×

رواية أحفاد الجارحي الفصل الواحد والعشرون 2 والثاني والعشرون الجزء الرابع بقلم ايه محمد


رواية أحفاد الجارحي 

الفصل الواحد والعشرون 21

والثاني والعشرون 22 الجزء الرابع

بقلم ايه محمد


….أنشودة كبرياء!!….

أستدار ببطء لتتبدل نظرات “عمر” سريعاً لغضبٍ لا مثيل له ، عاصفة من الماضي إبتلعته دون سابق أنذار لتريه ما فعله هذا اللعين الذي كاد بقتله من قبل ،تذكره “عدي” جيداً فوقف جوار “عمر” هامساً إليه بصوتٍ منخفض حتى لا تستمع إليهم “نور” _أهدى يا “عمر” بلاش عشان “نور” …


كأن ما قاله كانت كالحبال التى قيدت حركته فتبقى محله ولكن بعينان أكثر حدة ، تركهم “عدي” وأسرع إلى الخلف فأقترب من “نور ” قائلاٍ بنظرات فهمها “ياسين وأحمد” جيداً

_”أحمد” خاليك مع “عمر” وأنت يا “ياسين” خد “نور” على أقرب مستشفي ولما تتطمن عليها رجعها القصر…

علم “ياسين” بأن هناك أمراً ما وأن مهامه سحب “نور” حتى لا تعلم ماذا يجرى هنا ؟ …فأقترب منها قائلاٍ بهدوء_يلا يا “نور” ..

قالت بأستغراب_ “وعمر” !! ..

قاطعها ببسمة هادئة _الشاب اللي أنقذك متصاب ورافض يروح لأى مستشفى فميصحش نسيبه كدا بعد ما أنقذك فعمر هيعالجه وهنحصلكم ..

أشارت إليه بأقتناع ثم صعدت لسيارة “ياسين” الذي أنصاع لنظرات “عدي” وذهب علي الفور ….

كادت قبضة يديه بالأنفجار من شدة الغضب فما أن غادرت السيارة حتى لكمه بقوة كبيرة أوقعته أرضاً ، دفشه “أحمد” بدهشة _أنت مجنون أيه اللي بتعمله داا ؟؟..

وقف “عدي” أمامهم بهدوء وكأنه راضاً عما فعله أخيه فأقترب منه مجدداً ثم ناوله لكمة أخري أشد قوة وأحمد فى صدمة من أمره فلم يجد سوى أن يتحول من وضع الدفاع إلي الهجوم لذا لكم “عمر” بغضب _دي مكافئة الشخص اللي أنقذ زوجتك ! ..

نهض “عمر” سريعاً ببسمة سخرية _أنقذها !! ..دا إذا كان مكنش السبب فى الحوار دا من الأساس عشان أرجع وأتخدع فيه من جديد ..


ضيق عيناه بعدم فهم _حوار أيه! ..هو أنت تعرفه ؟..

أنغمست النظرات بغضبٍ يطوفه غير عابئ “بأحمد” الذي يحاول جاهداً التداخل لمعرفة ماذا هناك؟ ، نهض “آسلام” بصعوبة فقال بحزن وعيناه أرضاً_مرتبتش لحاجة اللي حصل بالصدفة تصدق أو لا فدا شيء يرجعلك …

غادر “آسلام” من جوار “عدي” فلحق به “عمر” ولكنه توقف حينما تمسك “عدي” بيديه قائلاٍ بثقة _بيقول الحقيقة …

تطلع له بنظرة مطولة فكاد بأن يعارضه ولكنه يعلم بأن “عدي” لديه القدرة الكاملة لكشف الكاذب بسبب عمله الشاق فتركهم وتوجه لسيارته بصمت ….

*****************

بالمشفى …

أخرجت “ملك” هاتفها بيد مرتجفة والبكاء يكتسح عيناها دون توقف،أنتظرت لثواني وهى تتفحص الأرقام من أمامها فلم تعلم من ستطلب؟ ، وماذا ستقول؟! ….

أخرجت رقم الهاتف المنزلي الخاص بالقصر ثم طلبته بأنتظار من سيجيب حتى أستمعت لصوت “حمزة” ،كبتت شهقات بكائها لثواني فأستمع لصوتها ليسرع قائلاٍ بفزع _ “ملك” !! ..

تعالت شهقات دموعها شيئاً فشيء ليخرج صوتها أخيراً _ “ياسين” مات يا “حمزة” …

هوى الخبر على مسماعه كالرعد المزلزل فسقط الهاتف أرضاً ليتهشم لأجزاءاً صغيرة ، أسرع لغرفة المكتب التى تحوى شقيقه و”أدهم وعز” ليخبرهم بما حدث ليسرعوا جميعاً للمشفى بحالة من الفزع…


****************

وصلت للمقر بعينان تتغمدها الدموع والحسرة على ما رأته ، أسرعت بخطاها لمكتبه لتبوح عن الكارثة التى ستفتك بها ، أسرعت للسكرتارية الخاصة بالمكتب قائلة بصعوبة بالحديث لمجهودها المفرط _عايزة أقابل “أحمد” بيه يا لو سمحتي .

رفعت عيناها إليها بتذكر الآذن الذي تركه “أحمد” لها بالدخول للمقر فقالت بهدوء_مستر”أحمد” خرج من ساعة تقريباً ..

أرتخت ملامح وجهها بأستسلام كأنها أصبحت على رضا كامل بما سيحدث لها ، توجهت للمصعد بخطوات شبيهة للموت ، دمعاتها تكتسح وجهها دون توقف ، حياتها أشبه بسراباً يجعلها تختنق شيئاً فشيء! ، دموع …بكاء…آنين …أحاسيس متضاربة يختمها الشعور بالدوار وحاجتها بألتقاط الأنفاس ، ضغطت على زر المصعد وهى تجاهد للوقوف ،أستسلمت لمصيرها المؤلم كلما تذكرت هذا الفيديو اللعين ،أنفتح المصعد على مصرعيه ليتفاجأ بها “أحمد” بعدما عاد للمقر بصحبة “عدي” ،أقترب منها بأستغراب فقالت بدموع وجسدها يهوى أرضاً_”أحمد” …

أغلقت عيناها لتغط بسباق عميق بين الألم وعدم الرغبة بالحياة ….أسرع إليها قائلاٍ بصدمة _”سارة” ! …

تطلع له “عدي” بغضب وهو يحاول أفاقتها ،فرفع عيناه له قائلاٍ بهدوء_أطلب الأسعاف يا “عدي” ..

جذب هاتفه بتأفف يملي ما طلبه ،أستدار ليجد حوله عدد لا بأس به من المؤظفين فقال بحدة جعلتهم يهرولون من أمامه بقسماً موحد بأنه شبيهاً من أبيه للغاية _أنتوا واقفين كدليه ! ..كل واحد على شغله …


وصلت الأسعاف بوقتاً قياسياً فحملتها للمشفي ليلحق بهما “أحمد” …..

أما “عدي” فولج لمكتب أبيه بهدوء ، وقف يتأمل مقعده ببسمة مكر أزدادت حينما جلس محله ،تأمل كل أنشناً به بنظرةبأعجاب وأعتراف بذوقه الرفيع ،لفحت وجهها نسمة هواء عليلة فأغلق عيناه ببسمة لتذكر معشوقته ؛ فكأنما كانت رسالة عابرة بأشتياقها إليه ! …

رفع هاتفه ينتظر سماع صوتها المعشوق ،ليترتل بعد دقائق على همس الدفوف

_أيوا يا حبيبي …

أغلق عيناه ببسمة ساحرة فكم يعشق محادثتها بالهاتف لسماع هذا الجزء المفضل ،طال صمته وهو يتلذذ بما أستمع إليه ليقل بصوتٍ مميز لأجلها فقط

_بتعملي أيه ؟ ..

زمجرت بطفولية _هكون بعمل أيه يعني أكيد شايلة “رحمة وياسين” …

إبتسم قائلاٍ بهمس_أبتديت أغير مش لقي وقت ليا …

قالت بخجل _بس أنا أغلب الوقت بكون معاك ..

ضيق عيناه بسخرية ._أزاي وأنا برجع نص الليل ؟..

قالت والبسمة تلاحقها _ساكنة بقلبك ومعاك بكل وقت وكل ثانية ، بحس بزعلك وبسمع ضحكتك …بكون معاك بأغلب اليوم ولما بصحى بلاقي نفسي فى حضنك يعني تقريباً بتكون معايا فى كل نفس …

إبتسم بعشق_غالبتيني بالكلمتين دول أو بمعنى الأصح ضحكتي عليا بس برضو بعشقك ….


حاولت أن تتحدث بصعوبة وخاصة بعد أن توج وجهها حمرة الخجل _وأنا …….كمان …….

بين كل كلمة وقتاً مطولاٍ لتتشكل صورة خجلها أمامه فأبتسم بمكر مطالباً المزيد _وأنتِ كمان أيه؟ ..

لوت فمها بتهكم لمعرفتها بما يود فعله ولكن لا تنكر رغبتها بنطقها فقالت بعد مدة طويلة من صمتها _ …بحبك …

ثم قالت سريعاً_أنا هقفل عشان “ياسين” بيبكي ..

وأغلقت الهاتف سريعاً فأبتسم على خجلها الملحوظ ، واضح هاتفه جواره بهياماً بصوتها ليستيقظ من شرودها على ولوج “رائد” الغريب دون أن يطرق باب مكتبه ، تطلع له بأستغراب

_فى حاجة يا “رائد”؟…

أجابه بعد مدة من الصمت كأنه يستجمع شجاعته _خسرنا المناقصة ضد شركات “جون” .

سقط الخبر على مسمعه كالصاعقة فرغم بأنه لا يعرف هذا الرجل ولكن بات على معرفة كاملة بالعداء الذي بينه وبين “ياسين الجارحي” ….

*******،************

بالمشفى ..

فتح عيناه بصعوبة كبيرة كأنه فقد وعيه لسنوات لاحصى لها! ،جاهد لرفع جفن عيناه فكان يشعر بثقلهما مثلما يشعر بثقل قلبه المنفطر على رفيقه ،حالته ساءت فى دقائق فجعلت الأطباء بصدمة من أمره! …

جاهد بفتحهما وهو يردد بصوتٍ خافت للطبيب الذي يقف جواره _”ياسين” …عايز أشوفه …وديني له …


كاد الطبيب بالحديث ولكنه أمتنع على أشارة خافتة تأتي من خلفه ومن ثم تشير له بالخروج فأنصاع على الفور ، كان “يحيى” يغلق عيناه لثواني ثم يعاود فتحهما ليعتاد على أضاءة الغرفة فحينما فتح عيناها للمرة الثانية وجده يجلس على مقربة من فراشه لا يفصلهما سوى مسافة صغيرة ، جحظت عيناه لوهلة فتطلع له بصدمة ليتأمله الأخر بسخرية _لما عمي توفى مشفتكش بالحالة دي ؟؟ ..

أنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت …نعم يعلم بأنه ينبوع أسرار وثبات لا يضاهيه أحداً ولكن بأن يدعي الموت لينهي حياته! ،كأن المرض خشي من الحالة التى وصل إليها “يحيى” فتخلي عنه على الفور ، أستند يجذعه على الفراش ليكون على مستواه ليرفع يديه ويقوم بما لم يفعله منذ ثلاثون عاماً ، رفع “ياسين” يديه على وجهه بصدمة من أنه تلقي لكمة من “يحيى” لتو !! ..فكاد بالحديث ولكن سبقه “يحيى” حينما صاح به بأشد درجات الغضب _فاكر أن موضوع موتك دا موضوع سخرية بالنسبالك ، متفكرتش أيه اللي كان ممكن يجرالي لما أعرف …بجد معتش فاهمك يا “ياسين” ولا عارف أنت عايز تثبت أيه باللي بتعمله دا! ..

ظل ثابتٍ للحظات فلأول مرة يرى “يحيى” غاضباً لهذا الحد! ، رُسمت بسمة فرح على وجهه لعلمه الآن بأن علاقتهم لن يقوى سلسال البشر بأكملهم على فهمها ، خرج عن صمته قائلاٍ والثبات رفيقه المقرب_ بغض النظر عن اللي عملته دا بس هجاوبك على سؤالك ..


حاول أن يتصنع عدم اللامبالة ولكنه أستدار ليستمع إليه

فقال والغموض يرافق صوته_كالعادة أول ما حد بيتوهم أن “ياسين الجارحي” وقع بيحاول ينهش فى دمه .

رمقه ينظرة مطولة مازالت بها لمحات من الغضب _المرادي مين ؟ .

تطلع له ببسمة مكبوتة فبدا كأنه طفلاٍ صغير يخاصم والده ولكنه يحاول أن ينسى لأجل الشوكلا التى يحملها! ، أسترسل “ياسين” حديثه بهدوء_”جون” بعت ناس عشان تخلص عليا بس مكنوش عارفين يدخلوا الغرفة من الحراسة ولأنك معايا فى نفس الغرفة عشان كدا سهلتهاله المهمة وخاليت الدكاترة تتدعى أن حالتي خطيرة ولازم أنتقل بغرفة لوحدي عشان يبان أن مخططه ماشي صح ..

ضيق عيناه بذهول _طب وليه تدعى أنك مت وتساعده يحقق اللي هو عايزه ؟!! ..

أستند بظهره على المقعد ببسمة مكر _هو اللي هيساعدني باللي أنا عايزه مش أنا .

رمقه بنظرة غضب _أنا حقيقي مش فاهم حاجة …

شفق عليه فقرر ولأول مرة البوح عن مكنونات صدره

_حلم “جون” أن ما يبقاش في شركات عربية تنافسه وطبعاً أنت عارف أننا أكبر تهديد له وحاول كذا مرة عشان يحقق أهدافه بس بوجودي كان بيتراجع …

أشار له بتأييد فأسترسل كلامه بسؤالاٍ مباشر _أمته يحس أن الدنيا أمان عشان خطوته الجاية ؟ ..


أجابه “يحيى” دون تردد_بدون وجودك ..

إبتسم “ياسين” بأنتصار _ودا اللي عملته شلت نفسي من طريقه وبالتالي هكون بفتحله بوابة تحدي جديد مع اللي أستلم منصبي بالمقر وأهو أشوف “عدي” هيقدر يقف أدامه ولا لا …

أكمل “يحيى” بذهول _أنت بتفكر أزاي ؟؟؟؟! ..

أكتفى لبسمة بسيطة فقال “يحيى” بغضب _ساعات بحس أنك بتعامل “عدي” كعدو ليك مش إبنك ..

إبتسم قائلاٍ بلهجة يستمع لها يحيى لأول مرة فأرتباه الذهول _أنك تواجه شخص بنفس مستوى ذكائك شيء ممتع يا “يحيى” و”عدي” خصم مش سهل ..

ثم تناول العصير بتلذذ قائلاٍ بجدية لا تحتمل نقاش _”عدي” الوحيد اللي يقدر يقوي علاقة الشباب ببعضهم بحيث يكونوا زينا وأفضل كمان ودا السبب اللي بيخليني أضغط عليه وبكل قوتي لأني واثق ومتأكد من النتيجة …

إبتسم “يحيى” بأقتناع فقال بضحكة مسموعة_نسخة منك ..

وضع العصير على الكوماد بغضب مصنطع_هو أعند مني ..

تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث _فى دي عندك حق …

لمعت عيناه بخبث_وترويضه كان الأصعب …

ثم إبتسم بمكر _هانت يا “عدي” ….

ولمعت نظراته بمجهول مخطط بحرافية بمعركة العند بين الشبل وأبيه ترى من سيتمكن من ربح هذة المعادلة الصعبة ؟!! ….


******************

فتحت عيناها بصعوبة ، فوجدت ذاتها بمكانٍ غريب عنها ، لم تكلف ذاتها عناء الأستطلاع عن مكانها فماذا ستخسر بعد ؟ ، أقترب منها الطبيب ببسمة صغيرة _حمدلله على السلامة ….

أكتفت ببسمة بسيطة تكاد ترسم بصعوبة ،تركها وخرج على الفور فأنتبهت “سارة” لمن يجلس جوارها ،أقترب منها “أحمد” قائلاٍ بهدوء_أحسن دلوقتي ؟ ..

أشارت إليه بضعف لتكمل رحلة ألمها بالدموع التي لا تتوقف ، قرب المقعد منها قائلاٍ بثبات_ فى أيه ؟ ..

رفعت عيناها بتثاقل فكأن الحياة تخلت عنها لتهمس بضعف _أنا نهيت حياتي بأيدي يا “أحمد” ،أنا أخترت هلاكي بأيدي أخر حاجة توقعاتها أنه يطلع حيوان ويصورني وأنا أ…

لم تقدر على نطق باقي كلماتها فأغلقت عيناها تبتلعها بألم يكاد يشرخ صدرها ،تلون وجهه بحمرة الغضب ،نعم ليس لديه شقيقة ولكن بنات أعمامه كانوا كذلك بالنسبة له ،فأي رجلاٍ قد يهدأ وهو يستمع لما تقول؟! …

نهض عن مقعده قائلاٍ بصوتٍ جمهوري _ أسمه أيه الحيوان دا ؟ ..

تطلعت له بأرتباك فقال بغضب _سألتك جاوبيني ! ..

أخبرته كل شيء بأستسلام فأشار لها بثبات_فتح على نفسه أبواب جهنم ..

ثم قال بهدوء_ يلا عشان أوصلك …

نهضت دون جدل أو رجاء بأن يعفو عنه فهو يستحق الموت على ما فعله بها ، لحقت بأحمد للخارج فتوقفت جواره بأستغراب من توقفه عن التقدم..


على مسافة قريبة منهما تطلعت “نور” لأحمد بأستغراب من رؤيته يصطحب فتاة تراها لأول مرة ولكن السؤال الأهم ماذا يفعل بها بقسم الحوامل ؟! …

صعق “ياسين” حينما رأهم فقال بأرتباك _يلا يا “نور” ..

أستدارت إليه بأستغراب _هو “أحمد” بيعمل أيه هنا ؟ …ومين اللي معاه دي؟! ..

بدت علامات التوتر تكتسح معالم وجهه فقال ببسمة مصطنعة _دي زوجة صديقه المتوفي مالهاش حد وأحمد بيهتم بيها …

بدى الحزن على ملامح وجهها فقالت بشفقة _لا حولة ولا قوة الا بالله ربنا يصبرها يارب ..

أشار لها بأرتباك _يارب ، يلا بقى عشان “عمر” كلمني وقالي أنه وصل بره ..

أشارت إليه بتفهم ثم أتبعته للخارج ،أما “أحمد” فخرج بها على الفور …

*****************

بمكانٍ منعزل عن المشفر …

تطلعوا له الجميع بأهتمام فأسترسل حديثه

_عايز خبر موتي ينتشر بكل الصحف والمجلات لازم الكل يعرف أن “ياسين الجارحي” أنتهى فاهمني يا “عز” ؟ ..

أشار إليه والغضب يترفرف بداخله ولكنه مجبر على تنفيذ ما يطلبه ،أما “حمزة” فتمتم بغضب _مش راجع الا لما نموت يا أما بالصدمة يا أما من الخوف منه ..

كبت “أدهم” ضحكاته بصعوبة _فى دي عندك حق …الخوف كله على “آية ويارا” ربنا يستر …


أشار له بتأييد فغادورا جميعاً لتنفيذ مخططه …

************

بالقصر …

كانت تراتب ملابسها بالخزانة فتخشبت أصابعها حينما على التلفاز الذي تشاهده بصوت المذيعة قائلة بحزن .

“أنتشر خبر وفأة رجل الأعمال المشهور “ياسين الجارحي” على مواقع التواصل الأجتماعي وقد تسربت إلينا معلومات بأنه كان يخضع لجراحة صعبة للغاية فتوفي على أثرها” …

لوهلة شعرت بأنها بسراب ….لوهلة شعرت بأن ما تستمع إليه مجرد كذبة لعينة ، أقتربت من التلفاز وعقلها يرفض التصديق ،عيناها تكاد تنغرق بالدماء ، إلي أن تم عرض صورته ليؤكد الخبر ، تراجعت للخلف برجفة تستحوذ على جسدها دون توقف لتردد بهمساً مريب _ لأ ….

لأ …

ثم صاحت بصوتٍ مرتفع للغاية وهى تحطم شاشة التلفاز بالمزهرية _لاااااااااا ….كدب ….لااااا ….

بالأسفل …

علم الشباب بأنه على قيد الحياة ولكنهم كانوا مجبرين على تنفيذ خطته ،كبت “عدي” غضبه الجامح فحبذ الصمت على الحديث ، أستند “يحيى” على ذراعى “رائد” ومعتز بعد أن قرر الخروج من المشفى لمتابعة علاجه بالقصر رغم رفض الأطباء ذلك ولكنه فعل ما يريد …


أجتمعوا جميعاً بالأسفل فأستمعوا لصوت صرخات “آية” المزلزل فأسرعوا للأعلى على الفور ،حتى “يحيى” ولج للمصعد بمعاونة جاسم ….

بالاعلي …

أسرعت “دينا” إليها والبكاء مكتسح ملامحها فقالت ببكاء وخى تشير على التلفاز المحطم _أيه اللي بيقولوه دا ؟! ..

صمت الجميع وتبادلوا النظرات فيما بينما فاذدردت ريقها الجاف بصعوبة _الكلام دا كدب صح ؟ ..

لم يجيبها أحداً فصرخت بقوة وصوتٍ كالسهام :_لااا مستحيل أنتوا بتكدبوا عليا “ياسين” مامتش “ياسين “عايش مستحيل يسيبني بالسهولة دي ، “ياسين الجارحي” مش ضعيف للدرجادي ..

أقترب منها “يحيي” بصعوبة والتعب يتربع على قسمات وجهه :_لازم تكوني قوية يا “آية” …

رمقته بنظرة مطولة لتقترب منه قائلة بأنكسار _عشان خاطري يا “يحيى” قولي الحقيقة وأنا أوعدك أني مش هتكلم بحاجة “ياسين” كويس صح ؟ ..

رفع عيناه لها بحزن جعلها تصرخ بجنون _لااااا لااااا “ياسين” مستحيل يسبني مستحيييييل …

وسقطت أرضاً ليسرع إليها “عدي” قائلاٍ بصراخ :_أطلب الدكتور فوراً يا “عمر” ..

وحملها لفراشها فأسرع “عمر” ليلبي طلب أخيه على الفور ،وضعها “عدي” على الفراش وظل لجوارها يقبل يدها بدمع لمع بعيناه ليردد بخفوت _محدش هيحس بيكِ غيري لكن متقلقيش يا حبيبتي مش هسمح أنك تعيشي اللي أنا عشته ..


ونهض بوجهاً متخشب ليسرع بخطاه للأسفل ،حطم الباب بقدميه ليفزع “رعد ويحيي” بعدما هبطوا للأسفل ….تطلعوا له بصدمة …

أقترب من المكتب قائلاٍ بغضب :_مش هشوف أمي بتضيع مني وأقف أتفرج عليها ..”ياسين الجارحي” لازم يظهر وفى أقرب وقت عشان الكل يعرف حدوده ويعرفوا كمان أنه لسه زي ماهو مفيش حاجة فى الدنيا تقدر تهزه ..

أسرع “رعد” للخارج يتفحص الطريق قائلاٍ بصوتٍ شبه مسموع _مش كدا يا “عدي” الله اللي أحنا بنعمله دا حماية للعيلة وتنفيذ لطلب أبوك وأنت أكتر واحد عارف مخالفة كلام “ياسين الجارحي” أيه ؟..

جذبه “يحيي” بثبات للمقعد :_أهدأ بس وخلينا نتكلم ..

أنصاع له “عدي” فجلس على المقعد يستمع له بينما بالأعلي ،أقترب منها ليجلس جوارها ،عيناه الملونة بلون الذهب تغمرها بنظراتٍ حاملة لهمسات العشق الخالد على مر الأعوام …

رفع أطراف أصابعه يزيح تلك الدمعة على وجهها لينفذ وعده القاطع بأنه لجوارها على الدوام …..طوف وجهها بيديه بحنان ليهمس بخفوت :_”ياسين الجارحي” دايماً عند وعده يا “آية” …

وقبل يدها بعشق ليهمس مجدداً بصوته العذب :_أنا جانبك على طول متقلقيش عليا لسه قوي زي مأنا ولسه بخاف عليكم أكتر من نفسي يا “آية “..

لمعت عيناه بشرارة الأنتقام :_مش هسمح لحد يدمر العيلة دي حتى لو كان التمن أني أكون ميت بنظر الكل لحد ما أحط أيدي على رقبة كل حقير فكر بس مجرد تفكير بعيلة “الجارحي” ..


عادت ملامحه للثبات فأقترب منها ليطبع قبلة هامسة بالعشق على جبينها تاركاً لكلماته الملاذ الأخير :_دموعك دي نقطة ضعفي بأتمنى فى يوم أقدر أكسرها ..

إبتسم بخفوت حينما بدت ملامحها بالأسترخاء لشعورها به فوقف بطالته الطاغية لينسحب بهدوء قبل أن تفتح عيناها …فتح باب الغرفة ليجد “عدي” أمامه ،رمقه بنظرة مطولة فكاد الحديث ليرفع “ياسين” يديه بأشارة الصمت _هنتكلم بعدين خد بالك منها ومن أخواتك ..

وتركه وغادر ليلكم عدي الحائط بغضب لتحجر الكلمات حينما يقف أمامه ! …

بدأت بأستعادة وعيها مرددة بهمس _”ياسين” ….”ياسين” ..

أفاق “عدي” على صوتها فهرع إليها قائلاٍ بهدوء وهو يقدم لها المياه _أشربي ..

دفشته بعيداً عنها بدموع _”ياسين” فين ؟

زفر بغضب مصطنع _تاني يا ماما! ..

صرخت بجنون _”ياسين ” مامتش “ياسين” كان هنا ريحة البرفنيوم بتاعه فى الأوضة أنتوا بتكدبوا عليا “ياسين” عايش وجانبي هنا ..

وتركته وحاولت بالنهوض لتسقط أرضاً ،أسرع اليها “عدي” بحزن _مش صحيح أنا وبابا بنحط نفس البرفنيوم ..

صرخت به بغضب _مستحيل قلبي يكون غلطان أبعد ..


وتركته وحاولت الخروج من الغرفة لتجد “عمر” والطبيب أمامها ليسرعوا إليها فتغفو على المهدء القوي وأسمه يترنح بين همساتها ..ربما لا تعلم بأن معشوقها يقتل عشقٍ لأجلها حتى وأن كانت الأعوام تمر يزداد عشقها بشغف …


يتبع…🌺


رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الثانية والعشرون

………..صرخة يغلفها الحنين!……….

لم يحتمل “عدي” رؤيه والدته هكذا ؛فتتابع “ياسين” من خلال الممر السري بأسفل القصر ،ولج الي الداخل بخطوات ثابته محمله بالثبات

الهدوء يخيم علي المكان والظلام يسوده.

تطلع يمينا ويساراً بحثاً عنه ولكنه لم يجده


_كنت متوقع أنك هتيجي

أستدار ليجده يجلس علي مقعد في منتصف الغرفه مستنداً علي ظهره بإسترخاء …

فألتزم “عدي” الصمت لدقائق معدوده خاضها بالتطلع اليه…..

فقطع الصمت قائلاٍ بهدوء_مش هقدر أكمل بخطة حضرتك أنا مش هكون السبب في القضاء عليها….

رفع عيناه يتأمله ببسمة مكر كأنه نال ما سعى لأجله ثم نهض عن مقعده متوجها للشرفه المظلمه بالغرفه،أسدل الستار العازل عن الضوء ثم وقف ينتعش بالهواء بصمتٍ وثبات زرع الغضب بنفس “عدي”!…

ليقطع صمته أخيرا هو الاخر

_عايزني أرجع؟

اقترب منه قليلاٍ بعينان عابستين قائلاٍ بخبث يضاهيه _ يعني أيه؟

أستدار “ياسين” إليه حتي وقف أمام عيناه قائلاٍ بتحدي لامع_ حياتي معرضه للخطر عشان أظهر لازم تضمنلي حياة بدون مخاطر..

رفع يديه يحك طرف أنفه ليخفي إبتسامته الساخره قائلاٍ بهدوء_معتقدش أن “ياسين الجارحي” يخاف من الموت !

إبتسم “ياسين” قائلاٍ بثقه_زي ما قولتلك لو ضمنتلي حياة بدون مخاطر هرجع القصر….

تطلع له بنظرة مطوله ثم قال ببسمة مكر_ أتفقنا

وتركه وغادر بقناعة خادعة ،راقبه “ياسين” حتي تخفي من أمام عينيه بذهول ولكن يعلم بانه سيتمكن من فعل المحال! ….


*************

بالقصر ….وبالأخص بغرفة “مليكة” …

إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض_أنا متوقعتش أن بابي يعملنا مكان فخم كدا لا وكمان ضم “نسرين” لينا ..

أشارت لها “نور” لتكمل هى الحديث _أنا كمان أتفاجئت لما قالي من شوية أنها هتكون معانا …

رفعت “شروق” ساعة يدها بتراقب _زمانها على وصول …

رفعت “رحمة” يدها تكبت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _مش متخيلة نظرات “حازم” ليها بعد ما يعرف أنها هتعيش معانا هنا فترة …

تعالت ضحكات “داليا” بعدم تصديق_مهو الوحيد اللي خطوبته طولت كدا بيصعب عليا والله …

رمقتها “رانيا” بمكر _ما يصعبش عليكم غالي يا حبيبتي منك ليها أحنا لازم نستعد للحرب دي كويس ومتنسوش أن “ياسين الجارحي” فى صفنا يعني هنكسبهم هنكسبهم ..

توغدت الأحلام ففرشت بورود عطرة أمام عيناهم لتقطع “أسيل” أحلامهم قائلة بأرتباك _معقول أنا أحارب “أحمد” !! … لا مستحيل …

لوت “شروق” فمها بسخط_يا حنينة ! …

أستدارت بوجهها إليها فرفعت يدها بتحذير _أتكلمي عدل يا “شروق” أحسنلك …

قالت بسخرية _ولا عمري أتكلمت عدل غير النهاردة …

“أسيل” بغضب_أسلوبك مستفز ..


لوحت بيدها ببسمة متبخترة _بس عسل وأتحب …

رمقتها بغيظ_كدا طب أنا بقى مش هكون معاكم بالحوار دا ..

كادت أن تجيبها ولكن أسرعت “رانيا” بالحديث مشيرة لها بالصمت _أسكتي أنتِ يا “شروق” ثم أستدارت إليها ببسمة مكر _ولا يهمك يا جميل مش عايزة تكوني معانا براحتك طبعاً ..

إبتسمت “أسيل” بأنتصار لتكمل الأخرى بخبث _بس أنزلي بقا قولي لأنكل “ياسين” على قرارك العسل دا ..

ووجهتها نحو الدرج لتعد سريعاً برعب فتعالت الضحكات بين الفتيات ، تأوهات من الآلآم فوضعت يدها حول جنينها بألم فلمحتها “رحمة” لتسرع إليها بذهول _مالك يا “مليكة”؟ …

قالت بألم تتابعها_مش عارفة …

أقتربت منها “نور” قائلة بأهتمام _معاد ولادتك أمته ؟ ..

أجابتها “شروق” نيابة عنها _الدكتورة حددتلها معاد بعد يومين …

خرج صوت “مليكة” المتقطع_مش قادرة ….أنا بولد …

التفوا من حولها بزعر وأرتباك ،فأشارت “نور” لداليا قائلة بصراخ _نادي “عمر وياسين” ..

أشارت إليها وهرولت للأعلى حيث يجتمع الجميع ….

بالأعلى …

كان يتمدد “أحمد وعمر” على الأريكة ولجواره كان يجلس”مازن ومعتز” أما على الأجهزة الرياضية فكان يركض “ياسين” على جهاز الركض ولجواره كان يتمرن “جاسم ورائد” أما أمام طاولة الطعام كان يعد “حازم” الشطائر الصغيرة لهما ….


“معتز” بعد تفكير_وبعدين يا شباب هنفضل كدا كتير ..

“عمر” وعيناه مغلقتان_كدا الا هو أزاي يعني؟

رمقه”جاسم” بنظرة غضب _وأنت هتشيل هم أيه وأخوك داخل بصدره وفاكر أنه هيقدر يهزم “ياسين الجارحي” وشددنا معاه ..

“عمر” بسخرية _هو أنا ليه مبسمعش صوتك فى وجود “عدي” يا جاسم ؟ ..

تعالت الضحكات الشبابية فقال “رائد” بخبث_ فى فرق بين الجبن والاحترام ولا أيه يا “أحمد” ؟ ..

رفع يديه على عيناه المغلقة ليحد من هذا الأزعاج غير عابئ بهم ،توقف “ياسين” عن الركض ثم جلس يجفف حبات العرق المتناثرة على جسده الممشوق ..

“حازم” بغضب _بقالى ساعة بحاول أفهم من حد منكم سبب ادعاء ياسين الجارحي موته وقبلت اعمل الاكل وكل حاجة وفى الاخر تتخانقوا من غيري طب دي تيجي ؟؟؟؟..

تدخل “مازن” بخبث _خدوا راحتكم بالكلام والنبي ما لينا الا بعضينا ..

كبت “ياسين” ضحكاته وهو يرى ما يحدث أمام عيناه من مشاجرات عنيفة بينهما ……

أنفتح الباب على مصراعيه لتطل من خلفه “داليا ومروج” لتخبرهما بما يحدث بالاسفل ،جذب “ياسين” قميصه الأسود ليرتديه دون أن يغلقه ثم هرول مسرعاً للأسفل ليجد معشوقته تبكى من الألم …

أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بقلق_ متخافيش يا حبيبتي …


وضعن الفتيات عيناهم أرضاً حينما وجدوا “ياسين” يرتدي قميصاً مفتوح يبرز عضلات صدره بوضوح فلم يهتم لغلقه كل ما أهتم به الركض بأقصى سرعة يمتلك لرؤية معشوقته ،حملها ثم توجه للمشفى مسرعاً ليلحق الجميع به بفزع وخوف …

**************

بالأعلى ….وخاصة بغرفة “آية” …

فتحت عيناها المتورمتان ببطء شديد ،أستندت على مرفقها لتجلس بضعف ، نظرات منبعثة بألم مكبوت وكيان لاطالما شهد التحطيم فبات أمر واقع ولكن هذة المرة كان من أختيار معشوقها ،تشعر بأن هناك أمراً غامض بسكون الجميع ولكن ماذا ستفعل سوى الصمت؟! …

أحست بوجود أحداً بغرفتها فتفقدت المكان بهدوء لتجد “عدي” يجلس على مسافة قريبة منها ،أثرت الصمت والهدوء كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة برضا تام ، أقترب منها “عدي” بمحاولة مستميتة للحديث ولكن أنتهى أمره بالفشل …

***************

في مكانٍ أخر معتم للغاية ..

ولج أحداهما إلي الداخل ببسمة ماكرة بعدما حقق أحد الامانى الثمينة لرئيسه ، أقترب أكثر من مقعده الذي يعتليه بسكون قائلاٍ بصوتٍ يكسوه الغرور _ “ياسين الجارحي” لم يعد له وجود

دخان كثيف يعبئ الغرفة بجانب منعزل ، أستدار بمقعده ببسمة تسللت لوجهه يسكنها النصر _أذاً لقد فعلها هذا الاحمق …


أشار له الرجل بتأكيد ؛ فقال “جون” بأستغراب_ ولكني أشعر بالقلق حيال قتله!

نفي قلقه سريعاً _ لقد أكتشف أمن المشفي هويته فقتلوه ولكن في نهاية الامر فقد خلصنا من “ياسين” وهذا ما أردناه..

إبتسم “جون” بتأكيد_ أجل

فلنحتفل اذا

علت أصوات الكؤوس المليئة بالمحرمات ليرتشفوها غير عابئين بالمحرمات أحتفالا بما ظنه نصراً بأن القضاء على “ياسين الجارحي” أصبح حقيقة ولكنه لا يعلم بأنه من حفر قبره بيديه ودعي مراسم دفنه “لعدي الجارحي”!

*******************

بالمشفى …

صراخ يعج بالمكان …صراخ يحمل ألم ومعاناة تعاد أقوى ثاني ألم على العالم بأكمله …..ربما لو علم الرضيع بما تعاني به هذة الأم لجلبه لهذا العالم لما جرأ على تركها ولو لثواني معدودة ! …

كانت تبكي …تصرخ …ويديه تضغط على يدها قائلاٍ بألم يجتاز هذا القلب فيجعله كالرماد_هانت يا روحي …

رفعت عيناها بألم إليه فهو من يحاول تسكين ألمها ،أشارت له الطبيبة بأنه يبالي حسناً بسحبها من بؤرة الألم فواصل “ياسين” حديثه وهو يجفف حبات عرق وجهها بحنان _أنا عارف أنك بتكرهي المكان دا دقايق وهخرجك يا حبيبتي …


تمسكت بيديه ببكاء وكادت بالصراخ مجدداً فرفع وجهها قائلاٍ بهدوء_بصي لي يا “مليكة” …

أنصاعت إليه ليكمل حديثه وقلبه يرتجف حينما تذكر حديث الطبيبة عن حالتها الحرجة التي قد تلجئ للجراحة أن لزم الأمر ..قال ببسمة يجاهد لرسمها _أنا أختارت الأسم خلاص ..

إبتسمت بألم ودمعاتها تملأ وجهها الأبيض المكتسح بحمرة البكاء ،شعرت بهبوط يطوف بها فأغلقت عيناها بأستسلام ليطرق على وجهها برفق _”مليكة” خاليكِ معايا …أفتحي عيونك …

فتحت عيناها بوهن فرغم ألمها الا أنها تشعر بالراحة لوجوده لجوارها ، كبت أخر صراخاتها ليسود الغرفة بكاء طفلها المنتظر لتتوقف عن الصراخ أخيراً وتغلق عيناها للراحة ….قبل “ياسين” جبينها بخوف لتشير له الطبيبة بالخروج بعد أن طمنته بأنها على ما يرام ….

وضعت الممرضة الصغير بين يديه فتطلع له بنظرة مطولة وعينان تلمعان بحماس وصدمة بأناً واحد ليضمه لصدره ببسمة واسعة ،خرج به ليجد الجميع بالخارج حتى “عدي” و”آية” أنضموا إليهم ،التفوا من حوله ليروا الصغير بين يديه وضعه “ياسين” بين ذراعي أبيه قائلاٍ ببسمة لمعت بعيناه _حفيدك “يحيى” ..

رفع “يحيى” عيناه ببسمة لمعت بهما الدمع والفرحة تتربع على عرشهما بعدما أختار أسمه لحفيده ، أطمئنت على إبنتها ثم توجهت لتجلس بمفردها قليلاٍ ،عقلها يكاد يقف من كثرة التفكير وهناك سؤالا واحد يروادها


لما يخدعها بأدعاء موته؟! ..نعم هى على ثقة تامة بأنه على قيد الحياة …

ختمت تفكيرها بتذكر وعوده لها بأنه لجوارها على الدوام مازال أن هناك نبضات تخفق بداخل القلب ،منحها عقلها بمسار عليها أن تخطو يه لقطع شكوكها ،راقبت من حولها بأهتمام ثم غادرت سريعاً حينما ولجوا لغرفة “مليكة” بعد أن تم نقلها …

سلكت طريقاً طويلاٍ بأنفاس متقطعة من الركض ،خشيت أن يراها أحداً من الحرس المطوفون للمشفي ….

وقفت تتأمل نفطة متباعدة عنها وعيناها تتأمل المكان جيداً كأنها تبحث عن أحداهما قائلة بصوت يكسوه الغموض وهى تتوجه لحافة الموت بقدماها

_هنهي المهزلة دي يا “ياسين” …

وتوجهت لتقف أمام قطبان القطار القادم من بعيد بغضب جامح ،أرتجف جسدها برعب فأغلقت عيناها بخوف مرددة بهمساً منخفض _عارفة أنك عايش وجانبي ….دا نهاية لتفكيري يا “ياسين” ..

أطبقت على جفنها برعب وقلبها يرتجف بأنها تركض خلف السراب ولكن بداخلها تثق به ! …تثق بوجوده لجوارها ….تعلم بأنه لن يعرضها لخطر هكذا ويقف مكتوف الأيدي…

*************

بأحد المشافي …

تتابعه للداخل ليستلم عمله البسيط بعد قضاء رحلة معافرة للتعين بأحد المشافي الخاصة مثل التى كان يعمل بها لينتهي الأمر به بهذا المشفي المبسط ، ولج خلفه لأحد الغرف الخاصة بالمرضى ؛ فطافت عيناه المكان بحزن حينما رأى الغرفة تحوى أكثر من خمسة عشر مريض ، أنتهت جولته بتفحص المكان حينما توقف الطبيب أمام غرفة منفصلة عن غرفة المرضى فعلم بأنه سيتوالى هذة الحالة ،ولج للداخل خلفه فأقترب “آسلام” منه ليشير الطبيب على الفراش قائلاٍ بهدوء_دي الحالة اللي هتستلمها كبداية ليك معانا ..


أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه ،غادر الطبيب الغرفة فجذب أسلام الملف المتعلق على طؤف فراشها ليطوفه الحزن حينما علم بأنها فاقدة للوعي منذ ما يقرب الخمسة أعوام،بذل الأطباء مجهوداً كبير لعودة وعيها ولكن دون جدوى! ، ألقي نظرة سريعة عليه ثم وضعه على الطاولة ليدرسه فيما بعد ثم أقترب من الفراش لتظهر له ملامح من يقبع عليه بوضوح ، شرد على الفور بملامح من رأى لا يعلم أن كان بشرياً أم ماذا؟!!….فتاة بملامح ملائكية ،تغلق عيناه بذعر كأنها ترى كابوساً مؤلم ، الدموع تنثدر من عيناها بصمت ، وقف كالعاجز أمامها! ، لا يعلم لما يخفق قلبه هكذا! …

خرج عن تفكيره قائلاٍ ببسمة هادئة وهو يلمح أسمها بهذة الورقة الصغيرة المطوية بين يديه _أهلا يا …

وقع عيناه على أسمها فقال بأبتسامته الجميلة _”نهى” . …

ثم جذب مقعده ليجلس جوارها _أحب أعرفك عن نفسي ، أنا دكتور “آسلام” هتابع حالتك من أول بكرا …بس حبيت النهاردة أعرفك عن نفسي وأتعرف عليكِ ..

بدت ملامحها ثابتة للغاية ليكمل بهدوء طال بتأملها وشرود ينغمس به رغماً عنه _ تعرفي أنك جميلة أوى ..

ثم أنقطع عن كلماته ببسمة بسيطة ليجذب الملف ويكمل قراءة معلوماتها المدونة ….

بعيداً عنه …..بعالم نسجه خيالها ، كانت تجلس ببكاء يستحوذ عليها حتى بالغفلة ، أستمعت لصوتٍ جديد يخترق عالمها المنعزل عن الجميع ،تراقبت الصوت جيداً …كلماته …رائحته المقربة من أنفها …شعور مريب أرتب قلب “نهى” لا تعلم بأن الماضي سراب ومن يجلس أمام عيناها حقيقة غامضة يتغمدها العشق ليخلد بتاريخ العمالقة ! ….


*****************

بغرفة “مليكة” …

رفع “عمر” يديه على خصلات شعرها برفق قائلاٍ بخوف _بقيتي كويسة يا حبيبتي ..

أشارت إليه “مليكة” بخفوت_الحمد لله …

أقتربت منها “دينا” ببسمة بسيطة _تستاهل الحمد يا روحي …

“شروق” _كدا تخضينا عليكي ؟

“مروج” ببسمة مكبوته وهى تشير على بطنها المنتفخة _عقبال ما تخضينا عليكي أنتِ كمان ياختي …

رمقتها بنظرة تحذيرية بأن تفقد أعصابها أمام الشباب ..

لجوارهم كان “يحيى” يحتضن “ملك” وبين ذراعيها كانت تحتضن حفيدها فقالت بدموع سعادة _فى شكل منك يا “يحيى” ..

لم يستطيع التوقف عن الضحك ليقول بصعوبة _ملامحه لسه مش باينه يا قلبي …

رمقته بنظرة غضب فأقترب منهم “ياسين” لتشكو له ملك _شوف باباك يا ياسين بقوله شكلك بيقولي أيه ؟! ..

جلس جوارهم ببسمة جعلت الوسامة تستمد طاقتها منه _شكله جداً على فكرة ..

تعالت ضحكات “يحيى” على دهاء إبنه الذي يرضى والدته على حساب دهابته الحمقاء ،وضعت “شذا” الطفل على الفراش المجاور” لمليكة ” ثم أشارت لملك للانضمام “لدينا ويارا” للعودة للقصر فانصاعت لها ،توجهت للخروج ولكنها توقفت على صوت “رائد” الذي قال بمرح_بلاش طنط تعرف أن “ياسين الجارحي” عايش والا رقبتنا هتطير …


كبتت “شذا” ضحكاتها بصعوبة فأشارت له بخفة _سركم فى بير ..

وغادرت على الفور ، أستدار للعودة فوجد “حازم” أمام عيناه يتأمله بنظرة ساخرة ليستدير قائلاٍ للفتيات _صدقتوني لما قولتلكم عضلات أجوزكم دي نفخ …

تعالت ضحكات السخرية بينهما وتأججت نظرات الغضب الشباب ،قطع ما يحدث ولوج “نسرين” للداخل فأسرعت لتقف جوار “مليكة” ببسمة هادئة _كدا مش تستنى لما أرجع ..

ألتفت الفتيات من حولها بسعادة لعودتها فأقترب منها “حازم” بذهول_أنتِ بتظهري أمته وبتختفي أزاي؟

إبتسمت بغرور_لا المرادي بأمر من “ياسين الجارحي” بنفسه ..

إبتلع ريقه برعب _ نهار أسود “ياسين الجارحي” !!! …

وعملتي أيه عشان أمرك يوصل لفوق أوي كدا …

رمقته بنظرة غرور _لا دي أسرار حرب …

إبتسم وهو يتأملها بأشتياق فوقفت جوار “رحمة” بخجل وخوف من نظراته ،طرق “معتز” بحذائه على قدم “حازم” ليترك نظراته عنها فصرخ بألم ليتركهم ويجذب الحلوى التى أحضرها للأحتفال بالمولود ليحاول فتحها ….

أقترب “عدي” من الفراش ليجلس جوارها قائلاٍ ببسمته العذباء _حمدلله على سلامتك يا حبيبتي …

قالت ببسمة واسعة لوجوده لجوارها_الله يسلمك يا “عدي” ..


تطلعت ليسارها فكان يجلس “عمر” وعلى يمينها يجلس “عدي” فقالت بدموع لمعت بعيناها _ربنا ما يحرمني منكم يارب أنتوا أعظم نعمة فى حياتي …

إبتسم “عمر” بمشاكسة _ما أحنا مرمين جانبك على طول ياختي مش جاية تقولي كدا غير لما شوفتي الموت ..

رمقه “ياسين” بغضب فشاركه “أحمد” البسمة قائلاٍ بمرح وهو يتأمل الفتيات جميعاً _عندك حق يا “عمر” البنات كلها مش معترفة بالأخوة لأنها ضاعت وسط خناقات توم وجيري المستمرة بنهم …

رفعت كل فتاة وجهها لأخيها بحزن فحديث “أحمد” لمس جانب من القلب ،إبتسم “حازم” بمكر حينما توصل لفكرة فقال بحماس للفتيات التى تشعرن بالحزن على حديث “أحمد” _من رائي المتواضع كل واحدة تدي لأخوها حتة حلاوة من دي وتصالحه رغم أني جايبها ليا بس أن شالله محد حوش ..

تعالت الضحكات بينهما فرفعت “مليكة” يدها ببسمة حماس _هات يا “حازم” ..

أقترب منها سريعاً فحملت قطعتين وقدمتها لعمر الذي تناولها ببسمة واسعت ثم قربتها من فم “عدي” الذي تناولها ووضع قبلة على جبينها ببسمته الفتاكة ، أسرعت “أسيل” إليه قائلة بمرح_بيعمل فيا مواقف تجنن بس مش مهم نديه حلاوة .

إبتسم الجميع على حديثها وخاصة زوجها ، أقتربت “أسيل” من “جاسم” ففتح فمه بأبتسامة مرتفعة ليتناولها ومن ثم أحتضنها ليطوف بها وسط سيل ضحكاتها وسعادة “أحمد” لسعادتها ، جذبت “مروج” الحلوى ثم قدمتها لمعتز لتقف أمامه تتذكر مشاكسته الدائمة لينفجروا سوياً من الضحك حتى “داليا” قدمت لرائد الحلوى ليحتضنها بفرح ، جفف “حازم” دمعاته الزائفة _جطعتوا جلبي والله …


ثم وضع العلبة لجواره ليخطف قطعة من الحلوى ليضعها بقوة بفم “أحمد” المنصدم من رد الفعل ليقول الأخر بتبختر _أنا أختك وأخوك أتنين فى واحد ..

تعالت ضحكات “جاسم” بعدم تصديق وهو يرى “أحمد” يسعل حد الموت ليرطمه أرضاً ،أسرع “معتز” اليه بالماء فأرتشافه ليقترب منه بغضب _مش هترتاح الا لما أخلص عليييييك وأخلص البشرية من غبائك ..

قال “ياسين” بصعوبة من بين ضحكاته على ما حدث_طب أحمد ربنا بالنهاية كلت حلويات لكن أنا لا ليا أخ ولا أخت …

رفعت “رحمة” عيناها لعدي الذي أشار لها بوجهه ببسمة صغيرة فأقتربت لتجذب قطعة حلوى من العلبة ، أقتربت منه لتقف على مسافة محدودة قائلة ببسمة صغيرة _بس أنا بعتبرك أخويا الكبير .

إبتسم “ياسين” بفرحة ثم تناول الحلوى لتقف “رحمة” جوار “عدي” الذي قبل يدها وأحتضنها بعشق ،أما “نور” فأقتربت بحيرة من أمرها ليقطعها “حازم” بمرح_بتفكري فى أيه ؟ .

أجابته بضيق _أنا بعتبركم كلكم أخواتي هأكل مين ولا مين ؟! …

إبتسم الشباب جميعاً فتزمر “حازم” بضيق _وأنا مين هيأكلني ؟! …

حملت “رانيا” قطعة الحلوى لفمه بمرح لتتعالى الضحكات فيما بينهما بسعادة …..

أستغل حازم أنشغال كلا منهما بمعشوقته ثم وضع يديه على خصرها يقربه منه بهمس _وحشتيني موت وعندي كلام كتير عايز أقوله …تعالى نخلع ..


أرتعبت “نسرين” من نظراته ومما ينوى فعله ،قبض على معصمها لينفذ ما ينويه فرفعت يدها لأحمد قائلة بمكر _”أحمد” “حازم “عايزك ..

وهرولت مسرعة من أمام عيناه لتلحق بالفتيات للأسفل للعودة للقصر واللقاء السري “بياسين الجارحي” للتخطيط بالعمل بالمقر! …

صدح رنين هاتف “عدي” فرفعه دون الكلام ليأتيه صوت “مازن”

_كله تمام يا وحش أكل الضربة صح وعلمت عليه فاضل أخر خطوة ومش هيكون له وجود ..

أغلق الهاتف ببسمة ثقة تلمع على وجهه لهذا الأحمق الذي أستهان بقوة الوحش الثائر ….

*************

بالمصعد ..

ولجت “نسرين” لتلحق بهما للأسفل فأذا به يلحقها للداخل بتوعد …

أقترب منها بعيناه التى تكاد تبتلعها

_بتبيعيني يا سو …

تراجعت للخلف بزعر _”حازم” أعقل كلها كام أسبوع وهنتجوز يا حبيبي ..

وقف يتأملها بتفكير _مهو المدة طويلة والمشاعر كتيرة …

والنبي ليقة وعسسسل …

كبتت ضحكاتها بصعوبة فأقترب منها ليحصرها بين ذراعية ، أشارت له بتحذير _أبعد والا هصوت وأنادي على “عدي” أو “أحمد” وشوف هيعملوا فيك أيه ؟


أعتدل بوقفته بغضب _ أوكي أتعدلنا ..

إبتسمت بسعادة لأخافته ولكن سرعان ما عادت للزعر حينما رأت عيناه مقربة منها ،تاهت بعيناه ليبتسم قائلاٍ بخبث

_مجبتليش حاجة وأنتِ راجعة من السفر ..

_هااا! ..

قالتها بأرتباك من قربه المهلك لها ليبتسم بمكر _هدية مثلا أو شوكولا كالمعتاد عنك ..

أشارت إليه بنعم ثم فتحت حقيبتها لتدس يدها لها دون النظر لما بها ثم قدمتها له لينفجر ضاحكاً قائلاٍ بصعوبة _أحط منه قبل النوم وبعده ولا أيه ؟ ..

صعقت حينما رأت أحمر الشفاة بين يدخا لتدخله مسرعة ثم أخرجت الشوكولا لتقذفها بوجهه بغضب ..

تحكم بذاته ليقف بهدوء وهى ترمقه بغضب ، وقف جوارها فتركته لتبتعد قليلا ولكن كادت بالتعثر ليحاصرها بين ذراعيه بنظرات حالمة بالعشق ..

دفشته بعيداً عنها لتزفر قائلة بغضب _أغتصبني عشان ترتاح يا “حازم” ..

يلااا ….

كبت ضحكاته بصعوبة ليغمز بعيناه بمكر _مستعجلة على أيه يا روحي ..

أطبقت على يدها بغيظ لتخرج من المصعد قبل أن ترتكب جريمة مخيفة …

**********

أستسلمت لمصيرها ولكن شيئاً أفاقها من هذا الجنون هل ستغضب ربها ! ، حاولت “آية” الابتعاد عن القطبان ولكن حينما فتحت عيناها تخشب جسدها لرؤية القطار المسرع إليها فشعرت بأن قدماها قد بترت ، توقف عقلها عن التفكير وقلبها عن الدق لتنطق الشهادتان بصوتٍ مرتجف ،سطع ضوءه على وجهها لقربه منها فصرخت لظنها بأنه سيرتطم بجسدها ولكنها أفاقت على يديه تجذبه بعنف لتقف أمام عيناه .. عين “ياسين الجارحي”!!!!….


الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة
تعليقات