
رواية وهم
الفصل العاشر 10 والاخير
بقلم احمد نبيل
منزل وهـم
وهم وعلاء يجلسان في الريسبشن
علاء : ابتسام دى كانت أحلى قصة حب حصلت في حياتى كانت زميلتى في الجامعة واتفقنا أول لما نتخرج هنجوز علطول وبعد ما اتخرجت مستنتش وروحت خطبتها رغم الظروف الصعبة اللى كنت عايش فيها واجوزنا بعد معاناة وعشنا أحلى أيام مع بعض لحد ما حملت واكتشفت بعضها ان الحمل ده هيبقى خطر عليها لان قلبها تعبان وهى كانت عارفه بس مقلتليش عشان متحرمنيش ان يكون ليا طفل منها وبقينا قدام خيارين الاتنين أصعب من بعض ينكمل الحمل وتعرض حياتها للخطر يا ما تنزله ونحرم نفسنا من الطفل اللى حلمنا بيه وهى اختارت تكمل الحمل مهما كانت النتيجة ورفضت تتنازل عن الحلم ده ويوم ولادتك كان نفس يوم نهاية أحلى قصة حب في حياتى لانها ماتت بعد ما انت جيتى للدنيا علطول واسودت الدنيا بعدها فى وشى وحسيت انى عايش من غير روح من غير قلب بعد ما راحت احلى حاجة بحبها وقررت اسافر وابعد عن أى حاجة تفكرنى بيها وسبتك مع اخويا ومراته اللى مكنوش بيخلفوا وقلتلهم انك هتبقى بنتهم وعشان كنت مقرر انى مش هرجع روحت واستغليت علاقتى بواحد اعرفه وسجلتك باسم اخويا وبدل ما تبقى ابتسام علاء الحوفى بقى اسمك ابتسام علام الحوفى وسافرت وخبطت في كذا حاجة لحد ما قابلت مرفت اللى كانت بتشتغل مدرسة وساعدتنى الاقى شغل واجوزنا بعضها وخلفنا سلمى وعدت السنين وكنت مانع نفسى عن اى اخبار اعرفها عن اخويا لحد ما بالصدفة شوفت خبر الحادثة اللى مات فيها هو ومراته وساعتها اخدت القرار انى ارجع وادور عليكى بس كانت المشكلة اقولك ازاى انك بنتى خصوصا بعد ما شوفت ارتباطك باخويا ومراته اللى ربوكى ورافضه تصدقى أنهم ماتوا وطول السنة اللى فاتت وانا بحاول ومقدرتش لان عارف انى غلطان انى سبتك بس صدقينى كان غصب عنى انا مكنتش شايف قدامى غير سكة واحدة انى ابعد وبس
وهم تقف وتنظر الى علاء ودموعها تتساقط على وجهها
علاء (يقف) : ايه يابنتى اكيد مش مصدقانى طب تعالى نعمل تحليل وهتعرفى وتتاكدى انى ابوكى وانت بنتى
وهم تمسك رأسها ويداهمها دوار وتسقط مغشية عليها على الأرض
علاء (يصيح) : ابتسام
......................................
منزل حاتم
حاتم يجلس في غرفته ويمسك هاتفه ويشاهد صور وهم على صفحتها على الفيس بوك
تدخل أمه عليه
رجاء : خلاص عملت اللى انت عايزه
حاتم (يغلق هاتفه) : انا اسف يا ماما بس انا متاكد انك مش هتحرمينى من حاجة بحبها
رجاء : انت شايف حصلك ايه وكل ده وانت لسه على البر طب لما تجوزها هيحصلك ايه
حاتم : ماما أنا مسئول عن قرارى ومن حقى اختار شريكة حياتى
رجاء : وانا مش من حقى افرح بيك أنا مليش غيرك ولو حصلك حاجة هموت
يقف حاتم ويقترب من امه
حاتم (يقبل يد أمه) : بعد الشر عليكى بس فرحتك الحقيقية لما تلاقينى فرحان بجد من قلبى والبنت دى عكس ما انت فاهمة هى مش مريضة دى واحدة اختارت انها تحب وتعيش طول عمرها مع الناس اللى بتحبهم وانا اخترتها وحبيت فيها ده وهقف جمبها لانى مؤمن باللى هي فيه
رجاء : يعنى خلاص نويت ومفيش فايدة
حاتم : ايوه يا ماما وتقريبا المشكلة اللى هى فيها دلوقتى قربت تتحل وهخطبها رسمي من عمها
رجاء (تربت على كتفه) : مبروك يا بنى ألف مبروك
يقبل حاتم يد أمه ويحتضنها
.....................................
غرفة وهـم
وهم نائمة على سريرها
يقوم الدكتور المعالج لها بالكشف عليها
يقف علاء فى منتصف الغرفة ويتابع الدكتور بقلق وترقب
الدكتور : الصدمة المرة دى كانت كبيرة عليها
علاء : يعنى ايه يا دكتور مش هتفوق
الدكتور : الحقيقة أنا مش قادر أحدد وفى نفس الوقت أنا شايف ان نومها ده هروب من حاجة مش عايزة تصدقها هى ممكن تفوق فى أى وقت ... مقدمناش غير اننا نستنى
علاء : أنا هفضل جمبها ومش هسبها
الدكتور : عموما لو مفقتش لحد بكره الصبح هنضطر ننقلها المستشفى خلى بالك منها
ينصرف الدكتور
علاء يقترب من وهم
يمسك يدها ودموعه تتساقط على وجهه
علاء : حقك عليا ... أنا أسف ... أنا مكنتش عارف اقولك ازاى من ساعة ما رجعت بس أنا رهنت عليكى انك هتحسى بيا ... سامحينى يا بنتى أنا غلطت ومفيش حاجة اعملها تكفر عن غلطتى دى بس أنا عمرى ما هسيبك تانى ومش ممكن اسمح انك تضيعى منى زى أمك ما راحت منى
يقبلها علاء في رأسها ويجلس بجوارها وينظر الي وجهها
يتذكر صوت زوجته ابتسام : أنا بحبك يا علاء ونفسى يكون ليا طفل منك
علاء : وانا مش عايز غيرك ومش ممكن اقبل انك تضيعى منى الحمل ده خطر عليكى ولازم ينزل
ابتسام : الطفل اللى هيجى ده هو اللى هيخلى حبنا عايش علطول
علاء : وانا مش موافق ... مستحيل اضحى بيكى مهما حصل
ابتسام : وأنا مستحيل انزله مهما حصل
علاء : ابتسام أنا بحبك ومش هقدر استحمل انك تروحى منى
ابتسام : وانا كمان بحبك ولو ربنا اختارنى اكيد هيعوضك بابنك أو بنتك اللى هتفضل معاك وتفكرك بيا
يبكى علاء وهو يتذكر كلام زوجته
يستمر فى النظر الى وهم ثم يغمض عينيه ويذهب في نوم عميق
.........................................
منزل أم رضا
ام رضا وتيمور يقفان فى صالة البيت
ام رضا : انت جاى عايز ايه مش كفاية سبت الواد الخرع ده يعمل فيك كده
تيمور : بقولك ايه ياولية انت ... الحوار خلص والواد عرف كل حاجة وأنا عايز حقى دلوقتى ومش هسيبه
أم رضا : تبقى تاخده بقى لما يكتب المطعم باسم رضا واقدر ابيعه
تيمور (بغضب) : لأ يا أمى مليش فيه يكتبلك تكتبيله أنا هاخد حقى دلوقتى يا ما هتشوفى خلقة واحد تانى عمرك ما شوفتيه
أم رضا : وأنا بقولك ملكش حاجة عندى ولو ممشتش دلوقتى هبلغ عنك واقول انك جاى تسرقنى واشهد عليك أهل الشارع كله ماعدش الا انت يابتاع النسوان جاى تعمل راجل عليا أنا
تيمور (يخرج مطوى من جيبه) : هتشوفى بتاع النسوان هيعمل فيكى ايه ... انت جبت درفها وطالما مش جاية بالذوق يبقى انتى اللى اخترتى
يهجم تيمور على ام رضا ويشتبك معها
.............................................
منزل وهـم
علاء يستيقظ من نومه
ينظر الى وهم ولا يجدها فى سريرها
يتلفت علاء حوله ثم ينتفض واقفاً ويسرع الى خارج الغرفة يبحث عن وهم ولا يجدها فى أى مكان بالشقة
يقف علاء ويخرج هاتفه ويتصل بوهم
يجد هاتفها مغلق
يتصل علاء بسلمى
علاء : سلمى مشوفتيش ابتسام
سلمى : ابتسام مين يا بابا
علاء (بارتباك) : معلش اقصد مشفتيش بنت عمك
سلمى : لأ مشفتهاش ومعرفش عنها حاجة هو حصل ايه
علاء : محصلش ... محصلش اقفلى يا سلمى اقفلى
يغلق علاء هاتفه بعصبية
يردد : راحت فين دى بس أنا اللى غلطان ... أنا اللى غلطان مكنش لازم أقولها
يندفع علاء نحو باب الشقة
يفتح ويغادر المكان
......................................مطعم الحوفى
علاء يجلس على مكتبه وأمامه تجلس سلمى
سلمى (بدهشة) : بتقول ايه يا بابا
علاء : اللى سمعتيه يا بنتى ... ابتسام اختك
سلمى : وهم دى اختى واسمها ابتسام
علاء : ايوه يا بنتى هو ده السر اللى كنت مخبيه عنكوا السنين اللى فاتت وكنت فاكر انى هفضل مخبيه بس يوم ما قررت نرجع من بره كان لازم اقول بس مقدرتش خصوصا بعد ما شوفت حالتها وتصرفاتها فمكنتش عارف لو قلت هتعمل ايه وهتتصرف ازاى
سلمى : وماما كانت تعرف
علاء : أمك متعرفش حاجة ولا ليها عندى حاجة دلوقتى خلاص هى اختارت انها تبعد وكل واحد يروح لحاله
سلمى : أنا مش مصدقه اللى عرفته ده طب ليه يحصل كده من الأول
علاء : غلطت يا بنتى بس والله مكنت شايف قدامى غير انى ابعد من هنا وخلاص بس اللى يهمنى دلوقتى اعرف اختك راحت فين
سلمى : معرفش ... أنا مش عارفه أفكر بس اكيد هى عايشة فى صدمة دلوقتى ومش هتقدر تصدق بسهولة ان باباها وماماتها اللى رفضت أساسا جواها تعترف أنهم ماتوا انهم اصلا مش باباها ومامتها هى أكيد مش هتقدر تفوق من الصدمة دى بسهولة
علاء : يعنى إيه هنفضل قاعدين كده ومنعرفش عنها حاجة ... أنا هبلغ البوليس
يظهر حاتم
حاتم : سلاموا عليكو
علاء : وعليكم السلام
حاتم : أنا اسف انى جيت كده يعنى بس كان لازم ابلغكوا ان المشكلة اتحلت
علاء : مش فاهم يا بنى يعنى حصل إيه
حاتم : ام رضا والولد بتاع الدى جى اتخانقوا مع بعض والولد قتل الست وهو دلوقتى محبوس على ذمة القضية يعنى خلاص مشكلة الانسة وهم انتهت
يصمت علاء وسلمى ويتبادلان النظرات
حاتم : هى الانسة وهم فين
علاء ينظر له ولا يعلق
...............................................
قسم شرطة
علاء يقف فى غرفة رئيس المباحث
علاء : يعنى إيه يا فندم
رئيس المباحث : استاذ علاء احنا بقالنا اسبوع بندور على بنت اخوك وملهاش أى أثر
علاء : يعنى هى اختفت مثلا
رئيس المباحث : احنا عملنا اللى علينا ولسه بنعمل بس واضح انها مختفية فى مكان ومش عايزة حد يعرفه لاننا سألنا فى كل المستشفيات لو لا قدر الله في حاجة سيئة بس مفيش أى حاجة عنها وده برده شئ ايجابى
علاء : يعنى اعتبرها راحت فين اختفت ولا سافرت ولا راحت منى خالص ومش هترجع
رئيس المباحث : خلى عندك أمل يا استاذ علاء هى اكيد هتظهر من نفسها
علاء (يردد) : أنا اللى ضيعتها ... أنا اللى ضيعتها
ينصرف علاء من غرفة رئيس المباحث ودموعه تتساقط على وجهه
يتابعه رئيس المباحث ولا يعلق
..........................................بــعــد مــرور سـنــة
مدفن عائلة الحوفى
علاء يقف أمام قبر زوجته ابتسام
علاء (بحزن كبير) : حقك عليا يا ابتسام ... أنا غلطت ودفعت تمن غلطتى ... ضيعت الهدية اللى سبتهالى من بعدك ... انت وحشتينى أوى وهى كمان وحشتنى أوى ... النهاردة نفس اليوم اللى اختفت فيه بعد ما قولتلها الحقيقة ويارتنى مقولتلها وكنت سبتها قدامى عارفه انى عمها بس تفضل قدامى ... أنا تعبت أوى ... بقالى سنة بدور عليها ومش لاقيها هى أكيد عاقبتنى بنفس اللى عملته فيها انى سبتها ومشيت بس أنا نفسى أعرف هيا فين ... عايز أطمن عليها وبس ... هى لسه عايشة ولا ... ولا راحت عندك ... رد عليا يا ابتسام لو تعرفى حاجة عنها
يبكى علاء
تظهر سلمى
تقترب منه وتربت على كتفه
سلمى (تقبل يده) : يلا يابابا كفاية كده
علاء : مش قادر يابنتى ... مش قادر أنسى اختك نفسى أعرف راحت فين
سلمى : بقولك ايه يابوب احنا اتفقنا النهاردة مفيش زعل ولا حزن خالص ولا عايز تنكد عليا يوم خطوبتى
علاء (يمسح دموعه) : لأ يابنتى خلاص أنا راضى باللى حصل لان عارف ان ده عقاب ربنا ليا ومتاكد انه هيطمنى عليها فى يوم من الأيام بس وصيتى ليكى انك عمرك متنسيها ولو ربنا افتكرنى ابقى كملى انت ولازم تلاقيها
سلمى : حاضر يا بابا دى اختى ومستحيل انساها
يقبلها علاء فى رأسها
سلمى تجذبه برفق معها الى خارج المدفن
يستقل الاثنان السيارة وتغادر بهم المكان
....................................
مطعم الحوفى
يتجمع عدد من المدعوين فى حفل بهيج داخل المطعم
تظهر سلمى وهى ترتدى فستان خطوبة جميل وتجلس بجوار حاتم
أصوات الموسيقى تدوى فى المكان
يجلس علاء على أحد المقاعد وينظر الى سلمى وحاتم
حاتم (لسلمى) : مبروك
سلمى : مبروك لينا احنا الاتنين بس أنا حساك مش مبسوط
حاتم : ليه بتقولى كده
سلمى : يعنى فى حاجات كده بتتحس من غير كلام
حاتم (يمسك يدها) : عندك حق فى حاجات فعلا بتتحس بس مش كل حاجة جوانا لازم نقولها
سلمى : انت بتحبنى
حاتم يبتسم ولا يعلق ثم يمسك يدها ويقبلها
يمسك علاء هاتفه وينظر بحزن الى صور وهم على صفحتها الشخصية
يغلق علاء هاتفه وينظر الى خارج المطعم
يلمح فتاة تظهر بين المدعوين
ينتفض علاء واقفاً فى مكانه ويسرع نحو الفتاة
يصل المكان الذى كانت تقف فيه ولا يجدها
تلمح سلمى المشهد وتسرع نحو علاء
سلمى : فى ايه يا بابا
علاء : أنا شوفت اختك دلوقتى
سلمى (تتلفت حولها) : إيه شوفتها فين
علاء : معرفش بس هيا كانت واقفة هنا وبصت علينا
سلمى (تجذبه من يده برفق) : طب ممكن تهدى يابابا وتيجى معايا الناس خدت بالها وبتبص علينا
علاء : بقولك شوفتها انتى فاكرانى اجننت ولا بتوهم
سلمى : لأ مقصدش بس يمكن عشان بتفكر فيها كتير فيعنى توهمت انك شوفتها
علاء : يعنى ايه انا اجننت
سلمى : مقصدش يا بابا يا حبيبى أنا أسفة
علاء : خلاص روحى انت لخطيبك وانا جاى وراكى
تقبله سلمى فى رأسه وتعود الى حاتم
يتلفت علاء حوله
يظهر شاب أمامه
الشاب : حضرتك استاذ علاء
علاء : ايوه أنا علاء فى ايه
يخرج الشاب من جيبه سلسلة عنق ويعطيها لعلاء
الشاب : فى واحدة جت وسبتلك السلسة دى
ياخذ علاء السلسة وينظر اليها ويجدها سلسلة عنق وهم التى تحمل صورة والديها
علاء (للشاب) : هى فين البنت اللــ ...
يختفى الشاب من أمامه
يتلفت علاء حوله ويبحث عن الشاب ولا يجده
يتوقف علاء وينظر الى السلسة ويقبلها وتتساقط دموعه على وجهه
ينظر الى لافتة المطعم التى قام بتغييرها ويظهر عليها اسم ( مـطـعــم وهــم )
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا