
رواية وهم
الفصل الرابع 4
بقلم احمد نبيل
علاء يقف بسيارته فى أحد الشوارع وقد غلبه النوم
بداخل السيارة
هاتفه يصدر رنين
يستيقظ علاء وينظر الى شاشة هاتفه ويجد وائل
المحامى يتصل به
يرد : ايوه يا أستاذ وائل ... معلش كنت تعبان شوية مسمعتش التليفون ... بتقول ايه ... طب اقفل أنا جاى علطول
يغلق علاء هاتفه ويدير محرك سيارته وينطلق بها
..................................
المستشفى
يقف وائل المحامى مع الدكتور المعالج أمام غرفة وهم وسلمى
يظهر علاء ويسرع نحوهم
علاء : هو فى إيه بالظبط ... البنات كويسين
وائل : اهدى يا استاذ علاء ... الأنسة سلمى هي اللى كلمتنى لما حضرتك مردتش عليها واطمن الموضوع خلص
علاء : ايوه أنا عاوز اعرف حصل ايه
الدكتور : اطمن يا أستاذ علاء اللى عمل كده هياخد جزاؤه وزميله هو اللى اعترف عليه
علاء : لو سمحتوا احكولى الموضوع من الأول أنا عايز افهم حصل ايه
الدكتور : المحامى بتاعك هيفهمك بعد اذنكوا
ينصرف الدكتور
علاء : فهمنى انت يا أستاذ
وائل : للأسف هي حاجة مكنتش متصور انها تحصل في مستشفى ...
علاء (بعصبية) : لو سمحت من غير مقدمات
وائل : هو في ممرض حاول يعنى يعتدى على الانسة بنت اخوك وهى نايمة بس ربنا ستر وظهر الشخص اللى ضرب الممرض على راسه وانقذها والحمد لله أنه مامتش ولسه عايش
علاء : ومين الشخص ده
......................................
غرفة وهم وسلمى
سلمى : انا فقت على المنظر ومدرتش بنفسى غير وانا بمسك الفازة واضربه على راسه
وهم لا تعلق
علاء : اكيد ربنا عمل كده عشان يصلح اللى حصل بينكوا
يلتفت الى وهم : شوفتى بنت عمك عملت ايه عشانك
وهم لا تعلق
علاء : انا عايزكوا تنسوا كل حاجة وتبدأوا صفحة جديدة مع بعض
سلمى : أنا خلاص مش عايزة افتكر أي حاجة وكفاية اللى شفته اليومين اللى فاتوا
علاء : ربنا يكملك بعقلك يا بنتى
يلتفت الى وهم
علاء : ايه هتفضلى ساكته كده ... متقولى حاجة يا انسة وهم ... وبعدين اسم وهم ده تقيل على لسانى أنا مش عارف متمسكة بيه ليه هو ماله اسمك الحقيقى
وهم (تقاطعه) : أنا اسمى وهم وبس
علاء : طب خلاص مش مهم دلوقتى الكلام ده المهم اننا نمشى من هنا وننسى اللى حصل
سلمى : بابا أنا عايزة ارجع البيت
علاء : حاضر يا حبيبتى هنرجع كلنا على البيت
وهم (بحدة) : كلنا مين انت وبنتك تتفضلوا مع السلامة وانا هرجع بيتى
علاء : احنا مش قولنا ننسى ولا انت فاكره انى هسيبك ترجعى تقعدى لوحدك الموضوع ده خلصان وبعدين البيت فى شغل كتير انت ناسية الحريقة اللى حصلت
وهم (تقاطعه) : بقولك إيه انت تحكم على بيتك وبنتك انما انا لأ انا ليا اللى يحكم عليا
علاء : بقولك ايه أنا تعبان ومش قادر اناهد معاكى يتيجى معانا ياما هنيجى احنا نقعد معاكى
سلمى : لأ انا مش رايحه هناك تانى مهما حصل
وهم : وأنا أصلا مش عايزة حد معايا حضرتك تاخد بنتك وتمشى ويا ريت مشفش وشوشكوا الجميلة تانى
ينفتح باب الغرفة
يظهر خلفه ظابط الشرطة
بصرامة : أظن حالتكوا بقت كويسة دلوقتى
علاء : هو حضرتك عايز إيه أنا قلتلك البلاغ اللى اتقدم ده هيتسحب و ...
الظابط : أرجوك سبنا نشوف شغلنا
علاء : شغل ايه هو كان ماس كهربائى وعمل الحريقة وخلاص الموضوع خلص
يتجاهله الظابط وينظر الى وهم
الظابط (بصرامة) : أنسة وهم اتفضلى معايا
وهم تنظر له ولا تعلق
................................
منزل علاء الحوفى
علاء يقف فى الريسبشن ويواجه مرفت
مرفت : مش هروح ومش هتنازل
علاء (بغضب) : هتروحى يا مدام ولو اضطريت هاجرك لحد هناك
مرفت : مش بقولك انت اجننت ولازم تفوق تجر مين ... حاول تمد ايدك عليا وشوف هيحصلك ايه
علاء : بلاش تستفزينى البت معملتش حاجة وبنتنا سليمة ونايمة جوه وربنا نجاها يبقى ليه عايزة تحبسيها
مرفت : عشان القرف اللى احنا فيه ده بقالنا سنة من يوم ما اخوك بعتلك وقلك ارجع ولما رجعنا ولقناه مات وسايب بنت ومعها كل يوم مشكلة وقولتلك ميت حل ليها جوزها داخلها مستشفى نيلها وانت راكب دماغك دى بنت اخويا ووصية اخويا ... ايه واحنا فين في حياتك ... اسمع انا كنت ساكته ومستحمله بس لحد بنتى وبيتى يبقى لأ تغور فى داهية والفرصة دى انا مش هسبها ولازم البت دى تختفى من حياتنا
علاء : أنا مش مصدق اللى انتى بتقوليه وبتعمليه ... انت مراتى انت مرفت اللى شوفتها بره والدنيا مقفلة فى وشى وعشت معاها السنين دى كلها أنا زى ماكون كنت معاشر شيطان وظهر دلوقتى على حقيقته عشان يحرقنى
مرفت : انت اللى عايز تحرقنا انت وبنت اخوك اللى مش شايف غيرها
علاء : خلاصة الكلام يا مدام ... انت هتيجى تتنازلى عن البلاغ ولا لأ
مرفت (باصرار) : مش هتنازل يا علاء
علاء : تمام يبقى انت اللى اخترتى ومتلوميش الا نفسك ... أنا مش هعيش تانى مع واحدة بالشكل ده ... انت طا ...
ينفتح باب غرفة سلمى
تظهر سلمى (تصرخ) : بابا
يصمت علاء وينظر الى سلمى التى تخرج من غرفتها
سلمى : كفاية ... أنا هاجى معاك
مرفت (بحدة) : تروحى معاه فين انت مش هتخرجى من هنا مهما حصل
سلمى : لأ هخرج أنا صاحبة المشكلة وهروح واقول انها معملتش حاجة
مرفت : تبقى اجننتى زى ابوكى
سلمى : من فضلك يا ماما كفاية كده اللى احنا فيه ده لازم يخلص
تندفع نحوها مرفت وتمسكها من ذراعها بقسوة
مرفت : اسمعى لو خرجتى من البيت ده لا انتى بنتى ولا اعرفك
سلمى تنظر لها ثم تتجه نحو علاء
سلمى : يلا يا بابا أنا جاية معاك
تنظر لهم مرفت بغضب كبير ولا تعلق
..............................................
منزل علاء الحوفى
مرفت تجلس على أحد المقاعد في الريسبشن وأمامها تقف سلمى
سلمى (بحدة) : ليه يا ماما ليه عملتى كده
مرفت : هو انت ليك عين تسألى بعد كل اللى حصل ... انت كنت هتروحى منى
سلمى : وخلاص ربنا ستر بس متروحيش تبلغى عنها وعايزة تحبسيها
مرفت : بت انتى تخرسى خالص وسبيلى الموضوع ده
سلمى : بس بابا معاها ومش هيسبها
مرفت : ابوكى ده اجنن خلاص ولازم يفوق
سلمى : انت بتكلمى عن بابا كده ليه انت ناسية انه عمها ومش ممكن يسبها
مرفت : انا بقى هعرفه يعنى ايه يمد ايده عليا والبت دى هحبسها ولو فضل وراها هحبسه هو كمان
سلمى : لأ أنا مش مصدقة انا عمرى ما شوفتك كده ... انت ايه اللى انت بتقوليه ده
مرفت : اخرسى خالص وادخلى اودتك
سلمى : لأ مش هخرس وانا مش صغيرة عشان تقوللى كده واللى انت بتعمليه ده غلط ولازم تصلحيه باى شكل
مرفت : انت بتعلى صوتك عليا هو ابوكى يضربنى وانت ترفعى صوتك عليا
سلمى : ايوه يا ماما انت غلطانة واللى عمله بابا معاكى ده رد فعل طبيعى على تصرفاتك
تصفعها مرفت على وجهها بقوة
تصرخ سلمى
مرفت : عشان تفوقى من اللى انت فيه
تنظر لها سلمى بغضب ثم تندفع نحو غرفتها
تدخل الغرفة وتغلق الباب خلفها بقوة
مرفت (تردد بغضب) : قليلة الادب
...........................
قسم شرطة
علاء يقف مع وائل المحامى في غرفة رئيس المباحث
وائل : يا فندم البلاغ اللى أتقدم هيتسحب والموضوع هيخلص انا مش فاهم ايه المشكلة
علاء : قله يا أستاذ انا مش عارف هو متزمت ليه معانا وبعدين انت ازاى تحبس البنت كده
رئيس المباحث : أتكلم بأسلوب كويس يا أستاذ ياما هدخلك الحبس انت كمان
وائل : لو سمحت اهدى يا أستاذ علاء
يصمت علاء وهو يجز على أسنانه بغضب
رئيس المباحث : انا قدامى بلاغ محدد وبيقول ان الانسة بنت اخوك حبست بنتك وحاولت تقتلها
وائل : ايوه يا فندم بس فى سوء فهم هما الاتنين كان قاعدين مع بعض عادى ويظهر انهم اتخانقوا والموضوع يعنى اتطور شوية ووصل لقصة الحريقة دى بس لو صاحبة البلاغ أو صاحبة الواقعة اتنازلت يبقى خلاص
رئيس المباحث : وهى فين صاحبة البلاغ يا استاذ ... هى اللى لازم تيجى هنا وتنفى الكلام ده
علاء : هتيجى يا فندم وتتنازل
رئيس المباحث : لما تبقى تيجى بقى
علاء : طب حضرتك ممكن تخرج البنت من الحبس دى مش مجرمة عشان تفضل كده
رئيس المباحث : لأ هو حضرتك اللى تتفضل وتخرج من هنا لان صبرى ليه حدود
وائل : خلاص يا استاذ علاء يلا بينا
علاء : يلا فين والبت اللى محبوسة دى
وائل : حضرتك تتصل بزوجتك وتيجى تتنازل والموضوع ينتهى
يصمت علاء ولا يعلق
............................................
داخل الحبس
وهم تجلس داخل الحبس فى أحد الاركان
تنظر الى سلسلة عنقها التى تحمل صورتها مع ابوها وامها
تتحدث معها وهى تبكى : عجبكوا اللى بيحصلى ده ... انت تسبونى ويحصل فيا كل ده ... بس انا مش هسيب حقى ولا حقكوا عشان انا مليش غيركوا وعارفه انكوا هتفتكرونى ... متخافوش عليا ... انا بحبكوا أوى
تقترب منها فتاة سجينة معها فى الحبس
الفتاة : محسوبتك هدى وبيقوللى يا ديدى هى المزة تهمتها ايه
وهم (تمسح دموعها) : حرق
هدى (بسخرية) : حرق ... حرق ايه بقى ... حرق شقة ولا حرق بنك ولا يمكن حرق وش
يطلق باقى السجينات ضحكة ساخرة
تراقبهم وهم فى صمت
وهم (تمسك بهدى من رقبتها) : حرق بنى ادم تحبى تجربى
تنظر لها هدى بخوف ثم تتركها وتجلس فى ركن اخر
تتابعها وهم ثم تنظر الى سلسة عنقها مرة أخرى
تتحدث معها : مش قولتلكوا متخافوش عليا
تغمض وهم عينيها وتتراجع الى الوراء مستندة على جدار الحبس
...................................
في منزل حاتم
حاتم يجلس داخل غرفته ويمسك هاتفه ويتحدث مع أمه السيدة رجاء عبر الانترنت
حاتم : يعنى خلاص نازلة مصر
رجاء : ايوه يا حاتم نازلة ومش راجعة تانى
حاتم : مالك يا امى انت شكلك في حاجة حصلت
رجاء : الزفت اللى كنت مجوزاه
حاتم : ماله
رجاء : طلقنى
حاتم : ايه طلقك فجأة كده من غير أي مقدمات
رجاء : لأ طبعا في مقدمات الأستاذ قبل ما يجوزنى كان مفهمنى أنه مجوزشى بعد مراته ما ماتت وأنه بيشتغل في شركة كبيرة بره ولما اجوزنا وخدنى معاه ووصلنا هناك ابتدت تصرفاته تتغير ويسبنى بالايام لوحدى في البيت لحد ما اكتشفت الحقيقة
حاتم : حقيقة ايه
رجاء : انه مجوز هناك
حاتم : ايه مجوز طب نزل واجوز ليه طالما مجوز
رجاء : عشان كان مزنوق في مبلغ كان عايز ياخده ويعمل بيه مشروع لوحده هنا ولما نزل مصر معرفش يجمعه وقال يستلفه من حد وطبعا ملقاش غير جوازة وواحدة محوشة قرشين ياخدهم منها وبعدين يرميها
حاتم : انت تقصدى انه ...
رجاء (تبكى) : ايوه بعد فترة من وصولنا هناك قالى انه عايز يشارك حد في مشروع هينقلنا نقلة تانية وعايز مبلغ وحلف انه لما المشروع يتعمل هيرجعه وانا صدقته وسحبتله كل الرصيد اللى كنت محوشاه وبعدها اتغير لحد ما واجهته في خناقة كبيرة بينا وقالى انى كنت سكة عشان يا خد الفلوس ودلوقتى خلاص دورى خلص وطلقنى
حاتم : وانت فين دلوقتى
رجاء ( تبكى ) : قاعده عند واحدة مصرية اتعرفت عليها ووقفت جمبى وجوزها قالى انه هيساعدنى في إجراءات السفر عشان ارجع انا خلاص كل اللى حيلتى راح يا حاتم
حاتم : انا حذرتك يا امى بلاش الجوازة ديه وانت الــ
رجاء (تقاطعه) : انا غلطانة واستاهل كل اللى يجرالى أنا ...
ينقطع الاتصال
يحاول حاتم الاتصال بها مرة أخرى
أمه لا ترد
يتراجع حاتم في مقعده ويمسك صورة تجمعه بأمه موضوعة أمامه وينظر لها
...........................................
قسم الشرطة
علاء وسلمى ووائل المحامى يقفان في غرفة رئيس المباحث
سلمى : يافندم بنت عمى معملتش حاجة
رئيس المباحث : اومال الحريقة اللى حصلت كانت بسبب ايه يا انسة
سلمى : انا كنت رايحلها عادى عشان اقعد معاها وكنا بنكلم في موضوع واختلفنا فيه شوية وبالصدفة كانت حاطه علبة كبريت على الترابيزة في الريسبشن ولقيتها بتقولى معاك سيجارة
رئيس المباحث : هو انت بتدخنى
سلمى : لأ يا فندم عشان كده قلتلها لأ ولقيتها بتمسك العلبة وبتطلع عود كبريت وبتطفيه وطلعت غيره وتطفيه لحد ما في واحد وقع من ايدها على السجادة وحصلت الحريقة وجرينا انا وهى على الاودة نستخبى من الحريقة هو ده اللى حصل
وائل : أظن يا فندم كده الموضوع وضح والانسة سلمى برئت بنت عمها
رئيس المباحث : لسه يا أستاذ
علاء (بعصبية) : لسه ايه يا فندم ... اسمحلى حضرتك هو في إيه البنت صاحبة المشكلة اتنازلت فاضل ايه بقى
وائل : اهدى يا أستاذ علاء مش كده
رئيس المباحث يضغط على زر الاتصال الداخلى
ينفتح الباب ويدخل عسكرى المكتب
رئيس المباحث (بصرامة) : هاتلى البنت اللى في الحبس
ينصرف العسكرى
رئيس المباحث (يقف ويقترب من علاء) : لولا انى مقدر قلقك على بنت اخوك كان ليا تصرف تانى معاك
علاء يصمت ولا يعلق
ينفتح الباب ويدخل العسكرى ومعه وهم
رئيس المباحث : سبها وامشى
ينصرف العسكرى
يقترب رئيس المباحث من وهم
رئيس المباحث : بنت عمك قالت انك معملتلهاش حاجة ومحاولتيش تحرقيها
وهم (تواجه الجميع) : انا اللى بتهمها انه هي اللى كانت عايزة تحرقنى وتموتنى
ينظر الجميع الى وهم بذهول دون تعليق