
رواية أحفاد الجارحي
الفصل السابع والعشرون 27
والثامن والعشرون 28 الجزء الرابع
بقلم ايه محمد
بعنوان…….عاصفة_كبرياء!…..
أبعده عن أحضانه بنظرة تفحص يسودها القلق مما فعله فقال بثبات _فى أيه يا “عدي”؟ …
رفع عيناه المذهبة ببسمة تكمنها الفخر_عرفت معدن “ياسين الجارحي” ..
إبتسم “ياسين” قائلاٍ بسخرية بعدما أستقام بوقفته_يعني مفيش تحديات بينا تاني؟ ..
أجابه بعد تفكير _مش عارف بصراحة …
أزدادت بسمة “ياسين” فقال “عدي” بجدية_أنت أعظم أب فى الدنيا كلها ..
رفع يديه على كتفيه بحنان _أعظم أب عشان عندي ولد زيك يا “عدي” …
ثم قال ببسمة هادئة تسودها الراحة_دلوقتي أنا أتطمنت على العيلة أكتر من الأول …
وتركه وتوجه لمكتبه بفرحة ترفرف بعيناه التى تشبه النبع الصافي المنبث بالذهب الخالص ، ترقبه “عدي” بأهتمام ثم أكمل طريقه للأعلى بحزن على عدم فهمه “لياسين” من قبل ..خطى الدرج ليجدها تقف والبسمة تزين وجهها رغم الدمعات التى تسكن عيناها وهى تراقب مع يحدث أمامها ، أقتربت منه لتحيط وجهه بين يدها ببكاء_أخيراً يا “عدي” ..
أحتضنها “عدي” بندم قائلاٍ بحزن_متزعليش مني أنا أ…
قاطعته “آية” قائلة بفرحة _متعتذرش يا حبيبي الحمد لله أن المسافات اللي كانت بينك وبين “ياسين” أتقطعت دي فرحة عمري بجد …
قبل رأسها ويدها بوقار فمررت يدها على خصلات شعره البني ببسمة هادئة ثم توجهت للهبوط فأوقفها بأستغراب وخاصة حينما رأى بيدها ملف غريب باللون الأسود_حضرتك خارجة ؟ ..
أجابته وهى تتفحص الطريق ببسمتها الرقيقة _لا هقطع المسافات أنا كمان .
وكانت تتحدث وهى تشير بيدها على غرفة مكتب “ياسين الجارحي” فأشار إليها عدي بيديه لترفع فستانها بيديها وتنحنى بقدماها قليلاٍ كأنها ملكة التى تقبل تحيته ليبتسموا معاً والفرحة تسكن بالقلوب قبل الوجه ،هبطت متوجهة للأسفل وهى تتصنع الحزن والجدية بينما صعد “عدي” لغرفته …
**************
وضع قالب الكعك على الطاولة قائلاٍ ببسمة هادئة _عرفت أن النهاردة عيد ميلادك ….تسمحيلي أحتفل معاكِ …
ثم أغلق الضوء ليشعل الشمعات قائلاٍ بصوته الهادئ الذي يحمل دفات العشق بين طياته_ Happy birthday Nona…
وأطفئ الشموع ثم قسم الكيك بالسكين ليضع قطعتان بالأطباق ، شعل الضوء وأقترب ليجلس جوارها قائلاٍ ببسمة هادئة _ جبت التورته بالكريمة زي ما بتحبيها …
ثم أخرج علبة حمراء من جيبه ليقربها منها ،فتحها ليظهر السلاسل الفضي الذي يحمل حروف أسمها بلمعة جميلة …..خرج صوته ببسمة بسيطة_أتمنى هديتي تعجبك …
ووضعها حول عنقها برفق ليجذب يديه سريعاً بصدمة حينما رأها تفتح عيناها ببطء لتستقر نظراتها عليه ، تخشبت قدماه محله فأصبح غير قادر على الحركة ، نقلت عيناها على السلسال الذي يحيط برقبتها ببسمة رقيقة جعلته حائر أن كان ما به حقيقة أم هو مجرد خيال ذائف! …
جلس مجدداً جوارها فأغلق عيناه بقوة ثم فتحها على مهلاٍ زيادة تأكد فصرخ بعدم تصديق_مش بحلم لا ..
إبتسمت بخجل وهى تشيح بعيناها عنه فقال بفرحة_أنا مش مصدق نفسي ….
ورفع يديه يحاوط وجهها بيديه بسعادة_كل اللي حواليا كانوا مخليني فاقد الأمل أنك ترجعي …
تأملها بفرحة وعيناه تشع سعادة ،ترقب عيناها …تعبيرات وجهها بتركيز ، أفاق من رحلة عيناه المثيرة لأستكشاف أدق ملامحها فأبعد يديه سريعاً عنها قائلاٍ ببسمة صغيرة _أعذريني أتحمست ونسيت نفسي ..
ثم قال بصدراً رحب_بس قريب هتكوني ملكي أوعدك أني هطلب أيدك من “مازن” بأقرب وقت ..
ثم أسرع للجاتو وقربه منها بحماس_تقدري تأكلي؟ ..
تطلعت له بثبات فغرس الملعقة بقطعة صغيرة ليقربها من فمها فتناولت ما بيديه بخفة ليتابعها بهيام قائلاٍ بهمس يسوده الأرتباك_أكيد بحلم …
*************
بمكتب القصر …
كان يتابع بعضاً من أعماله على جهاز الحاسوب الخاص به فأذا بها تدلف للداخل بنظراتها الغامضة ،تطلع لها “ياسين” بذهول _ “آية”!! …
رمقته بنظرة مطولة ثم أقتربت لتجلس أمامه ببرود جعله بدهشة من أمرها ،رفعت يدها لتضع أمامه ملف داكن اللون يحوى عدداً من الأوراق ،
فتحه ليقرأ محتوياته بأستغراب_أيه دا؟ ..
أجابته بحدة وعيناها تتركز عليه_زي ما حضرتك شايف …غرامة مالية بمليون جنية لو خلفت بند من البنود دي ..
تطلع لها بهدوء وهو يكبت بسماته بصعوبة فوضعه على الطاولة ليعقد يديه ببعضهما بثقة _وأيه اللي هيجبرني أنفذ البنود ؟ ..
رفعت قدماها فوق الأخرى بثقة تضاهيه_حضرتك عايز تصالحني يبقي أكيد هتمضي على كل أوراق الملف دا وساعتها أفكر ..
فشل بكبت بسمته الفتاكة_أفكر …أمممم …طيب والبنود دي أيه بقى؟ ..
صفعت المكتب بيديها كأنها تخرج ما كبت لأعوام من الصمت_أول بند أن اللي حصل دا ميتكررش تاني أبداً ..تاني بند أنك تكون ليا كتاب مفتوح والتالت أنك ما ت…
قطعها بسخرية وهو يحرك الملف أمام عيناها _ودا اللي هيمنعني من كل دا! ..
أجابته ببسمة ثقة _الغرامة هى اللي هتمنعك ..
تعالت ضحكاته بعدم تصديق ليهدأ بصعوبة قائلاٍ بثبات وهو يلتقط أحد الأقلام_رصيدي كافي أني أغلط مليون مرة ..
أنكمشت ملامحها بضيق فجذبت الملف قبل أن يوقعه لتغير المبلغ لعشرون مليون جنيهاً ثم وضعته أمامه بثقة فأبتسم وأزال ما كتبته ليعدله لمليار جنيهاً ثم وقع الملف بهدوء ليضعه أمامها ببسمته المعهودة بالثقة والكبرياء ، أحتل الغضب ملامح وجهها لتلقي بالملف أرضاً مربعة ذراعيها أمام صدرها بغضب _مفيش فايدة هفضل أعاني معاك كدا لحد ما أموت وأخلص ..
نهض عن مقعده ليجذبها إليه بغضب _متكرريش الكلمة دي تاني …
رفعت عيناها لتجده قريب منها للغاية ،خفق قلبها سريعاً فشعرت بأنها ستفقد السيطرة على قلبها اللعين لتخسر معركتها كالمعتاد ولكن ليس تلك المرة ،تراجعت للخلف خطوة وعيناها تتحاشي النظر إليه فأبتسم بتسلية ، وضع يديه بجيب سرواله وعيناه تتفحصها بعشق جعل قلبها يخفق بجنون ، سرقت النظر لعيناه ذات اللون البني الساحر…..رموشه الكثيفة التى تلامس حاجبيه عن تعمد ……بسمته الصغير التى تزيد وسامته بشكل مهلك للغاية …نظراته التى تتفحصها بجنون …
أنحنى ليجذب الملف الموضوع أرضاً ببسمة سخرية _معقول ملف موقع من “ياسين الجارحي” مكانه بالأرض كدا ! …
رمقته بنظرة غاضبة فأقترب منها ببسمة مرح لا تزوره الا أمام معشوقته _على حد علمي دا عهود مهمة ولازم تحتفظي بيها يمكن لما أرجع بكلامي لو حبيت أخبي حاجة عنك ..
جذبته من بجنون لتمزقه وتلقي به أرضاً تحت أقدمه ثم جلست على الأريكة بيأس _مفيش فايدة فيك يا “ياسين” هتفضل زي مأنت …
أقترب منها ليقف أمامها ، كادت بالتباعد مجدداً ولكنه فجأها بحركة سريعة جعلها كالمقيدة بين ذراعيه ،أستند بجبينه على جبينها هامساً بعينان مغلقتان تستمدان لهفة الشوق بجنون _وحشتيني …
كبتت بسمتها بصعوبة لتقول بضيق مصطنع_بس أنت لا ..
ضيق عيناه بشك_متأكدة؟ ..
أجابته بسخرية _هى الأشباح بتوحش البني أدمين!! ..
تعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق ،تأملته بعشق وضحكاته تتعالي دون توقف ، قال بصعوبة بالحديث _عندك حق ….
وضعت عيناها أرضاً بحزن فحاوط وجهها بيديه بلمسة رقيقة نقلت لها عشقٍ هزم أجيال_صدقيني مش هتكرر تاني …
تطلعت له بشك فقال بأستسلام_أسف ..
أكتفت بنظرة مبسطة له ثم أختبأت بأحضانه بأشتياق فشدد على أحتضانها بشوق طاف بهم لعالم خصص لهم ……”لياسين الجارحي” ومن ملكت أسوار قلبه!…..
**************
أسدل الليل الكحيل عباءته السوداء ليملأ العالم بظلامه الدامس …..
كانت عرضة لنظرات الجميع ،لم يشفق عليها أحد حتى وهي فى تلك الظروف القاسية ،بكائها على فراق أعز ما تملك لم يكن الشفيع لها أمام أحداً ….وضعت يدها فى محاولات فاشلة لحجب النظرات عن بطنها المنتفخة ولكنها فشلت فشل ذريع ، تنقلت الكلمات بين النساء لتقتلها بنظراتها القاتلة والتهم البشعة فصارت كلا منهن تهمس للأخرى وعيناهم متسلطة عليها ….
أنقضت ساعات العزاء كأنها أعوام مطولة ليصبح المكان خالي بها ،جلست “سارة”ً تبكي بصوتٍ مبحوح من شدة البكاء ،أنكمشت على ذاتها قائلة ببكاءٍ حارق_أنا أسفة يا ماماااا أنا أسفة يا حبيبتي ….
بكت بصوتٍ يمزق الأبدان إلي أن قررت أنهاء حياتها بذاتها ، حماسها تذكرها لنظرات النساء لها بأستقزاز فجذبت عدد من الحبوب الموجودة بعلبة من الدواء لترتشفها ببعض المياه ثم ألقت بذاتها أرضاً تبكي بقهر وأنكسار لتحتضن جنينها قائلة بصوتٍ مذبوح_أنا أسفة ….
وتركت العنان لدموعها بأنتظار موتها المحتوم لفعل ما تناولته! ….
***************
بغرفة “نور” …
قالت ببسمة تشع شر _الملف دا في أهم الصفقات اللي عمالوها …
“نسرين” بفخر_عشان تعرفي بس أني كفاءة …
“رحمة” بقلق_ما بلاش يا نور أحنا مش ناقصين بلاوي المرة اللي فاتت ربنا ستر ومتكشفناش …
“أسيل” بضيق _هتفضلي طول عمرك جبانه يا رحمة …
“رانيا” بتفكير_ أحنا نحرق الملف ونخلص…
“نسرين” بفرحة_فكرة برضو ..
“نور” بتفكير _لاا أحنا نحتفظ بيه بمكان أمين وأهو اللي منحتجهوش النهاردة نحتاجه بكرا ولا أيه يا شوشو ..
“شروق” بألم_أعملوا اللي تحبوه أنا هروح أريح شوية تعبانه أوي ..
“مليكة” بأهتمام_مالك يا شروق؟ .
أجابتها ببسمة هادئة_متقلقيش يا روحي حاجة بسيطة أنا بكرا بأذن الله هروح للدكتورة أطمن ومعايا “أسيل” عشان نشوف موضوع الحقن دا..
“أسيل” بقلق_أدعويلي يا بنات ..
رفعت “رحمة” يديها على كتفيها ببسمتها الرقيقة_ربنا هيرضيكي بأذن الله يا روحي …
أشارت لها بأمل يسرى بعيناها ، غادرت “شروق” لغرفتها لتستريح قليلاٍ فقالت نسرين بضيق _يعني هنخبيه فيين ؟ ..
“رانيا” _نور تحطه فى الخزنة بتاعتها وخلاص ..
لوت فمها بسخط_خزنة أيه يا غباااء مش بقولكم أغبية فييينك يا موجة أنتِ اللي بتفهميني معرفش رجعت بيتها ليه فى أكتر وقت محتاجها فيه …
مليكة ببسمة خبث_كلك نظر عيد ميلادها بقا وعايزة شوية خصوصية ..
تعالت ضحكاتهم لتصفق نور بيدها _ لقيتهااا ..
تطلعوا لها بأهتمام فأشارت لهم بأن يتابعوها فهبط للباب السفلي للقصر …
*************
فتح”عدي” عيناه بصعوبة فجذب قميصه ليرتديه بأهمال ،هبط للأسفل سريعاً ليجد “ياسين” يتجه للأسفل هو الأخر ..
قال بنوم وعيناه تنفتح بصعوبة_أيه الدوشة دي؟ ..
أجابه “عدي” بحدة_حضرتك بتسألني أنا ولا هتجاوبني ؟!..
كبت ضحكاته بصعوبة ليقول بثبات مصطنع_طيب أوكي تعال ننزل نشوف فى أيه ؟ ..
لم ينتظر رد فعل لسؤاله الأحمق فهبط للأسفل على الفور ….
بالأسفل …
تسللت معهن للطابق الأرضي أسفل القصر فهمست “مليكة” بخوف_الله يخربيتك يا “نور” على بيت أفكارك يعني القصر كله مفيش فيه مكان أمان نخبي فيه الملف غير المكان المخيف دا ؟؟؟…
أجابتها بغرور_لانه مش هيخطر على بالهم يا ذكاء الملف دا لو وصلهم هنروح فى داهية ..
“داليا” برعب _البت دي ناوية تموتنا بسكتة قلبية .
نسرين بصوت مرتجف_حد سمع الصوت دا؟؟
“أسيل” برعب_صوت أيه؟؟؟..
“رانيا” بصوت مرتجف_أغلب أفلام الرعب بتكون فى قبر تحت قصر أو فيلا وبيكون مسكون وبينتهي بموت الأبطال …
“رحمة” بخوف وهى تبحث عن باب الخروج_لا أنا خايفه …خرجوني من هنااا …
“نور” بسخرية_رعب ايه وافلام أيه بلاش هبل منك لها ! أنا كنت أ…
بترت كلماتها حينما انطفئ الضوء وعلى صوتٍ غريب المكان لتسرع بالصراخ_شبح ….القصر مسكوووووون شبح ….
ركضت الفتيات باكملهم للبحث عن الباب الذي دلفوا منه منذ قليل ولكن يصعب ذلك فالمكان واسع للغاية والظلام يطوف بهما ،أقترب الصوت منهما أكثر فأكثر ومعه تزداد الصراخ والعويل ….
أنفتح الضوء على مصرعيه وساد الهدوء الغرفة ففتحت الفتيات أعيناهم ببطء فى أستعداد لرؤية دمية مسكونة أو شبح يترقص أمام أعينهم ولكن كان هناك الأصعب من ذلك عين الوحش الثائر الهائمة بالغضب ولجواره ياسين وعمر وأحمد يتأملون ما يحدث بصدمة وذهول …
أسرعت إليه “أسيل” برعب _شبح يا “أحمد” ..
كيت ضحكاته بوجهه الجدي_يا راجل فين؟ ..
أشارت بعدة أتجاهات مختلفة ،أختبأت “مليكة” بأحضان “ياسين” قائلة بصعوبة بالحديث _القصر مسكون أنا سمعتهم بنفسي …
“جاسم” بسخرية _وأنا بقول كل يوم بقوم وشي كله روج ليه أتاري العفريتة بتقبلني وأنا نايم …
سلط عدي نظراته عليه ليبتلع كلماته ويقف بصمت ، هرولت “نور” إليه لتقدم له الملف بيد مرتعشة _خد مش عايزة حاجة انا عايزة أعيش …
جذب “عدي” الملف بصدمة بينما راقبها “عمر” بذهول وهى تهرول للاعلى بصراخ وكلمات غير مفهومة ….
أنطفئ الضوء مجدداً وعلى الصوت المكان فتطلع جاسم لأحمد ومن ثم لياسين ومعتز ليهمس برعب _عيب نخاف أحنا رجالة …
“جاسم” بصوتٍ خافت وهو يشدد على أحتضان “داليا” التى تناست كل ما حدث وتشبثت به به _المكان دا مقفول من أمته ؟ …
“رائد” بلهجة مرتعبة وهى يتراجع بزوجته للخلف _القصر من أيام أجداد “عتمان الجارحي” فتخيل أي حاجة
“أحمد “برعب _أنا بقول نخرج من هنا وحالا ..
كان “عدي” يقف بالمقدمة ثابت كالجبال وبالخلف يطوفونه برجفة تسري الاعين! …
تتابع الصوت بثبات فحاول “ياسين” جذبه قائلاٍ بسخرية _دول مش بشر هتهزمهم بقوتك دول أشباح ! ..
تطلع ليديه الممدودة على معصمه بغضب فجذبها “ياسين” سريعاً ليمضي بطريقه ،وقف أمام خزانة سوداء تغلفها الأتربة من الجوانب ، رفع يديه ليفتحها فتعالت الأصوات من الخلف بالا يفعلها فمنهم من خمن بوجود شبح بداخلها ومنهم من قال بأن بالداخل صندوق به سحر أسود او دمية قاتلة مثل أفلام الرعب ولكن أسوء توقعتهم ما حدث !! ..
تفاجئ بأنفتاح الخزانة فتطلع ليجد “عدي” أمام عيناه بنظرات توشك على قتله حياً جذبه خارج الخزانة ليظهر للجميع وهو يحمل بين يديه مسجل صوت به تسجيل لشبح مخيف فكان يصدر الاصوات من داخل الخزانة …
رفع حازم يديه ببسمة مصطنعه وقلبٍ يرتجف_مساء الخير يا شباب أتمنى تكونوا أستمتعوا معنا …
تطلعوا لبعضهم البعض ثم هجموا عليه باللكمات القاتلة وشاركتهن الفتيات بغضب …
************
على التراس الخارجي للقصر …
كانت تستند برأسها على كتفيه ببسمة يتشاركونها سوياً وعيناهم تتأمل محفور الذكريات بيدها ….
كانت “يارا” تحمل ألبوم من الصور التى جمعتهم منذ خطبتها حتى اليوم لتبتسم تارة وتنغمس بأحضانه تارات أخرى ، قالت ببسمة يشوبها الدلال _فاكر يا “عز” لما كنت بتعاملني وحش وكنت بتجبرني أقولك يا أبيه …
إبتسم بتذكر قائلاٍ بتذمر مصطنع_كنت مغفل أوي ..
تعالت ضحكاتها مشيرة له بتأكيد فتطلع لها بغصب _ومالك فرحانه أوي كدليه؟! ..
أجابته بعدما تركت مكانها _مكنت متصالح مع نفسك من شوية سبت دا كله وعلقت على ضحكتي ؟!…وبعدين أنت مكنتش مغفل بس كنت رخم موووت وحاجة أخر أ…
بترت باقي كلماتها حينما وضع الصور جانباً ونهض ليقترب منها ، أشار لها بسخرية وخطاه تلاحقها _وأيه؟ ..كملي ..
أشارت له بتحذير _كبرنا على فكرة الجري وكدا فأعقل يا “عز” ..
ضيق عيناه بغضب _مين اللي كبر !! ..أنتِ مبتشفيش ؟ ..أنا لسه شباب يا حبيبتي لو شايفة نفسك كدا أوكي ..
أقتربت منه بغضب فأبتسم برضا حينما أسترد جزء من حقه _مين اللي كبرت !…
تطلع لها ببسمة مكر_أنتِ ..
تملكها الغضب فتمسكت بقميصه بعصبية _أنت شايفني كدا يعني؟ ..
تاه بعيناها لدقائق فجذبها برفق لتقف أمامه ، حرر حجابها بخفة ليبعثر الهواء خصلات شعرها البني بحرية ، دفن رأسه بخصلاته الطويلة ليتسلل رائخة عبيرها إليه ، أغلقت عيناها ببسمة هادئة فرفع يديه للسماء قائلاٍ بهمس_أنا شايفك كدا …
رفعت عيناها لما يشير إليه لتجد القمر من أمامها ، لفت ذراعيها على كتفيه قائلة بأستسلام _وأنت لسه زي مأنت على فكرة بتقدر تغلبني بكلامك وأسلوبك ..
تعالت ضحكاته مشيراً لها بمرح فأبتسمت بخفة على طريقته المضحكة وتتابعته للداخل على أستحياء ..
**************
بقصر “الجارحي” …
تمدد على الفراش بملل ، تململ يميناً ويساراً بضيق فنهض والغضب يعترى ملامح وجهه ، جذب قميصه الملقي على الأريكة ثم خرج من غرفته متوجهاً لغرفتها ، صفق الباب بصوتٍ أفزعها فنهضت من نومها برعب حينما رأته يدنو منها حتى أصبح مقابل عيناها ، إبتلعت ريقها بقلق _”جاسم”! ..بتعمل أيه هنا ؟ ..
تمسك بهدوئه بصعوبة _أرجعي معايا لأوضتنا …
تمددت على فراشها بعدم مبالة به _قولتلك مش هرجع ….
حملها بين ذراعيه بسخرية_هنشوف مين هيمشي كلامه على التاني يا “داليا” ..
لكمته بغضب _نزلني ..
إبتسم وهو يتطلع ليدها التى تلكمه بصدره فتطلعت له بأستغراب من سر بسمته الغامضة فقال بلهجة ساخرة _لا وجعتيني بجد ..
وخرج من الغرفة بثبات غير عابئ بصراخها المتواصل ليضعها على فراشه ومن ثم أغلق الضوء وتمدد جوارها ليجذبها بين ذراعيه ببرود ، تطلعت له بصدمة فحاولت تحرير ذاتها من بين أحضانه ولكنها لم تستطيع فصاحت بغضب _أنت أيه معندكش دم …سبني بقولك …
أستند على جذعه ليكون مقابل لها قائلاٍ بلهجة بثت لها رعباً قابض_مشاكلنا متخرجش من الأوضة دي يا “داليا ” ودا ميمنعش أنك تزعلي وتعملي اللي تحبيه لكن متفكريش تخرجي بره الباب دا ولا بره حضني ….فاهماني ….
قالها بحدة فأشارت له كالبلهاء فتمدد وجذبها لأحضانه ليداثرها بالغطاء وهى تحاول أبعاده بلطف بعدما أستمعت للهجته ، ظل كما هو عيناه مغلقة قائلاٍ بهمس والنوم يستحوذ عليه شيئاً فشيء_نامي يا “داليا” أفضلك من اللي بفكر فيه ..
رمقته بنظرة محتقنه_أنت قليل الأدب على فكرة ..
إبتسم على كلماتها المعتادة قائلاٍ ببرود_أوكي …
إبتسمت رغماً عنها وأنصاعت للنوم بأحضانه كالمعتاد إليهم ، أغلقت عيناهت بأستسلام فقال بصوتٍ منخفض _”داليا” …
فتحت عيناها قائلة بتذمر مصطنع_أممم …
أجابها بتفحص _لسه زعلانه مني ؟ .
تطلعت له بغضب _على أساس أني كنت أتصفيت يعني ..
تأمل عيناها ببسمة مكر_مأنتِ فى حضني أهو عايزة أيه تاني ؟! ..
رمقته بغضب _بالغصب يا حبيبي ….تفرق ..
تعالت ضحكاته وهو يتأمل تعبيرات وجهها فقربها إليه قائلاٍ بخبث_بسيطة أصالحك من أول وجديد ..
******************
بغرفة “أحمد” …
بحثت عنه جوارها فلم تجده لتنهض مفزوعة من نومها ، جذبت مأزرها لترتديه على قميصها القطني القصير لتبحث عنه بالحمام الملحق بالغرفة فلم تجده ، رفعت “أسيل” هاتفها بقلق ليأتيها صوت “أحمد” على الفور قائلاٍ بهدوء _أيوا يا حبيبتي .
=أنت فين يا “أحمد” ؟ ..
أجابها بأرتباك _على الطريق مامت صديق ليا توفت النهاردة وأنا لسه عارف من شوية هروح أعزيه …
تطلعت للساعة الموضوعه جوارها بأستغراب _فى الوقت دا! .
قال بهدوء_معلش يا روحي مهو ملوش حد غيري لازم أكون جانبه ..
أجابته بحزن _ربنا يرحمها ويصبره ..
=يارب يا حبيبتي …متقلقيش مش هتأخر عليكِ …
_خلي بالك من نفسك ..
=حاضر ..مع السلامة …
وأغلق “أحمد” الهاتف ليكمل قيادة سيارته متوجهاً لمنزل “سارة” سريعاً فكأن الله أراد أن يمنحها الحياة فبعثه بهذا الوقت المتأخر من الليل لينقذها! ..
وبالفعل وصل “أحمد” لمنزلها ، طرق الباب ولكن لم يجد رداً ، رفع ساعة يديه ليرى أن الوقت متأخر للغاية فظن بأنها خالدة للنوم فهو لم يكن يعلم بوفاتها الا منذ قليل حينما تحدث إليه صديقه “طارق” وترجاه أن يكون جوار شقيقته فهي وحدة لا أقارب لها سوى والدتها المتوفه …..كاد بالرحيل بعدما يأس من أجابتها ولكنه أستمع لصوتٍ خافت يخرج بصعوبة ، أنصت أحمد جيداً ليجد صوت يحفوه الرجاء بأنقاذها ، حطم الباب سريعاً وولج للداخل يبحث عنها ليجدها تفترش الأرض ..متكورة تحتضن بطنها بألم ، أنحنى ليكون على مستواها فوجد جوارها علبة من الدواء الفارغة ، تأملها بصدمة ليصيح بغضب _ ليييه يا “سارة” لييه؟ ..
فهمست بضعف ودموع لأنقاذها_أنقذ بنتي يا “أحمد” أرجوك …
حملها وأسرع لسيارته ليخرج هاتفه على عجل ليقص ما حدث بأحترام يليق بمن يتحدث معه ….وصل للمشفي بعد عدة دقائق ليحملها للداخل مجدداً فألتقتطها منه الممرضة بسرير متحرك لغرفة العمليات فتبقي بالخارج بخوف وأرتباك …
******************
تخفى الليل خلف الستار وطلت الشمس بأشعتها المذهبة لتعلن عن يوماً محتوم ! …
بغرفة “ياسين” …
نهض عن فراشه بقلق فجذب ساعة يديه الموضوعه على الكوماد ، أسرع لخزانته ليخرج ملابسه أستعداداً للذهاب للمقر ، وقف أمام المرآة ليصفف شعره الغزير بنظرات لا تخلوها الثقة ، تأمل المرآة بذهول حينما وجد طيفها يأتي من خلف الستار …
أستدار يتأملها بنظرات ذهول قائلاٍ بهدوء_”مليكة” ..
رفعت الستار لتكون فى مقابله ليلمح نظرات الخوف بعيناها ، ما أن رأته حتى تخبأت خلفه مجدداً فأزاحه بأستغراب_واقفة عندك كدليه ؟ ..
أشارت له على الكوماد بصمت فنقل نظراته بأستغراب مما يحدث لها ليجد حاسوبه محطم وموضوع على الكوماد الذي تشير له ، أستدار بوجهه مجدداً ليجدها جذبت الستار وتخبأت خلفه مجدداً بخوف ، كبت بسمته بخرافية ليشيح الستار عنها فقالت بخوف _وقع غصب عني والله ……
جذبها برفق لتقف أمامه قائلاٍ بهدوء_طب وخايفة ليه مدام دي الحقيقة؟ ..
زمت فمها بسخط _مأنا قولت بقى عشان العدواة اللي بينا بالمكتب عقلك هيفكر حاجة تانية مثلا ..
إبتسم مشيراً لها بعدم تصديق _مفيش فايدة فيكِ هتفضلي زي مأنتِ …
رفعت يدها بغضب _على فكرة نفسي اللي مش عجباك دي بفتخر بيها أكتر من مرة..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث _والسبب؟ ..
أجابته بغرور _الأول أني زوجة” ياسين يحيي الجارحي” والتاني ودا الاهم أني بنت “ياسين الجارحي”….يعني خاف مني ..
جذب حقيبته وهو يتأمل ساعة يديه ليغمز لها بعشق وهو يتوجه للخروج _أوعدك أفكر ..
وغادر على الفور فأبتسمت وهى تلمح طيفه يغادر الغرفة ….
****************
بالمشفى ….
كشفت الطبيبة على “شروق” فوجدت بأن حالتها تستدعى للولادة فى الحال فدخلت للجراحة على الفور ، بلغت “أسيل” الجميع عن طريق هاتفها وتوجهت للأسفل لأحضار بعض الأدوية المطلوبة كما أخبرتها الطبيبة ، فتشت عن الطريق لأقرب عيادة حتى جلبت الدواء وتوجهت به لقسم النساء والتوليد ….صعدت الطابق الأول وكادت بأن تستكمل الدرج فتوقفت حينما لمحت طيف زوجها بأخر المبني فقالت بأستغراب _”أحمد” هو أتلغبط بالدور ولا أيه ؟ ..
توجهت إليه بغضب وخاصة بعد أن قضى ليله خارج القصر ، لحقته ليزداد أندهشها حينما ولج لداخل أحد الغرف ، لحقت به لتجد بابها مفتوح بعض الشيء لتجده يجلس على الفراش ولجواره تجلس فتاة تبدو لها بالشهر الأخير من الحمل …
تسلل الأستغراب لملامحها وهى تراه يقدم لها الدواء ويعاونها على أرتشافه ، نبض قلبها بالخوف وعينها تراقب كل حركة يفتعلها بتركيز ورعب وغيرة وصدمة لا تعلم ماذا يحدث معها ولكنها تصبر ذاتها بأن هناك شيئاً خاطئ ولكن لما كذب عليها وأخبرها بأنه عند أحد أصدقائه! ..
بالداخل …
ناولها الدواء فأرتشفته بتعباً بادي على ملامحها ، أستكانت قليلاٍ على الوسادة فداثرها بالفراش بغضب_كدا يا “سارة” كنتِ عايزة تغضبي ربنا وتموتي كافرة! ..
أجابته بدموع وصوتٍ يخرج بصعوبة كأنها على حافة الموت _غصب عني يا “أحمد” أنت مشفتش الستات كانوا بيبصولي أزاي فى العزي … وماما أنا مش هسامح نفسي أبداً ..
وعادت للبكاء مجدداً فوضع كوب المياه من يديه مشيراً لها بهدوء_طيب أهدي عشان اللي فى بطنك الدكتورة قالتلي أن ممكن تدخلي العمليات النهاردة بليل أو بكرا …
أشارت له ببسمة سخرية للحياة _عارفة …سمعتها وهى بتتكلم مع الدكتور عن حالتي الخطيرة عشان كدا هتولدني قبل ما أ..
قطعها بهدوء_ما تفكريش فى حاجة غير أنك هتقومي أنتِ وبنتك بخير بأذن الله …
أشارت له ببسمة هادئة فقال بتوتر _عمي لسه قافل معايا من شوية ..
تطلعت له بأهتمام فأسترسل حديثه بغموض_جاهزة ..
كبتت شيء بداخلها قائلة بشجاعة _قول لياسين بيه أني جاهزة ..
إبتسم قائلاٍ بأستغراب _أيه الثقة دي ؟ ..أنتِ كنتِ رافضة فى البداية
أجابته ببسمة هادئة _بس ياسين الجارحي صح …
ثم قالت بأمتنان _مش عارفة أشكرك أزاي يا أحمد أنت وياسين بيه أنا أخويا اللي من لحمى ودمي معملش معايا زي مأنت بتعمل ..
أشار لها بهدوء_ما تقوليش كدا يا سارة …يلا أرتاحي أنتِ وأنا هخرج أرتب كل حاجة وأجيب المأذون ..
مسكت يديه برجاء_مش عايزة أشوف وشه يا أحمد عشان خاطري هات الورقة أوقعها هنا بدون ما أشوفه …
أشار لها بتفهم لتكمل حديثها بدموع _”ياسين” بيه وعدني أنه هيطلقني منه بعد ما يسجل البنت …وأنا خايفة أموت وأنا على ذمته ..
عنفها بغضب _مش قولنا أتفائلي خير يا سارة ..أرتاحي أفضل من كلامك اللي كله توتر دا …
أنصاعت له بهدوء بحاجة إليه فكانها تشعر بشيء ما لا يشعره الا من أوشك على مشارفه .
بالخارج …تخشب جسدها وتحول لكتلة من الجمر حينما رأتها تتعلق به وبيديه! ..هوت الدموع دون أن تشعر بها على وجهها ، أنتبهت للممرضة التى خرجت من داخل غرفتها فجففت دموعها وأسرعت إليها بتماسك مازالت تتشبث به _لو سمحتي هو مين اللي معاها دا …
أجابتها بأستغراب_ليه؟ ..
قالت بأرتباك_لا أبداً أصل دي صديقتي من أيام الدراسة وكنت عايزة أدخل اسلم عليها بس محروجه من الشخص اللي معاها دا أنا أعرف عيلتها …
أجابتها الممرضة بأيجاز_دا جوزها جابها نص الليل هنا امبارح كانت تعبانه جداً …..
هوت كلماتها على مسمع “أسيل” كالنيران التى ألهبت مشاعرها لم تشعر بقدماها الا وهى تجتاز ذلك الحاجز القصير لتكون بداخل الغرفة ، أستدار “أحمد” ليغادر فتحاولت ملامحه لصدمة حينما راها تقف أمامه فقال بدهشة _”أسيل” …
أنتبهت لها “سارة” فتطلعت لهم بأستغراب ، ولجت الممرضة للداخل قائلة بهدوء_معاد دواكي يا مدام “سارة” …
وقع أسمها على مسمع أسيل كالصاعقة فتذكرتها على الفور …تذكرت حديث أحمد عنها منذ أيام الجامعة لتعلم الآن أن ما يحدث أمامها حقيقة مؤلمة ، أقترب أحمد منها فجذب يديها _ممكن تهدي وتسمعيني ..
جذبت يدها لتهوى على وجهه بصفعة قوية جعلت من بالغرفة بحالة من الصمت والسكون فقد حانت الآن عاصفة لن يتمكن من إيقافها أحداً ولكن ماذا لو كانت علمها من البداية بيد “ياسين الجارحي” …
ما نقطة التحول الذي قلبه أحمد وما دخل “ياسين الجارحي” …
هالة من الهلاك جذبها أحمد لحياتها ولكن بمعاونة ياسين أصبحت أكثر أماناً فأتت أسيل لتنهي كل شيء ولكن هناك اخطاء نسيانها محال فماذا لو كانت تتعلق بالثقة؟!!
يتبع…🌺
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الثامنة والعشرون
قسوة_قلب_العاشق!……
اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك.
******____******
وصل للمشفى بزمن قياسي ليجد أبناء أعمامه يطوفون غرفة الجراجة ليكون لجواره ،أقترب من “رائد” بقلق_دخلت أمته؟ ..
اجابه بصوتٍ هادئ كمحاولة لبث الآمان لقلبه_من دقايق ..
قال وعيناه تطوف الغرفة بأهتمام _عايز أكون جانبها …
وتوجه للداخل فأوقفه “عمر” برفض _بلاش يا “معتز” هى هتولد بالتداخل الجرحي …وأنت مش هتتحمل تشوف المنظر دا ..
سحب يديه ليدلف لجناح الداخلي بخوف ، عاونته الممرضة على أرتداء الملابس المعقمة الخاصة بالغرفة فبدل حذائه وأرتدى ما أحضرته ، ولج للداخل بجسد مهتز وقلبٍ يأن ولكنه أكمل طريقه دون التطلع لما يفعله الأطباء ، أقترب منها ليجدها تلفظ أنفاسها بصعوبة من ثقل المخدر ، تعجبت من وجوده ولكنها لم تنكر حاجته إليه ، أقترب منها سريعاً ليكون أمامها قائلاٍ ببسمة هادئة _راحة تولدي من غير ما تعرفيني دانا كنت محضر أني أعمل السيشن من بداية خروجك من البيت لحد ما نستقبل أميرتنا …
إبتسمت بخفة وهى تجاهد ضربات قلبها السريع ، شعر بمعاناتها فرفع يديه على وجهها بحنان ويديه تحتضن يدها المندث بها المحاليل _هانت يا روحي …
تطلعت لعيناه التى تغمرها بفيض من عشقه ….تعلم بأنه يخشى المشفي والادوات الجرحية ولكنه أجتاز مخاوفه لأجلها هي! ..مرر يديه على وجهها فدس خصلات شعرها المتمردة من أسفل القبعة الطبية الشفافة بغيرة من أن يراها أحداً رغم أن ما بالغرفة نساء مثلها حتى الطبيبة !..سحبت يدها عنه وهى تشير له بالأبتعاد لشعورها بأنها على وشك أن تتقيئ ، فهمت الممرضة ما بها فأحضرت السلة الصغيرة والمناديل ووقفت جوارها ، ما أن رأها هكذا أشار للممرضة بالأبتعاد وكان هو لجوارها ، أرادت الأعتراض ولكنها بحالة لا تسمح لها ….أنتهت لتجده يجفف وجهها بالمناديل قائلاٍ بلهفة _أحسن دلوقتي ؟ ..
أشارت إليه بهدوء وملامحها يشوبها الأحتقان من هذا المكان تريد الخروج بأقصى سرعة ، قرب وجهها إليه ببسمة هادئة ليهمس بصوتٍ منخفض جوار أذنيها _أنا كمان مش حابب المكان دا شايفه مش لطيف خالص بس هنخرج من هنا مع بعض بأذن واحد أحد ..حابب أقول للدكتورة دي تنجز لأن حبيتين الشجاعة اللي أخدتهم قبل ما أدخل قربوا يخلصوا ..
إبتسمت على كلماته فقبلها على جبينها بعشق قائلاٍ ببسمة مشاكسة _طب والله مزة حتى وأنتِ فى الوضع دا …
أكتفت ببسمة صغيرة على وجهها ، أتت الممرضة بعد قليل لتقرب منهما ملاكهم الصغيرة قائلة ببسمة عملية _مش حابين تشوفوا البيبي …
خفق قلبه فأقترب منها بأرتباك لتضع بين يديه طفلته الصغيرة ، تأملها بذهول ومشاعر مختلطة فقبلها بفرحة وهو يتأمل أصابعها الصغيرة للغاية ، أشارت له “شروق” بالأقتراب حتى تتمكن من رؤيتها فأنخفض ليضعها أمامها قائلاٍ ببسمة واسعة _أميرتي شرفت ….هتطلع شكلي على فكرة ..
رمقته بنظرة غاضبة فتعالت ضحكاته بمشاكسة_خلاص لما تخرجي نبقى نتشاكل براحتنا أقصد تناقش …
قبلتها بحنان وكأنها لم تشعر بأي ألم حينما رأتها …تطلع لها ببسمة كبيرة ثم قال بفرحة _هتسميها أيه؟ ..
أجابته دون تردد_على أسم ماما “يارا” …..
أحتضن وجهها بفرحة_معنديش مانع طبعاً …هخرج اوريهلهم ورجعلك ..
أطبقت على معصمه بخوف _متتأخرش …
رجفتها مزقت قلبه فوضع الصغيرة بين يدي الممرضة وطلب منها الخروج بها بينما تبقى هو لجوارها حتى أنتهت الطبيبة ليحملها للسرير المتحرك الذي قادها لغرفتها ويديه متشبثة بيدها حتى وضعها بفراش الغرفة الخاصة بها ……
****************
توهجت عيناه بغضب لا مثيل له بعدما صفعت رجولته غير عابئة به ، خرجت عن صمتها ونحيب بكائها ليعلو صوتها المذبوح_أنت يا “أحمد” !!! …أنت …مش مصدقة أنك تعمل فيا كداا ..معقول كنت غبية للدرجادي معقول أنت خدعتني طول الفترة اللي فاتت دي وأنا كنت مصدقاك وبحاول أخلف منك بأي شكل …
جففت دمعاتها قائلة بألم_أزاي أنا مقدرتش أشوفك على حقيقتك كان المفروض عدم أهتمامك بموضوع الخلفة دي يكون أكبر دليل ليا أنك على علاقة بغيري ……أو ما صدقت تعرف كلام الدكتورة فقولت تحيي الذكريات القديمة وأهو بالمرة تخلف منها ..
أوشك على صفعها ولكن عشقها حال بينه وبينها فجذبها بقوة كادت بأقتلاع يدها ، هبط بها للأسفل ثم فتح باب سيارته قائلاٍ بهدوء زائف رغم النيران التى تشتعل بصدره_أركبي ..
أجابته بحدة وهى تجذب يدها من يديه_بتحلم لو فاكرني هخضعلك تاني …
تحولت نظراته التى تعاهدت لها بالحنان على الدوام لتصبح أشد قسوة وغضب ليدفشها لسيارته بقوة ألمتها ، وفي لمح البصر كان بمكان قيادته متوجهاً للقصر …
**********
ألتفوا من حولها فأبتسمت “رحمة” قائلة ببسمة رقيقة _حمدلله على سلامتك يا شوشو ..
أجابتها ببسمة يشوبها بعض التعب _الله يسلمك يا روحي …
حملت “يارا” الصغيرة بين يدها بدموع فرح_هتسميها أيه يا حبيبي؟ ..
أجابها بعدما مال برأسه على رأس معشوقته_”شروق” سمتها خلاص ..
تطلع له أبيه بفضول فقال ببسمة هادئة_”يارا” ..
صدمت فى بدأ الأمر فقالت بأعتراض _ليه يا “شروق” فى أسماء جديدة وشيك ..
أجابتها بضيق_أسم حضرتك أحلى …بتمني بنتي فى يوم تطلع فى حنانك …أنا بعتبرك زي مامتي بالظبط ..
وضعت “يارا” الصغيرة بين يدي “رعد” ثم أقتربت منها لتحتضنها قائلة بفرحة _حبيبتي والله أنتِ عندي زي “مروج” بالظبط ..
ولجت من الداخل ببسمة مرحة_مين جاب فى سيرتي …
أسرعت الفتيات حولها بفرحة _موجة …
أحتضنتهم بسعادة _وحشتوني والله ..
“معتز” بسخرية_لحقتم ..
“نور” بتعالي _اللي بينا صعب تفهمه يا معتز خاليك مع بنتك وركز مع مراتك ..
“ياسين” بمرح_أسمع كلام “نور” يا معتز …
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمزح_علم وسينفذ يا فندم أي أوامر أخرى؟ ..
كبتت ضحكاتها ببسمة هادئة_هنشوف لسه …
ولج “مازن” من الخارج قائلاٍ ببسمته التى تزيد من وسامته فتجعله كأمير الأساطير_حمدلله على سلامتك يا شروق …
ثم أستدار بوجهه لمعتز_مبارك ما جالك يا حبيبي …
إبتسم وهو يحتضنه بجدية بينما قالت “شروق” ببسمة هادئة _ميرسي يا مازن عقبال ما موجة تعملها ويشرفنا البيبي القمر دا ..
أجابها بعملية متحاشي النظر إليها _تسلمي ..
أحاطه “رائد” بذراعيه_ كنت مختفي فين المدة دي كلها ؟ ..
“حازم” بسخرية _هتلاقيه بيرتاح من أشكالكم العكرة …
لكزه “جاسم” بغضب_أطلع منها بس …
كانت ملامحه تشوبها الجدية خصوصاً حينما لم ينغمس معهم بالمزح فقال بثبات _”عمر” عايزك بره ..
لحق به بأستغراب ، فلحقوا بهم الشباب بأكملهم ما عدا “عدي” الذي أختفى فجأه عن الجميع ….
وقف “عمر” بمحاذاته قائلاٍ بلهفة لرؤيته هكذا_خير يا “مازن”! ..
قال والغضب يكمن بملامحه _أنت عارف مين اللي متابع حالة “نهى” أختي؟ ..
أجابه بأستغراب_لا …ليه! ..
قال بسخرية يكسوها الغضب_الحيوان اللي حضرتك أتنازلت عن المحضر اللي عملته ضده عشان يرجع يباشر شغله من جديد والله أعلم بيعمل أيه مع المرضى بتوعه ..أنا دورت وراه بالصدفة لحد ما أتفاجئت ….
أقترب منه “رائد” قائلاٍ بصوتٍ عالى بعض الشيء_طيب أهدى كدا يا “مازن” وقولي أنت شوفت منه تصرف مش كويس؟ ..
أجابه بغضب _وأنا لسه هستنى لما أشوف أنا حالا هطلع على المستشفي وهنقل أختى منها دا أذا لو قدرت أمسك أعصابي لمجرد تخيلي أنه قربلها …
“ياسين” بأعتراض_معتقدش يا “مازن” أخر مرة شوفناها فيها كان بينقذ “نور” من الموت أعتقد أنه أتغير ..
أجابه بغضب _اللي زي دول عمرهم ما بيتغيروا يا “ياسين” أسالني أنا …
تخلى “عمر” عن صمته بهدوء_أنت عرفت منين أن هو اللي مسؤول عنها؟ ..
أجابه وهى يحاول كبح غضبه_من كام يوم جالي المكتب وكان بيسأل زي باقي الدكاترة اللي تابعوا حالتها عن معلومات عنها وأنا أحبطته جداً بالكلام لكن كلامه كان غريب جداً …متمسك بعلاجها فدورت وراها لحد ما عرفت أنه نفسه الدكتور اللي حكتلي عنه …بس اللي أنا مستغربه لحد دلوقتي أنت أزاي تتنازل عن القضية؟! ..
تطلعوا له بأهتمام فزفر بغضب لذكرى ما حدث _أنت عارف أنه كان فى يوم صديقي دخلت بيته ودخل بيتي …والدته أترجتني أتنازل عن القضية عشان مستقبله ووعدتني أنها هتطرده من البيت وباباه هيعاقبه …مقدرتش بصراحه أرفضلها طلب حتى بعد اللي عمله ..
أشار له بتفهم ثم قال بثبات _هتيجي معايا؟ ..
أشار له بتأكيد فلحق به للمشفى وتوجه “رائد” معهم بينما ظل “ياسين وحازم” لجوار “معتز”…..
****************
بقصر “الجارحي” …
فتح باب سيارته ليجذبه بنفس تلك القوة ليرطمها بأرضية القصر كأنه يود الأنفجار والصياح بأعلى صوت يمتلك حينما ضمن بعض الخصوصية! ..
تطلعت له بغضب لتنهض سريعاً قائلة بدموع تخونها رغم تشبثها بقوتها المصطنعة_خايف على مشاعرها من كلامي ..
رفع يديه يشدد على خصلات شعره بعنف قائلاٍ بصراخ فهي تقوده لطريقاً يأبي الخوض به_أسكتي يا “أسيل” أسكتي ..
أجابته بسخرية_أسكت!…أسكت وأنا عارفة أن جوزي متجوز عليا ومراته بتولد!!..أسكت أزاي وأنا بكتشف كدبك وخدعك ليااا …
أقترب منها بغضب_مش صحيح …
أجابته ببسمة ساخرة_اخر حاجة كنت أتوقعها أنك بالحقارة دي ..
أججت الكلمات اللهيب بعيناه ليجذبها بغضب ويديه تكاد تخلع كتفيها قائلاٍ بصوتٍ جعلها تقتل رعباً فشعرت بأنها ولأول مرة تراه هكذا … نجحت بتحرير الوحش الكامن بداخله فلها ما أردت! :-
_عندك حق تعملي أكتر من كدا …حبي ليكِ خالاكي تتمادي لدرجة أنك طعنتي رجولتي وبتشككي فى أخلاقي …لا أنتِ لو فاكرة أني هسكتلك ففوقي …
هوت دموعها بصدمة وهى تحاول تحرير ذاتها لآم كتفيها المنحصرة بين ذراعيها ،رأى الألم يكمن بعيناها فتركها رغماً عنه …كان يظن بأنه سيصفعها بقوة ويعنفها على ما أرتكبته ولكن عشقه وقف عائق بينه وبينها! …
تراجعت للخلف ببكاء فسقطت أرضاً تختزل دمعاتها …كاد بالمعتاد بالأقتراب منها ليضمها لصدره ولكنه وقف محله يكبت غضبه بتشديده على معصمه ليقول بهدوء مصحوب بآنين يبدو بصوته_عارفة أنا كنت مستعد أشرحلك كل حاجة بس اللي أنتِ عملتيه دا ميدنيش الحق أني أعاملك كبني أدمة تاني ..
وتركها وصعد للأعلى لتتعالى بكائها بلهيب الغيرة والصدمة مازالت تعتقد بأنه فعلها! …
**************
بالمشفى …
كان ينتظر سطوع النهار بفارغ الصبر ليذهب لها سريعاً ، جلس جوار فراشها بتراقب فوجدها مغلقة العينان ،قال بحزن _معقول كنت بحلم أو بتوهم ..
أجاب مرة أخري بغضب_لا مش معقول انا متأكد أنك فتحتي أمبارح وأكلتي من أيدى الجاتو! …
طالت الساعات وهو لجوارها ومازالت لم تفتح عيناها بعد فزفر بأستسلام ، نهض وهو يداثرها بيأس فأذا بباب الغرفة ينفتح على مصرعيه ليظهر “مازن” من أمامه بصحبة “عمر” …
ردد بهمساً متعجب_”عمر”! ..
أقترب منه “مازن” بغضب_أيه متوقعتش الزيارة دي ولا أيه؟ …ولا كنت فاكر أني هسيب إنسان قذر زيك يتابع حالة أختي !..
وضع عيناه أرضاً بحزن فمن الواضح أن ماضيه سيظل يلاحقه مهمها فعل ومهمها تغير ، تغلب على حزنه سريعاً بهدوء_أنا مش هقولك أني أتغيرت ولا هقنعك بدا بس اللي عايز أقولهولك أني “نهى” بتتحسن وبتستجيب للعلاج أنا بأذن الله هقدر أرجعها …
تعالت ضحكاته بسخرية _لا أقنعتني بصراحة …
أجابه “آسلام” بلطف_يا أستاذ “مازن” أسمعني أ…
بترت كلماته حينما قال بغضبٍ جامح_لا أنت اللي هتسمعني أنت هتبعد عن أختي ودا مش أختيار دا أجباري وهتخرج حالا من الباب دا ومش هترجعه تاني ..
نكس رأسه بحزن فهمها قال فلديه الحق وهو يعلم ذلك فما فعله فى يوماً من الأيام شنيع للغاية ..
توجه لمغادرة الغرفة بقلبٍ ممزق للغاية ، أحبها بصدق دون مجاملة وود لو أن يكمل طريقه جوارها حتى وأن كانت مجرد مريضة فاقدة للوعي! ، علم الآن لما كان “عمر” يحارب لأجل كفيفة! …فالحب يحطم الحواجز ويفعل المحال كما أخبره من قبل ،حاوطه بنظرة أشتياق لصداقاتهم قبل الخروج من الغرفة فربما لم تعد تسنح له الفرصة بلقائه …
_متمشيش …
صوتٍ باكي أكتسح الغرفة بأكمله فنشر الدهشة والذهول على الوجوه وخاصة وجه “مازن” الذي أستدار تجاه الفراش ليجد شقيقته تنظر له وتبكي دون توقف ،رأها تبصر وترمش بعيناها! ..لا يتوهم فقد أستمع لصوتها منذ قليل ..
اقترب منها بدموع تلألأت بعيناه فرفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بعدم تصديق_”نهى”! ..
أشاحت بنظرها عن “آسلام” لتتطلع لأخيها ببسمة تكسوها الدمع قائلة بصوتها الذي غاب لسنوات_متغيرتش لسه زي مأنت ..
إبتسم من وسط دمعاته ليجذبها لأحضانه بفرحة تسع عالم بأكمله ، تشبثت بأحضان أخيها ففتحت عيناها البريئة تتأمل “آسلام” المصعوق مما يحدث …
خرجت من أحضانه بدموع_”آسلام” حكالي عن كل اللي حصل وقالي كمان أنه أتغير وندم على اللي عمله ..
ترقب حديثها “عمر” بأهتمام أما مازن فكان يبتسم ولا يعي ما تقول يريدها أن تتحدث فحذب ، أقترب منها أسلام بفرحة تلمع دمعاتها بعيناه قائلاٍ بعدم تصديق_كنتِ سمعاني؟ ..
أشارت له بخجل فأزاحت الغطاء لتحاول الوقوف والتقرب منه ولكن خانتها قدماها التى لم تجرب الوقوف منذ أعوام فكانت ذراعيه الاقرب لها من ذراع أخيها الذي وقف يراقب رد فعلهم ويستمع لحديثهم بتركيز …
نسى من حوله فعقد ذراعيه حول خصرها واليد الأخرى تحتضن لائحة يدها حتى لا تقع مجدداً فقال ببسمة هادئة_لو سمعتيني زي ما بتقولي يبقى أكيد فاكرة طلبي ؟ ..
أشارت له على أستحياء فصرخ بجنون _بجد!!! ..يعني موافقة تتجوزيني؟ ..
أشارت له مجدداً فصاح بجنون ، مال “رائد” برأسه على أخيها بذهول _أنت مصدق اللي بيحصل هنا دا ..
أشار له بالنفي ليختم حديثه بفرحة _أياً كان المهم أنها رجعتلي من تاني ..
تفهم ما يمر به فأبتسم وراقبهم بصمت هو الأخر …
خرج “عمر” بعدما راقبهم ببسمة صغيرة فلحق به “آسلام” بعدما أسندها على المقعد قائلاٍ بوعد_رجعلك حالا ..
ترك “رائد” مازن مع شقيقته وخرج ليمنحهم بعضاً من الخصوصية فركض إليها بفرحة لتقص له ما قص لها اسلام وأخبرته بأنه أنتشالها من ظلام ظلت أسيرته لاعوام كما أنها ترجته أن لا يفرقهما فروحها أحببته وأحببت صوته قبل اللقاء به! …
بالخارج …
لحق به قائلاٍ بأنفاس تلهث من الركض_”عمر” ..
توقف عن خطاه وأستدار ليجده يقف أمامه ، وضع عيناه أرضاً بخزي من موجهته فقال بعد فترة من الصمت_أنت كنت شهم معايا للنهاية ومرضتش تنهي مستقبلي أقدملي خدمة أخيرة وأوعدك مش هتشوف وشي أبداً حتى لو صدفة ..
تطلع له بعدم فهم فأسترسل حديثه والدمع يشق طريقه على وجهه بندم_سامحني وأطلب من “نور” تسامحني …
تفحصه قليلاٍ فكانت نظرات الصمت قاتلة بالنسبة له ولكنه قاطعها بنهاية الامر_الحاجة الوحيدة اللي شفعتلك عندي وهتخليني أسامحك أنفاذك لنور ودا لوحده كفيل بأني أسامحك بس متحلمش بأكتر من كدا لسه بينا حواجز رجولتي متقدرش تتخطاها..
إبتسم من وسط دمعاته فيكفي سماحه لم يطمع بالمزيد ،غادر” عمر ” فاستدار “آسلام” عائداً لمعشوقته بعقل شارد من رد فعل أخيها….
***************.
بغرفة “أحمد” ..
ولج لحمامه سريعاً فرفع مستوى المياه ليندس تحتها لعل برودتها تتسلل لنيران قلبه فتخمدها قليلاٍ ،صفعتها تكررت أمام عيناه مراراً وتكراراً ،أغلق عيناه بقوة ولكن دون جدوى …عاد بذاكرته لما حدث منذ أيام قليلة …
##
ولج لمكتب “ياسين الجارحي” قائلاٍ بوقار وعيناه أرضاً_حضرتك طلبتني يا عمي؟ ..
أشار بيديه على المقعد المقابل له _أقعد يا “أحمد” ..
أنصاع له على الفور فألتزم “ياسين” فترة من الصمت قطعها ببسمة هادئة_تعرف أيه عن مكانتك عندي يا “أحمد”؟ ..
تطلع له بأستغراب من سؤاله ليجيبه بأحترام_كلنا عند حضرتك زي “عدي وعمر” …
أجابه ببسمته الهادئة _أنت لا …
ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل أمامه فصنع بداخله الأرتباك ليسترسل “ياسين” حديثه_مش بشوفك إبن بشوفك بمنظور تاني …
ثم صمت قليلاٍ ليشعل حواسه ليكمل بعد وهلة _بتفكرني بيحيى نفس شخصيته وأسلوبه بحسك ،ثم إبتسم ليكمل بهدوء_أوقات كنت بستغرب أنك طالع مخالف لطباع “حمزة” وحازم أخوك …أنت مختلف عن الكل يا “أحمد” ..
إزدرد ريقه بتوتر_هو فى حاجة يا عمي …أقصد أنا عملت حاجة …
إبتسم بثبات _حاسس من لهجتي ؟..
أشار له فترك “ياسين” المقعد وعاد لمقعده ليقول بثبات_أنا محاولتش أتدخل فى حياة أيه حد فيكم بكتفي بالمراقبة من بعيد بس عند أيه نقطة محظورة هتدمر حياتكم لازم أكسر حاجز الصمت .
أعتدل بجلسته_مش فاهم حضرتك تقصد أيه؟ ..
_”سارة” ..
قالها بلهجة صارمة ليتابعه أحمد بخوف فمالت لهجته للهدوء_قرارك اللي أخدته غلط وهيهدم حياتك يا “أحمد” دا غير أنك بتغضب بيه ربنا وهتتسبب بأختلاط أنساب ومشاكل أنت فى غنى عنها ..
أجابه بلهجة يأس_حاولت أساعدها بكل الطرق …وفى النهاية ملقتش غير الحل دا وحضرتك علمتنا منتخلاش عن حد محتاج مساعدتنا!..
أجابه بحدة _هتساعدها أكيد بس مش بطريقة تهدم حياتك وتكسر بنت من بناتي ودا الشيء اللي مش هسمح بيه أبدااً…
أجابه بيأس_طب ممكن حضرتك تساعدني وتقولي أساعدها أزاي؟ ..
تطلع له بغموض_أنت عارف أني أقدر أساعدك بس مش هعملها يا “أحمد” أنا عايزك تخرج من الباب دا وتقرر بنفسك وتيجي تبلغني قرارك ساعتها هتلاقيني بساعدك بدون ما تطلب …كلامي وصلك؟..
أشار له بندم وهو يتوجه للخروج بعينان موضعة أرضاً بأحترام_وصل يا عمي …
فتح عيناه بألم والمياه تحاوط كتفيه فغمر رأسه أسفلها لعله ينسى كلماتها وأتهاماتها البشعة فى حقه ، حاوط خصره بالمنشفة خرج لغرفته ليجد رنين هاتفه يصيح تكراراً ،رفعه بهدوء بعدما كبح عاصفة قلبه الثائرة _أيوا ..
أجابته الممرضة كما أوصاها بأن تبلغه أن حدث جديد بحالتها_ المدام حالتها ساءت وأتنقلت للعمليات ..
جذب ملابسه قائلاٍ على عجل من أمره_أنا جاي حالا ..
وأغلق هاتفه ليرتدي ملابسه على الفور ثم هبط مسرعاً ليتوجه للمشفى ، كانت تجلس بالاسفل ببكاء وغيرة تكسو وجهها ، أسرعت خلفه حينما رأته يهرول مسرعاً فوقفت أمام سيارته بغضب _أنت رايحلها كمان …
أطبق يديه على مقبض السيارة قائلاٍ وهو يتحاشي النظر إليها_”أسيل” وسعي من طريقي أحسنلك ..
أجابته بحدة وغضب _ولو موسعتش ..
أستدار لها بصوتٍ كالرعد_هتشوفي مني وش عمرك ما كنتِ تتخليه ولا بأوسع أحلامك …
أرتعبت من لهجته وصوته المرتفع فلم تتنح جانباً وقفت كما هي ، صعد سيارته ليبدل مسارها حتى يتفادها ، تتابعته بعيناها لتبكي بقهر وأنكسار فلم تعد تمتلك سواهم….
*************
بمكانٍ أخر تحده الأزهار من جميع الأتجاهات حيث بذل مجهوداً مميت حتى أنتهى من تزينه ، وقف “عدي” يتأمل المكان بنظرة رضا وبسمة سعادة فأغلق الباب ونثر الورود بالطريق المودي للداخل ، وصلت “آية” بسيارة الحارس الذي بعثه لها “عدي” فأقتربت منه بلهفة _فى أيه يا حبيبي وليه بعنلي الحارس دا فى المستشفي؟! ..
تركها وركض لسيارته ثم فتح صندوقها ليخرج علبة ضخمة للغاية وأتجه لوالدته قائلاٍ ببسمة هادئة_أدخلى جوا هنا ألبسي دا الأول عشان مفيش وقت ..
أجابته بأستغراب_وقت أيه؟ ..وأيه المكان دا!! ..
جذبها برفق للغرفة جانبية _هتعرفي كل حاجة بس لما تلبسي دا الاول وأما تخلصي فى باب داخلي ادخلي منه للممر …
تطلعت له بذهول فكادت بالحديث ولكنه أغلق الباب سريعاً وشرع بنثر أوراق الأزهار …
_بعتلي عشان أتفرج عليك وأنت بتفرش الطريق بالورد؟! ..
قالها من يقف خلفه بسخرية فأستدار ليجد “ياسين الجارحي” أمام عيناه ، إبتسم بثقة _أكيد الموضوع أكبر من كدا …
أقترب ليقف أمام عيناه بثبات_اللي هو؟ ..
أخرج “عدي” من جيب سرواله مفتاحاً ملون بأشرطة حمراء فتناوله منه “ياسين” بأستغراب ليشير له “عدي” على باب الغرفة قائلاٍ بثبات _فى حاجة تخصك هنا .
لم يفهم مقصده فأقترب ليفتح الغرفة ولكنه أنتبه لعدي الذي غمز له بعيناه المشاكسة _أنا هأخد الحرس والسواق معايا وهسيب لحضرتك العربية بس .
كاد بالأعتراض فغمز له ببسمة جعلت “ياسين” يخمن ماذا يحضر له فأبتسم رغماً منه ، أختفت سيارات عدي والحرس فأكمل “ياسين” فتح الباب ليجد المكان مندثر بالشموع والورد وتلعطور الجذابة تحده المياه من الشرفة ،مكانٍ ساحر للغاية ،ويتوسطه تخت باللون الأحمر المندثر بالورد وتحفه الشموع العملاقة من جميع الجوانب ، إبتسم بسخرية فماذا سيفعل هنا بمفرده! ، أجابته تلك الحورية التى فتحت الباب الجانبي وولجت قائلة بأستياء_لبست اهو يا عدي قولي فى أيه بقي….
إبتلعت كلماتها حينما رأت المكان من حولها ومن ثم أستدارت لتجد “ياسين”أمام عيناها ، تطلع لها بذهول وصدمة …كانت ترتدي فستانٍ من اللون الأبيض مندثر بأوراق الزهرات الحمراء يضيق من الوسط ويهبط بوسع مثير جعلها كفتاة بعمر العشرون عاماً ، أقتربت منه بأستغراب_بتعمل أيه هنا يا “ياسين” ، وعدي فين؟ ..
إبتسم وهو يغلق الباب من خلفه ثم أقترب منها ليقربها إليه ببسمة هادئة قائلاٍ بخبث_أخيراً حد طلع من غيالك عنده مشاعر وشفقة من نحيتنا …
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما فعله “عدي” لأجل مصالحتهم الأكيدة ، كفت عن الضحك حينما تأملها ذو العينان المذهبة بنظرات تكتب بالعشق والعطور جعلتها تتراقب كل حركاته بلهفة وجنون ، جذبها لأحضانه قائلاٍ بعشق_ضحكتك أحلى حاجة فى حياتي كلها …
أنصاعت لأحضانه بخجل فرفع عيناها لتقابل تلك الأعين التى تسطر لها الشوق فسحبتهم بأستحياء لتتعالي ضحكاته وهو يتأمل تهربها بأحضانه ليهمس دون جدوى_مفيش فايدة فيكِ ….
أكتفت ببسمة صغيرة فخرج بها للشرفة التى تحده المياه من الجوانب فحرر حجابها لتنسدل خصلاتها الحريرية التى تشوبها بعض الخصلات البيضاء فتجعلها كالملاك ، أحتضنها بشغف ليتسلل عبيرها الخالد إليه لتندس معه بأجواء لا يشهدها سوى الشموع والأزهار والمياه …
**************
غفلت على ذراع أخيها فداثرها بالفراش بعدما قبلها بفرحة تسرى على ملامحه ،نهض ليقف أمامه وهو يتراقبه بخوف …
خرج عن صمته أخيراً بأمتنان_مش عارف أقولك أيه ولا أكافئك أزاي؟ ..
لم يتردد لثانية واحدة فقال مسرعاً_هي مكافئتي …
تطلع له “مازن” بهدوء وهو يري حبها يسكن عيناه ، نعم يعلم تلك النظرة جيداً فقد عاشها من قبل …
ترقب ما سيقوله بلهفة وبداخله أمال ضئيلة للغاية ….
يريد لها الأمان والدفئ وقد رأه بعيناه فماذا سيريد أكثر من ذلك؟! ،إبتسم له بهدوء_لما “نهى” تخرج تقدر تيجي تطلبها مني فى بيتي ..
أحتضنه بفرحة جعلته كالذي يمتلك أجنحة ترفعه عن الأرض للسماء …
******************
وصل للمشفى بزمن قياسي ،فظل بالخارج بأنتظارها ، مرت الدقائق ليصل “عثمان” (كبير حرس ياسين الجارحي) ولجواره هذا اللعين الذي تلاعب بها لأتمام هذا الزواج ، خرجت الممرضة بعد نصف ساعة من وصول “أحمد” لتضع الصغيرة بين يديه فقال بلهفة_”سارة” عاملة أيه؟ ..
أجابته بحزن_حالتها صعبة أدعيلها ..
حزن لأجلها ولكن لفتت تلك الصغيرة أنتباهه ،تأملها ببسمة هادئة …كأنها محت العاصفة التى تجوب بداخل صدره ، وزع على وجهها قبل متفرقة بسعادة فجلس بها على أحد المقاعد وعيناه متعلقة بالنظر إليها ، رفع عيناه لأبيها الذي يقف بجانب “عثمان” غير عابئ بها لم يكلف خاطره الأقتراب منه ليراها ، بدت ملامحه بالغضب ليحتضنها بشدة كأنه يشعر بمسؤاليته تجاهها …
خرجت الممرضة لتخبره بأنها نقلت للعناية المشددة فحالتها سيئة للغاية كما أنها ما أن أفاقت من المخدر حتى صارت تلفظ بأسمه بجنون وتريد رؤياه ، أعطي لها الصغيرة وشدد عليها برعايتها لحين عودته ثم ولج للداخل ليري ماذا هناك؟ …
وجدها محاصرة بعدد كبير من الأجهزة ، تسلل الحزن لوجهه وهو يراها هكذا ، أشارت بيدها بأن يقترب ففعل ، جلس جوارها قائلاٍ ببسمة يطوفها الحزن _حمدلله على سلامتك يا “سارة” ..جالك بنوتة عسل ربنا يباركلك فيها ..
تهوى الدمع على وجهها دون توقف فأشارت له بالأقتراب حتى يستمع لها فأقترب على الفور قالت بهمس منخفض وصوتٍ يخرج بصعوبة_بنتي …أمانه …في …رقبتك …يا …”أحمد” …
وتعالت صوت الأجهزة بأصواتٍ مريبة تعلن أنتهاء حياة تلك البائسة ،أستدار بوجهه إليها ليراها شاحنة …هوت دمعة من عيناه فقال بصوتٍ متماسك_”سارة”! ..
أتي الطبيب مسرعاً على صوت الأجهزة فتفحصها ليجد نبضها قد توقف …فقد رحلت عن تلك الحياة التى دفعت ثمن البقاء بها باهظاً للغاية! ..تساقطت دمعة من عين “أحمد” حينما رفع الطبيب الغطاء على وجهها فخرج بسرعة كبيرة ليجذب الصغيرة بين أحضانه بقوة كأنها يخبرها بأنه سيرعاها جيداً وأن ترقد بسلام ….كان يعاملها كشقيقة له فكان يرى بها “مليكة ومروج وداليا” شعر بأنهم بمحلها لذا ظل لجوارها حتى نهاية المطاف ، رفع عيناه لوجه هذا اللعين الذي يتأمله دون أكتثار لوفاتها فرفض بأن يسلمه تلك الصغيرة حتى أسمه لن يمنح العار لها ، حملها وغادر متوجهاً للقصر بعد أن قرر بنسب الصغيرة إليه …
*****************
بالقصر . .
عاد الجميع للقصر بصحبة “شروق” بعد أن أستردت وعيها ،صعد بها “معتز” مع الفتيات لغرفتها ثم هبط ليجلس بالأسفل مع الشباب ….
وصل “عز وأدهم ” من الخارج فجلس لجوارهم قائلاٍ ببسمة هادئة_مبارك ما جالك يا “معتز “..
أجابه ببسمة هادئة_تسلم يا عمي …
“رعد” بفرحة_تفرح بيها عروسة فمر بأذن الله ..
أجابه بفرحة _ياررب ..
“عمر” بمشاكسة _خلاص يا “عدي” ألحق أحجز البنت لياسين قبل ما رائد يسبقك دي البنوته الوحيدة فى العيلة لحد الان ..
معتز بغضب _يحجز مين أنا اللي هيقرب لبنتي هدفنه ….
رائد بغضب مصطنع_بالراحة يا خويا أنا عندي بنوتة زي السكر هجوزها لياسين يا عدي ..
“عدي” بسخرية_ربنا يستر واللي عملته ميعملهوش فيا…
تعالت الضحكات بينهما بعدم تصديق لتقطع “أسيل” حديثهم قائلة ببكاء_لو سمخت يا بابا عايزة حضرتك شوية ..
تراقبها الجميع بأستغراب فنهض “جاسم” وأسرع اليها بأستغراب _فى أيه يا “أسيل” …
بكت بصوتٍ مسموع ولم تجيبه على سؤاله فأسرع “أدهم” اليها وألتف الجميع من حولها حتى “تالين” و”شذا” …
كادت بأن تجيبهم عما بها ولكنها تفاجئت به يدلف للداخل ويحمل بيديها صغيرتها! ، أقتربت منه بصدمة لتصيح بغضب لا مثيل له_ليك عين تجيب بنتها لحد هنا!! …
لم يجيبها وأكمل خطاه للداخل والجميع بحالة من الذهول ، جذبته بغضب _كلمني زي ما بكلمك البيبي دا بخرج من هنا فوراً …
“أدهم” بأستغراب_مين دي؟ ..
لزم الصمت ليقطعه “رعد” بعدم فهم _ممكن حد يفهمني أيه اللي بيحصل هنا؟! …
أنضم لهم “حمزة” ليستمع لبكاء أسيل وهى تقول ببسمة يشوبها البكاء_ولا حاجة يا عمي الأستاذ أحمد كان متجوز عليا واللي معاه دا بنته ..الموضوع بسيط ..
حلت الصدمة عليهم الا الشباب فكانوا على علم بالحقيقة ، وقف “حمزة” أمام إبنه بغضب _الكلام دا حقيقي يا “أحمد” ؟ ..
تطلع له بصمت ليقاطعهم ” جاسم” بحدة_لا مش صح يا عمي …
أستدروا اليه بأسنغراب _وأنت تعرف منين ؟ ..
اجابه “ياسين” بثقة _كلنا عارفين مش هو بس …
“عز” بذهول_طيب ما تفهمونا ..
أقترب “عمر” منهم ليقص عليهم بأيجاز قصة “سارة” وما حدث معها ومساعدة “أحمد” إليها ،تطلع له البعض بفخر والأخر بسعادة لما فعله الا هي فصاحت كالعاصفة _الكلام دا مش صحيح ..خدعكم أنتوا كمان ولا بتتستروا عليه ؟ ..
“أدهم” بغصب _”أسييييل” ..
حاولت كبح مشاعرها ولكن لم تستطيع لتقترب من “أحمد” مجدداً بصراخ_قولتلك البنت دي تخرج من القصر وحالا …
خرج عن صمته أخيراً_مش هتخرج يا “أسيل” البنت دي هتعيش معايا وللأبد ..
رمقته بنظرة نارية لتصبح لهم بعصبيه _صدقتوني أنها بنته كل اللي بيقولوه دا حوار عشان يخدعوني .
“جاسم” بغضب_وهنخدعك ليه بلاش تفكري بغباء …
“عدي” بهدوء_دي الحقيقة يا “أسيل” أحمد كان بيساعدها مش اكتر .
صرخت بجنون _كدب كلكم بتكدبوا ..
فشل ادهم بالتحكم بغضبه فاوشك على الاقتراب منها لتعترض شذا طريقه برجاء ، وقفت “تالين ” أمامها لتهدأ بكائها بحزن_طيب أهدى بس يا حبيبتي وقوليلي أنتِ عايزة أيه وأنا هعملهولك ..
تطلعت لها بدموع ثم اليه لتقول بصوتٍ يشوبه الشك _يثبتلي أنه برئ ..
أجابها “رائد” بأستغراب_أزاي؟ ..
أجابته وعيناها علي زوجها الصامت_يعمل تحليل DNa وساعتها الحقيقة هتبان ..
أنقطع الحديث بين الجميع ليتطلعون لها بصدمة مما تفوهت به فأسرع اليها “جاسم” مشيراً لها بخوف مما تفعله _أنتِ مرتبكة من اللي حصل اطلعي ريحي بأوضتك شوية …
جذبت يدها منه بغضب _ لااا مش هتهديني يا جاسم ….لو هو برئ زي مت بيقول يثبتلي
جاسم بغضب _هتندمي يا أسيل …
وتركها وتراجع للخلف ، رمقها “أحمد” بنظرة نارية ثم أقترب ليضع الصغيرة بين يدي والدته قائلاٍ بلهجة غامضة _خلى بالك منها يا أمي ..
أشارت له “تالين” ببسمة صغيرة وهى تتأملها_فى عيوني يا حبيبي …
أقتربت منهم بغضب أعماها وهى تجذب الصغيرة من يدي تالين _قولتلكم هتخرج من هنا …
رفع “أدهم” يديه وهوى على وجهها بصفعة أصدمت الجميع قائلاٍ بحدة_هى دي الأخلاق اللي ربيتك عليها! ..عايزة ترمي طفلة بريئة بره القصر؟! ..
رفعت يدها تتحسس وجهها بصدمة ليحتضنها “جاسم” ويحيل بينها وبين والده قائلاٍ بمحاولات لتهدئته_معلش يا بابا أسيل مش فى واعيها ..
تألم أحمد لما يحدث حوله ولما تفعله فأنسحب على الفور لغرفته ليحسم قراره الأخير …
أما بالأسفل …فجلست على الأريكة تبكي بصوتٍ مذبوح من الآنين والجميع يتراقبها بحزن على حالها فيعلمون كم تعشقه حتى الفتيات بكت لأجلها بعدما هبطوا على الصراع العنيف بالاسفل ، أقترب منها “عمر” بهدوء_والله دي الحقيقة يا أسيل أحمد معملش كدا فعلا …
تطلعت له بعيناها المتورمة من أثر البكاء لتقول بصوتٍ مبحوح_أنتوا بتكدبوا عليا عشان هو إبن عمكم وصديق ليكم ..
“ياسين” بهدوء_بالعكس يا خيبة أحنا لو عمل غلط مكناش هنقف معاه وأنتِ عارفة ..
_تفتكري لو عمل غلط أنا كمان هسانده؟ ..
قالها “ياسين الجارحي” بعدما ولج من الخارج بصحبة معشوقته ، أنتبه الجميع اليه فكانت مفاجآة للجميع بعلمه بما بحدث ، وقف امامها قائلاٍ بهدوء وهى تتأمله بصدمة فحديثه بمثابة الحقيقة لا مفر_كل الكلام اللي أتقالك صح ..
هوت أرضاً كمن تلقت صفعة أسقطتها من أحضان السماء لباطن الأرض ، تطلعت للجميع لتجد نظرات الشفقة تحدها ونظرات أبيها بالغضب على حكمها السريع ، تركها ياسين وتوجه لمكتبه فلحق به عز ورعد وادهم وحمزة …..
هرولت “أسيل” للأعلى والجميع يتراقبها فقال ” جاسم” بألم وهو يتأملها تركض للاعلى_للأسف خسرتي أحمد يا أسيل …
ولجت لغرفتها تبحث عنه والصدمة تملأ وجهها وجدته يحزم أغراضه بحقيبته الموضوعة على الفراش ، أقتربت منه بصدمة _”أحمد” …بتعمل أيه؟ ..
رفع عيناه إليه بغضب مدفون ثم أكمل حزم ملابسه غير عابئ بها ، أخرجت ثيابه من الحقيبة ببكاء_أنكل “ياسين” قالي الحقيقة …أنا أسفة …
إبتسم بسخرية _والتحليل مش عايزاه ؟….طيب والله كويس أن كلمته أثرت فيكي أوي …
جلست جوار الحقيبه ببكاء_غصب عني أنا أ…
أشار لها بالصمت _مش عايز أسمع صوتك تاني …ولعلمك أن هسجل البنت بأسمي والا عندك أعمليه …ولا أقولك روحي لوالدتها فى المقابر وأساليها مين أبوها؟…
وجذب حقيبته وغادر ليتركها تتمزق أرباً حينما علمت بأمر وفاتها …كانت تريد ألقاء رضيعة يتيمة للخارج يا لها من خلق متدنية للغاية! …
بالأسفل …
ولج “أحمد” لغرفة المكتب قائلاٍ وعيناه أرضاً _أنا جاهز يا عمي .
أشار له “ياسين” بتفهم بينما قال “حمزة” بأستغراب_جاهز لأيه ؟ ..وأيه الشنطة دي؟ ..
أجابه “أحمد” بهدوء_هسافر اتابع صفقات أيطاليا ..
أقترب منه “عز” بهدوء_فى الوقت دا يا “أحمد” …
أشار له بهدوء وهو يخفى عيناه_معلش يا عمي محتاج أبعد ..
نهض “أدهم” عن مقعده فرفع يديه على كتفيه بحزن_متزعلش يا “أحمد” حقك عليا أنا الغيرة خلتها غبية لدرجة متتوصفش…
إبتسم بسخرية _لدرجة عدم الثقة يا عمي!…
زفر بصوتٍ مشحون بالألم ليشعر به الجميع ، فربت حمزة على كتفيه بحزن قائلاٍ بحيادية _الستات بطبعها كدا يا حبيبي …أسيل طيبة وأنت بتحبها جداً ..
أشار له بتفهم قائلاٍ برجاء_عارف ..بس انا محتاج اكون لوحدي …
نهض “ياسين” عن مقعده بتفهم_العربية بالسواق فى أنتظارك ..
أشار له ببسمة صغيرة ثم حمل حقيبته وتوجه للمغادرة ليجدها أمام عيناه ، أقتربت منه ببكاء_عشان خاطري متمشيش أنا أسفة بجد أسفة …
رمقها بنظرة ساخرة _معتقدش أسفك هيمحي حاجة ..
وتركها وأستكمل طريقه للخارج ..
فهوت أرضاً بصراخ حطم أرجاء مملكة “الجارحي” ….صاحت بأعلى صوت تمتلكه لعلها توقف خطاه السريعه …
_”أحمد” ….متسبنيش …
توقف دون أن يستدير لها فتعل صوت بكائها قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع
_أنا مقدرش أعيش من غيرك ..
تطلع لها “عمر” بحزن فأقترب منها “جاسم” ليعاونها على الوقوف ، أستندت بجسدها على ذراع أخيها قائلة وعيناها متعلقة به ..
_عاقبني زي ما تحب بس عشان خاطري ماتسبنيش …
أشار “ياسين” لجاسم بهدوء
_خد ” أسيل” أوضتها يا جاسم .
أنصاع له على الفور فحاول أن يجذبها ولكنها لم تنصاع له ،بقت تتراقب معشوقها بأمل لعله يستدير ليرحب بها بين ذراعيه وينسى ما فعلته ولكنها تفاجئت به يكمل خطاه للخارج ، ترددت كلمات أخيها التى قالها لها من قبل دون توقف ففتكت بما تبقى بها . .
…”أنتِ كدا هتخسري أحمد يا أسيل ” …
كلمات لم تعلم بمصدقيتها الا الآن …إبتعد وإبتعد لدرجة لم تعد تحتملها لتسقط بين ذراع “جاسم” ببطء ، أغلقت عيناها باستسلام للظلام …
أسرع “عمر” اليها بتفحص نبضها بينما صاح “جاسم ” بلهفة _أسييييييل ..
تخشبت قدماه لوهلة بين السماح والمعافرة ولكن ما فعلته لن يتمكن القلب من منحه الغفران لذا حطم أخر حواجزه وأكمل طريقه لسيارته …
_حبك يستحق فرصة يا “احمد” ..
تفوه بها “عدي” فاستدار أحمد ليجده يقف خلفه ، أقترب منه “عدي” قائلاٍ بهدوء _”أسيل” على طول بتغلط وأنت دايما بتسامحها أنت بتقسى على نفسك صدقني ؟ ..
لمعت دمعة بعيناه فقال بصوتٍ محتقن بآلآم عالم بأكمله _مش قادر يا “عدي” حاولت اسامح كالعادة بس المرادي صعب ..
وزفر بآنين لعل الهواء ينعشه ثم قال بألم _الجرح المرادي أصعب من كل مرة …أنا عمري ما أنجرحت زي الوقتي …أنا أتمنيت الموت على أني اعيش اللحظة دي …
ثم تراجع ليصعد سيارته قائلاٍ بوجهاً أستمد قوته _صعب أسامح …
وتركه وصعد لسيارته قائلاٍ للسائق بألم_ أطلع على المطار …
أنصاع له على الفور وأنطلق بالسيترة التى صارت بقوة وغضب كحال قلبه المجروح ! ….
مصيراً غامض هاجم حياتهم فهل سيجتازه العشق أم سينتصر بالفراق ؟ …
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا