رواية أبو الرجالة الفصل السادس والعشرون 26 والاخير بقلم شيماء سعيد


رواية أبو الرجالة 

الفصل السادس والعشرون 26 والاخير 

بقلم شيماء سعيد

بالمشفى..

خرجت ثريا من غرفة العمليات مع بنتيها التوأم، دلف كمال للغرفة و قلبه يرتجف و ينبض بكل ما أتته من قوة، حبيبته تنام بملامح مرهقة وبجوارها فراشين بهما أجمل ما رأت عينه..


اقترب من الفراشين بساق ثقيلة، جلس على أرضية الغرفة وعيناه متعلقة بهما، هل هذا الجمال المحلي بكريم البراءة يخصه هو؟!.. أتسعت شفتاه بإبتسامة سعيدة لا تخطت السعادة بكثير، رفع يديه ومررهما على وجنتي بناته، يا الله ما هذا كيف لهم أن يكونوا بهذا السحر؟!..


حرك رأسه بقلة حيلة بنات ثريا وماذا ينتظر من بنات ثريا.. دلفت الممرضة مردفة بهدوء :


_ كفاية عليهم كدة لازم ناخدهم دلوقتي..


نظر إليها بفزع قائلا :


_ تاخديهم وتروحي فين؟!..


_ الحضانة يا فندم مفيش داعي للقلق ساعتين بالكتير وهيبقوا في حضنك وحضن أمهم..


أومأ إليها بقلب مرتجف وعيون تطوف بها اللهفة، مرت بعدها عشر دقائق وبدأت ثريا بفتح عينيها، اقترب من ثريا ومعالم القلق واضحة عليه :


_ ثريا يا حبيبتي أنتِ كويسة قوليلي حاسة بإيه..


_ بناتي..


قالتها وهي بين النوم واليقظة ليضحك كمال مردفا بعتاب :


_ كنتي عارفة إنهم بنات وخبيتي عليا مش كدة..


رأت بعينه فرحة لم تتوقعها، تخيلت أن يثور ويرفض الفكرة خصوصاً أنه يعتز جداً بكلمة أبو الرجالة الملقب بها أمام الجميع،ابتلعت ريقها الجاف مردفة :


_ عايزة مياة عطشانة أوي..


بإبتسامة حنونة مد يده إليها وساعدها على الجلوس على الفراش بشكل مريح، ثم أخذ كوب من عصير التفاح وقربه من فمها مردفا :


_ اشربي العصير ده لحد ما الدكتور يأذن تشربي مياة..


نفذت ما طلبه، كل ما يهمها الآن الارتواء لتعطي لفمها وجسدها القليل من الانتعاش، مسح شفتيها بأصابعه وسألها :


_ حاسة إنك أحسن دلوقتي؟!..


أومأت بحركة خفيفة من رأسها ثم قالت بترقب :


_ إنت مبسوط من البنات والا كنت عايز رجالة..


ضحك ضحكة خفيفة ومسح على خصلاتها الناعمة مردفا بنبرة صادقة وصلت إلى أعماق قلبها بكل بساطة :


_ كنت عايز أي حاجة منك تربطك بيا وتجمعني بيكي، ربنا أكرمني بدل الحتة اتنين ومش أي اتنين نسخة منك في روحك وجمالك، تفتكري إزاي هبقي زعلان وحلمي بقى حقيقة قصاد عيني..


عضت على شفتيها بتوتر، كمال الجديد هذا يجذبها للعشق وهي خائفة، فهمها ليكمل حديثه بقوة :


_ شوفتي معايا الوحش كله، دلوقتي بقي بطلب منك فرصة واحدة بس تشوفي فيها الحلو كله على ايدي، قولي موافقة يا ثريا..


أومأت إليه وقالت بلهفة :


_ هات البنات أشوفهم يا كمال نفسي أشوفهم أوي..


_ أسمعها الأول وبعد كدة أروح أجيبهم وأنا مرتاح..


ضحكت بقلة حيلة، مهما حاول التغيير سيظل كما هو كمال أبو الدهب يعطي أوامر ويجبر من حوله على تنفيذها " تحت التهديد" همست بهدوء :


_ موافقة عشانهم وريني بقى هتعمل إيه عشان أبقى موافقة عشانك أنت يا كمال..


غمز إليها بسعادة :


_ ده أنا هعمل وهعمل وهعمل ده أنا كمال أبو الدهب يا بت أفعال من غير كلام..


_ربنا يستر..


قالتها بنبرة سخرية واضحة مثل الشمس، أتى ليرد عليها بحاجب مرفوع لكن كان هاتفه الأسرع عندما دق، عض على شفتيه بغيظ من هذا المتصل اللعين أشارت إليه ليرد فقال :


_ نرد ونشوف مين بعدين نعرف معنى كلامك ده إيه يا ست ثريا..


حركت كتفها بمعنى ولا تهمني من الأساس، رأي اسم فريد ففتح بغيظ قائلا :


_ يا ابنى هو أنت عملي الوحش في الدنيا لازم تبوظ عليا كل حاجة حتى لحظاتي الحلوة..


توقفت الدنيا من حوله مع سماعه لصوت رجل غريب يقول :


_ صاحب الموبايل عمل حادث هو وأخواته وإحنا حاليا رايحين مستشفى******..


_____ شيما سعيد _____


بعد مرور أسبوع..


عاد موسى إلى منزله بعد يوم مرهق، فتح باب جناحه الخاص وهو متلهف لرؤيه فيروز، ابتسم بخفة وهو يراها تجلس على الفراش وبيدها هاتفها المحمول تتصفح أحد وسائل التواصل الاجتماعي، جلس بجوارها وسحب الهاتف منها فجأة قائلا بمشاكسة:


_ ولا كأن جوزك دخل..


ألقت عليه نظرة سريعة بطرف عينيها والضيق واضح على ملامح وجهها الجميل فتنهد موسى بالقليل من الحدة مردفا:


_ هو في ايه بجد يا فيروز هنفضل في وصلة النكد دي كتير افردي وشك..


حاولت منع دموعها من النزول وهي تنظر اليه نظرة عتاب آلمت قلبه، بالفترة الماضية عاشت معه أجمل أيام حياتها ورأت على يده العوض الحقيقي، وها هو يظهر لها الوجه الآخر لموسي الراوي، مر أسبوع على ولادة والدتها والحادث الأليم لأبناء أبو الدهب وهي هنا بين جدران هذا الجناح ممنوعة من الخروج تنهدت وقالت:


_ هو أنا لو حاولت آخد موقف وأرفض السجن اللي إنت حاططني فيه أبقى بنكد عليك؟!.. لو سمحت يا موسى انا مش حابة أتكلم في أي حاجة ممكن تضايقني أكتر ما أنا متضايقة.. 


انتفض جسدها وعادت للخلف بشكل تلقائي عندما ضرب الطاوله المجاورة للفراش بقدمه لتسقط على الأرض ألف قطعة، تعالت دقات قلبها من ملامح وجهه الغير مبشرة بالخير، قام من جوارها وهو يضغط على خصلاته بغل ثم صرخ بها مردفا بغضب نابع من النيران المشتعلة بداخل صدره:


_ سجن!! شايفة إن القصر الطويل العريض ده بالنسبة لك سجن؟!.. دلعي ليكي وسكوتي على إنك عايزة تروحي لطليقك وتعملي تحليل عشان تدي له كليتك بقيتي بتسمي ده سجن؟!..احمدي ربك إنك عايشة بعد ما قولتي الكلام الهايف ده، مش من حقك تزعلي يا فيروز سامعة مش من حقك تزعلي، عايزة تروحي لابن أبو الدهب تدي له كليتك للدرجة دي حياته مهمة بالنسبة لك، وأنا ايه ولا حاجة ما قدرتش أعمل لك أي حاجة تخليكي تطلعيه من قلبك وتحبيني أنا...


احتلت الصدمة معالمها لم تتوقع أن يكون هذا تفكيره، هل كان يحمل كل ما قاله بقلبه لمده أسبوع كامل ومع ذلك يدللها ويحاول إخراجها من حزنها؟!.. قامت من فوق الفراش بنظرات حزينة وقالت:


_ هو أنت شايف إني لما أعرض المساعدة يبقى لسه له مكان في قلبي؟!.. أنا عملت كده عشان مراته اتصلت بيا وكانت منهارة بعد ما كلهم عملوا التحليل وطلعوا ما ينفعوش، فريد بالنسبة لي ما بقاش حاجة بس ده مش معناه إني أسيبه يموت وممكن يكون في إيديا حياته.. 


جذبها من ذراعيها لتبقى بين يديه، نظرات عينيه بمفردها قادرة على إيصال ألف نظرة بألف معنى اليها، ابتلعت لعابها بتوتر لأول مرة تقولها صريحة. " هي خائفة من موسى" ضغط على ذراعيها بكل قوته قائلا من بين أسنانه:


_ صدقيني لو كنت شوفت في عينك نظرة خوف واحدة عليه كانت هتبقى نهايتك يا فيروز فاهمة..


أومأت إليه مردفة:


_ سيب ايدي يا موسى إنت بتوجعني، غيرتك مخلياك مش شايف الحقيقة وبتقول حاجات هترجع تندم عليها بعد كده، وعلى فكرة أنا هروح المستشفى وهعمل التحليل ولو كليتي تنفع هديها له يا موسى، لأن دي روح بني آدم... 


تقف أمامه... وتتحدى؟!.. مهما كانت مكانتها بقلبه لم يخلق بعد الذي يقف أمام موسى الراوي،، ابتعد عنها مردفا بجبروت :


_ مش همنعك و مش هقول لحد من الحراس يمنعك، بس عايزك تعرفي ان دي هتبقى النهاية وهيبقى إنتي اللي اخترتيها، لأن اللي زيك ما ينفعش يبقى ليها في حياتي مكان..


دفعها لتسقط أرضا وخرج من الجناح والقصر بالكامل، تركها بمفردها تعاني من ألم خوفها على فراقه وألم ضميرها الذي يحتم عليها مساعدة فريد رغم كل ما حدث وما سوف يحدث، تركت لعينيها الحرية بالبكاء، لم تتوقع ان يصل بينهما الأمر إلى الاختيار بين الحياة معه وبين الفراق، بكت وقلبها يصرخ بها قائلا

" أصبحت عاشق لموسى ولا أرغب الرحيل".. بكف مرتجف مسحت على عينيها مردفة:


_ ليه كدة يا موسي معقولة عزيزة حبيبتك هانت عليك؟!..


_____ شيما سعيد ____


بالمشفي.


دلفت هادية للغرفة الخاصة بحالة خاطر، أخذت نفسا عميقا براحة شديدة وهي تراه أمامها نائما بسلام، مرت عليها أسوأ سبع أيام بحياتها وهو بداخل غرفة الإنعاش لا تستطيع رؤيته إلا من الحاجز الزجاجي..


تنهدت بتعب نفسي قبل أن يكون جسدي مقتربة بخطوات ثقيلة من فراشه، جلست على أرض الغرفة ومدت كفها المرتجف ليضم كفه المعلق به سائل المحلول، وضعت قبلة مشتاقة على كف يده وهي تعترف لنفسها أخيرا بأنها عاشقة لخاطر أبو الدهب.. 


قربت أنفها أكثر منه، تريد أخذ أكبر قدر من رائحته ليطمئن قلبها وتتأكد أنها معه وأنه بين يديها، همست بنبرة صوت يتغلب عليها البكاء:


_ خاطر قوم لو ليا عندك خاطر، أوعدك إني هسامحك على كل اللي فات وهنبدأ مع بعض من جديد حياة حلوة زي ما أنت كنت عايز، بس بلاش تفضل مغمض عينك كده فريد ونوح حتى اونكل كمال التلاتة محتاجينك جنبهم، وأنا كمان محتاجاك جنبي مش قادرة أقف على رجلي وأحس إني مسنودة وإنت بعيد، تعرف قربي منك كان أكبر غلطة عملتها في حياتي تقدر تقول إن هي غلطة الشاطر اللي بألف بس برضو أجمل غلطة عملتها ومش ندمانة عليها، ولو اتعاد بيا الزمن تاني هعملها، بلاش تفضل واجع قلبي عليك كده والله العظيم ما قادرة استحمل..


مرت ساعة تليها الثانية والثالثة والرابعة وهي تجلس بجواره، تتأمله وتتفحص أي حركة تصدر منه لعله يستجيب إلى ندائها عليه ويفتح عينيه، مسحت على خصلاته مردفة بنبرة منهكة : 


_ طول عمرك تاعب قلبي كده، بتتصرف غلط وأنا اللي أشيل الليلة على دماغي ما تقوم بقى وتخلي عندك دم يا خاطر، قوم واجه مشاكلك عشان نرجع نكمل مع بعض مش إنت كان نفسك نكمل مع بعض.. 


سمعت أخيرا همهمة بسيطة تصدر منه، ليرفرف قلبها بفرحة مقتربة منه حتى تتأكد، وها هي تسمع اسمها من بين شفتيه، نعم .. نعم ... لقد قال هادية، مررت يدها على وجهه بحنان وأجابته بنبرة متلهفة:


_ أنا سامعاك يا حبيبي وجنبك يلا فتح عينك عشان خاطري فتح عينك ارحمني بقى.. 


طلبت منه الرحمة.. وهو اعطاها لها على طبق من ذهب، فتح خاطر عينيه بعد عدة محاولات فاشلة، ونظر اليها رغم تشويش رؤيته بعد أسبوع كامل بداخل غيبوبته إلا أنه ابتسم اليها وأعاد لها روحها مردفا:


_هادية.. 


_ يا روح هادية وقلب هادية وكل حاجة حلوة رجعت لي لما شوفتك يا خاطر، بلاش تعمل فيا كده تاني وأنا أوعدك إني مش هبعد عنك ولا هعمل أي حاجة تزعلك.. 


عض على شفتيه يحاول التحكم بهذا الصداع الذي يكاد يفتك برأسه وسألها متعجباً:


_ هو في ايه بالظبط من امتى وأنتي راضية عني قوي كده..


بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي إليه القليل من الطراوة مردفة:


_ فضلت طول الأسبوع اللي إنت كنت فيه جوة الغيبوبة بسأل نفسي سؤال واحد بس هو لو جرى له حاجة لا قدر الله هيبقى إنتِ حياتك عاملة ازاي؟!.. طيب الدنيا تستحق إن احنا نفضل مخاصمين بعض ونجري ورا بعض من غير ما نعمل ذكريات حلوة نعيش عليها،، اكتشفت إن ما فيش أي حاجة تستحق إن احنا نضيع عمرنا عليها غير إننا نبقى جنب بعض نعمل بيت وعيلة وذكريات وعزوة وده اللي هنعمله أنا وإنت من هنا ورايح. 


حاول التغلب على تعبه وسألها بقلق:


_ هو فريد فين؟!..


أبتلعت لعابها بتوتر مردفة:


_ إنت تعبان ارتاح شوية وبعدين نبقى نتكلم..


لم يعطي أي اهتمام لتعب جسده وقام من نومته بقوة آلمته فاقتربت منه مردفة:


_ اهدى بس إنت تعبان عايز تروح فين؟!..


_ جيبي لي الدكتور يطلعني من هنا حالا عايز أبقى جنب اخواتي ولو قولتي إنت تعبان يا هادية هقوم من غير ما الدكتور يجي...


_____ شيما سعيد_____


بالخارج كانت تجلس ثريا على أحد المقاعد وبجوارها هالة وعطر تضم كلا منهما على صدر ويبكوا الثلاثة بصمت، كمال منذ ما حدث وقع أرضا وأخذ الغرفة الرابعة بجوار أبنائه، كل شيء بلحظة واحدة أصبح رماد.. 


سقطت منها دمعة ساخنة وهي تنظر لباب الغرفة المغلق بعذاب قلب، كان معها وبين يديها وفجأة سقط أمامها دون أن تقدر على فعل أي شيء له، ومع كل هذا الوجع لابد أن تبدو أمامهم أقوى، حركت يديها على ظهر الإثنتين مردفة :


_ كفاية دموع اللي جوا دول محتاجين نبقى معاهم أقوى من كدة مش نقع جنبهم.. 


بكت عطر أكثر وهالة قامت من محلها فجأة وهي ترى الطبيب يخرج من العناية الموجود بها زوجها، اقتربت منه مردفة بتوسل :


_ طالما طلعت أنفع، أرجوك خد مني أنا.. 


حرك الطبيب رأسه بقلة حيلة مردفا :


_ يا مدام حضرتك حامل في الشهر التالت دي مغامرة فيها خطر عليكي وعلى إبنك.. 


بملامح من يراها يشفق عليها قالت بتوسل :


_ لو سمحت هكتب تعهد إني المسؤولة الوحيدة عن النتيجة مهما كانت هي.. 


نظر إلى السيدة ثريا التي تحاملت على ألم جسدها واقتربت من هالة مردفة بهدوء :


_ لو بتحبي فريد فعلاً يبقى لازم تحافظي على الحتة اللي جواكي منه.. لازم لما يفوق يفرح بالخبر ده.. 


حدقت للطبيب بنظرات متوسلة :


_ طيب خليني أشوفه يا دكتور علي الأقل أرجوك.. 


أومأ إليها بحزن على حالتها المغزية، بخطوات أشبه للركض دلفت لغرفته وجدته نائما لا حول له ولا قوة، عضت على شفتيها لتكتم دموعها هامسة :


_ فريد يا حبيبي، تعرف إن عندي خبر حلو أوي ليك، أنا حامل اه والله العظيم حامل هيبقى عندنا بيبي حلو أوي شبهك كدة بالظبط يا روحي، بس محدش متطابق معاك غيري، عشان كدة هاخد منك الإذن نضحي بالبيبي ده وبإذن الله لما ترجع لينا بألف خير نجيب غيره يا فريد موافق صح؟!.. 


جاءها الرد من صوت هاديء من خلفها :


_ لأ يا هالة أنا اللي هدي لفريد.. 


هل هذا صحيح هل أتى من لديه الأمل الوحيد المتعلق عليه حياتها؟!.. أخذت نفسا مرهقا وهي تبتسم بالقليل من الأمل 


بعد أربع ساعات.. 


لحظات من الجحيم مرت على الجميع أمام غرفة العمليات، الجميع بانتظار النتيجة ، ربما ستكون قاسية ولكن بالفعل وقوع البلاء أقل قسوة من إنتظار ما هو قاتل..


انتهت قدرة ثريا على تحمل ما يحدث ألقت بجسدها على أقرب مقعد ، اقتربت منها عطر بخطوات مرتجفة مردفة:


_ هيبقوا كويسين صح أرجوكي يا ماما أنا عايزة أي حاجة تطمني..


حدقت ثريا للفراغ بضياع قائلة:


_ أنا كمان محتاجة حد يطمني الأوضة دي جواها كل إللي ليا يا عطر..


وصل موسي الراوي وخلفه رجاله ، قلبه يحترق وعقله يحثه على الانتقام ، اقترب من ثريا مردفا بترقب:


_ فيروز فين!؟ عملت إللي في دماغها ورجعت لإبن أبو الدهب..


____ شيما سعيد ____


 🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶

الفصل الأخير

بمنزل ثريا القديم.


_ بتعملي إيه هنا يا فيروز؟!..


قالها موسى بنبرة صوت حادة بعدما علم بعدم وجودها بالمشفى، لم يبحث عنها كثيرا توقع وجودها بمنزلها، رغم قصر مدة زواجهما إلا أنها أصبحت أمام عينيه مثل الكتاب المفتوح..


مع أول دقة ليده على باب المنزل علمت أنه هو، فتحت له بصمت وظلت على هذا الوضع لأكثر من دقيقة، عادت خطوة للخلف مع اقترابه منها مشيرة إليه بتحذير ألا يخطو إليها خطوة واحدة إضافية إلا أنه جذبها لتبقى بين ذراعيه مردفا :


_ ها مش ناوية تقولي سبتي بيت جوزك وجيتي هنا تعملي إيه يا مدام فيروز؟!..


حدقت به بنظرة قوية ثم قالت :


_ مشيت لأنه بيتك وأنا مش عايزة أقعد في أي مكان خاص بيك يا موسى..


رفع حاجبه بمعنى حقا قائلا من بين أسنانه :


_ عشان بغير عليكي أبقى وحش ومش عايزة أي مكان من ريحتي؟!..


جسدها منذ حديثه وهو يرتجف، للحظة شعرت أنها بالنسبة إليه لا شيء وهذا قهرها، عضت على شفتيها بقوة تمنع نفسها من البكاء لكنها فشلت بكل جدارة، حاول إزالة دموعها إلا أنها ضربته بصدره عدة مرات متتالية صارخة :


_ إياك تقرب مني سامع إياك، مش عايزة أسمع منك أي مبرر يوجع قلبي أكتر كفاية عليا أوي الكلام اللي قولته، البيه شايف نفسه كتير عليا طيب وماله، ناوي علي ايه بقى تطلقني زي كل الجوازات اللي قبل كدة؟!.. عادي بقي ما أنت خلاص شبع....


وضع يده على فمها يمنعها من وضع أي كلمة إضافية تخرب عليهما حياته معها، التقت الأعين بنظرة عتاب واضحة وبكل منهما حديث يؤلم قلبه، همس إليها بنبرة يائسة :


_ عايزة تبعدي ليه يا فيروز؟!.. مش قادرة تحبيني صح معقول بعد كل اللي عمله فيكي..


صمت بالفعل لم يقدر على التكملة أو وصف ما بداخله، ما يشعر به لو خرج من بين شفتيه سيكون القشة التي ستقسم ظهر علاقته بها إلى الأبد، فهمت ما يود قوله، تنهدت بتعب وأكملت بدلاً عنه :


_ بلاش نوصل بالعلاقة بنا لهنا يا موسى أرجوك، أنا حبيت أساعد شخص بين الحياة والموت مش أكتر، يمكن تفكيري كان غلط أو أنت اللي فهمتني غلط بس الأكيد إن لو قلبي بيدق لراجل، الراجل ده هيبقى إنت يا موسى..


طالما تخيل مشاعره عند اعترافها الصريح بحبه وبكل مرة تظهر معه نتيجة مختلفة، وها هو الآن يعيشها على أرض الواقع، مختلفة عن الخيال، أقوى من توقعه، قلبه أراد الخروج من بين ضلوعه حتى يضمها إليه، عاد فجأة وبلا سابق إنذار لسن المراهقة ومشاعر الحب النارية به.


ترقبت ردة فعله بملامح متوترة، رغم ما حدث بينهما قبل أن تأتي لهنا إلا أنها وجدت أن هذا الوقت الأفضل حتى تأخذ علاقتهما مسارها الأروع، بللت شفتيها بطرف لسانها ليضع هو قبلة عليها مردفا :


_ معنى كلامك هو اللي أنا فهمته يا فيروز صح؟!..


أومأت إليه مردفة بالقليل من الحزن :


_ بحبك يا موسى، بس إنت قولت كلام كتير أوي وجع قلبي وحسسني إني مش غالية عليك ولا ليا مكان في قلبك..


أومأ إليها مؤكدا على حديثها ثم قال بقوة :


_ أيوة يا فيروز أنتِ مالكيش مكان في قلبي، أنت قلبي كله على بعضه، بلاش عتاب في كلام قولته من غيرتي خلينا في الكلام الحلو اللي إحنا بنقوله دلوقتي ده.. 


حركت كتفها بدلال مردفة :


_ ويا ترى بقى إيه هو الكلام الحلو ده يا موسى باشا؟!.. 


_ إني بحبك يا عزيزة... 


_____ شيما سعيد _____


بالمشفي..


ظلت ثريا تحدق بباب غرفة العمليات وهي تسأل نفسها للمرة الأولى بحياتها هل عدم وجود كمال معها سيؤثر عليها؟!.. الفكره بمفردها جعلتها تبكي، لطالما تمنت بعده والآن تخشى من تلك اللحظة، ربما لأنه بدأ بإظهار حبه لها أو لأنها بدأت تكتشف مشاعر بداخلها إليه غير مشاعر الكره.. 


كمال تغلب على صدمته وقام على قدميه حتى يكون المتبرع لولده، ونوح بالغرفة المجاورة لهم لا يوجد به قطعة واحدة سليمة، أما خاطر ربما يكون الأقل ضررا وها هو الآن يضم زوجته إليه ليكون الداعم الوحيد لثريا وهادية.. 


همست هادية بخوف:


_ هما اتأخروا جوا كده ليه يا خاطر بقى لهم أكتر من ساعتين ونص؟!..


أغلق عينيه وأسند رأسه على كتفها بتعب مردفا :


_ مش عارف يا هادية بس اللي أنا متأكد منه إن أبويا وفريد فيهم قوة تهد جبال وما حدش فيهم هيستسلم للنهاية دي..


أومأت إليه بأمل ثم نظرت لوالدتها مردفة:


_ إنت وماما محتاجين راحة، أنا هفضل موجودة وأول ما يطلعوا من العمليات هاجي أقولكم، لكن وقفتكم دي غلط كبير جداً عليكم كفاية هما مش هيبقى اللي جوه وانتوا كمان...


_ أنا كويس يا هادية وواخد مسكن، مش هتحرك من هنا غير لما أطمن على أبويا وأخويا لو مامتك تعبانة دخليها ترتاح..  


لا فائدة... يبدو  أن العناد طبع بتلك العائلة ومن الواضح أكثر أن ثريا أصبحت نسخة طبق الأصل منهم، قبل أن تنطق هادية بحرف واحد أشارت إليها مردفة :


_ هادية أنا مش هسيب جوزي روحي اطمني على البنات في الحضانة وتعالي.. 


أتت النجدة من عند الله مع فتح باب غرفة العمليات، كانت ثريا الأسرع بالوصول إلى الطبيب متسائلة بلهفة:


_  عاملين ايه يا دكتور أرجوك قول كلام يطمنا..


_ الحمد لله يا مدام اطمني العمليه إلى الآن نقدر نقول إنها نجحت، الاتنين كويسين جداً لما يفوقوا هنعمل شوية أشعة وبعدها أقدر أطمنكم وأقول لكم ألف مبروك.. 


لم يشعر خاطر بنفسه إلا وهو يسجد أرضا، وعيناه تبكي، بكاء فرح، بكاء نصر، بكاء شكر، لم يفكر عقله إلا بشيء واحد أن الله أعطى لهم فرصة جديدة للعيش بين يديه وعلى طاعته فهمهم:


_  الحمد لله يا رب الحمد لله..


_____ شيما سعيد ____


بغرفة نوح..


كانت تجلس عطر على المقعد المقابل للفراش وبيدها كتاب الله الكريم وبين كل شهقة والثانية تمسح دموعها، عاد إليها نبض قلبها من جديد مع سماعها لاسمها من بين شفتيه، أغلقت الكتاب سريعا واقتربت منه بدقات قلب متلهفة مرددة:


_  نوح إنت سامعني يا حبيبي لو فوقت وسامعني رد عليا..


_ عطر.


_ أنا جنبك وإنت كويس وأوعدك إن احنا نبقى كويسين بس إنت لازم تقوم..


نفذ طلبها رغم صعوبة الأمر عليه وفتح عينيه مردفا:


_ آسف..


كلمة واحدة نطقها، ربما تكون للمرة الأولى ولكنها صادقة، خرجت من أعماق قلبه لتصل إلى قلبها المغرم به، تنهدت ثم مررت كفها المرتجف على وجهه مردفة:


_ بتعتذر على ايه يا حبيبي ؟!..


أخذ نفسا عميقا لعله يقدر على التنفس بشكل منتظم، ثم أجابها بنبرة صادقة:


_  على كل حاجة يا عطر من أول ما شوفتك وحبيتك وإنتِ بتخسري، من غيري كانت حياتك أحسن بكتير، مشاكلك كترت ووجعك بقى أضعاف أنا آسف على كل ده، وآسف لأني مش هقدر أبعد، هبقى أناني معاكي يا عطر لأني لو بعدت هموت وأنا عايز أعيش.


رسمت على معالم وجهها إبتسامة سعيدة من بين دموعها ثم وأمأت إليه عدة مرات مردفة:


_  وأنا كمان عايزك تعيش يا نوح، عايزة أعيش معاك كل حاجة حلوة مش عايزة أحس الإحساس اللي أنا حسيته الأسبوع اللي فات ده، حافظ على نفسك لأن حياتك مش من حقك لوحدك ده حقي أنا كمان والمرة دي مش هسامحك والله العظيم مش هسامحك لو خسرتك يا إبن أبو الدهب.. 


رد اليها الإبتسامة بأخرى أكثر من رائعة قائلاً:


_ حقك عليا،  فريد وخاطر عاملين ايه أنا السبب في الحادثة كانت كل حاجة سودة في عينيا وهما دفعوا التمن معايا هما كويسين صح؟!..


بتلك الحالات مسموح بالكذب خصوصا لو كانت الحقيقة ستجعله بحالة صحية سيئة وهذا ما تريد البعد عنه كل البعد، ابتلعت لعابها ثم قالت بنبرة صوت حاولت أن تكون قوية بقدر المستطاع :


_  هما الحمد لله كويسين جداً إنت بس عشان كنت السواق اللي الدنيا باظت معاك على الآخر.. 


أخذ نفسه براحة قائلاً:


_ مش مشكلة الحمد لله إن هما كويسين وأنا كمان بقيت كويس.. 


ضمت يده السليمة إلى صدرها مقبلة اياها عدة قبلات ثم رفعت عينيها لتنظر بداخل عينيه وهنا فقط اطمئن قلبها على وجوده معها فقالت:


_ كنت الأول الكل بيقول عليا مجنونة بحبك، لكن بعد الفترة اللي فاتت دي أنا بقيت مهووسة بيك.. 


ماذا يقول لإمرأة مثلها ، وماذا فعل بحياته حتي يعطيها الله إليه؟!.. أشار إليها لتقترب منه أكثر ليضع رأسها على صدره وشفتيه تعطي لخصلاتها عدة قبلات عاشقة هامسة:


_ تقولي ايه بقي لواحد كان من الأول مهووس ؟!.. كلمة بحبك بقت قليلة أوي يا عطر ، مشاعري ليكي تستاهل كلمة أكبر وأقوي من كدة ، بس تعرفي إنك رزقي الحلو في الدنيا ومن هنا ورايح هعمل كل حاجة عشان تبقي رزقي الحلو في الجنة..


أبتعدت عنه مردفة بمشاكسة:


_ ده على أساس إنك هتدخل الجنة بكل مصايبك إللي فاتت دي ؟!..


أومأ إليها ببراءة مردفا:


_ يمكن ربك كريم وكبير.. وحتي لو دخلت النار هتبقي معايا ريحي نفسك..


حركت رأسها بمعنى لا فائدة وقالت:


_ مفيش فايدة فيك..


____ شيما سعيد ____


مر شهر كامل..


بغرفة فريد..


أشار لهالة بيده حتى لا تعطي له معلقة أخرى من الطعام مردفا بابتسامة مرهقة:


_ خلاص كفاية بجد يا هالة مش قادر..


مدت شفتها السفلى بطريقة لذيذة ثم وضعت المعلقة بطبق شوربة الخضار مردفة:


_ وبعدين معاك يا فريد أكلك ده مش هينفع  صحتك محتاجة تاكل كويس وتاخد علاجك..


ببراءة غريبة وبعيدة عنه كل البعد نظر اليها ثم قال:


_ ما أنا شاطر وبعمل كل اللي أنت بتقولي عليه يا هالة..


أعطت إليه إبتسامة لطالما رآها ولكنه بدا يشعر بها بتلك الأيام فقط أصبحت مصدر سعادته وأساس راحته، جذب كفها لتقترب منه واضعا يده خلف عنقها مردفا:


_ إنتِ حلوك قوي يا هالة يا بختي بيكي كل ما أبص في وشك بعرف إني راجل محظوظ ومحظوظ قوي كمان.. 


رفعت حاجبها بسخرية لذيذة وقالت:


_  يا سلام يا اخويا دلوقتي بقيت في نظرك أحلى ست في الدنيا أمال زمان كنت محتاج تكشف نظر.. 


ضحك بخفة قائلا:


_ لازم تفصليني وتخرجيني عن المود عشان ترتاحي بس إنتِ فعلاً حلوة قوي وأنا زمان ما كنتش محتاج أكشف نظر أنا كنت محتاج أتخبط على دماغي عشان أعرف قيمة اللي في ايدي، إنتِ كمان يا هالك كنتي محتاجة خبطة قوية عشان تبقي أقوى من كده وتقدري تدافعي عن حقك وتقولي الحاجة دي بتاعتي.... 


لأول مرة بحياته يراها بتلك الشراسة، لفت يديها حول عنقه وضغطت ضغطة خفيفة قبل أن تقول بنبرة تحذيرية يفوح منها رائحة التهديد الصريح:


_ لأ ما أنت خلاص بقيت شاطر وعارف إنك بتاعي ومن حقي، وأوعدك يا روح قلبي إن لو عينيك الحلوين دي بصت لأي ست في الدنيا غيري هحط صوابعي الاتنين فيهم، فتلم واعمل حسابك إن جاي لك عيل في السكة محتاجك جنبه تسنده بدل ما تتسند عليه بعد ما أعميك.. 


ضحك من أعماق قلبه، ربما هذا ما كان يريده شعوره بغيرتها عليه، تعلم من صغره أن الغيرة أساس الحب والبرهان الأقوى عليه ومع ذلك كانت دائماً محبة ومطيعة، تفعل ما يأمرها به وتتحمل ما لم تتحمله امرأة، ربما يكون لا يستحقها، إلا أن القدر جعل نبتة صغيرة تطرح بأعماق رحمها لتعطي إليه فرصة من ذهب حتى تأخذ منه الحب المستحق، ويتعلم معها المعنى الحقيقي للمشاعر..


 جذبها أكثر ليغلق يديه عليها يضعها على صدره لو يقدر لفتح قلبه وجعلها بداخله إلى الأبد همس بنبرة محبة:


_ طيب بمناسبة الجو الشاعري اللي احنا عايشين فيه في المستشفى ده ما تقومي تقفلي الباب وتيجي تطمني عليا بضمير يا عالم اللي تأثرت الكليه بس ولا وإلا... 


وضعت يدها على فمه بسرعة تمنعه من تكملة وقاحته مردفة:


_ اسكت تعرف تسكت هو أنت ما ما تسترش في حتة أبداً .. 


غمز إليها قائلاً:


_ يا بت بحبك وعايز أعبر لك عن حبي أبقى غلطان..


_ لأ مسك.... ايه أنت قولت إيه ؟!..


_ بحبك يا هالة..


توقع ألف رد فعل إلا بكائها، انهارت بالبكاء ورنين كلمته يتردد بداخل أذنيها لتقول بنبرة متقطعة:


_ إنت قولت إن إنت بتحبني بجد يا فريد؟!..


أومأ إليها هامسا:


_ بحبك يا هالة وعايز أعيش عمري كله معاكي، تقبلي نسيب البلد دي ونسافر ونبدأ أنا وإنتِ من جديد بعيد عن فلوس أبوكي وعن كل حاجة وحشة عشناها هنا؟!.. 


_ موافقة أسيب الدنيا كلها عشانك وأبدأ معاك في أي حتة بس تحبني يا فريد..


_ بحبك..


______ شيما سعيد ______


بعد مرور عشر أعوام..


بأول أيام شهر رمضان المبارك، تجمعت عائلة أبو الدهب بمنزل الراوي، دلف موسى لغرفة السفرة وفيروز تعلق ذراعها بين ذراعه ويدها الأخرى موضوعة على بطنها المنتفخة، إبتسم بوقار للجميع قبل أن يقترب من كمال مقبلا يده مردفا :


_ كل سنة وإنت طيب يا حاج كمال..


_ وأنت طيب يا ابني أتأخرت كل ده فين؟!..


أقترب من والدته وفعل معها بالمثل ثم أجاب بهدوء وهو يساعد فيروز على الجلوس :


_ في الشركة يا حاج ما أنت عارف محدش مضمون ممكن أسيب له مالي..


أومأ إليه كمال مصدقا على حديثه لتقول فيروز بتعجب :


_ نوح وعطر فين لحد دلوقتي المغرب قربت تأذن؟!..


أجابتها هادية التي كانت تضع يدها على يد هذا المتحرش :


_ في الطريق بيقولوا عندهم مفاجأة عايزين نعرفها..


قطعت حديثها مع سماعها لحديث خاطر المنحرف :


_ بقولك إيه يا كنافة المغرب تأذن من هنا نطلع نرتاح في أي أوضة لحد التروايح..


جزت على أسنانها مردفة :


_ أسكت أحسن لك بدل ما أعلى صوتي وعمو كمال يسمعك وقتها هيمسح بيك الأرض..


نظر إليها بضجر وقال بنفس الهمس :


_ عيلة فقر بس لينا بيت يلمنا ووقتها بقى شوفي عمو كمال هيعمل لك ايه يا أم كمال..


دق هاتف كمال ليقول بنبرة سعيدة :


_ ده فريد بيرن من دبي فيديو كول يلا كلنا نكلمه..


تجمع من بالغرفة للحديث مع فريد إلا ابن الراوي وحرمه المصون، جذبها للخارج لتقول بتعب :


_ بالراحة يا موسى أنا في التاسع ومش قادرة أجرى، اهدى على نفسك مش هيطلع من الموبايل هو..


جذبها لتبقى بين يديه ثم همس إليها بغيرة :


_ حتى لو بينك وبينه ألف ميل مش من حق حد يسمع صوتك غيري فاهمة يا أم الرجالة..


إبتسمت على هذا اللقب وخصوصا إنها أنجبت إليه ثلاث أولاد غير ريان، جاءت لترد عليه دلفت عطر وخلفها نوح بسعادة تشع من ملامح وجهيهما لتقول فيروز :


_ كنتوا فين إنتوا الاتنين انطقوا..


جذبتها عطر ودلفت بها لغرفة السفرة مرة أخرى ثم أشارت لنوح مردفة بلهفة :


_ قول إنت الخبر ده يا حبيبي..


أومأ إليها بحماس طفل صغير ثم قال بنبرة مرتفعة وكأنه يود إيصال الخبر للعالم بأكمله :


_ عطر حامل...


بهجة سيطرت على المكان بين الأحضان الحارة والمباركات الخارجة من القلب، إبتسمت ثريا بسعادة مردفة :


_ أخيراً يا بناتي شوفتكم فرحانين واطمنت عليكم عقبال ما أطمن على ورد وجوري..


ضم موسى فيروز إليه هامسا :


_ عايز بعد ما تولدي تجيبي ليا بنت شبهك يا فيروز..


حركت رأسها بقلة حيلة مردفة :


_ كان على عيني احنا عملنا كل اللي نقدر نعمله والدكتور قالك خلفتك كلها ولاد يا أبو الرجالة..


_ مدفع الإفطار أضرب...


____ شيما سعيد ____.


                    تمت بحمد الله 

      لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

 

وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
تعليقات