رواية مزرعة الريان
الفصل الخامس والعشرون 25 ج2
بقلم خلود عبيد
ومرت ليلة مظلمة ممتلئ بغيوم مشاعر متآرجحة بمزيج من الألم والقهر والحزن وكان سيدهم الشعور بالخوف!
فى قصر الريان
ابو الفضل = يا ست رحيل لازم أقابل أزيد بيه
رحيل بحزن= والله ما أعرف يا عم أبو الفضل ، هو حابس نفسه من إمبارح فى غرفة المكتب ومانع أى حد يزعجه
أبو الفضل بحيرة ويأس= بس الموضوع ضرورى ،ده فيه أرزاق ناس
*وقبل أن تنطق رحيل ، يفتح باب غرفة المكتب ويخرج منها "أزيد "
أزيد بصوت جامد = تعال يا أبو الفضل
فيذهب إليه
**لتنظر له رحيل بحزن ،فقد كان يبدو فى حاله ذبول ووجه عليه علامات الأرهاق من التفكير ، وتحت عينه أسود دليلاً على عدم قدرته على النوم فى الليلة السابقة
تألمت "رحيل " على حال "أزيد " وتمنت أن يشفى "حازم " سريعاً حتى يعود "أزيد " الى طبيعته الرجل الجامد الذى لا تهزة الرياح مهما كانت شدتها ، و لكنه يبدو هناك ما يهزه ويجعله عاجز وهو الخوف من الفراق !
*****************************************
فى مكتب أزيد
أزيد بحدة =يعنى ايه الكلام ده؟
أبو الفضل بخوف ويبتلع ريقه بصعوبه =يا أزيد بيه كل الفلاحين بيقولوا أن محصول القمح السنادى هيخلوه (يجعلوا ) تأوى (بذور ) ل السنة الجاية والباقى أكل لأهل البيت
أزيد بسخرية وحدة= نعم ! ، عايز تفهمنى أن المحصول كله ما يقدروش يبيعوا او يوردوا لشركة الريان جزء منه ، انت بتتكلم عن أرض الريان فيها أكثر من 200فدان أرض زراعة
ابو الفضل = الصراحة يا أزيد بيه أنا شاكك أن يكون حد دفع ليهم عشان ما يوردوش (يعطوا) لشركة الريان عشان الصفقة الجديدة لشركة
أزيد بتفكير = فعلاً الظاهر هو ده الحصل ، بس مين أتجرئ ولعب مع أزيد الريان ؟
أبو الفضل بحيرة= معرفش والله يا بيه
أزيد بحزم = طيب يا ابو الفضل ، اتفضل انت وانا هتصرف
(وبتحذير ) بس عرف الفلاحين حباية قمح واحدة من غير معرفتى او موافقتى قصدها رصاصه ، تخلص على خاين !
** وبعد خروج أبو الفضل ، يجلس أزيد يفكر فى المعضلة الجديدة ، والتى تبين أن أحدهم يلعب فى الخفاء معه ، من خلف الستار
فكر :من الممكن ان يكون "سراج غراب " ولكنه أبعد ذلك فسراج ضربته هتكون فى الوجه
أزيد لنفسه = يا ترى مين بيلعب من وراك يا أزيد ؟ وعايز انك تكون تحت ضرسه؟
(وبشر) مش هرحم الخاين أبداً
*********************************
الست ليلة هانم رجعت
كان هذا صوت "الخادمة نعمة " بفرح وشجى فى أرجاء القصر
**لتدخل ليلة القصر وهى فى أفخم غرورها وتكبرها وثقتها بنفسها ، واعتزازها بعقلها وجسدها وقوتها كإمراءة
*وتنظر فى الارجاء بدهاء وخبث لترى "رحيل " واقفه فى منتصف الصالة الرئيسية وتحمل على يدها "رحيم " لتنظر لها بغيض وسخريه ومكر
**لتشعر رحيل بالخوف والقلق من نظرة عينيها التى تدل على الترقب والمكر والغرور المنتقم
فتشد "رحيم " إلى أحضانها كما لو أنها تريد أن تخفيه عن الدنيا وعن شرور "ليلة المكبوت بين أضلعها وقسمات قلبها
**
لتتقدم ليلة نحو رحيل بهدوء وببطئ ممتلئ بهيئة عظمة ، لتتسرب الى رحيل الشعور بالتذبذب والخوف ، وتقف أمامها ، وتنظر لها بعين قوية ثم تجرى بعينها نحو "رحيم " باستخفاف
ليلة بسخرية واضح وهى تملس بطرف أصبعها على وجه رحيم ببطئ شديد = هو ده أبنك ؟
لتفزع "رحيل " ويظهر ذلك على ملامح وجهها ، وتبتلع ريقها بصعوبة وبخوف
ليلة وهى تملس بيدها على شعر رحيم بخبث ودهاء= طفل جميل !
ثم تتركها وترحل صاعدة الى غرفتها ، بعد أن زرعت بداخل "رحيل " الخوف والفزع ، يأكل قلبها وعقلها
*********************************
ليلة وهى تشعر باسترخاء ، بعد حمام دافئ ممتع مع انتصارها الجديد
ليأتى لها أتصال من فتوح
-العمليه تمت يا ست هانم ، وكله تمام التمام
لتبتسم ليلة بفرح وخبث لانتصارها والفوز القريب= قضيت عليه ؟
-ايوه الظابط حازم علام بيودع ، وشوية ويقابل الملايكة
لتصدم ليلة وتفزع وبصريخ=انت قولت مين؟ ، حازم !!
-ايوه ، هو الظابط البيدور ورانا ، ودلوقتى فى المستشفى بيودع
ليلة بنرفزة = غبى ، هو مات ؟
-بيطلع فى الروح
ليلة بنظرة شر وقوة= أقضى عليه ، حااازم لازم يموت وتتأكد بنفسك ، لانه لو عاش كله التبنى هيتهد فوق دمغنا فاااهم ، حازم ده خطر علينا اقتله
وتغلق الهاتف
ليلة لنفسها = اسفة يا حازم ، انا اليقف فى طريقى انسفه (تفجره )
**************************************
نادر = يا نفس يا حبيبتى بلاش عياط ، كغاية عياط
نفس ببكاء=يعنى بجد هو كويس يا نادر
ليتنهد نادر ويجلس بجوارها ، يمسك يدها ليبث بها الأمان والشعور بالسند والقوة وعدم الوحدة
=الدكتور كلمنى وقال أنه فى العناية المركزة وأن شاء الله هيعدى مرحلة الخطر قريب
لترتمى "نفس " فى أحضان نادر وتتمسك بيه بشدة
نفس ببكاء طفيف = انا خايفة يا نادر ، ح حازم أنسان طيب ليه يحصل معاه كده ، كنت دايما بحس انه زى يتيم رغم وجود ابوه وامه ،لكن كان عايش وحيد كان بيحاول يعيش سعيد بيبتسم رغم الألم الجواه ، رغم تحمله مسؤالية أكبر من طاقته عمره ما يأس او تزمر
كان يقولى "الصبر أقوى الايمان " ، وانا مؤمن ان ربنا هيعوضنى ، ليه ليه يحصله كده ؟
نادر بهدوء= عشان ده نصيبه ، قدره الربنا كاتبه ليه ، ده طريق مرسوم وأحنا بنمشى عليه ، يمكن ده يكون امتحان من ربنا يقيس قوة الصبر والايمان عنده ، وانا واثق ان ربنا له حكمة فى ده ،وواثق ان حازم بأذن الله هيفوز فى الامتحان
**************************************
فى ممر مستشفى الاسكندرية
سراج بأستغراب =إيه العساكر القدام (امام ) غرفة العناية بتاعت حازم دول ؟
حنين بحزن =ده الظابط جابهم بعد كلام "روح" فى التحقيق أمبارح ، واضح أن حازم مستهدف ولازم حماية
سراج = هى روح عامله ايه دلوقتى ؟
حنين = الدكتورة أعطاتها حقنه مهدئه تانى ، انهارت لما شافت شكل حازم تحت الاجهزة فى غرفة العناية ، بعد ما انت كلمت الدكتور وسمح ليها تدخل دقتقتين خرجت منها منهارة
سراج بتألم نفسى = يااااارب
ليأتى من خلفهم صوت صارخ لاذع صارم
=حنين
ليلتفت كل من سراج وحنين على باتجاه مصدر الصوت ،لتيتضح أنها السيدة "سهير " والدة حنين وحازم قادمة بكل أناقتها وتأنقها الواضح من ملابسها الفخمة ولا تبدو كأم ابنها البكرى يصارع الموت فى تلك اللحظات ، ولا أى ملامح قلق على ابنها
لتذهب نحوها حنين مسرعة
سهير= مش بتردى على موبايلك ليه؟
حنين بضيق=مش فاكرة مكانه فين مشغولة فى قلقى على حازم ، حازم أخويا ، ابنك يا سهير هانم
سهير بصارمة = إيه اللهجة دى يا بنت
حنين = اسفة ان كنت عديت حدود اللباقة المعهوده لسيادتك
سهير=ماشى يا حنين هفوتلك المرادى ، تعالى معايا
حنين=فين ؟
سهير=المنتج شاكر فهمى مستنى فى معاد مهم يقابلك وتتعرفوا على بعض
حنين بنهيار داخلى= هو ده سبب قدومك المشرف
سهير بتهديد = حنين ،أسمعى كلامى أنا سألت الدكتور وقال حاله حازم شبه ميؤس منها، يبقى أنا أمك وعارفة مصلحتك
حنين بنهيار ظاهر=هوده سبب سؤالك عن حالة حازم ، عااايزاه يموت!!، انتى متأكدة انك أمه
سهير بلامبالاه=حنين ارجوكى كونى واقعية ، بلاش الدراما العاطفية الفارغة دى
حنين ببكاء مخنوق= انتى ال أرجوكى حسى وكونى "أم" و لو للحظة واحدة ، ابنك بيموت ، قلبك مش وجعك !!
سهير وكأنها لم تسمعها =حنين ، شاكر رجل أعمال ومعاه فلوس هيعيشك مرتاحة هو ده مستقبلك الصح
حنين بأخر شعرة تماسك وبجدية= قصدك مستقبلك أنتى يا أمى يا سهير هانم ، يا خسارة حازم ضيع كتير من مستقبله بسببك وانتى بدورى أزاى تحطميه عشان تبنى مستقبلك فوق حطامه ، المرادى أكون انا طريقك والسلم التطلعى عليه ، انتى اية؟ عايزة افهم
سهير بنرفزة= حنين ، حازم تحت أيدى ،انا أمه الواصية عليه حالياً لأنه غايب عن الوعى ، وممكن أنهى علاجه حالاً
ليقاطعها سراج بثقة وقوة= لا حضرتك فى واصى تانى وهو مراته
سهير وهى تتفحص سراج وتنظر لشكله الغير مرتب وغير مهندم بالمره ، لتشتمئز منه بتكبر
وبحدة = نعم!! ، مراته
سراج بقوة= أيوه ، "روح سراج غراب "
سهير بغير تصديق= مستحيل ، اتجوز امته ؟ده مستحيل
حنين = لا حازم اتزوج ، أنسانة بتحبه وبتعشقه كمان، لدرجة انها منهارة وخايفة عليه بجد
سهير بكيد= انت مين ؟ وبتدخل ليه أصلاً؟
سراج= أبقى سراج غراب ، رجل أعمال صاحب شركات غراب المتحدة ، وأكون حماه حازم ، وخطيب الانسة حنين
لنتدهش حنين ولكن لم تعلق ، وتصدم "سهير " لتدمر مخططتها
لتغضب وتغادر تجر ذيول الهزيمة والفشل
لم تستحق أن تكون "أم" فقد عمى قلبها وعينها حجارة تسمى " النجومية الكاذبة " ضوء كاذب و سعادة مزيفة ، وهم تألق والسلطة
********************************
بعد فترة من مغادرة سهير
حنين = شكراً
سراج = على اية ؟ ، اعذرينى أنا شوفت الرسايل الباعتهالك على موبايلك لما سبيتيه فى غرفة "روح " بالصدفه ، وكنت فاكر أن فى حد بيبتزك
حنين بسخرية مريرة=عمرك شوفت أم بتبتز بنتها مقابل وفاة أخوها ،
وتكمل بتألم= عمرها ما كانت أم ! ، الضوء والشهرة أهم عندها ، تعرف هى بتكره حازم ليه؟عشان حازم هو السبب بعد ربنا فى وجودى فى الدنيا ، حازم عرف أنها حامل وعايزة تجهض بلغ بابا بالموضوع ، منعها قصاد مقابل مادى ، يعنى بالعربى كده اشترنى منها مقابل انى افضل جواها لغاية ما أتولد ،ده كله قصدها هى خسرت دور بطولة فى فيلم ، بتقول حازم هو السبب فى خسارتها ،لان بطولة الفيلم ده كانت هتوصلها للنجومية أسرع لكن أنجابها ليا عطل ده
**شعر سراج بألم والحزن لها ، أى أم هذه أنها لا تستحق لقب "الامومة " حتى ، كيف يكون قلبها مثل الحجر والصخر هكذا ، نزعت منها الرحمة والشفقة
"الأمومة مثل الكنز حصل عليه من فهم معناها فى العطاء والحنان "
*********************************
**
فى اليوم التالى
نادر = انا أخذت إجازة وهسافر دلوقتى اسكندرية ،أطمنك على حازم
وقبل أن يرد أزيد قطع كلامه رنين هاتفة
وعندما يرى أن المتصل هو سراج
أزيد بقوة = ألو
-...........
أزيد باستنكار= انت مع حازم؟!!
-............
أزيد= عارف انك مش بالنداله أنك تقتله قصاد عين بنتك ، ولا اتهمتك بده
-.......
ليتغير ملامح وجه أزيد بغضب = خطر حوالين حااازم
ثم بصدمة=محاولة اغتياله جوه المستشفى كمان وتحت عين حراسة من الشرطة
-...............
أزيد بغضب وتألم =شكرااً ليك يا سراج انك انقذت حياته ، انا مدين لك
-.............
أزيد بحيرة= حازم ما عندوش (ليس له ) أعداء فى البيزنس او حتى شغله فى الشرطة توصل لقتل بالطريقة دى
-.............
أزيد بضيق= يعنى ايه ؟ممكن يكون المجرم مستهدف بنتك ينتقم منك ، او ينتقم منى ، وحازم كارت تهديد، يعنى كل اليخصنى ويخصك فى خطر ؟!
-.............
=أزيد بغضب = مين جاله الجرأة يفكر باللعبه دى؟! ، ده بيلعب فعدادعمره
-.............
أزيد بجدية= حاضر هبعت حراسة لقصر غراب ، وهبعتلك رجاله بجانب رجالتك معاك يكون حازم وروح وحنين تحت عينيهم
-.....
أزيد= كنت هفكر فى كده بردوا ماشى ، بلغنى بكل جديد ، سلام
****
ليتنهد أزيد بغضب وثورة وكأنه يتنفس نيران مشتغله بجوفه
نادر وهو ينظر الى أزيد باستغراب وحيرة وخوف من حوار المحادثة مع سراج
نادر = ايه الحصل ؟
أزيد بغضب وصوت عالى= الظاهر ان فى حد بيلعب لعبة قذرة معايا
نادر =هو سراج قالك ايه بالظبط
أزيد وهى يشد على اسنانه بقوة وغضب= حادث حازم مدبر ، بفعل فاعل
نادر = هو ممكن يكون سررر
ليقاطعه أزيد بحزم= ده سراج غراب مش قتال قتله ، مستحيل يعمل كده ، انت فاكر حكايته مع زين كان الاهم انه يخلص وينتقم منه زمان لكن أعلن استسلامه لما شاف حب قمر لزين وأكيد دلوقتى حب روح لحازم نفس الوضع ، الواضح دلوقتى انه بقى الدرع الحامى لحازم
انفذ حياته
نادم بصدمه = ايه ؟
أزيد بغضب مكبوت= فى حد حاول يقتل حازم فى المستشفى
نارد بذهول= ازاى ده حصل؟
أزيد =فى2عساكر قدام غرفة حازم ، جه واحد لابس زى عسكر وقال لواحد منهم انه مكانه ووعشان يزيد اطمئنان قاله القائد تحت انزل أتاكد منه ، عمل كده ، وخلال ثوانى جات واحدة لابسه زى ممرضة وقالت للعسكرى التانى يلحق يساعده فى مشده بين مجرم ودكتور راح معاها ، دخل المجرم وكان بيحط مادة قاتلة فى المحلول لحازم ، لولا سراج انتبه لغياب العساكر قدام غرفة حازم ودخل يطمن عليه لقى المجرم المتنكر فى زى عسكر بيقوم بجرمته وكان هيمسكه لكن هرب من تحت ايده
سراج بيقول الموضوع شكله أكبر من حازم وغيره ، ومنع الشرطة للحماية وجاب رجالته لحماية حازم ، وبعت ينبهنى كمان
نادر = هتعمل اية؟
أزيد بجدية = سفرك لاسكندرية اتلغى ، أظن سراج والرجاله كفاية هناك ، بكر عملية "هلال" كان المفروض حازم هو المرافق ، انت هتكون مكانه ، وهتأخد رجاله معاك كمان ، وهأعمل أتصال لمستشفى فياض يكون الدور كامل تحت سيطرتك وأمر الرجاله لحماية "هلال" كمان ، وفى رجاله هبعتها قصر غراب لأن
سراج قال انه سحب اغلب رجالته معاه ولازم حماية لقصره
، وهبعت رجاله لفيلا والدك لحماية "نفس"
نادر بذهول= اااوه مش لدرجادى ، نفس فى بيت أهلى وهناك حماية ، انت ناسى ان ابويا عمدة البلد هناك
أزيد بجدية = معلش يا نادر ، هبقى مطمن أكثر لو فيه جزء من رجالتى لحمايتها ، دى "نفس" جزء منى ومن عيلة الريان ، وأحنا مش عارفين الضربة جاية منين ، لان فى حد بيلعب معايا كمان فى البيزنس ووصل لأرض الريان ، وقدر
يسيطر على أهلها ويمنعوا يوردوا ليا حصة محصول القمح السنادى
ومش عارف هو عايز ايه
نادر بتفهم = ماشى يا أزيد زى ما تحب ، بس كده أغلب الرجال هتكون بره الريان ،هتحمى الريان ازاى
أزيد بسرحان= أرض الريان محميه بأهلها !!
***************************************
بعد عدة ساعات وأزيد منهمك فى أمور الشركة الذى تراكمت بسبب غياب حازم ، فجعل نائب عنه يرسلها له عن طريق الفاكس والبريد الالكترونى ليتفحصها هو بنفسه
يجد ليلة تطرق على الباب ثم تتدخل دون ان يسمح لهابال استأذان حتى !
ليلة بشموخ ودلال= ازيك يا أزيد ؟ مش بشوفك ليه ؟ مع انى رجعت من يومين
ازيد بلامبالاة = مشغول بأمور الشغل يا ليلة
ليلة بمكر = اه قلبى عندك يا زيزو ، بردوا نك تدور على حد يوردلك حصة القمح متعب فعلاً
لينتبه لها أزيد ويضيق عينه وينظر لها بتأهب = قصدك؟!
لتقترب منه بدلال و وتبتسم بخيث ليلة = اوه حبيب أزيد ، ده انت رجل أعمال كبير ، بيزنس مان الشرق أكيد فهمتها وهى طايره
أزيد وتحول ملامحه للغضب و التماسك= انتى ؟!
ليلة ببرأة مصطنعة = ايوة انا يا أزيد ، عجبتك ؟!!
أزيد بجدية = عايزة اية يا ليلة ؟
ليلة بصوت واثق = انت
أزيد باستفهام =مش فاهم
ليلة بدلال وحب مزيف = نتجوز يا أزيد ، نرجع حبنا زى زمان ، انا عارفة الحصل كان صعب نعتبره ماضى ننساه ، ونبدء من جديد مع بعض ، أزيد الريان وليلة سلطان كبل
(زوجين)
أزيد بسخرية وأستنكار= انتى بتقولى اية يا ليلة ، حب وجواز ايه ؟ ، هى كوباية إزاز(زجاج)
واتكسرت هنرميها فى الزبالة لما مستحيل نصلحها ده عمر وحياة ،كبرياء وكرامة اترمت فى التراب ، انتى دمرتنى يا ليلة ، القدامك ده واحد مشوه من أزيد ، أزيد الاصلى مات وانمحى وده بأيدك انتى ، انا ليا أسرة وعيلة وبحاول أبنيى ازيد جديد ، واحد مختلف عن الفات وادمر وعن المسخ المشوه القدامك
وبجدية = مستحيل يا ليلة
لتغضب ليلة وتنظر له بشر ونيران غيرة من حبه "رحيل " المختبئ بين طيات أحرف كلام أزيد
وبثورة وتكبر= يبقى كبل بيزنس يا أزيد ، مدام مستحيل حياة زوجية تبقى بيزنس ، مجموعة شركات الريان وشركة سلطان ، هى دى الصفقة تقبل او ترفض ، قدام انك تحفظ ماء وجه شركة الريان المعروفةمن خزى انها مش قادرة تورد حصة القمح المنتظرة
ولم تنتظر الى رد أزيد وتهب مسرعة للخروج ، وتقف عند باب الغرفة وتنظر لأزيد بغضب مكبوت وشر= منتظره ردك يا أزيد
وبعد مغارتها يلقى أزيد الفاز خلفها لتتهشم متنأثرة فى ارجاء الغرفة
أزيد بغضب لنفسه = جبت "حية " لغاية عندى ، وقدرت تلف حواليا نتغير ما حس ، ودلوقتى فاكرة انى محصور من كل زاويا ،مش يا أنا يا ليلة ، مش أزيد الريان ال يكون تحت أيدك
***************************
وفى ظلام الليل وصرير الرياح وصدى صوت المطر الخفيف
، فى منتصف الليل
يدخل أزيد الى غرفة نومه وهو فى أشدالتعب والارهاق ، يجد "رحيل " تصلى بخشوع لله عز وجل "قيام الليل "
وعند الانتهاء من صلتها تدعو بصوت رأجى ومتسول لله أن تكون عملية "هلال" ناجحة ويتم نعمته عليها بالشفاء والعافيه
لينظر لها أزيد ويشعر بتزبز فى أوصاله وخوف وخجل من المولى عزوجل
ولتفتح المصحف الشريفة وتقرأ آيات من الذكر الحكيم وكانت تتوجل فى سورة "الشرح "
(( ألم نشر ح لك صدر ، ووضعنا عنك وزرك الذى انقض ظهر ،....)
كانت كلمات الايات تعطى انتبه لأزيد وشعور بالرجفة والاهتزاز والأطمئنان والامان
(أن مع العسر يسرا )
فى عسر قد مر بيه سيأتى خلفه اليسر الذى يمحى شقاء العسر والضيق
شعر أنها رسالة من الموالى عزوجل فى هذا الوقت ليقول له (أن الفرج قريب )
بعد انتهاء رحيل من سورة الشرح تنتبه لوجود "أزيد " ، فتقوم وتتقدم نحو ، وتجلس عند قدمه وهو جالس على كرسيه المتحرك ، لتمسك يده وتنظر الى عينه وهى ترى فيهم الارهاق والتعب والانشغال بكثرة التفكير
رحيل بهدوء = هتبقى كويسة ، ان شاء الله هتقوم بالسلامة
شعر "أزيد " من كلماتها البسيط بالصدق والاطمئنان ، ليقوم بشدها نحوه ويحضنها لبعض الدقائق ، يريد ان يكون هناك عون له وسند يشعره بحضن امه وأمانه ، وأن الغد أفضل ، وانها بجانبك الى الابد
*************************************
كانت دقائق من الصباح حثى فترة ما بعد الظهر ، هو القلق والتوتر والخوف ، منتظرين أتصال "نادر" ليخبرهم كيف جرت أحوال عملية "هلال " ؟ وكيف هو وضعها؟
كان حال "أزيد " وهو يشعل سيجارة خلف الاخرى يحاول إلهاء نفسه كمن يمشى على جمر حافى
ومع تردد لسان رحيل بالدعاء ل الشفاء والعافية بانقباض ضربات قلبها مثل الطبل المسرع
ورنين الهاتف ترن ترن ترن ترن
سكوت وتأهب وصمت
من يرد ؟ وما الخبر ؟
ليجيب أزيد وهو جامد متماسك
لتلين ملامحه تشرق مثل الشمس لصباح ممتلئ بالغيوم والسحب
ليردد= الحمد لله الحمد لله ، الف حمد وشكر ليك يااارب
ويترك الهاتف ويسقط من على كرسيه راكعاً ساجداً شكراً لله عز وجل
وتدب الفرحة بقصر الريان
************************************
**كانت "روح " تقف أمام غرفة العناية الموجود بها "حازم" ، وتنظر من الزجاج الخارجى عليه وتراقبه ، تتابع بخوف وقلق مؤاشراته الحيوية وتشعر بالرخف لما حدث أمس وأنها كان من الممكن أن تفقده للابد
أصبح "حازم " لها هو روحها وكيانها ، الأب والأم والبيت والعائلة فقدانه يمثل لها فقد حياتها وسبب لجودها على قيد الحياة ، كأنهما يرتبطان بعمراً واحد
لتأتى لها "حنين " وهى تشعر بالحزن لأجلها فهى منذ الأمس وهى ترفض التحرك من أمام الغرفة بعد محاولة أغتيال "حازم" وفشل القبض على الفاعل
لتناولها كوب من الشاى الساخن ليعطى لها بعض الدفئ والطاقة
حنين بهدوء= خدى يا روح
لتأخذه روح دون النظر الى حنين حتى ، وعينها متعلقة بزجاج الغرفة حازم
حنين= روح مش هيفيد واقفتك كده ، لازم تستريحى شوية
روح وهى فى عالم تانى غير واعية وتنظر الى حازم من خلف الزجاج = انا مش هتحرك من هنا غير لما يقوم
حنين بتنهيده حزين = الحصل إمبارح مش هيتكرر ، سراج موجود ورجالته كمان غير أزيد بعت رجالة كمان ، يعنى حازم متأمن كويس ، ابوكى أنقذ الوضع ، والكل هنا على قدم وساق
روح بهمس = سررراج
لتنظر لها حنين بجدية وتقوم بلفها لتكون امامها وتنظر فى عينها بشدة
حنين بشدة = لا أبوكى يا روح ، الاب البيحاول يعمل أى حاجة عشان خاطر بنته ، بيته الوحيدة النحرم منها زى ما هى انحرمت منه
روح ببكاء بسيط = ده كذب هو تخلى عنى ورمانى فى الشارع
حنين =لا مش حقيقة ، الحقيقة أن جدته وابوه عملوا خدعة و أوهمه انك موتى بمرض السحاب وانتى لسه بيبى ، طول السنين الفاتت كان "أب" بيتألم على فقدان بنته حده منه بيروح يزور قبر مفكر مكان بنته ويقعد بالساعات ، لما عرف الحقيقة كان هيتجن وبقى يدور فى كل مكان ، او أى خيط يدله على طريق بنته الوحيدة
"أزيد " كان عارف أن سراج هيطالب بيكى اول ما يوصلك ، هو سرع زواجك من حازم لخوفه ان جدة سراج تكون رفضاكى وتأذيكى مش بسبب سراج ، سراج ضحية زيك ويمكن أكثر كمان ، دايما يلوم نفسه وعايش فى ندم وعذاب ضمير أنه يكون بسبب أهماله موتى زى ما كان عارف
روح تشهق من البكاء ، وتجلس على الارض ، لتجلس حنين بجانبها وتواسيها
حنين برجاء= أنا عارفة أنه صعب بس دى الحقيقة ، سراج مظلوم ، شوفى عمل ايه عشان حازم اتبرع له بدمه وزيادة رغم انه هيأثر عليه بس ماأهتمش (لم يهتم ) كله همه أن "حازم " يكون بخير عشانك أنتى ، شافك متعلقة بيه ، عرف انه خسرك بس مش مستعد أن يشوفك انتى خسرانه
مكمله بأسى = المجرم الحاول يقتل حازم ، وهو بيحاول يمسكه ضربه بالموطوة (سلاح أبيض)(سكين ) فى دراعه جرحه 20غرزه
لتشهق روح وتنظر لها بصدمه = عورة ؟!!
لتهز حنين رئسها بالايجاب بحزن = عمل ده عشان مين ؟ كله عشانك ، بقاله كام يوم هنا وبنفس هدومه وحاله متبهدل خايف تغيبى عن عينه ساعة ، ويرعى حازم والامور هنا كلها
حنين= هقولك على حاجة يمكن مش هتصدقنى ، طول وقت ما أنتى كنتى نايمة بسبب المهدء كان واقف قصادك بيراقبك وانتى نايمة بيأمل ملامحك ، بيحاول يستوعب أن بنته موجوده وشايفها ، بس خايف يقرب يلمسها ويتأكد ،خايف تقوله بكرهك!
روح بارتباك وهمس= ااانا ما كنش (لم أقصد ) قصدى ، كان رد فعلى بسبب صدمتى من الحادثة
حنين بتأيد= هو ما أقلش (لم يقول ) أى حاجة ، هو بيحبك يا روح ،زى أى اب بيحب بنته
حنين = ممكن أطلب منك طلب ممكن تاخدى الاكل ده وتخليه يأكل انا ملاحظة من الصبح ما أكلش حاجة وهو رايح جاى مشغول وناسى نفسه
لتنظر روح لها والى كيس الطعام بتردد وخجل مما فعلته سابقاً ، ومن المواجهه
لتنظر لها حنين بتاكيد
***********************
كان يقف يكلم أحد الرجاله ، ويسمع همس ينادى عليه ، كان خائف أن يلتفت ويكذب اذنه الذى تخبره أنه صوت "روح " ابنته الغالية
-لوسمحت
ليلتفت سراج وينظر لها ولا يصدق عينه
روح بخجل ممزوج بخوف وارتعاش=ممكن تأخد (وهى تعطيه كيس الاكل )
سراح هو مغيب غير مصدق ، يمد يده ويأخذ الكيس
**كانت ستغادر بعد أعطائه الكيس ، وبالاخص لحالته المساهمة لها
ولكنها بعد أن رائت ذراعه الملفوفه بالشاش تالمت لاجله
روح بخجل= ممكن نأكل مع بعض!
وكأن أبواق الفرح والسعادة دقت له ، لم يصدق ، لهز رئسه بالايجاب ويسير معها كالمغيب
وبعد أن جلسوا فى مكان مناسب لتناول الطعام فيه
كانت "روح " تفتح كيس الطعام وتخرج علب الطعام بخجل و خوف لنظراته المتفحصه لها بأمتنان
وعندما حاول "سراج" فتحت علبته تألم ذراعه
سراج بتالم= اااه
لترتعب روح وتنظر له باضطراب = بتوجعك
سراج مصدوم= هااا ، لا حاجة بسيطة
روح= هات افتحهالك
لتاخذها روح وتفتحها ثم تنظر الى حال ذراعه ، لتشير له ان تطعمه هى ، فيوافق
لتطعمه وهى تنظر له وهو ينظر لها ، يمضغ الطعام وهو لا يصدق أنه من يد ابنته ، لتدمع عينه ، كم تمنئ هو أن يطعمها وهى صغيرة ، ان يجلسها على حجرة ويطعمها بيده
لترى "روح " الدموع تلمع فى عينه وهو ينظر لها لتبكى وهى تطعمه
انه والدها ، تفرقا وابتعد ان بعض بسبب جشع وجبروت الاخرين
ليرفع "سراج " يده ويمسح دموعها وهو يشعر برعش فى يده
لم تكن إلا ثوانى وارتمت "روح " بأحضان والدها وهى تبكى بحرقة ، انه رائحة الحب والحنان الابوى ، ليشد عليها سراج بذراعه ويبكى معها ابنته فى حضنه
انه امتلك العالم بما فيه بتلك اللحظة
كانت حنين تراقب المنظر وهى تبكى لاجلهما ، فكم تألم الاب وابنته بسبب الفراق واخيراً اجتماعا
***************************
فى خلال الايام التالية
كان تقرب سراج وروح من بعضهم البعض سريع وملحوظ ، كان سند لها وقوة تستند عليها فى محنتها ، وكانت له روجع الغائب الى وطنه
***********************
أزيد = "هلال " هتخرج من المستشى على قصر "غراب " ، سراج اتصل وطلب منى ، " جواهر " جدته تعبانه ونفسها تشوف بنت قمر
رحيل بتفهم = وانت وفقت عشان سراج
ازيد = لعدة اسباب برجع جزء من فضل سراج لأنقاذه حازم ، ان القصر متأمن برجالتى ، ان والدتك واخوكى هناك هيرعوها كويس بجانب الممرضة الجاية من المستشفى ، اخر حاجة طلب "جواهر " مهما كان دى جدتت أمها
رحيل = انا ممكن اروح واكون جانبها
أزيد = لا مش هينفع كفاية عليكى "رحيم " هنا
ليقطع حديثهم
صوت خادم
يدخل يخبر "أزيد " بحريق فى محصول القمح بأرض الريان التى يملكها أزيد بأسمه
ليسرع أزيد ويخرج الى الاسطبل مسرعاً ويركب على حصانه ، ليرى ماذا حدث ؟
**********************
**************************
فى فيلة سلطان
كان ضخب ضحكة "ليلة " لانتصارها وهى ترى أنكسار "أزيد " امامها
ليلة بضحكة جنونيه وهة تنظر الى صورة والدها ، وتمسك فى يدها كأس الخمر =ههههههه قولتلك هقتلهم كلهم هههههههه
flash bake
منذ يومين
ليلة تنظر الى والدها القابع على السرير المستشفى بلا حول ولا قوة ، تحت تأثير غيبوبة جبرية عن طريق الادوية
ليلة بكره = بقى هو ده السبب ابن ليلى !! ، (وبصوت ممتلىئ بالغل والكره ) ليلى ليلى كل حاجة ليلى ،أنا ظلمت ليلى يا ليلة ، طيب وانا ، انا تعمل فيا كده ، انا بعد ما عملت ل الشركة كيان وكبرت أسمها تروح وتكتب الوصية بأسم نسيبك جوز الاميرة ليلى ، المسكينة الماتت مظلومة يا عينى ، بس تصدق بنتك دى طلعت ذكية راحت وكتبت أسم ابنها بأسم بنت حببتك السابتك (التركتك )خايفة ! ،شكلها كانت خايفة منك !! وهى متعرفش أن الشخص المفروض تخاف منه هو أنا ،أنا وبس
بس خلاص احب أفرحك عن قريب خالص هبعت الولد لحضن أبوه وامه ،زى ما بعت أبوه لبنتك ، (بصوت غيظ وكره ) ومعاه بالمره المضحيه الجملية القطة البرية ههههههههه هقتلهم كلهم
*****************************
** عند ذهاب "أزيد " الى مكان الارض يجد "مساحة قيراط ونصف محترق وباقى الارض سليمة لم يتمكن الحريق منها لسرعة الفلاحين بأخماد الحرق
فينظر "أزيد " الى الارض ويحاول ان يبحث عن سبب الحريق
أزيد بصرامة = ابو الفضل ، هات شوية تراب من الارض ، وشويه من رماد الحريق
وعندما تفحصه أزيد ، وجد رائحةبرماد تدل على وجود السولار (وقود) ، ليأكد شكوكه الحادثة بفعل فاعل ، لكن التراب نظيف ، ولكن لم ليس الارض كلها فقط المنطقة المحترقة
ما السبب؟!!
ليأتى له صوت من الخلف وصريخ نواح "قصر الريان يحترق "
توقف تفكير أزيد وهو غير مستوعب " القصر يحرق ورحيل بداخله "
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا