رواية وهم
الفصل السابع 7
بقلم احمد نبيل
في منزل وهـم
وهم تواجه علاء
بغضب : انت بتقول ايه ... تقعد معايا فين ... هو انت شارب حاجة ولا فيك ايه بالظبط
علاء : لتانى مرة بقولك تكلمى معايا كويس
وهم : انت لازم تفوق وتعرف ان وجودك هنا غير مرغوب فيه
علاء : انت ناسية ان الشقة دى ليا فيها زيك بالظبط
وهم : انت ملكش أى حاجة هنا الشقة دى بتاعة بابا وبس وهو قالى كده فبلاش ندخل فى سكة انت عارف آخرها ايه
علاء : بلاش السكة اللى هتزعلك دى نخش فى سكة تانية أنا عمك وحصلى ظرف وبقيت فى الشارع وجاى أقولك مليش مكان غير هنا معاك هتطردينى
وهم : البيت ده ليه صاحب ولما يرجع ابقى سمعوا الكلمتين دول
علاء : وانا بكلم معاكى انت دلوقتى اظن انك ما شوفتيش حاجة وحشة منى
وهم : بقولك ايه روح اقعد مع الهانم مراتك وبنتك وابعد عنى وبلاش نفتح على بعض باب أنا بحاول أقفله
علاء : وانا مش هسيب هنا وهقعد معاكى وده قرار أنا خدته ومش هرجع فيه على الاقل لحد ما الظروف اللى أنا فيها ما تخلص
وهم : يبقى انت اللى عايز الباب يفضل مفتوح وميتقفلش
علاء : باب ايه ده
وهم (تتجه نحو غرفتها) : باب جهنم يا علاء بيه
تدخل وهم غرفتها وتغلق الباب خلفها بقوة
يتابعها علاء وهو يتنهد بعمق ثم يقترب من صورة اخيه المعلقة على الجدار وينظر اليها ودموعه تتساقط على وجهه
........................................
منزل اخت مرفت
مرفت تجلس مع اختها ناهد فى شرفة المنزل
ناهد : هو جوزك ده حصله ايه ازاى يبيع الشقة كده من غير ما ياخد رايك هو اللى بيتصرف فيه ده مش تحويشة عمركوا اللى رجعتوا بيها من بره
مرفت : أنا خلاص عيشتى معاه بقيت جحيم ... أنا ندمت انى قبلت اجوزه لما شوفته بره لما روحت الإعارة وبعدين استقريت هناك ... ده واحد مش شايف قدامه غير دماغه وبس
ناهد : بصى مشاكلك دى كلها مش هتتحل غير لما البنت بنت اخوه اللى طلعتلكوا دى تختفى خالص
مرفت : انا قولت كده بس اعمل ايه دى بت مش نافع معاها حاجة والغريبة انها هى اللى بتصده وهو اللى بيقربلها شوفتى الخيبة اللى أنا فيها
ناهد : عشان كده بقولك تختفى وانا ممكن اساعدك
مرفت : ازاى يعنى
ناهد : تجوز
مرفت : فكرت فى كده وملقتش حد يلبسها
ناهد : انت مش بتقولى انها زى القمر بس حالتها يعنى
مرفت : ايوه عشان كده بقولك ازاى
ناهد : هو فى واحد اعرفه كان بيدور على عروسة بس هو يعنى كبير شوية وكمان مجوز بس مراته مش بتخلف بس هو ايه مريش وعلى قلبه قرشين حلوين ومش بيتمنى غير حتة عيل يكون سند ليه
مرفت : كبير كبير بس ...
ناهد : بس إيه
مرفت : علاء مش هيوافق وهيقف فيها زى اللقمة فى الزور
ناهد : انت تخيريه يا البنت دى تجوز الراجل ده وتخلصوا كلكوا من الكابوس ده يا ما يطلقك وده اخر كرت تلعبى بيه معاه
تدخل سلمى عليهم
سلمى : أنا مش موافقة
مرفت : مش موافقة علي إيه انت بتجسسى علينا
سلمى : دى مش عادتى وانت عارفه بس انا كنت جاية طبيعى وسمعت كلامكوا
ناهد : يا سلمى يا حبيبتى انت شايفه الموقف اللى انتوا فيه واحنا بنحاول نحله وبعدين بنت عمك ديه مسيرها للجواز
سلمى : انا بحط نفسى مكانها ورغم كل اللى عملته معايا بس انا مش موافقة على جوازها بالطريقة دى
مرفت (بعصبية) : اسمعى بقى انا حياتى مع ابوكى خلاص جابت اخرها ولو عايزها تستمر تقفى جمبى غير كده يبقى هقولك اللى كنت ناوية اقولهولوا يا يوافق على جواز البت دى يا اما يطلقنى
تنظر لها سلمى ولا تعلق ثم تتركهم وتدخل
ناهد : الموقف ده لازم يخلص يا مرفت بسرعة لو عايزة تحافظى على بيتك وبنتك وجوزك
مرفت : فعلا لازم يخلص وبسرعة
..................................................
منزل وهـم
علاء ينام في غرفة الضيوف بالمنزل
يستيقظ من نومه ويتلفت حوله ثم ينهض من مكانه
يمسك هاتفه وينظر الى الساعة ويجدها تخطت الثانية عشر ظهرا
يقف علاء ويخرج من الغرفة ويتجه نحو غرفة وهم
علاء (يطرق الباب) : انت صحيتى
وهم لا ترد
يفتح علاء الباب ولا يجد وهم فى غرفتها
علاء : راحت فين دى
اصوات طرقات قوية على الباب
يسرع علاء نحو باب الشقة
يفتح الباب ويجد رجال الشرطة أمامه
ظابط شرطة (بصرامة) : انت علاء الحوفى
علاء (بارتباك) : ايوه يا فندم فى ايه
الظابط : اتفضل معانا لو سمحت
علاء : طب ممكن افهم فى ايه أنا عملت ايه
الظابط : فى القسم هتعرف كل حاجة اتفضل
ينظر لهم علاء ولا يعلق
........................................
قسم شرطة
علاء يقف داخل غرفة رئيس المباحث
علاء : ممكن يا فندم اعرف فى ايه
تظهر وهم وهى تجلس فى الغرفة
وهم (تشير نحو علاء) : هو ده يا فندم اللى اقتحم عليا شقتى وعايز يقعد معايا بالعافية
علاء (ينظر الى وهم بغضب) : انتى بتبلغى عنى
وهم : كنت عايزنى اقبل انك تقعد معايا غصب عنى
علاء : أنا ليا فى الشقة دى زى زيك
وهم : وانا مش عايزاك معايا هو بالعافية
رئيس المباحث (يقاطعهم) : لو سمحتوا تهدوا
يصمت علاء ويتبادل مع وهم النظرات الغاضبة
رئيس المباحث : اللى فهمتوا انكوا قرايب
علاء : انا عمها يافندم ورجعت من بره من سنة لما والدها توفى وآخر جواب كان بعتهولى وصانى في عليها
وهم : وانا معرفوش يا فندم وبابا مقليش أن ليا عم وانا مش عايزة الوصايا دى وعايزاه يسبنى اعيش فى حالى
علاء : وانا مقدرش اسيبك تعيشى لوحدك تانى
رئيس المباحث : حضرتك معاك ما يثبت ان الشقة دى ورث بينكوا
علاء : ايوه يافندم الورق كله موجود
رئيس المباحث : يبقى حضرتك تكلم حد يجيب الورق ده
علاء : حاضر يا فندم
وهم : الورق ده مزور يا فندم بقولك أنا معرفوش وبقاله سنة فارض نفسه عليا
رئيس المباحث : مش انتى اللى هتحكمى يا انسة
علاء (يقترب من وهم) : عجبك اللى احنا فيه ده ... مصره ليه تبعدى وانا بقرب
وهم : انت اللى عايز تبعدنى عن اى حاجة بحبها وانا مش هسمحلك كنت فين من زمان مظهرتش ليه قبل كده
علاء : قولتلك ظروف ويوم ما قررت ارجع كان ربنا افتكر والدك ووالدتك و ...
وهم (تقاطعه) : اخرس مجبش سيرتهم
رئيس المباحث (بصرامة) : استاذ علاء هتتصل تجيب الورق ولا تحبوا تدخلوا الحجز انتوا الاتنين
يصمت علاء ولا يعلق
تتابعه وهم وهو يجرى اتصال بهاتفه
علاء (عبر الهاتف) : ألو ايوه يا استاذ وائل ... منفضلك أنا عايز ...
...........................................
كافيه
وهم ونسرين يجلسون فى أحد الكافيهات
نسرين : انت جاحدة يا بنتى تبلغى البوليس عن عمك
وهم : برده عمى وبعدين ايوه واعمل اكتر من كده عشان اخلص منه ومن تدخلاته فى حياتى
نسرين : هو ده جزاته انه خايف عليكى وبيسال عليكى بعد ما باباكى وماماتك ما ...
وهم (تقاطعها) : هقولك نفس البوقين هو كان فين من زمان مظهرش ليه غير من سنة وجاى بس عشان يبعدنى عن اى حاجة بحبها ويا خد الشقة اللى فيها كل ذكرياتى
نسرين : طب ليه حكمتى عليه بكده انت مش مدياه فرصة خالص عشان تعرفى هو كان فين قبل كده
وهم : واعرف ليه انا مش عايزاه فى حياتى وخلاص يسبنى فى حالى يا اما هولع الدنيا كلها حواليه
نسرين : طب اهدى بس واقوللى هتعملى ايه فى موضوع الشغل
تصمت وهم
نسرين : ها قولتى ايه
وهم : أنا موافقة
نسرين : موافقة يعنى إيه هتشتغلى معايا موديل إعلانات
وهم : ايوه هشتغل ومن دلوقتى لو عايزة
نسرين (تقف) : قشطة طب يلا بينا
وهم : على فين
نسرين : عندنا اوردر دلوقتى فى الشركة
وهم تجلس في مكانها ولا تعلق
نسرين : ايه رجعتى فى كلامك
وهم (تقف) : لأ مرجعتش ... يلا أنا جاية معاكى
يغادر الاثنان الكافيه
.........................................................
شركة اعلانية
وهم ترتدى دريس لأحد البرندات
تدخل نسرين عليها
نسرين : اوبا ايه القنبلة دى انت مزة المزز انت هتقطعى عليا كده
وهم : طول عمرى بقطع عليكى ولا هتنكرى
نسرين : ما شى يا وحش يلا بقى الناس مستنياكى بره عشان تصورى
وهم : وانا جاهزة
تخرج وهم وسلمى الى صالة التصوير
يستقبلهم مخرج شاب ومصور
المخرج (للمصور وهو ينظر لوهم باعجاب) : دى طلقة بجد
المصور : مش قولتلك يا بوب هو انا بجيب أى حد
المخرج : ودى نظامها ايه بقى هتعرف تخلص ولا
المصور : نخلص تصوير واجبلك الناهية
تبدأ وهم بعرض بعض الأزياء من الملابس ويقوم المصور بتصويرها وتراقبهم نسرين
ينتهى التصوير وتدخل وهم ونسرين غرفتهم
نسرين : ها ايه رأيك
وهم : رأى فى ايه اهى شغلانة والسلام
نسرين : يا ساتر عليكى انت مش شايفه المخرج كان عينه هتطلع عليكى ازاى وانت داخله خارجه بفستان شكل
وهم : تقصدى ايه بعينه هتطلع عليا
نسرين : مقصدش حاجة خالص
وهم (بعصبية) : طب اخرجى بره بقى وانا هغير واطلعلك عشان نغور من هنا
نسرين : مالك قلبت عليا كده ليه
وهم : بقولك اخرجى يا نسرين واقفلى الباب وراكى كويس
نسرين : حاضر متزقيش مستنياكى بره
تخرج نسرين من الغرفة
تنظر وهم الى صورة والديها فى سلسلة عنقها
تتحدث معها : أنا عارفه انكوا مش موافقين على اللى عملته ده بس اعمل ايه مش هفضل قاعده كده لازم اشتغل
ينفتح الباب ويدخل المخرج
وهم (بحدة) : ايه ده انت دخلت ازاى والباب مقفول
المخرج : يعنى عادى ... انا محتاج اكلم معاكى شوية
وهم : تكلم معايا فى ايه أنا كان مطلوب منى شغل وعملته
المخرج : طب اهدى عليا يا انسة وهفهمك
وهم (بعصبية) : تفهمنى إيه بالظبط
المخرج : أنا عاجبنى اسمك اوى وبفكر ان الحملة الاعلانية اللى بنعملها لشركة الملابس دى يبقى اسمها وهم
وهم : اعمل اللى انت عايزه بس منفضلك تطلع بره عشان اغير هدومى وامشى
المخرج (يقترب منها) : مش قبل ما اسمع ردك
وهم (بعصبية) : ردى على ايه
المخرج (يتحسس شعرها بيده) : انت هتبقى بطلة الحملة الاعلانية دى ونسافر سوا بره
وهم (تبعد يده عنها بقوة) : انت يظهر فاكرنى واحدة شمال من اللى تعرفهم بس اصحى وفوق يا ما هفوقك
المخرج : انت فهمتى ايه انت مسافر بره معايا عشان نصور حملة إعلانية لشركة ملابس كبيرة ومحتاج واحدة زيك تصور الاعلان
وهم : اسفة دور على واحدة غيرى
المخرج (يحاول لمسها) : وليه متكونيش انتى
وهم (تبعده عنها) : احسنلك مكنش انا عشان ميبقاش النهاردة اخر يوم فى حياتك
المخرج : يا ريت يبقى اخر يوم بس بعد ما اعيشه معاك
يحاول المخرج الاعتداء على وهم
تصفعه وهم على وجهه وتبعده عنها بكل قوتها ثم تسرع الى الخارج
تصطدم بنسرين أمامها
نسرين : مالك فى ايه
تصفعها وهم على وجهها بقوة
وهم (بغضب) : مش عايز اشوف وش أهلك تانى انت فاهمة
تنصرف وهم من المكان بسرعة
تتابعها نسرين دون تعليق
.....................................
منزل وهم
علاء ومرفت وسلمى يجلسان فى الريسبشن
علاء : هو ده اللى جايبك يا مدام وانت يا سلمى موافقها على الكلام ده
سلمى : يا بابا أنا ...
مرفت (تقاطعها) : انا اللى جاية اكلم سلمى ملهاش دعوة
علاء : انت ولا هى العرض ده مرفوض ومش عايز اسمعه تانى
مرفت : مش تاخد راى صاحبة الشان الاول
علاء : من غير ما اقولها ده موضوع مش محتاج نقاش
مرفت : تمام يبقى انت اللى اخترت يا علاء
علاء : مش فاهم
مرفت : يعنى انا مش جايه اخيرك
علاء : اومال جايه ليه يا مدام
سلمى : ماما كفاية كده
مرفت : اخرسى انتى
علاء : سبيها يا سلمى خلينا نسمع الباقى
مرفت : انا جايه اساومك يا علاء بيه
علاء : تساومينى على ايه
مرفت : يا بنت اخوك تجوز الراجل ده يا نطلق وكل واحد يروح لحاله
ينفتح باب الشقة وتدخل وهم
وهم (بغصب) : ده احتلال بقى ... هى خلاص الشقة بقيت بتاعتك وعمال تجيب فيها اللى انت عايزه
سلمى (تقف) : أنا همشى
مرفت : استنى يا بنت لما نشوف الانسة الاول
وهم : تشوفى ايه هو انتوا جايين انتوا كمان تقعدوا فى الشقة
علاء : هما كانوا ماشيين ... مش كده يا مدام
مرفت : اه هنمشى بس مش قبل ما اقولها الاول
علاء : تقوللها ايه الموضوع اتقفل خلاص
مرفت : لأ متقفلش اسمعى يا شاطره انا جايبالك عريس سقع بالعربى كده مريش وهيدفع حلو تجوزى وتقبضى ولا عايزة تفضلى كده مفيش حد عايز يعبرك
علاء : اخرسى بقى
وهم : وليه تخرس يا علاء بيه هو انت يعنى من ساعة ما ظهرت قادر تخرسها
مرفت : لا انتى ولا هو ولعلمك لو مقبلتيش الجوازة ديه مش هيحصل كويس
وهم : وانا مجهزة الرد على العرض ده يا مدام
تقترب وهم من مرفت وتصفعها على وجهها بقوة
مرفت (تصيح بغضب) : انتى بتضربينى يا بنت الكلب
تشتبك مرفت ووهم وتحاول سلمى فض الأمر بينهم
علاء يضع يده على قلبه ويتابع دون تدخل ثم يسقط مغشيا عليه على الأرض