رواية ميما الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22 بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما

الفصل الواحد والعشرون 21 والثاني والعشرون 22

بقلم اسماء الاباصيري

 اعجاب


فرح : ماذاااااا ؟ أتمزحين ؟


مريم بلامبالاة : بلى هذا ما حدث بالفعل


فرح بدهشة : لحظة دعيني اتأكد مما سمعته للتو ...... دكتور محمد كان قد استدعاكي وقتها بهذا اليوم ليعرض عليكي الزواج ؟


اومأت مريم مؤكدة حديث صديقتها لتكمل الاخرى


فرح : لكنك رفضتي عرضه فوراً بسبب مشاعرك نحو آسر


اعادت مريم الايماء مرة اخرى لتسترسل فرح فى حديثها


فرح بضحك : لكنه لم يكتفى بذلك بل ذهب لمنزلك وطلبك من آسر فى حين اخبره هذا الاخير انك مرتبطة


اومأت مريم مرة اخرى لكن بغضب


مريم بغيظ : لكنى تلك المرة اخبرته بموافقتي


فرح بصراخ : ماذا ؟


مريم بهدوء : لما هذا الصراخ ؟ فكري معى قليلاً .... ماذا يعيب دكتور محمد ..... مهندس ناجح حاصل على الدكتوراة ذو اخلاق يشهد الكل لها ذو مستقبل واعد ... متدين الى حد ما .... لما الرفض والرجل لا يعيبه اى شئ


طالعتها فرح بذهول لتجيب هى الاخرى


فرح : مريم ما الامر ؟ ماذا عن آسر ؟


تنهدت مريم لتجيب


مريم : ماذا عنه ؟ هو قالها بوضوح .... لا يبادلنى مشاعرى كما انه ......


لم تكمل حديثها لتنظر لها صديقتها بتعجب


فرح : كما انه ماذا ؟


مريم بحيرة : لا اعرف ....... ربما تسرعت واخترت شخص غير مناسب لي ....  اعني منذ متى وانا استسيغ مجرد فكرة العيش معه تحت سقف واحد حتى اقع بغرامه فجأة هكذا ؟


فرح بدهشة : مريم ........ اتعنين انك ......


تنهدت مريم والحيرة مازالت مسيطر عليها


مريم : نعم لا اظن ان مشاعرى صادقة ....... اظنه محق بالفعل بشأن هذا الامر ...... ربما تسرعت ....... نعم انا لا احبه


آسر بصراخ : ماذااااااا ؟


سد فارس كلتا اذنيه بسبب صراخ آسر هذا قبل ان يجيب بسرعة


فارس : آسر ارجوك تفهم موقفي ... لم اعد بقادر على تولي امور الشركة والجامعة بنفس الوقت لذا سلمت امور الشركة للأدهم


آسر : اتراها لعبة ؟ تسلم منصبك وحصتك بالشركة الى اخاك بهذه السهولة ودون الرجوع الي


فارس : انا لم اتنازل عن حصتي لكن تنازلت عن ادارتها .... آسر انا افكر جدياً  بمستقبل آخر لي لا يتضمن عملي بالشركة .... ارجوك تفهم  هذا


آسر بغيظ : كنت لأتفهمه ان كنت رجعت الي قبل فعلتك تلك ..... الأدهم ...... ألم تجد غيره لتسلمه تلك الامور ..... تباً لك وله


فارس محاول اقناعه : استمع الي .... انت تعلم بذكاء الأدهم وان كان مازال لم ينهي دراسته بعد .... لكنه ...


اتسعت حدقتا آسر ليجيب مقاطعاً فى دهشة


آسر : لم ينهي دراسته ؟؟؟؟ ..... ثم عاد لصراخه ....... هذا ما ينقصنى تأتيني بمن لا يستطيع تحمل مسئولية نفسه ليحمل معي امور العمل ... براڤو ...... حقاً براڤو


فارس بنفاذ صبر : فقط دعني انهى حديثي ....... الأدهم بآخر سنة دراسية له بالجامعة واراد العودة الي مصر بعد كل هذا الغياب ..... هو لم يعتاد على تولي امر الدراسة فقط فلقد كان يعمل بشركة معروفة بأميريكا اثناء سنوات دراسته .... عمله هذا اصقل خبرته وجعله مُحنك فى الاعمال الادارية .... صدقنى سيفيدك كثيراً ربما اكثر مما افيدك انا


آسر ببساطة : لا أثق به ...... بكل بساطة لا أثق به مثلما افعل معك


تنهد فارس ليجيب فى محاوله اخيرة منه لاقناع ابن عمه


فارس : اعلم ذلك لكنه لن يُقدم ابداً على افساد العمل فهو سيتضرر ايضاً


تنهد آسر ..... غير مقتنع بالمرة بما يقوله ابن عمه ...... الأدهم ؟؟؟ ....... ابن عمه الاخر وشقيق فارس الاكبر ......رغم ذلك مازال لم ينهى دراسته ... فكر آسر بسخرية ........ ويظنه قادر على تولي امور الشركة ....... هو لا ينكر ذكاءه وحنكته فى الكثير من الامور لكن ........... هو شخص ليس بمحل ثقة ....... وافق آسر على مضض ان يأتي الادهم اولاً و من ثم يرى عمله وان نال رضاه فيستطيع حين اذٍ البدء بالعمل معه


تتحرك بجنون بغرفتها تسير ذهاباً واياباً ....... لا تصدق ما فعله هذا المتعجرف ........ يستغل نفوذه ومعارفه لينهى حياة شخص بكل سهولة ..... الحياة بالنسبة له لعبة و هم فيها كالدمى بالنسبة له .... يحركها كيفما شاء ........  استقامت فى وقفتها امام مرآتها الجديدة بعد تحطم سابقتها بفعلته المجنونة يومها ......لا والله والف لا لن يحدث هذا ..... قالتها بإصرار قبل ان تندفع الى خارج غرفتها وتحديداً نحو غرفة مكتبه القابع هو بها بهذه اللحظة


لم تطرق الباب فقط اقتحمت خلوته لتقطع شروده الواضح بإقتحامها ذاك فيرفع هو عيناه نحوه بغضب لفعلتها تلك


آسر بغضب : كم مرة اخبرتك بضرورة التزامك بآداب المعاملة .... و طرق الباب احداها


مريم بتهكم : انظروا من يتحدث ؟ من يراك الآن لا يظن انك نفس الشخص الذي اقتحم غرفتى منذ شهر


انقبضت عضلات فكه عند الاتيان بتلك الذكرى واخبارها له بموافقتها وتجاهله لها منذ ذلك الوقت .... تنهد فى تعب فلقد انهك تفكيره كثيراً بالفترة الاخيرة


آسر بهدوء : ما الامر ؟ لما هذا الهجوم الآن ؟


مريم بصوت عالٍ : ما الامر ؟؟؟؟؟؟ حقا لا تعلم ؟


آسر بنفاذ صبر : مريم قولى ما بجعبتك ... لست متفرغ لألغازك تلك


مريم بغضب : دكتور محمد


هبط بكلتا يديه على المكتب ليهب واقفاً يطالعها فى غضب مخيف ليصرخ بها


آسر : حذرتك من لفظ اسمه امامي


بلعت ريقها فلقد فاجأها صراخه هذا لتجيب محاولة التظاهر بالقوة


مريم : هذا ليس موضوعنا .......... لما فعلت هذا معه ؟


آسر بتساؤل مصطنع : فعلت ماذا ؟


مريم بغضب : انت تعلم ماذا اقصد بسؤالي ..... كفاك سخرية من الاخرين ..... متي ستدرك ان الكون لا يدور حولك ...... لم َتتحكم بمصير كل من حولك وكأنك المُسير لكل شئ ؟


آسر بهدوء : استغر الله من هذا الفعل ..... انا لا احدد مصير احد فأقدار الجميع بيد الله وحده ....... فقط انا اسعى للحصول على كل ما هو لي والحفاظ عليه اياً كانت الطرق لذلك .... فكما تعلمين .. الغاية تبرر الوسيلة


مريم بغيظ : نفيه لجامعة اخرى ببلد آخر ؟؟؟؟؟؟؟


آسر : لنقل انها منحة ...... فرصة لا تعوض بالنسبة له ولمستقبله


مريم بتهكم : تزين لنفسك الامر بهذه الصورة حتى تتخلص من تأنيب الضمير


آسر : الضمير يكون عمله لأشياء اكبر و اهم يا صغيرة .... اما ما فعلته بدكتورك العزيز هذا ما هو سوى بمنحه شيئاً ثمين يعوضه عما خسره


مريم بتهكم : وماذا خسر لتعوضه ؟


آسر بغموض : الكثييير ........ خسر الكثيييييير


طالعته مريم دون فهم لتتمتم بما جعله يجفل عند سماعه


مريم : لقد اخطأت ..... كنت اعلم .... لكن حمداً لله انى لم استمر على خطأي  هذا


آسر بتساؤل : تعترفين بخطأك ..... هذا تقدم مذهل .... وما هذا الخطأ ؟


مريم بثبات : ظني بأنى وقعت فى حبك


قالتها لتخرج بهدوء ولم ترى تلك النظرة التى احتلت عيناه فور سماعه اجابتها تلك ........ نظرة صدمة يشوبها الخوف والقلق


فارس بمرح : تحدثين نفسك بصوت عالٍ ....... يبدو ان حالتك ساءت كثيراً منذ رؤيتي لك اخر مرة


رفعت عيناها المنهكة من على مذكراتها وكتبها لتواجه عيناه العابثة فيشاركها هو سريعاً بالجلوس بإحدى طاولات كافتيريا الجامعة


فرح : نعم .... و كل الشكر لإبن عمك الرائع


عقد ما بين حاجباه ليجيب فى تساؤل


فارس بضيق  : آسر ؟ ...... و ما شأنك به و شأنه بك ؟


تنهدت هى فى تعب فتعود لاسناد ظهرها المتُعب على ظهر المقعد


فرح بغيظ : ماذا تقصد ب " ما شأنه " ؟ ألم يكن هو من تسبب بمغادرة الدكتور محمد ؟


فارس بضيق متزايد : وما شأنك انت بالدكتور محمد ؟ أم انك غاضبة ومنزعجة من رحيله هذا ..... ماذا ؟ اكنتي احدى المعجبات ؟


فرح بغضب وتعب : فارس انتبه لما تقوله لست فى مزاج لبدء عراك معك لذا اتركني بحالي واذهب لترى ما تفعله


فارس بتنهد : تبدين متعبة ... ما الامر ؟


فرح بإستسلام : غادر الدكتور محمد واتى دكتور اخر لا نستطيع فهم حرف مما يقوله وطبعاً الفضل كله يعود للسيد آسر ادامه الله فوق رؤوسنا حمداً لله اننا قد انتهينا من الفصل الدراسي الاول بنجاح و الا


انهت حديثها هذا لترتسم ابتسامة صغيرة على محيا فارس قبل ان يجيب فى هدوء


فارس : اذاً .... اخبرينى ما لا تستطيعين فهمه تحديدا وانا سأقوم بمساعدتك


فرح بحماس : حقاً ؟


اومأ لها هو فى سعادة ليجيب


فارس بإبتسامة : بالطبع ...... ثم اكمل حديثه يسأل بجدية ....... لكن اخبريني كيف حال مريم الآن ؟ .... هل اصبحت افضل ؟


فرح بجدية : نعم حمداً لله ... لقد استيقظت اخيراً  و علمت ان ما كانت فيه مجرد وهم واحلام مراهقة


فارس بإهتمام : ماذا تعنين بوهم ؟


فرح ببراءة : اعنى مشاعرها نحو آسر ؟


فارس بدهشة : ماذا ؟؟؟؟؟ اتعنين انها .........


فرح بإبتسامة : نعم ..... لقد اخرجت آسر من حساباتها نهائياً ..... بل والادهى انها معجبة بشخص معنا بالكلية واظن ان الامر هذه المرة ......


جدي للغاية


................. : شكراً يا آنسة لإعارتك لي دفتر المحاضرات ...... حقا انا شاكر لفعلتك تلك والا لما استطعت تعويض ما فاتني


مريم بإبتسامة خجولة : الشكر لله .... من واجبنا تقديم العون لبعضنا البعض ... لا داعي للشكر ...... آمل ان تستطيع تعويض ما فاتك قبل موعد امتحانات نصف الفصل الدراسي


............. : بعد الحصول على محاضراتك وشرحك لى لبعض النقاط بالمنهج انا متأكد من نجاحي بل و توفقي وبتقدير جيد ايضاً .. رغم انه من الغريب حاجتى اليك وانا بآخر عام لى هنا وانت بأول سنة ... لكن ماذا نفعل فى اختلاف بعض الدروس فى  المناهج و الكورسات الخاصة ببعض المواد التراكمية


مريم بإبتسامة : من الطبيعي ان تختلف المناهج هنا عن هناك .. فقط احرص على الإلمام بكل ما ستحتاجه للنجاح هذه السنة والتخرج ...... حمداً لله انك لم تضطر لإعادة الخمس سنوات بأكملها


.................. بغمزة : لدي توصية من جهات عليا


ابتسمت هى لحديثه هذا ومن ثم رأت صديقتها تدلف نحوها لتلقى السلام وترميها بنظرات عرفت هى معناها


فرح بمرح : مرحباً بالباشمهندس .... كيف حالك ؟


................... : بخير والحمد لله .... كيف حالك آنسة فرح؟


فرح : بأفضل حال الحمد لله هااا ما اخبار الدراسة معك ؟


.................. : حمدا لله انتهيت من معظم ما فاتنى واحاول فى الوقت الراهن تعويض الباقي ........ والآن اعذروني لدى محاضرة يجب علي حضورها .... اراكم لاحقا .... وداعاً


فرح و مريم : وداعاً


ابتسمت فرح وهى ترى صديقتها ما زالت تنظر لأثر صديقهم هذا حتى اختفى اخيرا عن مجال رؤيتها لتعود بنظرها نحو فرح وترى ابتسامتها تلك


مريم : ماذا ؟


لترفع فرح احدى حاجبيها بمرح


فرح : ماذا انت ؟ ستخرج عيناك من مكانهما اثناء مراقبتك لرحيله فلتهدأي قليلا يا فتاة


مريم بخجل حاولت اخفاؤه : انظروا من يتحدث ... ألا تتذكرى اعجابك بجميع معيدي الكلية منذ بدأنا الدراسة ؟


فرح بخبث : دعيكي مني واخبريني .... هل من جديد ؟


تنهدت مريم فى يأس


مريم : لا جديد ...... اظنه لا يعلم بإعجابي به على الاطلاق


فرح : لما لا تخبريه كما فعلت مع آسر ؟


مريم بحزن : مستحيل ..... يكفيني ما حدث لي وقتها وما شعرت به عند رفضه لي لذا مستحيل ان اعيد ما فعلته مرة اخرى


فرح بحزن على صديقتها : اذاً فلتتركي الامور تسير كما هي و دعي كل شيء لوقته


اومأت مريم موافقة على حديث فرح قبل ان تضيف تلك الاخيرة فى مرح


فرح : ولنرى ان كان الخيل يشعر فعلاً بمشاعر صاحبه


مريم بإستغراب : الخيل ؟ صاحبه؟


فرح بمرح وضحك  : نعم .... بجميع الروايات التى اقرأها اراهم يسمون خيولهم بأسم صاحبك هذا .............


الأدهم


......................


يتبع ......................


22. مدينة اعجاب


فارس : اذاً ؟


لم يحصل على رد ليعيد سؤاله مرة اخرى


فارس : اذاً ؟؟؟؟


الادهم : انا لا مانع لدي من البدء بالعمل فوراً و من الغد فقط حاول اقناع ابن عمك بهذا و وقتها يمكننا التفاهم


فارس برجاء : آسر ارجوك كف عن عنادك هذا اسمح له بالعمل وان لم تناسبك طريقة عمله وقتها يمكننا الحديث فى ذلك ولن اعترض على قرارك اياً كان


آسر : انا لا اعارض بدون سبب .... كيف يمكننى الوثوق بأن شخص لم يستطع انهاء دراسته بعد يإمكانه تحمل اعباء العمل ؟


الادهم بغرور : لم انهيها لانى لم ارغب بذلك ووجدت وقتها ان العمل له الاولوية القصوى


آسر بغيظ : انظر اليه يتفاخر بفشله


هب الادهم من مكانه غاضباً وتوجه لخارج المكتب


الادهم : سأذهب لارى الدادة ..... فارس اخبرني ان توصلتم لحل رغم انى اشك بحدوث ذلك


خرج وتركهم ليبادر فارس فى الحديث


فارس بعصبية : انا لا افهم لما كل هذا الرفض انا وانت ندرك تماماً بقدرته على العمل على اكمل وجه اذاً لما الرفض ؟


تنهد آسر بنفاذ صبر قبل ان يجيب


آسر : بداخلى غير مرتاح ... لا اشعر ان هذا هو الصواب


فارس : آسر ارجوك ... منذ متى نُيَسر عملنا بناءاً على ما نشعر به ؟


صمت آسر قليلا قبل ان يومأ قائلاً


آسر بتردد : حسناً حسناً موافق على شرط ..... فترة اختبار لمدة شهر إن اقنعنى بعمله استمر وان لم اقتنع سيغادر فوراً دون نقاش


فارس بفرح : حسناً اتفقنا


آسر : اذاً هيا بنا لتناول الغداء اظن الدادة انتهت من تحضيره


فارس بحذر :  انتظر ... فلنتحدث قليلاً


آسر بإهتمام : ما الامر ألم ننتهى من هذا الموضوع ؟


فارس بحذر : نعم انتهينا لكن ما اريد سؤالك عنه هو امر آخر ......... كيف علاقتك مع مريم ؟


عقد آسر ما بين حاجباه فى تعجب ليجيب


آسر : مريم ؟ لما السؤال ؟


فارس : فقط لاحظت تباعدكم الفترة الاخيرة


تنهد آسر بتعب


آسر : نعم منذ حادثة هذا الابله وهى تتجنبني وانا كذلك


فارس بتردد : اذاً ....... هل تجاوزت الامر ؟


آسر بدهشة : أي امر هذا ؟


فارس : اقصد مشاعرك نحوها هل انتهت ؟


آسر بغضب : هل جننت ؟ بالطبع لا


فارس : اذا كان لا اذاً لما لم تتخذ اي خطوة حتى الان ؟


آسر بتردد : الامر مبكر للغاية ..... هى لم تتعدى التاسعة عشر من عمرها بعد


فارس بجدية : ولهذا يجب عليك اتخاذ الاجراء اللازم


آسر : ماذا تعنى بكلامك هذا ؟


فارس : هى لم تكمل العشرون بعد اى انها فى سن حرجة ... فترة مراهقة ..... فترة غير مستقرة فى التفكير و المشاعر .... استمع الي .. عندما لاحظت اهتمامك المتزايد بها و غيرتك عليها مني تأكدت من انك تحمل مشاعر لها لكن هى عندما اعترفت لك كانت تراودنى بعض الشكوك من كون مشاعرها تلك مجرد اعجاب او تعلق وقد ترجمته هى الى حب نظراً لعدم وعيها الكامل بهذه الفترة فإن كان هذا الامر حدث معى واتت هى تخبرني بذلك لم اكن سأ


آسر بغضب : فى احلامك


تجاهل هو مقاطعة آسر له واكمل


فارس : معاملتى لها كانت مختلفة عنك ... لم اعنفها او اتشاجر معها او حتى عاقبتها لاية فعل لكن على العكس انت فعلت لذا اظن ان مجيئها اليك واعترافها بمشاعرها رغم علاقتكم تلك هو حقيقة ما بداخلها وان حدث و تخلت عن تلك المشاعر ووجهتها نحو شخص آخر فسيكون هذا ا......


آسر مقاطعاً : شخص آخر ؟


فارس بتوتر : آسر استمع الي


هب من مكانه متجهاً للخارج لكن اوقفه فارس سريعاً


فارس : توقف الى اين ؟


آسر : اتركنى ...... تقول شخص آخر ....... هل اعترفت لشخص اخر بمشاعرها تلك .... كيف اتتها الجرأة ؟


فارس : آسر فلتهدأ قليلا ً هى لم تعترف لاحد ... فقط ... فقط تشعر بإنجذاب لاحد زملاءها بالكلية


تزايد غضب آسر وحاول الفكاك من قبضة فارس لكن الاخر جذبه ليجلس


فارس : أظننت انى اخبرتك بهذا لتغضب وتذهب اليها مفسداً ما تبقى من علاقتكم .... آسر اهدأ قليلا وتخلى عن عصبيتك تلك .... كفاك تسرع ... الفتاة صغيرة ليست لديها اية تجارب انت تعلم كم هى بريئة وان لم تكن كذلك لما اتت واعترفت لك بمشاعرها بكل سذاجة ..... اهدأ وفكر جيدا قبل ان تقدم على اى فعل ... ما تحتاجه الان هو الفوز بها وبقلبها مرة اخرى قبل ان يتحول اعجابها ذاك الى حب .... هذا طبعا ان كنت جاداً بأمرها


استمع آسر لحديث ابن عمه وادرك ما كان على وشك فعله لولا تدخله كان سيدمر علاقتهم بشكل نهائي ... ربما هى صغيرة ... هشة ... ساذجة .... طيبة القلب ... لكن ما يميزها هو العند والعصبية ... مثله تماماً وبهاتين الصفتين سيخرب كل شئ بينهما


منذ دقائق و بعد خروجه من المكتب توجه فوراً الى المطبخ حيث تتواجد الدادة التى تشرف بنفسها على الغداء ليقاطع عملها صوته المرح


الادهم : مازلتى فاتنة كما تركتك منذ سنوات سامحه الله عم سامي .. خسر الكثير بوفاته لكن ماذا نقول ... رحمه الله


فزعت الدادة من الصوت والتفتت لتراه يقف امامها بطوله المهيب يتسند بإحدى كتفيه على مدخل المطبخ وعلى وجهه ابتسامة حنونة تقدمت نحوه تحتضنه بشوق


دادة بدموع : ادهم ... مرحبا بك يا بنى سنوات مرت وكبرت فيها كثيرا ماشاء الله .... حفظك الله


بادلها الادهم العناق ليجيب ضاحكاً


الادهم : كم مرة اخبرتك انى ادعى الادهم و ليس ادهم ؟


دادة : لن اناديك سوى ادهم .... اخبرني كيف حالك ؟ متى اتيت ؟ كم ستبقى ؟


الادهم : حسنا انتى فقط المسموح لها بمنادتى كيفما تشاء وبخصوص حالى فأنا بأفضل حال حمداً لله و متى اتيت اتيت منذ اسبوعان لكن لا تخبري احدا فهما يظنون انى اتيت منذ اسبوع فقط اما كم سأبقى فسأبقى للابد


استمرت الدادة بالترحيب بأدهم حتى انهى هو هذا الترحيب بسؤال


الادهم : سمعت بوجود ابنة عم لي تسكن هنا اين هي لم اراها منذ قدومي ؟


ابتسمت الدادة لتجيبه بحنان


دادة : مريم ابنة عمك احمد رحمه الله ..... نعم هى تسكن معنا هنا .... اظنها بغرفتها تستطيع رؤيتها اثناء تناول الغداء


ابتسم الادهم واعتدل بوقفته قبل ان يهتف


الادهم : لا استطيع الانتظار سأذهب لرؤيتها بنفسي


دادة : لكن  يابني لا يجوز


لم يستمع لهتاف الدادة وتوجه مباشرة للاعلى وبالطريق تقابل مع رولا وصافى اللتان رحبتا به ببرود كالمعتاد


طرق على الباب اجفلها لتنهض سريعاً وتضع حجابها قبل ان تسمح للطارق بالدخول


تسمر كلا منهم بمكانه فور رؤيتهم لبعضهم البعض قبل ان يهتفا بصوت واحد


مريم والادهم معاً : انت/ي ؟


دادة : سيد آسر.... فارس بني .... هيا الغداء جاهز


آسر بهدوء : لمَ تنادينى سيد فى حين تنادي كلاً من فارس ومريم دون القاب ...... ناديني آسر فقط


تبادل كلا من فارس والدادة النظرات المندهشة قبل ان تستيقظ الدادة من دهشتها على صوت آسر يسألها


آسر : أين ذهب الادهم ؟ ولما لم تهبط مريم بعد


ابتلعت الدادة ريقها بخوف لتجيب


دادة : لقد صعد الادهم لمريم للتعرف عليها


آسر بصراخ : ماذا ؟ صعد لغرفتها ؟


توقف صراخه عند سماعه لضحكات رقيقة تشاركها ضحكات رجولية تصدر منهما اثناء هبوطهم السلم معاً ليزداد غضبه قبل ان يهتف بهم للاسراع لتناول الغداء


لم تتوقع مريم ان يكون الشخص المعجبة به ما هو سوى ابن عمها الاخر وشقيق فارس ..... ارتبكت كثيراً اثناء تناولها الغداء بسبب شعورها بتحديق ثلاثة ازواج من العيون بها ..... فارس والادهم و .... آسر


اكتملت السهرة بمزيد من التعارف بين مريم و الادهم عرف من خلاله الجميع انهم سبق لهم التعارف بالكلية و مساعدة مريم له


فرح بذهول : ابن عمك


اومأت مريم محاولة عدم لفت انتباه الدكتور لهما فهما وسط محاضرة هذا الدكتور الذي اتى بدلاً عن الدكتور محمد


فرح : اذاً هل اخبرتيه انك معجبه به ؟


مريم بهمس : بالطبع لا ألم اخبرك انى لن افعل ؟


فرح  بخبث : مع ذلك اظن ان فارس لاحظ نظراتك نحوه


مريم بدهشة : وما دخل فارس بالامر ولما سيلاحظ شيئاً كهذا ؟


فرح بتلقائية : لانى اخبرته بشأن اعجابك بشخص ما وزميل لنا بالكلية


مريم بصراخ : ماذاااااا ؟


توقف الدكتور عن الشرح والتفت الطلاب نحوها يطالعون تلك المجنونة التى قامت بالصراخ وسط محاضرة يحضرها المئات لتعتريها حمرة الخجل قبل ان تسمع صوت هذا البغيض


الدكتور بغضب: مريم .... الى الخارج فوراً


بكافتيريا الجامعة


الادهم بمرح : مرحبا كيف حا ...... ما الامر لما تبكين ؟؟؟؟؟؟


مريم بكاء : لقد طردنى...... الدك ..... الدكتور بسبب حديثي مع فرح اثناء الشرح


ضحك بشدة على سبب بكاءها لتطالعه بغيظ


مريم : شكرا جزيلاً لمواساتك لى ... وداعاً


وهبت تقف من مكانها تنوي المغادرة قبل ان يوقفها ممسكاً برسغها


الادهم بجدية : لم اقصد السخرية لكن هذا ليس سبباً لانهيارك اجلسي ارجوكي


جلست ليردف فى هدوء


الادهم : فُصلت من الجامعة مرتان وحُرمت من حضور  محاضرات اربع مواد طوال سنتان


مريم بدهشة : ماذااااا؟


الادهم بضحك : ارأيتى انتى مبتدئة ومع ذلك تبكين وكأنها نهاية العالم اذاً ماذا افعل انا ..... اقدم على الانتحار ؟


مريم بدهشة : كيف امكنك فعل ذلك ولماذا تم فصلك ؟


الادهم : قصة طويلة سأرويها لك فيما بعد والان اخبريني هل لديك محاضرات اخرى اليوم


اجابت بالنفي ليسحبها بسرعة من يديها متجهاً نحو سيارته اجلسها بالمقعد الامامى واتجه هو ليحتل مكانه امام عجلة القيادة


مريم بدهشة : الى اين ؟


الادهم بمرح : سأختطفك


ابتسمت هى بخجل قبل ان يتحرك بالسيارة سريعاً


قادها لفترة لا تعلم الي اين يأخذها حتى توقفت السيارة امام اخر مكان توقعته


مريم بذهول : مدينة الالعاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الادهم بغمزة : هيا دعينا نستمتع قليلاً


وقد كان ....... امضيا اربع ساعات كاملة فى التنقل بين لعبة و اخرى حتى انهكا من كثرة اللعب وقررا الذهاب لتناول الغداء بمطعم قريب


فى الشركة


انتهى آسر من عمله مبكراً واستعد للرحيل لكن قاطع استعداده هذا دخول فارس بعدة اوراق فى يده


آسر : فيما بعد ليس الان


طالعه فارس بدهشة


فارس : الامر هام


آسر : ليس اهم من ما ذاهب لاجله


فارس : و هو ؟


آسر بإبتسامة : سأصطحب مريم من الكلية


فارس بضحك : وااااو هناك تقدم


آسر بقلق : ارجو ذلك .... اخبرنى اتعلم اى الورود تفضل هى ؟


فارس : لا اعلم


آسر بتردد : اذاً سأختبر حظى هذه المرة وداعاً


فارس بضحك :  وداعاً يا روميو


فى السيارة اخرج هاتفه لمحادثتها اتصل مرة لم تجيبه ليعاود الاتصال مرة اخرى


وفى الجهة الاخرى نراهم فى انتظار الطعام قبل ان تستأذن منه للذهاب للحمام


الادهم بإبتسامة : هل من خطب ما ؟


مريم بخجل : لا فقط احتاج الذهاب للحمام لاخذ دوائي


الادهم : دواء ؟ انتي مريضة ؟


مريم بإبتسامة: السكري


الادهم بجدية : اذاً تحتاجين لحقنة اذاً اذهبي لا بأس


ذهبت فوراً الى الحمام تاركة هاتفها على الطاولة انتبه له الادهم يرن مرة فقرأ اسم المتصل ليجده آسر ..... تجاهله لكنه عاود الرنين مرة اخرى وقتها كانت هي قد عادت


مريم بهمس : آسر ؟؟ غريب ؟


اجابت لتسمع صوته الهادئ على غير العادة


مريم : آسر مرحبا


آسر : مرحبا كيف حالك ؟


مريم : بخير ...... ما الامر؟


آسر : هل انتهيتى ام مازالت لديك محاضرات لليوم


مريم بتعجب : لقد انتهيت منذ فترة وغادرت الكلية


توقف آسر فوراً عن القيادة وسألها


آسر بإحباط : اذاً انتى بالمنزل ؟


مريم وهى تناظر الادهم


مريم : لا مازلت بالخارج


آسر بتساؤل : بمنزل فرح سآتى فوراً لاخذك


مريم : لا لست معها .... لقد ذهبت لتناول الغداء بالخارج


آسر : ولما تتناولينه وحدك ..... فلتأتى للمنزل بدلاً من هذا


مريم بحذر : لست وحدي


آسر بغيظ : مع من ؟


مريم ببرود : لا شأن لك


آسر بغضب : مريم اخبريني فوراً من معك ؟


جاءه صوت رجولى يجيبه


الادهم : معى انا


لم تشعر الا والادهم يسحب الهاتف من يدها ليجيب بدلا منها ... تكاد تقسم ان آسر الان يكاد يشتعل غيظا من فعلتها تلك لكن هى لم تخطيء فليمت غيظاً


الادهم : ااااه اخشي انى مضطر للاغلاق الان فلقد وصل الطعام ... وداعاً يا ابن العم


قال الادهم جملته الخيرة بسخرية انتبه لها آسر ثم اغلق الخط وبعده اغلق الهاتف نهائياً ووضعه بجيب سترته لتناظره هى فى تساؤل اجابه


الادهم : جئنا لنستمتع لذا لا هواتف


ثم اتبع قوله بإغلاق هاتفه هو الاخر وشرعا كلاهما فى تناول الطعام


فى حين على الجهة الاخرى اخذ يضرب عجلة القيادة بغضب وهو يهتف بغيظ


آسر : الادهم ....... الادهم ............ تتحداني ... اذاً سنرى من سيفوز بالتحدي


الادهم : اذاً هل انتى مرتبطة ؟


تفاجأت من سؤاله هذا و غصت بالطعام حتى قدم لها كوب من الماء لتهدء قليلا و تجيب بالنفي لتزيد ابتسامته ويردف


الادهم : هذا غريب فأنتى جذابة وفاتنة اراهن ان الكثير رغبوا ان ينالو الرضا وتدخلين بعلاقة معهم


ابتسمت بخجل شديد قبل ان تردف


مريم : شكراً لك لكني لست مرتبطة ... كما ان الامور هنا تختلف عن اميريكا فهنا ليس مسموح بأية علاقة سوى الخطوبة او الزواج وكلاهما ما زلت صغيرة على تجربته ... لكن اراهن ان لديك الكثير من المعجبات


الادهم بمرح : ولما هذا ؟


مريم بخجل : اقصد ان شاب بوسامتك ورجولتك وحسك الفكاهى سيكون لديه الكثير والكثير من المعجبات


الادهم : أتظنين هذا ؟


مريم : بالطبع


الادهم بخبث : ان كان هذا رأيك بي اذاً هل يمكنني اعتبارك احدي تلك المعجبات ؟...


الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات