رواية قلبه لا يبالي
الفصل الخمسون 50
بقلم هدير نور
لم تشعر شهيره بنفسها الا وهي تندفع نحوها و قد غلت الدماء بعروقها فور سامعها لكلماتها تلك
فلم تشعر بنفسها الا و هي تقبض على عنقها تعتصره بشده صائحه بغضب مما جعل عروق عنقها تنتفض من شدة غضبها
=قولتلك اخرسي...اخرسي....
اعماها غضبها فبدأت تزيد من ضغط يديها حول عنقها حتي شعرت نورا بالهواء ينعدم من حولها ولم تعد تستطع التنفس اخذت تضربها بقبضتها فوق يديها المحيطه بعنقها محاوله جعلها ان تبتعد عنها و افلاتها.....
الا ان شهيره كان قد اعماها غضبها فلم تفلتها الا عندما وقعت نورا علي الارض كجثه هامده بوجه شاحب و شفتين غامقتين...
تراجعت شهيره الي الخلف بتعثر فور رؤيتها لشقيقتها بحالتها تلك رفعت يديها تتطلع اليها بصدمه و هي لا تصدق انها قامت بقتلها بيديها اندفعت نحوها علي الفور جاثيه علي عقبيها بجانبها محاوله افاقتها وهي تصرخ بهستيريه بينما تبكي محاوله افاقتها لكن جسد نورا الهامد لم يستجب لها...لكنها لم تستسلم و اخذت تهز جسدها بقوه لكنها رفعت رأسها بحده تتطلع باعين مغشيه بالدموع نحو الباب عندما سمعت صوت ضحكات ساخره عميقه...
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
شعرت بالصدمه تهز جسدها عندما رأت طاهر الذي كان قد خرج من الغرفه المجاوره فور سماعه لمشاجرتهم تلك ...واقفاً عند الباب منذ البدايه يتابع باعين تلتمع بالشماته ما يحدث بينهم...
كانت ضحكاته تلك بمثابه خناجر تمزق قلب شهيره التي اندفعت نحوه بعد ان التقطت احدي الاعمده الحديديه الغليظه الملقيه علي الارض بجانب جسد شهيره محاوله ضربه بها و هي تسبه بافظع الشتائم
=بتضحك علي ايه يا ابن الكلب...شمتان فيا
اخذت تضربه بالعمود الحديدي علي رأسه بقوه مما جعل الدماء تسيل من رأسه مغرقه وجهه تسبه بأفظع الشتائم وهي تصرخ بهتسريه لكن اسرع طاهر بالقبض علي طرف العمود الحديدي جاذباً اياه بقسوه منها دافعاً اياها بقوه في صدرها مما جعلها تتعثر و تسقط علي الارض لم يتيح لها طاهر الفرصه لكي تنهض حيث انهال عليها بذلك العمود ضارباً اياها بقوه وغضب ضربات قويه متتاليه فوق رأسها وهو يهتف بجنون وهستريه
=انتي السبب..في كل اللي وصلنا له انتي السبب .....
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
ظل يضربها حتي تناثرت الدماء بارجاء المكان و رغم تأكده من موتها الا انه ظل يضربها بكامل قوته ولم يتوقف حتي دخل رجال داغر الي المكان حتي يصطحبوهم الي المصحه كما امر داغر لكن صعقوا عندما شاهدوا المشهد الدموي الذي كان علي الارض...
اندفع اثنين من الرجال يجذبان طاهر بعيداً محاولين اخذ العصا منه و ابعاده عن شهيره التي كانت ملقيه علي الارض جثه هامده برأس شبه مهشم والدماء تغرق الارض من حولها...
صرخ طاهر محاولاً جعلهم يقوموا بافلاته فقد كان يعلم مصيره جيداً بعد قتله لشهيره فلم يجد امامه الا ان يسحب سلاح احدي لحرس الذي كان معلقاً بجيبه الخلفي رافعاً اياه الي رأسه مطلقاً الرصاص منه لتخترق رأسه و يسقط علي الفور صريعاً بجانب جثه كلاً من شهيره و نورا
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
بعد مرور يومين....
دلف داغر الجناح الخاص به هو و داليدا بخطوات متثاقله يشعر بالتعب والارهاق فقد امضي اليومين الماضين يتابع تحقيقات الشرطه في وفاة شهيره و نورا و طاهر شعر بغصه بقلبه فور تذكره لشهيره و نورا فبرغم ما فعلوه به و بزوجته الا انه لم يتمني موتهم...خاصة موتهم بتلك الطريقه البشعه...
فور دخوله الي غرفة النوم رأي داليدا نصف مستلقيه علي الفراش تنظر امامها بشرود غافله عن وجوده تماماً اسرع بنزع حذائه ثم استلقي بكامل ملابسه فوق جسدها يدفن رأسه بصدرها كما لو كان طفلاً يبحث عن حضن وحنان والدته دافناً بها الامه وحزنه الذي يمزق قلبه
احاطت داليدا جسده محتضنه اياه بقوه تمرر يدها بحنان علي ظهره مدركه مدي الالم و الحزن الذي يشعر بهم...
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
همست باذنه بصوت منخفض متردد
=داغر...بصلي
دفن رأسه اكثر بصدرها رافضاً الاستجابه لها مما جعلها تمرر يدها بشعره منحنيه هامسه باذنه و قد سيطر قلقها عليه
=اتكلم معايا يا حبيبي...علشان خاطري انا معاك دايماً علشان اسمعك
استجاب لها اخيراً رافعاً رأسه عن صدرها يتطلع اليها باعين ممتلئه بالحزن والالم...همس بصوت اجش متألم
=مكنتش عايز تبقي دي نهايتهم يا داليدا...عارف انهم حاولوا اكتر من مره يأذونا بس غصب عني مش قادر افتكرلهم بعد ما ماتوا غير انهم ولاد عمي اللي اتربيت طول حياتي معاهم شهيره اختي الكبيره و نورا العيله الصغيره اللي كانت بتروح معايا في كل مكان زي ضلي ....
احاطت داليدا وجهه بيديها تربت علي وجنتيه بحنان ولطف وهي تهمس له
=هما اللي كتبوا نهايتهم بايدهم يا داغر غلهم و حقدهم عامهم لحد ما في الاخر موتوا بعض......
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
ابتعد داغر عنها ليستلقي علي جانبه عندما ادرك ان وزن جسده اصبح ثقيل علي جسدها لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مره اخري محتضناً اياها بقوه متشبثاً بها كما لو كان خائفاً من فقدها
=انا ماليش غيرك يا داليدا....انا مقدرش اعيش من غيرك ...انا ممكن اموت لو حصلك حاجه....علشان خاطري متسمحيش لاي حد يستغلك و يخاليكي نقطه ضعف ليا....
احاطت عنقه بذراعيها و قد ارتجف قلبها داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك...
=عمري ما ابقي نقطه ضعف ليك...انا في ظهرك و معاك و يامن ابننا كمان.....
لتكمل ممازحه اياه حتي تخرجه من حالته تلك.
=و ولادنا الخمسه...سته اللي لسه هيجوا...
ارتسمت ابتسامه فوق شفتيه عند سماعه كلماتها تلك قائلاً
=برضو مصره.....
اومأت برأسها وهي تجيبه بثقه بينما عينيها تلتمع بالمرح
=طبعاً...ده انا ناويه اعملك فريق كوره...
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
اطلق داغر ضحكه اجشه عميقه وهو ينحني يقبل خدها بحنان
=وانا معنديش مانع...المهم ده ميأثرش علي صحتك....
غمغمت بينما تقترب منه تقضم باسنانها خده برفق
=بمناسبة بقي فريق الكوره اللي احنا ناوين نعمله...
همست بالقرب من شفتيه باغراء بينما يديها تحل ازرار قميصه ببطئ
=يامن كمل الاربعين يوم بقاله اكتر من 4 ايام...
ارتسمت ابتسامه مشرقه علي وجهه و قد التمعت عينيه بالحنان قائلاً وهو يهم النهوض لكي يذهب لطفله
=بجد....عقبال ما يكمل 100 سنه حبيب بابا...
اسرعت داليدا بالامساك بذراعه مانعه اياه من النهوض هاتفه باحباط
=داغر...ركز ...بقولك اربعين يوم...
ظل داغر يتطلع اليها بعدم فهم عدة لحظات لكن فور ادراكه بما تلمح اليه هتف بسعاده
=بتتكلمي جد...
🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋
اومأت برأسها ثم فتحت فمها كي تجيبه لكنه اسرع بالاطباق علي شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس و اشتياق...
ظل يقبلها حتي احتجت رئتيهما طلباً للهواء ابتعد عنها موزعاً قبلات فوق وجهها
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده اكثر حتى اصبحت ملاصقه به قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف يتخلله الالحاح حتي سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به......