رواية قلبي بنارها مغرم الفصل السابع 7 والثامن 8 ج1 بقلم روز أمين

رواية قلبي بنارها مغرم

الفصل السابع 7 والثامن 8 ج1 

بقلم روز أمين

تحرك زيدان عائداً بزوجتهِ وصَغيرته إلي شقتهم المتواجدة بمنطقة مدينة نصر ،،وبمجرد أن خطت أقدامهم للداخل حتي هرولت صفا سريعً مُتجهه إلي غرفتها وأوصدت بابها عليها وبدأت بالبكاء المَرير الذي إحتجزته طويلاً رٌغمً عنها،، وذَلكَ كَي لا تٌحزن والديها وأيضاً إمتثالاً لكرامتها التي تأبي الإنكسار،، فيكفي ما أٌهُدر مِنها اليوم علي يد من يُفترض حبيبها ورجٌل أحلامها ،،

بكت بشدة علي ما شعرت به اليوم من إهانات من ذاك القاسم التي كانت تتوقع أن يٌسمعها أحلا كَلمات الغَزل والغرام مثلما قرأت برواياتها الحَالمة التي تعشقها ،، وأيضاً ما تُشاهدهٌ في بعض الأفلام الرُومانسيه الراقية الفِكرّ والخالية من آية مَشَاهد خَادِشه للحياء،، والتي تٌشاهِدُها بصُحبة والِدتها وذلك كي تُراقب ورد ما تحتويه ما تُشاهدة طِفلتِها

حَلٌمت وحَلٌمت بالإهتمام وبأن ينظر لداخل عيناها ويُسمعها أرقي كلمات الغزل ،،

ولكن،، متيّ كان التَمني طائِع لرغباتِنا  ؟

أما زيدان الذي كان يتهرب من نظرات ورد المُتفحصة له والمُدققة لرصد ردة فِعله علي ما بدَرَ من إبن شقيقهُ ، ويضل السؤال قائماً ،، ما بيدة ليفعله  ؟

أحقاً يستطيع أن يقف بوجه أبيه هذة المّرة أيضاً ويعارضه ويُنجي بعزيزة أبيها من ذاك الحُزن الذي ينتظِرُها  ؟

لا والله لن يفعلها وخصوصاً أنه يَعلمُ عِلمْ اليقين آن إبنتَهُ تعشق ذاك القاسم حتي بعد كُل ما فعلة ،، وجَدها أكِيدُ من ذاك،، ولِذا إختار لها فارِسُها كي تظفر به وتنعم  ،،  لِذا فإذا تدخل سيكون هو الطرف الخاسِر داخِل تِلك المُعضِلة ،،2

كل ما أستطاع فعله هو أن سحب ورد لداخل أحضانهْ حتي يُضمد لها جِراح روحِهَا التي أصَابتِها جَراء حُزن وآنكِسار صغيرتِها بتلك القسوة أمام أعيُنها

وبعد مرور حوالي ساعة كان قد تركَها زيدان مُتعمداً كي تَهدئ وتُخَرج كُل ما في صَدرِهَا حتي تستريح  ،، دقَ بابِ حُجرتِها فأذنت له ودلف للداخل،،

  إنشق صدرهُ لنصفين حين وجدها تجلس القُرفِصَاء فوق تختِها وعيناها مُنتفخة ، حمراء جراء كَثرة بُكائها الحَار،،

تحرك إليها بهدوء وجاورها الجلوس،،  ثم أمسك كف يدها وأحتضنهُ برعاية وشدد من ضَمته حتي يَبِثُ لها الطمأنينة،، ونظر داخل مِقلتَيها وأبتسم بخفوت،، بادلتهُ إبتسامتهِ بأخري مُنهزمة1


تحمحم كي يُنظف حَنجرته وتحدث إليها مُتسائلاً بهدوء  :  جَدمتي في التَنسِيج   ؟ 

هزت رأسها بنفي فأكمل هو مُسترسِلاً بنبرة قوية   :  جَدمي في چَامعة القاهرة يا صفا5

قطبت جبينها وأمالت رأسِها بهدوء بنظرة إستفهامية فأكمل هو بنبرة قوية مُساندة  :  مِن اليوم وطالع رايدك تشوفي مُستجبلك فين وتُرمَحي وراه رَمح ،، معيزكيش تعملي حِساب لأي حد مهما كانت غلاوتُه ومِجدارة عِنديكِ ،، عاوزك تُحطي مُستجبلك ودراستك في أولوياتك  ،، وزي ما آنتِ جولتي إن الدراسة في چامعة القاهرة هتعلي من شأنِك ومن تصنيفك،،4

وأكمل بنبرة قوية ليُطمأن روحها  :  وإوعاكِ في يوم تخافي ولا تِجلَجِي طول ما أبوكي عايش وفي ضهرك ،،6

وأكمل بإبتسامة حانية  :  ولازمن تِعرفي إنك غَالية وعَالية جَوي يا سِت أبوكي 

إبتسمت بسعادة وتحدثت بإمتنان وهي ترفع كف يدهُ إلي فَمِها و تُقَبٍلُها بحنان  :  ربنا يبارك لي في عُمرك وتِفضل دايماً سندي ومِنور حياتي يا أبوي2

تنهد عَالياً براحة ثم إستطرَدَ حديثهُ قائلاً كي يُخرِجُها من حُزنها الذي أصابها   :  صفا،، أني معيزكيش تزعلي من قاسم  ،،  قاسم راچِل صِعيدي ودمُه حُر،،  مطَاجِش يشوفك واجفه مع راچِل غريب عَنيكي ،،  متنسيش كَمان إنك بجِيتي تُخصِية ولازمن يِغير عَليكِ ويخاف

هزت رأسها بتفهم لكن مازال قلبها مليئًُ بالخيبات والندبات التي لم تُمحيَ بمُجرد إستماعها لبعض الكلمات من عزيزها

وقفَ مُنتصِب الظَهر وتحدث بإبتسامَتهِ الخَلابة التي تأسِرُ قَلب بِنت أبِيها  :  يلا إفتحي المَوجَع وجَدمي حالاً في طِب القاهرة يا دَكتورة

إنتفضت من جلستها بسعادة وبلحظة كانت تُلقي بحالِها داخل أحضان غَاليها وكأنها ترمي إليه ألامُها وما يُؤرِقُ روحِهَا ،، شدد هو من ضَمَتِها وكأنهُ بتلك الضمة قد سحب عنها كامِلُ حُزنها  ،،

  فهكذا هو الأُب يا سادة

فليرحم الله من كان قِطعةً من قلبي،،وبرحِيلهُ ذهب الأمَانُ من قلبي إلي أخر الدَهرِ

32

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

صباح اليوم التالي داخل مدينة سوهاج

ذهب يزن إلي أراضْ جدهِ الواسعه ليلتقي والده الذي يٌشرف علي العمال وهم يحصدون محصول الذرة في موسمهٌ الصيفي من كل عام

وجد أباهُ جالسً فوق مقعدةٌ تحت المَظله التي تحجُب عنهْ أشِعة شمس شهر أغسطس الحادة،، واضعً بعض الدفاتر أمامهٌ فوق تلك المنضدة الخشبية الموضوعه أمامه

إقترب من جلسة أبيه وتحدث بإحترام  :  السلام عليكم يا أبوي

نظر له مٌنتصر بإستغراب لتواجدهٌ بتلك الساعة حيث يجب أن يكون بصحبة جدهِ وهو يٌسلم محصول ثمار البرقوق للمشتري

وتحدث مٌنتصر بإستغراب وتعجب   :  يزن،، بتعمل أية إهني يا ولدي وفايت چِدك لحاله مع الناس اللي بيشتروا المحصُول ؟!

أجابهٌ صغيره بإختصار  :  الناس مَشوا يا أبوي ،، چِدي معجبوش السعر وما أتفجوش ،، مع إن عمي قدري كان هيتچنن وشويه وكان هيميل علي يد چدي ويحب عليها لجل ما يتمم البيعه ،،بس چدي صمم علي رأية ومشاهم من الچنينة خالص

تنهد مٌنتصر بصدرٍ مٌحمل بأثقال الهموم من أفعال أخيه الذي يعلم علم اليقين أنهٌ علي إتفاق سري خبيث مع مشتري المحصول ليُبخس من ثمنه ويأخذ هو فارق السعر في الخفاء ليضعهٌ في حساباته البنكيه هو و زوجته والذي يُخفيها عن الجميع،،1

ولكن لسوء حظه فقد وقع خطاب إستعلامي كان مبعوث له من البنك ليعُلمهٌ كيف أصبح حسابه هو و زوجته وبالصدفه وقع هذا الخطاب في يد مٌنتصر بعدما كذب علي ذاك المندوب وأخبرهٌ أنهٌ قدري

حيث أن قدري كان قد أخبرهم من ذي قبل بأنهٌ لا يٌريد أية خطابات إستعلامية تصل إلي منزله ولكن لسوء حظة فقد تغيرت إدارة البنك وجرت هذة اللخبطة

نظر يزن إلي أبيه مٌستغربً حزنهٌ الذي أصابه فجأة وتساءل ليطمئن علي عزيزٌ عينه :  مالك يا أبوي ،،أيه اللي غَيِر وشك فجأة إكدِه ؟!

أجاب ولده بمراوغة كي لا يكشف الوجه السئ لأخيه أمام يزن  :  مفيش يا ولدي ،،جولي يا باشمهندس ، كُت چاي لية وعاوز أيه  ؟

تنفس يزن عالياً ثم زفر براحة وتحدث بنبرة حذرة   :  عاوز أتحدت ويَا حضرتك في موضوع مهم يا أبوي ،،بس عاوزك تفهمني زين وتجدر كلامي وحالتي

ضيق مُنتصر عيناه وتحدث بنبرة قلقة  :  فيه أيه يا ولدي ،،إنطج جَلجتِني

نظر لوالده بتمعن ثم أجابهٌ بشجاعة  :  أني رايد أتچوز من صفا بِت عمي يا أبوي ،،مرايدش ليلي أني ،،معحبهاش يا أبوي

تنهد الوالد بأسي وتحدث بإستسلام مُهين  :  خلاص يا يزن ،،جُضي الأمر وچِدك أصدر أوامرة خلاص

إنفعل يزن وأردف قائلاً بنبرة حادة  :  حُكم قراقوش هو ولا حكم قراقوش ؟؟

 وأكمل بإعتراض :  مين إدي السُلطة لچدي إنه يُحكم ويتحَكَم في مصِيرنا وجلوبنا كيف ما يحلالُه ،، بأي حَج يُحكُم علي جَلبي بالإعدام ويُجبُرني أعيش مع واحده وأني جَلبي مِلك لغيرها

تنهد مٌنتصر بأسي لحالة ولدهٌ البكري وعزيزهٌ وهو يري تشتت ومعاناة روحهٌ من تجبر چده

وأردف قائلا بنبرة حنون كي يٌسيطر بها علي غضب نجلهِ الحبيب  :  فيه حاچات أشد من العِشج يا ولدي ،، مع الأسف يا يزن ،، العادات والتجاليد هي اللي بتحكُمنا

إحتد وجه يزن وأردفَ قائلا بحدة وغضب   :  ملعون أبوها التجاليد دِي اللي تخليني أنسى عِشج عُمري وأدفن حَالي في حُضن مَرّه مرايدهاش ،،  وكأن إكتب علي أموت وأني لسه علي وش الدِنيي وحُضن ليلي يُبجا كَفني ومَجبرتي4

صاح مٌنتصر بوجة ولدهِ بحده وتحدث ناهراً إياه   :  إتحشم يا واد وإنتَ بتتكلم علي بِت عمك،، وبعدين مين اللي جال لك إن صفا هترضي بيك يا حزين  ؟

صفا رايده قاسم ، وچدك وچدتك عارفين إكده زين وعشان إكده إختاروها هي بالذات دونً عن غيرها لقاسم

أجاب والده مفسراً   :  وقاسم مريدهاش يا أبوي ،، قاسم بيحب واحده مصراويه وأني سِمعته بودني دي وهو بيكلمها وبيحب فيها في التلفون من الچنينة  ،، صدجني يا أبوي قاسم مرايدهاش 

تحدث إليه أبيه بيقين   :  قاسم شاب ،،مال وجاه ورچوله الله أكبر ،، وعايش في الغربه لحالة وأكيد البنات حواليه يَامَا،1

وأشار بيده مُقللاً من الحديث  :  أهو بيسلي نفسيه وبيسلي وحدته في مصر ،،لكن لما توصل للچواز أكيد هيختار البِت اللي تِليِج له وتشَرِفه جِدام عِيلته وبلده،،والدليل علي حديتي دِي إنه وافج چدك علي جراراته ومعصهوش ولا أعترض زييك

تحدث يزن بيقين من داخله  :  متخدعش حالك بكلام حضرتك عارف حجيجته زين يا أبوي ،، كلنا عارفين إن سكوت قاسم وموافجته علي جَرارَات چِدي ما هي إلا طاعة عامية لتهديدات وضغط عمي قدري عليه ،، كُلنا خابرين زين إن عمي قدري طمعان في مال عمي زيدان اللي لمُه بشَجاه وتعبه طول السنيين اللي فَاتت ،، عمي قدري ومَرته حسبوها صٌح ،، يجوزوا صفا لقاسم ويستولوا علي شجا عمي 4

تنهد الأب لعلمهِ وتيقنهُ من صحة حديث صغيره ولكن ماذا عساهٌ أن يفعل أمام جبروت أبية وتحكماتة الشديدة المٌتعصبة

فاتخذ من الصمت ملاذاً له

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

في مساء اليوم التالي

كانت تجلس داخل غرفتها حزينة شاردة تفكر فيما فعلة ذاك القاسم ،، عديم القلب ،، فاقد المشاعر والإحساس والتي لم تشعر من جانبهِ إلي الآن أية مشاعر إيجابية بإتجاهها  ،، فاقت علي طرقات تٌقرع فوق بابها بخفة

سمحت للطارق بالدخول فدلفت والدتها وتحدثت لِتُخبرها بهدوء   :  قاسم برة ورايد يشوفك يا صفا

حَزِن داخلها حين إستمعت إلي ذكر إسمة فتحدثت إلي والدتها بنبرة حزينه ومازالت مُستكينة بجلسَتِها فوق فراشها بإستسلام   :  معوزاش أشوف حد

تنهدت ورد وتحدثت إلي صغيرتها بإصرار   :  جومي غيري خلجاتِك وإطلعي له يا صفا،، قاسم شكلة جاي يعتذر لك عن اللي حٌصل مِنيه عَشيه

تنهدت بأسي وأطاعت والدتها وأرتدت ثوبً هادئً وتحركت للخارج ،، وجدته يجلس بجانب أبيها ،، ولا تدري ما الذي أصابها حين رأته ،، إنتفاضة إجتاحت جسدها بالكامل بمجرد رؤيتها لعيناه ،، فبرغم يأسها الشديد الذي تسبب لها به ،، وبرغم حٌزنها وغضبها منه إلا أنها بمجرد فقط ظهورهٌ أمامها تنتابها مشاعر جياشة تجتاحٌ كيانها بالكامل3

وقف سريعً عند رؤيتها وأمال بجزعهِ إلي تلك المنضدة الموضوعة أمامه وألتقط من فوقها تلك الباقة الرائعة المكونه من زهور البنفسج التي تٌبهج النفس وتبثٌ بها سعادة

حمل الباقة وأقترب عليها وأردفَ قائلاً بإبتسامة خَلابة وهو يمد يدهٌ بتلك الزهور كآعتذاراً صريح لما بدر مِنهُ ليلة البارحة   :  كِيفك يا صفا

نظرت إلية بعيون مٌتسعة،، مذهولة،، سعيدة وقلبٍ ينبُضُ بشِدة ويكادٌ يخرج من بين ضِلُوعها ليرتمي داخل أحضانة ويَسعَدُ بدفأهِ2

وأسترسل هو مٌبتسمً وهو يٌعطيها الزهور  :  أني أسف يا صفا ،، حَجك علي،، وصدجيني أني مكُنتش أجصُد أزعلك ولا أتسبب لك في نزول دمعة واحده من عيونك الغالية

كانت تنظر إليه فاتحة فاهها ببلاهه وهي تستمع لكلماتهِ الرقيقة التي لم ولن تتوقعها منه حالياً وبالتحديد أمام مسمع ومرأي من والديها ،  طار داخلها وشعرت بزلزلة عنيفة تسري بداخل شرايينها ،،

بسطَت يداها ناحيتهُ وأخذت منه باقة الزهور وبدون إدراك قربتها من أنفِها لتشتمَ عبيرها بإستمتاع ثم آحتضنتها وتحدثت بنبرة سيطرت عليها السعادة  :  مُتشكرة يا قاسم

إبتسم تلقائياً حين لَمحَ علي محياها كل تلك السعادة التي إرتسمت بلحظات من مُجرد تصرفهُ البسيط ذاك ،،ثم تحرك قليلاً ومال ليلتقط إطاراً كبيراً كان يضعه بجانب الأريكة وتحدث إليها بنبرة حنون  :  غمضي عِنيكي يا صفا

نظرت إلي والدها الجالس يترقب ما يحدث وآبتسامة حانية تملكت من ثَغرة وزينتة لتزيدهُ وسامة  ،، أشار لها زيدان بأهداب عيناه بأن تفعل ،،

فآبتسمت وأغمضت عيناها بالفعل بعدما أخذت الإذن من عزيزُ عيناها ،  نظر قاسم إلي عمه وشكرة بعيناه وبدأ بنزع الغطاء الورقي من فوق الإطار

وتحدث إلي صفا  :  ودالوك يَلا فَتِحِيهُم 

أفتحتهما بالتدريج وإذ بشهقة سعيده مذهولة تخرج من أعماقها وهي تري أمامها  Portrait( بورترية)  مرسومً لها بإتقانٍ شديد جعلها تشعُر وكأنها تٌحلق في السماء بجناحين من نور  

وكان قاسم قد هاتف عمه بعد عودته إلي سكنه وطلب منهُ أن يبعث لهُ صورة شخصية لصفا كي يذهب بها إلي رسام ويجعلهُ يخُط لها برسمة كتعويضً منه علي ما فعل2

نظرت إلي مقلتية وألتقا بعيناها وإذ برعشة تُصيب جَسده من تلك النظرة ولا يدري بما يُفسرها هو ،، نفض من داخله ذاك الشعور سريعً وتخلص منه بحِدة ورفض،،3

وتحدث إليها مُتسائلاً بنبرة جادة  :  أيه رأيك يا دَكتورة  ؟ 

إشتدت سعادتِها من مُجرد ذِكرهِ لها للقب دكتورة التي تعشقه وطالما حَلُمت بإستماعهِ من الجميع وخصوصاً هو،، وتحدثت  بسعادة  :  كُل دِه عِمِلته علشاني يا قاسم ؟!

أجابها بهدوء وصدق   :  زعلك غالي علي يا صفا ،، ومجدرش أشوفك زعلانه مني وأجَف ساكت إكدة ،، ياريت أكون جِدرت أكفر عن ذنبي معاكي وحاولت ولو بسيط أعوضك عن الرسمة إياها 

أجابته قائلة وإبتسامة جذابه إرتسمت علي محياها  :  وأني كفاية عليا كلامك دِه يا قاسم ، محا لي كل حُزني اللي صابني

تحدثت ورد إلي قاسم بإبتسامة سعيدة ناتجة من سعادة طفلتها الوحيدة  :  إجعد يا قاسم ويا صفا،   وأني هروح أعملكم أحلا عشا فيكي يا مصر

تحدث إليها قاسم بإعتراض لطيف  :  متتعبيش حالك يا مرت عمي ،

ثم حول بصرةُ إلي عمه وتحدث بإحترام  : أني بعد إذن عمي هاخد صفا ونتعشا برة وكمان هعزمها علي سِينما بعد العشا تعويضً مني عن اللي حُصل إمبارح3

إنتفض داخلها ونظرت تترقب موافقة أبيها بقلبٍ مٌتلهف ، نظر لها زيدان وكاد أن يعترض إمتثالاً لنظرات ورد القلقة لكنه تلاشي كٌل الإعتبارات في سبيل سعادة طفلته التي رأها بعيناها

وتحدث بإبتسامة حنون  :  وماله يا قاسم ،، صفا معاك هتُبجَا في أمان كَنها معاي بالظبط

إبتسمت لأبيها وتحدثت بلهفة وسعادة بلغت عنان السماء  :  أني هدخُل أچيب شنطتي وهاچي حالاً

______________

بعد مدة كانت تتحرك بجانِبه داخل المطعم وتوقفت حين أشار لهما الموظف المسؤل عن إدارة المكان عن موقع المنضدة الخاصة بهما

وقفت تنظر إلية وإنتظرت أن يسحب لها المقعد لتجلس كما تري في أفلامها وكما صور لها خيالُها الحَالم ،، لكنهٌ أحبَط عزِيمتِها وجلس علي مقعدة بمنتهي البرود حتي قبل أن تجلس هي3

نظر لها وتحدث بنبرة باردة  :  واجفة ليه يا صفا ،  متُجعدِي3

إستفاقت علي حالها ورجعت بخيالها لأرض واقعها المرير ، هزت له رأسها بإيمائة وآبتسامة كاذبة تٌخفي خلفها أهاااات من خزلات وصفعات تتلقاها منه مؤخراً واحدة تلو الأخري

جلست وجاء إليهما النادل وأملاه كلاهما ما يٌريد من الطعام بعدما قررت صفا أن تأكل مثل حبيبها ،،

ذهب النادل ونظر هو لشاشة هاتفة وبدأ بمراسلة أحدهم تحت نظراتها المُستعجبه ،

إستشاطت من أفعاله الغير مٌرضية لكبريائها ولشخصيتها القوية التي لم يَرَها بَعد

فتحدثت بنبرة حاده بعض الشئ وملامح مُقتضبة  :  مكَانِش ليها لزوم خروچِتنا دي طالما مشغول للدرچة دي 4

ضيق عيناه مٌستغربً حدة نبرتها وملامحها الطفولية التي ظهر عليها الغضب بطريقة مٌضحكة ، إبتسم لها كي يٌهدئها وتسائل بهدوء   :   زعلتي إياك  ؟

اخذت نفسً عميقً واجابتة بنبرة قوية لائمة  : مبحبش حد يهمل وچودي ويتلاشاني ويهين كرامتي

إتسعت عيناه وتحدث إليها مستغربً بدٌعابة    :  كٌل دِه أني عِمِلته بمسكتي للتَلفون ؟

أجابته بنبرة حزينة تملكت من صوتها  :  مسكتك للتلفون اللي مستهون بيها دِي معناها كبير جَوي عِندي يا قاسم ،

وأكملت بعبرة خنقت صوتها  :  بعد إكدة لو مش حابب تُجعد وياي متُبجاش تضغط علي حالك

شعر بطعنة داخل صَدرِة لأجل حٌزن تلك البريئة ولام حَالهٌ وأنبها علي خِداعِةِ لتلك المِسكينة التي يعلم أنها تكنٌ له معزة خاصة ، ولكنهُ نفض من عَقلةِ فكرة عشقها له وأقنع حاله أن ما يحدث معها ما هو إلا مجرد إعجاب وتعلق من فتاة مراهقة ساذجة فاقدة للخِبرة بشخص إبن عمها لا أكثر1

أغلق هاتفه ووضعهٌ فوق المنضدة بإهمال وتحدث بإبتسامة  :  وأدي يا ستي التَلفون اللي مزعلك ،

وأكمل بإهتمام كي يٌزيل عنها حٌزنها  :  بس أني معايزكيش تاخدي الأمور بحساسية إكدة يا صفا ، زعلتي وكبرتي الموضوع علي الفاضي

وأكمل مٌبرراً بصدق  :  كُل الحكاية إني كنت براسل زبون عِندي علي الواتس عِنديه جضيه وأتحدد مِيعاد چلستها السبوع دِي وكُنتَ بخبرُة عِنيِها مش أكثر

نظرت له ومازالت تكشيرة وجهها موجودة فتحدث هو بدعابة  :  خلاص بجا عاد ، يلا إبتسمي وريني الضحكة الحِلوة لست البنات

إبتسمت له وأنار وجهها وضل قاسم يتحدث معها بإهتمام حتي اتي النادل بالطعام وانزلهٌ وبدأو بتناوله وبعد الإنتهاء ذهبا سوياً إلي السينما وقضت معه أسعد ليلة بحياتها حيثُ غمرها بإهتمامه ك تكفير منه عن ما أقترفهُ بحقِها،، وبعدها أوصلها إلي منزلها و ودعها و عادَ إلي محل إقامته

 

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

في اليوم التالي داخل محافظة سوهاج

مازال زيدان وورد وصغيرتهما بالقاهره ،،جمعت الچَده قدري ومٌنتصر وزوجتيهما وأنجالهما ،، وقد إتفقت بوقتٍ سابق مع عتمان أن لا يأتي علي الغداء ويبقا بحديقة الفواكة ،، كي يٌعطي لها فرصة إخبارهم بإنتوائها لإكتتابها بالعشرين فدان التي تملكٌهما إلي صفا

نظرت لها فايقة وتحدثت بنبرة حاده لائمة  :  بس اللي بتجولية دِه إسميه ظٌلم يا عمه ،،، إشمعنا صفا اللي تكتبي لها العشرين فدان ورثتك ،  أيه،، ملكيش أحفاد غيرها إياك ؟

وأكملت ليلي ونار الغل تنهش بصدرها   :  كُل حياتكم بجت ظلم وإفتري ، مفيش علي الحِچر غير الست صفا وچلعها الماسخ ، حتي في الورث وشرع الله هتخالفوة لچل عيونها !!

أخرصتها الچده بصياحٍ عارم  :  إخرصي يبت وإتحشمي وإنتِ بتتحدتي وياي ،، شرع أيه اللي هخالفه يا مجصوفة الرجبة إنتِ ،،

وأكملت بتجبر وعِناد  :  ورثتي وهديها لبت زيدان ،، أيه اللي يزعلكم في إكده مفهماش ؟

تحدثت مريم بنبرة مُعترضة تأكيداً علي حديث ليلي   : هو اللي يجول الحَج في البيت ده تخرصوة ؟

وأردف يزن بنبرة جاده وذات معني ومغزي  : خلي بالك يا چَدة ،، إنتِ بتصرفك دِه مبتفديش صفا ،، لا،،،إنتِ بإكدة بتأذيها أكتر وإنتِ مدريناش  !!

وتلاهٌ مٌنتصر الذي تحدث مٌعترضً  :  اللي بتِعمليه دِه غلط وحرام شرعاً يا أماي

نظرت إليهم الچده بنظرات ثاقبة وتحدثت بنبرة حادة وهي تتنقل النظر بين الجميع   :  لما أنتوا فيكم إلسنه إكده وبتعرفوا الحلال والحرام  متحددتوش وأعترضتوا ليه لما زيدان أبوه حرمه من ورثته زمان ،، ولا عشان ده كان عيصب في حِچاركم سَكتوا وطرمختوا علي الموضوع  ؟؟

أجابها مٌنتصر مذكراً إياها :  مين اللي سكت يا أماي ؟؟

وأكملَ ليٌذكرُها  : كام مّرة أني حاولت أتدخل وأصلح بين أبوي وزيدان ،، بس إنتِ أكتر واحده أدري بأبوي وبدماغه الناشفة ،، أبوي بجرارة ده خالف شرع ربنا ،، بلاش تخالفيه إنتِ كَمان بعملتك دِي يا حاچة رسمية

تحدثت فايقه بتأكيد بنبرة حاده  :  كلام مٌنتصر صٌح يا عمة ،، ده غير إن زيدان إتعاجب لأنه غِلط وخالف عادات وتجاليد العيله وحرم نفسه وحرمكم من الواد اللي عيشيل إسمة وإسم أبوة من بعديه ،، ولجل إكده إتحرم من ورثتُه ،،2

وأسترسلت بنبرة معاتبة  :  لكن إحنا وأحفادك بتعاجبينا وتحرمينا من خيرك ليه ؟!

كان يجلس يبتسم من داخله علي قرار والدته والذي يصبُ داخل مصلحتهٌ هو وولدهٌ البكري ،، فقد زين لهٌ الشيطان أفكارة بأن يجعل قاسم يستغل عشق صفا له بعد زواجهما ويٌجبرها علي التنازل لهٌ بالعشرين فدان ،،

ثم بعد ذلك يجعل قاسم يتنازل هو الأخر له عن تلك الورثه التي طالما حلٌمَ بها مِراراً،، والتي ستكون رُمانة الميزان بالنسبة له،،وستحقق لهٌ حٌلمة بأن يٌصبح ذو مال وجاة يُعادل جاة ومال زيدان 1

نظر لتلك الغبيه التي أثارت غضبتة وتحدث بهدوء عكس ما يدور بداخلة ليهدأها ويجعلها تنظر لذاك القرار من جهة آخري  :  وإنتِ إية اللي مِزعِلِك جوي إكده يا فايقة ،، هي صفا دي مش هتُبجا مرت ولدك وكُله عيصُب في الآخر في حِچرة وحِچر ولاده ؟

إتسعت حدقة عيناها منتبهه لصحة حديثهُ التي كانت تغفل عنه،، وبلحظة تحول غضبها الداخلي إلي سعادة لا توصف من شدة جشعها

وضع مٌنتصر ساقً فوق الأخري وتحدث بتعجب ساخراً وهو يحُك ذقنهِ بيده :  هي بجت علني إكده يا قدري ؟!

ضيق عيناه لشقيقهٌ وتساءل بعدم إدراك لمعني حديثه  :  أيه هي اللي بجت علني دي يا واد أبوي ؟

أجابهٌ بحده  : الطمع يا قدري ،، الطمع اللي مالي عنيك في مال زيدان ومال بِته !!

وقفت الچده وتحدثت بحده لتٌنهي ذاك الصراع الدائر بين ولديها  :  بكفياكم عاد يا ولاد عِتمان ،، هي حَصلت كمان إنكم تتعاركوا جُدامي ؟

وأكملت بنبرة صارمة  :  جراري أخدته وخُلص الحديت ،، العشرين فدان هكتبهم لصفا وهبلغ قاسم إنهاردة يعملي بيهم عَجد تنازل ليها  ،،

وأسترسلت حديثها بتفسير صارم  :  وأني إن كنت ببلغكم فده لجل ميكون عنديكم خبر،، مش عشان تشاركوني جراري وتحاسبوني عليه

وأكملت بحدة وصرامة  : يلاااا كل واحد يتكل علي الله ويشوف مصالحه ،، وإنتِ يا فايقه إنتِ وحياة ،، خدي البنِته وأدخلوا المطبخ جهزوا العشا للرچالة

وتحركت إلي حُجرتها وتركت الجميع كٌلٍ ينظر للأخر بغضبٍ عارم لو خرج من داخلهم لأشعل في المنزل بأكملة

تحدث مٌنتصر إلي قدري بعيون تٌطلق شزراً  :  لعِبتها صُح إنتَ ومرتك يا قدري ،، بس خلي بالك زين ،، لأني بعد إكده أني هجف لك بالمرصاد ومش هنولك اللي في بالك واصل

وتحرك للخارج وتلاه يزن الغاضب وبشدة 

وأنفض الإجتماع وتحرك كٌل إلي وجهته

نظر فارس إلي والديه بحزنٍ عميق وتحرك لأعلي متجهً إلي غرفته

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

كان يجلس داخل مكتبه الخاص يدرس بعض القضايا المهمة بإهتمام ،، دلفت إليه إيناس بعدما دقت بابه للإستئذان ،،

إقتربت وجلست أمامه فوق المكتب بوضعية مٌثيرة ووضعت ساقً فوق الأخري بدلال وتحدثت  :  وحشتني

إبتسم لها بخفوت وأردف قائلاً بنبرة خالية من أية مشاعر  : وإنتِ كمان

تنفست بهدوء وتساءلت  :  عمك وبنته رجعوا لسوهاج ولا لسه هنا ؟

أجابها مهمومً وهو يتنفس الصعداء   : حچزت لهم رحلة بكرة الساعة عشرة الصبح

تنفست الصعداء وأردفت قائلة بضيق  :  أخيراااا ،، ده أنا من وقت ما جم وأنا مش عارفة أتلم عليك يا قاسم ،، كل يوم يا خارج معاهم يا إما بتزورهم في شقتهم،، بجد حاجة تُخنق1

أجابها بتملل ونبرة حادة أربكَتها :  خلاص يا إيناس ،، قولت لك هيسافروا بكرة وقفلي بقا علي الموضوع ده،،

وأكمل مُهدداً  :  وتاني مرة ما تتكلميش عن حد من عيلتي بطريقتك المُستفزة دِي لاني مش هسمح لك بكدة

تلبكت من حدته وبلحظة قررت إعادته إلي عالمها من جديد فتحدثت بنبرة أنثوية مٌهلكة :  إنتَ زعلت مني علشان بغير عليك يا قاسم ؟

تحدث إليها بنبرة حادة وعيون غاضبة متسائلة  :  بتغيري عليا من مين يا إيناس ، من صفا ؟!

صفا العيلة الصٌغيرة اللي إنتِ مٌتأكدة من جواكي إني عمري ما شفتها ولا هشوفها غير إنها أختي الصغيرة ؟!

أخذت نفسً عالياً ثم تحدثت بهدوء وهي تتلمس ذقنهِ النابت بدلال إنثوي مٌثير  :  طب ممكن حبيبي يهدي شوية

ثم تابعت بأسي مصطنع  :  علشان مش بحب أشوفك زعلان

إنتفض من جلسته ووقف وأمسك يدها وأبعدها سريعً بحدة عن ملامسة وجهه وذلك كي لا يدع الفرصة للشيطان بأن يتملك منه بعدما إرتعش جسدة بلذة من ملامستها تلك،،وذلك طبيعي أن يحدث لأي ذَكراً عندما تُلامسهُ أنثي بكل ذاك الدلال

تحدث متحمحمً بالصعيدي بعدما فقد سيطرته من تصرفاتها التي تستشيطة غضبً   :  وبعدين وياكِ يا بِت الناس ،، مهطبتليش إسلوبك الغريب دِه ؟

وأكمل بنبرة حاده  :  ده أني لولا إني عارفك زين وعارف أخلاجِك كٌت جُولت عليكي واحده لعبيه ومش تمام4

إتسعت عيناها بصدمة من كلماته المهينة ووقفت سريعً تنظر إليه وتحدثت بغصة مؤلمة  : إنتَ بتقولي انا الكلام ده يا قاسم ؟

وتساءلت بعيون مٌلتمعه بالدموع  :  وليه ؟

علشان بحبك وحابة نتقرب من بعض وناخد علي بعض أكتر قبل الجواز  ؟

وأكملت بعيون عاشقه   :  أنا بحبك يا قاسم ونفسي نعيش سِننا ونتمتع بحياتنا اللي إنتَ مضيقها علينا وحارمنا من كل مٌتعها

وأكملت بتذمر  :  مش كفاية إننا لا بنسهر ولا بنسافر مصايف سوا ، ده حتي ممنوع عليا أسهر معاك وتاخدني في حضنك ونرقص سوا زيي زي أي بنت في سني مخطوبة وبتحب خطيبها ونفسها تحس معاه بلذة الحياة5

تنفس عالياً وأجابها بهدوء كي لا يحتد عليها مجدداً ويرتفع رنين صوته ويخرج لأسماع الخارج من الموظفين والعملاء  : وأنا قٌلت لك قبل كده إن كل الكلام ده بِدع وحرام وأنا عمري ما هسمح لنفسي أعمل حاجة تغضب ربنا مني ويكون فيها هلاكي

أجابته بطريقة تفكيرها المتحرر المخالفة لشرع الله وإتباعها لخطوات الهوي والشيطان  :  وأيه بقا اللي بنعمله يغضب ربنا يا متر ، إحنا مخطوبين يعني أي تقارب يحصل بينا عادي1

نظر لها بعيون مستغربه حديثها وتحدث إليها ساخراً  : إنتِ متأكدة من كلامك ده يا حضرة المحامية يلي دارسة شريعة وقانون1

أجابته بثقة مُتبجحة :  ما لا يٌدرك كله لا يٌترك كله يا قاسم ،، دينا نفسه بيقول كدة

أجابها بحده  :  بلاش تخدعي نفسك وتفسري الدين علي هواكي يا إيناس ،، الحلالٌ بين والحرام بين يا بنت الناس

 

ودي أخر مرة هنبهك وهقولك الكلام ده،، الموضوع ده لو إتكرر تاني إنسي إتفاقنا وكل واحد فينا يروح لحاله1

ووقف بعيداً وأشار لها بيده إلى الباب  :  والوقت إتفضلي علي مكتبك لأن عندي شغل كتير محتاج أخلصه

إبتلعت لعابها وتحركت إلي الخارج بعدما إنتوت تغيير خطتها مع قاسم كي لا تستدعي غضبهُ من جديد ويضطر هو لتنفيذ تهديدة لها

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

بعد يومان داخل محافظة سوهاج

كانت تجلس بداخل حديقة منزل العائلة ترجع برأسها للخلف ساندة علي ظهر المقعد بمظهرٍ يجذب ،، تنظر بإسترخاء إلي السماء تتأمل عظمة الله في صنعه

قاطع شرودها يزن الذي إقترب عليها ينظر إلي كٌل إنشٍ بوجهها بإشتياقٍ جارف لحبيبته الصغيرة وجمالها البارع الذي تفنن الله سبحانة وتعالي في صُنعه وإبداعهُ ،  دق قلبهٌ بوتيرة عالية وأبتلع لعابهٌ من شدة إشتياقة

وتحدث إليها كي تتطلع إليه بمقلتيها الساحرة وتنعش روحه وتعطيها دفعة أمل  :  كيفك يا صفا

إعتدلت سريعً وهي تٌعدل من جلستها ثم نظرت إليه وتحدثت إلية بإبتسامة ساحرة ونبرة رقيقة  :  الحمدلله يا يزن

سحب مقعداً وجلس بجانبها وتساءل بإهتمام  : إنبسطي في القاهرة يا صفا  ؟

تهللت أساريرها وتغيرت معالم وجهها للسعادة وتحدثت بنبرة حماسية وعيون لامعة  :  جوي يا يزن ، قاسم عزمنا علي الغدا علي مطعم عايم في النيل ، وتاني يوم عزمني علي العشا برة و وداني بعدها سينما  ،، وأبوي أخدني لمكتبة كَبيرة وإشتريت مِنيها مچموعة كُتب جيمة جوي، هبجا أديك مِنيهم كِتاب تجراه،، متوكدة إنه هيعچبك جوي

كانت تتحدث بعيون سعيدة ونبرة حماسية أحبطت ذاك العاشق الذي تساءل بهدوء  :  إلا جولي لي يا صفا ، إنتِ أية رأيك في موضوع خطوبتك من قاسم دِي  ؟

إرتبكت وتلونت وجنتيها باللون الأحمر الداكن من شدة حيائها ،وتحدثت علي إستحياء  :  أبوي وچدي موافجين وأكيد هما أدري بمصلحتي مني

نظر لها يزن وتهللت أساريره حين أجابته هكذا ظناً منه أنه لا فرق لديها بين قاسم او غيره وسألها باهتمام ولهفة  :  أفهم من إكدة إنك مش فارج معاكي تكوني مخطوبة لقاسم أو غيره يا صفا ؟

تلبكت وارتبكت بجلستها ولم تدري بما ستُجيبه وفجأه إستمع كلاهما إلي صوت فايقه الحاد وهي تقترب عليهما، حيثُ أنها كانت تنظر من شرفه غرفتها فوجدت يزن يقترب من جلسة صفا ولأنها خبيثة وذكية ومُلمة بحال الجميع كانت تراقب تصرفات ونظرات الجميع عن كثب وفي صمتٍ تام، تيقنت بفِطنتها عشق يزن الجارف إلي صفا،

ولهذا سبقته بخطوة وحدثت عَمتها عن رؤيتها صفا زوجة مناسبة لولدها البكري قاسم ، ولكنها تفاجأت بأن عتمان كان قد قرر مُسبقاً إنتوائة لزواج قاسم من حفيدته وذلك كي يحفظها ويحميها من غدر البشر وتقلبات الزمن ،

جن جنونها عندما غزت أفكارها بأن يحاول يزن اللعب علي قلب تلك البلهاء عديمة الخبرة ويجعلها تتخذهُ حبيبً بديلاً عن ذاك القاسم الذي ييبس رأسه ولا يستمع إلي نصائح والدته ويقترب أكثر من تلك المراهقة ويستحوذ علي تفكيرها وجميع حواسها أكثر وأكثر ،   جرت الى الاسفل بجنون لتمنع يزن من الاعتراف لها بعشقه

تحدثت بنبرة حادة إلي يزن  :  سايب عمك لحاله في الأرض مع الانفار و واجف عنديك بتعمل أية يا يزن  ؟

نظر لها بضيق وتحدث بحده مُماثلة :  جري أية يا مرت عمي،  مالك فتحة لي تحجيج إكدة ومحسساني إني تلميذ خيبان وأتظبط وهو هربان وعم ينط من سُور مدرسته ؟

ثم أني خلصت شغلي اللي مطلوب مني وجيت علي البيت أريح راسي شوي  ،  ولا يكونش منعوا الراحة إهني واني مدريانش.؟

إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وتحدثت بحديث ذات مغزي :  ممنعوهاشي ولا حاچة يا يزن ،  بس اللي ممنوع إنك تحاول تلعب وتِغَير  في ترتيبات اللُكبار،  وجتها هتكون بتغلط غلط كَبير جوي مش بس في حجك،  لاء،  ده في حج أبوك كَمان،، ودي لوحديها فيها عجاب كبير جوي يا واد الأصول

إستشاط داخله من تلك الأفعي الرقطاء التي تتحرك داخل عقول الجميع وتبثُ سُمها داخل افكارهم دون رَدعٍ من أحدهم

إبتسمت له بسماجة ثم حولت بصرها لتلك الواقفه لا تفقه شئ مما يحدث أمامها ويرجع ذلك إلي شِدة برائتها

وتحدثت إليها بنعومة كالأفعي :  أني كنت لسه داخله عنديكم يا صفا عشان أبلغكم إن قاسم هياجي كمان يومين وهندلوا معاه أني وإنتِ وأمك للمركز لجل ما ننجوا شبكتك يا عروسة

نزلت كلماتها تلك علي قلب تلك العاشقة أنعشتها واعطتها دافع للحياه،  ظهرت قمة السعادة علي وجهها وصمتت خجلاً ثم نظرت فايقة إلي يزن الذي تملك الحزن من داخلة عندما رأي كل تلك السعادةعلي وجه هذة البريئة وتأكد حينها أنها تريد ذاك القاسم لا غير

1

وجهت فايقة حديثها ذات المعني إلي يزن قائله   :  شفت يا يزن فرحت بِت عمك بخبر شبكتها جد إية  ؟ 1

واكملت بنبرة شبه أمرة  :  چهز حالك إنتَ كمان عشان جدك أمر إن إنتٓ وفارس هتدلوا  بكرة المركز وتنجوا شبكت عرايسكم

في تلك الأثناء خرجت ورد كي تبحث عن إبنتها،، إرتعبت أوصالِها حين رأتها بصُحبة تلك الحية،، تحركت سريعً إلي وقفتهم  ،، حين أبلغتها تلك الشٕمطاء لأوامر عِتمان وأن عليها التأهب ،، وتركهم يزن بقلبٍ مُنكسر وتوجة للداخل

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي

كان يتحرك بقلبٍ مُنكسِر وخيبة أمل أصابته جراء ما رأهُ من سعادة داخل عيون صفا،،، ناراً شاعلة بجسدة بالكامل،، مُتجةً إلي الدَرج ومنهُ إلي حُجرتهِ  ،،

وجد من توقفهُ بنِدائَها العالي وتُسرع إلية بخطواتها حتي توقفت أمامهُ وتحدثت بنبرة سعيده حماسية  :  كَيفك يا يزن،، عِرفت إن چِدك أمرّ بإننا ندلوا كِلياتنا للمركز بكرة لجل منجوا شبكتنا أني ومريم  ؟

نظر لها بنصف عين وأردف قائلاً بنبرة ساخرة  :   مبروك عليكي،،  بس أُبجِي خُدي چِدك وياكي لجل ما يكمل أوامرة ويختارلك شبكتك بنفسية

حزنت وأقشعرت ملامحُها بعبوس وتحدثت بنبرة حزينة  :  أني عارفه إنك معتحبنيش ولا كُت رايدني من الأساس  ،،4

واكملت بنظرة حاقدة  : وخابرة كَمان مين اللي كانت السبب في إكدة

وأسترسلت بنبرة حماسية  :  بس أني ريداك وعشجاك يا يزن وهعمل كُل چُهدي لجل ما أخليك تعشجني وتريدني كيف ما أني عاشجة تُراب رچليك2

نظر لها مستغربً تبجُحِها وعدم حيائها وتحدث إليها بنبرة فظة  :  ماتتحشمي يا بِت،، چيباها منين البچاحة اللي إنتِ فيها دي  ؟ 3

إبتسمت لهُ بسعادة وأردفت بنبرة عاشقة  :   إنتَ عتسمي عِشجي ليك بچاحة؟1

أنقذهُ من تلك الحية صوت فارس الجَهوري الذي يتدلي من فوق الدرج حيثُ تحدث بنبرة حادة  :  واجفة عِنديكي بتعملي إية يا بِت1

رفعت بصرها للأعلي تُطالع شقيقها وتحدثت بنبرة باردة  : كُت ببلغ يزن بإننا هندلوا بكرة كلياتنا علي المركز لجل ما نشتري شبكتنا

وما ان إستمع ذلك الفارس حتي إشتعلت النيران بجسده هو الأخر وتحدث إليها ناهراً إياها  :  شبكة الندامة عليكِ يا بَعيدة  ،،  غوري إنچري علي المطبخ إعملي كُباية شاي1

نظرت لذاك اليزن وتحدثت بنعومة  :  وإنتَ يا يزن،،  تحب أعمل لك إية 

نفض جلبابهُ بغضب وأردف ساخراً  : عايزك تعتجيني لوجة الله يا ليلي  ،،  تعرفي تِعمليها دي  ؟2

إبتسمت إلية وكأنها لم تستمع إلي توبيخها وأردفت قائله بنبرة هائمة  :  هعمل لك شاي وَيَا فارس وأطلعهولك في البرَاندا1

قالت كلماتها وأنسحبت مُتجهَ إلي المطبخ بعدما نظرت إلية وتنهدت بحرارة

إقترب فارس من يزن وأمسك كتفهِ وتحدث بنبرة ساخرة وهي ينظر لتلك التي تتحرك بدون خجل :  ياتري عِملت إية في دُنيتك يا حَزين لجل ما ربنا يبتليك بالبلوة السُودا دي  ؟

أجابهُ بإقتضاب  :  إتولدت في العِيلة الهَم دِي،،  هو دِه ذنبي الوحيد اللي شكلي إكدِة هعيش اللي باجي لي من حياتي لجل ما أكفِر عنية 

تنهد فارس بأسي وتساءل بجدية  :  هنعملوا إية في المُصيبة اللي حَطت فوج روسنا دي يا يزن  ؟

أجابهُ بنبرة بائسة مُحبطة  :  أني خلاص مبجاش فارج لي،، ليلي بجت شبه غيرها

ثم نظر لهُ وتحدث بنبرة مُتألمة  :   صفا طلعت رايده قاسم وعشجاة يا فارس

💘💘💘💘💘

مرت السنوات السَبع سريعً علي أبطالنا سريعً ، حاول خِلالُها قاسم جاهداً علي أن يبتعد عن مرمي عيون صفا قدر المُستطاع كي يجعلها تناساه وسط زحمة دراستها الصَعبة وآنشغالها لكنهُ كان مخطئً وبشدة ،،

فمتي ڪان للحبيب أن يُنتَسي بمجرد الإبتعاد عن النظر ، فوالله ما زادها البُعد إلا ناراً وآشتياقَ

إنغمست  الآخري  كُل طاقَتِها في دراستها،، ولكنها كانت حزينة  لتجاهله المُتعمد لها،، حيثُ أنه لم يعرض عليها طيلة السنوات السَبع بأن يُخرجها من حبستها داخل المدينة الجامعية ولو لمرةٍ واحده ويرفه عنها ثُقل دراستها


ولكنها أرجعت ذلك التجاهل والإبتعاد إلي غضبة الشديد الذي أصابهُ حين عَلم أنها قدمت اوراقها في چامعة القاهرة متجاهلة قرارهُ بخصوص جامعة سوهاج3

أما هو فأبعد حالهُ عن النجع مُتعمداً قدر المُستطاع وأنغمس في دوامة العمل التي لا تنتهي حتي أصبح مكتبةُ من أكبر وأشهر مكاتب المحاماة في العاصمة بأكملها،، وذلك بمساعدة عدنان وإيناس التي غيرت من خِطتها تمامً في معاملتها مع قاسم وأصبحت مثلما يُريد،، او هكذا أوهمته،،2

فقد أصبحت شخصية أكثر عملية،، ذات خُلق ظاهري فقط أمامهُ وأرتدت الحجاب وإلي حدِ ما أصبحت ملابِسها مقبولة ومُرضية بالنسبة له2

تزوج يزن من ليلي وفارس من مريم مُنذُ عامان تحت ضغط كبير من جِدهما ،، رُزق فارس ومريم بطفلة رائعة الجمال أسمياها جميلة تيمُناً بجمالها الخَلاب،، وعاشا معاً وحاولا كلاهما جاهدان بتناسي الماضي والعيش من جديد لأجل طفلتهما،، والحقُ يُقال الطرفان لديهما الإستعداد للتجاوب وإعطاء حالهما فرصة آخري للحياة،، ولكن،، هل حقاً سيستطيعا التغلب علي نسيان الماضي ؟

أما يزن وليلي فلم يُرزقا بأطفال إلي الأن تحت حُزنها وحُزن والدتها وسعيهما بشتي الطرق لتحصُلا علي مُرادهما ،، وراء الأطباء تارة،، وتارةٍ أخري تسعي كلاهما إلي الدجالين والمشعوزين أملاً في حدوث الحمل كي تضمن بقائها مع حب العمر يزن الذي يحاول مِراراً أن ينسي صفا بليلي التي تعشقه،، ولكنها وللأسف ورثت من والدتها الغباء والتعالي،، حيثُ دائما ما تغار عليه من صفا وتفتعل المشاكل معهُ بسببها

وما زاد الطين بَله وأشعل نيرانها أكثر هو أن جَدها أسند إليه مُهمة الإشراف علي بناء المَشفي الخَاص بصفا،، وهذا ما جعل يزن وصفا يقتربا أكثر وخلق بينهما فرصً للحديث والتواصل أكثر وكان هذا سببً كفيلاً ليستدعي غيرتها المجنونه وأشعالها2


وقد أسند الجَد تلك المُهمة إلي يزن بعدما تأكدت ظنونة التي طالما انكرها داخلهُ بإتجاة قدري بأنه خَائن للأمانة التي أسندها لهُ،، وذلك بعدما أتي إلية تاجر فاكهه وخضروات كبير وأخبرهُ علي إستحياء أن قدري قد طلب منه بأن يأتي إلي عتمان ويطلب شراء المحصول بأقل من الثمن المستحق وهو سيقنع والدهُ بأن هذا هو السعر الحالي ،، وأن يدفع التاجر الفارق لقدري مع بعض الخصم للتاجر ،، ولسوء حظ قدري أن التاجر كان يمتلك ضميراً مُستيقظً1

_____________________

وجاء يوم ظهور النتيجة،، تصفحت موقع الجامعة وكالعادة حصُلت علي بكالوريوس الطِب بدرجة إمتياز كعادتها طيلة السنوات السَبع المُنصَرمة بجامعة القاهرة


وبرغم سعادتها الهائلة التي لم يضاهيها مثيل إلا أنها حَزُنت بشدة لعدم إكتراث قاسم وإهمالهُ حضور يومً مميزاً بالنسبة لها كهذا أو حتي مهاتفته لها كي يطمئن عليها وُيشاركها فرحتها1

كل الشواهد كانت تؤكد أنه لم ولن يعشقها يومً ولكنها تغاضت عن شعورها ذاك وحاولت جاهدة أن لا تصدق حَدسِها وعقلها الواعي الذي دائماً ما يلحُ عليها بإصرار طيلة الوقت ويأمرها بأن تتنازل عن ذاك العشق المُدمر لروحها ،،

ولكن يضل السؤال،، متي كان للعقل سلطان علي قلوب العاشقين

اخبرت والداها عن تخرجها بتفوق كعادتها مما أسعدهما حتي انهما باتَ يطيران من شدة سعادتهما، وتحركت متجهه إلي المَشفي بعدما هاتفت دكتور ياسر وأخبرته أنها بطريقها إلية كي تُشرف علي تجهيزات المَشفي التي سيفتتحها جدها ويُسلمها إدارتها عن قريب إحتفالاً بتخرُجها

دلفت إلي ساحة المشفي تستقل سيارتها الفارهه التي أهداها لها والدها عندما حصلت علي درجة الإمتياز في السنة الرابعة تحت إعتراض عتمان علي قيادتها للسيارة بنفسها ومخالفتها لعادات النجع وتقاليدةُ الصارمة التي تمنع ان تقود فتاه سياره بنفسها ،، ولكنهُ كالعادة سُرعان ما تراجع عن قرارة عندما لمح حُزنها بعيناها الجميلة والتي دوماً ما يضعف أمامها،، وأيضاً تحت إلحاح زيدان وإصرارة2

ترجلت من السيارة تحت انظار ذاك الطبيب الشاب الذي كان مُعيدها بكلية الطب جامعة القاهرة ولكنها رأت به مشروع شريِكُ ناجح لها بالمَشفي،، وتحدثت معه واقنعته بأن يتفرغ للمشفي ويعاود معها إلي سوهاج ويستقر بها ،،

وبالنسبة لتعينهُ بالجامعة إقترحت علية بأن يتقدم بطلب أنتداب لجامعة سوهاج ،، ببداية الحديث رفض عرضها بحزمٍ شديد ولكنها أغرتهِ براتبٍ شهري عالي ونسبة من الأرباح سنوياً فوافق علي الفور،، كونِها فُرصة عظيمة لشاب مِثلهِ طموح في بداية مشواره العَملي

وبالفعل أتي إلي النجع مُنذُ أكثر من شهر وأستقر به وبدأ بالتجهيزات بمساعدة يزن

تحدث دكتور ياسر البالغ من العمر ثلاثةُ وثلاثون عاماً والذي يمتلك من المقاومات الرجولية ما يجعلهُ شابً وسيمً ويستطيع جذب أي آنثي تقع عيناها عليهِ عدا تلك العاشقة مُتيمة قاسِمُها : يا أهلاً وسهلاً بحضرة الزميلة العظيمة

وأكمل وهو يُشير ببداه مُداعبً إياها : خلاص يا طالبتي النجيبة،، بقيتي دُكتورة وزميلة رسمي

أنار وجهها وسعادة الدُنيا إرتسمت فوق ملامحها الرقيقة وتحدثت بنبرة سعيدة : كُله بفضل الله ثم وجفتك وياي يا دَكتور ياسر

أجابها مُعترضً : بلاش إنكار الذات اللي إنتِ فيه ده يا صفا ،، محدش وصلك للي إنتِ فيه ده بعد ربنا غير طموحك وتفوقك وإجتهادك و إصرارك العظيم علي النجاح

أجابته بشكر وآمتنان : مُتشكرة ليك چوي يا دكتور ،، ودالوك يلا بينا ندخلوا المستشفي لجل ما نشوف اللي ورانا ونچهز للإفتتاح اللي هيكون في أجل من شهر إن شاءالله1

ودلفا معاً للداخل يتفقدان العُمال وهم يعملونَ علي قدمٍ وساق بأوامر حازمة من يزن المُكلف بمباشرة الأمر بأوامر من جده عتمان

꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂

قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين

عند الغروب توجهت للعودة إلي منزلها من جديد

دلفت إلي حديقة المنزل وصفت سيارتها بحرفية عالية ثم تدلت وكادت أن تُدلف إلي منزل أبيها لولا صوت يزن الذي صَدح من خلفها مُحدثً إياها قائلاً بنبرة صوت سعيدة : مبروك يا دَكتورة ،، عُجبال الماسيجتير والدكتوراة ويكونوا كالعادة بإمتياز

إستدارت بجسدها تنظر إليه بإبتسامة واسعة وأردفت قائلة بنبرة شاكرة : الله يبارك فيك يا باشمهندس

إقترب منها وتحدث إليها بنبرة حماسية : أظُن إكدة معادلكيش حِجة عَاد ، الإمتحانات وخلصناها والبكالوريوس وأخدناه بدرچة إمتياز مُرتفع ،، عاوزك من بكرة تفضي لي حالك لجل ما تتابعي وياي تچهيزات المستشفي،، خلاص الأجهزة علي وصول،، بكرة أو بعدة بالكَتير وتوصل

أجابته بنبرة هادئة : إن شاءالله من بكرة رِچلي علي رِچلك

واكملت بدُعابة : وإوعاك تكون فاكر إني مكُتش متابعة التچهيزات ،، أني كُنت بتابع كل الخطوات مع دَكتور ياسر ،، وحتي الأچهزة اللي هتوصل بكرة إختارتها وياه

تحدث إليها مُشيداً بذكائِها : بصراحة يا صفا إختيارك لدَكتور ياسر في إنه يشرف علي تچهيزات المستشفي بنفسية كان إختيار موفق ورائع،، الراچل ساعدني كَتير ده غير إنه وفر لنا وجت ومچهود في المشاوير اللي كنا هنروحها للشركات اللي بتورد الأچهزة دِي،، ده غير إنه بمعارفه إختار لنا أفضل الأسعار الموچودة في السوج

أردفت قائلة بإمتنان : دَكتور ياسر حد شاطر جداً وطموح لابعد حد ،، أول ما دخلت الكُلية كان هو لساته متعين مُعيد من سنتين،، والحجيجة كان مُميز چِداً وظاهر من بين كل زمايلة ،، فضلت مراجبة تصرفاته ونشاطاته المُشرفة في الكلية من بعيد لحد ما أتوكدت إنه إنسان صادق وعلي خُلق ،

وبعدها عرفته عليا وجولت له علي جرار چَدي الخاص ببني المستشفي،، وعرضت علية في إنه يجدم علي إنتداب لچامعة سوهاچ وياجي يشرف علي تچهيزاتها جنب شغله في الجامعة،، وكمان يتعين إهني في المستشفي العام ، لحد ما أني أخلص،، بس هو رفض بشدة1

وأكملت وهي تضحك : بس أني أغريته بالمرتب اللي مهيلجهوش في أي مستشفي إستثمارية في القاهرة بحالها

إبتسم لسعادتها وتحدث بإطراء علي ذكاءها : خطوة موفجة يا صفا ، إنتِ كُنتي محتاچة واحد فاهم لجل ما يساعدك في التچهيزات وفي نفس الوجت مخلص وأمين

تحدثت إلية بتفكر : إيوا صُح يا باشمهندس جبل ما أنسي ،، عاوزاك تجعد وياه لجل ما تختاروا الدَكتورة الچديدة اللي هتتعين في تخصُص أمراض النسا ،، هو معاه ال C.V الخاصة بيهم

ومن بين حديثهما الشائِق إستمعا كلاهما إلي صوت تلك الغاضبة التي صدح من خلفهما وهي تتحدث إلي زوجها بنبرة حادة : ولما أنتَ إهني في السرايا معتردش علي مكالماتي لية يا يزن ؟

نظر إليها مُستغربً حدتها ونبرتها العالية وأردف قائلاً بتبرير : تلفوني عاملة Silent من لما كُنت مع العمال في المُستشفى الصُبح ونسيته

ثم تابع حديثهُ مُنتقداً إسلوبها الحاد : وبعدين حِسك عالي ليه ؟

و مالك داخلة فيا زي الجطر الجشاش إكده لية3

نظرت إليه وتحدثت بضيق وبنبرة معاتبة : أني زي الجطر يا يزن ؟

وكادت أن تُكمل لولا مقاطعت صفا التي تحدثت بلين : صلوا على النبي وإهدوا إكدة يا چماعة1

لم تُكمل حديثها وأبتلعته بجوفِها وذلك لحِدة تلك المُقاطعة لها التي تحدثت إليها بنبرة حاقدة : خليكي في حالك وحياة أبوكي و وفري نصايحك الخيبانة دِي لنفسك،، وكفاية إن كُل خِناجَاتنا ومشاكلنا بسببك

بسببي أني؟

جملة تساءلت بها صفا بتعجُب وذهول ظلُ وهي تُشير بسبابتها علي حالها

فأجابتها هي بصياحٍ حَاد : إيوة بسببك وبسبب مُستشفي الهَم اللي واخدة وجت جوزي كلياتُه لدرچِة إني معرفاش أجعد وياه ساعتين علي بعض

نهرها يزن قائلاً بحدة : وبعدهالك عَاد يا ليلي، مهتزهجيش منيه حديتك المَاسخ دِي ؟

وتحدث وهو يُشير إليها بيده للأمام : مَشي جِدامي علي فوج، صفا مذنبهاش حاجة في إنها تُجف وتِسمع خناجاتنا وحديتنا التافة دِي

تحدثت صفا إلي يزن قائله بهدوء : معلش يا يزن هحرمك من مَرتك عشر دجايج بس هنتكلموا فيهم لحالنا وبعدها تطلع لك علي طول

نظر إليها وتحدث بطاعة ونبرة حنون أثارت جنون تلك الليلي وأشعلتها أكثر من ناحية صفا : إنتِ تؤمري يا دَكتورة

وأكمل مُنسحبً : بعد إذنك

بعد صعُودهُ لدرجات سُلم المنزل ربعت ليلي ساعديها ووضعتهما فوق صدرها وتحدثت بنبرة رخيمة : خير،، جولي اللي عِندك وإنچزي عشان مفضيالكيش أني

تحملت صفا نبرتها السخيفه وامتصت حُزنها من تلك المعاملة التي طالما تُعاملها بها وإلي الآن لم تَعي ولا تجد سببً مُقنعً لتلك المعاملة،،

تنهدت بأسي وتحدثت بنبرة هادئة : حاضر يا ليلي،، مهأخركيش

وأكملت بنبرة جادة عملية : أني طلبت من دَكتور ياسر إنه يسأل لي علي دَكتور نسا وتوليد زين وهو كتِر خيرة جاب لي إسم دَكتور في القاهرة إسمة كَبير جوي ،، ولما سألت عليه زين لجيتَه ماشاء الله شاطر چداً في مجالة،، و كان سبب في إن ربنا رزج سِتات كَتير بالخِلفة بعد سنين كَتير خدوها چري من دَكتور للتاني

وما كان من الآخري إلا أنها شنت عليها حربً هجومية حادة قائلة بنبرة حادة : وإنتِ مالك يا جِلفة بالموضوع دِه،، تتدخلي ليه في اللي مايخصكيش ،، مالك إنتِ إن كُنت أخلف ولا ما أخلفش

تراجعت للخلف من شدة هَلعها من هجوم تلك المجنونه وتحدثت مُفسرة : مالي كِيف يعني يا ليلي،، إنتِ ويزن ولاد عمي يعني كِيف إخواتي بالظبط ، وحجكم عليا إني أساعدكم في حل مشكلتكم خصوصاً إنها في نفس مجالي وإني بسهوله اجدر أوصل للي يجدر يساعدكم

رمقتها بنظرات نارية وتحدثت بنبرة شاعلة : تِعرفي يا صفا ،، أني لو دخولي للچنة هياجي من ناحيتك ويكون لك يد فية يُبجا بلاها ومعيزهاش7

إتسعت أعين صفا وأردفت بتعجب : للدرچة دي،، لية ده كلة يا بِت عمي ؟

عِمِلت لك إيه أني أستاهل علية مُعاملتك وكلامك دِي ؟

أجابتها بحدة وغلٍ دفين : أصل المحبه والكُرة دُول بياچوا من عند ربنا ،، وإنتِ سبحان الله ربنا وضع كُرهك في جلبي من وجت ما كُنا عيال صِغيرين بنلعبوا في الچنينة ،،

وأكملت بغلٍ وحقدٍ ظهر بعيناها : من يوم يومي وأني اطيج العَمَا ولا أني أشوفك جِدامي

واسترسلت حديثها وهي تُشير بسبابتِها بنبرة محذرة : إسمعي زين يابِت إنتِ ، حياتي أني وچوزي خَط أُحمَر بالنسبة لك، تِبعدي عنينا وإوعاكِ تفتحي المُوضوع ده مع أي حد تاني وبالخصوص يزن ،، وإبعدي عن يزن أحسن لك بدل ما أحُطك في دماغي وأكَرِهِك في عِيشتك وأخليها لك چُهنم الحَمرا

وأكملت بتأكيد : فَهماني يا بِت ورد؟

كانت تستمع إليها بإستغراب تتساءل حالها بحيرة ،، لما كل هذا الكُرة،، ماذا فعلتُ لكِ لأجني كل ذاك الحقد والكرة من قلبكِ المُحملُ بالسواد أيتها الحَمقاء

دققت النظر إليها ثم هتفت بنبرة قوية : طول عُمرك وإنتِ بتندهي لي بِبِت ورد وكأنها وصمة عَار وشتيمة ولا عِيبة في حَجي ،، بس اللي متعرفهوش إني بحس بكياني وجِيمتي لما حد بيجول لي يابِت وَرد2

وأكملت بقوة وشموخ ورأسٍ مرفوع بكبرياء : صُح أني بِت ورد وليا الشرف يا بِت فايقة ، بِت ورد اللي ربتني أحسن تربية وطلعتني نفسي سويه،، مش واحدة مريضة زيك ودايرة اوزع كُرهي وحِجدي علي الناس من غير أسباب إكدة5

ردت عليها ليلي وتحدثت بحقد : أني مش مچنونه لجل ما أكرهك من غير أسباب يا دلوعة أبوكي ،، أسبابي واعرة،، واعرة جوي بس أحب أحتفظ بيها لنفسي1

وأكملت بعيون مشتعلة : ودالوك إخفي من وشي وإياك تنسي الكلام اللي جولتهولك من شوي ،، ده لو خايفة علي حالك وعاوزة تتِجِي شَري اللي منتيش حِملُه

وتحركت للداخل تحت نظرات صفا المتعجبه التي تحدثت بصوتٍ مسموع لأذنيها : ربنا يشفيكي من حقد جلبك اللي هينهي عليكي يا بِت عمي

وأنسحبت خُلفها لداخل منزل جدها

دلفت للداخل وجدت أمامها نجاة زوجة عمها التي إبتسمت في وجهها بسعادة وتحدثت إليها مُهنئة : ألف بركة يا دَكتورة،، عُجبال الچواز يا بِتي

إبتسمت لها وتحدثت بحنان : يبارك في عُمرك يا مرت عمي

ثم تساءلت : چِدي وينه ؟

أجابتها وهي تُشير بسبابتِها إلي باب الحُجرة : چدك جاعد في المُندرة وَيّا عَمك مُنتصِر ،، إدخُلي لهم

تحركت بالفعل ودلفت بعد الإستئذان وقبلت يد جدها الذي تحدث بنبرة فخورة : يا مَرحب بالزينة اللي شَرفِتني وبَجَت دَكتورة جَد الدِنيي

إبتسمت له وأجابتهُ بنبرة سعيدة : كُلة بفضل ربنا وبفضل تشجيعك ليا يا چدي

ثم تحركت لعمها وتحدثت بإحترام وهي تمد يدها لمصافحته : كيفك يا عمي ؟

أجابها بنبرة حنون وعيون مُحبة : كيفك إنتِ يا زينة البنات

أجابته : الحمدلله يا عمي،، بخير

وجلست بجانب جدها تُحدثهُ وتُخبرهُ إلي أين وصلت تجهيزات المَشفي ،،

دلفت جدتها التي تحدثت بسعادة : مَبروك يا دَكتورة

وقفت سريعً ومالت بقامتها علي كف يد جِدتها لتقبله ثم تحدثت : يبارك في عُمرِك يا چَدة

تحدث إليها عمها مُنتصر قائلاً : أظن ما آن الأوان لجل ما نفرحوا بيكي بجا يا دَكتورة

رد عليه عِتمان وهو ينظر لخجل وأبتسامة غاليته : خدتها من علي طرف لساني يا مُنتصر،، چهزي حالك يا ست العرايس عشان فرحك علي واد عَمك بعد سِبوعين

وأكمل : و أني هكلم قاسم بالليل لجل ما يچهز حاله هو كمان

ثم نظر لزوجته وتحدث بأمر. : وإنتِ يا حاچة رسمية ،، چهزي حالك إنتِ وفايقة والحريم وشوفوا اللي لازم للفرح،، وجهزوا الشُجة عشان العزال هياچي كمان يومين1

كانت تشعُر بأن ساقيها لم تَعُد قادرة علي حِملها ،، أرادت أن تصرخ وتدور حول حالها من شدة سعادتها،، كم تمنت في تلك اللحظة لو أن لها جناحان،، لطارت وحلقت وتراقصت بين السّحاب كي تُشاركها العصافير متغنية بزقزقتها6

꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂


رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين

داخل مسكن فارس الذي كان يجلس غُرفته قابعً علي سريرةُ يقرأ كُتيبً بيدة

دلفت مريم إلية حاملة طفلتها التي بالكاد تُكمل شهرها السادس وتحدثت بإقتضاب : هو آنتَ مهتزهجش من الجَعدة لحالك إهني يا فارس ؟

وضع كُتيبهُ جانبً فوق الكُومود وأشار بيدة إلي طِفلتهِ الجميلة التي ما إن رأته حتي بسطت يداها مُشارة إلي عزيزِ عيناها

إلتقطها فارس وسُرعان ما أدخلها بأحضانه وبات يُزيدها ويُنثر عليها قُبلاتهُ الحنون بلهفة وشوق وسعادة وكأنهُ وجد العوض داخل حُضن صغيرتهُ

ثم نظر لتلك التي تضُم شفتيها بحُزن وتساءل ساخراً : مالك يا مريم علي المسا ،، جالبة خِلجتك لية إكدة ؟


أجابته بإقتضاب : زهجانة يا فارس ،، نفسي أخرُج من السجن دي ونسافر لحالنا لأي مكان نتفسحوا فيه

قطب جبينهُ فأكملت وهي تُجاورهُ الجلوس : تعالَ نسافر مصر ونُجعد لنا جَد إسبوع في شُجت عمك زيدان،، نفسي أتفسح وأروح السينما يا فارس، نفسي أشوف دُنيا غير دنيتنا المجفولة دي

أجابها بعدم إهتمام لحالتها : ما آنتِ خابرة زين أني مفاضيش يا مريم ،، إبجي روحي مع عمك زيدان لما ياچي يسافر هو وصفا ومرته1

أجابته بنبرة حادة : مبرتاحش وَيَا صفا وإنتَ عارف إكدة زين ،، الكام مرة اللي سافرتهم وياهم كُت بحس حالي مخنوجة وممرتحاش،

أردف بنبرة حادة معاتبً إياها : يادي صفا اللي حطاها فوج راسك وزاعجة إنت وليلي ،، البت في حالها ومبتجربش منيكم ،، مالكم بيها سبوها في حالها2

حزنت من طريقته الحادة معها وتحركت إلي الشُرفة ووقفت بها تاركة إياه بصحبة إبنته والذي بدأ بمداعبتها وملاطفتها تحت ضحكاتها العالية التي تُعبر عن مدي سعادتها المفرطة

꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂


رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين

دلفت إلي منزلها عائده من منزل جدها بقلبٍ وروحٍ هائمة،،وجدت والدتها تَخرج من المطبخ فتساءلت بنبرة لائمة : كُل دِه تأخير يا دَكتورة ؟

أبوكِ مداجش الوَكل وجاعد مستنيكي لجل ما يتغدا وياكي

أردفت قائله بذهول : جاعد لحد دالوك مستنيني،، ده المغرب جَرب يأذن يا أماي

تحدثت إليها ورد علي عُجالة : طب يلا إندهي لأبوكي من الأوضة علي ما أچهز السُفرة أني وصابحة

أطاعت والدتها وتحركت إلي حُجرة أبيها،، وقفت وطرقت بابها بهدوء،،

إستمعت إلي صوت أبيها قائلاً : إدخلي يا دَكتورة

دلفت وطلت برأسها وأبتسامة خلابه ظهرت علي محياها وتحدثت لذاك المُمسِك بهاتِفهِ يتصفحهُ : وكيف عِرفت إن أني اللي علي الباب مش أمي

إبتسم لها وأردف ساخراً : عشان إنتِ الوحيدة اللي عتخبطي علي الباب جَبل ما تُدخُلي يا جلب أبوكي ،، لكن أمك عتدفع الباب دَفع كيف المُخبرين لما يَاچو يجفِشوا المُچرم وهو مُتلبس بچرِيمته5

أطلقت ضحكة عالية وتحدثت وهي تقترب علية : طب ولما حضرتك صَاحي وجاعد علي التلفون،، حابس حالك إهني لية،، مجعدتش في البراندا في الهوا ليه يا أبوي

أجابها مُفسراً : ما آنتِ عارفة أمك،، عطيج العمي ولا تطيجش تشوفني ماسك التَلفون وجاعد علي الفيس بوك

عتحبك وتغير عليك يا زينة الرچال ،، جملة قالتها صفا مفسرة1

أجابها بهدوء : علي أية بس يا بِتي،، هو أني عَاد فيا حاچة لجل ما تغير عليا بيها

تحدثت بإستهجان : إنت زيدان النُعماني زينة رچال نجع النُعمانية كلياتهم ،، وعتفضل إكدة ،، معتشوفش حالك في المراية إنتَ إياك ؟

وأكملت بتفاخر : طب ده أني صحباتي لما شافوك معاي لما چيت لي الچامعة مصدجوش إنك أبوي ،، جالولي يابخت أمك بيه

قهقه عالياً ثم جلست بجانبة وتحدث هو مُتسائلاً بنبرة جادة : أخبار تچهيزات المُستشفي إية ؟

أجابته بنبرة عملية : الأچهزة اللي جِدي مُتكفل بيهم هيوصلوا وهيتركبوا بُكرة إن شاء الله

وأكملت : أما بجا أچهزة غرفة العناية المُركزة اللي حضرتك إتبرعت بيها هتوصل بعد إسبوع ،، وكمان الأجزخانة اللي حضرتك عِملتها جِدام المستشفي لغير الجادرين،، الدَكتور ياسر جال لي إن شركات الأدوية هتوصل جبل الإفتتاح بيوم وتچيب المطلوب كِلياته

وأكملت بإمتنان : ربنا يچعلة في ميزان حسناتك يا حبيبي ويعطيك ويزيدك من فضلة

إبتسم لها وتحدث مُتمنياً : تسلمي يا بِتي،، ربنا يجعلها فتحة خير عليكي إن شاءالله

أردفت مُكملة : تسلم يا أبوي،،. چدي جَال لي أخلي الكَشف لأهل النچع الغير جادرين مجاناً،، وكمان النچوع اللي حوالينا أي حد هياجي يكشف ويجول إنه غير جادر هيكشف من غير مايدفع حاچة ،، لكن سعر الكشف للجادرين هيكون عادي

وتحدثت وهي تقف لتحِسهُ علي التحرك للخارج : أمي زمناتها چهزت السُفرة ،، يلا بدل ما تِطُب علينا ووجتها مهنخلصوش

إبتسم لها وتحرك إلي الخارج ليتناول غدائةُ وسط حبيبتاه ومبتغاه من الحياة

꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂


رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين

إقتحمت ليلي حُجرة والدتها وتحدثت إليها بنبرة مُتذمرة : وبعدهالك عَاد يا أماي،، عتفضلي سيباني لحد مِيتا وموضوع الخِلفه مِعلج إكدة ؟

خليتي سيرتي لبانة في حَنك اللي تسوي واللي متسواش وچرأتي العالم الرِمَم عليِا

هتفت بها فايقة بنبرة مستفسرة : خَبر إية يا بِت خلعتيني ،، مالك داخلة شايطة ومشعلِلة كِيف البوتچاز إكدة

اجابتها بنبرة غاضبة : عايزاكي تشوفي لي حل ،، لازمن تَاجي معاي بُكرة عِند الشيخ مصيلحي لجل ما يعمل لي عمل تاني بدل الخيبان اللي عِملهولي ومچابش نتيچة دِي7

تنهدت فايقة بأسي وتحدثت بنبرة مهمومة : والله شكل كسرتي هتكون علي يدك إنتِ يا ليلي ،، شكلك إكدة عتشمتي فيا كِلاب العيلة والنچع كلياته

حزنت ليلي وأمتلئت عيناها بعبرات الدموع ،، فتحدثت إليها فايقة كي تُطمئنها : إهدي يا بِت ،، لسه بكير علي البُكا والنواح يا حزينة

أني هروح وياكي بكرة للمحروج اللي إسمية مصيلحي ولو العمل بتاعه مجابش نتيچة هروح ل أبونا الجَسيس ،،

وأكملت بإشادة : عيجولوا اللي يتوه فيها الكُل عيخلصها هو بجعدة واحدة

إتسعت أعيُنها ببريق أمل وتحدثت بنبرة حماسية : ولما هو واصل إكدة ساكته كُل دِه وسيباني ألف علي الدچالين والنصابين و وصفاتهم اللي هتچيب أچلي دي لية ،، ولا الدكاترة اللي هروني شكشكة وهروا معدتي من الأدوية اللي من غير فايدة1

أجابتها بشرود : كِل شي بأوانه يا بِتي،،كل شي بأوانه1

꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂


رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين

مساءً

كان يتحرك داخل رواق مکتبه الذي أصبح من أشهر وأكبر مكاتب المحاماة في العاصمة ويرجع ذلك لذكاء قاسم الخارق بمجاله وأيضاً مساعدة إيناس وعدنان له ، كانت تخرج من مكتبها المخصص لها بجوار عميل هام للغاية لتوصيلهُ كنوعٍ من التقدير والإحترام له

نظرت لذاك الذي يتحرك داخل الرواق أتياً عليها بطلتهِ وهالته الساحرتان ، وقف مقابلاّ لها كي يُرحب بالعميل الذي تحدث إليه بتقدير : أكيد أنا حظي من السما إنهاردة علشان شفتك يا قاسم بيه

إبتسم له قاسم ومد يدهُ ليصافحةُ بحفاوة قائلاً بتِرحاب : مُهاب باشا،، أنا اللي زادني شرف إني إتشرفت برؤية معاليك يا سعادة الباشا

وأكمل بتساؤل : أتمني تكون سعادتك راضي عن شغلنا المتواضع بالنسبة لقضايا شركتك في الفترة الآخيرة

إبتسم الرجل وتحدث إلية : كل الرضا يا متر

وآسترسل حديثهُ بإطراء وإعجاب : الحقيقة إني لازم أعترف إن شغل مكتبك ممتاز ويعتبر إنت وباقي فريقك من أكفئ الناس اللي تعاملت معاهم في مجال المُحاماة في مصر كلها ،

وأكمل مُتذكراً : وبالمناسبة أحب أهنيك علي قضية كارم عبدالسلام اللي شاغلة كل الوسط،، لدرجة إن الناس اليومين اللي فاتوا ملهمش سيرة غير في الكلام عنها ،، وعن مرافعتك اللي كانت عالمية والبراءة اللي جبتها له بعد المؤبد الحَتمي اللي كان لابسة بالتأكيد

ثم حول بصرهِ إلي إيناس وتحدث بإطراء مُشيراً إليها بتعظيم : وطبعاً ده الطبيعي لما يكون وراء رجل عظيم زيك إيناس رفعت عبدالدايم

إبتسم قاسم وأقتربت إيناس من وقوف قاسم وأردفت قائلة بشكر : ميرسي يا أفندم علي المجاملة الرقيقة دي

ثم نظرت إلي قاسم وتحدثت بإعجاب وإطراء : بس الحقيقة أنا اللي محظوظة إني أكون شريكة قاسم النعماني في الشغل وكمان في الحياة

ضل الجميع يتبادلن المجاملات وبعد مدة تم توديعه ثم تحرك قاسم بصحبتها إلي داخل مكتبه الخاص

وبمجرد دخولهما تحدثت هي بعملية : عندك مقابلة مع سليم النحاس كان نُص ساعة بالظبط

كاد أن يرد عليها قاطعةُ صوت رنين هاتفهُ الشخصي ليعلن عن وصول مكالمة من أحدهم

نظر لها وأردف قائلاً : دي أمي

أجابته بعملية كعادتها : طب رد عليها شوفها عاوزة أيه؟

وبالفعل ضغط على زر الاجابة وتحدث الى والدته باحترام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أزيك يا أمّا،، أخبارك إيه

على الطرف الأخر ردت عليه فايقه وهي في قمه سعادتها لإقتراب تحقيق حُلمها التي عاشت تُنسج خيوطهُ بين يديها : أني بخير يا ولدي، حبيت أفرحك وأخبرك إن شهاده صفا بانت إنهاردة الصُبح وچِدك جال إنه هيكلمك عَشِية لجل ما يحدد ويَاك معاد الفرح وتشوفوا وَيَا بعض هتتمموه مِيتا

أغمض عيناه و زفر بضيق وأخذ نفسً عميقً ثم وضع كف يده فوق شعره وسحبه للخلف بشدة في حركه تدل على مدى غضبه وضيقة و تحدث إليها بلا مبالاة : بعدين يا أمّا ،، إجفلي دالوك ونتكلم بعدين في الموضوع دِه

أجابته فايقة مُستغربه مدى حِدة صوته وتحدثت إليه بحنق وضيق : إيه هو اللي بعدين دِه يا قاسم ؟

وأكملت بتعجب : أما آنتَ أمرك عچيب صحيح ،، بجول لك چِدك عايزك لجل ما تتكلموا في تمام زواجك علي بِت عمك اللي إنتظرناه من سبع سنين علي نار،، تجوم تجول لي بعدين

هُنا لم يستطع تمالك حاله وأرتفعت نبرة صوته بحده وغضب قائلاً : جُلت لك بعدين يا أمّا ورايا شغل مُهم ومش فاضي أنا للكلام الفارغ ده

ردت فايقة بصدمه : كلام فارغ ؟

هو أية ده اللي كلام فارغ يا قاسم ، بكلمك عن فرحك اللي مستنياه بفارغ الصبر بجالي ياما وإنت تجول لي كلام فارغ ؟

وأكملت متساءلة بذكاء : مترسيني علي اللي في دماغك وتجول لي ناوي علي أية يا وَاد بطني ؟

أجابها بحدة ونبرة صريحة : أرسيكي يا أم قاسم ، أنا مش هتچوز صفا حتي لو إنطبجت السما علي الأرض، لأني بحب واحدة زميلتي في المكتب وهتچوزها والكلام ده أنا هاجي بنفسي وهجوله لچِدي وللچميع

وبعد إذنك مُضطر أجفل السكة علشان ورايا شغل كَتير وحضرتك معطِلاني عَنيه

وأغلق الهاتف تحت ذهول فايقة التي نظرت إلي قدري الذي دلف للتو من باب الحُجرة وتساءل بإهتمام : بتتخانجي ويا مين في التلفون علي المسا يا فايقة ؟

تحدثت إلية ومازالت تنظر بهاتفها بذهول : تعالّ شوف المُصيبة اللي وجَعت وحطَت فوج روسنا يا قدري

إتسعت عيناه وشعر برجفة تسري بجسدة وهو ينظر لهيئتها المُخيفة التي تشير بوجود كارثة كُبري بالفعل : مُصيبة أية يا مّرة كفانا الشر

أجابته بتقطيم : ولدك البكري ، حضرة المحامي العاجل المُحترم اللي دماغة توزن بلد

وبدأت تقص عليه ما دار بينهما تحت ذهول قدري وإستشاطته وغليانه من أفعال نجله الذي يريد الإطاحة بحلمه في أن يستحوذ علي أملاك زيدان أجمع2

꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂

أما عند قاسم الذي حَزن داخلة لأجل صفا وما سيعود عليها من ذاك الخبر

جلست إيناس فوق مقعدها واضعة قدمً فوق الأخري وتحدثت بهدوء : إهدا من فضلك يا قاسم وخلينا نرتب الكلام اللي هتقوله لجدك علشان ما يغضبش عليك ويعمل معاك زي ما عمل مع عمك

أجابها بحده ونبرة رافضة لحديثها : أنا لا هرتب كلام ولا هتكلم مع جدي من أصله واللي حابب يعمله يعمله

وأكمل بنبرة حزينه : أنا كل اللي فارق معايا في الموضوع ده هي صفا ومشاعرها اللي ممكن تتأذي

نظرت إليه بضيق وغيرة ولولا علمها بأنه لا يَكِن لها أية مشاعر لغضبت ولاشعلت الحوار بينهما

وأكمل هو بنبرة عاقلة : أنا هسافر سوهاج حالاً وهتكلم مع صفا وهقولها إنها تستاهل حد أحسن مني وهخليها هي بذات نفسها اللي تروح لجدي وتطلب منه فسخ الخطوبة

أردفت إيناس مُتساءلة بنبرة قلقة : وتفتكر إن جدك هيسمع لها وفعلاً هيوافق علي فسخ الخطوبة بالسهولة دي؟

أجابها بيقين وتأكيد : جدي هيتفهم الموقف وخصوصاً إنه هيبقا طلب صفا ، هو صحيح جدي راجل صعب وصارم وشديد وبيفرض أوامرة علي الكل من غير نقاش،، لكن بييجي لحد صفا ويقف ،، دايماً بيعاملها بلين وبيحاول يرضيها علي قد ما يقدر ، وأكبر دليل علي صحة كلامي ده هو تراجعه في موضوع دخولها كلية الطِب بعد ما كان رافض

ضيقت عيناها بإستغراب وتساءلت بإهتمام : وإشمعنا يعني صفا هي اللي جدك بيعاملها بالطريقة اللينة دي ؟

نظر لها بتعمق و..8💘7

تحرك زيدان عائداً بزوجتهِ وصَغيرته إلي شقتهم المتواجدة بمنطقة مدينة نصر ،،وبمجرد أن خطت أقدامهم للداخل حتي هرولت صفا سريعً مُتجهه إلي غرفتها وأوصدت بابها عليها وبدأت بالبكاء المَرير الذي إحتجزته طويلاً رٌغمً عنها،، وذَلكَ كَي لا تٌحزن والديها وأيضاً إمتثالاً لكرامتها التي تأبي الإنكسار،، فيكفي ما أٌهُدر مِنها اليوم علي يد من يُفترض حبيبها ورجٌل أحلامها ،،

بكت بشدة علي ما شعرت به اليوم من إهانات من ذاك القاسم التي كانت تتوقع أن يٌسمعها أحلا كَلمات الغَزل والغرام مثلما قرأت برواياتها الحَالمة التي تعشقها ،، وأيضاً ما تُشاهدهٌ في بعض الأفلام الرُومانسيه الراقية الفِكرّ والخالية من آية مَشَاهد خَادِشه للحياء،، والتي تٌشاهِدُها بصُحبة والِدتها وذلك كي تُراقب ورد ما تحتويه ما تُشاهدة طِفلتِها

حَلٌمت وحَلٌمت بالإهتمام وبأن ينظر لداخل عيناها ويُسمعها أرقي كلمات الغزل ،،

ولكن،، متيّ كان التَمني طائِع لرغباتِنا ؟

أما زيدان الذي كان يتهرب من نظرات ورد المُتفحصة له والمُدققة لرصد ردة فِعله علي ما بدَرَ من إبن شقيقهُ ، ويضل السؤال قائماً ،، ما بيدة ليفعله ؟

أحقاً يستطيع أن يقف بوجه أبيه هذة المّرة أيضاً ويعارضه ويُنجي بعزيزة أبيها من ذاك الحُزن الذي ينتظِرُها ؟

لا والله لن يفعلها وخصوصاً أنه يَعلمُ عِلمْ اليقين آن إبنتَهُ تعشق ذاك القاسم حتي بعد كُل ما فعلة ،، وجَدها أكِيدُ من ذاك،، ولِذا إختار لها فارِسُها كي تظفر به وتنعم ،، لِذا فإذا تدخل سيكون هو الطرف الخاسِر داخِل تِلك المُعضِلة ،،2

كل ما أستطاع فعله هو أن سحب ورد لداخل أحضانهْ حتي يُضمد لها جِراح روحِهَا التي أصَابتِها جَراء حُزن وآنكِسار صغيرتِها بتلك القسوة أمام أعيُنها

وبعد مرور حوالي ساعة كان قد تركَها زيدان مُتعمداً كي تَهدئ وتُخَرج كُل ما في صَدرِهَا حتي تستريح ،، دقَ بابِ حُجرتِها فأذنت له ودلف للداخل،،

  إنشق صدرهُ لنصفين حين وجدها تجلس القُرفِصَاء فوق تختِها وعيناها مُنتفخة ، حمراء جراء كَثرة بُكائها الحَار،،

تحرك إليها بهدوء وجاورها الجلوس،، ثم أمسك كف يدها وأحتضنهُ برعاية وشدد من ضَمته حتي يَبِثُ لها الطمأنينة،، ونظر داخل مِقلتَيها وأبتسم بخفوت،، بادلتهُ إبتسامتهِ بأخري مُنهزمة1


تحمحم كي يُنظف حَنجرته وتحدث إليها مُتسائلاً بهدوء : جَدمتي في التَنسِيج ؟ 

هزت رأسها بنفي فأكمل هو مُسترسِلاً بنبرة قوية : جَدمي في چَامعة القاهرة يا صفا5

قطبت جبينها وأمالت رأسِها بهدوء بنظرة إستفهامية فأكمل هو بنبرة قوية مُساندة : مِن اليوم وطالع رايدك تشوفي مُستجبلك فين وتُرمَحي وراه رَمح ،، معيزكيش تعملي حِساب لأي حد مهما كانت غلاوتُه ومِجدارة عِنديكِ ،، عاوزك تُحطي مُستجبلك ودراستك في أولوياتك ،، وزي ما آنتِ جولتي إن الدراسة في چامعة القاهرة هتعلي من شأنِك ومن تصنيفك،،4

وأكمل بنبرة قوية ليُطمأن روحها : وإوعاكِ في يوم تخافي ولا تِجلَجِي طول ما أبوكي عايش وفي ضهرك ،،6

وأكمل بإبتسامة حانية : ولازمن تِعرفي إنك غَالية وعَالية جَوي يا سِت أبوكي 

إبتسمت بسعادة وتحدثت بإمتنان وهي ترفع كف يدهُ إلي فَمِها و تُقَبٍلُها بحنان : ربنا يبارك لي في عُمرك وتِفضل دايماً سندي ومِنور حياتي يا أبوي2

تنهد عَالياً براحة ثم إستطرَدَ حديثهُ قائلاً كي يُخرِجُها من حُزنها الذي أصابها : صفا،، أني معيزكيش تزعلي من قاسم ،، قاسم راچِل صِعيدي ودمُه حُر،، مطَاجِش يشوفك واجفه مع راچِل غريب عَنيكي ،، متنسيش كَمان إنك بجِيتي تُخصِية ولازمن يِغير عَليكِ ويخاف

هزت رأسها بتفهم لكن مازال قلبها مليئًُ بالخيبات والندبات التي لم تُمحيَ بمُجرد إستماعها لبعض الكلمات من عزيزها

وقفَ مُنتصِب الظَهر وتحدث بإبتسامَتهِ الخَلابة التي تأسِرُ قَلب بِنت أبِيها : يلا إفتحي المَوجَع وجَدمي حالاً في طِب القاهرة يا دَكتورة

إنتفضت من جلستها بسعادة وبلحظة كانت تُلقي بحالِها داخل أحضان غَاليها وكأنها ترمي إليه ألامُها وما يُؤرِقُ روحِهَا ،، شدد هو من ضَمَتِها وكأنهُ بتلك الضمة قد سحب عنها كامِلُ حُزنها ،،

  فهكذا هو الأُب يا سادة

فليرحم الله من كان قِطعةً من قلبي،،وبرحِيلهُ ذهب الأمَانُ من قلبي إلي أخر الدَهرِ

32

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

صباح اليوم التالي داخل مدينة سوهاج

ذهب يزن إلي أراضْ جدهِ الواسعه ليلتقي والده الذي يٌشرف علي العمال وهم يحصدون محصول الذرة في موسمهٌ الصيفي من كل عام

وجد أباهُ جالسً فوق مقعدةٌ تحت المَظله التي تحجُب عنهْ أشِعة شمس شهر أغسطس الحادة،، واضعً بعض الدفاتر أمامهٌ فوق تلك المنضدة الخشبية الموضوعه أمامه

إقترب من جلسة أبيه وتحدث بإحترام : السلام عليكم يا أبوي

نظر له مٌنتصر بإستغراب لتواجدهٌ بتلك الساعة حيث يجب أن يكون بصحبة جدهِ وهو يٌسلم محصول ثمار البرقوق للمشتري

وتحدث مٌنتصر بإستغراب وتعجب : يزن،، بتعمل أية إهني يا ولدي وفايت چِدك لحاله مع الناس اللي بيشتروا المحصُول ؟!

أجابهٌ صغيره بإختصار : الناس مَشوا يا أبوي ،، چِدي معجبوش السعر وما أتفجوش ،، مع إن عمي قدري كان هيتچنن وشويه وكان هيميل علي يد چدي ويحب عليها لجل ما يتمم البيعه ،،بس چدي صمم علي رأية ومشاهم من الچنينة خالص

تنهد مٌنتصر بصدرٍ مٌحمل بأثقال الهموم من أفعال أخيه الذي يعلم علم اليقين أنهٌ علي إتفاق سري خبيث مع مشتري المحصول ليُبخس من ثمنه ويأخذ هو فارق السعر في الخفاء ليضعهٌ في حساباته البنكيه هو و زوجته والذي يُخفيها عن الجميع،،1

ولكن لسوء حظه فقد وقع خطاب إستعلامي كان مبعوث له من البنك ليعُلمهٌ كيف أصبح حسابه هو و زوجته وبالصدفه وقع هذا الخطاب في يد مٌنتصر بعدما كذب علي ذاك المندوب وأخبرهٌ أنهٌ قدري

حيث أن قدري كان قد أخبرهم من ذي قبل بأنهٌ لا يٌريد أية خطابات إستعلامية تصل إلي منزله ولكن لسوء حظة فقد تغيرت إدارة البنك وجرت هذة اللخبطة

نظر يزن إلي أبيه مٌستغربً حزنهٌ الذي أصابه فجأة وتساءل ليطمئن علي عزيزٌ عينه : مالك يا أبوي ،،أيه اللي غَيِر وشك فجأة إكدِه ؟!

أجاب ولده بمراوغة كي لا يكشف الوجه السئ لأخيه أمام يزن : مفيش يا ولدي ،،جولي يا باشمهندس ، كُت چاي لية وعاوز أيه ؟

تنفس يزن عالياً ثم زفر براحة وتحدث بنبرة حذرة : عاوز أتحدت ويَا حضرتك في موضوع مهم يا أبوي ،،بس عاوزك تفهمني زين وتجدر كلامي وحالتي

ضيق مُنتصر عيناه وتحدث بنبرة قلقة : فيه أيه يا ولدي ،،إنطج جَلجتِني

نظر لوالده بتمعن ثم أجابهٌ بشجاعة : أني رايد أتچوز من صفا بِت عمي يا أبوي ،،مرايدش ليلي أني ،،معحبهاش يا أبوي

تنهد الوالد بأسي وتحدث بإستسلام مُهين : خلاص يا يزن ،،جُضي الأمر وچِدك أصدر أوامرة خلاص

إنفعل يزن وأردف قائلاً بنبرة حادة : حُكم قراقوش هو ولا حكم قراقوش ؟؟

 وأكمل بإعتراض : مين إدي السُلطة لچدي إنه يُحكم ويتحَكَم في مصِيرنا وجلوبنا كيف ما يحلالُه ،، بأي حَج يُحكُم علي جَلبي بالإعدام ويُجبُرني أعيش مع واحده وأني جَلبي مِلك لغيرها

تنهد مٌنتصر بأسي لحالة ولدهٌ البكري وعزيزهٌ وهو يري تشتت ومعاناة روحهٌ من تجبر چده

وأردف قائلا بنبرة حنون كي يٌسيطر بها علي غضب نجلهِ الحبيب : فيه حاچات أشد من العِشج يا ولدي ،، مع الأسف يا يزن ،، العادات والتجاليد هي اللي بتحكُمنا

إحتد وجه يزن وأردفَ قائلا بحدة وغضب : ملعون أبوها التجاليد دِي اللي تخليني أنسى عِشج عُمري وأدفن حَالي في حُضن مَرّه مرايدهاش ،، وكأن إكتب علي أموت وأني لسه علي وش الدِنيي وحُضن ليلي يُبجا كَفني ومَجبرتي4

صاح مٌنتصر بوجة ولدهِ بحده وتحدث ناهراً إياه : إتحشم يا واد وإنتَ بتتكلم علي بِت عمك،، وبعدين مين اللي جال لك إن صفا هترضي بيك يا حزين ؟

صفا رايده قاسم ، وچدك وچدتك عارفين إكده زين وعشان إكده إختاروها هي بالذات دونً عن غيرها لقاسم

أجاب والده مفسراً : وقاسم مريدهاش يا أبوي ،، قاسم بيحب واحده مصراويه وأني سِمعته بودني دي وهو بيكلمها وبيحب فيها في التلفون من الچنينة ،، صدجني يا أبوي قاسم مرايدهاش 

تحدث إليه أبيه بيقين : قاسم شاب ،،مال وجاه ورچوله الله أكبر ،، وعايش في الغربه لحالة وأكيد البنات حواليه يَامَا،1

وأشار بيده مُقللاً من الحديث : أهو بيسلي نفسيه وبيسلي وحدته في مصر ،،لكن لما توصل للچواز أكيد هيختار البِت اللي تِليِج له وتشَرِفه جِدام عِيلته وبلده،،والدليل علي حديتي دِي إنه وافج چدك علي جراراته ومعصهوش ولا أعترض زييك

تحدث يزن بيقين من داخله : متخدعش حالك بكلام حضرتك عارف حجيجته زين يا أبوي ،، كلنا عارفين إن سكوت قاسم وموافجته علي جَرارَات چِدي ما هي إلا طاعة عامية لتهديدات وضغط عمي قدري عليه ،، كُلنا خابرين زين إن عمي قدري طمعان في مال عمي زيدان اللي لمُه بشَجاه وتعبه طول السنيين اللي فَاتت ،، عمي قدري ومَرته حسبوها صٌح ،، يجوزوا صفا لقاسم ويستولوا علي شجا عمي 4

تنهد الأب لعلمهِ وتيقنهُ من صحة حديث صغيره ولكن ماذا عساهٌ أن يفعل أمام جبروت أبية وتحكماتة الشديدة المٌتعصبة

فاتخذ من الصمت ملاذاً له

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

في مساء اليوم التالي

كانت تجلس داخل غرفتها حزينة شاردة تفكر فيما فعلة ذاك القاسم ،، عديم القلب ،، فاقد المشاعر والإحساس والتي لم تشعر من جانبهِ إلي الآن أية مشاعر إيجابية بإتجاهها ،، فاقت علي طرقات تٌقرع فوق بابها بخفة

سمحت للطارق بالدخول فدلفت والدتها وتحدثت لِتُخبرها بهدوء : قاسم برة ورايد يشوفك يا صفا

حَزِن داخلها حين إستمعت إلي ذكر إسمة فتحدثت إلي والدتها بنبرة حزينه ومازالت مُستكينة بجلسَتِها فوق فراشها بإستسلام : معوزاش أشوف حد

تنهدت ورد وتحدثت إلي صغيرتها بإصرار : جومي غيري خلجاتِك وإطلعي له يا صفا،، قاسم شكلة جاي يعتذر لك عن اللي حٌصل مِنيه عَشيه

تنهدت بأسي وأطاعت والدتها وأرتدت ثوبً هادئً وتحركت للخارج ،، وجدته يجلس بجانب أبيها ،، ولا تدري ما الذي أصابها حين رأته ،، إنتفاضة إجتاحت جسدها بالكامل بمجرد رؤيتها لعيناه ،، فبرغم يأسها الشديد الذي تسبب لها به ،، وبرغم حٌزنها وغضبها منه إلا أنها بمجرد فقط ظهورهٌ أمامها تنتابها مشاعر جياشة تجتاحٌ كيانها بالكامل3

وقف سريعً عند رؤيتها وأمال بجزعهِ إلي تلك المنضدة الموضوعة أمامه وألتقط من فوقها تلك الباقة الرائعة المكونه من زهور البنفسج التي تٌبهج النفس وتبثٌ بها سعادة

حمل الباقة وأقترب عليها وأردفَ قائلاً بإبتسامة خَلابة وهو يمد يدهٌ بتلك الزهور كآعتذاراً صريح لما بدر مِنهُ ليلة البارحة : كِيفك يا صفا

نظرت إلية بعيون مٌتسعة،، مذهولة،، سعيدة وقلبٍ ينبُضُ بشِدة ويكادٌ يخرج من بين ضِلُوعها ليرتمي داخل أحضانة ويَسعَدُ بدفأهِ2

وأسترسل هو مٌبتسمً وهو يٌعطيها الزهور : أني أسف يا صفا ،، حَجك علي،، وصدجيني أني مكُنتش أجصُد أزعلك ولا أتسبب لك في نزول دمعة واحده من عيونك الغالية

كانت تنظر إليه فاتحة فاهها ببلاهه وهي تستمع لكلماتهِ الرقيقة التي لم ولن تتوقعها منه حالياً وبالتحديد أمام مسمع ومرأي من والديها ، طار داخلها وشعرت بزلزلة عنيفة تسري بداخل شرايينها ،،

بسطَت يداها ناحيتهُ وأخذت منه باقة الزهور وبدون إدراك قربتها من أنفِها لتشتمَ عبيرها بإستمتاع ثم آحتضنتها وتحدثت بنبرة سيطرت عليها السعادة : مُتشكرة يا قاسم

إبتسم تلقائياً حين لَمحَ علي محياها كل تلك السعادة التي إرتسمت بلحظات من مُجرد تصرفهُ البسيط ذاك ،،ثم تحرك قليلاً ومال ليلتقط إطاراً كبيراً كان يضعه بجانب الأريكة وتحدث إليها بنبرة حنون : غمضي عِنيكي يا صفا

نظرت إلي والدها الجالس يترقب ما يحدث وآبتسامة حانية تملكت من ثَغرة وزينتة لتزيدهُ وسامة ،، أشار لها زيدان بأهداب عيناه بأن تفعل ،،

فآبتسمت وأغمضت عيناها بالفعل بعدما أخذت الإذن من عزيزُ عيناها ، نظر قاسم إلي عمه وشكرة بعيناه وبدأ بنزع الغطاء الورقي من فوق الإطار

وتحدث إلي صفا : ودالوك يَلا فَتِحِيهُم 

أفتحتهما بالتدريج وإذ بشهقة سعيده مذهولة تخرج من أعماقها وهي تري أمامها Portrait( بورترية) مرسومً لها بإتقانٍ شديد جعلها تشعُر وكأنها تٌحلق في السماء بجناحين من نور  

وكان قاسم قد هاتف عمه بعد عودته إلي سكنه وطلب منهُ أن يبعث لهُ صورة شخصية لصفا كي يذهب بها إلي رسام ويجعلهُ يخُط لها برسمة كتعويضً منه علي ما فعل2

نظرت إلي مقلتية وألتقا بعيناها وإذ برعشة تُصيب جَسده من تلك النظرة ولا يدري بما يُفسرها هو ،، نفض من داخله ذاك الشعور سريعً وتخلص منه بحِدة ورفض،،3

وتحدث إليها مُتسائلاً بنبرة جادة : أيه رأيك يا دَكتورة ؟ 

إشتدت سعادتِها من مُجرد ذِكرهِ لها للقب دكتورة التي تعشقه وطالما حَلُمت بإستماعهِ من الجميع وخصوصاً هو،، وتحدثت بسعادة : كُل دِه عِمِلته علشاني يا قاسم ؟!

أجابها بهدوء وصدق : زعلك غالي علي يا صفا ،، ومجدرش أشوفك زعلانه مني وأجَف ساكت إكدة ،، ياريت أكون جِدرت أكفر عن ذنبي معاكي وحاولت ولو بسيط أعوضك عن الرسمة إياها 

أجابته قائلة وإبتسامة جذابه إرتسمت علي محياها : وأني كفاية عليا كلامك دِه يا قاسم ، محا لي كل حُزني اللي صابني

تحدثت ورد إلي قاسم بإبتسامة سعيدة ناتجة من سعادة طفلتها الوحيدة : إجعد يا قاسم ويا صفا، وأني هروح أعملكم أحلا عشا فيكي يا مصر

تحدث إليها قاسم بإعتراض لطيف : متتعبيش حالك يا مرت عمي ،

ثم حول بصرةُ إلي عمه وتحدث بإحترام : أني بعد إذن عمي هاخد صفا ونتعشا برة وكمان هعزمها علي سِينما بعد العشا تعويضً مني عن اللي حُصل إمبارح3

إنتفض داخلها ونظرت تترقب موافقة أبيها بقلبٍ مٌتلهف ، نظر لها زيدان وكاد أن يعترض إمتثالاً لنظرات ورد القلقة لكنه تلاشي كٌل الإعتبارات في سبيل سعادة طفلته التي رأها بعيناها

وتحدث بإبتسامة حنون : وماله يا قاسم ،، صفا معاك هتُبجَا في أمان كَنها معاي بالظبط

إبتسمت لأبيها وتحدثت بلهفة وسعادة بلغت عنان السماء : أني هدخُل أچيب شنطتي وهاچي حالاً

______________

بعد مدة كانت تتحرك بجانِبه داخل المطعم وتوقفت حين أشار لهما الموظف المسؤل عن إدارة المكان عن موقع المنضدة الخاصة بهما

وقفت تنظر إلية وإنتظرت أن يسحب لها المقعد لتجلس كما تري في أفلامها وكما صور لها خيالُها الحَالم ،، لكنهٌ أحبَط عزِيمتِها وجلس علي مقعدة بمنتهي البرود حتي قبل أن تجلس هي3

نظر لها وتحدث بنبرة باردة : واجفة ليه يا صفا ، متُجعدِي3

إستفاقت علي حالها ورجعت بخيالها لأرض واقعها المرير ، هزت له رأسها بإيمائة وآبتسامة كاذبة تٌخفي خلفها أهاااات من خزلات وصفعات تتلقاها منه مؤخراً واحدة تلو الأخري

جلست وجاء إليهما النادل وأملاه كلاهما ما يٌريد من الطعام بعدما قررت صفا أن تأكل مثل حبيبها ،،

ذهب النادل ونظر هو لشاشة هاتفة وبدأ بمراسلة أحدهم تحت نظراتها المُستعجبه ،

إستشاطت من أفعاله الغير مٌرضية لكبريائها ولشخصيتها القوية التي لم يَرَها بَعد

فتحدثت بنبرة حاده بعض الشئ وملامح مُقتضبة : مكَانِش ليها لزوم خروچِتنا دي طالما مشغول للدرچة دي 4

ضيق عيناه مٌستغربً حدة نبرتها وملامحها الطفولية التي ظهر عليها الغضب بطريقة مٌضحكة ، إبتسم لها كي يٌهدئها وتسائل بهدوء : زعلتي إياك ؟

اخذت نفسً عميقً واجابتة بنبرة قوية لائمة : مبحبش حد يهمل وچودي ويتلاشاني ويهين كرامتي

إتسعت عيناه وتحدث إليها مستغربً بدٌعابة : كٌل دِه أني عِمِلته بمسكتي للتَلفون ؟

أجابته بنبرة حزينة تملكت من صوتها : مسكتك للتلفون اللي مستهون بيها دِي معناها كبير جَوي عِندي يا قاسم ،

وأكملت بعبرة خنقت صوتها : بعد إكدة لو مش حابب تُجعد وياي متُبجاش تضغط علي حالك

شعر بطعنة داخل صَدرِة لأجل حٌزن تلك البريئة ولام حَالهٌ وأنبها علي خِداعِةِ لتلك المِسكينة التي يعلم أنها تكنٌ له معزة خاصة ، ولكنهُ نفض من عَقلةِ فكرة عشقها له وأقنع حاله أن ما يحدث معها ما هو إلا مجرد إعجاب وتعلق من فتاة مراهقة ساذجة فاقدة للخِبرة بشخص إبن عمها لا أكثر1

أغلق هاتفه ووضعهٌ فوق المنضدة بإهمال وتحدث بإبتسامة : وأدي يا ستي التَلفون اللي مزعلك ،

وأكمل بإهتمام كي يٌزيل عنها حٌزنها : بس أني معايزكيش تاخدي الأمور بحساسية إكدة يا صفا ، زعلتي وكبرتي الموضوع علي الفاضي

وأكمل مٌبرراً بصدق : كُل الحكاية إني كنت براسل زبون عِندي علي الواتس عِنديه جضيه وأتحدد مِيعاد چلستها السبوع دِي وكُنتَ بخبرُة عِنيِها مش أكثر

نظرت له ومازالت تكشيرة وجهها موجودة فتحدث هو بدعابة : خلاص بجا عاد ، يلا إبتسمي وريني الضحكة الحِلوة لست البنات

إبتسمت له وأنار وجهها وضل قاسم يتحدث معها بإهتمام حتي اتي النادل بالطعام وانزلهٌ وبدأو بتناوله وبعد الإنتهاء ذهبا سوياً إلي السينما وقضت معه أسعد ليلة بحياتها حيثُ غمرها بإهتمامه ك تكفير منه عن ما أقترفهُ بحقِها،، وبعدها أوصلها إلي منزلها و ودعها و عادَ إلي محل إقامته

 

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

في اليوم التالي داخل محافظة سوهاج

مازال زيدان وورد وصغيرتهما بالقاهره ،،جمعت الچَده قدري ومٌنتصر وزوجتيهما وأنجالهما ،، وقد إتفقت بوقتٍ سابق مع عتمان أن لا يأتي علي الغداء ويبقا بحديقة الفواكة ،، كي يٌعطي لها فرصة إخبارهم بإنتوائها لإكتتابها بالعشرين فدان التي تملكٌهما إلي صفا

نظرت لها فايقة وتحدثت بنبرة حاده لائمة : بس اللي بتجولية دِه إسميه ظٌلم يا عمه ،،، إشمعنا صفا اللي تكتبي لها العشرين فدان ورثتك ، أيه،، ملكيش أحفاد غيرها إياك ؟

وأكملت ليلي ونار الغل تنهش بصدرها : كُل حياتكم بجت ظلم وإفتري ، مفيش علي الحِچر غير الست صفا وچلعها الماسخ ، حتي في الورث وشرع الله هتخالفوة لچل عيونها !!

أخرصتها الچده بصياحٍ عارم : إخرصي يبت وإتحشمي وإنتِ بتتحدتي وياي ،، شرع أيه اللي هخالفه يا مجصوفة الرجبة إنتِ ،،

وأكملت بتجبر وعِناد : ورثتي وهديها لبت زيدان ،، أيه اللي يزعلكم في إكده مفهماش ؟

تحدثت مريم بنبرة مُعترضة تأكيداً علي حديث ليلي : هو اللي يجول الحَج في البيت ده تخرصوة ؟

وأردف يزن بنبرة جاده وذات معني ومغزي : خلي بالك يا چَدة ،، إنتِ بتصرفك دِه مبتفديش صفا ،، لا،،،إنتِ بإكدة بتأذيها أكتر وإنتِ مدريناش !!

وتلاهٌ مٌنتصر الذي تحدث مٌعترضً : اللي بتِعمليه دِه غلط وحرام شرعاً يا أماي

نظرت إليهم الچده بنظرات ثاقبة وتحدثت بنبرة حادة وهي تتنقل النظر بين الجميع : لما أنتوا فيكم إلسنه إكده وبتعرفوا الحلال والحرام متحددتوش وأعترضتوا ليه لما زيدان أبوه حرمه من ورثته زمان ،، ولا عشان ده كان عيصب في حِچاركم سَكتوا وطرمختوا علي الموضوع ؟؟

أجابها مٌنتصر مذكراً إياها : مين اللي سكت يا أماي ؟؟

وأكملَ ليٌذكرُها : كام مّرة أني حاولت أتدخل وأصلح بين أبوي وزيدان ،، بس إنتِ أكتر واحده أدري بأبوي وبدماغه الناشفة ،، أبوي بجرارة ده خالف شرع ربنا ،، بلاش تخالفيه إنتِ كَمان بعملتك دِي يا حاچة رسمية

تحدثت فايقه بتأكيد بنبرة حاده : كلام مٌنتصر صٌح يا عمة ،، ده غير إن زيدان إتعاجب لأنه غِلط وخالف عادات وتجاليد العيله وحرم نفسه وحرمكم من الواد اللي عيشيل إسمة وإسم أبوة من بعديه ،، ولجل إكده إتحرم من ورثتُه ،،2

وأسترسلت بنبرة معاتبة : لكن إحنا وأحفادك بتعاجبينا وتحرمينا من خيرك ليه ؟!

كان يجلس يبتسم من داخله علي قرار والدته والذي يصبُ داخل مصلحتهٌ هو وولدهٌ البكري ،، فقد زين لهٌ الشيطان أفكارة بأن يجعل قاسم يستغل عشق صفا له بعد زواجهما ويٌجبرها علي التنازل لهٌ بالعشرين فدان ،،

ثم بعد ذلك يجعل قاسم يتنازل هو الأخر له عن تلك الورثه التي طالما حلٌمَ بها مِراراً،، والتي ستكون رُمانة الميزان بالنسبة له،،وستحقق لهٌ حٌلمة بأن يٌصبح ذو مال وجاة يُعادل جاة ومال زيدان 1

نظر لتلك الغبيه التي أثارت غضبتة وتحدث بهدوء عكس ما يدور بداخلة ليهدأها ويجعلها تنظر لذاك القرار من جهة آخري : وإنتِ إية اللي مِزعِلِك جوي إكده يا فايقة ،، هي صفا دي مش هتُبجا مرت ولدك وكُله عيصُب في الآخر في حِچرة وحِچر ولاده ؟

إتسعت حدقة عيناها منتبهه لصحة حديثهُ التي كانت تغفل عنه،، وبلحظة تحول غضبها الداخلي إلي سعادة لا توصف من شدة جشعها

وضع مٌنتصر ساقً فوق الأخري وتحدث بتعجب ساخراً وهو يحُك ذقنهِ بيده : هي بجت علني إكده يا قدري ؟!

ضيق عيناه لشقيقهٌ وتساءل بعدم إدراك لمعني حديثه : أيه هي اللي بجت علني دي يا واد أبوي ؟

أجابهٌ بحده : الطمع يا قدري ،، الطمع اللي مالي عنيك في مال زيدان ومال بِته !!

وقفت الچده وتحدثت بحده لتٌنهي ذاك الصراع الدائر بين ولديها : بكفياكم عاد يا ولاد عِتمان ،، هي حَصلت كمان إنكم تتعاركوا جُدامي ؟

وأكملت بنبرة صارمة : جراري أخدته وخُلص الحديت ،، العشرين فدان هكتبهم لصفا وهبلغ قاسم إنهاردة يعملي بيهم عَجد تنازل ليها ،،

وأسترسلت حديثها بتفسير صارم : وأني إن كنت ببلغكم فده لجل ميكون عنديكم خبر،، مش عشان تشاركوني جراري وتحاسبوني عليه

وأكملت بحدة وصرامة : يلاااا كل واحد يتكل علي الله ويشوف مصالحه ،، وإنتِ يا فايقه إنتِ وحياة ،، خدي البنِته وأدخلوا المطبخ جهزوا العشا للرچالة

وتحركت إلي حُجرتها وتركت الجميع كٌلٍ ينظر للأخر بغضبٍ عارم لو خرج من داخلهم لأشعل في المنزل بأكملة

تحدث مٌنتصر إلي قدري بعيون تٌطلق شزراً : لعِبتها صُح إنتَ ومرتك يا قدري ،، بس خلي بالك زين ،، لأني بعد إكده أني هجف لك بالمرصاد ومش هنولك اللي في بالك واصل

وتحرك للخارج وتلاه يزن الغاضب وبشدة 

وأنفض الإجتماع وتحرك كٌل إلي وجهته

نظر فارس إلي والديه بحزنٍ عميق وتحرك لأعلي متجهً إلي غرفته

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

كان يجلس داخل مكتبه الخاص يدرس بعض القضايا المهمة بإهتمام ،، دلفت إليه إيناس بعدما دقت بابه للإستئذان ،،

إقتربت وجلست أمامه فوق المكتب بوضعية مٌثيرة ووضعت ساقً فوق الأخري بدلال وتحدثت : وحشتني

إبتسم لها بخفوت وأردف قائلاً بنبرة خالية من أية مشاعر : وإنتِ كمان

تنفست بهدوء وتساءلت : عمك وبنته رجعوا لسوهاج ولا لسه هنا ؟

أجابها مهمومً وهو يتنفس الصعداء : حچزت لهم رحلة بكرة الساعة عشرة الصبح

تنفست الصعداء وأردفت قائلة بضيق : أخيراااا ،، ده أنا من وقت ما جم وأنا مش عارفة أتلم عليك يا قاسم ،، كل يوم يا خارج معاهم يا إما بتزورهم في شقتهم،، بجد حاجة تُخنق1

أجابها بتملل ونبرة حادة أربكَتها : خلاص يا إيناس ،، قولت لك هيسافروا بكرة وقفلي بقا علي الموضوع ده،،

وأكمل مُهدداً : وتاني مرة ما تتكلميش عن حد من عيلتي بطريقتك المُستفزة دِي لاني مش هسمح لك بكدة

تلبكت من حدته وبلحظة قررت إعادته إلي عالمها من جديد فتحدثت بنبرة أنثوية مٌهلكة : إنتَ زعلت مني علشان بغير عليك يا قاسم ؟

تحدث إليها بنبرة حادة وعيون غاضبة متسائلة : بتغيري عليا من مين يا إيناس ، من صفا ؟!

صفا العيلة الصٌغيرة اللي إنتِ مٌتأكدة من جواكي إني عمري ما شفتها ولا هشوفها غير إنها أختي الصغيرة ؟!

أخذت نفسً عالياً ثم تحدثت بهدوء وهي تتلمس ذقنهِ النابت بدلال إنثوي مٌثير : طب ممكن حبيبي يهدي شوية

ثم تابعت بأسي مصطنع : علشان مش بحب أشوفك زعلان

إنتفض من جلسته ووقف وأمسك يدها وأبعدها سريعً بحدة عن ملامسة وجهه وذلك كي لا يدع الفرصة للشيطان بأن يتملك منه بعدما إرتعش جسدة بلذة من ملامستها تلك،،وذلك طبيعي أن يحدث لأي ذَكراً عندما تُلامسهُ أنثي بكل ذاك الدلال

تحدث متحمحمً بالصعيدي بعدما فقد سيطرته من تصرفاتها التي تستشيطة غضبً : وبعدين وياكِ يا بِت الناس ،، مهطبتليش إسلوبك الغريب دِه ؟

وأكمل بنبرة حاده : ده أني لولا إني عارفك زين وعارف أخلاجِك كٌت جُولت عليكي واحده لعبيه ومش تمام4

إتسعت عيناها بصدمة من كلماته المهينة ووقفت سريعً تنظر إليه وتحدثت بغصة مؤلمة : إنتَ بتقولي انا الكلام ده يا قاسم ؟

وتساءلت بعيون مٌلتمعه بالدموع : وليه ؟

علشان بحبك وحابة نتقرب من بعض وناخد علي بعض أكتر قبل الجواز ؟

وأكملت بعيون عاشقه : أنا بحبك يا قاسم ونفسي نعيش سِننا ونتمتع بحياتنا اللي إنتَ مضيقها علينا وحارمنا من كل مٌتعها

وأكملت بتذمر : مش كفاية إننا لا بنسهر ولا بنسافر مصايف سوا ، ده حتي ممنوع عليا أسهر معاك وتاخدني في حضنك ونرقص سوا زيي زي أي بنت في سني مخطوبة وبتحب خطيبها ونفسها تحس معاه بلذة الحياة5

تنفس عالياً وأجابها ...



     الفصل الثامن ج2 والتاسع من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات