رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20بقلم شيماء سعيد

رواية ممرضة دمرت حياتي

الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20

بقلم شيماء سعيد

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

تظاهر بأنك بخير دائمًا مهما عصفت بك الحياة.. فالكتمان أجمل بكثير من شفقة الآخرين عليك. علمتني الحياة ليس الحب أن تكون بقرب من تحب ولكن الحب أن تثق أنك في قلب من تحب

.........

 احتضن غنيم حلا عند مغادرته  قائلا ...خلى بالك من نفسك كويس واقفلى الشقة بالترباس ومتفتحيش لحد خالص .

حلا ...حاضر يا حبيبى .

ثم غادر وقلبه يشغله عليها ولا يعلم ما السبب .

وعندما شاهده الحارس يغادر .

اتصل على الفور بـ فهمى كما أخبره .

فهمى ...تمام حلو اوى ، متشكر جدا .

ثم أنهى اتصاله معه ليتصل باختيه نورا ومروة .

الذين استمعوا لقوله على الفور وذهبوا مسرعين الى حلا .

وبينما كانت منشغلة حلا بالتحضير لطعام الغذاء .

وجدت رنين يعلن قدوم زائر على الباب ، فاتجهت على الفور لفتح الباب فقد كانت تعتقد أنه حارس البناية ، لانه طلبت منه منذ قليل بعد الاحتياجات للمطبخ .

وتغافلت عن النظر فى العين السحرية ففتحت على الفور .


لتُصدم عندما وجدت أمامها ابنتى غنيم .

فتراجعت للوراء خوفا وشهقت ...انتم !

نورا بغلظة فى القول ...ايوه احنا يا حيلتها .

ولا كنتى فاكرة أننا نايمين على دماغنا ولا هتعرفى تاكلى بعقلنا حلاوة .

ومش هنعرف أنتِ خدتيه مننا فين ؟

اه يا سهونة ، ويا مية من تحت تبن .

كل ده يطلع منك أنتِ يا مسهوكة .

ده انتِ مكنتيش بتعرفى تكلمى كلمتين على بعض .

وكنا مسمينك العبيطة ، تقومى تعملى ده كله .


مروة بانفعال .... اه يا اختى ،اصلها فاجرة .

وعلى رأى المثل  ..قعدت تتمسكن لغاية ما تمكنت .

بس على مين ؟

نأبك على شونة يا بت انتِ،ومش هنسيبك تتضحكى على ابونا اكتر من كده .

وكفاية عليكى اوى يومين العز اللى شوفتيهم معاه .

ابقى افتكريهم كويس ، وخليهم ذكرى حلوة .


حلا بإرتجاف ...انتم بتقولوا ايه ؟

والله حرام عليكم تظلمونى بالشكل ده .

انا فعلا بحب ابوكم جدا ،ومش مجوزاه ابدا عشان الفلوس وربنا يشهد على قلبى .

وحقكم محفوظ وعمرى ما هفكر اجى جمبه ، صدقونى .

فضحكت نورا بسخرية قائلة...قالوا للحرامى احلف .

قالوا جالوا الفرج .

مروة ..وصراحة كده كمان ، احنا مش طيقنك ولا عايزين الجوازة ده من اصلوا .


حلا ..وانا ذنبى ايه بس !

انا دلوقتى بقيت مراته على سنة الله ورسوله .

ومحدش هيقدر يبعدنا عن بعض .


مروة وعينيها تلمع بالشر ...لا يا اختى هنقدر اوى كمان .

ثم إشارات لأختها ..يلا ايدك معايا يا نورا يا اختى .

نعلمها غلطتها .

نورا وهى ترفع اكمامها استعدادا للهـ.جوم عليها ...يلا يا اختى .

حريم متجيش غير بالتأديب .

عمّ الذ.عر والخو.ف قلب حلا وحاولت الهروب منهم لغرفة أخرى وهى تستغيث ، الحقونى ، الحقونى 

ولكنهم تمكنوا منها .

وأخذت أحدهم تكمكم فمها كى لا يسمع أحد صراخها ..

والأخرى اخذت تصفعها على وجهها بقوة ، ثم قامت بعضها فى ذراعيها .

لتقوم الأخرى بخنقها حتى كادت أن تلفظ أنفاسها .

ولكن الاولى نهرتها قائلة ....لا كفاية كده ، دى متستهلش نروح فيها فى حديد .

بس هى تسمع الكلام .

لتصرخ مروة قائلة..ايوه ،  احنا هنسيبك وكفاية عليكى العلقة دى تذاكر بسيط مننا .

بس الليلة تكونى رايحة عند ابوكى وتطلبى الطلاق ، أنتِ فاهمة .

ولو محصلش وركبتى دماغك .

يبقا استنينى الزيارة الجاية ، هوزع لحـ.مك على الجزارين .

أنتِ فاهمة يا قطة .

واه حاجة تانية قبل ما انسى .

لو بس فكرتى تقولى لابويا أننا عملنا فيكِ كده ،او بلغتى البوليس .

انا موصية برده عليكى كويس اللى هيقوم بالواجب بعدينا وياخد بتارنا منك .

ثم بصقت على وجهها وغادروا .

ليتركوها فى حالة مزرية ،حتى صر.ختها قد كتمتها من الألم والشعور بالخزى والندم على ما اقترفته فى حق نفسها .

حلا والدموع تنهمر من عينيها كالشلال الساخنة ....انا اللى جبته لنفسى ،مكنش مفروض أضعف امام الحب واوافق اتجوزه .

اعمل ايه دلوقتى ؟

استنى لما يموتونى ؟

وحتى لو بلغت وقبضوا عليهم ، برده مش هيسبونى فى حالة ابدا .

انا لازم فعلا انفد بجلدى ، مش هينفع اكون عقبة بينه وبين ولاده ديما كده .

ثم حاولت القيام بصعوبة بالغة من أثر الالم .

وسارت إلى غرفة نومها بخطوات متثاقلة ، وارتدت ملابسها ببطىء شديد ، ثم أحضرت حقيبتها ووضعت بها بعض احتياجاتها الضرورية .

ثم انطلقت للخارج ولكنها توقفت تتأمل شقتها التى عاشت بها أجمل أيام  فى حياتها على الاطلاق .

مرددة ...سامحنى يا غنيم .

بس فعلا كان جوازنا غلطة .

ثم انطلقت مسرعة فارة بنفسها من جحيم أبناء غنيم .


كان فهمى منتظر نزولها وهو وإخوته فى السيارة .

وعندما شاهدوها ضحكوا ، فقال فهمى ..مبروك علينا نجاح الخطة بأقل الخسائر 

مروة ...آلهى ما ترجع تانى المفعو.صة دى .

نورا ..اهى غارت فى داهية ، ولو فكرت ترجع ، هى حرة بقا ، تقرى الفاتحة على نفسها .

فهمى ...بس على الله ابوكم يهمد ويسكت .

وميبوسش الايادى زى العيال الصغيرة عشان يحاول يرجعها تانى .

نورا .. يعملها الشايب العايب .

مروة....لا انا جبت أخرى والله ، مجنونة واخـ.لص عليهم فى ساعة واحدة .

.........

وفى ليلة تفكير طويلة مع روان ، اخذت تحدث نفسها قائلة ....

انا مش عايزة اموت خالد بسم الزرنيخ ، لا خسارة فيه يموت كده من غير ميتعذب الاول .

انا كنت قيلاله هتركع تحت رجلى مذلول. 

ولازم أوفى بوعدى ، بس اعمل ايه وازاى ؟.


لتقول فى النهاية بعد تفكير عميق ، مفيش غير الكيف .

ايوه هوقعه فى شر أعماله.

وهيتذل عشان ياخده منى ، بعد ما يكون خلاص ادمنه ومشى فى دمه .

ومش بس كده ، مش كان رافض يجوزنى .

هخليه بالكيف يجوزنى غصبا عنه ، وبرده هورثه زى المرحوم .

ثم ضحكت بسخرية ...

لتجده يتصل بها فى منتصف الليل .

روان بدلال ...دكتور ،معقول لسه سهران لغاية دلوقتى ؟


خالد .....اعمل ايه ؟

مش جايلى نوم وبفكر فى القمر اللى ظهر فى حياتى فجأة .

ونفسى اشوفه عشان ينور دنيتي .

روان ...ياه على الكلام اللى يدوب القلب ده .

والقمر بنفسه نفسه يشوفك عنده ممكن ؟.

خالد بمكر ....ده عز الطلب ، بإشارة منك هكون تحت رجلك يا قمر .

فضحكت روان قائلة ...خلاص لما نشوف ، بكرة زى دلوقتى تيجى نسهر الصبح .

ولا عندك مانع !.

خالد ....لا ابدا معنديش ، زى الفل .

هتلاقينى عندك بالدقيقة والثانية .

روان ..خلاص فى انتظارك .

باى يا خلودى.

فأغلق معها الخط وهو متمنينا مزيد من الحياة العابثة التى غرق بها وتناسى شرف مهنته .

..............

سمعت حنين صوت طرق على الباب فأسرعت لفتحه ، لتجد اختها أمامها فى حالة مزرية ، وجهها ملطخ بالأزرق من فعل ضر.بها ويديها كذلك من فعل العـ.ض.

وعينيها منتفخة من كثرة الدموع .

لتفزغ حنين قائلة ......حلا ، ايه اللى عمل فيكى كده ؟

لتميل عليها حلا عليها ، فتحضنها حنين وتبكى لبكاؤها .

ثم تثقل رأسها على صدرها .

فتتفقدها حنين ، فتجدها قد غابت عن الوعى .

فتسنجد بوالدتها بفزع قائلة ....الحقينى يا ماما ، حلا .


فتهرول الام  إليها بخوف وفزع ،فتصرخ عندما ترى ابنتها تلك العروسة التى من المفروض أن تكون فى اسعد أيامها .

ولكن تحولت فرحتها لإنكسار وألم .

والدة حنين. ...بنتى ، ايه جرالك يا نن عينى ؟

عين وصابتك اكيد .

ده انتِ كنتى عاملة زى الوردة المفتحة .

يا عينى عليكى يا بنتى .

حنين ...اسنديها معايا يا ماما ، عشان ندخل بيها جوه .

ونحاول نوفقها ونعرف ملها وحصلها كده ازاى ؟

عشان نعرف نتصرف بس .

وبالفعل اسندوها حتى ذهبوا بها إلى فراشها .

وحاولت حنين انعاشها بنثر العطر على أنفها حتى استفاقت، ولكنها دخلت فى نوبة بكاء هيستيرية مرددة ....لازم يطلقنى ، لازم يطلقنى ..

فصرخت والدتها. .. ليه هو اللى عمل فيكى كده ولا ايه ؟

معقول !

فرددت حلا ...لاااا انا اللى عملته فى نفسى يا ماما .

والدة حنين ...ايه الكلام ده ؟ انا مش فاهمة حاجة. 


حنين ..حبيبتى ، أهدى كده وقوللنا ايه حصل بالظبط .

مين ضربك ؟

لإنى أشك أنه غنيم ،لانى متأكدة انه بيحبك اوى ، ويستحيل يعمل معاكى كده .


حلا ...اه ، مش هو .

بس انا برده لازم أطلق .

فصرخت والدة حنين مرددة ...ازاى ده ؟ 

عروسة يومين تتطلق ، أنتِ عايزة الناس تاكل وشنا يا بنتى .

أهدى كده وقولى يارب .

ونعرف ايه المشكلة الاول .

بس لازم تعرفى أنه ده اختيارك من الأول .

وانا ياما قولتلك بلاش الجوازة دى وأنتِ صممتى يا بنتى .

وأدى النتيجة ، استرها يلى بتستر.

حنين ...معلش يا ماما ، اللى حصل حصل .

احنا لازم بس نعرف ايه حصل الاول ؟

ومين عمل فيها كده ؟

فجلست حنين بجانبها وربتت عليها بحنو مرددة ...قولى يا قلب اختك ومتخافيش ، قولى كل حاجة .

حلا بإرتجاف ...بناته طبوا عليه فى الشقة ، معرفش عرفوا منين مكانها ، أو أنه حتى إجوزنى .

وسمعونى كلام ملهوش لزمة وافتروا عليه ،واخرتها كمان ..

ثم توقفت لحظة لتهدىء من أنفاسها المتسارعة بسبب البكاء .

لتردد وضر.بونى وعضو.نى منهم لله.

وهدودنى لو مطلقتش منه هيموتونى .

لتصرخ حنين ...يا ولاد الهرمة ، ليه هى سايبة البلد مفهاش قانون ولا ايه ؟

حالا هروح اعمل محضر ليهم ،ويجبوهم من أفاهم ويعلموهم ادبهم وتخدى حقك منهم .

لتصرخ حلا ...لااااا ، قالولى لو بلغت ومسكوهم ، هما موصين ناس تابعهم يمو.تونى وياخدوا بتا.رهم منى .

فصر.خت والدتها ...يا ميلة بختك يا بنتى .

بس خلاص اللى حصل حصل. 

والمهم انك نجيتى بنفسك .

وانا مش مستغنية عنك ابدا .

خلاص هتطلقى منه ، العمر مش بعزقة .

وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم .

ربنا قادر يتصرف فيهم بمعرفته .

حنين ....بس يا ماما ، بالسهولة دى ؟

وهتقدر هى تستحمل بعده كده .

دى كانت هتموت عليه .

ولا خلاص الحب بح يا ست حلا .

حلا ببكاء.....انا هبعد عشان الحب يستمر ، لكن لو استمريت معاه كده ، هيجى يوم ويكرهنى بسبب عياله .

او اصلا مش هيلحق يتهنى بيا ، هكون اتكلت على الله .

حنين . بعد الشر عليكى يا قلبى اختك .

إن شاءالله اللى يكرهك يا حبيبتى .


بس يعنى مفيش طريقة تانى غير الطلاق .

فصمتت حلا ثم قالت ..ياريت كان فيه ،مش سهل عليه ابدا ،فرحتى تكسر بالسرعة دى ، بس اعمل ايه ؟

كسروا فرحتى وبهدلونى وعايزين يموتونى كمان .


حنين...حلا هسئلك سؤال وتردى عليه بصراحة .

انا طبعا اختك مش اى حد غريب .

حلا ...سؤال ايه ؟

حنين ...أنتِ فعلا بتحبى غنيم عشان غنيم كراجل ولا عشان هو الحاج غنيم صاحب المحل والأملاك والرصيد فى البنك. ؟

حلا ...أنتِ لسه بتسئلى يا حنين !!

حنين ...يعنى ميهمكيش لو كان راجل عادى ميملكش غير لقمته وفرشته .


حلا ....ايوه .

حنين ...يبقا خلاص المشكلة اتحلت .

حلا بإندهاش ...ازاى ؟

حنين ...غنيم يتنازل عن أملاكه لعياله ،وساعتها بس ، هيسبوه فى حاله ،ومش هيتعرضوا ليكى تانى .

عشان خلاص ضمنوا الفلوس إلى. هيموتوا عليها .

وعشانها باعوا ابوهم وعشانها برده عايزين يقتلوكى .

والدة حنين ...بس ده ظلم يا بنتى ، ربنا سبحانه وتعالى ميرضاش بيه. ابدا  

وهيضيع كده حقك اختك .

وكمان لما ربنا يكرمها منه بحتة عيل ،هيضيع كمان حقه .

يبقا كده تبقا عيشة .

حنين ...انا عارفة أنه صعب ، بس هنعمل ايه ؟

مش احسن من الطلاق ، والتفريق بيت اتنين بيحبوا بعض .

ثم نظرت الى حلا قائلة ....ها قولتى إيه يا حلا ؟

موافقة على الحل ده !

ولا خلاص تتطلقى منه ؟.

ايه افضل حل فيهم بالنسبالك؟.


حلا...اكيد طبعا أتنازل عن كل حاجة بس اعيش بأمان مع الإنسان اللى بحبه .

حنين بضحكة صافية ..ايوه كده يا معلم ، أظهر على حقيقتك.

انت بتدوب دوب فى دابديبه .

فضحكت حلا ...فعلا ، بس الظروف كانت أقوى منى .

بس انا مش هقدر أقوله كده اصلا .

غير لما هو يقول من نفسه .

عشان اشوف انا عنده اهم ولا الفلوس .

حنين ...عندك حق يا حبيبتى .

ولو أن قلبى حاسس أنه كمان هيعمل كده .

لانه بيحبك بس هيخاف لو ضاعت فلوسه انك متستمريش معاه بعد كده وتندمى  


خصوصا لما يكبر فى السن اكتر وانتِ اكيد فاهمة اقصد ايه ؟

تنهدت حلا قائلة ...هو فاهم كده ، لكن أنا من جوايا لا .

انا بحب روحه حتى لو كان عنده مية سنة .

حنين ...يا واد انت يا بتاع الروح .

فكرتينى لما اروح انزل بوست عن جمال الروح .

يمكن ألم عليها تفاعل ، واضايق حكيم اللى بيغير لما اصدقائى الكتير .

وعايزنى لوحده وبس .

حلا ..هو الغيرة حلوة مفهاش كلام ، بس لازم تكون ليكى مساحة حرية ،عشان متحسيش انك متكتفة .

حنين بتنهيدة ...مش عارفه انا هلاقيها من غيرته الزيادة ولا من خالتى حماتى العزيزة .

حلا ...اه والله كله كوم ، وخالتى دى كوم تانى خالص .

ربنا يهديها عليكى .

حنين ...يارب .

................


عاد غنيم من المحل إلى شقته وبصوت عالى .....حلا ،حلولتى أنتِ فين يا قلبى ؟

وحشتينى اوى .

تعالى شوفى جيبلك ايه معايا .

جبتلك غزل البنات اللى بتحبيه ، يا احلى بنات انتِ يا قمر .

حلا .حلا .

ثم شعر بغصة فى قلبه ، عندما لم تستجب لندائه .

فأسرع يبحث عنها فى جميع غرف الشقة فلم يجدها .

فدخل الفزع قلبه مرددا ...يا ترى راحت فين ؟

وليه تخرج اصلا من غير ما تقول وعشان ايه ؟

لا انا اصلا قلبى مش مطمن من الصبح .

ومكنتش عايز أخرج اصلا .

بس هى صممت وانا مردتش ازعلها .

ثم أخرج هاتفه ليتصل بها .

وعندما رن هاتفها ،دق قلب حلا .

حنين ...وشك بيقول أنه هو صح ؟

حلا ..ايوه .

حنين ..تحبى ارد عليه انا .

حلا ...اه ياريت ،انا اعصابى مش متحملة اسمع صوته اصلا .

ومش عايزة أضعف غير لما اشوف واعرف موقفه الاول .

حنين ..تمام .

نولينى اللفلفون ده .

فضحكت حلا مرددة .. اتفضلى يا حاجة .

فردت حنين ...الو اهلا يا حاج .

الحاج غنيم بلهفة....حلا فين يا حنين ؟

طمنينى هى كويسة ؟

طيب مردتش ايه هى ؟

حنين ...طيب ما تصبر بس عليه عشان افهمك .

الا انت عامل زى ماسورة المية لما بتضرب ومحدش قادر يحوشها.

فابتسم غنيم قائلا ...يارب خير .

طيب قولى سكت اهو انا .

حنين ...اولا مش هينفع فى التلفون .

تعال حضرتك شرف عندنا ونكلم ، عشان الموضوع مهم جدا ومحتاج فيس تو فيس .

فضحك غنيم ..فيس مرة واحدة ، حاضر جى حالا .

مسافة السكة .

حنين ...تمام واحنا فى انتظارك .

 

ثم حدثت حلا بقولها ...طبعا اول ما يشوفك كده هيزعل ويدعى على عياله ويقول هيسوى ويعمل فيهم .

تروحى أنتِ قيلاله لا حرام تقول كده دول عيالك برده .

وانكم لازم تفترقوا بدل مهما يفترقوا .

عشان يضمنوا حقهم ميضعش .

لأن لو فضلتى معاه هيفضلوا يأذوكى.

حلا.....تمام يا ريس .

وبالفعل آتى غنيم متلهفا لرؤيتها ، وكادت عينيه تخرج من مقلتيه عندما وجدها على تلك الحالة المزرية .

ودمعت عيناه وهو يمسك بيديها قائلا ...حلا حبيبتى ،ايه حصل؟

وازاى حصلك كده ،ومين السبب ؟

حلا بإنكسار.....السبب ولادك يا غنيم ، وطبعا المرة دى اصعب لأنهم فاكرين انى خلاص بجوازى منك ، انى هكوش على كل حاجة .

وعشان كده خلاص معدتش ينفع نكمل مع بعض .

وانت لازم تطلقنى ، عشان ترجع علاقتك معاهم كويسة ويضمنوا حقهم .

لأنى طول ما انا معاك مش هيبطلوا يأذوك ويأذونى .

غنيم بغصة مريرة ....ولادى تانى !

وازاى عرفوا ؟

لا حول ولا قوة الا بالله.

وكل ده عشان الفلوس ، كسروكى وكسرونى معاهم .

يارتنى ما كنت انسان غنى ومعايا فلوس .

يمكن كانوا ساعتها سابونى اتهنى مع الإنسانة اللى تمناها قلبى .

بس انا مش هسكت وانا فعلا هحرمهم من الفلوس دى .

جزءا للى عملوه معاكى .


حلا ...لا طبعا انت بتقول ايه ؟

انا مرضاش بكده طبعا .


ده حقهم ، وانا قولتلك قبل كده ، انا اتعوض ، لكن ولادك لا.

فسامحنى ، زى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف .


فانفعل غنيم قائلا ...أنتِ كمان بتبعينى بالسهولة دى يا حلا .

حرام عليكى ، هو بالساهل تدوسى على قلبى كده .


حلا بإنكسار ...لا طبعا ، بس ولادك اولى بيك وبفلوسك .

غنيم ...يادى الفلوس .


اقولك خلاص انا مش عايزها ،خليهلهم ، انا هكتبلهم تنازل عنها كلها ، المهن يسبونى فى حالى .


وانا مش مهم عندى الا أنتِ ، انتِ كنزى الوحيد يا حلا .

ده لو تقبلى بيه كده ؟


يعنى مش هكون الحاج غنيم الراجل الغنى ، هكون مجرد غنيم بس ،زوج عادى .


وهشتغل فى اى مكان ، إن شاء الله حتى اكنس الشارع المهم اكفى طلباتك واعيشك مستورة وتكونى جمبى .

لكن مقدرش فعلا استغنى عنك .


فابتسمت حلا ورفعت يده لفمها وقبلته بحنو قائلة...وانا مش عايزة غيرك يا غنيم .

سبلهم كل حاجة ، وانا هكتفى بيك أنت .


ابتسم غنيم ابتسامة رضا وحمد الله أنه رزقه بتلك الزوجة الصالحة التى جاءت عوض عن عقوق أبنائه له .


وفجأة قام قائلا ...انا رايح دلوقتى ليهم ،وهاخد معايا المحامى .


وهتنازل عن كل ما املك الا طبعا شقتنا .


وهخليه يكتب تعهد عليهم بعدم التعرض ليكى تانى والا هما حرين بقا فى اللى ممكن يحصل ليهم تانى .

لأن المرة الجاية لا قدر الله لو حصلك اى شىء .

مش هيكفينى فيكى الدنيا كلها .


ابتسمت حلا واومئت برأسها برضا وسكينة .

فما سينفعها المال بدون حب كهذا الذى يحمله زوجها له.


وبالفعل توجه غنيم هو ومحاميه إلى فهمى فى شقته والصدقة أن اخواته كانوا معا يتحدثون فى مؤامرة جديدة .


تفاجىء فهمى بمجىء والده عندما فتحت له الخادمة .

فوجده أمامه ففزع قائلا ...بابا .

لتقف نورا ومروة ببعض الإرتباك .

ليفذف غنيم فى وجههم القنبلة التى مفادها ....انا من النهاردة لا ابوكوا ولا اعرفكوا .


وحسبى الله ونعم الوكيل فيكم ،ومش مسامحكم لغاية يوم الدين .


فهمى بجحود ....واحنا مسامحينك ، عشان جبت عيلة من دور بناتك ، تقسمنا فى حقنا ،ومش بعيد تخليك تكتبلها كل أملاكك .

غنيم بصدمة ...وانتوا كل اللى يهمكم هو الفلوس والأملاك بس ، وانا فين من ده كله .

ليه بتبخلوا عليا بشوية سعادة مرة من نفسى بعد سنين طويلة من الحرمان .

وليه حكمتوا عليها وظلمتوها كده ؟


ومين قال إنها هتشارككم، أو حتى تخلينى اكتبلها حاجة .

انتم عارفين انى عارف شرع ربنا كويس اوى .

وان كان ليها حق مش هيجى حاجة فى حقكم انتم .


مروة ...لا ما هى ممكن تجبلك عيل ولا اتنين كمان ،وساعتها احنا هنطلع برا اللعبة خالص .


نورا ...يعنى كان لازم تاخد واحد قد بنتك .

ليه معملتش حساب لسنك واتجوزت وحدة قدك .


غنيم بغصة مريرة...ده نصيبى اللى ربنا كرمنى بيه .

فهمى ...واحنا مش عايزنها ،ويستحيل نسبها تشاركنا ،او نستنى لما تجبلك عيل .

انت لازم تطلقها وحالا والا ...؟

غنيم ...والا ايه يا فهمى ، يا ابنى المفروض العاقل الكبير .


فهمى ...هحجر عليك .

فاهتز جسد غنيم من وقع الصدمة ،وكاد أن يقع ولكن أسنده المحامى .

الذى غضب بشدة لما حدث منهم ، فارتفع صوته قائلا ....ازاى تعملوا كده فى ابوكم اللى رباكم لغاية ما كبرتوا وفتحتوا بيوت .

فين بر الوالدين ،ومتعرفوش ، إنما كما تدين تدان .


يعنى زى ما بتعملوا فى ابوكم دلوقتى ،مسير الدنيا تدور .

وعيلكوا هيعملوا كده فيكم .


وعلى العموم للأسف على الرغم من اللى انتوا عملتوه ،هو كان جى دلوقتى بإرادته يتنازل عن كل أملاكه بيع وشرا ليكم ماعدا الشقة اللى قاعد فيها .

مع اخد تعهد بعدم التقرب لمراته مرة تانية بأى صورة من الصور .

والا ساعتها هتعرضوا نفسكم للمسئولية والحبس .

فلمعت عين فهمى ونورا ومروة .

قائلين ...بجد الكلام ده !!!

المحامى ...اه ،وانا معايا الورق اهو ،ومش ناقص غير امضتيكم .

وفعلا أخرج الورق ، ومع كل ورقة كانوا يمضون عليها .

كان قلب غنيم يدق بشدة .

فليس بالهين التنازل عن كل أملاكه التى طالما اجتهد وسهر الليالى لجمعها .

.....

وما زال الأحداث بقية 

فما سيحدث لهم بعد أن تناول عن أمواله؟

وما سيحدث لخالد ؟

وما مصير زواج حنين وحكيم .

يارب تكون الحلقة عجبتكم والتفاعل يزيد ويهمنى اوى التعليقات عشان أحس انكم معايا .

ونختم بدعاء جميل ❤️ 

اللهم انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين، فاكشف عنى الضر واشفينى واشفى كل مريض .

اللهم انى توكلت عليك فلا تتركني ولا احد يربى ولادى غيرى، فليس لدى سواك يا حبيبى .

...

ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد

الحلقة العشرون 

ممرضة دمـ.رت حياتي

...............

أصعب شىء هو الابتلاء فى الأولاد، اللهم لا تبتلينا فيهم يا الله .

مضى غنيم على عقود التنازل على جميع ممتلكاته رغم صعوبة ذلك، لأن لم يولد ثرى ولكن كل ما وصل إليه كان بفضل الله ثم مجهوده طوال سنوات عمره .

ولكن كله يهون أمام حبه لزوجته وقرة عينه حلا .

.وبعد انتهاء الامضاء على العقد .

وأخذ التعهد عليهم ألا يتعرضوا لزوجته مرة أخرى .

تهافت عليه أولاده الثلاثة قائلين بتصنع ..

فهمى ...مكنتش اعرف يا بابا يا حبيبى ، انك بتحبنا اوى كده ..ثم حاول فهمى أن يقبل يده .

ولكن غنيم سحبها منه مرددا ...دلوقتى بابا .

بس أقول ايه ؟ 

ربنا حكم عدل .

مروة ...خلاص بقا يا بابا حصل خير .

وانت مهما كان أبونا اللى بنحبه .

وهى. زى بعضه مرات ابونا ولازم نحترمها عشان خاطرك .

نورا ....اه عشان خاطرك يا بابا .

ولو عايز كمان نعتذرها مفيش مانع .

غنيم ...لا خلاص ، مش عايز غير ابعدوا عنها وبس .

نورا بغيظ. ..لدرجاتى بتحبها العيلة دى ،واكلت عقلك ..

غنيم ...لأنها تستاهل ومتربية صح فعلا .

لكن أنا للأسف معرفتش أربى .

ثم أشار المحامى ....لو سمحت ممكن توصلنى .

لأنى كمان مضيت على العربية كمان .

خلاص مش عايز اى حاجة .


المحامى ...تحت امرك يا حاج غنيم .

كان الله فى العون ، ربنا يخلف عليك بالخير .

...............

اما روان فكانت فى انتظار خالد فى الليلة التى وعدته بها ..

وقامت بإعداد بعض الأطعمة ،والعصير الذى ستخلطه بحبوب الهيرو.ين. .

لتجعله مدمنا وتستطيع التحكم به كيفما شائت..

وفى المعاد المحدد ، حضر خالد .


فاستقبلته روان بترحاب شديد .....اهلا اهلا دكتور خالد .

شرفتنا ، اتفضل .

خالد ...ايه احنا هنتعامل رسميات ولا ايه ؟

انا معاكى هنا خالد وبس .


خلودى بتاع زمان ولا نستيه ؟

روان ...لا طبعا عمرى ما هنسى .

وحاول خالد أن يضمها إليه شوقا ورغبة بها ،ولكنها ابتعدت عنه بدلال قائلة ...مستعجل على ايه ؟

سهرتنا طويلة لسه .

وانت ضيفى النهاردة ،وكرم الضيف واجب .

ولازم الاول ناكل عيش وملح مع بعض .


خالد مبتسما ...لا دى شكلها عزومة جامدة بجد .

بس خلى بالك لو عجبنى أكلك ،هيكون ادمان ،وهتضطرى ، تعزمينى كتير بعد كده .


فضحكت روان بمكر ...فعلا ادمان !


ومعنديش مانع من تكرار الزيارة يا خلودى.

ثم أشارت إلى السفرة .

التى كانت معدة باصناف المختلفة ، على أضواء الشموع .


مما حرك قلب خالد قائلا ...ايه الجو الشاعرى اللى يفتح النفس ده .

كل ده يطلع منك أنتِ ؟

لاااا انا خايف كده فعلا أحبك بجد .

ومقدرش استغنى عنك .

روان بضحك ....اعملها بس وبعدين نكلم .

ثم أشارت له بالجلوس .

فجلس وبدئا يتناولن الطعام على انغام الموسيقى والهادئة.

وأثناء الطعام رشف خالد من العصير .

فنظرت له روان بخبث محدثة نفسها ...اشرب يا خالد

اشرب اللى عملته فيا .

اشرب لغاية ما تيجى تركع تحت رجلى وتطلب الرحمة عشان اشربك تانى .

أنهى خالد الطعام والعصير ،ثم شعر بإحساس غريب ينتابه وأخذ يضحك .

روان بٱندهاش...خير بتضحك ليه !

انا قولت نكتة .

خالد ...مش عارف بس حاسس انى مبسوط اوى ،وجسمى مستريح ،وحاسس زى ما يكون طاير فى الهوا .

أنتِ حاطة فى الاكل هرمون السعادة ولا ايه ؟.

فضحكت روان ...اه تقريبا كده .


فغمز لها خالد قائلا ...طيب ما تيجى جوه نحلى بعد الاكل الدسم ده يا عسلية أنتِ.


روان بدلال ...يلا بينا يا خلودى .

بس عشان خاطرك أول ليلة فرى .


لكن لو عايز تكررها ، يبقا لازم تجبلى هدية معاك وانت جى .

خالد ..بس كده عيونى ليكى .

لو طلبتى حتى لبن العصفور هجبلهولك .

أنتِ تأمرى يا رورو .


ليقضوا معا سهرة حمراء فى غضب الله ، وانتهكت حرمات الله ، بعد أن نزع الله عنها الحياء والايمان .

لتعيش كما الحيوانات بدون عقل .

ليعود بعدها خالد إلى منزله ، ولكنه ليس فى إدراكه الكامل ، فأخذ يغنى بسعادة ويضحك .


حتى استيقظت زوجته  نادين على صوته .

ففزعت عندما رأته بملابسه الغير مهندمة .


واثار الخيانة عليها من أحمر الشفاه وغيره على قميصه .

بجانب غناؤه وضحكاته الغير طبيعية 


نادين بغلظة ...خالد انت كنت فين ؟

وايه اللى بتقوله ده ؟ مش مكسوف من نفسك ولا خايف عيالك يسمعوا .

خالد ..هششش هششش .

انا مش عايز اسمع صوت ، انا عايز انام وبس .

بس هو صح أنتِ اسمك ايه النهاردة ؟.

نادين وهى تقوم لتقف لمقابلته منفعلة ...انت شكلك اتجننت خلاص ،وايه اللى عمله فى نفسك كده .

ده غير القذارة على هدومك .

انت ايه يا اخى معندكش ريحة الدم ولا الاحساس 

انا خلاص زهقت وجبت أخرى منك ومن القاذارة اللى انت عايش فيها دى .

خالد. ..وبعدين معاكى ،سبينى أنام دلوقتى وبعدين نبقا نكلم .

عشان انا مبسوط اوى دلوقتى .


نادين ببكاء.....لا انا خلاص مبقتش قدرة استحمل الوضع ده .

ثم قالت ..

خالد انت لازم تطلقنى ، يستحيل أعيش معاك بعد موصلت للدرجة دى كمان .

مش همك بيتك ولا وولادك ولا مكانتك .

مش همك غير الستات القذرة إللى تعرفهم .

طلقنى يا خالد .


خالد ..يا ستى استهدى بالله وسبينى أنام .

ولما اصحى ابقا اطلقك .

نادين .. لا طلقنى طلقنى دلوقتى .

خالد ....يعنى لو طلقتك دلوقتى هتسبينى انام .

نادين .. ايوا .

خالد ...طيب .

انتِ طالق يا نادين .

ويلا اوعى كده عشان عايز انام .

فانهارت نادين من البكاء.

مرددة ....ياه على عمرى اللى ضاع مع انسان زيك .

انت فعلا متستهلش انى اكون مراتك ولا انت اب مشرف .

الحمد لله انى خلصت منك .

وهسيبك لنفسك وهاخد وولادى. 

وربنا يقدرنى عليهم .

وبالفعل جمعت ملابسها وذهبت لغرفة اولادها وعندما تسلل ضوء النهار ايقظتهم .

ثم بعد ذلك ذهبت بهم إلى والدها ، بدون رجعة مرة أخرى .

........

علم الحاج محمد بما حدث لصديقه المقرب غنيم فاتصل به .

الحاج محمد بمداعبة لكى يدخل على نفسه السرور......ازيك يا راجل ؟ وايه اخبار الدنيا معاك ؟

غنيم ... الحمدلله والله على كل حال.

الحاج محمد ...يزيد فضلك يا اخويا .

بقولك انت عارف انى صحتى على القد دلوقتى ، ومبقتش قادر على الشغل لكن انت ماشاءالله اتجوزت اللى رجعتلك شبابك .

عينى عليك باردة .

غنيم بضحك ...ما قولتلك اجوزك .

الحاج محمد بضحك ...طيب خلينى افكر ،بس خايف من أم العيال تعمل منى كفتة .

فضحك غنيم ...خلاص اتقى شرها أحسن .

الحاج محمد ...طيب يا عم الشباب انت ،ما تيجى تمسك معايا الشغل فى الوكالة .


وتبقا جمبى واشوفك على طول ونتسامر زى زمان .

وحط مرتب لنفسك يا صاحبى زى ما تحب وبزيادة كمان .

فابتسم غنيم ...لانه يعلم أنه يريد مساعدته ولكن لا يريد اجراح شعوره .

ولكنه تقبل لانه فعلا يحتاج العمل ، بعد أن تنازل عن كل ما يملك .

غنيم ...اكيد يا صاحبى ،دى حاجة تفرحنى انى اكون جنبك لآخر العمر .


الحاج محمد ...خلاص مستنيك ، ولا مش قادر تبعد عن العروسة .

غنيم بضحك ...لا جيلك طوالى اهو .

حلا......خير يا حبيبى ، رايح على فين ؟

غنيم ...هروح اشتغل عند الحاج محمد صاحبى .


حلا بغصة مريرة...انا اسفة يا حبيبى .

انا السبب فى انك تسيب املاكك وتروح تشتغل عند الناس .

فأمسك غنيم يدها وقبلها قائلا ...انتِ كل ناسى ، ولو اقدر اديكى عمرى مش هتأخر كمان .


وانا بحب الشغل فى اى مكان سواء بتاعى أو بتاع غيرى .

كله رزق من الله حلو ، ربنا يديم علينا ستره .

........

تعددت لقاءات خالد مع روان .

خالد بتوتر وارتجاف ...بقولك يا رورو ، قومى اعمليلى كوباية عصير من العصير بتاعك اللى كله مزاج ده .

عشان بيظبط دماغى .

عشان حاسس انى مصدع اوى ومش شايف .

روان بابتسامة نصر ...الف سلامة عليك يا خلودى .


حاضر هقوم حالا اعملك ،فذهبت واذابت فيه المخدر كالعادة واتت إليه ، فخطفه منها سريعا بلهفة .

روان ...تصور حظك حلو النهاردة ، عشان دى اخر كوباية عندى منه .

ففزع خالد قائلا ...اخر حاجة ازاى ؟

انا مش برتاح غير لما اخده ، طيب بتشتريه منين وانا اروح اجيبه ؟

روان ...لا ده عصير مستورد ومش موجود كتير للأسف وغالى .

خالد ..لو بكنوز الأرض اجيبه ، مفيش حاجة بتريحنى غيره .

انا مش عارف ده ايه ؟

اول مرة احتاج لحاجة بالشكل ده .

روان ...هحاول والله ، بس محتاجة مبلغ 

عشان ابعت حد يجيبه من برا مخصوص.

خالد ...اى مبلغ انا تحت امرك ، المهم اجى المرة الجاية يكون موجود .


روان محدثة نفسها ...فاضل على الحلو دقة ، المرة الجاية هخليه يجوزنى غصبا عنه .

عشان كده خلاص استوى على الاخر ،وروحه بقت فى ايدى .

ثم ضحكت بشماتة مرددة ....والبركة فى العصير .


وبالفعل عندما ذهب لها مرة أخرى ،ويكاد الصداع يفتك به وجسده يرتجف .

خالد ...رورو ، انا محتاج العصير بسرعة لو سمحتى .

روان بمكر...والله لسه مجليش الشحن على وصول إن شاء الله.

خالد بفزع ...ازاى ؟

وانا اعمل ايه دلوقتى ؟

مش قادر محتاجه اوى .

روان ...معلش اصبر يومين تلاتة يكون وصل .


خالد ...لا مش قادر ،ممكن تتصلى بيهم يستعجلوه .

ابوس ايدك ، انا عامل زى ما يكون مدمن فعلا العصير ده ومبقتش قادر استغنى عنه .

هاتيه من اى مكان ارجوكى بسرعة ، مش قادر اسيطر على نفسى .

انا مش عارف العصير ده فيه ايه بالظبط بيخلينى اعمل كده .

ثم نظر لها بشك مرددا ...روان أنتِ عارفة فيه ايه ؟

واشمعنا انا بيحصلى كده وأنتِ لأ ؟

هو أنتِ بتحطى فيه حاجة وانا معرفش ؟

مهو فعلا حاجة غريبة .

ازاى من عصير بس يحصلى كده !!

ثم تهجم عليها وأمسك بيديها بقوة قائلا .....قولى ، أنتِ بتحطى ايه فى العصير ده .

روان بخوف ...هحط ايه يعنى ؟

عصير عادى .

خالد ...انطقى والا مش هسيبك .

ولازم اشربه بسرعة لغاية مهدى ، وبعدين هيكون ليا حساب معاكى .

لو طلع اللى فى دماغى مظبوط .

روان ...سيب ايدى وجعتنى .

ولو عايز العصير ده ، عندى ليك شرط .

لو وفيت عليه ، هجبهولك حالا .

خالد باندهاش ...وايه هو الشرط ده ؟

روان......تجوزنى وحالا .

خالد بصدمة .....ايه اجوزك أنتِ....؟

 

روان ...ومالى انا ، مشبهش ولا مشبهش يا دكتور .


خالد ..اديكى قولتى يا دكتور ، يبقا ازاى اجوز وحدة زيك .

روان ....هو انت لسه فيك الكبر والغرور ده .

طيب على الله حكايتك بقا .

مش عايز نجوز ، يبقا مع الف سلامه يا دكتور.

المركب اللى تودى ، وانا دلوقتى غير الاول ، والف مين يتمنانى .

ثم دفعته بيديها ...مع السلامة ،وياريت مشوفش طلعتك البهية دى تانى.

غادر بالفعل خالد ، وأغلقت الباب ورائه بقوة حتى أصدر صوتا عاليا هز اركان المكان .

ثم تحدثت بانفعال ...هتيجى تانى مذلول يا خالد .

وانت اللى بنفسك تطلب الجواز منى ، وانا اللى اقولك .

سبنى فرصة افكر .


سيطر على خالد حالة من الارتباك وعدم السيطرة على النفس ،حتى أنه لم يذهب للمستشفى حتى لا يشك أحدا بأمره .

ثم عاد إلى المنزل ، وولج لغرفة نومه ومن الغضب أخذ يحـ.طم كل ما يقابله قائلا بصياح...ازاى انا دكتور وأقع تحت سيطرة المجرمة القذرة دى .

دى اكيد بتحط مـ.خدر ، ازاى انا مفهمتش ده من اول مرة حسيت انى مش طبيعى .

غبى بجد ، ليه استمريت عشان خاطر واحدة حقيرة زيها ، ما فى منها كتير رخاص بيبعوا نفسهم .

ثم وقعت عينيه على صورة زوجته وابناؤه .

فالتقطها بيديه وجلس يبكى وهو يحتضنها لصدره قائلا بنحيب....انا آسف بجد على اللى عملته فيكم بسبب تصرفاتى الغير مسئولة دى ،وجريى وراء نزواتى وشهواتى بس .


ضيعت من ايدى ست شريفة كانت صاينة بيتى وولادى .

وعارف انى مهما عملت مش هقدر ارجع ثقتها فيا تانى .

لأنى خذلتها فعلا كتير .

ثم اشتد عليه الصداع ،كما شعر بتآكل فى جسده وأخذ يحكه بيديه حتى نزل منه الدماء .

فصرخ ...لااااا مش قادر استحمل ابدا .

لازم اخد الجرعة الزفت دى .

كان مستخبيلى ده كله فين .

انا دكتور خالد اقع تحت سيطرة القذرة دى .

انا اتجوز مومس بتبيع نفسها بالفلوس .

بس انا اللى استاهل ، انا اللى عملت ده فى نفسى .

ولازم اتحمل خطئى ، ومفيش مفر غير انى اروح واتجوزها لفترة مؤقتة لغاية ما اعرف هى بتحط ايه بالظبط عشان احاول اعالج نفسى .

وساعتها هدفعها التمن غالى اوى القذرة دى .


وبالفعل وجدت روان من يطرق عليها الباب بشدة ، فايقنت أنه هو ، فابتسمت بمكر شديد وفتحت الباب ورسمت معالم الغضب على وجهها قائلة ....انت تانى عايز منى ايه ؟

ده ايه البلاوى اللى بتتحدف علينا دى يا ربى .

فولج خالد سريعا للداخل .

فاغلقت الباب لتجده يجثو على ركبتيه امامها قائلا ....روان ارجوكى ادينى الجرعة ،هموت مش قادر .

وانا موافق اتجوزك حالا ، بس ألحقينى بموت والله .

فضحكت روان قائلة...تجوزنى انا ، وانت الدكتور .

خالد ...ايوه هتجوزك ولو مش مصدقة ابعتى هاتى المأذون والشهود .

روان بخبث ...طيب ادينى فرصة افكر .

خالد ..ارجوكى مش قادر ،وافقى .

روان ...طيب هوافق عشان بس شكلك صعبان عليا مش اكتر .

بس الجرعة بعد كتب الكتاب تمام .

خالد ...لسه هصبر .

روان بضحك ...معلش ، انا اصلا فى العمارة دى معايا مأذون هكلمه حالا يجى ومعاه الشهود .

خالد ...طيب بسرعة الله يخليكى .

روان ..طيب طلع بطاقتك واستعد .

وبالفعل قامت روان بالاتصال به ، فجاء على الفور .

واتى الحارس بشاهد وشهد هو أيضا على العقد .

لانه كان يعتقد أنه خطيبها منذ البداية .

وكانت تغدق عليه بالمال حتى لا يفضح أمرها .

وبالفعل تم عقد القران وبارك لهم المأذون والشهود ثم غادروا .

خالد ...يلا ارجوكى ، انا عملت كل اللى أنتِ عايزاه .

هاتى الجرعة بسرعة .

فولجت روان للداخل وافرغت العصير فى كوب ثم اذابت الحبوب به .

وهو اتبعها بدون أن تلاحظه وعندما التفتت لتتجه إليه ، وجدته أمامها ففزعت .

روان بخوف....انت ايه اللى جابك ورايا .

فمد خالد يديه وأخذ منها الكوب اولا ، فاحتساه عن كامله .

حتى بدء المخدر يسرى فى عروقه وشعر ببعض التحسن .

ليقوم بعد ذلك بجذ.بها من معصمها لغرفة النوم .

قائلا بسخرية ...الف مبروك يا عروسة ، ثم بدء ينهـ.ش بها بكل قوة حتى ألمها وصرخت متأوهه.

وبعد أن فرغ منها ، وجدته ينهال عليها ضر.با بكل قوته .

قائلا بإنفعال ...أنتِ يا قذ.رة تعملى فيا كده !

تضحكى عليا انا دكتور خالد ، وتحطيلى المخد.رفى العصير لغاية مبقيت مدمن .

ليه ليه كده ؟

فصرخت روان ...عشان انت مش تستاهل كده وبس .

لا تستاهل القـ.تل كمان .

غررت بيه ، بعد ما وعدتنى بالجواز ، وسرقت شبكتى ورمتنى للكلاب تنهش فى لحمى .

وانا قولتلك ساعتها هتيجلى راكع مذلول ،مصدقتنيش .

واهو حصل يا دكتور .

خالد بحدة وصوت عالى اخافها ...لا عاش ولا كان اللى يذلنى انا خالد يا ماما ولا نسيتى نفسك .

أنتِ ولا تسوى حاجة اصلا ، زيك زى الحيوانات بالظبط .

وانا هوريكِ جزاء اللى عملتيه ،هبيع كل حتة فى جسمك واكسب مطرح اللى خدتيه منى يا قذرة.

وهتعالج وهكون احسن ما كنت كمان .

وأنتِ هتكونى فى خبر كااااااااان. 


وفجأة وهو يتحدث ، إذا به يسقط وتصارعت أنفاسه وجحظت عينه ، حتى فجأة لفظ كل أنفاسه ومات .


إرتجفت روان فإنها لم تتخيل أن يقضى حتفه بهذه السرعة ، وخشيت أن يعلم أحد أمرها وأنها السبب وراء موته بسبب الحبوب المخدرة .

فأسرعت إلى المطبخ وقامت بالتخلص من كل الحبوب التى لديها .

كما قامت بغسل الكوب الذى شرب به جيدا .

ثم قامت بالصراخ والعويل ، حتى يتجمع الناس عليها .

واصطنعت الحزن حتى لا يشك فى أمرها أحدا ..

ولكنها فى قرارة نفسها فرحة جدا فى موته ، بل أيضا سترث بعد موته .

وفعلا تجمع الناس حولها ، وصدموا فى موته فهو منذ قليل كان عريسا وهذه ليلة زفافه فما حدث له.


وجاء الطبيب الكشف عليه ،ليقرر وفاته بأزمة قلبية مفاجئة .

فتنفست روان الصعداء ، أنها نجت من السؤال عن سبب موته .

وتم التصريح الدفن بدون اى شبهة جنائية .


وصل الخبر إلى طليقته نادين ،فانهارت ودخلت فى نوبة بكاء هيسترية حزنا عليه .

ولكنها صدمت عندما علمت أنه تزوج قائلة ...يعنى مكنش مكفيك اللى تعرفهم كمان اتجوزت يا خالد .

يلا الميت متجوزش عليه غير الرحمة .

.........

وهكذا توالت بعض السنين على ابطالنا .

حدث فيها الكثير 

منها حمل حلا ثم وضعها لمولود أسموه عمر ، فرح به غنيم كثيرا  وكان له عوضا عن عقوق أبنائه له .

ولكن الله جزاهم بما عملوا ، فقد خسر فهمى  كثيرا من أموال غنيم لعدم خبرته فى السوق مثل والده .

أما مروة فقد استغلها زوجها كثيرا وأخذ منها كثيرا من أموالها ثم تزوج عليها امرأة أخرى تصغرها ، فكسر قلبها  

أما نورا فعاقبها الله انها كلما تلد مولودا يموت ، فشعرت بالقهر والحزن الشديد .

حتى تجمعوا فى جلسه عائلية يشكو كل واحد منهما للآخر ما حدث له .

فقال فهمى ...انا حاسس يا بنات أن ربنا عقبنا عشان اللى عملناه فى ابونا .

مكنش همنا حاجة غير الفلوس وبس ، واهو الفلوس كانت سبب فى تعاستنا كلنا .

انا خسرت كتير ونفسيتى وسمعتى بقت فى الحضيض .

وانتى جوزك سابك وانتى مش بيعشلك عيل.


وعشان كده يا بنات ، انا بقول لازم نروح نستسمح ابونا عشان يرضى عنا .

كفاية خسرنا الدنيا ،مش عايزين كمان نخسر الآخرة .

فبكت نورا ...اه ياريت .

يمكن لما يسامحنا ربنا يكرمنى المرة الجاية والعيل يعيش .

مروة ...وانا جوزى يرجعلى ويطلق البت اللى اجوزها عليه .

احنا كنا غلطانين فعلا .

والشيطان كان ركبنا .

نورا ....يلا بينا دلوقتى نروحله ونستسمحه.

فهمى ..مروة ....يلا .


ها وقد أعلن باب غنيم بقدوم زائر ، فقام ليفتح وهو يحمل طفله الصغير عمر ..

فتفاجىء بهم غنيم ، فضم صغيره بقوة لصدره ، خوفا من أن يصيبوه بأذى .

ثم نظر إليهم فوجدهم مطأطئين الرأس بإنكسار .

غنيم ...ايه مالكوا وقفين كده ليه ؟

وايه جابكوا اصلا ، مش خلاص خدتوا اللى انتوا عايزينه.

عايزين منى ايه تانى ؟

فرفع فهمى بصره قائلا بإنكسار ....عايزنك تسامحنا ، احنا ندمنا على اللى عملناه ، احنا آسفين يا بابا .

ثم رفعت نورا رأسها لتجده ممسك بطفل صغير .

فقالت والألم يعتصرها....ده اخويا الصغير مش كده .

ممكن أشيله وأضمه .

فخاف غنيم أن يعطيه لها ولكنها عندما بكت وقالت ....متخفش يا بابا ، انا نفسى بس أضمه ، انا ربنا عاقبنى بموت كل عيل اخلفه .

فدمعت عين غنيم وأعطاه لها ، فضمته نورا بحب وبكت حتى سمع نحيبها حلا .

فجاءت سريعا ، لترى ما يحدث .

فوجدتها تقول ...يارب ، اكرمنى بطفل يارب .

فدمعت عين حلا .

وعلى الرغم مما فعلوه معها إلا انها قالت ...ايه يا حاج .

برده كده سايب ولادك على الباب .

ميصحش كده ، اتفضلوا اهلا وسهلا .

نظر لها غنيم بتعجب وابتسم لتلك الزوجة الملائكية.

وشعر أولاده بالحرج لحسن استقبالها لهم .


اقتربت مروة من حلا ، ثم انحنت على يدها لتقبلها ولكن حلا نزعت يدها سريعا قائلة ...استغفر الله العظيم .

مروة ..سامحينى يا بنت الناس ، سامحينى أنتِ وبابا .

انا غلطت وربنا عقبنى .

فياريت تسامحينى.

حلا ...الله بيسامح ، فالعبد ازاى ميسامحش .

خلينا نبدء صفحة جديدة من الأول. 

وانتوا مهما كان اخوات عمر ،وبإذن الله هتكونوا سند ليه لما يكبر .

فهمى ..اه طبعا ، تعال لحضن اخوك يا عمورة.

فحمله وقبله بحنو .

ثم قال ...يلا تعال انت وبابا شوفوا المحل والشغل .

عشان أنا خايب وخسرت كتير .

لكن انت إن شاءالله هتطلع شاطر زى بابا .

يتبع ...

يارب تكون الحلقة عجبتكم وبتمنى تفاعل اكتر على الرواية وكل منشورات الصفحة لأن مش الوصول بس الأقل كمان عدد الصفحة بيقل وللأسف محدش بيساعدنى وكأنى بطلب مستحيل مش مجرد ضغطة بلايك مش تعملك حاجة لكن تهمنى أنا والله المستعان ربنا يفرجها من عنده .

نختم بدعاء جميل ❤️ 

اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك. شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر....



         الفصل الواحد والعشرون من هنا 

  لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات