
رواية عشق لاذع
الفصل الخامس والاربعون 45 ج2 الخاتمه(2)
بقلم سيلا وليد
بعد مرور عدة أيام
منشغلة على جهازها ، وصل إليها وجذب كوب قهوتها يرتشف منه بتلذذ، شعرت بوجوده فاستدارت مبتسمة
-حضرة المدير فاضي ولا ايه، ثم رفعت عيناها لكوب قهوتها فتوقفت
-اطلب لك قهوة ؟!
تشابكت عينهما يهز رأسه بالنفي
-لأ هشرب شوية من فنجانك ، وانت تكمليه بعدي، عندك اعترض
توردت وجنتيها فابتعد عن مرمى بصره متجهة إلى جهازها مرة أخرى حينما شعرت حرارة وجنتيها، امال بجسده على المكتب يهمس بصوته الأجش
-شربت نصه تكمليه وبعد كدا تقرأي الفنجان وتقوليلي شوفتي ايه ؟.
استدارت مرة أخرى تطالع قربه بدقات عنيفه، فدارت بعيناها بالمكان
-فارس ابعد مش عايزة حد يتكلم عني لو سمحت
-خلي حد يتكلم كدا وشوفي هعمل فيه ايه ..دنى أكثر هامسا لها بعض الكلمات مما شعرت أن قلبها كاد أن يتوقف من كثرة زيادة صخبه بالنبض
توقفت من مكانها
-لا لو سمحت احنا اتفقنا فياريت مترجعش في كلامك
تبسم قلبه بدقاته، هذه الفتاه ستصيبه بالجنون حتما..
-طيب عمك هيرجع امتى قولتي يومين عدى تلاتة
نزلت ببصرها للأرض
-هيرجع النهاردة إن شاءالله ، اديني يوم أمهد لماما كمان
دنى منها وعيناه تفترسها
-كتير على قلبي على فكرة، فهميها انا داخل على جواز على طول، يعني خلال شهر تكوني حرم فارس الألفي
توردت وجنتيها متراجعة على مقعدها عندما وجدت دلوف نادين
-فارس استنيتك كتير في غرفة الاجتماعات ، ايه نسيت الميتينج
غمز إلى جوان قائلا
-ينفع كدا تنسيني شغلي ..نظرت إلى نادين التي تخترقهم
-مش مكتوب عندي على فكرة عندك ميتينج، المفروض الباشمهندس أوس اللي عنده
شعر بحزنها من خلال صوتها ، هز رأسه
-مالك !! قاطعتهم نادين
-مش هنبدأ ولا ايه ..
-اشار إلى نادين
-اسبقيني وانا جاي...ثم استدار إليها
-فيه حاجة ؟!
سحبت نفسا ناعمًا وزفرته
-نظرات نادين دي مش مريحاني
تراقص قلبه من حديثها فتسائل
-دي غيرة بقى ولا ايه ؟!
فارس الموضوع مش موضوع غيرة ، ليه رفضت التعامل مع الباشمهندس أوس ، ممكن تقولي
-علشان اشوف نظرة الغيرة دي في عيون حبيبي
ازداد النبض بداخلها من حديثه لم يرحم قلبها الضعيف حينما اكمل
-أنا بحبك إنتِ، سيبك من أي حاجة تانية، مهما أي واحدة تقرب خليكي واثقة إن فارس بيحب جوان
تشابكت عيناهما ليزداد بريق العشق وارتفعت الأنفاس حتى لم يشعرا بما حولهم ..تحمحم عز الذي دلف منذ لحظات ، هبت من مكانها متراجعة
-أنا مروح يبقى كمل اللي بعتهولك..قالها وتحرك حتى لايخجل جوان التي جلست وكأن على رأسها الطير
انحنى بجسده
-هخلص الاجتماع ووصلك متمشيش
-لا مينفعش اتكلمنا كتير في الموضوع دا، كفاية احساسي بالذنب دلوقتي
-قولت هوصلك ياحرمي المستقبلي ..وضعت كفيها على صدرها تمنع دقاته العنيفة ...بعد فترة بعدما تأخرت جمعت أشيائها متحركة للخارج
توقفت تنتظر سيارة أجرة لتعود لمنزلها، نظرت بساعة يديها
-اتأخرت كتير، ياترى ماما عاملة ايه دلوقتي..خرج من الشركة يهرول العامل ليجلب سيارته ، كانت نادين تتحرك بجواره وعيناه تبحث عنها بلهفة، يعلم أنه تأخر عنها ولكن تلك الأعمال التي تراكمت فوق دماغه
قطع شروده صوت نادين
-أنا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي ياباشمندس، بجد أنا سعيدة جدا بالتعاون مابينا..ذهب ببصره لتلك التي تنتظر سيارة أجرة ، لاحظت الأخرى نظراته فحاولت جذبه للحديث ولكنه أشار إليها
-نكمل كلامنا بكرة ..
اومأت بعدما شعرت بالخجل، ولكنها حاولت تنفيذ مخططها
-معرفش ليه دايما بتوقف كدا، وشوية هتلاقي شوية شباب يجوا عليها كل يوم نفس الحوار
-هي مين !!
أشارت للواقفة ..لحظات وتقدم منها شابين وبدأو يقتربوا منها بطريقة مشمئزة..ظلت نظراته عليها يستمع للاخرى
-اهو كل يوم نفس الدرس، طبعا هتشتمهم علشان تعرف الكل أنها محترمة طيب ازاي وأنتِ يعني سوري
كور قبضته وتحرك إلى وقوفها استدارت سريعا إلى الشركة حتى تهرب من تلك الذئاب البشرية
اصطدمت به
-الحقني...توقف ينظر إلى الشباب المتقدمين الذي هتف أحدهم
-اومال ليه بتواعدينا هنا كل يوم، لما عايزة ترسمي نمرة على الباشا
تحدث الآخر
-شكلها عايز توقعه يابني ياله بينا
هزت رأسها بالنفي تطالعه بدموعها
استدار متجها إلى سيارته بعدما رمقها بإشمئزاز ..هرولت خلفه تمسك ذراعيه
-فارس مفيش حاجة من دي
سحب كفيها وهدر بها
-نسيتي نفسك ..اسمي الباشمهندس فارس
تراجعت تنظر إليه بذهول ولم تنتظر لحظة واستدارت متحركة سريعا تهرول بالشارع ودموعها تسبق خطواتها ، بعد مسافة من الشركة وجدت من يتربص إليها
-ايه رأيك عرفنا نوقعك ياقطة ولا لا
تراجعت للخلف مع اقتراب أحدهما ليجذبها بقوة من حجابها حتى أصبح بيديه ..بدأت تلكمه بقوة وتصرخ، ولكن هذا المكان يعد منقطعا لانه طريق للشركات الخاصة فقط، ولم يمر به الكثير
لطمها أحدهم بقوة لتسقط على الأرض غائبة عن الوعي، ليرفع الهاتف قائلاً:
-كله تحت السيطرة ياهانم
قهقهت قائلة :
-مبروك عليكم العروسة اتوصوا بيها وفلوسكم هتوصلكم بكرة..جلست مبتسمة قائلة
-أخيرا عرفت أتخلص منك ، اسبوعين وأنا بخطط، لا والتقيل مش شايف غير ملاكه ، بكرة بقى ادخل بتقلي
أما بسيارته استقل السيارة لبعض الأمتار ولكن قلبه ينهش به وصورة دموعها لم تفارق خياله ، توقف فجأة يحدث نفسه
-اتجننت انت ازاي تصدق كدا، ايه اللي عملته دا، ازاي كنت بالغباء دا، استدار سريعا متجها إلى مكان مغادرتها ، بدأ يبحث بعينيه عنها بلهفة، شاهد من بعيد بعض الأشخاص وهو يلطمها على وجهها لتسقط مغشيا عليها ..ضغط على وقود سيارته وتحرك كالمجنون اليها، لم يعلم كيف وصل اليهم، هرول سريعا كالمجنون يصرخ بهم
-ياولاد الكلب ...هرب الشابان عندما وجدوه بتلك الحالة الجنونية، تحجرت عيناه بالدموع وهو يراها ملقاه على الأرضية لا حول لها ولا قوة ..هوى بركبتيه يرفعها بلهفة
-جوان افتحي عيونك جوان ، بدأ يلطم على وجهها بهدوء ، شعر بنصل بارد على عنقه عندما وجد اثار اصابع ذاك الحقير على وجهها
رفعها ليضمها لأحضانه متوقفا بها:
-حبيبتي قومي، انا جيت أنا آسف ..ظل يرددها إلى أن وصل لسيارته ، وضعها بهدوء بالسيارة وجلب زجاجة عطره محاولا افاقتها ، رفرفت متأوهة لحظات وشعرت بتخدر جسدها تفتح عيناها بألمًا يفتك بها ، نظرت بعياها لقربه وهو يضم رأسها يطالعها بلهفة قلب متألم
-فارس ..همست بها ..هنا ضعف وانسابت عبراته لأول مرة يشعر بذاك الخوف ، ضم رأسها بقوة لأحضانه
-قلب فارس من جوا ..لحظات وهي تحاول أن تستوعب ماذا حدث، تذكرت ماصار لتبتعد عن أحضانه ، تنظر لثيابها وتبكي بقوة
-عملوا فيا ايه ، وضعت كفيها على خصلاتها وارتفعت شهقاتها
-فين حجابي يافارس..نظرت حولها كالمجنونة، ذهب ببصره على مكان سقوطها، ليهرول إليه سريعا يجذبه متراجعا إليها وهي تضم نفسها تبكي بصوت مرتفع كالذي افتقد اغلى ما لديه
وضع حجابها محاولا السيطرة على خوفها ورجفة جسدها
-جوان اهدي خلاص كله راح ، رفعت عيناها الباكية
-إنت سبتني..اقترب يضم وجهها
-حبيبتي خلاص محدش عمل فيكي حاجة، انا قولت كدا علشان محدش يتكلم عليكي ، وجيت وراكي اهو ، مقدرش ابعد عنك ..
وضعت رأسها على زجاج السيارة ومازالت على حالتها
-عايزة اروح، روحني
-حاضر..المهم تهدي
مرت عدة أيام والوضع كما هو عليه سوى بعض التغيرات عند جواد وهنا
بصباح يوم جديد استيقظ من نومه على صوت زوجته
-حبيبي حازم تحت هو وجواد ومصرين يشفوك ، قوم ياله بقيت تنام كتير ليه الساعة 12
اعتدل مستغفر ربه ، ثم اتجه لقضاء فريضة الضحى ينظر بساعة يديه ، توقف ينظر لزوجته التي تقوم بإعادة ترتيب الفراش، استدار متجها إليها ثم جذبها لأحضانه
-فين صباح الخير يانانا غزل ، دارت بوجهها إليه تلثم وجنتيه
-أحلى صباح لأحلى رجل في الدنيا دي كلها
ضمها لأحضانه لبعض اللحظات هامسا اليها
-عايز رحلة بعد فرح الولاد ، لينا لوحدنا ياغزل، عايز اقعد معاكي أطول وقت من غير ماحد يشاركني فيكي
لفت ذراعها حول رقبته وشبت على أطراف أناملها
-وغزالتك عايزة تعوض الايام اللي فاتت في حضنك ياجود
رفعها بهدوء ثم طبع قبلة مطولة على جبينها
-طيب اجهزي ياروح جود، خلاص اطمنا على نهى، وجواد هيتجوز، وجنى وروبي اهو باقي حاجات بسيطة، نطمن على احفادنا وبعد كدا نسافر
تذكرت شيئا فأردفت
-جواد ..انا عايزاك تكلم جاسر يرجع البيت، كدا كدا ياسين مش هنا، خايفة على جنى البنت المرة دي حملها مش طبيعي وربى خايفة من تسمم الحمل دا، هنا هتكون قدامنا
اومأ لها وتحرك للمغادرة
-أنا فعلا كلمت جاسر وقالي هيرجع النهاردة، وكمان هو عنده شغل كام يوم برة القاهرة ، إنما ياسين دا يرجع وهعلمه الادب
❈-❈-❈
وصل ياسين إلى منزل جاسر ، قابلته ابنته
بابي وحشتني ..حملها يقبلها فين مامي..أشارت للداخل ، قابلته جنى التي تتحرك بآلامها ، طالعته بحزن قائلة
-ينفع كدا، اسبوعين مفيش كلمة
-عاليا فوق ..اومأت له برأسها، فصعد سريعا إلى غرفتها وجدها تجمع ثيابها ، خطى إلى أن وصل إليها يجذبها من الخلف لأحضانه ، ثم قبل وجنتيها ، دفعته مبتعدة
-ابعد ياياسين، اياك تقرب مني..قطع حديثهم صرخات جاسر باسم جنى بالاسفل، هرول ياسين للأسفل، بينما هي جذبت اسدالها
بعد فترة بمكتبه
جاهد لاخفاء الامه فتحدث
-انا دلوقتي كويس ياحازم، اه قولت لجواد كدا ، بس في الوقت دا كنت تعبان حاليا انا كويس
اقترب حازم من جلوسه
-إنت تخبي عليا مرضك ياصاحبي طيب ليه، انا مش صهيب علشان أضعف ياجواد، ولا سيف اللي بتهز انا حازم ايه لدرجادي مش فارق معاك
أشار له على المقعد
-اقعد ياحازم ، ومتكبرش الموضوع ، انا كويس ومرتاح ، الحمد لله على كل حال ، ايه هنخلل في الدنيا مهما نعمل مش هنعيش قد اللي راح ياصاحبي خلاص عجزنا ، ايه انت مفكرنا شباب
-هو انت كبير ياجواد، فيه ناس عندها 100 وشباب يابني ..قالها حازم بمزاح
ابتسم جواد عليه يهز رأسه
-ربنا يبارك ياسيدي، اتجه بنظره لجواد الصامت
-يعني حتة سر مقدرتش تحفظه..رفع عيناه التي تحجرت بالدموع
-علشان خاطري ياخالو اسمع كلام بابا، احنا خايفين عليك ، لو مش علشنا ، علشان طنط غزل وبناتك ، دول لو عرفوا ممكن ينهاروا
توقف جواد واتجه إليه، جلس بجواره يربت على ساقيه
-أنا كويس حبيبي ، يمكن كنت وقتها تعبان علشان جاسر، لكن دلوقتي انا حاسس اني كويس، وبعدين انسى الكلام دا وأجهز لفرحك عايز فرح يليق بحضرة المقدم جواد الألفي..
احتضن كفيه يقبله
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب ، بس برضو لازم تشوف موضوع العملية
ضم جواد رأسه وطبع قبلة قائلا
-اوعدني ياجواد غزل متعرفش ولا حتى الولاد ...رفع عيناه المغروقة بالدموع
-لما حضرتك كويس ليه تخبي عليهم ياخالو
أطلق تنهيدة عميقة قائلا
-جواد مش عايز غزل تعرف، مش هقدر اشوف حزنها كل ماتبصلي، اسال ابوك عن غزل تبقى لخالك ايه، بكرة تخلف ويبقى عندك ولاد وتفهم معنى كلامي
هز حازم رأسه رافضًا حديثه
-لا ياجواد ، انت كدا غلط، لو ولادك محسوش بتعبك ووقفوا جنبك يبقى ايه لازمتهم ..بتر حديثهم دخول غزل
-صباح الخير ياحازم ، ثم اتجهت بنظرها إلى جواد
-صباح الخير ياعريس، خلاص ياسيدي خالك أمر الفرح يكون اخر الشهر
طالعه جواد بنظرة فهمها قائلا
-إن شاءالله ياطنط، عندي شغل بعد اذنكم..توقف يضع سلاحه بخصره وجذب مفاتيحه، أطبق جواد على كفيه
-أنا مربي راجل يعتمد عليه وعمره مايهز ثقة خاله مش كدا
انحنى وطبع قبلة على رأسه ثم تحرك للخارج قبل خيانة عينيه
اصطدم ببيجاد الذي دلف لمنزل جواد
-ايه يابني علشان عندك شوية صحة ماشي تدوس على خلق الله
-آسف يابيجاد.قالها بصوت متحشرج بالبكاء
امسكه صهيب
-جواد بتعيط ليه، خالك مزعلك ولا ايه
هز رأسه وتحرك مغادرا سريعا...توقف بيجاد يراقب تحركه بجبين مقتطب
-ايه اللي حصل
دلف بضحكاته
-حمايا حبيبي وحشتني، شوفت انا بقعد عندكم اكتر مابقعد في بيتنا
ابتسم جواد بمحبة إليه
-إنت ابني البكري ياغبي، تنكر ولا ايه
جلس قائلا
-اه انكر، من امتى فيه حد بيقولك ياابو بيجاد ، الكل بيقولك ياابو جاسر بس ...قطع حديثهم رنين هاتف غزل
-جاسر ، جنى تعبت ياماما ونقلها المستشفى..نهضت من مكانها متسائلة
-يعني ايه تعبت...استدارت إلى جواد
-البنت نزفت ياجواد ، ربنا يستر هي بقالها كام يوم تحت الملاحظة الطبية ربنا يستر وتقوم منها على خير
اعتصر قلبه ألمًا على ابنه قائلا
-خدي مليكة والبنات وروحي لها بسرعة وانا هستنى صهيب جاي في الطريق مينفعش لازم استناه
ربتت على كتفه تنظر إلى بيجاد
-خليك معاه وغنى معانا ..
اومأ لها قائلا
-اوصلكم ...تحركت سريعا قائلة
-لا عز وصل برة
بعد فترة بالمشفى
-جاسر هموت !!
وضع جبينه فوق جبينها محاولا السيطرة على دموعه
-عايزة تموتيني بكلامك دا ياجنى، شوية ونخلص حبيبي ، ياله ادعي ربنا يقومك بالسلامة أنتِ وبنتنا ، ياله ياجنى قولي يارب حبيبي
جذبته غزل من ذراعه تشير لأبنتها بأعينها بأن تتحرك بها لغرفة العمليات
أما بالجانب الآخر
تجلس تبكي بأحضانه يمسد على ظهرها
-عاليا اهدي أنتِ شايفة الكل على أعصابه
رفرفرت بأهدابها المبتلة
-طمني ياياسين قولي انها كويسة وهتقوم بالسلامة ..ضم رأسها يتمتم
-إن شاءالله حبيبتي ، المهم ادعيلها ، وان شاءالله هتقوم بالسلامة
على جانب آخر يجلس محتضنا رأسه دون أن ينظر لأحد، وصلت إليه تربت على كتفه
-هدخل معاها وان شاءالله هنطلع انا وهي مع البيبي ، انحنت تطبع قبلة على رأسه وتحركت بعدما تعقمت وخطت إلى أن وصلت إلى غرفة العمليات واتجهت بأنظارها للجميع ..أطبقت غزل على كتفها تهمس لها
-مرات اخوكي كويسة ياربى، هتطلع من جوا كويسة، دا اللي عايزة اسمعه
-إن شاءالله ياماما، اتجهت بنظرها إلى أخيها الذي تحرك في اخر الردهة
-جاسر رايح فين
هزت رأسها نافية :
-معرفش ، ربنا يستر ويعدي اليوم دا على خير
بعد فترة وصل إلى ملجأ اطفال ترجل من سيارته يحمل الكثير من الأشياء التي جلبها بعدما ساعدها بواب الملجأ بحمل الأشياء..دلف للداخل ووضعها بحديقة الملجأ الذي بدأ يتداول عليه منذ فترة هو وزوجته بعد وداعه لسمر ويحيى الذي كان لهم الحظ الأوفر بمعرفته بالملجا الذي كان يحتاج إلى الكثير من الخدمات تذكر بعد عودته
فلاش
-شكرا يايحيى، ومبروك عودتك لوظيفتك تاني ، اتمنى لك التوفيق والنجاح
-أنا بشكر الظروف اللي ساعدتني على معرفتك ياحضرة الظابط
ربت على كتفه قائلا
-اعتبرني من اليوم دا صديق وأخ ووقت ماتحتاج حاجة متترددتش
اتجه بنظره الى سمر
-وانتِ كمان عايز اقولك ربنا بيحبني لولا وجودك مكنتش رجعت لحياتي
-متقولش كدا ياحضرة الظابط، دا توفيق من ربنا لانك تستاهل ولو جيت تفكر صح هتقول كلها تدابير من عنده، انا عمري مارحت العريش، بس ربنا كان له حكمة أن عزيز يخدني غصب عني علشان اكون سبب في رجعوك ، كلها اسباب مقدرة من المولى عز وجل ، وعلشان إنت كويس وربنا رحيم بوالدك ومراتك سهلك الدنيا
اقترب يحيى مشاكسا
-فرحي يوم الخميس عايزك تشهد عليه بس بحضرة الظابط جاسر الألفي
ربت على كتفه
-إن شاءالله ربنا يسعدكم
جاسر فيه حاجة كنت عايز اقولك عليها ..نظر إليه منتظر حديثه فتحدث قائلا
-فيه ملجأ في القاهرة في عنوان (. )
الملجأ دا يعتبر ميت ، عايزك تساعد الأطفال اللي فيه، بابا الله يرحمه كان بيدعمه بس للاسف اخر مرة كنت في القاهرة زعلت جدا عليه
-حاضر اكيد اول حاجة هعملها لما ارجع هشوفه
تشكر يازمل ..
رفع حاجبه ساخرا
-زمل ايه يابني أنت صدقت ..قهقه الاثنين ، خرج من شروده رفع عيناه إلى الملجأ في هرولة الاطفال إليه
-عمو جاسر جه ..جلس بالحديقة حولهم محاولا ألا يضعف بالبكاء أمامهم، ووزع ألعابهم وحلوياتهم ثم تحدث
-عمو جاسر طالب طلب صغير من البراءة اللي فيكم دي..انتو اكيد مش فاهمين كلامي أو اغلبكم مش فاهم
عايزكم تدعو لطنط جنى ، أن ربنا يقومها هي والبيبي بالسلامة
توقفت طفلة ذات السبع أعوام ترفع يديها
"يارب طنط جنى تقوم بالسلام هي والنونو يارب، رفع الاطفال يديهم مثلها ، وبدأو يدعون بتلك الكلمات ..نهض عندما انسابت دموعها واتجه إلى سيارته
وصلت مديرة الملجأ تنظر إلى تحركه مستغربة أنه لم يمر عليها، فتسائلت
-ليه حضرة الظابط مشي ..تحركت الطفلة قائلة وهي تلتهم الحلوى
-طنط جنى بتجيب نونو
نظرت إلى تحركه بحزن تدعو له عندما شعرت أن هناك مايؤلم قلبه ...تحرك بالسيارة إلى أن وصل إلى مسجد، صف سيارته ودلف للمسجد، متجها للحي القيوم الذي لا يغفو ولا ينام
سجد لربه يدعو بكل نبض قلب أحيته إلى اليوم ألا يضره بمحبوته وطفلتها
دعوات خلف دعوات إلى أن شعر القلب بالأطمئنان ، فكيف ياانسان أن تحزن عندما ترمي حملك على الذي لا يغفل
بعد فترة فتحت عيناها تهمس اسمه
مسد جواد على خصلاتها بحنان ابوي
-كدا توقعي قلب عمو ياجنجون ، قلب عمك مبقاش متحمل يابنت صهيب
رددت مرة أخرى اسم ملهم قلبها ، ابتسم جواد يمسح دموعه عندما غلبه ضعفه، فتحت عيناه بعد دقائق ومازالت تهمس اسمه
-وعمك جواد مينفعش..
-جاسر فين!! اقترب منها ثم طبع قبلة على جبينها
-تعرفي يابنت صهيب لو مكنتيش هلوستي باسمه كنت شكيت في حبك
بس كدا عديتي طنطك غزل ولازم لها وقفة
حاول التخفيف عن آلامها وهي تأن ، ابتسمت من بين تألمها ثم تسائلت
-فين جاسر
-يعني العيلة كلها مفهاش غير ابني المنفلت، طيب اسالي على ابوكي المسكين ولا والدتك اللي شليتك في بطنها عشرين شهر
ضحكت حتى تألمت ..ربت على رأسها
-خلاص خلاص اهدي ، جوزك في مشوار وزمانه جاي، الكل برة قلقان عليكي، مامتك وباباكي لسة واصلين من شوية، وانا طردت الكل وحبيت اضايق ابني الحلوف شوية
أغمضت عيناها لتذهب بنومها مرة أخرى
توقف يحمد ربه على سلامتها، ثم رفع هاتفها يهاتف ابنه
-مراتك فاقت وبتسأل عليك
-أنا على السلم يابابا ، هي كويسة
-أيوة كويسة، البيبي كويس كمان ..لحظات واقتحم الغرفة متجها إليها
-براحة ايه داخل مصلحة سجون ..طالعها بنظرات متلهفة
-فاقت يابابا، والله فاقت
توقف يربت على كتفه
-فاقت ياحبيب بابا ومبروك البيبي
احتضن والده يحمد ربه على سلامتها
خرج جواد ليطمئن من بالخارج
بعد قليل فتحت عيناها كان يحتضن كفيها
-جاسر فين بنتنا ..انحنى يحتضن كريزتها ليسحب أنفاسها كما سحبت أنفاسه بتلك الساعات العصيبة ثم وضع جبينه فوق جبينها
-لازم اخد حق خوفي ورعب قلبي الفترة دي، صدقيني مش هرحمك فوفي بس ،
-آسفة..رفع كفيها يطبع قبلة عليه
-اسفك مش مقبول مهما تتأسفي، انا موت ، عارفة يعني ايه تموتيني ، خدي قلبي معاكي ياجنى ليه كدا
رفعت كفيها المغروز بالإبر
-آسفة حبيبي ، ولو عايز تاخد حقك خدوه ، هاتلي لين بقى مش انت سميتها زي مااتفقنا
قبل كفيها الذي تضعه على وجنتيه
-لسة هشوفها كنت في الملجأ مقدرتش استنى برة وانا شايفك كدا، هشوفها واخليهم يجبوها
نصب عوده متوقفا، وعيناه تبحر فوق ملامحها التي بهتت بالكامل ثم انحنى يقبل جبينها
-ربنا مايحرمني منك ياروح جاسر
صباح جديد بشركة الألفي ، بعد انقاطعها أكثر من أسبوعين عن العمل ورفضها الحديث إليه ، عادت بعد إصرار أوس وعز اليها، ولكن أصبحت المسؤولة عن مكتب عز بعيدا عنه
تغيرت شخصيته وأصبح أكثر حدة وتعصبا، والجميع يشتكي من عصبيته الزائدة حتى تدخل عز
-لو هتفضل كدا يبقى خد إجازة ارتاح
جلس يفك رابطة عنقه ، مع اول زر من قميصه
-اخوك يستاهل يفضل متألم كدا، انا حيوان واستاهل
زم عز شفتيه معترضا على حديثه
-ممكن تهدى وتفكر ازاي ترجعها تاني، على فكرة هي كانت مصرة تشتغل مع أوس ، بس انا أدخلت
توقف متجها إليه
-عز علشان خاطري حاول توقف معايا، انا بحبها فعلا وكلمت بابا وعمو لكن هي مش مدياني فرصة
تنهد عز متحركا ثم توقف على باب الغرفة
-أنا هخليها تقابلك برة الشركة وانت وشطارتك بقى، متنساش فرح جواد بعد بكرة والشركة إجازة من بكرة اسبوع...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا