
رواية لا تخافي عزيزتي
الفصل العاشر 10
بقلم مريم الشهاوي
صلوا على الحبيب
استيقظ من نومه وحين أمسك بهاتفه أول شيء ذهب لمحادثته مع أسيل عبر الهاتف
ووجدها أجابته بوجهٍ يضحك
"كويسة☺️"
ابتسم بهدوء وكتب لها
"صباح الخير 🤍"
ثم هبط من فراشه وذهب لتبديل ملابسه ليذهب إلى عمله.
كان ينزل على الدرج وهو سعيد لا يفهم لماذا؟
بينما ليلة البارحة تراوده وحين يفكر بها يخفق قلبه وتتسارع دقاته.
-الله الله علضحكة الحلوة
كان هذا صوت يسرى التي كانت جالسة على طاولة الإفطار ومعها عبد الله يتحدثان سويًا.
ابتسم يزن بحب :"صباح الخير."
دعاه عبد الله قائلا:"تعالَ فكر معانا نقول لمازن إن زينة جاية ولا نعملهاله مفاجأة؟"
جلس يزن بينهما وبدأ بتناول الطعام:
"القرار ده بتاع زينة... شوفوها يمكن هي قالتله."
حدثته يسرى بحيرة:
"مهي دلوقتي في الطيارة وأنا نسيت اسألها... عاوزاكوا تخرجوا من الشغل بدري وتكونوا مستنينها في المطار."
عبد الله:"وأنتِ كمان يا يسرى... متتأخريش في العيادة وكنسلي عيادات بليل."
أجابت يسرى بتأكيد:"ما هعمل كده فعلا... عاوزة أبقى في البيت قبل ما تيجي عشان أعملها الأكل بإيدي."
هتف يزن بحب:
"تيجي بالسلامة إن شاء الله... أنا عاملها جدول خروجات مش هقعدها في البيت ثانية."
ضحكت يسرى:
"يا واد أمال مازن يعمل إيه ؟؟"
قال يزن بإمتعاض:
"مازن مين؟... هو عارف إني مش موافق عليه أصلا."
ضحك عبد الله وهو يقول:
أنا مش هنسى أبدا اليوم اللي جيه يطلب فيه إيد زينة مني وكنت أنت مشلفطه."
تحدثت يسرى بتأكيد على حديث زوجها وهي تضحك:
"كان جاي يا حبة عيني بيعرج وحاطط شاش على راسه وعينه مزرقة ولا كإنه عامل حادثة قبل ما ييجي !"
أسند يزن ظهره على الكرسي مردفًا بتبرير:
"كنتم عايزني أعمل إيه؟؟... واحد بقوله في وسط الهزار وإحنا بنتكلم على عيالنا في المستقبل وكده فبقوله إني هبقى عم العيال لقيته بيقولي مش يمكن تبقى خالهم !"
إزداد صراخ ضحكهم هم الثلاثة على ذلك الحدث الذي لن ينسوه بتاتًا وسيصبح ذكرى مضحكة للمدى البعيد.
_____________________________________
خرج مصطفى مع شهاب وتوجها ناحية الروضة قاصدين رؤية هدير للتحدث معها
وقف مصطفى يتأملها وهي تداعب الأطفال بكل حب وحنان لم يعشقها من فراغ فمنذ سنوات وهو يراقبها في صمت وعشقها بداخله طوال هذه السنين ولكن شهاب هو من شجعه على أن يخطو خطوة تجاهها
قاطعه صوت معلمة ورائه:
"أيوة حضرتك جاي عشان طفل؟"
همس له شهاب:"قولها إنك جاي تستفسر عن الحضانة."
تنحنح مصطفى وأردف بقوله:
"كنت عايز أعرف تفاصيل عن الحضانة والأنشطة بتاعتها."
ابتسمت المعلمة بود:
"أه طبعا اتفضل حضرتك."
دخل معها إلى الروضة وكانت هدير ترسم مع طفل بالحديقة حتى سمعت إسمها يُنادى من قبل معلمة زميلتها :"هدير تعالي ثواني."
نهضت هدير وتوجهت إليها وحينما رأت مصطفى تسارعت دقات قلبها بشدة وهو أيضا كانوا الاثنين متوترين من رؤية بعضهم حتى سمعت المعلمة تتحدث :
"ده أستاذ مصطفى... عاوز يعرف تفاصيل عن أنشطة الحضانة ياريت تعرفيهاله لإني مشغولة."
هزت رأسها بإيجاب ثم توجهت مع مصطفى إلى مقعد بعيد عن الحديقة تقريبًا ليتحدثوا بعيدا عن أصوات الأطفال.
نظر مصطفى لشهاب وهمس له بأن يذهب بعيدا عنهم فابتسم شهاب له وذهب..
جلست هدير على المقعد وهو بجانبها يفرك بيديه بتوتر لا يصدق أنه يمكنه التحدث معها بتلك السهولة لمَ كان الأمر صعب عليه بالأول.
سألته :"حضرتك طفلك عنده كام سنة؟"
انتبه لحديثها وأردف مسرعا:"أنا معنديش أطفال.... مش متجوز أصلا."
كانت تود أن تبتسم لطريقة إلقائه المضحكة ولكن تمالكت نفسها ثم قالت:
"أمال حضرتك جاي تسأل لحد؟ الطفل اللي هتقدمله في الحضانة عنده كام سنة عشان أعرف أقول لحضرتك إيه الأنشطة وإيه النظام اللي هيبقى معاه."
أجابها بتوتر:
"مهو معنديش طفل هقدمله في الحضانة !"
تنفست بصوت عال وهي تردف قائله بملل:
"أومال حضرتك هتعرف التفاصيل لمين؟؟!"
مصطفى:" أنا مش جاي أعرف التفاصيل الصراحة."
رفعت حاجبها له بتساؤل فأكمل هو ليفاجئها بقوله:
"أنا الصراحة جاي عشان أشوفك."
صمتت لدقائق غير متفهمة ما قاله جيدا لمَ يواصل اللحاق بها هل يراقبها؟
فاسرعت بسؤاله:"هو حضرتك بتراقبني؟؟"
-أه
كانت إجابته مسرعة حتى إنه لم يفكر قبل الإجابة ماذا سينتج رده؟ ولكنه لم يكذب بحياته أبدا ودائما صريح ولكن صراحته هذه ستأتي بالسوء.
تكلمت هدير بحدة:
"أنا لو شوفت حضرتك تاني هبلغ الشرطة دي مش أول مرة أشوفك فيها ودايما بلاحظك أنا مش عامية.... وبعدين أنا عايزة اسألك سؤال... هي الفلوس بتاعت أستاذ وليد جيت أرجعهاله قالي إنه مش عايزهم وإنه أخدهم خلاص،هو حضرتك اللي دفعتهم؟"
قال بشجاعة:
"أيوة وقولتله لو قربلك تاني هبلغ الشرطة عنه وأحبسه فمتقلقيش منه مش هيقدر يإذيكي تاني."
هدير بإنزعاج:"أيوة حضرتك مين عشان تسددلي فلوسي !"
تكلم ببراءة واضحة:
"عادي... كنت حابب أساعدك و...."
قاطعته وهي تصرخ به:"أنا مش عاوزة مساعدة من حد ولا طلبت منك.... وأرجوك إبعد عن طريقي."
ثم وضعت يدها بجيبها وأخرجت منه أموال وليد ليست بحاجة إليها الآن، ربها كان رحيما حين اجتمعت جمعية خيرية بالروضة التي تعمل بها ووزعت هدايا وأموال للعمال بسبب المولود الأول لصاحبة الروضة الذي انتظرته لسنوات ورزقها الله بطفلة جميلة ومع بيع عدة أشياء بمنزلها استطاعت جمع ألفين جنيها حق صاحب المنزل لتعطيهم إياه وترجع لوليد صاحب المتجر وترمي أمواله بوجهه وتستقيل من العمل معه.
نظرت إليه بشرارة بعينيها:
"اتفضل حضرتك جمعتهم لك وياريت متساعدش حد إلا لما يطلب لان دي بتعتبر إهانة أنا مطلبتش منك فلوس ولا جيت وقولتلك سددلي فلوسي أنا قادرة أسددهم... ولو لمحت حضرتك بتراقبني تاني... أنا آسفة لو هبقى قليلة ذوق لإنك ساعدتني مرة بس خلاص مش عشان ساعدتني يبقى مباح ليك إنك تتكلم معايا وتفتخ معايا حوارات فلو شوفتك تاني أنا هطلبلك الشرطة تتصرف معاك."
تركته وذهبت وهو كان ينظر للمال بيده وزفر بحزن لما حدث لم يتمنى أن تشاجره سمع صوت شهاب يقول له:
"إياك تستسلم... هدير محتاجة راجل في حياتها يشيل عنها كل الهموم دي... بس مش قادرة تبوح بده... خليك أنت الراجل اللي يقف جنبها وميسبهاش صحيح هتتهزأ شوية... بس النوع ده بيستسلم بعد عدة محاولات وفي النهاية هيرق."
نظر له ثم تابعها وهو يفكر ماذا يفعل مع محبوبته لكي تشعر بحبه؟
____________________________________
-بابا فاضي نتكلم ؟
نظر عدلي له بابتسامة:"تعالَ يا علي."
جلس علي وبدأ بالحديث معه عما يشغل باله :"بابا أنا عايز أتجوز يارا."
تغيرت ملامح عدلي باستغراب:"أنت عندك عشرين سنة يا علي تتجوز إيه يابني بس !"
قال علي باصرار:"بابا أنا بحبها وعايز اتجوزها."
عدلي:"ومين قالك إن الجواز بالحب يا علي هتأكلها حب وتغديها حنية ؟"
علي بامتعاض:"أنتو ليه معترضين على يارا !"
عدلي:"يارا بنتي يا عمر واعتراضي مش عليها هي بالعكس البنت محترمة وكويسة وبتحبنا...أنا بتكلم عنك أنت...أنت هتقدر على مسؤولية الجواز في السن ده؟"
صمت علي فتحدث عدلي:"مهو يا علي أنا مش هروح أحط إيدي في إيد راجل وآخد بنته منه وامرمطها معايا ...لازم لما تيجي تاخد بنت لابنك تكون عارف هل هتجوزها لراجل ولا لا."
اتسعت عينا علي:"وأنا مش راجل يا بابا !"
وضّح عدلي:"الرجولة اللي بتكلم عنها مش اللي في بالك...الراجل هو اللي يعرف يشيل بيته ويخلي مراته مش محتاجة حاجة ويصرف عليها تقدر تقولي أنت شغال إيه يقدر يفتح بيت؟"
علي بتبرير:"أنا شقتي موجودة يا بابا وهشتغل مع الكلية."
-هتشتغل إيه وأنت في السن ده مرتبك هيبقى كام؟
زفر علي :"لو كل الأبهات بتفكر زيك مكانش فيه حد اتجوز."
عدلي:"ولو كلهم فعلا بيفكروا زيي مكانتش نسب الطلاق زادت ومحاكم الأسرة بقت مليانة بسبب رجالة أشباه رجال مكانش عندهم المسؤولية ومكانوش عارفين يعني إيه جواز مجرد متعة مش أكتر وحب يجرب وفكرها لعبة."
علي بانفعال:"بابا متعقدش الموضوع."
عدلي:"أنا مش بعقد الموضوع أنا بكلمك بوضوح وبتناقش....طيب أنت شايف إن ناس زي عيلة يارا والدتها هتوافق تجوزها لطالب لسه في الكلية وراجل لسه بيبني مستقبله ؟"
نظر علي للأرض بينما تابع عدلي:"أنا بكلمك بصراحة متبصش للأرض أنا بتناقش معاك كان ممكن بكل سهولة أقولك مفيش جواز لاني شايفك مستهتر ويارا بنتي أنا ما ارضلهاش تتجوزك يا علي هي تستاهل أحسن منك."
رفع علي نظره:"خلاص يا بابا مستعد اتغير."
-تتغير عشان إيه بالظبط؟
-عشان أبقى راجل وأعرف أفتح بيت واستاهل يارا.
فرد عدلي ظهره للخلف:"تؤ ...مش دي الإجابة اللي عايز أسمعها...تتغير عشان نفسك...يعني تشيل يارا من دماغك لحد ما تخلص كليتك وتبني نفسك بعدها،حتى أنا هاخدك معايا في سفرياتي وهساعدك تبني نفسك بسرعة برا مصر."
علي:"وأنا بقى أضمن منين إن يارا هتفضل مستنياني ومتكنش في الفترة دي اتخطبت لغيري؟ طب خليني أروح أخطبها بس ونبقى نتجوز بعد ما أكون نفسي."
عدلي بهدوء:"أنت وحظك بقى يابني... بس صدقني هتبهدلنا معاك عالفاضي وأهل يارا مش هيوافقوا بيك أنا ذات نفسي أهو لو جالي واحد زيك لعلا بنتي مش هوافق وأنا بحط نفسي مكان الناس واللي مرضاهوش على نفسي مرضاهوش على غيري."
نهض علي من مكانه بغضب وهو يقول قبل أن يخرج من الشرفة:"طيب يا بابا اللي تشوفه...مادام أنا قليل أوي كده في نظركم ويارا متستاهلنيش ولا كأني إبنكم أساسا فمتشكر أوي يا بابا."
دخل غرفته بغضب وأغلق الباب خلفه فذهبت دعاء إلى عدلي الذي كانت متابعة لحوارهم:"عين العقل يا عدلي ،هو هيزعل شوية وبعدها هينسى أصلا أنا مش عاوزة يارا تتجوز إبني أبدا."
عدلى بشرود خاطب نفسه:"بس أنا فعلا نفسي يارا أجوزها لابني....بس مش علي."
في نصف النهار خرج علي من غرفته ومعه حقيبة سفر وقال لدعاء التي كانت تنظف الشقة:"أنا مسافر إسكندرية مع أصحابي يا ماما أسبوع كده نغير جو وإحنا في الإجازة قبل ما الدراسة تدخل."
عدلي نظر إليه:"وأنت جاي تقولنا بعد ما حضرت شنطتك !"
دعاء وهي تحاول تخفيف التوتر بينهم:"لا لا يا عدلي هو قالي..."
وبالرغم من أن علي لم يعلم لدعاء أي شيء عن سفره إلا أنها كذبت كي لا يغضب زوجها على إبنها المدلل.
دعاء:"أنا بس نسيت أقولك...خليه يروح يا عدلي أهو يغير جو."
اقتربت من زوجها وهمست:"خليه ينسى الموضوع بتاع يارا ده وهو وعمر متضايقين فخليه يسافر يظبط حساباته وهيرجع كويس بعد ما يفكر في اللي قولته."
زفر عدلي باستسلام ونظر لابنه:"معاك فلوس؟"
-لا يا بابا.
-طب خد.
أخرج حافيته وأعطاه بعض المال ليكفيه في سفره وتحرك علي للباب وعندما فتحه رأى عمر مقبلا على الدخول بعد عودته من العمل.. نظرا لبعضهما بغرابة وذهب علي من أمامه ببرود حاملا حقيبته ونزل في المصعد فدخل عمر باستغراب إلى المنزل متسائلا:
"هو علي رايح فين بشنطة السفر دي؟"
أجابته دعاء وهي تكنس غرفة بالمنزل:
"سافر مع صحابه رحلة رايحين إسكندرية.
عمر:"قالك هيرجع إمتى؟ "
دعاء:"أسبوع خليه يفك في الإجازة قبل ما يرجع للترم التاني في الكلية."
فابتسم عمر قليلا ثم ذهب لغرفته ليبدل ملابسه وبعدها خرج وتوجه نحو الشرفة حيث والده جالسًا يشرب كوبًا من الشاي دخل وأغلق زجاج الشرفة ورائه بإحكام حتى لا تستمع دعاء إلى ما سيقوله.
لمحه عدلي فابتسم قائلاً :
"أهلا... تعالى اشرب معايا الشاي... أمك بتروق ومش هتشربه."
أمسك عمر بكوب الشاي وجلس أمامه يحاول أن يفاتحه بالموضوع ولكنه قلق من رد فعله.
فتحدث عدلي محاولاً طمأنته ليتحدث:
"قول يا عمر... أنا سامعك القعدة دي أنا حافظها كويس."
ابتسم عمر ثم ألقى بقنبلته على والده:
"أنا عاوز أتجوز يارا يا بابا."
مرة أخرى يسمع الجملة بنفس اليوم من إبنه ولكن أثرها هذه المرة كان ارتياحا عن ما سبق.
اعتدل في جلسته ونظر إليه:
"أنت عارف إن اخوك لسه كان قاعد نفس قعدتك دي من كام ساعة وقالي نفس الجملة؟"
عمر بتوتر:"وقولتله ايه؟"
عدلي:"قولتله إن وضعه حاليا مش مناسب المسؤولية الجواز وعن عيلة يارا مش هتقبل بيه لإنه لسه مش مكون نفسه وطالب."
ابتسم عمر بارتياح فتجدد الشك بقلب عدلي وهو يقول:"ولما أنت عاوز تتجوز يارا مجيتش ليه من بدري وقولتلي الأول ولا أخوك فكرك؟!"
صمت عمر فقال عدلي:"وبعدين أنت مش من يومين كنت متفق معايا هنروح نخطب مودة؟"
فصمت عمر مرة أخرى فقال عدلي بغضب نوعا ما:"لا ده أنت تفهمني وإلا مش هيحصل طيب أنت عارف إني مش هعترض على عروسة تجيبها لإني واثق في قرارك بس مينفعش أرفض يارا لأخوك وتيجي تقولي أتجوزها وأقولك ماشي يا حبيبي يلا ومودة اللي عرفتها علينا وبينتلي قد إيه إنك بتحبها كنت بتلعب بيها ؟؟...ما تتكلم يا عمر ؟"
عمر:"بابا يارا موضوعها حساس أوي انا مش هقدر أتكلم فيه "
عدلي:"خلاص يبقى تقفل الموضوع ومفيش جواز من يارا ومتفتحش الموضوع معايا."
عمر بتراجع:"يا بابا أنا لازم أتجوز يارا."
-اتكلم معايا وقولي إيه اللي خلاك تاخد قرار مفاجئ زي ده وأنت من يومين بالظبط كنت هتخطب مودة !"
عمر بصوت هامس ليسمعه عدلي فقط:"يارا بتمر بأزمة صعبة...يارا حد اعت دى عليها."
اتسعت عينا عدلي بدهشة وهو غير مصدق ما سمعه يارا التي لطالما وجدها مثل علا إبنته يحدث لها أمرًا شنيعًا كهذا !
تحدث بقلق:"مين اللي عمل كده !"
عمر:"مهو معرفش للأسف مين ولا هي كمان تعرف....واللي زاد كمان إن هي حامل."
ارتفع ضغط عدلي من شدة الصدمة وهو يتنفس الصعداء ويحاول الثبات وبدأ عمر يشرح له كل ما حدث وكيف طلب منها عقد قرانهم وهي رفضت بشدة ورحاب تريد أن ينزل الطفل دون حتى أن تصدق يارا أن ما حدث لها كان رغما عنها وما هي وجهة نظره بجوازه من يارا وكان عدلي يستمع إليه بفخر من شجاعته ووقفه بجانب يارا بتلك الطريقة كم أثبت رجولته وكم يفخر بأن هذا الشاب إبنه هو.
عندما انتهى عمر من حديثه نظر لأبيه بألم:"وعن مودة فأنا فعلا بحبها بس مش هتقدر تفهم وجهة نظري لأنها في الطبيعي بنت ومش هتقبل على نفسها حاجة زي دي...أه هخسرها بس ربنا هيعوضني...أنا يستحيل أشوف يارا هتتإذي و أقف ساكت طنط رحاب مش مستنية رأيها أو حتى تسمعها بس أنا سمعتها وصدقتها يارا مفيش حد جمبها يا بابا مصطفى أخوها أه بس بيمشي على أوامر طنط رحاب وملوش كلمة وميقدرش يقف قصاد طنط رحاب إنما أنا لما اتجوز يارا هعرف أقف قصادها ،مش مودة بس اللي أخسرها عشان يارا دنا أخسر العالم كله عشانها يا بابا يارا مش مجرد صاحبتي وبس أنا بحس إن يارا مني."
كان عدلي صامتا تماما وينظر لابنه لمح حبا بعينيه حبا تمنى لو أن إبنه يعلم به فقال بهدوء:"شوف ميعاد مناسب نروح نخطبها فيه...أنا فاضي النهاردة بس شوفها الأول."
توجس عمر خوفا بقوله:"وماما؟"
عدلي بهدوء:"سيبهالي أنا هتصرف معاها،وأخوك لما يرجع نبقى نحل أمره بعدين أنا عارف إني ممكن مبانش عادل بينكم باللي هعمله بس يارا بظروفها مش هيتقبلها علي ولا هيفهم الأمور زيك ولا حد ممكن يستوعب اللي حصل ليارا ويصدقها غيرك."
ابتسم عمر بفرحة ونهض من جلسته فتح باب الشرفة وخرج بينما تابعه عدلي بابتسامة واسعة ولكن غمره حزن شديد عن إبنته يارا وما حدث معها تمنى في نفسه أن تجد من فعل هذا حقا.
____________________________________
مازن:"إيييه ! زينة وصلت ! بتهرج يا يزن صح؟؟"
ضحك يزن ثم ظهر صوت زينة بالمكالمة وهي تصرخ :"أنا هنا يا حبيبي."
لم يصدق أنه يسمع صوتها الآن معشوقته الصغيرة قد أتت بعد غياب طويل لم يشعر بنفسه إلا وهو يغلق عيادته ويذهب مسرعًا إلى منزلها.
يزن:"هتلاقيه ناطط دلوقتي ."
ضحكت زينة ثم أردفت بقولها:"كويس إنكم مقولتلوش كنت عايزة أعملهاله مفاجأة."
سمعا صراخ يسرى فركضا الإثنان إلى المطبخ ونظرا لوالدهم الذي كان يطبخ معها ولوالدتهم التي كانت تضع يدها على قلبها وتردد:"يا عبدو حرام عليك حرام عليك."
ضحكت زينة:"والله وجي اليوم اللي أشوفك فيه بالمريلة وواقف بتطبخ يا بابا شكلك تهبل يا والدي."
ضحك يزن ثم نظر لوالده الذي كان يقف مثل الطفل المذنب وقال :"حرقت إيه؟ "
تحدثت يسرى محاولة التنفس:"عمالة أقوله قلّب البشاميل قلّب البشاميل أهو كتّل."
عبد الله بتبرير:"والله كنت بقلبه بس أما إيدي بتوجعني بريحها شوية."
ضحكت زينة ويزن على منظر والدهم وهو يحاول تبرأة نفسه كأنه مجرم بفعلته
يسرى بنفاذ صبر:"أخرج يا عبدو... الله يسهلك... مطلبتش مساعدة أنت اللي أصريت وأنا ياريتني ما وافقت."
اقتربت زينة منها:"يا ماما هدي نفسك... محصلش حاجة يعني... أنا هظبطه وشوفي أنتِ الجلاش اللي في الفرن لحسن ريحته طلعت."
صرخت يسرى وهي تنظر لعبدالله:"أنا مش قولت طلعه عشان زمانه استوى لإني كنت مشغولة في الكيكة ؟"
وضع عبدالله أنامل أصابعه بفمه دلالة على شدة خوفه فقد نسي أمر الجلاش.
ذهب يزن نحو الفرن وأمسك بقفازات ليخرج صينينة الجلاش من الفرن وحين أخرجها وجدوها حطامًا.
شهقت يسرى وحاولت التنفس ونظرت لزوجها بغضب..
اقتربت زينة من والدها وربتت على كتفه:"أنا بقول تنفد بجلدك يا حاج... لحسن شكلها كده مش ناوية على خير أبدا."
قال يزن يحاول تبرأة أبيه بمزحة :"يعني الراجل مكلف نفسه وحاططلك صوص شوكلاتة على جلاش باللحمة المفرومة."
ضحكت زينة وعبدالله ثم ارتعب كل من بالمطبخ على صوت صراخ يسرى قائلة:"اطلعوووو برااااااااااا"
ركضوا جميعا خارج المطبخ وهم يتنفسون بعنف
وبعد قليل ضحكوا بصوت خافض لكي لا تسمعهم يسرى ثم نظرا إلى باب المنزل الذي كان يطرق بقوة.
ذهبت زينة نحو المرآة لترى مظهرها قبل أن تفتح حتى رأت أخيها يرمقها لذا توجهت نحو الباب تزفر بضيق... فتحت الباب وحين رآها مازن ضمها لصدره بقوة حتى أنه رفعها من على الأرض بشوق كبير ويود إدخالها بين ضلوعه.
نظر يزن لأبيه بغضب ثم توجه إليهم :"طب ما تاخدها بيتك أحسن؟.. يا أخينا... كفاية قطعت نفس البت. "
ابتعد مازن عنها ونظر ليزن بغضب:"عايز إيه ياض؟"
دهش يزن من كلمته الأخيرة فقال:"ياااض ! ... طب يلا روح بيتك."
أردف مازن:"طيب ماشي... يلا يا زينة."
ثم أمسك زينة بيده واستعد للرحيل
صرخ يزن به:"أنت واخدها على فين يا حبيبي تعال هنا !"
أجابه مازن بهدوء:"رايح بيتي."
ضم يزن شفتاه ثم قال:"آآآآه... بيتك قولتلي."
ثم أمسك يد أخته وجذبها إليه:"منغير زينة."
ضحكت زينة ونظرت لأخيها :"بقى بيتنا خلاص يا يزن."
رمقها بنظرة حادة :"اسكتي أنتِ."
ثم وضع أخته وراءه وتقدم أمام مازن وكانوا ينظرون لبعض بتحدي:"أنت الظاهر نسيت علقة آخر مرة فقولت تجدد الإشتراك الشهري بتاعها؟"
رفع مازن ذراعيه وأبرز عضلاته وقال باستهزاء:"كان زمان وجبر... دنا روحت عملت فورمة عشان ميتحطش عليا تاني. "
تحدثت زينة باعجاب وتشجيع لمازن:"ياختي على عضلاته ينااس حبيب ق..."
صمتت فجأة حينما إلتفت يزن إليها يرمقها بحدة.
تدخل أبيه بالحوار :"ما تبطلوا لعب العيال ده.. هو كل مرة !"
مازن:"هو لازم كده... لازم كل مرة ينكد.. ميحبش يشوفنا فرحانين أبدا."
تدخلت يسرى وهي ترحب بمازن بسرور ثم جلسا في غرفة المعيشة يتحدثون وبينما يزن جالسًا يراقب مازن وزينة مثل الجواسيس وهم يجلسون بقلق وزينة متوترة من نظرات أخيها بينما عبدالله يتحدث مع مازن ويسرى تضحك وتمزح معهم سعيدة بتجمع أولادها وترى أن مازن إبنها أيضا فهي تحب مازن كثيرا وتراه زوجا صالحا مصلح يكفي أنه يسعد إبنتها ويحبها .
نهضت زينة من جلستها قائلة:"أنا هروح أوضتي أجيب حاجة."
وبعدها نهض مازن:"احم... أنا هروح الحمام يا عمي بعد إذنكم."
جاءه صوت صارم من قبل يزن:" اقعد هنا مفيش حمام إلا أما زينة تيجي من أوضتها... فاكرني أهبل؟ "
يسرى:"بس يا يزن... إيه اللي بتقوله ده !... روح يا حبيبي."
كان يزن سيتحدث ولكن أوقفته والدته
فكان جالسًا عينيه على غرفة أخته وحدث ما توقعه وجد مازن يدخل غرفتها فصرخ به :
ولا يا مازن عندك... داخل تعمل إيه هااا؟؟
قال له مازن بمكر قبل أن يغلق باب الغرفة ورائه:"داخل لمراتي."
غضب يزن ونهض من جلسته ليتوجه إليهم فضحك والده وأمسك يده ليجلسه مرة أخرى قائلا:"يابني اهدأ دول كاتبين الكتاب بقالهم سنة حرام عليك مش كده !"
يسرى:"دي مراته يا أهبل اتنيل أقعد."
زفر يزن وهو يجلس باقتضاب يضم ذراعيه نحو صدره ومخنوق من كون أخته بالغرفة مع رجل نعم هو زوجها ولكن ماذا يفعل بغيرته عليها؟
مرت دقائق وكأنهم ساعات ثم فزع كلاً منهم على صوت صريخ يأتي من غرفة زينة فصرخ يزن وهو يتوجه للغرفة راكضا:
"هاتوا المأذون عشان ييجي يطلق."
لا حول ولا قوة الا بالله
متنسوش تصلوا على النبي 🌼.