
رواية ليلة وفاة أمي
بقلم أية علي
" قصيرة وكاملة "
...قصتنا تحكي عن بطلتنا فتاة جميلة ورقيقة جدآ في ريعان شبابها في أوائل سن العشرينات من عمرها تدرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة كانت متفوقة جدآ وكانت تحب الحياة ومليئة بالفرحة والنشاط والحيوية كانت أكبر إخواتها وكانت والدتها سوف قامت هي بتربيتهم جميعاً دون والدهم لأنه تركهم وترك والدتهم وانفصلوا عن بعض بسبب الخلافات الزوجية بينهم وعدم التفاهم وعدم نقاش الزوج ومشاركته زوجته في أي شئ وكان شخص لايستطيع تحمل المسئولية يعيش في الحياة لنفسه فقط حتي أصبحت الزوجة لم تتحمل البقاء معه فطلبت منه الطلاق وبالفعل تم ذلك ولا تزوج الزوج بعدها حتي لا يحمل نفسه أعباء أخري علي أعبائه فأصبح يقيم في الحياة بمفرده ومتهرب طيلة عمره من طليقته وأولاده حتي لا يطالب بنفقتهم
ولا تحتاج الزوجة منه أي شئ كانت تعمل هي وتنفق علي أولادها حتي أعانها الله وقامت بتربيتهم التربية السليمة عالدين والإيمان والأخلاق الحميدة والعقل والتعليم العالي وكانوا الأولاد لا يسألون
عن أبيهم كانت الفتاة الكبيرة تعرف وتفقه كل شئ مع والدتها وكانت تري كل مايحدث بين والديها
أما إخواتها كانوا صغارا لا يعلمون ولايستوعبون شيئا ولكنهم عندما كبروا وإستطاعوا الفهم وتمييز الأمور والأحوال علموا بكل مايحدث وكانوا بالفعل منحازين للأم ولا يسألون عن الأب والأم بعد إنفصالها عن الأب قررت ألا تتزوج برجل أخر وتتفرغ وتقيم حياتها وتكرسها لأولادها فقط ولنفسها رغم صغر سنها وقتها ولكنها حمدت الله واستكفت بهذا الحال رغم ضغط أهلها واخواتها ونصحيتهم لها بأنها تتزوج ويكون
لها رجل يحافظ عليها ويصونها ويساعدها في تربية أولادها ولكنها رفضت وأصرت علي قرارها وكانت هي الأم والأب للأولاد وكانت الحياة جميلة بينها وبين أولادهاحتي أتي اليوم الموعود وتغيرت الأحوال من الجميل للسئ ومن السئ للأسوء ....
....كانت ابنتها الكبيرة تدرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة تعرفت علي شاب ليس من مستواها أعجب بها هو الأول وأعجبت به هي الأخري كان هذا الشاب معه دبلوم فقط وكان يعمل في مصنع تغذية كعامل تعبئة الأغذية والمنتجات الغذائية ولكنه كان بالفعل أخلاق ودين ورجولة وإنسان بمعني الكلمة لكن كانت المشكلة التي تعوق قصة حبهم وإستمرارها مؤهله وعمله أنها كانت سوف بعد التخرج تصبح مهندسة معمارية وهو مجرد عامل في مصنع تغذية ولكنها الفتاة أعجبت به وأحبته لشخصه وليس لتعليمه
وكان بعد عمله في المصنع يعمل سائق علي تاكسي ليس ملكه ولكنه كان يستأجره من صديق له
حتي يزيد دخله ويومه كان هذا الشاب عصامي ومكافح ويبني نفسه بنفسه وكان سبب التعارف بينهم أنها ركبت معه يوماً ما عندما كانت إنتهت
من يومها الدراسي في الجامعة وسوف تذهب لمنزلها فاستوقفت التاكسي وأعجب بها هذا الشاب لجمالها وأخلاقها ورقتها وأناقتها وذوقها وإبتسامتها
التي كانت لاتفارق وجهها وحيويتها وكل شئ جميل فيها لفتت نظره ودخلت قلبه وقتها ورسمت صورتها في خياله من أول نظرة وأول مرة رأها فيها
وكان للقدر حظ ونصيب بينهم وأصبح يراها
كل يوم وتركب معه يوصلها لتحت منزلها
وفي يوم من الأيام صارحها بهذا الحب وهي الأخري صارحته واستمروا فترة يقضون فترة تعارف يتعرفوا فيعا علي بعض وحدثت بينهم قصة حب وتبادلوا أرقام الفون ومواقع التواصل الإجتماعي حتي أصبحوا في حكم المخطوبين وقرر هو أن يصارح أهله حتي يتقدموا لها ويطلب يدها من والدتها وإخوالها بدلاً من والدها لأنه كان عنده العلم بظروفها هي ووالدتها وإخواتها ويعلم أن إخوالها كانوا هما بدلاً من الأب في كل شئ يخصهم في حياتهم والفتاة هي الأخري صارحت والدتها وقصت عليها حياة الشاب وظروفه وأحواله كان مستواه المادي هو وأهله مثل مستواهم المادي والمعيشي ولكنها كانت نقطه المؤهل والتعليم العالي لكن هذه النقطة تغاضت هي عنها الفتاة كان يشغلها ويهمها شخصه فقط ولكن للأسف كانت الأم رافضة ذلك ولها رأي أخر وتتمني لإبنتها شاب من مستواها أو أعلي منها ومن هنا حدثت الخلافات بين الأم والبنت
لأن الأم رافضة والبنت مصممة ومصرة
علي قرارها ولم تتراجع فيه أبدأ ......
...تقدم الشاب هو وأهله واستقبلته الأم هي وإخواتها إخوال وخالات أولادها بالفعل كان شاب شاري للغاية والجميع وافقوا عليه ولكنها كانت الأم الوحيدة
هي التي ترفضه رفضاً تاماً لمستواه التعليمي
وقالت لهم هذا المبدأ في أول لقاء لهم
هو وأهله وجميعهم...
... الشاب للجميع بكل رجولة وجرأة قال :
" أنا جاي هنا أنا وأمي وأبويا اطلب إيد مروة
لأني معجب بيها وبشخصيتها ولم إتعرفت عليها
زاد إعجابي بيهاأكتر وجيت اتقدم لها واطلب إيديها"
...خال من أحد إخوال الفتاة رد وقال بكل طيبة وضمير سليم ونية صافية :
" يابني احنا بنشتري راجل وكفاية كلامك ده
وإنك شاري وعاوز بنتنا بما يرضي الله
بس المهم ظروفك ايه وهتعمل ليها ايه وإمكانياتك وإستطاعتك ايه صارحنا عادي واللي ينقصك احنا نقوم بيه ولايهمك كفاية شخصك وزي ماالبنت دائما مش بتتكلم عنك غير بكل خير وطيب ومحبة
وده اللي احنا عاوزينه "
_ الأم : بعد إذنك ياخويا بس أنتا بتقول ايه
لا فيه طبعاً مؤهله ومستواه التعليمي هي مهندسة وهو عامل في مصنع وسواق أخر اليوم بنتي
أنا مستواها كده برضه ولا مقامها كده ....
_ البنت لوالدتها بكسرة : ماما أرجوكي ....
_ الأم : بس يابنت أنتي ماتعرفيش مصلحة نفسك ....
...وأحرجتهم الأم جميعهم والجميع امتنعوا
عن الحديث ...
_ والد الشاب : بعد إذنكم طبعاً ومع إحترامنا
للي في المكان ابننا فعلا تعليمه بسيط وعلي قده لكن راجل وبيشتغل وبيعمل لمستقبله وعاوز بنتكم بما يرضي الله ولما جه واتكلم معانا واختار الإنسانة اللي تناسبه ويناسبها وافقناه علي طول وجينا معاه
بدون تردد ولا كلام لأننا واثقين في إختياره ومستعدين وهو مستعد قبلنا نعمل ويعمل
كل حاجة عروسته وأنتم عايزينها ....
_ الأم : كلامك علي رأسي من فوق والله ياحاج
لكن طبعاً هي أه تناسبه لكن هو مايناسبهاش
في التعليم ...
_ والد الشاب بكل ذوق وأخلاق رد عليها قائلاً :
" والله بقي اعذرينا دي الحاجة الوحيدة اللي
هو لا يقدر يغيرها ولا نقدر احنا نغيرها وكل شئ قسمة ونصيب وربنا يبعتلك ويبعت لبنتك
الشخص اللي يناسبها في مؤهلها وتعليمها ....
_ الأم بدون أي تأثير : طبعاً ياحاج كل فولة
وليها كيال وكل حد وليه اللي زيه ...
_ والد الشاب: تمام نستأذن احنا بقي وفرصة سعيدة...
_ الأم : نورتوا الدنيا كلها واتشرفنا بيكم ...
..... وذهبوا الرجل وزوجته وابنهم مكسورين القلب والخاطر من تصرف وفعل الأم ...
..وقتها تأثرت البنت وإخوالها وكانوا جميعاً
لايعجبهم رأي وحديث الأم لكن كان يعذرونها ويقدرون موقفها .....
....وبالفعل تحدثوا وإتناقشوا معها ولكنها لم تستمع لهم ومصممة ومصرة علي رأيها ولكن البنت
هي من غضبت وثارت وبمنتهي القسوة قالت لها :
" ليه عملتي كده كسرتي فرحتي خليتي باباه أحرجك واستقل بيكي وبينا كلنا وقالك ايه
ومشي هو وابنه ومراته أنتي أم أنتي حرام عليكي كده أنا عاوزاه وبحبه وبيحبني وهنتجوز برضاكي غصب عنك هنتجوز "
.... الأم بصدمة وتأثير من طريقة أسلوب ابنتها
لأول مرة ردت عليها قائلاً :
" كده برضه يامروة كده برضه يابنتي وبنت عمري بقي دي أخرتها أخرة تربيتي فيكي أخرة قعدتي عليكم بعد العمر ده كله واحد لسه أنتي عرفاه بقالك كام شهر يعصيكي ويقلبك علي أمك ويخليكي تقفي قدامي كده وتكلميني بالطريقة دي ....
_ مروة : أنتي اللي خلتيني اعمل كده أنا اخترته
وهو اختارني ماحدش فينا بص لعلام التاني ايه وبعدين هو جاهل ولا مش بيعرف يكتب اسمه
هو متعلم ومعاه دبلوم وبيشتغل موظف في مصنع
أه قطاع خاص بس شغال وبيسوق ويشتغل
علي تاكسي يعني شخص طموح وعاوز يبني نفسه
ما ممكن كان يبقي متعلم ومعاه كلية عالية ويبقي معتمد عليها وخلاص سواء اتخرج واتعين
ولا ما اتعينش ....
_ الأم : أنا ما اعترضتش علي شخصه ولا عليه
ولا علي أهله الحق يتقال ناس مافيش فيها غلطة ومحترمين ...
_ مروة : أه إنما معترضة عالمؤهل يا ماما أنا أه هتخرج وهكون مهندسة معمارية وليا قيمة لكن
في النهاية مش هيكون ليا غير بيتي وجوزي وولادي.....
_ الأم : اصبري يامروة هيجيلك اللي زيك إن شاءالله ماتستعجليش علي رزقك أنتي ماكبرتيش لسه ولاحاجة بكرة كل ده هيتنسي ويتمحي من ذاكرتك وذاكرته وهيجيلك اللي يناسبك وهيروح للي تناسبه برضه كل شخص ليه اللي زيه .....
_ مروة : بسهولة كده سهلة بالنسبالك ياماما مايمكن يجيلي اللي يناسبني في التعليم والمؤهل لكن مايناسبنيش في أي حاجة تانية خالص وكمان
قلبي مايختارهوش ساعتها هتكوني مبسوطة.....
_ الأم : وليه يابنتي بتقدري الوحش ماتقولي يااارب هو اللي خلق ده ماخلقش غيره ...
_ مروة : لا ياماما خلق غيره وأحسن منه كمان
بس مافيش شخص كامل مكمل لازم فيه عيوب وفيه مميزات بس احنا بقي نميز العيوب
من المميزات ايه العيوب اللي تكون مقبولة نقدر نتغاضي عنها ونتعايش معاها ولا لا وهو كمان
علي فكرة برضه هيميز فيا عيوب ومميزات بس
هو علشان بيحبني شايفني كلي مميزات لكن احنا للأسف شئ مالوش ذنب فيه عاقبناه عليه وكسرنا بخاطره....
_ الأم: أبوه هو اللي اختار وهو لو شاريكي كان عمل كتتير لكن هو مااتكلمش ولا كلمة ومشي معاهم
علي طول ....
_ مروة : كانوا هيعملوا ايه أنتي جرحتيهم وعايرتيهم بشئ مالهمش ذنب فيه وشئ أصلا لايعاير بيه ده شاب مكافح زي ما أنتي عارفة وقايلالك قبل كده وبعدين هو احترم والده زي ما أنا كده ما قدرتش اعمل حاجة علشانه قدامهم دي زي دي ياماما ...
....خال من أحد إخوال مروة قاطعهم
في الحديث ورد علي الأم قائلاً :
" يا أم مروة بصي ياختي بنتك عاوزاه وهو عاوزها وأنتي لسه بلسانك من شوية قايلة إنك مش معترضة عليه كشخص لكن معترضة علي تعليمه طب اتغاضي عن النقطة دي كفاية أخلاقه وكفاحه وإحترامه
مش هتلاقي كل حاجة أنتي عاوزاها في شخص واحد وبنتك اخترته هي اللي هتتجوزه وتعيش معاه وبعدين هما صابحين يتجوزوا الصبح ده لسه فترة خطوبة سنة ولا اتنين علي ماتتخرج هي وتخلص وهو يكون نفسه يعني الفترة دي هيعرفوا بعض ويختبروا بعض ربما هي ماتعجبوش وربما
هو مايعجبهاش فأنتي سيبي الأمور كلها
علي ربنا تمشي زي ماهي مكتوبة"
_ الأم : وليه من البداية أصلا نعشمه واحنا
مش مقتنعين بيه ونرجع نسيبه بعد مايتعلق
بيها وتتعلق هي بيه .....
" الباب اللي يجيلنا منه الريح نسده ونستريح" ..
_ الخال : براحتك ياختي أنتي حرة وقدرة ببنتك أكتر مننا وأنتي يابنتي ماتزعليش أمك مهما كان
دي هي اللي عايشة طول العمر عليكم وربنا يعملكم
اللي فيه الخير....
.... وذهبوا جميعاً لمنازلهم وتشاجرت البنت هي ووالدتها شجار كبير وتركتها ابنتها ودخلت لغرفتها تبكي كثيراً وتحاول الإتصال بحبيبها ولكنه لم يرد عليها لأنه كان حزين وفي قمة إحراجه ليه ولأهله وكانت البنت في كل مرة لم يرد عليها تثور وتغضب علي والدتها وتلوم عليها كثيراً.....
.....وفي يوم من الأيام والبنت كانت في طريقها للجامعة تقابلت هي وحبيبها واتفقوا أن يجلسوا
مع بعضهم في كافتيريا الجامعة كان وقتها أجازة
من عمله في المصنع......
...وبالفعل جلسوا مع بعضهم يتحدثون ويتناقشون عم حدث من الأم وأخيراً وصلوا لحل أنهم يحاولون مرة أخري معها ويستمرون ويثبتون علي رأيهم ويتمسكوا ببعض حتي الموت وإذا لم توافق الأم سوف البنت والشاب يتزوجون رغماً عن الأم
وعن الدنيا كلها ويتحدوا الجميع والعالم بأكمله ويقيمون حياتهم مع بعضهم بمفردهم ويبتعدوا
عن الدنيا وعن أي أحد يعكر صفوهم
ويمنع فرحتهم وحياتهم ....
....وبالفعل وافقت مروة علي هذا الإتفاق
وعادت لمنزلها وتحدثت مع والدتها في ذلك الأمر أملأ أن تحاول محاولة أخيرة معها وإذا لم توافق الأم فتفعل هذا الإتفاق هي وحبيبها وليس عليهم أي ذنب ولا أخطاؤ في ذلك الفعل والقرار ولا يتجرأ
أو يستطيع أحد الملامة عليهم أو عقابهم
أو تحمليهم الذنب لأنهم حاولوا معهم مراراً وتكراراً وكانت نتيجة المحاولة الرفض التام والوقوف أمام حبهم وحياتهم .....
_ الأم لمروة : كنتي فين ده كله يا مروة إتاخرتي ليه كده يابنتي عن ميعادك...
_ مروة بأسلوب غير لائق : أقولك وماتزعليش ...
_ الأم بكل حنية وحب لبنتها : قولي يابنتي من أمتي بتخبي عني ومن أمتي أنا بزعل منك أصلا اتكلمي مع أمك وصارحيني ياحبيبتي 💜...
_ مروة بتريقة ونفس الأسلوب :
كنت مع سامي في كافتيريا الجامعة بعتذرله نيابة عن حضرتك واللي عملتيه فيهم يوم ماكان جاي يتقدملي هو وباباه ومامته ....
_ الأم بحزن ووجع : ياااااه يامروة لدرجاتي
أنا غلطت فيهم أوي كده لدرجة إنك تروحي بنفسك وتعتذري ليه وياترا قولتليه ايه بقي أنا أسفة ليك بالنيابة عن أمي ولا ما تزعلش من أمي لأنها ست جاهلة ومابتفهمش في الأصول قولتي ايه يابنتي
عني وأنتي بتعتذري ليه ....
_ مروة : هو ده كل اللي شاغلك صح لاماتقلقيش ماقولتش شئ يقلل منك بس رغم كل ده عاوزني وبيحبني وشاريني ومافرقش معاه اللي حصل منك هو متمسك بيا ومستعد يجي تاني ويتقدم ويتكلم معاكي ومع إخوالي ايه رأيك...
_ الأم: لا يابنتي مايجيش وياااريتك تنسيه خالص أحسن ليكي وليه ...
_ مروة : برضه اللي في دماغك في دماغك مصممة عليه ده أنا بقولك رغم اللي أنتي عملتيه كله ليلتها برضه بيحبني وعاوزني ومش هيسيبني مهما يحصل مافيش حاجة في الدنيا مهما تكون قوتها هتمنعنا
ولا تفرقنا عن بعض أبدأ أنا بحب سامي وهو بيحبني وهنتجوز بالرضا بالغصب هنتجوز وماحدش ليه عندي حاجة أنا مش صغيرة ولا قاصر ومن حقي اختار شريك حياتي اللي هعيش معاه عمري كله
إن شاءالله يكون بقي ايه لو مش متعلم خالص
ومش بيعرف يكتب اسمه لادام قلبي اختاره
يبقي خلاص ...
_ الأم : يااااه يعني هتعملي ايه يامروة هتتجوزيه من ورانا وتحطي رأسنا في الطين يا باشمنهدسة يامتعلمة يامتنورة وقتها هيرضيكي الناس تقول
ادي تربية الست من غير رجل وأبوكي لو عرف
وهو في مكانه بقي أيا كان يشمت فيا وفيكم
دي أخرتها يابنتي ....
_ مروة بكل جبروت : أيوة ماليش دعوة بأي حد حتي أنتي وأبويا وبعدين مين أبويا هو سأل علينا في الأول لما هيسأل علينا في الأخر دي حياتي
وأنا حرة فيها وبعدين ده أنا هتجوز علي سنة الله ورسوله مش هتجوزه عرفي ولا حاجة ....
.... وفجأة تفاجئت مروة بقلم شديد علي وجهها
من والدتها ....
_ مروة : بتضربيني يا ماما وربنا لأدفعك تمن القلم ده غالي أوي ومن النهاردة أنتي لا أمي ولا أنا بنتك ولا نعرف بعض وأنا هسيب البيت ده ومش هتشوفي وشي خالص هروح لإخوالي هما يجوزوني ليه
ولو ماوافقوش وعملوا حساب لأختهم اللي
هو حضرتك هسيبهم واطفش معاه وهتجوزه
ومش هتعرفولي طريق .....
....كانت كل هذا الوقت الأم في صدمة من حديث ابنتها ولا تستطيع النطق ولا الرد علي حديثها الصعب الذي تسمعه منها لأول مرة في حياتها ....
...وبكل جبروت مروة خرجت وأغلقت باب المنزل وراها دفعته بشدة كانت ممكن توصل لتكسيره
تذهب لإخوالها وتشكي لهم من والدتها.....
....كانت الأم في حالة ذهول لم تستطيع الوقوف علي قدميها تقول لنفسها :
" معقول دي مروة بنتي مش مصدقة نفسي ايه اللي حصلها الواد ده عملها ايه خلاها تعمل في أمها كده "
....مروة وصلت لبيت خالها الأكبر منهارة من البكاء فاستقبلوها أحسن وأفضل إستقبال وعندما قصت عليهم كل ماحدث بينها وبين والدتها بكل صراحة وجرأة وصدق بدون ماتكذب كانوا منصدمين
من فعلها وكانت الملامة عليها من خالها وزوجة خالها وصفعها خالها هو الأخر بالقلم علي وجهها ....
_ مروة : بتضربني أنتا كمان ياخالوا وأنا اللي جاية اشتكيلك ....
_ خالها : اضربك واكسر رقبتك كمان أنتي إتجننتي بابت ولا جرا حاجة في عقلك تكلمي أمك بالطريقة دي وتسيبلها البيت وتمشي ...
......الأم في منزلها فجأة وضعت يدها علي صدرها تشعر بقرشة نفس شديدة وكأنها تخرج في الروح وتقول لأولادها :
" قلبي وربي غضبانين علي مروة بنتي ليوم الدين
أنا هموت وأنا داعية عليها ومش راضية عنها وعرفوها الكلام ده ووصيتي ماتحضر دفنتي
ولا تقف علي غسلي وحسبي الله ونعم الوكيل
فيكي يابنتي "
...بعدها نطقت الأم الشهادة وتوفت في الحال ....
....حزنوا الأولاد حزنا شديداً وكان عقلهم
لايستوعب ذلك الحال ....
...في منزل خال مروة كانت مروة مع ابنة خالها
في حجرتها تبكي من أفعال والدتها وخالها
هو الأخر وابنته تهدي فيها وتقول لها :
" خلاص بقي يامروة إهدي مش كده عمتو قلبها أبيض ومش هتقدر تزعلك بس أنتي برضه براحة عليها وخالك حنين والله وشوية وهيصالحك
لم يهدي وكمان هيكلم عمتو ويخليها توافق عالعريس والدنيا تبقي كويسة بس أنتي اصبري وسيبي الأمور تمشي تمام ماتستعجليش علي رزقك ...
_ مروة : لا ما أتوقعش أمي هتعمل كده هي اللي
في دماغها في دماغها وخالوا زي ما أنتي شوفتي جيت استنجد بيه واشتكيله عمل ايه هو كمان
اروح لمين يعني ياناس ....
_ بنت خالها : ما هو ماتزعليش مني أنتي برضه غلطانة يا مروة في اللي عملتيه لازم نقولك
الحقيقة ونوعيكي كلنا بنغلط بس لازم نعرف غلطنا
وما نكرروش تاني وعمتو مهما كان برضه ماتستاهلش منك كده دي فنت حياتها وعمرها علشانكم برضه يبقي ده جزاءها حتي لو معترضة عالعريس ومؤهله برضه مش كده يا مروة ....
..... وفجأة فون الخال رن عليه في الصالون
وكانوا إخوات مروة وقتها ....
_ الخال : ألوووو ياولاد عاملين ايه وماما عاملة ايه...
...كانوا الأولاد يبكون ويصرخون ويقولون ماما
أمي ماتسيبناش ....
.... وقتها كان الخال مخضوض ويشعر بشئ غريب غير طبيعي ويمتلكه الخوف والقلق يزداد
في قلبه ....
...مروة وابنة خالها سمعوا من داخل الغرفة صوت الخال وزوجته مخضوضين فخرجوا مسرعين ليستفسروا ويفهموا ماحدث وماسبب حديث الخال ...
...الأولاد في الفون بإنهيار لخالهم وكان المايك شغال:
" الحقنا ياخالوا ماما تعيش أنتا " ....
_ زوجة الخال خبطت علي صدرها بخضة وقالت : يالهوي أمتي الكلام ده وحصل إزاي ....
....الخال جلس مكانه ولم يستطيع النطق من صدمته علي أخته وكل ما يستطيعه قوله يردده :
" إنا لله وإنا إليه راجعون"
" لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم"
" لكل أجلا كتاب "
...ابنة خال مروة ببكاء وإنهيار قالت :
" حبيبتي ياعمتو "
...مروة وقتها كانت حالتها من أصعب ما يكون
أكتر من الجميع حولها لم تستطيع النطق وقفت مكانها مصدومة لمدة ثواني كانت لا تصدق
ما سمعته وعندما قالت ماما لم تستطيع إكمالها وفجأة سقطت من طولها في الأرض مغشية عليها
ولا تدري بالدنيا حولها .....
...ابنة خالها كانت تحاول إفاقتها وزوجة خالها
كذلك الأمر ولكنها لم تستفيق أبدأ فكانوا يصرخون ويحاولون إفاقتها وكانوا يقولون للخال ....
_ ابنته : بابا الحق مروة هتضيع مننا هي كمان....
_ زوجته : الحق ياخويا البت هتموت عاوزين نلحقئها بسرعة نجيبلها دكتور تلحئق حتي دفنة أمها وتودعها قبل ماتتغسل وتتدفن ياخويا...
_ الخال: لا مش هيحصل أنتي سمعتي في التليفون بنفسك وصية أختي الله يرحمها وأنا مش هكسرها دي مش هتعتبها هناك ولا هتشوف أمها اللي
هي إتسببت في موتها علشان حتة عيل مايسواش ومالوش لازمة إن شاءالله لو كان حتي ملاك نازل
من السما ماكانتش تعمل في أمها كده أبدأ سيبوها مرمية مكانها يااارب تموت زي الكلبة كده هي
مش أغلي عندي من أختي لابد تتحرم من الشرف
ده إن هي تغسل أمها وتشوفها وتتدفنها .....
...ونهض الخال من مكانه ذهب لمنزل أخته وبلغ باقي إخواته وترك زوجته وابنته مع مروة وكانوا يحاولوا إفاقتها حتي يأسوا من حالتها وطلبوا وأحضروا لها الطبيب وبالفعل جاء لهم المنزل وأعطاها حقنة مهدئة حتي لليوم التالي صباحاً وبالفعل في اليوم التالي صباحاً استفاقت مروة ولكنها كانت وحيدة في المنزل ومعها ابنة خالها فقط لأن زوجته ذهبت له بيت أخته حتي تحضر الدفنة وتم كل شئ تغسيل المتوفية ودفنها والعزاء
في بيتها وكل ذلك حدث ومروة في بيت خالها
مع ابنته وحيدة بالفعل حرمت من تغسيل والدتها ودفنها وكانت في كل وقت وحين يقتلها الإحساس بالذنب ولاتنتهي من ملامة نفسها كانت تتمني أن تتوفي هي الأخري وقاطعها خالها وجميع إخوالها وتركتهم حين شفيت من تعبها وذهبت لمنزلها الذي عاشت فيه سنين وذكريات حياتها وعمرها لكنها للأسف دخلته غير ماخرجته منذ ذلك الليلة الموعودة دخلت فيه ولم تجد والدتها كل ركن فيه متأثر بالوجع والفراق والذنب كانت في كل ركن تتذكر والدتها وحنيتها وحبها وكل شئ من رائحتها
لكن للأسف ندمت مروة في يوم لاينفع فيه الندم ، ندمت بعد فوات الأوان ،
وكانوا إخواتها كذلك الأمر متخذين منها موقف وقاطعوها واعتبروها ليسيت أختهم وأقامت معهم في المنزل وكأنها مش معهم حتي علم والدهم بوفاة طليقته والدتهم وجاء لأولاده ليقيم معهم بحجة أنه والدهم وهما أولاده وليس لهم أحد بعد والدتهم
إلا هو وكذلك الأمر ليس له أحد في الدنيا إلا هما
لكنه في الحقيقة يريد الإقامة معهم لينفقوا عليه ويقيم معهم عالة عليهم ولكنها مروة كانت ترفض رفضاً تاماً لأنها كانت تعلم جيداً مايدور في ذهن والدها ليس مطالبته بالإقامة معهم حبا لهم ولكنها حبا لنفسه ولكن إخواتها هما من وافقوا رغم أنهم يعلمون ذلك ولكن في الحال مضطرين لأنه
في الأول وفي الأخر لهم بعد والدتهم أصبحت مروة وحيدة ليس لها علاقة بأحد لا أهل ولا أصحاب
ولا إخوات حتي سامي حبيبها تركته هو الأخر
بسبب إحساسها بالذنب حاولت أن تريح بال والدتها في قبرها لأنها كانت ترفضه رفضاً تاماً لمستواه التعليمي البسيط ولأنها توفيت غاضبة عليها وليسيت راضية فحاولت أن تفعل شئ يرضيها
في قبرها ....
...مروة صارت تقيم حياتها علي نظام واحد
وهو أنها كل يوم بداية من الصباح وشروق الشمس
تذهب للمقابر عند والدتها وتستمر حتي غروب الشمس والنهار لأنها تخشي أن تستمر في الظلام الحالك في المقابر كانت تقرأ لها قرآن وتصلي
وتدعي لها بالرحمة والمغفرة وأن تسامحها ....
...كانت مروة عندما تضيق بها الحياة تذهب لوالدتها وتتحدث معها ومع روحها فترجع تشعر بالراحة النفسية وكأنها بالفعل والدتها مازالت علي قيد الحياة وفي يوم من الأيام ذهبت لها في المقابر وقرأت القرآن وصلت ودعت لها وجلست حزينة علي قبرها تقول ببكاء وإنهيار :
" حبيبتي يا ماما وحشتيني أوي تعالي شوفيني وشوفي اللي أنا فيه من بعدك شوفي جرالي ايه
ياأمي أنا بقيت وحيدة من بعدك لا حد يعرفني
ولا أعرف حد إخوالي وخالاتي اتبروا مني وقاطعوني علشانك وأبويا أول ماعرف بموتك
جه عاش معانا عافية علشان نصرف عليه
احنا وفعلاً يا أمي من يوم ماعاش معانا وهو مش بيعمل في حياته حاجة غير إنه يأكل ويشرب وينام ومنكد علينا عيشتنا وحياتنا لو ترجعي تنقذينا منه يااااه أنتي كنتي شايلة عننا كتتتير أوي وأنا سبت سامي خلاص ومش هتجوزه علشان أنتي كنتي رافضاه كفاية موتي وسبتينا وأنتي زعلانة مني وغضبانة عليا عاوزاكي تكوني راضية عني
ولو بجزء بسيط وأنتي حتي في قبرك
أنا بحبك أوي يا أمي بس ياخسارة نفسي تيجي
تاني وأشوفك واترمي في حضنك الحنين
واشتكيلك كل وجعي وهمي أنا بصبر نفسي
كل يوم وأنا بكلمك وأنتي في القبر
لكن نفسي أكون في حضنك بحق وحقيقي بس
اعمل ايه غرقانة من غيرك والغرقان بيتعلق بقشاية"
....وصارت مروة تبكي بكل حرقة وتقول:
" أااااااه يا أمي أاااااااه ارجعيلي تاني ياما
ربنا يريحني واجيلك أنا لو مش الإنتحار حرام
وأنا مش ناقصة ذنوب أصلا وبكفر عن اللي
أنا فيه بالعافية وبطلب من ربنا ومنك السماح
يا أمي كنت انتحرت وريحت نفسي لكن عاوزة
ربنا يرضي عني عشان ترضي أنتي كمان عني
أااااااه أاااااااه تعبانة يا أمي"
....ومروة تقيم علي ذلك الوضع والحال لمدة عام كامل حتي أتي يوم الذكري السنوية الأولي لوفاة والدتها وكانت في كل نيتها أنها في اليوم سوف تختم لها المصحف قراءة وتدعي لها كثيراً
من الأدعية وتتبرع بجزء من المال التي كانت تدخره والدتها لها ولأولادها ولا إحتياج الزمن ولكنها توفت الأم وتركت لهم المال وكانت تأمن مروة عليه
وعلي كل جنيه فيه وتوصي بأنه لها ولإخواتها
مروة كانت هي سر والدتها في كل شئ
وبالفعل كانت مروة أمينة عليه بعد وفاة والدتها وإخواتها لم يعلموا به لأنهم أصبحوا يقفون
في صف والدهم ومنحازين له دائما ولو علموا
ذلك هما ووالدهم سوف يأخذه منهم بالحيلة
والحب ليصرفه علي نفسه وحياته ....
ومروة قررت أن لا أحد له من هذا المال جنيه
حتي هي شخصياً وأنه سوف يكون صدقة جارية..
تمت بحمد الله