيث أوشكت سعادتهم أن تنتهى سريعا .

حكيم ...يارب يا ماما ، تكونى ربنا هداكى هناك ،وتيجى كويسة ،ومتقفيش بينى وبينها تانى .

ولا يعلم أن والدته .

كانت كثيرة البكاء فى الحرم وتدعوا بسبب الغيرة من حنين ، أن يفرق الله بينهم .


فكانت تقول. ..يارب عقله وتخليه يطلق البت دى ، اللى بتاكل بعقله حلاوه ،وهتخليه ينسانى.

ده انا مليش غيره ، هو كل حياتى .

لذا عادت من العمرة ، وكأن الله قد ختم على قلبها بسبب ظلمها .

فعادت أكثر عدواة وأشرس ..

استقبلها حكيم فى المطار ولم تأتى معه حنين ، ففرحت وحدثت نفسها ، ربما استجاب الله لدعوتها وفارقها فقالت .....ايه يا ضنايا ، امال فين مراتك !

شكلها غضبانة ولا ايه ؟.

اه منا عارفة بنات اليومين دول ميعرفوش معنى الجواز والبيت وفكرهم ،ان الجواز دلع وبس .

صدم حكيم من كلام والدته وايقن أنها مازالت على تفكيرها نحو حنين ، فقال....لا يا امى غضبانة ايه بس .

كل الحكاية أنها بقلها كام يوم تعبانة ودايخة شوية .

فقولتلها خليكى ،وكفاية انا اروح .

فحركت كريمة شفتيها يمينا ويسارا بسخرية قائلة....تعبانة ، ايه اشتغلنا السهوكة كده من اولها .

لا انا معنديش الكلام ده .

لما اوصل هوريها مقامها كويس ، وهعرف ازاى ؟

مخلهاش تشتكى تانى .

وفعلا عادت كريمة ، لتبدء تنغص حياة حنين من جديد .


سمعت حنين صوت كريمة وكانت فى فراشها ، فقامت على الفور تستقبلها بابتسامة مشرقة ، ثم مدت ذراعيها لتحتضنها قائلة ....الف حمد لله على السلامة يا خالتى .

ولكنها فوجئت بها تبعدها عنها بغلظة قائلة ....والله يختى عاملة نفسك فرحانة انى جيت صح !

لا باين عليكى اوى .

ده تلاقيكى مصدقتى سافرت ، وتلاقيكى كنتى بتدعى مرجعش تانى .

عشان يخلالك الجو مع ابنى .

تمعضت حنين قائلة ....ايه بس الكلام دى يا خالتى .

ربنا يعلم معزتك عندى ، وانى فرحتلك انك زورتى بيت الله .

ودعيت ربنا يرجعك بالسلامة .

ثم نظرت كريمة حولها ، فوجدت البيت غير مرتب على النحو الذى ينبغى .

فغضبت وقالت بصوت عالى ....وايه اللى انا شيفاه ده !

انا امشى من هنا .

وتقومى تعملى البيت زريبة ، لا انا مينفعنيش الكلام ده .

فزى يلا ، عقبال مدخل اتشطف ، اطلع ألاقى الشقة على سنجة عشرة .

اه انا بحب النضافة .

حكيم بحرج ...يا ماما ، معلش ، حنين بس كانت تعبانة شوية ، بس كانت برده بتنضف على قد ما تقدر .

وحتى عملالك كل الاكل اللى بتحبيه .

بمناسبة رجوعك بالسلامة .

كريمة ..لا والله .

طيب تشد حلها وتنضف كده المكان ، عشان حتى اكل بنفس.

فحركت حنين رأسها بآسى ، ثم بدئت التنظيف  ، حتى انهكها الإجهاد والتعب .

وعندما أراد حكيم أن يساعدها ، قامت كريمة بالنداء عليه قائلة ....حكيم ، سيب اللى فى ايدك وهات كياس وتعال نحط فيها الهدايا اللى جيبنها للناس .

فاستمع لأمرها وفعل ما أرادت .

وعندما انتهت حنين من التنظيف ، عادت للمطبخ تجهز الطعام من أجل الغذاء ولكن فجأة شعرت بدوار فأمسكت رأسها وحاولت الأستناد على الحائط ولكن خارت قواها فجأة فسقطت على الأرض مغشى عليها .


وبعد أن انتهى حكيم مع والدته فى تحضير الهدايا .

قالت كريمة له ....روح شوف المعدولة مراتك ، اتأخرت ليه فى الاكل ؟

انا على لحم بطنى من الصبح !

حكيم ...الله يكرمك يا امى خفى عليها شوية .

حنين بنت أختك ، يعنى مش غريبة .

فعامليها بما يرضى الله ، ده أنتِ لسه جاية من بيت ربنا .

كريمة بغضب.....ليه شايفنى مجرمة ولا حاجة !

ايه الكلام الملهوش لزمة ده .

كل ده عشان قولت جعانة .

ثم اصطنعت البكاء قائلة....خلاص مش عايزة حاجة ولا منك ولا منها .

وناولنى التليفون اتصل اجيب اون لاين .

بدل الحوجة ليك ولمراتك .

حكيم ...يا امى مش قصدى .

بس فعلا حنين غلبانة واليومين دول مش عارف ملها تعبانة ، فارجوكى متكتريش عليها .

وانا هروح أشوفها .

كريمة ...روح يا ابنى ، ما انا عارفة خلاص ، اكلت عقلك .

وانا بقيت درجة تانية .

فضرب حكيم كفا بكف ثم ذهب لرؤية حنين .

ليصدم عند رؤيتها مغشى عليها ، ليردد....حنين حنين 

مالك يا حبيبتى .

ثم ينحنى إليها محاولا افاقتها ، وعندما سمع انينها .

حمد الله ثم حملها على الفراش .

وجلس بجانبها وأمسك يدها يقبلها قائلا ...انا اسف فعلا يا حبيبتى .

أنتِ اصلا مكنش لازم تقومى من السرير عشان تعبانة .

انا آسف بجد .

فولجت إليهم كريمة ، وعندما وجدته على هذا النحو نهرته بغلظة قائلة ....يا خيبتى التقيلة .

ايه يا ولا الضعف ده كله قدام الست هانم .

متتخوشن شوية وتكون راجل كده .

كل ده عشان ايه ؟

حكيم ...يا ماما ، عشان تعبانة مش شايفة وشها اصفر ازاى!

كريمة ...يا سلام ، وانت بيخيل عليك برده كهن الحريم ده .

ده كله دلع ماسخ.

وروح كده هات دكتورة وخليها تكشف عليها ، هتقولك زى الحصان ، عشان تبقا تصدق امك .

حكيم ...حاضر ، هروح اجيب دكتورة ، يمكن يا أمى ترحميها شوية .

فذهب حكيم بالفعل وأحضر دكتورة .

وقامت بالكشف عليها ، ثم ابتسمت قائلة....الف مبروك .

المدام حامل .

فتعال وجه حكيم وانحنى إليها وقبلها قائلا ....الف مبروك يا حبيبتى .

ده احلى خبر سمعته فى حياتى .

فابتسمت حنين ...الحمد لله.

ولكن كريمة وقع عليها الخبر كالصدمة محدثة نفسها ...حامل ، يعنى هيمسك فيها بإيده وسنانه اكتر .

اه ، ده كان نفسى يسبها اللى واكله عقله دى .

ولكنها اصطنعت الفرحة قائلة ....الف مبروك يا ولاد .

ربنا يتمه على خير.

حكيم ....من النهاردة اظن حنين تستريح شوية من شغل البيت ، صح ولا ايه يا ماما .

كريمة بغيظ ....يا سلام ، هى أول وحدة تحمل ولا ايه ؟

ما كنا حوامل قبلها ،وكنا بنعمل كل حاجة .

بلاش سهوكة حريم .

فابتلعت حنين ريقها بغصة مريرة من تلك الخالة التى انعدمت فى قلبها الرحمة لهذه الدرجة .

حكيم ...على الأقل فى الاول يعنى يا ماما .

عشان الحمل يثبت .

كريمة ...اه اه ، إن شاءالله .

ولكن كانت كريمة لها بالمرصاد .

فكان يذهب حكيم للعمل ، وتأمرها بكل أعمال المنزل .

واذا وجدها فى الليل حكيم مجهدة ، لا تستطيع أن تخبره بشىء كى لا يغضب من والدته .

.......

أرادت كريمة زيارة جارة لها لتبارك لها على زواج ابنتها .

ولكن يشاء القدر  عند نزولها على درجات السلم أن تقع .

وكأنه عقاب من الله عز وجل لما تفعله مع حنين .

وأدت تلك السقطة ، لكسر فى قدميها الاثنين .

واضطرت لإجراء عملية فيهما ثم تجبيرهم .

فأصبحت عاجزة عن الحركة ولزمت الفراش .

ولكن هذا أدى إلى ثقل على كاهل حنين أكثر .


حيث كانت تقوم بخدمتها من كل شىء ، نظافة واهتمام لملابسها وقضاء حاجتها فى السرير .

حتى جاء يوم حكيم ووجدها غارقة فى دمائها ومغشى عليها فى غرفة النوم .


ففزع  ، وحاول أن يوقظها من غفلتها تلك بالكاد ، وغير لها ملابسها وذهب بها إلى المستشفى سريعا .

الطبيبة .....الحمد لله الجنين لسه فيه نبض .

ولكن هى محتاجة راحة ، متقومش من السرير خالص .

والا اتعرضت لإجهاض لا سمح الله .

حكيم ...تمام بإذن الله ،با دكتورة هتستريح .


وبينما هما يتحدثان هكذا حتى ولجت إليهم 

وجه ليس بالغريب على حنين !

وجه تعرفه جيدا


نعم إنها هي من كانت صديقة الدرب لسنوات، إنها روان .

التي كانت من أفضل صديقات حنين ولكن انقطعت صلتها بها منذ زمن بعيد ولا تعلم عنها أي شيء .

تلاقت أعين روان وحنين ولكن شتان بين النظرتين .

فـ حنين طيبة القلب ، كانت نظرة حانية مفرحة للقاء من جديد .


أما روان ...فكانت تنظر لحنين نظرة قاسية مفعمة بالعيد والحقد الدفين المخفي وراء ابتسامة صفراء .

حتى لا ينكشف أمرها .


حنين ...معقول روان ، عاش من شافك يا بنتي .


روان ...حنون القمر ، والله وحشتيني .

هاتي بوسة يا بت .

وقبلتها روان قبلة غيظ .


لتنظر إلى الطبيبة تارة وإلى حكيم تارة .

فرددت....إيه خير يا جماعة طمنوني .


الطبيبة....أنتم شكلكم أصحاب ، طيب وصي صاحبتك تستريح عشان البيبي يثبت .


روان بصدمة....حنين حاااااامل؟ 


حكيم ....آه إحنا اتجوزنا من حوالي تلت أسابيع كده .


روان ....والله ألف ألف مبروك .

ربنا يتمه على خير يا حبيبتي .


حنين...الله يبارك في عمرك.


ثم رددت ...وأنتِ عاملة إيه يا روان ؟

اتجوزتي !


حنين بإنكسار ...آه اتجوزت بس ملحقتش أفرح ، طب ساكت مات .


حنين بحزن ...لا حول ولا قوة إلا بالله 

ربنا يعوضك خير يا حبيبتي .


روان ...يارب .

وأنتِ شدي حيلك كده وريحي، عشان الحمل يكمل على خير .


حنين ...بس المشكلة حماتي تعبانة ومش بتقوم من السرير عشان الجبس .

ومينفعش أسيبها ، لازم أقوم باحتياجتها وطلباتها.


حكيم ...ملكيش دعوة أنتِ ، أنا من النهاردة هاخد إجازة 

من الشغل .

وهقعد بيكي وبـ ماما ، متشليش هم .

وأنتِ عليكي تستريحي بس .

فدبت الغيرة في قلب روان ، من نظرات حكيم المحبة وصدق اهتمامه بها .

غير الحمل أيضا ، فكم تمنت روان بحياة مستقرة من زوج وبيت وأولاد .

ولكن لم يعرفها أحد إلا وطمع في جسدها فقط ، ولم ينظر أحد لروحها.

ففكرت سريعا كيف تدخل بينهما لتفرق شملهما بأسلوب الحية

 التي تضع السم في العسل .

فباغتتهما بقولها ...وأنا روحت فين يا حنين ؟

ده إحنا عشرة عمر يا بنتي .

والله محدش هيخدمك ويخدم أم حكيم إلا أنا ، لغاية متشدي حيلك وتقدري توقفي على رجلك كده .


حنين بحرج ...ربنا يخليكي يا رورو .

عارفة قدها وقدود يا بنتي .

بس يعني شغلك ومش عايزة أتعبك .


روان ...لا متقوليش كده ، تعبك راحة يا حبيبتي.

وأنا أصلا كنت في إجازة وجيت عشان أمدها شوية 

ففاضية متقلقيش .

يلا يلا قومي بينا نروح عندكم ، وإحنا إخوات يا قلبي .

وأنتِ يا باشمهندس حكيم ، شوف شغلك.

ولا تقلق على حد فيهم ، في عينيه الاتنين يا هندسة .


فابتسم حكيم ، لأنه بالفعل كان سيصعب عليه خدمة والدته وزوجته في آن واحد وهو لم يتعود على الخدمة من قبل .

لأنَّ أمه دللته كثيرا 


وبالفعل عادت روان معهما للمنزل .

ثم استأذن حكيم للذهاب لعمله وتركهما بعد أن اطمئن على والدته .


ولجت روان إلى كريمة في بادئ الأمر ،واصطنعت الخجل والرقة في الأسلوب ، لكي تكسب قلبها سريعا .


روان ....ألف سلامة عليكي يا ماما الحاجة .

معلش فترة وتعدي ، وإن شاء الله تقومي بألف سلامة.

وتجري على رجلك دي زي الرهوان .


أعجبت كريمة بـ روان وكلامها المعسول فقالت... ماشاء الله عليكي يا بنتي ، زي القمر ولا كلامك يدخل القلب على طول .

تصوري أنا حبيتك أوي .


روان بمكر ...وأنا كمان خالص يا ماما الحاجة ويشهد ربنا .

وعايزاكي تعتبريني زي بنتك بالظبط .

ومتتكسفيش مني ، وأنا طول ما أنا موجودة هنا ، هريحك على الآخر وأعملك كل اللي أنتِ عايزاه .


كريمة بابتسامة ...إن شاء الله يخليكي يا عسل أنتِ .

هي دي البنات ولا بلاش .

أنا مش عارفة كانت عينيك فين يا حكيم ،لما تسيب العسل ده وتبص على المسهوكة حنين .

يلا النصيب بقا .


روان ...طيب بعد إذنك هسيب حضرتك ، أجهز الأكل اللي اشتراه البشمهندس حكيم وإحنا جايين .

الفراخ وشوربة الخضار عشان تتغذوا بيها .


كريمة ...بس أنا مش بحب المسلوق يا بنتى .


روان ... المسلوق مفيد بس .


كريمة ...عارفة بس مش بعرف أبلعه والله .

أقولك تعرفي تحشي الفرخة رز أحسن ،واعملي الخضار يخني كده .

هيبقى تمام التمام .

فضحكت روان بخبث قائلة...بس كده عيوني يا ماما الحاجة .

أنا على فكرة طباخة أسطة ،وهيعجبك أوي طبيخي.


كريمة ...والله أنتِ، كلك على بعضك  كده عجباني.

حاجة لوز صح .

وعندما استأذنتها روان لتذهب إلى المطبخ .


حدثت نفسها ..يخربيت حلاوتك يا روان ، البت بتلعب لعب ،وكمان شاطرة أوي وخفيفة ،مش التقيلة حنين .

يسلام لو يحصل اللي في بالي وقعدتها معانا الشوية دول 

يخلوا حكيم ، يميل ليها .

وتزغلل عنيه ، ده يبقى يوم المنى .

ولجت روان للمطبخ لتحضر طعام الغذاء ، والغيظ يملؤها من الحياة الهادئة التي تعيش بها حنين .


روان محدثة نفسها ...اشمعنا هي عندها راجل يحبها وبيت وطفل جي في السكة .

وأنا معنديش حاجة خالص .

طول عمرها محظوظة البت حنين دي.

وانا للأسف الدنيا جت عليا بزيادة .

بس خلاص كفاية عليها أوي كده ، وحكيم لازم يكون ليا .

وعشان كده مش لازم الحمل ده يكمل ، عشان ميكنش ليها صلة بيها بعد كده ،ويكون ليا أنا وحدي .


حتى أمه العقربة دي، هخليه يرميها في أي دار مسنين.

عشان أعيش معاه على راحتي، ومتزهقنيش في عيشتي.

بس إزاي أسقطها كده طبيعي من غير ما حد يحس .

آه هو اليانسون وعصير الأناناس كمان حكاية بيفتح الرحم بسرعة وهي أصلا بتنزف يعني فل هيخلص بسرعة .

لما أقوم أعملها حتى قبل ما أعمل الأكل .

وبالفعل أحضرت العصير وبينما هي تتقدم من غرفة حنين لتقدم لها العصير .

سمعتها تتحدث في الهاتف قائلة ...وبعدين معاك ،أنا مش فهمتك أكتر من مرة أني ست مجوزة وبحب جوزي .


طلعت ...سامحيني يا حنين ، أنا فعلا عارف ده ، بس غصب عني ، أنتِ مش بتروحي عن بالي أبداً .


حنين ...مسمحلكش يا دكتور طلعت .

واتفضل بقا مع ألف سلامة ،وياريت تنسى رقمي ده .

ثم أغلقت الخط .


لتبتسم روان بمكر ....يلا وأدي كرت جامد ، نفركش بيه الجوازة بسرعة .

وعايز نلعب بيه ، على تقيل .


ثم ولجت إليها مع ابتسامتها التي تشبه الحية مرددة ...أنا قولت أعملك كوباية عصير جامدة كده ،تبلي ريقك عقبال ما أخلص الغدا يا قلبي أنا .


إلتقطت حنين العصير قائلة بإمتنان ...والله مش عارفة أشكرك إزاي على كل اللي عملتيه معايا .

غير إني أدعيلك ،ربنا يديكي على قد نيتك .


فامتعضت روان بتلك الدعوة محدثة نفسها ....يا لهوتي ملقتش غير الدعوة دي.

المهم خليها تشرب ونشوف مين يفوز المرة دي .

فشربت حنين ، ثم قالت لها ...تسلم إيدك الحلوة.

أنا فعلا كنت محتجاها أوي ، جت في الوقت المناسب .

وأنا فعلا بحب عصير الأناناس جدا .

بس بشربه وأنام .

فضحكت روان ....ليه مخدر .

بس ماشي ريحي شوية لغاية ما أجهز الغدا .


حنين... تسلميلي يا أحلى رورو.

ثم أطفأت روان الضوء وخرجت .

لتسرع للمطبخ لتحضر الغذاء قبل مجيء حكيم .

وبالفعل أتمت الأكل على أفضل ما يجب ، ثم ولجت المرحاض تغتسل وارتدت أفضل ما لديها من ملابس تظهر مفاتنها وأسدلت شعرها على ظهرها ، ووضعت مساحيق بنسبة بسيطة زادتها جمالا .

كمظهر خارجي ولكن من داخلها ، قبيحة مسودة كالليل المظلم .

ثم ولجت إلى كريمة .

وعندما رأتها بتلك الحالة ، لمعت عينيها إعجابا بها قائلة ...بسم الله ماشاء الله ، عليكي يا ست البنات .

وفعلا شكله جوزك من جمالك مستحملش ومات .


ضحكت روان قائلة ...والله أنتِ بتجامليني .

لو أنا حلوة صح ،مكنتش قعدت من غير جواز بعد المرحوم لدلوقتي.

بس والله مخبيش عليكي .

نفس أوي أعيش في ظل راجل يحميني وأعيش خدامته العمر كله ،هو وأهله كمان .


كريمة ...والله أصيلة يا بت يا روان .

يسلام لو كنت شوفتك بس بدري شوية .

بس أقول إيه النصيب .


روان ...آه النصيب ، أن بنت شريفة زي حالاتي ، عمرها ما كلمت راجل كده ولا كده يكون ده حالها.

أما اللي بتكلم طوب الأرض ، قعدة ومتستتة وجوزها كمان بيموت فيها .


كريمة بتعجب ...ازاي ده ، تلاقيه مش راجل عشان يسيب مراته كده .


روان ...لا متقوليش على الباشمهندس كده ،ده مفيش زيه .


فجحظت عيني كريمة مرددة باندهاش ...أنتِ قصدك على مين ؟

معقول تكوني قصدك حنين !!


روان ....أستغفر الله العظيم ، ربنا يستر على ولايانا.

لا مقدرش أتكلم حتى لو سمعت بودني .

أنا مش خرابة بيوت أبداً .

بس صعبان عليا العيل اللي جاي في السكة ، وعايزة تموته ، عشان تخلص من الجوازة دي، وتجوز اللي عينيها عليه .

فضربت كريمة على صدرها ...تخلص من العيل كمان هي حصلت !!

إزاي ده ؟


روان ...لسه طالبة مني عصير أناناس ، ولما قولتها لا ده وحش على الحمل خصوصا أنك بتنزفي .

قلتلي ملكيش فيه ، روحي اعمليه عشان خاطري أصلي بحبه أوي .

ومش عارفه قصدها العصير ولا الراجل اللي كانت بتكلمه 

في التليفون من شوية .


كريمة ...هي حصلت ، بنت كذا ،وبنت كذا .

كان يوم ما طلعتهوش شمس ، لما فكر حكيم يجوزها .

لازم يرمي عليها اليمين النهاردة. 

وإلا أنا لا أمه ولا أعرفه .


روان ...لا حرام يا ماما الحاجة ، خراب البيوت مش بالساهل كده .


كريمة ...أسكتي أنتِ طيبة وعلى نياتك .

ثم سمعت كريمة صوت مفتاح الباب ، فقالت ،أهو جه سبع البرمبة اللي نايم على ودانه .


ولج حكيم إلى والدته وقبل يدها قائلا ...عاملة إيه يا ست الكل .

ثم تنحنح بخجل لرؤيته روان بهذه الملابس وكاشفة الشعر قائلا...أنا آسف ،والله معرفش أن حضرتك مش لابسة الطرحة .

أنا طالع على العموم ، أطمن على حنين .

وأنتِ خدي راحتك .


كريمة ...تتطمن على مين يا ضنايا .

تتطمن على اللي عايزة تنزل ابنك عشان يخلالها الجو ،مع حبيبها ، اللي أنت تنزل من هنا ،وهي هاتك حب ودلع في التليفون معاه .

نظر حكيم إلى والدته بصدمة غير مصدق ما تقوله فقال والدماء تجري في عروقه...أنتِ بتقولي إيه يا ماما ؟

لا أكيد بتهزري ، لأني عارف مراتي كويس .

ويستحيل تعمل كده .

كريمة ...أنا ههزر برده في المواضيع دي.

روح بص على تليفونها وشوف كانت بتكلم مين ؟

وكانت بتشرب إيه من شوية  ، مع أنه خطر على الحمل .

كتمت روان ضحكتها وأظهرت الحزن .

أما حكيم فأسرع إلى حنين ، ليجدها نائمة ، ولكنها شعرت به ، ففتحت عينيها وابتسمت قائلة....حكيم .

حمد لله على السلامة، وحشتني.

ولكنه لم يجبها ونظر نحو العصير بجانبها ، ثم أمسك بهاتفها والغضب يملؤه .

لينظر إلى آخر مكالمتها .

ليجد اسم طلعت ،فثار كالوحش الهائج قائلا ...كنتي بتكلمى طلعت يا حنين ؟

بتستغفليني، ما هو كان قدامك ،متجوزتهوش ليه ؟

ولا حلي في عينيكي دلوقتي ! 

بتخونيني بعد الحب ده كله !!

يا خسارة حبي ليكي يا حنين .

حركت حنين رأسها بصدمة غير مستوعبة ما يقوله حكيم ، أو غير مصدقة أذنيها .

فرددت وهي تحاول الاعتدال من نومتها...أنت بتقول إيه يا حكيم ؟

طلعت إيه اللي أنا بحبه ، أمال أنا اتجوزتك وسبته ليه؟ 


حكيم ... آه ما أنتِ تلاقيكي حنيتي ليه ، عشان تخلصي من القعدة مع أمي .

بس مكنتش متصور أنك بالدناءة دي .

فقامت حنين بانهيار من ذلك الاتهام القاسي لها ،ولكنها شعرت بالآلام تجتاح بطنها ، فأمسكت بها متأوهة ...آاااه.

ثم سيل من الدماء تسرب منها .


ليفزع حكيم قائلا ...كمان فعلا حصل اللي كنتي عايزاه .

نزلتي الولد ، عشان تخلصي مني ، للدرجاتي كرهاني .

أنا ازاي اتخدعت فيكي للدرجاتي .

بس خلاص ، روحي في ستين داهية .

أنتِ طالق يا حنين .

يلا مش عايزة أشوف وشك تاني .


فصرخت حنين ....لاااااااا حرام .

وفي تلك اللحظة ولجت إليهما روان قائلة ...ليه كده بس يا حنين ، أنتِ عمرك ما كنتِي كده .

وحنين تنظر إليها بأنكسار وألم.


ثم قالت روان لحكيم ...بس كنت صبرت ، شوية يا حكيم مش كده .

على الأقل لما نطمن على حالتها .

ثم حدثت حنين ...تعالي يا حبيبتي، ألبسك ونروح المستشفى ، عشان النزيف ده وحش عليكي.

فابعدت حنين يدها قائلة ...ابعدي عني .

أنتِ اللي عملتي فيه كده .

حسبي الله ونعم الوكيل

روان ...أنتِ هترمي بلاكي عليا ولا إيه .


حنين ...مش هقول غير ربنا ما بيسيبش .

وبكرة هيجي اليوم اللي تدوقي فيه من نفس الكاس .

ثم التقطت هاتفها لتتصل بأختها لتنقذها .

فأتت حلا على الفور ، وغادرت معها حلا إلى أقرب مستشفى .


ليخبرها الطبيب أنها فقدت جنينها بالفعل ، فيصيبها ذلك نوبة هلع وصراخ .

ليحقنها بمهدىء لتنام على الفور .


روان مصطنعة الحزن...أنا آسفة والله على اللي حصل .

وأظن دلوقتي مليش مكان .

فمعلش اسمحولي أمشي .


كريمة ...تمشي فين يا روان ، لا أنا محتاجاكي يا حبيبتي .


روان ... بس يعني هقعد بصفتي إيه ؟

أنا كنت جاية عشان صاحبة حنين .

لكن دلوقتي ...


قاطعت كريمة كلام روان قائلة ...دلوقتي أنتِ مرات ابني الغالية 

فاتسعت عيني حكيم قائلا باندهاش ...إيه ؟؟


كريمة....أيوه ، هتكتب عليها الليلة .


حكيم ...ازاي ده ، أنتِ بتقولي إيه يا ماما ؟

أنا مش ناقص ،كفايا اللي حصل .


كريمة ...بقولك هتكتب عليها وإلا أنت ولا ابني ولا أعرفك .

أنت حكمت دماغك مرة وشوفت النتيجة .

اسمع بقا كلام أمك المرة دي تكسب .


حكيم ....بس يعني..!


كريمة ...مفيش بس .

هتنام الليلة على سرير اللي ما تسمى .

واحمد ربنا ، أنه كشفها على حقيقتها بدري بدري .


حكيم بغصة مريرة ....أنا مش قادر أصدق يا أمي .

ثم بدأ في البكاء بنحيب ...دي كانت الحب كله .

فما كان من روان إلا أن اقتربت منه وربتت على كتفه بحنان قائلة ...متعملش في نفسك كده .

دموعك دي غالية عليا أوي .


فنظر لها حكيم قائلا ..بجد !


روان بدلال ...أيوا .


حكيم ..يعني موافقة على كلام أمي؟


روان ...وأنا أطول ناس زيكم .

ده أنا هعيش خدامة ليك وليها .


حرك حكيم رأسه بأسى قائلا ... .تمام .

.............


وبينما قضت حنين ليلة حزينة ،مملوءة بالقهر والظلم وكان سلاحها الوحيد هو الدعاء وأن ينصرها على من ظلمها ويظهر الحق.


كان حكيم يقضى ليلته مع روان ، ولكنه كان يتخيلها حنين ولا يصدق أن تلك التي بين يديه ليست حب عمره بل هي صديقتها .

وعندما انتهى منها ، ونظر إليها فتذكر أنها ليست حنين ولكن روان .

فابتعد سريعا عنها ،وقام يؤنب نفسه ،كيف فعل هذا ؟

كيف في ليلة واحدة أن يستبدل حب العمر بتلك التي كانت أقرب الناس إليها .


روان ...إيه يا روحى ، قومت ليه ، متخليك جمبي شوية .


حكيم بحرج ...هروح أشوف ماما، ممكن تكون محتاجة حاجة ..

فتأففت روان قائلة ...أمك دلوقتي وأنت عريس !

ثم اقتربت منه ومسحت على ظهره بحنو مرددة بدلال ...تعال بس هي أكيد نايمة دلوقتي .


ثم حدثت نفسها ...يارب تنام ما تقوم الكركوبة دي .


حكيم ..طيب هبص عليها حتى، لو نايمة خلاص وأرجع.


فأمسكت روان يده قائلة...بعدين بعدين .

ساعة الحظ متتعوضش .

فوجد نفسه معها مرة أخرى وكأنها سحرته .


أما كريمة فقد كانت تشعر بالعطش الشديد بعد فراغ كوب الماء الذي بجانبها .

ثم أخذت تنادي على حكيم ولكنه لم يسمع .


كريمة ...إيه الحكاية ، ده أنا بس لما كنت بقول حكيم ، كنت بلاقي حنين قبليه بتقول نعم يا خالتي .

ودلوقتي ناديت كذا مرة ومش سامعني .

إيه للدرجاتي غرقان في العسل ومش سامعني .

بس أنا اللي غلطانة ، أنا مصدقت تطفش حنين ، أروح مجوازه ،كان قعد جمبي أحسن.

وبعدين أنا عطشانة ،وكمان عايزة  المبولة مش قادرة .

ثم أخذت تنادي ولم تجد استجابة .

فشعرت بالمياه تتسرب منها .

فبكت بمرارة قائلة ...يا لهوي، معقول أكون ..!!

هي دي أخرتها يا حكيم .

ثم بكت بمرارة ..وظلت هكذا طول الليل .

حتى جاء الصباح .

فخرج حكيم من غرفته وترك روان نائمة .

ليلج إلى غرفة والدته، ليجدها على تلك الحالة المزرية.


ففجع قائلا ...ماما ، إيه اللي حصلك ؟


فنظرت له كريمة بعين اللوم قائلة ...كده يا حكيم ، تنسى أمك لغاية ...ثم بكت بكاء مرير .


حكيم بندم....آسف آسف يا أمي .

طيب ليه مناديتيش عليه .


كريمة....ناديت كتير .

بس أنت ولا هنا .

إيه خلاص نسيتني ، ولحقت مراتك الجديدة تقسيك عليا .


تنهد حكيم بمرارة ...مراتي الجديدة .

مش دي شورتك برده .


كريمة ...آه شورتي ، بس أنت مالك ، مجتش ليه تطل على أمك ؟


حكيم ...فكرتك نايمة ، معلش سامحيني.

وهروح أصحي روان ،تيجي تساعدك ،وتتنظف المكان .


فذهب إليها ليوقظها ، فقالت ...إيه سبنى شوية يا حبيبي 

لسه عايزة أنام .


حكيم ...قومي يا روان .

ربنا يسامحك قولتلك أمبارح أروح أطمن على ماما .

قولتيلي سبها نايمة.

وأتاريها كانت عطشانة وعايز الحمام .

ودلوقتي محتاجة تحميها وتغيري الفرشة .


روان بتأفف....إيه أنا  أغير الأرف ده ، يستحيل .

روح أنت ، اعملها اللي تحبه .

أنا مليش فيه ، أنا كفاية أعملها الأكل وبس .


اندهش حكيم من أسلوبها قائلا ...إيه؟ ارف؟ .

مش هو ده كلامك امبارح ، أنك هتخدميها بعينيكي.


روان ...هو كلام الليل معروف مدهون بزبدة .


وأنا كتر خيري هأكلها ،مش أكتر من كده .

ويلا بقا روحلها وسبني أنام .


ليتركها حكيم ويتجه نحو والدته ، فقام على تنظيفها بنفسه وتغيير الفراش .

وإعداد الإفطار لها واطعامها .

قبل أن يغادر لعمله ثم أوصى روان عليها قبل أن ينصرف .


وعندما غادر حكيم صاحت كريمة منادية على روان...يا بنتي ياريت تعمليلي كوباية لمون، إلا حاسة ضغطي واطي شوية ودايخة.


روان بسخرية ...يمكن هتموتي، ثم ضحكت .


كريمة بغضب ...بتقولي إيه يا بت أنتِ.

ما توقفي عوج وتتكلمي عدل كده .


لتثور روان في وجهها...إيه يا ولية أنتِ ، إيه بت دي؟

ما تلمي لسانك ألا اقطعهولك .


كريمة بخوف منها ....أنتِ حصلك إيه يا روان ؟

امبارح كنتي عاملة زي الملاك ،والنهاردة حاسه أني شايفة شيطان قدامي .

لا أنتِ يستحيل تكملي مع ابني ،دي كانت حنين برقبتك على كده .


روان بتحدى ...ليه وأنتِ فكراني حنين الطيبة ، عشان أسكتلك ، لا اصحي ، ده أنا روان والأجر على الله .

وبقولك إيه ؟ 

لو عايزة تعيشي معانا أنا وابنك ، يبقا تحطي لسانك اللي عايز قطعه ده في بوقك .

وإلا وجلال الله ، أخليه يرميكي في دار مسنين .

ونخلص من قرفك .


فشهقت كريمة عند سماعها هذا قائلة ...أنا خلفت وتعبت وربيت وشقيت لغاية ما بقا راجل وباشمهندس قد الدنيا .

يرميني في دار مسنين .

لا ابني ما يعملش كده أبداً .

أنا لما يجي هخليه يطلقك ويرميكي في الشارع .


فضيقت روان عينيها ،وحركت رأسها قائلة ...يبقا لسه متعرفيش روان .

أنا اللي بيضايقني بخلص منه للأبد .

من غير ما حد يحس ولا يدري ، وشكل الدور عليكي .

يا ولية .

ثم أمسكت  بالسكيـ.ن وأخذته ووضعته على رقبتها ..لتخيفها

قائلة ....بصي لو نطقتي بأى  حاجة قدام حكيم .

لكون مخلصة عليكم أنتم الاتنين ، زي ما خلصت من كل واحد آذاني قبل كده .


وفي هذا الوقت كان حكيم قد عاد مرة أخرى للبيت ، بعد أن تذكر أنه نسي أوراقا هامة خاصة بالشغل في البيت فعاد ليأخذها .

ليتطرق لأذنه حديث روان .

روان ...خلصت أول حاجة من مرات أبويا اللي كانت بتذلني

 في الطلعة والخارجة وبعدين دكتور أمجد ، اللي بعت ليه نفسي بالفلوس .

وبعدين سبب دمـ.اري كله ،دكتور خالد .


أما المحروسة حنين ، اللي طول عمرها محظوظة وشايفة نفسها، خلصت منها وقولت أنها بتحب غير جوزها ، مع أنها كانت عمالة تهزق فيه وتقوله ما تتصلش تاني ، أنا بحب جوزي .

وشربتها عصير الأناناس بايدى عشان تسقط العيل .

وجه الدور عليكي يا ولية أنتِ .

بتفكريني بمرات أبويا ، في نفس كلامها وحركاتها .

فها هتلمي الدور وتحطي لسانك جوا بوقك .

ولا نخلص كده بدري بدري .

......


 لتتفاجىء روان بمن يقف من  ورائها وينزع منها السـ.كين من يدها قائلا بهدر .....آه يا مجر.مة ، يا قتـ.الة القـ.تلة .

عايزة تموتي أمي كمان ، وخونتي ثقة صاحبتك من كتر الغل والحقد اللي في قلبك ليها .

وأنا غلطان اللي شكيت في مراتي ، من غير متأكد بالدليل .

وهي العفيفة الطاهرة .

اللي مهما أمي عملت فيها ، عمرها ما اتكلمت .


كريمة ببكاء ....آه والله .

أنا اللي ظلمتها بنت الأصول .


روان بصراخ وحكيم ممسك بيدها بقوة ....سبني أنا معملتش حاجة .

هما اللي قتلوني ألف مرة ، قبل ما أقتلهم .

هما اللي عملوا في نفسهم كده .

مش أنا .

أنا بكرهكم كلكم ، وهموتكم كلكم .

ولكن استطاع حكيم التمكن منها .

واتصل بالشرطة ، لتأتي سريعا وقامت بالقبض عليها .

ثم رمى عليها يمين الطلاق وجلس يبكي لما فعله بحبيبة قلبه حنين.


كريمة ...قاعد ليه يا ابني ، روح رجع مراتك .

وبوس على ايديها الاتنين عشان ترضى .

وقولها خالتك بتطلب أنك تسامحيها .

ومن النهاردة ، هتكون أم ليكي بعد أمك .

ومش هزعلها أبداً .

وبالفعل ذهب حكيم إلى حنين منكسرا مذلولا وخجلا .

حكيم بندم: أنا مش عارف اقولك ايه يا حنين لأنى عارف نفسى غلطت وكنت انسان سلبى .

بس معنديش حاجة اقدمهالك عشان تسامحينى  اكتر من قلبى اللى بيحبك واوعدك لو سامحتينى هتلاقينى انسان تانى من النهاردة ولا يمكن اخذلك تانى .

وامى كمان عرفت غلطتها وندمت ومستنياكِ تبوس ايديكِ عشان تسامحيها وتعتبريها أمك من النهاردة .

وقفت حنين عاجزة عن الرد للحظات وودت أن تصرخ لكرامتها وترفض العودة له .


ولكنها من فرط حبها عندما وجدت الدموع تلمع في عينيه .

وهو يرجوها أن تسامحه .

سامحته على الفور .

فقلبها طيب حقا ، لا يعرف الهجر أو الخصام .

لا يعرف سوى التسامح .

........

لتعود الحياة لمجاريها مرة أخرى بين حنين وحكيم .

ولكن تلك المرة بسعادة مفرطة .

وأصبحت كريمة أمًّا ثانية حقا لـ لحنين .

تحبها وتكرمها وتدللها.

حتى اكرمهم الله بالعوض وانجبوا  ولد وبنت توؤم.

لتسعد بهم كريمة وأصبحت لا تفارقهم وترعاهم .

فأعز الولد ولد الولد .


وهنا خلصت الرواية اتمنى انها تكون عجبتكم رغم بساطة الأداء لكن حبيت انها تكون قريبة من القلب اكتر .

أترككم في حفظ الله وأمنه .

واتمنى اشوف تفاعل وتعليقات مبهجة تفرح القلب على قد التعب فى الرواية .

 وارجوا أن يجمعنا الله جميعا  على حوض نبيه محمد يوم لا ظل الا ظله، لنشرب من يده الكريمة شربة ماء لا نظمأ بعدها ابدا...


                  تمت بحمد الله 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

وايضا زورو قناتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك

تعليقات