
رواية عشق تحت القيود
الفصل السابع 7 والثامن 8
بقلم هاجر عبد الحليم
غرفة نوم وسام
غرفة نوم في الفيلا. عادل ووسام في وضع محرج على السرير وداليا طرقت البات عدة مرات ولكن لا احد يجيب فقررت الذهاب مدة قصيرة وستعود مرة اخري
عادل: (بهمس)
"يلا بسرعة، لازم تخرجي من هنا قبل ما تفتح الباب!"
وسام: (بصوت منخفض وهي ترتجف)
"إزاي؟ لو شافتني هنا، هتقتلني، والله!"
عادل يفكر بسرعة، عينيه تتنقلان بين الأثاث في الغرفة.
عادل: (بحسم)
"مفيش وقت... في باب سري ادخليه هينزلك تحت عند الخدم بسرعة
وسام تتوتر وتفتح خزانتها بسرعة، بينما عادل يهرع إلى الحمام ليختفي عن الأنظار.
داليا اتت وفتحت الباب ودخلت الغرفة بنظرة مشككة، لكن لا تلاحظ وجود وسام ولكن اتصدمت بعادل يخرج من الحمام
داليا: (بلهجة غاضبة)
"عادل! في إيه؟ بتعمل إيه هنا؟"
عادل يلتفت بسرعة ليواجه داليا، يحاول الحفاظ على هدوئه بينما يبتسم ابتسامة مرتجلة.
عادل: (بتصنع)
"مفيش حاجة، بس الجو هنا هادي، حبيت أريح شوية، الاستجمام هنا خيالي ثم انا ملقتش حد ف قولت ليه مقعدش هنا المكان ريحه حلو
داليا تقترب منه، ونظراتها توحي بأنها تشك في شيء ما. تبدأ في فحص الغرفة بعناية، لكن لا تجد أي دليل على وجود وسام.
داليا: (بتحقيق)
"ليه حسيت إن في حاجة مش مظبوطة هنا
عادل يبدأ في محاولة تهدئتها بابتسامة مزيفة، وكلما اقتربت داليا أكثر، زادت دقات قلبه.
عادل: (بابتسامة كبيرة)
"ياروحي مفيش داعي للقلق خالص ثم انتي من امتي بتشكي فيا وبلاش عينك تدور بالشكل دا محسساني اني بخونك لي؟
داليا: (بتوتر)
"خلاص، بس خلي بالك... لو شفت حاجة غريبة مش هعديها بالساهل حظك حلو اني مش عارفة افكر كويس؟
داليا تخرج من الغرفة، وأعين عادل تتبعها بحذر. ينتظر لحظة حتى تتأكد من مغادرتها، ثم يلتفت ليضحك بصوت منخفض، ضاحكًا من الموقف.
عادل: (مهمسًا لنفسه، وهو يبتسم)
..حسيت اني عامل زي العيل المراهق اللي ابوه افشه وهو بيشرب سجاير
يخرج عادل ببطء من الغرفة، يخفف عن نفسه من التوتر الذي شعر به. بينما تنتشر ابتسامته على وجهه، يشير إلى أن الموقف مر بسلام.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في غرفة الطعام، حيث يلتف الجميع حول طاولة الفطور. الصحون مليئة بالطعام، والعصير الطازج يملأ الأكواب. كمال يجلس في المقعد الرئيسي، وعادل بجانبه، بينما داليا تجلس أمامهم. وسام تقف في الزاوية خلفهم، تقدم الطعام بهدوء.
كمال (مبتسمًا بينما يأخذ قضمة من طعامه):
"الفطار مش سيء، بس مش كفاية عشان تبدأ يومك بشكل صحّي. كنت أتمنى تجهزوا حاجة فيها تنوع اكتر
داليا (نظرة غاضبة في عينيها، تنظر إلى وسام):
"انا مطلبتش من وسام اصلا انها تختار الفطار لينا انهردة دا شيء غير مقبول
تبتعد داليا عن الطاولة لحظة، وتعود وهي تحمل طبقًا من الطعام. قبل أن تضعه أمام عادل، تلتفت إلى وسام وهي تقول بغضب.
داليا (بتعالي):
"إنتِ إيه، مش شايفة غلطك؟ إزاي جايبة البطاطس بالطريقة دي؟ أنا مش قولتلك تعمليها زي الناس؟ ولا أنتِ مش عارفة الفرق بين طعام العيلة الكبيرة وبين طعام الخدم ياخدامة؟
وسام (بحذر، معبرة عن خجلها):
"آسفة... ما كنتش أقصد. هجهز غيرها وهعمل غيرها ع طول
داليا تلتفت بجزع، بينما عادل يتنهد، يشعر بالتوتر في الجو. يضع الكوب من يده، ويميل نحو داليا ليضع حدًا للجدل.
عادل (بهدوء لكنه حازم):
"داليا، بلاش تبالغي في ده. وسام مش غلطانة في حاجة. هي عاملة كل حاجة زي ما طلبتي. لو في حاجة ناقصة، ممكن يكون في نقد خفيف انتي بالطريقة دي بتهينيها
داليا (بغضب أكبر، ترفع صوتها قليلاً):
"مفيش حد منكم يقدر يحط لي حدود! أيوه، أنا عايزة كل حاجة مثالية، مش لازم تقولي إزاي أتعامل مع الخدم. أنا واثقة في شغلي، لكن يا عادل، لو حابب تشارك في الطريقة تعال علمني."
عادل ينظر إلى داليا للحظة، ثم يحاول أن يتنفس بعمق، يستجمع أعصابه.
عادل (بصوت منخفض لكن حازم):
"مفيش حاجة غلط في اللي بتعمليه، بس في أسلوب ف التعامل. مش معقول تحطّي الناس تحت
رجلك كدا . دي مش الطريقة اللي عاوز أعيش بيها."
كمال (ينظر إلى عادل بتأمل، ثم يتكلم بنبرة هادئة):
"عادل، معاه حق ياداليا المبالغة دي نهايتها وحشة وممكن تتصدمي بردود الافعال بعد كدا
داليا (بحنق، تنظر إلى كمال بنظرة استفزازية):
"دي حياتي وأنا اللي هقرر. أكيد مش إنتو اللي هتعلموني إزاي أعيش واتكلم؟
عادل ينظر إلى كمال، ثم يعيد نظره إلى داليا، متحكمًا في أعصابه. بينما يتحدث، يشعر بالضيق من الوضع المتوتر.
عادل (بحسم):
أنا ضد فكرة إهانة الناس من أي نوع. وسام مش محتاجة تعامليها بالطريقة دي، ومن هنا ورايح لازم تحترمي شغلها وتحترميها شخصيا
داليا (بلهجة ساخرة، تبتسم ابتسامة مريرة):
"واحترمها ليه؟ ده لو كانت تعرف تفهم شغلها زي الناس، كان الموضوع ده مش هيوصل لهنا ومش هبقى مضطرة اسمعك. انت بتدافع عنها بالشكل المستميت دا
وسام تهز رأسها، تحاول أن تتجنب الصراع. عندما تجد أن الحوار يزداد حدة، تلتقط طبقًا إضافيًا من الطعام وتبتعد عن الطاولة.
عادل (بسرعة):
"وسام، استني... مفيش حاجة حصلت تستحق كل ده."
وسام تبتسم قليلًا، تحاول أن تستعيد بعض من راحة النفس، لكنها تخرج بصمت من الغرفة.
كمال (موجهًا حديثه إلى الجميع):
"لازم نفهم إن الناس اللي معانا مش مجرد أداة لتحقيق رغباتنا. إذا كنتوا هتحطّوا خدمكم في مكان متدنٍ، إزاي تطلبوا منهم يحترموكم؟"
داليا تتنهد بصوت عالٍ، تحاول الرد ولكن تتراجع قليلاً عندما تشعر بأن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتها.
داليا (بصوت غاضب لكنه منخفض):
"أنا بس عايزة كل حاجة تتم حسب طريقتي. كل واحد له مكانه."
عادل (ببعض الهدوء لكنه مصمم):
"الاحترام مش له مكان واحد، ولا لناس معينين. عشان كلنا نعيش مع بعض بشكل أفضل، لازم نتعامل مع الناس كإنهم جزء من العيلة."
تخرج وسام من الغرفة، وعادل يراقبها بحذر وهو يشعر بحيرة بين معركتين؛ معركة دفاعه عن كرامة وسام، ومعركة مواجهته لزوجته في نفس الوقت.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
المكتب الكبير لكمال
. كمال يجلس خلف مكتبه الفخم، ينظر إلى الأوراق أمامه بتفكير عميق. عادل يدخل المكتب بهدوء ويغلق الباب خلفه، ثم يقترب من المكتب، ويحاول قراءة الجو العام في الغرفة.
كمال (ينظر إليه وهو يرفع رأسه):
"عادل، كنت مستنيك. إيه أخبار الشغل؟ هل الأمور ماشية زي م خططنا؟"
عادل (يجلس على الكرسي المقابل له، ينظر إليه بحذر):
"العمل مستمر، لكن فيه شوية تحديات. في الفترة الأخيرة، استراتيجياتنا مش جايبة نفس النتائج زي زمان. لسه شغال على بعض التعديلات، لكن الموضوع مش سهل."
كمال (يتنهد بعمق، يحدق في عادل بنظرة ثاقبة):
"التحديات؟! دايمًا فيه تحديات، لكن المهم ازاي بتواجهها. مش لازم تكون راضي عن الوضع، لازم تشتغل على تصحيح المسار. عارف تمامًا إنك قادر، لكن إنتَ عايش في خانة الراحة شوية."
عادل (يحاول الاحتفاظ بهدوءه، لكنه يشعر بتوتر داخلي):
"مفيش حاجة بتكون سهلة، . الفريق محتاج دعم أكتر، والموارد أقل. لازم نعيد توزيع المهام، وكل واحد ياخد مسؤوليته بشكل أفضل. بس الوضع معقد."
كمال (ينظر إليه بنظرة حادة، ثم يرد بنبرة حازمة):
"أنت دايمًا شايف أن الوضع معقد. كل الناس عندهم تحديات. بس الفارق بينك وبينهم، إنهم مش بيقفوا. عارفين يحاربوا لحد ما يلاقوا حل. أنا مش عايزك تبقى زي البقية اللي يشتكوا من الظروف. لازم يكون عندك حلول."
عادل (بخجل، لكن يرفع صوته قليلًا):
"مش مسألة مجرد حلول، يا بابا الأمور مش ماشية زي ما كنت متخيل. ممكن نعيد النظر في الاستراتيجيات؟ محتاجين وقت إضافي لتطوير الفريق وتدريبهم بشكل أعمق."
كمال (يحدق فيه لفترة طويلة، ثم يبتسم ابتسامة صغيرة، وكأنّه لا يقتنع):
"أنت عارف إيه اللي ينقصك؟ الحسم. لما يكون عندك هدف، لازم تركز على الوصول ليه مهما كانت التحديات. ما فيش حاجة تقدر توقفك، إلا إذا كنت أنت موقّف نفسك."
يتوقف لحظة، ثم يضيف بلهجة أقل قسوة ولكن مشحونة بالتحفيز.
كمال:
"أنا مش بهددك. أنا عايزك تكون أقوى. الكل عارف إنتَ مين، بس لو عايز تظل في القمة، لازم تظهر قوتك وقدرتك على اتخاذ القرارات الصعبة."
عادل (يحاول أن يعبر عن تفهمه، لكنه يزداد توترًا مع كل كلمة من كمال):
"أنا فاهم، بس مش لازم نضغط في وقت زمني ضيق. لازم نعمل توازن بين السرعة والجودة. لأن لو ضغطنا الفريق لدرجة كبيرة، هنخسر الكفاءة."
كمال (يتنهد، يحاول إخفاء ضيقه لكنه يضغط على عادل):
"الناس اللي بتشتكي مش هتستمر. إنتَ مش لوحدك في المعركة دي، في النهاية، لازم تحقق الأرقام. لو في أخطاء، ما تتهربش منها، حلها فورا وإلا هتكون الخسارة أكبر."
عادل يشعر أن النقاش يزداد حدة، لكنه يحاول العودة إلى نقطة التوازن، فيرفع يده بشكل يشير إلى أنه يريد توضيح الأمر.
عادل (بصوت هادئ ولكن مصمم):
"مش هربت، يا بابا. أنا بس عايز نركز على النقاط الضعيفة ونشتغل عليها بشكل علمي، مش بالضغط المبالغ فيه. مش لازم نتسرع في اتخاذ قرارات يمكن تأثر علينا سلبًا بعدين."
كمال (بصوت حاسم، يقطع الحوار):
"الوقت ضيق، والفرص مش دايمًا متاحة. أنا عارف أنك قادر على إنك تحل كل حاجة بسرعة وكفاءة، ما تعودش تبقى محصور في أفكارك الخاصة. إنتَ جزء من منظومة أكبر."
عادل يلتزم الصمت للحظة، ثم ينحني برأسه في صمت وكأنّه يأخذ وقتًا للتفكير. كمال يراقب بتفحص، مستعدًا للاستماع ولكن أيضًا على استعداد للضغط عليه.
كمال (نظرة حادة):
"لازم تكون عندك خطة عمل واضحة للمرحلة الجاية. عاوز أشوف التغيير في الأداء. لو عايز تواصل في الشغل ده، لازم تطور باستمرار."
ا لحظة صمت بينهما، حيث يظل عادل يفكر في كلام والده بينما كمال يراقب عنه كثب، مقتنعًا أن الضغط هو الحل، لكن عادل لم يقتنع تمامًا بعد.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
في أحد الغرف الخاصة في الفيلا.
عادل جالس على الأريكة يراجع بعض الأوراق، بينما داليا تقف أمامه وهي ترتدي ملابس فاخرة وتتحرك حوله بثقة كبيرة. وسام، التي كانت تدخل لتقدم القهوة، تتوقف فجأة عند الباب عندما ترى الموقف بينهما.
داليا (بصوت هادئ، لكنها مليئة بالسلطة):
"عادل... عارف أنك مشغول، بس في حاجات لازم تتناقش فيها. شوف، الموضوع مش معقد زي ما بتفكر. أنا دايما معاك، وهنحسن كل حاجة سوا."
عادل (ينظر إليها بتركيز لكنه يبتعد قليلاً):
"أنا فاهم، بس مشكلتنا في الشغل مش بسيطة. نحتاج وقت عشان نقدر نحل المشاكل اللي عندنا، والمشاريع مش هتمشي بس عشان نعمل اجتماعات إضافية
داليا (تقترب منه، تمسك بأحد الأوراق التي في يده وتضعه جانبًا، وهي تبتسم بثقة):
"لا، ياروحي. أنا مش هنا عشان نتكلم عن الشغل، أنا هنا عشان نتكلم عننا إحنا. خلينا نركز على الأشياء الأهم، زي علاقتنا. أنا دايمًا جنبك، مش لازم تبعد عني وانا عايزاك حالا دلوقت
عادل (يشعر بالتوتر ويبعد نظره قليلاً، وهو يحاول الحفاظ على مسافة آمنة):
"داليا، إحنا في شغل مهم دلوقتي. مش وقته الكلام ده. بعدين، لو سمحتي، مش هقدر أركز ف الشغل لو استمرينا بالشكل دا
داليا (بصوت منخفض، وتقترب منه أكثر، تنحني قليلًا لتكون أقرب لوجهه):
"أنا مش طالبة منك اهتمام زي ما بتتخيل، بس لو فعلاً بتحبني، لازم تركز معايا. مفيش حاجة في الدنيا تهمني أكتر منك، وعارف إنك مش هتقدر ترفضني ياعادل بصلي ياحبيبي خلينا نرجع ايام زمان بينا انا بحبك وانت بتحبني موحشتكش؟"
وسام (تتوقف عند الباب، تنظر إليهما في صمت، ثم تشعر بعدم الارتياح وتدخل بهدوء، محاولًة أن تشتت الانتباه):
"مساء الخير، استاذ عادل حضرتك عايز قهوة اي خدمة اقدر اقدمهالك؟
عادل (يبتسم لها، محاولًا تغيير الموضوع، لكنه يظهر واضحًا التوتر على وجهه):
"أيوه، ممكن قهوة لو سمحتي شكراً."
داليا (ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة، تنظر إلى وسام نظرة حادة لكنها تظل هادئة):
"وسام، امشي حالا هو مش محتاج غيري دلوقتي. شوفتي، أنا دايمًا هنا عشان دا حقي مش زي الناس اللي بيحاولوا يتدخلوا في حاجات مش ليهم."
وسام (تتراجع قليلًا وتنظر إلى الأرض ثم ترفع رأسها وتبتسم بابتسامة خفيفة محاولة إخفاء التوتر):
"انا اسفة لو صدر مني اي تصرف ازعجكم انا همشي حالا
داليا (تبتسم ابتسامة مشبوهة، وتدير وجهها بعيدًا عن عادل وتلتفت إلى وسام مرة أخرى):
" لازم كل واحد يعرف مكانه هنا ومش هسمح باي تدخلات خصوصا منك
وسام (تبتلع توترها وتحاول أن تبدو هادئة رغم الصراع في قلبها):
"أنا مش عايزة أسبب مشاكل بينكم. أنا هنا علشان أساعد."
عادل (يشعر بالتوتر يتزايد ويضع يده على جبينه، يحاول التقليل من حدة الموقف):
"روحي شوفي شغلك ياوسام وجودك هنا بقا من غير داعي
ذهبت وسام تاركة عادل ف حيرة من امره وادرك انه اموره مع داليا أصبحت أكثر تعقيداً
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
المشهد في الليل، عادل يجلس على الأريكة في غرفة النوم يبدو عليه التوتر. يلتفت نحو وسام التي تجلس في الجهة المقابلة، تشعر بالتردد والضيق. عادل يحاول استجماع قوته ليتحدث، ولكن الكلمات تتردد على لسانه.
عادل (بصوت منخفض):
"وسام... انا فاهم تماما حكم الضغط اللي عايشة فيه هنا
وسام (تنظر له بنظرة مشبعة بالرفض، لا تجيب مباشرة):
"مش عايزة أسمع منك حاجة دلوقتي لو سمحت انت لو فضلت قاعد معايا دقيقة واحدة ممكن حد يشوفك بلاش تتصرف بطريقة فيها تهور وتدخل نفسك ف مواجهة انت مش ادها دلوقت
عادل (يحاول الاقتراب منها قليلاً):
"عارف إنك زعلانة وليكي حق، بس بجد فيه حاجة لازم تعرفيها. أنا مش بقدر أكون في موقف صعب زي ده، خصوصًا وأنا لسه مرتبط بداليا... لكن ده مش معناه إني مش محتاجك في حياتي. أنتِ كنتِ جزء من حياتي وساعات لو في مشاكل بتوقعني في موقف مش قادر أخرج منه، بحس إني لوحدي من غيرك انتي مصدر قوة ليا
وسام (تنظر له بحيرة، ثم تبتعد قليلاً عن قربه، وعينيها مليئة بالاستفهام):
"ارتباطك بداليا؟! انت مش شايف انه دا استغلال لمشاعري وحبي طريقتك دي خلاص قربت تموت كل الحب اللي ف قلبي ليك وصدقني ف مرة هتصحى مش هتلاقيني مهما حاولت تدور عليا
عادل (يتنهد، يحاول أن يكون صريحًا جدًا):
"مش ده المقصد... مش بقدر أشرح كل حاجة، بس لما تبقى مش قادر تبين كل مشاعرك وتكون ملتزم بحاجات تانية، بتلاقي نفسك في مواقف زي دي. أنا مش عايز أزعل حد، وأنا مش عايز أكون كده في حياتك مجرد شخص اناني. يمكن أنا أخطأت، لكن ده مش معناه إنك تفضلي بعيدة عني كدا
وسام (بصوت هادئ، تحاول أن تكون قاسية رغم مشاعرها المختلطة):
"وأنت شايف إنك بتصالحني عشان مش قادر تحل مشاكلك مع داليا؟ عادل، أنا مش لعبة. مش هقبل منك تناقضات، مش هبقى جزء من علاقة مش واضحة شوية قوي وشوية ضعيف اعمل ف مرة موقف حقيقي واحد مش مجرد كلام ف الهوا."
عادل (يقترب خطوة أخرى، وعينيه مليئة بالإصرار والندم):
"علاقتي بداليا كانت سبب إننا نواجه صعوبات، لكن دا مش معناه إننا لازم نقطع علاقتنا، أنا عايز نرجع زي ما كنا، زي ما بدأنا."
وسام (تلتفت له ببطء، ثم تقول بحزن):
"إزاي هنكون زي ما كنا وأنت مش قادر تكون واضح؟ أنا مش هكون جزء من لعبة مش فهماً قواعدها. لازم تقرر إنت هتكون مع مين بصراحة."
عادل (صوته يضعف قليلاً، يحاول أن يقنعها):
"لازم تكوني جزء من قراري اللي جاي."
وسام (تبتعد عنه، وتنظر له بجدية، وصوتها صارم):
"خد وقتك، فكر كويس في قرارك، وأنا هكون في المكان اللي أنت هتكون فيه بوضوح. لكن لحد ما تحل كل ظروفك مع داليا، أنا مش هقدر أكون معاك في نفس المكان."
وسام تلتفت وتغادر الغرفة، تاركة عادل في حالة من الحيرة والندم، بينما هو يظل جالسًا في المكان، يفكر في مستقبله.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
غرفة وسام
تاني يوم من ذلك الشجار المعتاد
، منتصف الليل. وسام جالسة على السرير، تعانق نفسها، ممسكة باختبار الحمل. عيونها مليئة بالدموع. الهاتف في يدها، تتردد للحظة ثم تتصل بعادل.
عادل (يجيب على الهاتف، صوته هادئ ولكن مليء بالاهتمام):
"وسام؟
وسام (صوتها متوتر، وكأن الكلمات لا تستطيع الخروج بسهولة):
"عادل... أنا مش قادرة أقولك. في حاجة غريبة حصلت... حاجة كبيرة. أنا... انا مش عارفة مش قادرة استوعب انا انا حامل ياعادل
(لحظة صمت ثقيلة. عادل يشعر بالصدمة لكنه يحاول ألا يظهر ذلك.
عادل (يحاول السيطرة على مشاعره، صوته صارم ولكنه حنون):
"إنتِ متأكدة؟"
وسام (تتنهد بصوت خافت، والمشاعر تتداخل في قلبها):
"أيوه... مش قادرة أصدق ده. مش عارفة إذا كنت هقدر أتحمل المسؤولية دي. ده مش شيء سهل، انا عايزة الجنين دا ياعادل عايزة احتفظ بيه انا كنت شاكة انا عملت احتياطاتي والله بس مش عارفة دا حصل ازاي مش هيهون عليا انزله ياعادل؟
عادل (يسمع القلق في صوتها، ويسارع في الرد لطمأنتها):
"أنا فاهم، أنا فاهم ده كويس. بس لازم تعرفي حاجة: ده مش عبء عليكي لوحدك. إحنا هنتعامل مع ده مع بعض، وجود الجنين دلوقت اكيد لحكمة ومينفعش نرفض رزق ربنا بعته لينا واكيد هيقربنا من بعض وهيضيق الفجوة اللي بينا
وسام (بنبرة متقطعة، تصارع دموعها):
"إزاي ده يحصل؟ إزاي هقدر أعيش مع ده؟ أنا مش قادرة أفكر في كل ده لوحدي، وكل حاجة بتتراكم فوق دماغي داليا كمال دول السلطة والقوة مش هنقدر عليهم نفوذهم تخسف بينا الارض
عادل (يخاطبها بصوت جاد وحاسم، يشعر بالمسؤولية تجاهها
"متخافيش من حد طول منا معاكي انا هعلن جوازنا وابني هيتكتب ب اسمي و هيتربي ف حضني انتي فاهمة!
وسام (بصوت يملؤه التردد، لكنها تستشعر الأمان في كلماته):
"وداليا هطلقها؟
عادل (يأخذ نفسًا عميقًا، محاولًا أن يكون أكثر إصرارًا):
"حاجة حاجة ياوسام المهم عندي دلوقتي انتي وعلاقتنا خلينا نفكر ازاي نخليهم يتقبلوا دا ولو انا كنت ضعيف ف الاول وجود عيل منك ف الوقت دا بالذات يخليني اواجه الموت مش كمال وداليا بس اهدي ارجوكي
وسام (همسات من أعماقها، وهي لا تعرف كيف تتعامل مع مشاعرها المتضاربة):
"لا ممكن ياذوك يموتوك مش هقدر مش هستحمل
عادل (صوته يملؤه الحزم والطمأنينة، وملامح وجهه تزداد جدية):
"هنواجهه مع بعض. كل حاجة هتتظبط. هنبدأ من أول خطوة، ونحل كل شيء. مش هنسمح لشيء يقف في طريقنا اوعدك
وسام (تنزل دمعة من عينها، وهي تشعر بالراحة لوجوده بجانبها، ثم تهز رأسها ببطء، وكأنها تجد في كلامه القوة لتستمر):
"شكرًا، ياعادل. مش قادرة أقولك قد إيه أنا مرتاحة. بس... لو كان فيه حاجة هتدمرنا، هتكون داليا."
عادل (يبتسم قليلًا، صوته مليء بالثقة):
"يبقي دا قدرنا ياحبيتي ولو جرالي حاجة كفايا اني هموت ف حضنك المهم بس تاخدي بالك من صحتك ومفيش تهاون تماما اظن فاهماني!
وسام (تتنهد، وتغمض عينيها قليلًا، في إشارة إلى أنها بدأت تشعر بالطمأنينة من جديد):
"أنا محتاجة ليك، ياحبيبي. وكل حاجة هتكون أسهل معاك.
عادل (بصوت حازم، يبتسم بابتسامة مطمئنة):
"بحبك اوي ياوسام بحبك اوي
عادل بعث الطمأنينة في قلب وسام، وكأنها بدأت تصدق أنه لن يتركها أبدًا، مهما كانت الصعوبات التي سيواجهونها.
يتبع
رواية عشق تحت القيود الحلقة 8
مكتب كمال الفخم في الفلة،
الذي يُظهر الترف والتسلط في كل زاوية. عادل جالس على الكرسي أمام الطاولة، ووسام تقف جانبًا، تتصرف بحذر بينما يسيطر كمال على الحديث. الملامح في الوجوه تعكس التوتر، لكن لا أحد يجرؤ على التعبير عنه بصوت مرتفع.
كمال (بابتسامة زائفة، وهو يلتفت إلى عادل): "الصفقة الدولية دي هي اللي هتغير كل شيء. وعلشان نحتفل بيها، الحفلة الجاية هتكون شيء مختلف تمامًا. هتكون حفلة عالمية، لازم كل التفاصيل تكون تحت السيطرة."
عادل (بعينين مليئتين بالشك): "حفل كبير زي ده؟ أكيد لازم نكون حريصين على كل حاجة. مين هيشرف على التنظيم؟"
كمال (يشير بإصبعه إلى وسام، ثم يلتفت إليها): "وسام هتكون المسؤولة عن كل شيء. هي هتشرف على الخدم وتنظيم كل التفاصيل. ودي فرصتها علشان تظهر للجميع مدى قدرتها."
وسام (مندهشة، تتوقف للحظة ثم تُجيب بتردد): "لكن... يعني أنا هكون مسؤولة عن... كل الخدم؟"
كمال (بابتسامة خبيثة): "بالضبط. أنتِ هتكوني اللي هتديرهم كلهم. وهتقدري تثبتي للجميع إنك قادرة على فرض النظام."
عادل (بنبرة حادة، يحاول إظهار عدم موافقته): "أنا مش متأكد إن دي أفضل طريقة، . لازم نكون حريصين على ازاي نعرض الأمور دي."
كمال (بصوت جاف، ينظر إلى عادل بنظرة حادة): "لازم تكون حريص على قوتنا يا عادل. وسام هتكون جزء أساسي من الحفلة دي، وما فيش مجال للشكوك. والأهم من ده كله... أنا هديها فستان خاص، فستان تحفة."
وسام (مفاجأة تملأ عيونها، تتردد في الرد): "فستان؟ مش فاهمة... يعني إيه فستان؟"
كمال (يبتسم ابتسامة غامضة، ثم يرفع يده ليُكمل حديثه): "هتلبسي فستان هيفاجئ الجميع. هيكون فستان مثير، عشان الناس يعرفوا إنك مش مجرد خدةمة، أنتِ فوق ده بكثير. الفستان ده هيغير كل شيء."
عادل (بغضب مكبوت، يرفع صوته قليلاً): "بابا، مش ده الموضوع اللي نتناقش فيه. هتجبرها على لبس فستان؟ ده مش أسلوب للتعامل
كمال (بابتسامة قاسية، ينظر إلى عادل بعينين متصلبتين): "الأسلوب ده هو اللي هينجح. وسام هتتعامل مع الجميع من منطلق القوة. لازم يكون فيه وضوح في الصورة. وهتعرف إزاي تتعامل مع الموقف."
وسام (بصوت منخفض، تنظر إلى الأرض قبل أن ترفع عينيها ببطء): "أنا هعمل اللي مطلوب مني. لو ده هيكون لازم، هنفذه."
كمال (يفتخر بنفسه، ينظر إلى عادل الذي لا يستطيع الرد): "إزاي تتعامل مع الحفلة دي؟ ده شغلكم يا عادل. أنا مجرد مُوجِّه، لكن لو فيه حاجة بتزعجك، يبقى لازم تعيد التفكير في المكان اللي أنت فيه."
عادل (بصوت غاضب، يخرج عن صمته): "أنا مش موافق على كل حاجة هنا، لكن لو ده اللي لازم يحصل، هيحصل. بس ده مش معناه إني هقبل بأي تجاوزات. كلنا هنا عارفين إزاي نتحكم في الوضع."
كمال (بابتسامة واسعة، يلمح إلى أن عادل لا يملك خيارات أخرى): "تمام... طالما عارفين حدودكم. فكل واحد هيشوف مكانه في الحفلة دي."
وسام (بصوت ضعيف، لكنها تظهر حزمًا في عينيها): "كل شيء هيتحكم في مكانه، وأنا هكون على قدر المسؤولية."
في ممر الفلة الهادي
حيث الأضواء الباهتة تسلط خيوطها على الأرض اللامعة، يتواجه عادل ووسام. عادل يقترب منها بسرعة، وأمامه كل مشاعر الغضب التي تعصف به بعد اقتراح كمال بشأن الحفلة والفستان. وسام تقف ثابتة، تحمل تحديًا في عينيها، وكأنها تتوقع هذه المواجهة.
عادل (يقترب منها بخطوات متسارعة، وجهه مليء بالغضب):
"إنتِ عارفة إنك مش هتلبسي الفستان ده! هتتحدى كل حاجة علشاني؟ ولا علشان ترضيهم؟"
وسام (تسحب نفسها بعيدًا عن قبضته، تنظر إليه بثبات):
"مش علشانك، ولا علشان حد. أنا بلبس علشاني أنا، مش علشان أكون صورة في عيون الناس."
عادل (يتنفس بعمق، وصوته يعلو):
"لكن أنا مش هسمح لكِ تكوني عار لنفسك وليا
وسام (تحاول أن تبقى هادئة، لكن هناك شيء في عيونها يظهر تحديًا خفيًا):
"إنا مش ملكك يا عادل. أنا مش لعبة، ف ايدك . مش هسمح تفرض عليا أي حاجة."
عادل (يغلي من الغضب، يقترب منها ويقف أمامها مباشرة، وجهه يكتسي بالظلام):
"إنتِ مش فاهمة. كل لحظة أنتِ فيها مش معايا، بتقتلني. كل كلمة بتقوليها بتجرحني. وكل خطوة تاخديها بعيدة عني... بتحرقني."
وسام (تبتسم ابتسامة مريرة، تنظر إلى عينيه، وترد بثبات):
"هكون زي م انت عايزني لما وعدك ليا اشوفه قدام عيني
عادل (يصر على أسنانه، يحاول أن يضبط نفسه، لكن عينيه تحترقان من الغيرة):
"أنتِ مش هتكوني مع أي حد تاني. أنا مش هسمح لكِ تلبسي الفستان ده، ولا تخرجي للحفلة دي. ده مش قرارك."
وسام (بنبرة هادئة، لكنها مليئة بالقوة):
"انت عايزني أكون تحت سيطرتك؟ طيب، لو هتكون كدا، خليك مع نفسك. بس مش هتقدر تتحكم في حياتي... في نفسي."
عادل (يصرخ، فقد أعماه الغضب، ويحاول أن يضرب الحائط بجانبها، لكن يده تصطدم به بقوة، ويتألم من جرحه):
"أنتِ ليه معاندة؟ ليه مش حاسة بيا؟ مش شايفة إزاي كل شيء بيضيع بينا؟"
وسام (تضع يدها على قلبها، تتنفس ببطء، تتراجع خطوة إلى الوراء):
"عادل، أنت مش فاهم. مش كل شيء بيضيع هو النهاية. ممكن يكون بداية جديدة، بداية مني أنا."
عادل (يتنفس بعمق، يتراجع، عينيه مليئة بالألم والغضب):
"مش هتكوني لحد تاني... لو ما كنتيش ليا، مش هتكوني لحد تاني."
وسام (تنظر إليه بنظرة ثابتة، وتخفض رأسها قليلاً، ثم ترفع وجهها إليه مرة أخرى، بتحدي أكثر):
"عادل... لو كنت هتبقى تحدي ليا، هتخسر. انا هنزل الحفلة واللي يجرا يجرا
وجاء اليوم المنتظر
في القاعة الفخمة التي أُعدت للحفلة، الأنوار الساطعة تضيء المكان، والطاولات مليئة بالزينة الفاخرة. الجميع يتحدث ويتجاذب أطراف الحديث. ولكن في زاوية من القاعة، تقف داليا، عيونها تراقب كل حركة، وكل كلمة. يبدو عليها التوتر، وحركاتها مشدودة.
داليا (تتحدث مع نفسها بخفوت، وهي تراقب وسام التي تتنقل بين الضيوف بلطف، وتخدمهم بابتسامة هادئة، مظهرها لا يُخطئه أحد):
"ليه؟ ليه هي دايمًا تكون على الساحة؟ مش قادرة أتحمل... الكل شايفها... الكل بيبص عليها. لو الناس شافوها بالشكل ده، هيفكروا فيها أكثر مني."
تنظر داليا إلى الفستان الذي ترتديه وسام، والذي اختاره كمال لها. فستان أنيق جداً، يبرز جمال جسدها بشكل طبيعي، دون مبالغة. أما هي، فقد اختارت فستانًا من تصميمها الخاص، لكن رغم فخامته، لا يُقارن بتألق وسام.
داليا (بصوت منخفض، وهي تمر أمام عادل، الذي يتحدث مع أحد الضيوف):
"شايفها؟ زي ما هي... وكل الناس بيتكلموا عنها. أكيد عادل مش هيقدر يتجاهلها. ليه كده؟ ليه هو دايمًا مركز معاها؟"
عادل (ينظر إليها، ثم يبتسم، يلاحظ قلقها):
"إيه اللي بتفكري فيه يا داليا؟
داليا (بحيرة، ملامح وجهها تتغير، ثم تُنهي حديثها بسرعة):
"ولا حاجة. بس الجو هنا مزعج... مش مرتاحة."
عادل (يلاحظ توترها، ويضع يده على كتفها):
"الناس هنا كلهم هنا عشان الحفلة، مش لأي سبب تاني. خلي بالك من الحفلة،
."
داليا (بتوتر أكبر، وعينيها تتابع وسام من بعيد، تكاد تشعر بالقلق يزداد داخلها):
"بس هي... هي مش زي الباقيين. حسيتها... حسيتها بتراقب كل حاجة حوالينا، وهي مش هتسكت. هتطلع كل حاجة على السطح، وهتخلي كل الناس يشوفوا الحقيقة."
عادل (يرتفع حاجباه وهو ينظر إليها، محاولاً تهدئتها):
"بلاش تركزي في وسام دلوقتي. خليكي معايا. إحنا نقدر نتحكم في الوضع."
لكن قبل أن ترد، تقترب وسام منهم، وهي تحمل مشروبًا في يدها، ابتسامتها لا تخلو من التحدي. يلاحظ عادل الحيرة في عيني داليا، بينما وسام تبتسم لهما برقة، ولكن هناك تحدٍ غير معلن في عينيها.
وسام (بابتسامة هادئة، وهي تلتفت نحو داليا):
"فستانك تحفة يامدام داليا
داليا (تبتسم ابتسامة ضيقة، تحاول إخفاء الغيرة في قلبها):
"أنا مش بحب العيون اللي بترقبني،
وسام (تنظر إليها، وتبتسم بابتسامة غامضة):
"أكيد... بس لما تكوني محط الأنظار، كل شيء بيكون مهم. على الأقل ده شعوري."
ثم تلتفت إلى عادل، وتبتسم له بشكل غير مباشر، وهو يلاحظ مدى ارتباك داليا.
وسام (موجهة الحديث لعادل، لكنها تنظر إلى داليا):
"الجو هنا رائع، صح؟ مش عايزة الحفلة دي تخلص. أتمنى نحتفظ بيها في ذاكرتنا."
عادل (يبتسم قليلاً، لكن عينيه تتابع داليا لحظة ثم يقول):
"أكيد، بس الأهم إننا كلنا نكون مبسوطين."
بينما تبتعد وسام عنهم وتستمر في استقبال الضيوف، تشعر داليا بنار الغيرة تشتعل في قلبها، فهي تدرك جيدًا أن المعركة لم تبدأ بعد، وأن ما يظهر على السطح ليس إلا بداية لصراع طويل.
في قاعة الحفل الكبيرة، حيث الأنوار الساطعة تعكس لمسات الفخامة، يجتمع عادل و كمال مع خالد، رجل الأعمال الثري. الضيوف يتحدثون في كل ركن من الأركان، وكل شيء يسير بانتظام تحت إشراف وسام التي تشرف على الخدمة.
خالد (ينظر إلى وسام من بعيد، ويرتشف من كأسه بينما يبتسم بشكل لئيم):
"الصراحة، عندك هنا حاجة مميزة. الموظفين، خاصة دي، دي مش زي أي واحدة. شايف العيون؟ عندها حضور، وحتى لو كانت خدامة، لازم يعترف الكل إنه في شيء مختلف عنها."
كمال (ابتسامة مكشوفة ترتسم على وجهه، وهو ينظر إلى خالد بعينين لا تخلو من المكر):
"يا خالد، الكل هنا له دور.
عادل (يتنهد بضيق، عيناه تركزان على وسام التي تمر من أمامهم وتتابع ترتيب الأمور بين الخدم. كلما تقترب، تزداد حدة الغيرة في عينيه. صوته يهتز بنبرة غير واضحة، وهو يحاول التماسك):
"دي مش شغالة عادية. في شيء فيها مختلف... مش قادر أقول. لكن واضح إنه في ناس كتير ممكن يلاحظوا ده."
خالد (يضحك بسخرية ويواصل الحديث عن وسام بنبرة متعمدة لإشعال غيرة عادل):
"أظن إنك معاك حق. في شيء فيها مميز. مش زي اللي اعتدنا عليهم. عندها حضور، حاجة بتشدك ليها من أول نظرة. تعرف، ممكن يكون عندها مكان أعلى في المستقبل."
عادل (تزداد عينيه توترًا، يضع يديه في جيوبه ويحاول كبح مشاعر الغضب. صوته يصبح أكثر حدة وهو يرد على خالد):
"مستحيل. الوسيلة دي مش مكانها مع الكبار.وسام شغالة هنا بس، ولازم تفضل كدة كده. ما يصحش تتخطى حدودها."
كمال (ينظر إلى عادل بنظرة حادة، يتبادل الابتسامات مع خالد وهو يلمح التوتر الذي بدأ يظهر على وجه عادل. يبدو أن نواياه غير واضحة، لكن الابتسامة على شفتيه تزداد اتساعًا وكأنما يستمتع برؤية هذا الصراع):
"يا عادل، الواحد بيشوف اللي قدامه بعيون غيره... يمكن تكون أنت مش شايف الصورة كلها. في الحفلة دي، الكل عنده فرص، وأنت مش لوحدك."
خالد (يتابع الحديث بنبرة تغلفها الغمزات واللعب بالكلمات، وهو يلاحظ جيدًا الصراع في عيني عادل):
"يعني ممكن نقول، ما فيش حدود للفرص هنا، حتى للناس اللي كانوا في خلفية الصورة. أكيد مش هتفضل خدامة للأبد، مش كده؟"
عادل (يتنفس بعمق، وجهه مشدود وهو يحاول إخفاء انفعاله. يوجه الكلام إلى كمال بشكل حاد، مشيرًا إلى وسام من بعيد):
"ما تفكرنيش... في اللحظة دي مش هسمح لحد يقربلها هقولها بوضوح، هي مش للناس دول."
كمال (ابتسامة خفيفة تتسع على وجهه، وهو يدير الحديث بطريقة غير مباشرة):
"يا عادل، أنت مش شايف الصورة من كل الزوايا. خليها على الله."
خالد (يرتشف من كأسه ثم يتحدث بنغمة استفزازية أخرى، يحاول أن يزيد من التوتر بين عادل و وسام):
"على فكرة، عندي إحساس قوي إن فيها سر أكبر من كده
عادل (الغيرة تُشعل قلبه، صوته يخرج بنبرة أكثر توترًا):
"خليك ف حالك ياخالد وابعد عنها
كمال (يتجاهل الغضب الظاهر على وجه عادل، يواصل حديثه مع خالد، وابتسامته لا تفارق وجهه):
"، المستقبل مش دايمًا بيدينا إجابة واضحة. لازم نستني ونشوف."
في قلب الحفل المزدحم، الأنوار تلعب دورها في تسليط الضوء على الراقصين والضيوف اللامعين. خالد، رجل الأعمال الثري، يلتفت إلى وسام، التي تمر بجانبهم، ويرتشف من كأسه بنظرة تائهة ولكن مليئة بالنية غير الواضحة. في الجهة المقابلة، يجلس عادل بجانب زوجته داليا، والتي تنظر إلى الحضور بعينين مشدودتين، تتلمس في قلبها شعورًا غير مريح تجاه وسام.
خالد (بابتسامة دافئة، محاولاً أن يلفت نظر وسام إليه)
"انسة وسام تسمحيلي بالرقصة دي
وسام (تتوقف قليلاً، تشعر بتوتر واضح في عينيها، ترد بهدوء ولكن حذر)
"أعتذر جدا، بس مش في الوقت ده
خالد (يتقدم خطوة أخرى، ويضع يده بالقرب من كتفها، وكأنما يعاند رغبتها في الرفض)
مش كل يوم تلاقيني مهتم بالرقص مع شخص يعني دا شرف ليكي واظن كمال موافق
كمال (يبتسم بابتسامة خفيفة، لكنه لا يبدي أي رد فعل مباشر، فهو يعلم تمامًا أن هذا النوع من المواقف يمكن أن يخلق المزيد من التوتر بين الشخصيات)
"
عادل (يلاحظ الموقف من بعيد، وعيناه تتغيران بشكل مفاجئ. لا يستطيع تحمل رؤية خالد يقترب من وسام بهذه الطريقة. يتنهد بغضب، ثم يقف فجأة. يتجه نحو خالد بسرعة قبل أن يلمس يد وسام)
"هترقص معايا مش مع حد تاني."
خالد (ينظر إلى عادل بنظرة تعجب، محاولة تفسير الموقف)
"يا عادل، هي مش ملكك. هدي أعصابك."
عادل (يغلق يده حول معصم وسام بقوة، وعينيه تشتعلان غيرة وتملك. يوجه نظره الحاد نحو خالد، ثم ينقل نظره إلى داليا التي تراقب الموقف بصمت. صوته مليء بالقوة والعزم)
. هترقص معايا أنا، مفيش نقاش. لو في حد هيتحكم في قراراتها النهاردة، هكون أنا."
داليا (تتوجه بنظرة حادة نحو عادل، وعينيها تتسع قليلاً من المفاجأة، لكنها تظل صامتة بينما ينكسر شيء في قلبها، تشعر بالخيانة والاحتقار لموقف عادل)
"عادل..."
عادل (لا ينظر إلى داليا، مشغول فقط بما يحدث مع وسام. يهمس بغضب، مع إصرار أكثر، وهو يشد وسام نحوه)
"مفيش مكان لحد تاني. ده آخر قرار."
وسام (تشعر بالارتباك، وحاولت أن تُحرر يدها من قبضته ولكن دون جدوى. قلبها ينبض بسرعة، وتجد نفسها مجبرة على الاستسلام)
"عادل... بليز..."
عادل (يمسك يدها بحسم أكثر، وهو يهمس بصوت منخفض في أذنها بينما يوجه نظره إلى خالد بنظرة لا تُحتمل)
"هترقص معايا وبس
كمال (يبتسم ابتسامة خفيفة، يراقب ما يحدث دون أن يتدخل، وعيونه تتنقل بين عادل و خالد، وكأن المشهد يخدم خططًا أكبر في ذهنه)
"طالما عادل عايز يبقي الكل يقول حاضر
خالد (ينظر إلى عادل بحذر، ثم يرفع يديه مستسلمًا ويبتعد بهدوء)
"تمام ياعادل خد فرصتك انا هشيل ايدي حالا
عادل (يستدير نحو وسام ويشدها نحوه أكثر، يشعر بمرارة وحيدة تغزو قلبه بسبب خيباته المتراكمة. ويقول بصوت حاد)
"هتضطري، مش هينفع ترفضي قدامي. لازم تعرفي مكانك انتي مراتي
وسام (تشعر بالخوف والحيرة، لكن لا تملك سوى الاستسلام، تنظر إلى عادل، ثم تبقي رأسها منخفضًا، محاولة السيطرة على مشاعرها)
"تمام... هارقص معاك."..
الأنوار الخافتة تملأ القاعة، تخلق جوًا ساحرًا يغمر المكان بهالة من الغموض والجمال. الأغنية الرومانسية التي تملأ الفضاء تبدأ مع أولى النغمات، صوت المغني يعزف على أوتار القلوب. كلمات الأغنية تتناغم مع كل حركة، كما لو أنها تتحدث عن قصة حب مستحيلة.
القاعة مليئة بالحضور، ولكن في وسط الحلبة لا يوجد سواهما، عادل و وسام، كما لو أن الزمان قد توقف من أجلهم. الأغنية تنساب بصوت عذب:
"حب العمر، هو إنتَ…
والشوق إليك مع كل دقة قلب…"
عادل يمد يده إليها برفق في البداية، ثم يشدها نحوه فجأة، كما لو كان يعبر عن سيطرته عليها. وسام تتردد في البداية، لكن عينيه التي تلاحقها بحقد مستمر تجعل قلبها يخفق بشدة.
الاغنية:
"وفي كل ثانية أعيش، أحتاجك يا حب العمر…"
مع حركة خاطفة، عادل يرفع وسام في الهواء بشيل مفاجئ. جسدها ينحني قليلاً للأمام بينما قدماها ترفرف في الهواء، يثبتها على ذراعيه بكل قوة. لم تستطع وسام إلا أن تغلق عينيها للحظة، محاولة كبح مشاعرها المتضاربة بين الغضب والضعف. لكنها في أعماقها تعرف أنها تحت سيطرته تمامًا الآن.
عادل (بهمسات حادة):
"مفيش حاجة في العالم هتخليكِ تتهربي مني."
كل حركة في الرقص تُظهر القوة التي يفرضها عادل على جسدها، لكنه مع ذلك يراقب كل تفاصيل وجهها. لحظة بعد لحظة، يداه تتحركان بشكل متقن حول خصرها، في حين يقترب من وجهها حتى يكاد أنفاسه تلامسها. عندما يلتقيان في منتصف الرقصة، عادل يرفعها بشكل كامل في الهواء، يقلب جسدها بين يديه بحركات سريعة ومنسجمة.
الاغنية:
"ومهما مر الزمان، إنتَ هتكون في قلبي…"
وسام (بصوت منخفض، غير قادر على التنفس من شدة القلق):
"... إنت مش هتتحكم فيّ كده."
لكن عادل لا يتوقف، ينزلها ببطء ثم يرفعها مرة أخرى. هذه المرة كان شيلًا أكثر قوة، يضغط عليها بشدة في حضنه، ويشعر بدقات قلبها السريعة ضد صدره. وسام تكاد تغرق في هذا الخناق الغريب بين القوة والضعف.
عادل: (بهمسات مليئة بالتحكم)
"مفيش حاجة هتمنعني عنك، مش دلوقتي ولا بعدين."
الرقصة تستمر، وكل حركة أكثر تحديًا. وسام تبدأ في مقاومته بحركات بطيئة، تحاول إبعاده، لكن قبضته على جسدها لا تترك لها مجالًا. في حركة مفاجئة، عادل يديرها بين يديه ويرتفع بها للأعلى مرة أخرى، فتنخفض قدماها على الأرض وهي تتنفس بصعوبة.
الاغنية:
"إنتَ حلم العمر، إنتَ اللي أعيش ليه…"
وبينما تستمر الأغنية، وعيناه مليئة بالغيرة والتملك، يزداد إصراره على فرض سيطرته. في آخر لحظة، يقترب منها حتى يكاد يشعر أن هذا هو لحظة القمة بينهما، لحظة لن يستطيع فيها أحد أن يفصل بينهما. وسام تحاول الهروب بحركة سريعة، لكن قبضته القوية لا تترك لها مجالًا.
في الزاوية البعيدة من القاعة، حيث الإضاءة الخافتة تخفي ملامح الوجوه، تقف داليا و كمال يراقبان عادل و وسام في قلب الحلبة. الحشود في تلك اللحظة تكاد تختفي في الخلفية، لكن الأنظار كلها تتجه نحو الرقص المثير بين عادل و وسام.
داليا تقف، عيناها تتسعان من الغضب والغيرة، تشعر بشيء غريب ينبض في قلبها، شيء ما بين الحقد والضعف. ملامح وجهها تشد على بعضها، وكأنها تحاول السيطرة على عاصفة داخلها. كل حركة بين عادل و وسام تزيد من شعورها بالتهديد. الغيرة تملأ قلبها، لكنها تُخفِي ذلك خلف ابتسامة مصطنعة، تتأمل الرقص بنظراتٍ باردة.
كمال يبتسم بتسلط، ينحني قليلاً ليحظى برؤية أفضل، ويرتشف رشفة من كأسه، لكن ابتسامته لا تخلو من المكر. هو يعلم تمامًا أن ما يحدث هو جزء من المخطط الأكبر، جزء من السيطرة التي يمارسها على الجميع من حوله.
داليا (بصوت منخفض، تهمس بغضب):
"إيه اللى بيحصل دا؟ مش كفاية إنّه مش هينزلها من عينيه، كمان بيرقص معاها قدام عينيّ؟"
كمال (يبتسم بحيلة، غير مبالي):
"سيبيها... ده كله جزء من اللعبة. مش هيتحمل يشوفها مع حد تاني."
داليا (بغضب ظاهر، عينيها على عادل و وسام):
انت عارف انه بيحبها
كمال (مستمتع بما يحدث، نظرته لا تزال على الرقص بينهما):
. لازم تسيبيه يروح للي يحبها... عادل مش قادر يخرج من دا كله، ووسام مش هتقدر تبعد عنه يبقي خليكي ف حالك بقا
داليا (بصوت قاطع، غاضبة):
"أنا مش هاسكت على دا
كمال (بنبرة هادئة، لكنه ينظر إليها بنظرة حادة):
"أنتِ لسه مبتفهميش. خليكي قوية، وركزِ على اللى في يدك
داليا (بغضب مُتزايد، تبتسم بابتسامة مريرة):
دا جوزي ومن حقي احافظ عليه
كمال يبتسم ابتسامة هادئة وهو يشاهد عادل و وسام، لا تزال يد عادل ممسكة بـ وسام بشكل مسيطر، بينما هي تحاول أن تبين مقاومته بشكلٍ غامض، وهو يواصل التحكم في الحركات. يبدو كأن ما يحدث الآن هو جزء من خطة معقدة، حيث يتعامل مع كل شيء ببرود ومكر، في حين تتزايد المشاعر المتشابكة بين داليا و عادل و وسام.
كمال (ببعض التسلية):
فكرة انك تسيطري ع عادل بقا شيء مستحيل فكري ف حاجة تانية والعبيها
داليا (بحنق، وهي تضغط على أسنانها):
"أنا مش هاسكت!"
كمال يرفع حاجبه، يراقب داليا بعينين حادتين، ثم يضحك بتهكم على ما يبدو أنه لعبة مكشوفة بالنسبة له.
في وسط القاعة، حيث تتلاطم الأنغام في الهواء وتلتقي الأضواء المتناثرة بألوان السعادة، خالد يدخل متأخرًا، يلوح بيديه للجموع الحاضرة. عينيه تتلألأ بالفخر، يتجه نحو عادل و وسام اللذان ما زالا يرقصان وسط الحلبة.
خالد (يصفق بحرارة، صوته مدوّي):
"اللي بيشوفهم دلوقتي، يعرف إن الرقص ده مش مجرد حركة... دي روح، دي مشاعر، دي قوة!"
الجميع ينظر إلى عادل و وسام، لكن عادل يلاحظ أن خالد يطيل النظر إلى وسام بشكل غير مريح، يتسائل في نفسه عن نواياه.
خالد (يبتسم، يتوجه إلى عادل):
" دي منورة الحلبة. مش أي واحدة... دي ملكة!"
كلمات خالد تترك بصمتها على الجو، يتردد صدى الإعجاب في كل زاوية من المكان، لكن فجأة، عادل يحس بشيء ما يخنقه داخليًا. لسانه يزداد قسوة، تملك المشاعر بداخله، والغيرة تشتعل في قلبه بشكل مفاجئ.
فجأة، عادل يقبض على وسط وسام بعنف، يجرّها نحوه بشكل غير متوقع، يضغط على جسدها بشكل شديد، مما يجعلها تشعر بألم في جسدها. هو يقرصها على جانبها بقوة، ويهمس في أذنها بصوت حاد وعصبي:
عادل (بهمسات غاضبة، في أذنها):
"خلي الراجل دا يسكت والا هموته واخنقه ب ايدي وانا ليا تصرف تاني معاكي عشان تبقى تعصيني كويس
وسام (تشعر بالوجع والتوتر، تحاول أن تسيطر على نفسها):
"عادل، إيه اللي بتعمله دا؟
كمال يلاحظ ما حدث، تلمع عيناه، ومع ابتسامة خبيثة تظهر على وجهه، يتحرك في اتجاههم بسرعة، مداخلًا في اللحظة الحاسمة. هو يعرف أن هذا التوتر بين عادل و وسام هو شيء يمكن استغلاله لصالحه.
خالد (بابتسامة مكر، يقترب من عادل):
"خلي بالك يا عادل، الالم مش مطلوب... لو عايزها تحت طوعك، خليك في المودة، خليها على راحتها."
عادل (يعود بنظراته الحادة إلى كمال، ويشده نفس الغضب):
"أنا مش محتاج دروس منك نهاءي
كمال (بهدوء وسخرية، وهو يلتفت إلى وسام):
"هو بس عايز ينقذك من إحراج، الا دي هتبقى بداية الكارثة؟"
تلتفت وسام، يلمح وجهها الشاحب، تسحب نفسها برفق بعيدًا عن عادل، وتبتعد قليلاً، محاولًا التماسك أمام الدهشة التي تملأ قلبها. أما عادل، فيظل يقف في مكانه، غضب عينيه لم يتبدد بعد، وهو يشعر أنه في دوامة من الغيرة والتملك.
كمال (بصوت هادئ، يقترب من عادل):
"البنت اليوم كان تقيل اوي عليها خليك رحيم
عادل (بغضب مكبوت، يرمق كمال بنظرة قاسية):
"انا كفيل بيها محدش ليه دعوة
خالد، الذي كان يشاهد الموقف عن كثب، يتنفس بصعوبة من شدة ما يحدث أمامه. يدرك أن الأمور خرجت عن السيطرة، فينتبه لما قد يحدث بعد تلك اللحظة.
كمال (بابتسامة غامضة، مع نظرة ترقب في عينيه):
"كله ب اوانه ياعادل
بعد انتهاء الحفل، كانت الأضواء خافتة في قاعة المنزل. الأجواء بدأت تهدأ قليلاً، والضيوف غادروا، لكن عادل لم يكن قد هدأ بعد. كان قلبه لا يزال ينبض بسرعة، وعينيه غارقة في الغضب. على الرغم من أن الحفل انتهى، إلا أن مشهد وسام وهو خالد يمدحها لا تكف عن انزعجاعه
وسام دخلت إلى الطابق العلوي بصعوبة، وهي تحاول التوازن، لكن عادل كان خلفها في خطواته السريعة. فتح باب غرفتها وأغلقه خلفه، ثم وقف ينظر إليها بعيون مشتعلة بالغضب
عادل (بصوت خافت غاضب):
"انا جييت اخري ياوسام ورحمة امي لو فضلت تعيشي ف دور العند دا تاني م هرحمك
وسام كانت ما تزال متمسكة بالباب، تحاول أن تُثبّت نفسها على قدميها، لكن التعب كان واضحًا على وجهها.
وسام (بصوت ضعيف):
كل اللي حصل كان متوقع
عادل اقترب منها فجأة، وقام بأخذ يدها بقبضة قوية، سحبها إليه بعنف. كان الغضب يسيطر عليه، لكن كان هناك شيء آخر في عينيه، شيء يغلي في داخله.
عادل (بصوت غاضب وقلق):
"وانا احساسي لما حط ايده ع كتفك احساسي اي وانا شايف راجل غيري بيتغزل ف جسمك احساسي اي وهو لامس كتفك بيعرض عليكي الرقص احساسي اي وانا شايف عنيه اللي بتاكلك وعريتك ياوسام انتي مراتي ولازم احط النقط ع الحروف من دلوقت ونسيتي انك حامل كمان طبيعي اوي تكوني تعبانة من بكرة تاخدي بالك من كل حاجة وتسمعي الكلام
وسام حاولت أن تبتعد، لكن قبضته كانت قوية جدًا. عادل اقترب منها أكثر، وأغمض عينيه للحظة، ثم فجأة، وفي لحظة لا يُمكن توقعها، جذب وجهها إليه وباسها بشدة وعنف.
وسام (مندهشة، محاولة دفعه):
"ابعد عني مش طايقة ريحتك ابعد بقولك
لكن عادل لم يتركها، بل زاد من شدة قبضة يده على ذراعها، كما لو كان يحاول أن يُخفي كل مشاعر الغضب والغيرة التي كانت تجتاحه. كان لا يزال غاضبًا من مشهد خالد، وكان لا يستطيع أن يصدق أن وسام كانت في قلب هذا المشهد أمام الجميع.
عادل (بصوت متوتر):
"خلاص يا وسام، كفاية. مش هقبل ده تاني، فاهمة؟"
ووسط هذا الصراع العاطفي، دفعت وسام نفسها عنه أخيرًا، وركضت بعيدًا نحو الزاوية. قلبها كان يدق بسرعة، وكان شعرها مُبعثرًا، لكن شيئًا غريبًا بدأ يشعر به قلبها أيضًا. هل كان هذا الحب أم التملك؟ هل كان عادل يُحبه حقًا أم أنه يملكها فقط في عقله؟
عادل، وفي لحظة من الصمت، نظر إلى يديها التي كانت ترتعش، ثم نظر إلى وجهها بشدة، وهو يلهث من الغضب. لكنه لم يقدر أن يقول شيء أكثر.
ف مكتب كمال
في الظلام الذي يملأ المكتب الكبير داخل الفلة، كان كمال جالسًا خلف مكتبه، يراقب كل شيء من خلال نافذته الواسعة التي تطل على الحديقة. كان الصمت يحيط به، لكن عقله كان مشغولًا بكل شيء، بكل التفصيلات التي حدثت في الحفلة. كان يعلم أن الأمور تتغير، وأن الأحداث تتخذ مسارات لم يكن يتوقعها، لكنه كان دائمًا على علم بما سيحدث قبل أن يحدث.
كمال (بصوت هادئ، يهمس لنفسه):
"كل شيء في مكانه... وكل شيء زي م خططت
فجأة، دخل عادل إلى المكتب، وجلس على الكرسي المقابل له، وجهه مغطى بشيء من الغضب، لكنه كان يحاول أن يبقي نفسه هادئًا. كانت عيناه تحملان تساؤلات لا حصر لها، تساؤلات كان يعتقد أنه أوجد لها إجابة في قلبه، لكنه لم يستطع بعد أن يفهم ما يحدث تمامًا.
كمال (بابتسامة هادئة، يعاود النظر إلى النافذة):
"عارف كويس سبب وجودك هنا دلوقت
عادل ظل صامتًا للحظة، كان قلبه يغلي بالأسئلة، لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه. ثم نظر إلى كمال، وكان هناك شيء غريب في نظرته، شيء يحاول أن يفهمه ولكن لا يستطيع.
عادل (بصوت منخفض، متحديًا):
"إنت دايمًا بتحكم في كل شيء، مش كده؟ حتى لما أكون في قلب كل الأحداث، بتحاول تديرني من بعيد تعرف اي عن حياتي؟
كمال ابتسم ابتسامة خفيفة، وهو يلتفت أخيرًا إلى عادل. كان يعلم أنه لم يعد يملك كل الإجابات، وأن لحظة الصدام قد اقتربت، ولكن كان يتطلع إلى النهاية التي رسمها لنفسه. كانت عيناه مليئة بالحكمة، وكأن العالم كله تحت يده.
كمال (بابتسامة عميقة، صوته أكثر عمقًا):
"أنا مش بتمسك بالأشياء، .. أنا ببساطة بحط كل شيء في مكانه، وأنت يا ابني، كنت دايما في مكانك، بس مازلت بتحاول تلاقي مكانك في العالم دا يمكن دي فرصتك تلاقيه،
ثم، ببطء، كمال وقف من على مكتبه، واتجه نحو الزجاج الذي يطل على الحديقة. كانت يده تتحرك ببطء، بينما عقله كان يعمل بسرعة.
كمال (بصوت هادئ جدًا، وكأنما حديثه ليس موجهاً لعادل مباشرة):
"كل شيء في الحياة له ثمن... بس البعض مش قادر يدفعه، والبعض الآخر بيدفعه وبيكمل حياته"
عادل لم يكن قادرًا على الرد، كان يراقب كمال، يحاول أن يفهم مغزى حديثه، ولكن مشاعره كانت تتصارع داخله. نظر إلى الأرض للحظة، ثم رفع عينيه، ولكن كمال كان قد بدأ في التحرك نحو الباب، كأنه يود أن يتركه ليواجه مصيره بنفسه.
كمال (موجهاً كلامه لعادل قبل أن يخرج):
"المستقبل دايمًا له مفاجآته، ولازم تعرف إنك مش لوحدك في المعركة دي."
بينما كان كمال يخرج من المكتب، وقبل أن يغلق الباب خلفه، كان عادل يظل في مكانه، يفكر في كل شيء، وكل شيء يزداد تعقيدًا في عقله. كان يعلم أنه أمام مفترق طرق، وأن أفعاله القادمة ستكون هي التي تحدد كل شي
: كمال أغلق الباب خلفه، وعادل جلس هناك، في الظلام، لا يعرف ماذا سيحدث بعد، ولكن كان يشعر بأن كل شيء على وشك أن يتغير للأبد.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا