
الفصل الثلاثون 30 والاخير
بقلم ايمان عطية
الحلم والسراب
بقلم إيمان عطية
زياد كان قاعد مع والدته وبتشكر في العروسة وأهلها… وفجأة قالتله.. بس في حاجة عاوزة اكلمك فيها.. وفرحتي مش هتكمل إلا بيها…
_ خير ياست الكل في أيه؟؟
_ مش عاوزاك تسافر تاني يابني… كفاية غربة و شحططة يازياد… خليك هنا بقا ورزق هنا رزق هناك يابني…. أنا عارفة إنكم أكيد مخططين تبتدوا حياتكم مع بعض في السفر.. بس أنا تعبت من الوحدة يابني.. وعاوزاكم تملوا الدنيا عليا… صحيح هتبقوا في شقتكم.. بس أهو هتيجوا تزوروني كل شوية واتطمن عليكم..
_ هو انتو اتفقتوا عليا من أولها والا أيه… إنتي تقوليلي بلاش سفر.. ونجوى كمان مش عايزة تسافر…. هي أيه الحكاية؟؟؟
_ بجد والنبي يابني.. ينصر دينها ويصلح حالها يااارب.
_ أيوااااااا الكلام جه على هواكي.. عشان كدة بتدعيلها… والله واتسوحت يازياااااد.
_ هههههههه لا ياحبيبي عمرك ماتتسوح أبدا.. دانت حبيبي..
_ حبيبتي ياست الكل…. كدة بقا الأصوات إتنين لواحد في موضوع السفر… وكدة بقا هاضطر أخطط من أول وجديد.. في حكاية السفر والشغل…
آه بالحق… جارنا الأستاذ عادل هيسيب الشقة بجد؟
_ أيوة يابني هينقل الشهر الجاي.
_ طب كويس أوي… هانزل أكلم صاحب العمارة علشان آخدها وألحق أظبطها وادهنها… سلام ياأمي… دعواتك.
_ ربنا يسهل لك الحال يابني.. ويوقفلك ولاد الحلال.
مر أسبوع وخلاله… جددت لماما الأنتريه اللي إدتني فلوسه وقت جوازي الأول…. وجبت هدية دهب قيمة لفرح بنت أختي…
وفي يوم إتكلمنا أنا وبابا وسألني عن رأيي النهائي في الجوازة وقولتله إني صليت استخارة والحمد لله حاسة براحة من ناحية زياد.. لكن بردوا اللي يشوفه بابا أنا هعمله… قاللي توكلنا على الله… كلميه وقوليله الخيرة فيما اختاره الله.. وربنا يابنتي يجعلها جوازة العمر ويهدي سرك ويسعدك…
أمنت عالدعاء وقمت أكلم زياد وأفرحه… وفعلا فرح جدا وقاللي أخيرا ياعمو اتكرمت ووافقت…
المهم جم تاني يوم هو ومامته واتفق مع بابا إننا نروح نتغدا عندهم الأسبوع الجاي ونشوف الشقة اللي هنتجوز فيها… هي كانت لسة فيها الساكن القديم بس شوفنا شقة زياد ومامته وتقريبا الاتنين نفس النظام….
إتغدينا معاهم أنا وماما وبابا غدوة سمك متينة… سنجاري وسمك مقلي وجمبري وشوربة سي فود وسلطات ورز صيادية… الأكل كان جاهز من مطعم مشهور في اسكندرية.. بس كان تحفة… وهو بصراحة…
وبعد الغدا شربنا شاي بنعناع من إيدين طنط كان جميل أوي.. نزلنا بعدها إشترينا الشبكة والدبل… واتمشينا عالبحر وبعدين زياد عزمنا على رز بلبن تحفة من عند الشيخ وفيق… بصراحة اليوم كان جميل جدا بكل تفاصيله.. وحبيت اسكندرية جدا بشوارعها وناسها وجوها وكل حاجة فيها…
بقينا بعد المغرب وبابا قال كفاية كدة نروح بقا… زياد صمم يوصلنا لحد بيتنا في المنصورة… روح مامته الأول وبعدين وصلنا… بابا كان رافض خالص مش عاوز يتعبه لكن زياد صمم هو كمان ووصلنا فعلا… بابا عزم عليه يطلع معانا شوية يرتاح من الطريق… طلع فعلا شرب قهوة مع بابا ونزل تاني عشان يلحق يوصل اسكندرية بدري….
أول ماوصل البيت فضل يكلمني طول الليل ومبسوط من اليوم الجميل اللي قضيناه مع بعض…
فضلنا نتكلم كل يوم ويسمعني أجمل كلام…
بعد زيارتنا لاسكندرية بأسبوعين عملنا حفلة الخطوبة عالديق ولبسنا الدبل…. وبدأنا بعدها نوضب الشقة ونشتري الجهاز.. كنت حاسة إنها أول جوازة ليا… نسيت أحزاني ووجعي وعيشت أجمل فترة خطوبة…. ربنا يسرلنا كل حاجة وخلصنا الشقة والجهاز وكل حاجة في حوالي شهرين… إتفقنا على موعد الفرح وقبله بأسبوع…. سامية كانت قاعدة عندنا هي وفرح وماهر كان بييجي كل يوم يتغدا معانا ويروح… وفي اليوم ده حكالنا إن أحمد إتصل بيه بيحاول يصالحه ويعتذرله عاللي حصل وإنه ندمان وتعبان… طلق مراته بعد ماطلعت عينه وزهقته في عيشته من طلباتها اللي ملهاش آخر وإنه عرف قيمتي ونفسه أسامحه وارجعله… ماهر قاله شيل بلوتك لوحدك.. ده اختيارك وقرارك.. وقاله إني هتجوز خلال ايام.. وحتى لو كنت لسة مش مخطوبة… عمري ماكنت هوافق أرجعله ولا حد من أهلي ولا ماهر نفسه كان هيوافق إني أرجعله… بصراحة زعلت عاللي حصلله… ورجعت فكرت وقلت سبحان الله. لعل الخير يكمن في الشر… وزي أنا ماحياتي اتغيرت للأفضل بعد طلاقي منه… جايز هو كمان ربنا يعوضه خير بعد مافشل مرتين في جوازه… المهم النوايا الحسنة والتصرف السليم… ورب الخير لا يأتي إلا بالخير…
تاني يوم دق جرس الباب… فتحت لقيت أحمد واقف قدامي… قلبي اتقبض أول ماشوفته… بعد ماكان بيدق من كتر حبي ليه.. إتقبض واتقفل من ناحيته…. ملامح وشي اتغيرت ووقفت متخشبة مش عارفة أقول أيه… سبحان مقلب القلوب… ماما جات أنقذتني وقالت مين يانجوى… هي
كمان اتصدمت أول ماشافته وقالتلي إدخلي نادي أبوكي يابنتي وادخلي أوضتك…. فضل واقف على الباب لحد بابا ماطلعله وقاله بنبرة جافة: أفندم… أي خدمة؟
أحمد بإحراج وخجل شديد : طيب ممكن أدخل ياعمي؟
بابا على استحياء :إتفضل.
قعدوا في الصالون وفضل يعتذر ويبرر ويتحايل على بابا إننا نسامحه ونديله فرصة تانية بس بابا سمعه كلام يحسسه قد أيه كان صغير ومش قد كلمته..
بس أحمد صمم يقعد معايا يمكن يكون ليا رأي تاني… (البيه كان مالي إيده من حبي ليه وعاوز يستغل ضعفي ويحرجني بكلامه عشان أرجعله) بابا رفض بشدة وقاله إني مخطوبة وميصحش أقعد معاه.. وإن بابا قد كلمته اللي إداها لزياد ولايمكن يرجع فيها بدون سبب..
أشفقت على بابا لانه تعب بجد من كتر الرفض وأحمد لسة مصمم…. لتاني مرة بيثبتلي إنه إنسان أناني مش بيفكر غير في نفسه وبس… لقيت نفسي خرجت من الأوضة وقلت : تسمحلي يابابا أقول كلمتين بس للباشمهندس أحمد؟
بابا بصلي وبص في الأرض بدون تعليق وسابني أتكلم..
قولتله : طلبك مرفوض يابشمهندس… مش عشان أنا مخطوبة بس… لكن عشان عمري ماهاحس معاك بالأمان…. إنت إنسان أناني وهوائي… بتتصرف بعشوائية وبدون تفكير… واللي زيك عمره ميكون سند وأمان لزوجته…قاللي طب إديني فرصة تانية يانجوى… أنأ عرفت قيمتك وندمت كتير والله.. قولتله أنا اديتك فرصة تانية فعلا… لما سمعتك وانت بتخونني في التليفون وتحكي لواحدة المفروض إنها غريبة عنك… بتحكيلها أسرارك الشخصية مع عروستك… عروستك اللي كسرت فرحتها من أول يوم جواز… ومع ذلك اتحملت وعملت روحي معرفش حاجة واديتك فرصة عشر أيام بحالهم وانا بدوس على كرامتي وبحرق في دمي وأعصابي علشان أسيبك تفكر مع نفسك… مفكرتش خلال العشر أيام دول إنك تقرب مني وانا مراتك علي سنة الله ورسوله… بالعكس كان كل كلامك وضحكك وهزارك مع واحدة غيري… حسستني إني ولا حاجة… هوا مش متشاف… لولا فضل ربنا كنت شككتني في نفسي…. أنأ لما اتجوزتك كنت فاكراك راجل بجد هتكون سندي وأماني لكن طلعت غلطانة… بس الحمد لله لقيت الراجل اللي بجد… راجل عاوزني لشخصي.. مش واحدة سد خانة وحل بديل…
أحمد بصلي بنظرة إنكسار كلها ندم ومشي بدون ماينطق ولا كلمة.
دخلت على أوضتي وفضلت اعيط لحد ماحسيت براحة غريبة… راحة ضمدت جراحي ورجعتلي ثقتي بنفسي…
مسحت دموعي وحمدت ربنا على فضله عليا ورجعت لحياتي الطبيعية..
نسيت أقولكم إني كنت بتواصل مع طنط روضة باستمرار بمعدل مكالمة كل أسبوع تقريبا وطبعا بحكيلها كل أخباري أول بأول… وكنت كمان ببعت التصميمات المطلوبة للحاج مصباح وهو بيبعتلي الراتب على حسابي في البنك… عملت مبلغ كبير الحمد لله…. وفكرت أفتح الأتيليه اللي كنت بحلم بيه من زمان. بس أجلت التنفيذ لحد مااتجوز وابقا اعمله في اسكندرية إن شاء الله… عزمت طنط روضة وأسرتها على الفرح والحمد لله كانت موجودة في القاهرة… إتفقنا أنا وزياد إن فرحنا يكون في قاعة في اسكندرية… والمعازيم مكانوش كتير… يعني… قرايبه وصحابه وزمايله… وأنا كمان القرايب والمعارف والجيران… وطبعا طنط روضة وأسرتها… وافقت تيجي الفرح بس تنزل على اسكندرية على طول قبل الفرح بيومين… منه يغيروا جو ويتفسحوا وكمان يحضروا الفرح.. وطبعا هينزلوا بفندق….
يوم فرحي زياد حجزلنا سويت تبع القاعة روحناه أنا وأسرتي من الصبح بدري والفرح بدأ بالليل… كان فرح جميل وهادي.. حسيت إنها أول فرحتي… الكل كان مبسوط وفرحان من قلبه… روضة وجوزها وسيف وبناتها نيفين ونرمين كانوا منورين الفرح…
خلصت الحفلة وودعت أهلي وحبايبي وروحت مع زياد لعش حبنا…. كان مجهزلي مفاجأة نقضي أسبوع في الساحل الشمالي يبدأ من يوم الصباحية… أنا كمان كنت مجهزاله مفاجأة لما اكتشفها قاللي… طب إزاي؟؟ مش كنتي متجوزة؟ إزاي لسة عذراء؟؟ قولتله إنت ماسألتنيش وانا كنت عاوزة أعرف إن كنت شاريني وعاوزني مهما كانت ظروفي والا لأ… ولما لقيتك شاريني وعاوزني ومش فارق معاك مااتكلمتش…
_ أيوة طبعا بحبك وشاريكي مهما حصل..
_ أنا كمان بحبك بجد يازياد… مش عارفة هتصدقني والا لأ لو قولتلك إنك أول حب حقيقي في حياتي…
_ هصدقك ياحبيبتي لأني أنا كمان عندي نفس الإحساس..
_ حبيبي يازياد… ربنا يجعل أيامنا كلها حب وسعادة..
_ يااااااه يانوجا…. أول مرة تقوليهالي صريحة… مع إني كنت بحسها وبشوفها في عنيكي… بس كان نفسي أسمعها..
_ أنا كمان يازياد حسيتها لأول مرة من الخواطر اللي كنت بتكتبها… كنت بتمنى إنها تكون ليا أنا… بس أرجع واقول لالالا أكيد يقصد حد تاني… كنت بموت حرفيا.. وخصوصا لما شوفتك واقف مرة مع رضوى…. يومها قلت أكيد هي دي..
_ لا طبعا… إنتي اللي لفتتي نظري من أول لحظة.. وبعدين دخلتي قلبي واتربعتي جواه… مع إنك كنتي متحفزالي من أول لحظة شوفتيني فيها… بس غلاوتك كانت بتزيد في قلبي معرفش ازاي..
_ أظن بقا بعد مااتجوزنا خلاص.. هيروح الحب والكلام الحلو ده والمشاعر والخواطر كمان هتروح لحالها.؟
_لأ طبعا.. دي الجرعة هتزيد… والخواطر والأشعار كمان هتزيد… عارفة ليه؟ عشان مصدر الوحي ومنبع الإلهام بقوا جنبي خلاص…
بعد الكلام الجميل ده نمت وانا حاسة إني في حلم جميل.
فضلت عايشة في الحلم الجميل ده وكل يوم أجمل من اللي قبله… زياد كان حنون جدا… متفاهم وهادي… كنت كل يوم بحبه أكتر من اللي قبله…
خلصت فترة شهر العسل وابتدينا نفكر في مستقبلنا وشغلنا… إتكلمت مع زياد عن حلمي اللي نفسي أحققه وافتح الأتيليه… مع إنه كان نفسه أشتغل معاه بالتدريس زي ماكنا في الكويت لكن أقنعته إني بفضل شغلي التاني ده… خصوصا إن الشغل بالتدريس شبه مستحيل لعدم وجود تعيين… حتى هو نفسه لقى شغل بالعافية في مدرسة خاصة براتب معقول شوية…. فتحت مشروعي ونجحت فيه بفضل الله لدرجة إن التصميمات بتاعتي كنا بننفذها ونصدرها والإقبال عليها كان كبير… في خلال سنة كان معانا تؤام جميل (رهف ورحيم) ماما زينات (والدة زياد) كانت في قمة سعادتها بيهم… مكانتش بتفارقهم ولا لحظة إلا وقت النوم… كانوا دايما ياإما عندها أو هي تيجي تبات معانا وتساعدني في رعايتهم…. بصراحة ساعدتني كتير وشالت معايا كتير في تربيتهم… وكانت سعيدة بيهم وبلمتنا حواليها…. أنا كمان كنت في قمة سعادتي… السراب اتبدل وبقا حلم من جديد… حلم جميل حلمت بيه وحققته وربنا رزقني بأسرة جميلة وحياة سعيدة.
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا
وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك