رواية شمس لا تغيب الفصل الاول 1 الثاني 2 بقلم ساره سعد


رواية شمس لا تغيب

الفصل الاول 1 والثاني 2

بقلم ساره سعد 


فى مصحه الشفاء شق صوت صرخها جدران المصحه

 وهى تحصل ككل أسبوع على جلسه العلاج بصعق الكهربائى ظلت تصرخ بكل ما تملك من قوه مع اهتزاز وتشنج فى جسدها الذابل الضعيف لتفقد وعيها كالعاده مع نزول بعض اللعاب الأبيض الرغوى وتجمد فى العيون لينسحب الدم من جسدها وتنتفض وكانها جثة هامدة تدب الروح بها ببطى نظرت الممرضة لدكتور أدهم العزيزى مدير المصحه والذى يشرف على علاج هذه المسكينه أو بمعنى أصح يشرف على دمارها أكثر لتقول الممرضة المساعده بصوت خائف مذعور  {دكتور أدهم الجرعة كانت زياده جدا النهارده انا خايفه جسمها ميتحملش }.......رفع نظارته الطبيه بتوجس ونظر لمساعدته الأمينة وهو يداعب ذقنه  {متقلقيش يا سعاد انا عارف كويس بعمل ايه حالتها لازم تسوء ده أمر وانا بنفذه وانا وانتى وناس تانيه بتقبض من تنفيذ الأوامر ديه }.............

إنها عاصمة النور والموضه...عاصمة الجمال والشهرة والاضواء وأيضا عاصمة العلم والثقافة  باريس بالتحديد فى منطقه إيل_دو_فرانس حيث تقع أعرق جامعات العالم جامعه السربون....وقف بكل شموخ وقامه ممشوقه البنيان ووسامه وجاذبيه لا حدود لها وشخصية مرموقه على منصة القاعة يلقى آخر المحضرات  عن العلاج النفسى بصوت واثق قوى مثير وبعد الانتهاء من المحاضره قال كلمته الأخير لطلابه ووداعهم ليقف الطلاب ويصقفون له بحرارة  لتهتز القاعة من قوه التصفيق...................... 

سيده شديده الجمال فى بدايه العقد الخامس من عمرها ولكن من يراها يعتقد أنها شابه صغيره جميله وقفت فى منتصف بهو الفيلا الكبيرة فيلا دكتور سيف الدين عاصم السلحدار .... بتنورتها  السوداء القصيره وبلوزتها الناعمه الوردية وشعرها الأشقر ينساب على ظهرها بنعومه مشيت بكل كبرياء وحذائها يرن على مسامع الخدم ليعلم جميعا أن السيده فريده سيف الدين  قادمه إلى المطبخ تشرف بنفسها على قائمه الأطعمة التى يفضلها دكتور يوسف وابنته الجميله ملك........

وقفت بمطبخ شديد الوسع يقف فيه الكثير من الخدم الكل يعمل كخلية النحل ضمت ذراعيها إلى صدرها و قالت  {صباح الخير }ليرد الجميع فى وقت واحد وكأنهم فرقة موسيقية بملابسهم ناصعة البياض والغطاء البلاستيكى على شعورهم{صباح النور يا هانم }...تجولت بينهم وهى تشرف على أنواع الأطعمة شهقت بصوت رقيق ونظرت لخادمه تقطع خضروات {ايه اللى انتى بتعمليه ده يا كريمه فى حد يقطع الخضار بالحجم ده......حسين يا حسين }....تقدم الحاج حسين رئيس الخدم بسرعه وهو  يعمل من طفولته بفيلا عاصم باشا والد دكتور سيف الدين.....تقدم عم حسين برتجاف {افندم يا هانم }....بوجه غاضب برغم جماله تففت  {يظهر انك مش واخد بالك كويس من شغلك يا حسين ايه الزفت اللى بتعمله كريمه ده انت عارف كويس انا بحب الخضار متقطع بشكل كويس وكله بحجم واحد يا تعملها تشتغل كويس يا تاخد حسابها وتمشى}.....هز الحاج حسين رأسه وهو يذهب ناحيه كريمه التى ترتجف بقوه من غضب فريده هانم {أمرك يا هانم كل حاجه هتبقى تمام بس حضرتك متغضبيش }...خرجت من المطبخ بخطوات سريعه وهى غاضبه  {مفيش حد فيكم يعتمد عليه }..........زفر الخدم انفاسهم ونظرو لبعض ليضحكون فى وقت واحد ليرتعبو مره اخرى وفريدة هانم تدق الجرس لمديرة الفيلا الحاجه وداد زوجه الحاج حسين وفريده تعتمد عليها بكل شىء فهى تلازمها من صبها وحين تزوجت فريده كانت وداد تدخل قبلها لفيلا د/ سيف الدين ....دخلت الحاجه وداد إلى تراس الفيلا  {نعم يا هانم }......وهى تتصفح تليفونها على اخبار الميديا والصحف نظرت من خلف نظرتها الطبيه الاناقيه بهيكلها الأسود  العريض المرصع بفصين من الماظ  {وداد من فضلك عايزه فطارى بسرعه عندى اجتماع فى الجمعيه }..استدرت وداد لتذهب وتعد إفطار السيده فريده اليومى.....استوقفت فريده وداد وهى تسالها بنعومه  {وداد مريم صحيت}.....ردت وداد بسرعه  {من بدرى يا هانم  فطرت و راحت على جامعتها}....

هزت فريده رأسها وهى مازلت تتصفح تليفونها ثم رفعت رأسها وهذه المره قالت بجدية  {ومراد صحى ولا لسه }...هزت وداد رأسها  {لا يا هانم لسه نايم صحيته مرتين كل مره يقولى حاضر وينام }...ضربت على الطاولة بقوه ووقفت بغضب وهى تشد تنورتها بشياكه  {طبعا الأستاذ اكيد كان سهران لوش الفجر طيب  يا مراد انا هعرف ازاى اخليك تصحى }....نظرت بملامح غاضبه قالت {وداد عايزه مكعبات تلج   وحصلينى على اوضه مراد بسرعه }....لتهز وداد رأسها بطاعة وذهبت ثم رجعت مره اخرى   {حرام يا فريده هانم هطلع اجرب تانى}.......{لا لا يا وداد مره بقا مستهتر ومش عجبانى تصرفاته بالمره...يلا وداد بسرعه }.........

مرحبا بكم فى مطار القاهرة الدولى.........

هبتط طائره لجين  المضيفه تونسيه تعمل بشركة طيران عالميه لمده 3 ايام بالقاهره لتستغل لجين وجودها بالقاهرة وتذهب كعادتها كل اجازه لها بالقاهره إلى منطقه المنصوريه وبالتحديد لفيلا الحاج جلال الحسينى رجل الأعمال الشهير..............

{عشان خاطرى يا خالى خد الأدوية بتاعتك علشان تبقى كويس وترجع احسن من الاول }....هز رأسه بقوه وهو يبعد يد نغم بكل قوه حتى سقطت من يدها الأقراص متنثره على الأرض  وتستقر بعض الأقراص  عند حذاء نسائي اسود عالى واقدام بيضاء  دهست أقراص الأدوية بحذائها وهى تقترب من سرير الحاج جلال الحسينى وهى تلعب بخصلات شعرها البنيه والعلكه فى فمها تمضغها بدلال وضعت يدها فى خصرها والقت نظره بطرف عيونها لنغم وقالت {وبعدين معاك يا عمو خد ادويتك علشان تبقى كويس وترجع وسطنا }....أدار رأسه للجهة الأخرى حتى لايرى عيونها الحاقده وابتسمتها المستفزه وتشفيها فى مرضه بكل جبروته ليحدث نفسه  {ياه يا جلال جه اليوم اللى تتحكم فيك مرات ابنك بعد ماكنت الدنيا بتتهز من تحت رجلك ااااخ يا جلال يريت تموت وترتاح }دارت عيونه بالغرفة لتقع على مجموعه من الصور فى إطارات ذهبيه ولكن عيونه توقفت على صورتها وهى تضحك وتقف بين الأزهار كفراشه جميله......اغمض عيونه بشده وتدرجت دمعه من عيونه تحرق وجنته على فلذت كبده  {شمس}....

وقفت نغم أمام رانيا بقصف مدفعى تدافع عن خالها ووالد زوجها  {ارتاحى انتى يارانيا وخليكى فى حالك وملكيش دعوه بخالى وادويته اهتمى انتى ببنك وجوزك }....ابتسمت رانيا  بشمزاز واقتربت من نغم {انا هنا مرات هشام الحسينى كبير العيله ديه ألتزامى حدودك يا نغم معايا أنتى عارفه انا مين وبنت مين }التفت جلال  ينظر لرأنيا وملامح الحزن والقاسى ارتسمت على ملامحه {يااااه يا جلال هشام بقا هو كبير العيله وانت راحت عليك بيقت عاله على ولادك ولا لك قيمه فى الدنيا  }رفع عيون للسماء  {يارب ريحنى من اللى انا فيه }....

شهقت نغم ونظرت لخالها المريض لاتلمح بعيونه الألم والحزن {انتى ازاى تتكلمى بشكل ده قدام خالى طول ما هو عايش وسطنا هو كبير العيله ديه }....تكلمت نغم بعصبيه وهى تفرك يدها.....مطت رانيا شفتيها وهزت اكتافها بالامبالاه وخرجت من الغرفه وهى تبتسم......

تجول بالشركة بين المكاتب يتفقد العمل وهو يمشى بكل كبرياء وغرور خطواته تدق على الرخام بقوه لا يضحك أو يبتسم فى وجه احد دائما غاضب يصرخ على الموظفين لا يرحم أحد الجميع يتحدث بقهر وغل 

(فين ايامك يا حاج جلال ).....فتح باب مكتبة بقوم وسكرتاريته خلف تدون مواعيده اليوميه انتهت السكرتاريه من مهمتها  { حضرتك محتاج حاجه تانيه يا فندم }...هز هشام رأسه وهو يتابع أخبار البورصه وارتفاع أسهم الحسينى جروب ....خرجت السكرتارية ليدخل طارق مكتب هشام بسرعه وهو يلهث كالمجنون  {هشام هشام }وقف هشام مذعور من وجه طارق الشاحب  {مالك يا طارق فى ايه أهدا }.....جلس طارق ونظر لهشام نظره مبهمه وعيونه مليئه بالدموع  {ايه اللى عملته شمس علشان نعذبها بشكل ده يا هشام حرام عليك حرام علينا كلنا اختك هتموت, اتصلت بيا سعاد الممرضة وقالتلى شمس كانت هتموت النهارده }...جلس هشام على معقد مكتبه بكل برود وكبرياء وعلى شفتيه ابتسمت نصر وكانه انتصر بمعركة شبك اصابعه مع بعضها وقال بصوت خالى من الشفقة  {تموت وايه يعنى وحده مجنونه قاتله حقيره ممكن تموتنا  كلنا لو فضلت معانا}..ضرب هشام على المكتب بقوه لينتفض طارق  {تعالى اقولك عملت ايه امها اتجوزت أبوك وحرمة امك منه أخدت نص إمبراطورية الحسينى وأخيرا قتلت امك واتهمت جوز اختك بالاغتصاب عايز ايه تانى اتكللللللللم يا طارق}

وقف طارق أمام هشام واحنى رأسه بخجل  {انا اسف يا هشام هدى نفسك أرجوك فى حد فينا هيروح عند شمس }.....رفع هشام عيونه الرصاصيه وقال بجمود  {سابها لحد ماتموت وتعفن }.......

*{مريم.....مريم}...التفت مريم بجسدها الرشيق وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الزرقاء وابتسامتها الجميله المشرقة  { د/نادر صباح الخير يا دكتور عامل ايه }....رفع نظارته الطبيه ومط شفتيه ساخرا منها { دكتور نادر مالك يا مريم احنا مخطوبين  وكمان كام شهر هنتجوز ايه دكتور ديه بقا }....ضحكت بشقاوه وهى تلوح بيدها  {ايه يا دكتور مالك فى ايه انت هنا  دكتورى واستاذى ولازم اقولك يا دكتور ولكن بره باب الكليه اكيد هتبقى نادر ابن خالى وخطيبى }.....ابتسم نادر وغمز بعينه  {اوك مريم لما نشوف اخرتها معاكى يابنت سيف الدين عاصم }....مر بعض الشباب والبنات أصدقاء مريم من أمامها وهى تقف تتحدث مع نادر لتلوح لهم بيدها وتلقي عليهم تحيه الصباح.....اشتعل بنار الغيره والغضب وعيونه تشع منها النار صك على أسنانه بقوه وتكلم من بينهم {مريم انا قولتلك 100 مره ابعدى عن الشله  المنحطه ديه وانتى وقفه معايا أياكى أياكى يا مريم تتكلمى بطريقه ديه اتفضلى ع المحاضر}....تجمعت الدموع بعيونها والدماء زحفت لوجنتها  { نادر من فضلك زى ما بحترمك فى كل مكان يريت انت كمان تحترمنى وتحترم اصحابى ويريت تغير اسلوبك ده معايا,  عن اذنك يا دكتور  }...........

جلست فريده على رأس طاولة الطعام الكبيره الفخامه الصنع تنظر لساعتها لتنتهى كريم من وضع الطعام على الطاولة وتسال فريده{اصب الأكل فى الأطباق يا هانم }...رافعت فريده يدها لكريمه  {لا روحى انتي يا كريمه }.....نزلت مريم من على الدرج متجه إلى غرفه الطعام لتجلس بمكانها المعتاد لتنظر اليها فريده وهى تسند رأسها على يدها{مالك يا مريم ليه شكلك زعلانه كده }....زفرت مريم انفاسها بغضب وهى تقلب شفتيها كالاطفال  {مفيش حاجه يا ماما مخنوقه شويه }جلس بسرعه وهو يفرك يده بشده وقال بمرحه المعتاد ووجه المبتسم  {ماله الجميل مخنوق من ايه }....التفت اليه فريده بوجه غاضب وبصرامه شديده قالت {مراد ده كرسى يوسف أعقد مكانك وبعدين غسلت ايدك قبل ما تدخل بالهمجيه ديه}...كتمت مريم ضحكه خرجت من شفتيها وهى تشاهد مراد يفتح فمه....لتصرخ فريده بغضب {اقفل بقك ده وانت بتاكل }...لتنفجر مريم بضحكه عاليه ومراد أيضا وهو يقبل يد أمه ويغمز لها بعينه الخضراء  {انا مش فاهم يا فريده هانم اقفل ولا افتح وبعدين يا ماما احنا مش عيال صغيره عشان التوصيات دي غسلنا ايدنا ولا لا  يا ماما احنا كبرنا }ابتسمت فريده بهدوء وهى تحاول أن لا تظهر ابتسامتها الجميله أمام مراد وهى تضرب على يده بخفه  {أخرس يا مراد واتفضل كل وانت ساكت }ثم التفت برأسها مره اخرى الى مريم وهى تأكل بكل اتكيت وتهذيب  {وانتى يا مريم فى ايه مالك }وضعت مريم فوطه الطعام بهدوء بعد أن مسحت فمها الصغير وتنفست بهدوء  {نادر يا ماما زودها جدا واصحابى اللى بحبهم عايز يمنعنى أتكلم معاهم }.....وضعت فريده قطعه اللحم فى فمها ونظرت لمريم بكل هدوء {عنده حق طبعا أساسا مش عارفه ازاى مريم سيف الدين حفيده عاصم السلحدار تصاحب ناس زى دول }.....نظر مراد إلى مريم وهز رأسه ثم أكمل طعامه....لتقول مريم بنفور  {يا ماما مالهم اصحابى وبعدين مفيش حاجه اسمها بنت مين وابن مين الروس اتسوت يا ماما }......ليقف مراد وهو يقضم تفاحة  {وبعدين نادر ده مزودها اوى بصراحه }طرقت فريده على الطاولة بغضب {مراد أتكلم عن ابن خالك وخطيب اختك بطريقه أفضل من كده انا مش عارفه انتم دماغكم مالها هو عنده حق ازاى كل من هب ودب ومعاه شويه فلوس يدخل أولاده مدارس وجامعات أولاد الذوات الدنيا حصل فيها ايه ).......ابتسم مراد بسخريه وهو يمشط شعره{انا همشى عندى معاد مهم }...وقفت مريم أيضا وقالت بصوت مجهد { وانا فى اوضتى عندى مذكره}نادت فريده على مراد بصوت صارم  { مراد يوسف هيوصل الساعه 8 مش عايزه تاخير من فضلك }ليركض مراد بسرعه نحو فريده يعانقها ويقبلها بشده من وجنتها  {أمرك يا مزه}...لتشهق فريده وهى تضربه  {أبعد ايدك عنى يا ولد وبلاش الحركات ديه و بعدين ايه  الكلام ده,  مزة ايه , اتعدل يا ولد}.....

فى الطائره المتجه من باريس إلى القاهره كان يجلس بجانب طفلته الجميله التى تشبه بشكل كبير بشعرها الأسود الناعم كالسلسبيل وعيونها الزيتونيه تعلب بدميتها الصغيره...ليداعب شعرها رفعت رأسها وبنظره بريئه ابتسمت لتظهر غمزتها التى تزين وجنتها {دادى احنا رايحين عند مريومه ومراد }.....انحنى وقبل جبينها ثم داعب وجنتها الناعمه  {ايوه بابا احنا راجعين مصر عند نانه فريده ومريومه ومراد }صفقت بيدها الصغيره وقالت بمرح  {وجدتو }....ابتسم بجاذبيه ليظهر أسنانه البيضاء  {جدو جدو يا ملوكه مش جدتو....لا يا حبيبتى جدو لسه مسافر }.....ركزت على المقعد بركبتها وهى تقترب من والدها وتداعب وجنته بيدها الصغيره  {جدتو فين }....قبل يدها وهمس برقه  {بابا اعقدى مكانك البنوته الجميله تعقد مكانها} لتجلس مكانها مره اخرى  {حاضل دادى }.نظرة حزن عميقة احتلت مقلتيه وهو ينظر لصغيرته الجميله التى حرمت من والدتها ليعود بذاكرته قبل 3 سنوات وهى ترقد فى فراشها الأبيض والأطباء يتجمعون حولها وهو يقف يستمع لكلماتهم الموجعة التى تمزق احشائه  {اسفين دكتور يوسف أنها مساله وقت والسيدة كلارا ستفارق الحياه }...تجمعت الدموع بعيونه البنيه وهو يقول بصوت مبحوح  خالى من الأمل  {مفيش فايده } فارقت كلارا بيل أو  كلارا سيف الدين كما تلقب,  الانجليزيه  الأصل  الحياه بعد أن قضى عليها هذا المرض اللعين وتركت طفلتها الجميله ملك تبلغ من العمر سنتين.......تنفس بضيق وهو يحل ربطه عنقه من حول رقبته وينظر لطفلته التى أصبحت الآن خمس سنوات 3 سنوات لا يفارقها ولا تفرقه ابدا بعد أن عرضت عليه أمه أن تربى ملك ولكنه رفض أن تفارفه ملك روحه ابداااااااا........هبطت الطائره فى مطار القاهرة ليبدأ يوسف حياته الجديده فى بلده بعد أن غاب عنها 7 سنوات فى باريس عاد ليوجه مصير جديد وحياه جديدة ومستقبل لا يعلمه إلا الله..........

داخل غرفه بمصحه الشفاء فتحت بابها سعاد الممرضة المساعده لدكتور أدهم ودخلت بهدوء ثم أغلقت باب الغرفه بهدوء مره اخرى بالمفتاح كانت تجلس على فراشها منكمشه على نفسها تضم أقدامها إلى صدرها ترتدى جلباب وردى تجدل شعرها ضفيره كبيره تصل لفخدها وجها لنافذه الغرفه ذات الأعمدة الحدديه غرفه خاليه من أى شىء لا يوجد بها غير سرير وخزانه  {شمس شمس }نادت سعاد وهى تربط على رأسها لتنتفض فجأه ثم ركضت ناحيه النافذه متمسكه بالاعمده الحدديه بوجه شاحب عيونها العسليه الجميله تحلق حوالها الهالات الزرقاء شفتيها زرقاء مدت سعاد يدها بهدوء وهى تبتسم  {تعالى يا شمس متخافيش انتى هتخدى ادويتك بس تعالى حبيبتى }....تمسكت أكثر بالنافذه وجسدها الضعيف يرتعش وشفتيها تنتفض من الخوف برغم من حاله اللا وعى التى تعانى منها ولكنها تشعر بموعد عذبها بجلسات الكهرباء....طرق باب الغرفه بهدوء لتنظر سعاد من عين الباب السحريه لتجدها الممرضة المساعده التانيه آمال فتحت سعاد باب الغرفه ودخلت آمال  {تعالى يا امال فى حاجه }سالتها سعاد بهدوء. .....هزت آمال رأسها  {لا مفيش جيت اشوفك محتاجه حاجه }...التفت سعاد لشمس المتشبت بالنافذه بقوه ونظرات الخوف تشع من عيونها الجميله {تعالى يا شمس بالله عليكى بلاش نظرات الخوف ديه مش باليد حيله يابنتى تعالى }اقتربت آمال وجذبت شمس بالقوة من يدها وهى تقول بحده  {تعالى ياختى هنا احنا ناقصين وجع قلب زهقتينا }....شدت سعاد يد آمال وهى تهتف بغضب  {بس يا آمال براحه عليها مش شايفها ضعيفه ازاى قولتلك 100 مره بلاش تتعملى معاها كده مش كفايه }...لوت آمال شفتيها بسخريه وهى تصدر صوت من بينهم {فى ايه يا سعاد مالك قلبك حنين اوى كده اذا كان أخواتها مش طايقنها احنا هنبقى عليها ديه مصيبه وقتالة قتله بلا قرف }.....كانت شمس عيونها مشتته بين سعاد وآمال وهى تنظر بخوف وجسدها ينتفض من الخوف ودموع تنهمر على وجنتها ماذا فعلت لتتعذب كل هذا العذاب كل ذنبها بالحياه أن والدها جلال  عشق امها بجنون وشمس هى شمس حياته وابنته الجميله صاحبة القلب الطيب 

سالت امال عن دكتور أدهم وتغيبه اليوم عن المصحه  {هو فين دكتور أدهم مجاش ليه النهارده مش المفروض اخوات المحروسه يبعتوا الشهريه }.....ردت عليها سعاد وهى تعطى شمس أقراص بيضاء  {دكتور يوسف جاى من السفر النهارده والدكتور أدهم راح يشوفه }.....شهقت آمال وهى تضرب على صدرها بقوه لتنظر لها شمس ولملامح وجهها التى ارتسمت عليه علامات الخوف  {ايه دكتور يوسف ابن دكتور سيف يعنى ايه جاى اجازه زى كل مره ولا ايه }....ردت سعاد بقلق  {لا ياختى دكتور يوسف هيه قد فى مصر على طول وكمان هيكون هنا فى المصحه ده دكتور أدهم شايل الهم وخايف....ارتاحى ياشمس نامى حبيبتى .....يلا بينا يا آمال }خرجت آمال وسعاد من غرفه شمس البعيدة عن باقى أجنحة المصحه بعد أن أغلقت باب الغرفه بالمفتاح....شردت آمال ثم قالت بقلق واضح  {ده دكتور يوسف لو اكتشف حاجه هنروح فى داهيه يا سعاد ده غير حنفية الفلوس اللى هتتقفل }.....ردت سعاد بغضب  {كل اللى همك الفلوس انتى مش بتشبعى ربنا يستر من اللى جاى لاحسن كلنا هنروح السجن من غير كلام واولنا دكتور أدهم دكتور يوسف مش هيسكت لو اكتشف موضوع شمس }.............

وقفت السياره أمام باب الفيلا لينزل منها يوسف وبيده تتعلق طفلته الجميله ملك نزلت فريده الدرج بسرعه وهى تبتسم بسعاده وشوق فتحا ذراعيها على مصرعيها وخلفها مريم ليترمى يوسف باحضن أمه الحبيبه الجميله التى مازالت جميله بل زادت جمالا واشراقا بعيون مشتاقة سعيده غمرت دموع الفرح عيون فريده {يوسف حبيبى وقلبى أهلا يا حبيبى حمد لله ع سلامتك يا قلبى }عناقها أكثر وهو يقبلها  {ماما حبييتى وحشانى يا امى وحشانى جدا }فى نفس الوقت كانت تنحنى مريم أمام ملك تقبلها بشده من وجنتها وتعناقها بشوق وحب لتتبادل الأدوار ويعانق يوسف أخته الجميله مريم صحبت العيون الساحره  قرص وجنتها بخفه وقبلهم بعد عانق طويل  {حبيبتى مريومتى وحشانى جدا }....ارتمت على صدره تعانقه بشده  {وانت كمان يا يوسف برغم انى كنت بكلمك كل يوم انت وملوكه بس وانت قدامى حاجه تانيه خالص يا يوسف بحد وحشنى  }....هتف بفرحه وهو يركض  ع الدرج وخلفه داده وداد وباقى الخدم سعداء بشده انه دكتور يوسف اطيب القلوب واحنها فتح ذراعه وقال بسعاده  {مصر كلها والدنيا كلها نورت يا دكتور يوسف يابنى يا حبيبى }....عانقه بشده وهى يربت على ظهر بحب  {عم حسين حبيبى وحشانى يا راجل يا عجوز وحشانى الامليت من ايدك الحلوه }....نزل عم حسين لمستوى الصغيره وقبل يدها بحب  {أهلا بست البنات بسم الله ماشاء الله }...ابتسمت ملك برقه وهى تتمسك بقدم يوسف تشعر بالخجل....أما داده وداد عانقت يوسف بحبه وهى تبكى  {أهلا يا غالى يا حبيبى شرفت بيتك ونورته يا دكتور }.....اقترب منها وقبل رأسها وهى يعانقها بشده  {وحشانى يا داده يا احلى داده فى الدنيا }....لتشمئز فريده من يوسف وأسلوبه مع الخدم الذى سلم عليهم وعانق الراجل منهم ليدخل يوسف بعد أن عانق وسلم على الجميع 

جلس  على معقد الصالون الفخم وبين أقدامه وقفت ملك المتعلقه بيوسف كالماء والهواء نظر للفيلا وابتسم برقه  {آمال فين المجنون }......جزت فريده على أسنانها {اتصالى يا مريم بالأستاذ وقوليلوا يوسف وصل خليه يتفضل يجى }.....هزت مريم رأسها وهاتفت مراد. .....ابتسمت فريده بحنان وفتحت ذراعيها بحب  {تعالى حبيبتى عند نانه وحشانى ملوكه }....ركضت ملك الجميله لتستقر فى أحضان جدتها التى تعانقها بشوق ولهفه...................

بدأ الخدم فى تحضير طاولة الطعام الضخمة باشهى الأطعمة المختلفة والمتنوعة لينظر يوسف بدهشه مبتسم  {ايه ده كله يا اماما مين اللى هياكل كل الأكل ده }.....لتقترب منه فريده ويدها تداعب وجنته {فى ضيوف معانا ع العشاء}.....سال يوسف بدهشه وهو ياكل بشهيه من طبق المحشى اللذيذ  { ضيوف مين}

ليسمع صوت ليس بغريب عليه  {احنا مش ضيوف يا فريده ولا ايه يا دكتور يوسف}....نظر يوسف ليتفاجى بخاله الدكتور أدهم العزيزى وابنه نادر ليرحب بهم يوسف بشده وأثناء الترحيب... تدخل بفستان اسود قصير ثلث كم يصل فوق ركبتيها ضيق يبرز رشاقه جسدها ترفع شعرها الأشقر ذيل حصان... اقتربت منه وعيونها الرمادية اللون تلتهم تفاصيله الجميله التى اشتقت لها وقفت أمامه وبصوت رقيق مثير يعرفه ويحظفه عن ظهر قلب قالت {حمد لله ع السلامه يا يوسف }......

إلى اللقاء مع الفصل الثاني.........

#شمس_لا_تغيب  [ الفصل الثاني ]

تجمعت عائله الحسينى ككل مساء على مائدة الطعام لتناول العشاء جلس على رأس المائدة وبالتحديد على معقد الحاج جلال الحسينى الابن الأكبر هشام متنحنح كعادته وعلى يمينه زوجته رانيا....وعلى يساره جلس طارق.....دخلت كالرياح المحمله بالاتربه وهى تهاتف زوجها وتصرخ قائلة{ يعنى ايه الكلام ده يا فهد انت قولت هتوصل النهارده أسبوعين فى الصين بتعمل ايه عايزه أفهم بقولك ايه انت ترجع بكره ياما هحجز على أول طياره واجيلك سلام}أغلقت هاتفها بعنف لتجلس بجانب رانيا تزفر انفاسها بغضب.....نظر لها هشام وابتسم بسخريه {انتى ايه يابنتى خميرة عكننه أهدى شويه يا شروق على فهد }.......ضحكت رانيا وهى تداعب وجنته بحنان {حبى انت عارف اختك كويس متقدرش تبعد عن حبيبها فهد ده العشق }....

نظرت شروق لهم بغيظ ووقفت غاضبه {بقولكم ايه انتى وهو انا مش ناقصه تريقة والله أقوم ومش هتعشى }....قال طارق وهو يسكب الماء فى كاسه {طول عمرك يا شروق عايشه بلوى الذراع معانااتفضلى قومى وبلاش تهديد }.....قالت بفتور وهى تلوى شفتيها {وانت مالك خليك فى حالك يا بشمهندس.... اوووف}....نظر اليها طارق بغضب وقال بفظاظه {شروق اتكلمى معايا عدل والا أقسم بالله......}ضرب هشام على الطاولة بغضب وهو ينظر لهم {بسسسسسس فى ايه انت وهى انتم عيال صغيره اهدوا شويه }لم يجرؤ أحد منهم على الكلام سكت الجميع.....مطت شروق شفتيها وهى تنظر إلى طارق رافعه حاجبها {يظهر أن اخوك زعلان عشان الست زفته شمس }....رد هشام بصوت منخفض {شروق أمسكى لسانك مينفعش نتكلم فى الموضوع ده هنا وسط الخادمين مالك سفر جوزك جننك }.........

هزت رأسها نافيه {لا مش سفر فهد بس وكمان موضوع الست شمس ده نفسى أخلص منه يا هشام }اخضفت صوتها اكتر وقالت بملامح شريره {خليها تموت ونرتاح منها بقا ونوفر المصاريف }....وافقتها رانيا على رأيها قائلة لهشام بحنان {شروق عندها حق حبيبى اخلصو منها }.....اقترب منها طارق وهو يجز على أسنانه بغيظ {انتم اكيد جرى فى عقلكم حاجه انتم عايزين بابا يروح فيها وكلنا نتجر فى سين وجيم...حرام عليكم كفايه اللى هى فيه }.....نظر الثلاثه فى اتجاه طارق بغضب لتلتفت رانيا لهشام ثم لشروق قائلا بسخريه {نغم شكلها بتاثر على طارق اوى}...شرب هشام من كاس الخمر الذى أمامه و قال دون أن ينظر لطارق {على فكرة يا طارق مش هروح فى داهيه لوحدى انت فاهم }......داعبت رانيا وجنتى هشام وهمست {بعد الشر عنك روحى }.......قالت شروق بغل وغيظ{يظهر انه نسى أنها قتلت أمنا وكمان كذبت وقالت فهد حاول انه يغتصبها ده غير نص الميراث اللى لهفته فى جيبها }...... لمحت رانيا نغم تنزل الدرج قادمه اليهم فقالت بهمس {ششششش نغم جايه }....تقدمت نغم لتجلس بجانب طارق مبتسمه للجميع {مساء الخير آسفة ع التاخير }....قبل طارق يدها وقال بهدوء {ولا يهمك يا روحى براحتك }......اومأت رانيا برأسها وابتسمت بخبث {عارف حياتى من جه النهارده }....استمر هشام بتناول الطعام وسال رانيا {مين حياتى }....نظرت رانيا بطرف عيونها  لنغم وحاولت استغلال الفرصة {لجين....لجين صديقة  شمس وكمان شافت عمو جلال }.....ترك هشام الطعام ونظر لرانيا المبتسه {ومين سمح لها تدخل انا قولت البنت ديه متجيش هنا }....لوحت رانيا ناحيه نغم وقالت بسخريه {مدام نغم ست البيت أمرت بكده }...انقبض قلب نغم وهى ترى نظرات طارق الغاضبة وهو يعقد حاجبيه بشده {نغم انا قولت ايه ولا كلمتى مش بتتسمع.. شمس وسافرت من هنا لجين بتيجى ليه وازاى تستقبيلها هنا يظهر ان كلامى مش بيتسمع كملى عشاكى وحصلينى}قام طارق غاضبا صاعدا إلى غرفتهم . ............ وقفت نغم ونظرت لرانيا وشروق وهما يتهامسون ويضحكون استدارت ليوقفها صوت هشام {نغم استنى عايز اقولك على حاجه }استدارت نغم لتواجه هشام الغاضب ضمت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها {نعم يا هشام اتفضل }......اومأ هشام برأسه غامزا وضحكه ساخره تشق شفتيه {نغم انا عارف كويس اوى انك مش مقتنع بسفر شمس وعارف كمان انك اخده مننا موقف....اسمعى يابنت عمتى كويس شمس سافرت من بعد ما قتلت امى كل اللى أعرفه أنها بتتعالج فى مصحه نفسيه وحتى لو عرفت مكانها مش هقدر أتكلم عشان ميتقبضش عليها هى قتلت أمنا بس احنا عارفين كويس أنها مريضه نفسيا عشان كده ساكتين ومش بنتكلم ياريت تقتنعى بكلامى ده وبلاش دور ظابط المباحث ده يابنت عمتى }......ظلت نغم تستمع لكلمات هشام وتهديده الغير مباشر فى صمت وتراقب كل من شروق ورانيا لتستطيع قراءه مايدور فى رأسهم....هزت نغم رأسها نفيا وهى تنظر فى عيون هشام بحذر {لا مش مقتنعه يا هشام وقلبى بيقولى شمس هنا فى مصر وانا مش ظابط مباحث ولا محاميه انا صعبان عليا خالى اللى هو أبوك وهو بيتعذب ومش عارف بنته عايشه ولا ميتة ولجين من ريحة شمس وخالى بيحبها بلاش تمنعو كل حاجه حلوه عنه يا هشام وانت وانا وكل اللى فى البيت عارفين كويس سبب كرهكم لشمس فبلاش تحاول تقنعنى بكلام عمرى ما هصدقه  }...غادرت نغم من أمام هشام الذى يستشيط غضبا ليضرب ع الطاولة بقوه قائلا {انا لازم أتصرف  }........

                      ▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪

ابتسم بتحفظ ويده تصافح يدها { الله يسلمك يا ناريمان }...ابتسمت بسحر وعيونها الرمادية تلمع بتوهج{وحشتنا جدا يا يوسف سنتين فى باريس ولامره تفكر تنزل مصر }....وضع يده فى جيوب سرواله ومط شفتيه بابتسامه انيقه ساحرة مازالت توثر على نبضات قلبها { انا رجعت اهو يا ناريمان وقررت استقر هنا كمان }.....ارتعش نبضها بسعاده والتمعت عيونها {بجد يا يوسف هتستقر فى مصر انا فرحانه جدا }ركضت ملك كالفراشه ناحيه يوسف لتتشبت بقدمه وكانها استشعرت فرحة ناريمان لتغار على والدها الوسيم قالت بدلال طفولى رقيق {دادى احبنى }....نظرت ناريمان ناحيه ملك و يوسف يقبلها قائلا {بحبك جدا روحى } ...رسمت ابتسامه عابثه على شفتيها تحاول بها إخفاء الغل والحقد من الصغيره وامها التى سبقتها وفازت بيوسف لتتحامل على نفسها وتنحنى على أقدامها قائلة بابتسامه مصطنعة {أهلا أهلا حبيبتى ملوكه وحشانى يا جميله }....داعبت شعرها الحريرى بيدها لتبتعد ملك وتتشبث أكثر بقدم يوسف....حملها يوسف وهو يقبلها بنهم من وجنتيها المتوردتين كالتفاح {حبيبتى ملوكه سلمى على طنط ناريمان }...دفنت الصغيره وجهها برقبه والدها ليستغرب يوسف من تصرفات ملك فهى فى العادى طفله محبوبه تقبل على الجميع......قاطعتهم فريده {يلا اتفضلو السفره جاهزه }.....ليجلس الجميع على طاولة الطعام....اقتربت فريده من ملك قبلتها بحنيه قائلة{ملك روحى تعالى جنب نانه عشان تاكلك }ابتسمت ملك ووضعت كفها الصغير فى يد جدتها وجلست بجانبها.....تكلم أدهم بقلق مسيطر عليه بشده وهو يتناول الطعام {طمنى يا يوسف بما انك هتستقر هنا هتفتح عيادتك امتى}......قال يوسف بجديه {فى الحقيقه يا خالو لسه عايز أفكر فى مكان مناسب بس هبدا أنزل المصحه واتابع الحالات الاول بعد اذنك طبعا وبعدها هشوف عياده فى مكان كويس }....اختنق أدهم بالطعام ووجه يتوهج بالاحمرار ليشرب من كأس الماء الذى امامه وقال بتلعثم واضح {بعد إذنى ده مكانك يا يوسف }....ابتسم يوسف وهز رأسه بابتسامه...... {وحشانى جدا حبيبتى} قال نادر لمريم وهو يمسك يدها من أسفل الطاولة.....أحمرت وجنتها و قالت بهمس {نادر انت بتعمل ايه بس}

غمز لها بعيونه الرمادي الفاتح {ماتقلقيش محدش هياخد باله وحتى لو خدو ا بالهم مش خطبيتى وكمان شهر هتكونى مراتى}....تاملت مريم نادر بصمت ثم هزت رأسها بعدم رضا ومازالت تهمس {انت قررت من نفسك كتب كتابنا هيكون بعد شهر لسه لما نشوف رأى بابا الأول }...........صرخ كالعاده لينفزع الجميع على صوته وهو يدخل مهللا {جو حبيبى وانا اقول مصر نورها زاد ليه اتارى دكتور المجانين وصل }ضحك الجميع ليقف يوسف بطوله المهيب ويفتح ذراعيه وهو يقول{وانا اقول البيت ساكت ليه اتارى دكتور انتيبيوتك مش هنا }.....لتستغرب فريده وتقول {انتيبيوتك يعنى ايه }.....ابتسمت  مريم وقالت لفريده بصوت مرح  {مش دكتور صيدلى يا ماما }....هزت فريده رأسها وابتسمت برقه......  عانق مراد يوسف بقوه وكل منهم يحاول حمل الآخر{واحشنى يا جو يا حبيبى }.....ليضرب يوسف مراد بخفه فوق رأسه {وانت كمان واحشنى مراد }....رحب مراد بخاله آدم وناريمان ونادر ليركض على ملك المبتسمه برقه تظهر غمازتها {ملوووووووكه حبيبتى }عانقها وحملها مراد فوق اكتافه لتضحك ملك بصوت جميل يغرد كالعصافير ومراد يهتز بها. ....قالت فريده بجديه {بس يا مراد كفايه هزار واتفضل أقعد كل مش كفايه اتأخرت على اخوك اللى جاى من السفر }...غمز مراد بعينه لملك وهو يقبلها {اقعدى هنا وبعد العشاء هنلعب كتير }صفقت الصغيره بمرح وقالت{اوك مرات}.....وقف أدهم فى مكان بعيدا بالحديقة يتحدث بالهاتف بهمس {ايوه سعاد اديتى شمس الأدوية بتاعتها أخدت قرص (.......) خالى بالك ده أهم قرص فيهم}.....قالت سعاد {كله تمام يادكتور هى شمس هتاخد الجلسه النهادره }........فكر أدهم قليلا ثم قال {مش عارف احتمال اجى بالليل ونعملها جلسه لازم نخلص من الموضوع ده ولازم شمس حالتها تتاخر اكتر قبل مايوسف يجى واياكى تنسى أنتى وآمال اللى اتفقنا عليه }....من الناحية الأخرى على الهاتف هزت سعاد رأسها { أمرك ياكتور فى انتظارك ومش هننسى حاجه احنا عارفين كويس هنقول ايه }......دخل هشام غرفه ابنه فارس النائم كالملاك الصغير قبل جبينه وداعب شعره ووضع عليه الغطاء ليضئ نور الاباجوره الصغير ويخرج من الغرفه بهدوء بعد أن اطمئن قلبه على صغيره الذى يبلغ من العمر 7 سنوات دخل غرفه نومه ليجد رانيا أمام المرآه بقميص بنفسجى قصير توب فقط بدون حمالات تضع عطرها المميز الذى يسلب عقل هشام اقترب منها وقبل كتفها العارى وهمس بجانب اذنها لتداعب أنفاسه منحنيات رقبتها {انتى مثيره وجميله جدا يا عمرى }. ...وقفت امامه ويدها تتلاعب بشعيرات ذقنه الشقراء وانهالت على شفتيه بقبلات صغيره {وانت حبيبى وحياتى} ثم غمزت بطرف عيونها وهى تتحرك نحو الفراش ونامت عليه وهى تهز أقدامها باثاره....خلع هشام قميص منامته وهو يقترب منها ثم غاص فوقها يقبلها ويده تتحرك فوق قميصها الذى يظهر جسدها باثاره ثم همس بصوت ناعم {رونى نفسى فى بنت جميله ورقيقه زيك تكون اخت لفارس }....قلبته بخفه لتصبح فوقه لتهز رأسها {حاضر يا حبيبى انت تؤمرنى بس لازم توعدنى أن هديه حملى هى انك تتخلص من شمس نهائي }......ليهز رأسه وهو يلتهم شفتيها بشفتيه ويغوصا معا فى ليله ممتعه........جلس الجميع بالحديقة يشربون الشاى مع التشيز كيك بالتوت الأزرق الذى يعشقه يوسف من يد أمه وملك أيضا اخذوا  يتبادلون أطراف الحديث حول باريس و وعمله فى التدريس نامت ملك بين أحضان يوسف لتنادى فريده على داده وداد {وداد نيمى ملك فى اوضتها }....ليقف يوسف معترض {لا لا يا داده ملك هتنام جنبى هى متعوده على كده }....اعترضت فريده على طريقه يوسف ولكنه قال بانه لا يستطيع أن ينام بدون ملك. ......جلست فريده أمام يوسف وقالت بصيغة أمره {اسمع يا يوسف ملك لازم تتعود تنام لوحدها هى مش صغيره عندها 4 سنين مريم كانت بتنام لوحدها وهى عندها سنه وكمان فى مربيه هتيجى ترعاها وتعلمها كل حاجه انا اخترتها لازم تتعود على كده بكره تتجوز وتبدأ حياة جديده }ثم التفتت تنظر لناريمان....قال يوسف ببرود وهو ينظر بين أمه وناريمان {انا معاكى فى كل حاجه يا ماما إلا مسأله الجواز ديه انا مش بفكر اتجوز بعد كلارا }لينظر ناحيه ناريمان بنظرات غير مفهومه......قطع أدهم الحوار قائلا {سيف كلمنى النهارده كتير وقال هينزل مصر قريب فى اجازته السنويه }.....أكدت فريده على كلام أخوها أدهم {ايوه كلمنى النهارده وقالى كده وكمان فى عرض جاله فى جامعه خاصه فى دبى يدرس فيها }...قالت مريم بفرح وهى تجلس بجانب أخوها يوسف لتثير غضب نادر وأيضا فريده لبعد ها عن خطيبها {أخيرا بابا وحشنى جدا جدا والله كنت هسافرله لو مكنش جه }...صرخ بها نادر بغيظ وهو يقف {ومين كان هيسمحلك تسافرى ياهانم لوحدك انتى اتجننتى}....كز أدهم على أسنانه ليرمق نادر بغضب ليستفيق نادر ويجلس مره اخرى ولكن يوسف ومراد لم يعجبهم طريقه نادر خصوصا بعد رؤيتهم لدموع مريم التى تترقرق فى عيونها الخضراء وهى تنسحب بهدوء قائلة {تصبحو على خير....وقف مراد بغضب واقترب من نادر {انت ازاى تكلمها كده.......}.....ليقول يوسف بصوت هادئ ولكن غاضب {مراد }....وقفت فريده تحاول تهدئة الموقف {مراد حبيبى نادر بيغير على اختك وبيخاف عليها}.......جلس مراد بجانب يوسف بعد ما رمقه يوسف بنظره لا يفهمها إلا مراد فقط.....تنحنح نادر واجلى صوته {انا اسف يا عمتى ولكن انتم عارفين انا بخاف جدا على مريم و......}....ليقاطعه يوسف { انا كنت هسمحلها يا نادر أو ماما أو مراد احنا كلنا بنخاف عليها اكتر منك اكيد يا نادر......نادر لو سمحت أتعامل مع مريم بطريقه أفضل من كده والا بابا وانا اكيد هيكون لينا كلام تانى }....اتصدم الجميع من كلمات يوسف ليقف نادر بغضب وعيونه تخرج نار {عن اذنكم حمدلله ع السلامه يا دكتور يوسف عن اذنك يا عمتى }وقف أدهم هو الآخر وناريمان معه وقبل فريده {ميرسى يا فرى على العشاء الجميل ده وحمد لله ع السلامه يا يوسف }...هزت فريده رأسها وهى تشعر بالاحراج الشديد الذى سببه يوسف ومن قبله مراد لعائلة أخوها أدهم....اقتربت ناريمان من يوسف وهمست أمام وجهه {سورى يا يوسف على طريقه نادر بس هو بيعشق مريم }شددت على كلمه عشق ويدها تضعط على يد يوسف ليهز رأسه ببردو وهو يسحب يده قائلا {بلغى سلامى لاكرم يا ناريمان }.....تلونت وجنتها بالاحمرار نتيجه غضبها لتعض على شفتيها بغيظ ثم همت بالرد عليه {هنطلق قريب جدا يا يوسف أكرم خرج من حياتى }...ضحك ساخرا { زعلتينى جدا يا ناريمان انا ممكن اتدخل انتى عارفه أكرم صاحبى من زمان }.....هزت رأسها بغيظ قائلة{لا شكرا ماتتعبش نفسك يا دكتور }......راقب يوسف ناريمان وهى ترحل ليقبض  على يده بشده  حتى ابيضت مفاصل يده

صرخ طارق بغضب على نغم وهى تجلس على السرير تضم ركبتيها لصدرها وتدفن رأسها بينهم وتهتز من شده بكائها {نغم مش كل اما اكلمك كلمتين تعيطى انتى ليه دايما تصغرينى قدام اخواتى انا قولتلك ملكيش دعوه بموضوع شمس انسيها }...رفعت رأسها وهى تشهق بقوه وعيونها متورمه من كثرة بكائها وقالت من بين شهقاتها {لو انت قدرت تنسى انا كمان هنسى يا طارق كفاية بقا خليك صريح مع نفسك ولو مرة واحده }التفت اليها وهو يكز  على أسنانه ليمسح وجهه بقوه {انتى عايزه توصلى لايه معرفش معرفش مكان شمس ومش عايز اعرف شمس قتلت امى شمس مجنونه }صرخت نغم فى وجهه وهى ترفع يديها {لا لا يا طارق شمس مش مجنونه انتم اللى جننتوها وبالنسبه لطنط دريه احنا منعرفش الحقيقة ليه ميكنش كان حرامى أو أو. .....}....وقف امامها يرفع حاجبه بثقة {أو ايه يا نغم اتكلمى امى وقعت من السلالم وآخر كلمه قالتها شمس يبقى مين بس للاسف مانقدرش نثبت حاجه نامى يا نغم وبلاش مشاكل ارجوكى انا تعبان وعايز ارتاح للأسف انتى بقيتى تعبى مش راحتى }.....تدفقت الدموع بشده تحرق بشرتها الصافية والتفت للجهه الأخرى {انت اللى اتغيرت كتير يا طارق حب 5 سنين انتهى وقته مش بتحبنى زى الأول ولا بتخاف على مشاعرى  بالعكس بتجرحنى مش موضوع شمس هو الفجوه مابينا فى حاجات تانيه كتير واخرهم موضوع تعبى وفرصتى الضعيفة انى ابقى أم }تنهدت بقوه وتقدمت نحو الفراش تدس نفس تحت الغطاء تبكى وتنوح على حبها الذى يتسرب من بين يديها......اشتعل نادر غاضبا من طريقة يوسف {شوفت يا بابا الدكتور أتكلم معايا ازاى انا لازم اكتب كتابى على مريم}...نظرت ناريمان بقسوة لنادر {انت ايه اللى عملته ده فى حد يعمل كده وقدام أخواتها كمان }.....قاطعها أدهم بحنق { اسمع يا نادر انا مش ناقص مشاكل انت فاهم انا فيا اللى مكفينى }....طرق يوسف على باب غرفه مريم بصوته الهادئ الحنون اذنت له بالدخول....ابتسم يوسف بحنان وجلس بجانبها على السرير {بتقرى ايه }.....اعتدلت فى جلستها وغمزت ليوسف {بقرا روايه لكاتب مصرى بتحبه جدا }.....تنهد يوسف يحك رأسه بخفه {طبعا يوسف السباعى واوووو بين الأطلال كمان }..ابتسمت مريم بحزن داعب يوسف شعرها الأشقر قائلا {مريم عايز أسألك سؤال وردى عليا بصراحه }..... {اتفضل يا يوسف أسأل ولاونى عارفه السؤال قبل ماتساله همست بلا حياه دون أن ترفع وجهها إليه{مش عارفه يا يوسف بحبه ولا لا ساعات أحس انى بحبه وساعات كتير  أحس انه انسان مختلف تمام لتفكيرى }.....تنهد يوسف وبصوت قلق قال {أتمنى انك تفكرى كويس يا مريم لأن الجواز حبل هيربط بينكم ومش هتقدرى تفلتى منه }......بصوت غير مقروء التعبير {اوعدك افكركويس جدا يا يوسف بس من فضلك خليك جنبى }.....عانقها يوسف بشده {مريومه الحلوه انا معاكى فى أى قرار هتاخديه حبيبتى }......

دخل أدهم المصحه صباحا متوتر استدعى مساعدته سعاد وآمال وقفت امامه سعاد وآمال {صباح الخير يا دكتور خير حضرتك وصلت المصحه بدرى }....نظر أدهم بغضب ناحيه سعاد وقال بصوت متوتر {حضرتى شمس بسرعه لجلسة الكهرباء قبل يوسف مايوصل مش عايز يوسف ابدا يدخل اوضة شمس فاهمين }...

هزت آمال رأسها لكن سعاد عارضت  قرار أدهم {ازاى يا دكتور اكيد هيمر على كل الاوض }....وقف أدهم يرتدى معطفه الأبيض {انا هقولكم تقولوا  ايه وانا هتصرف معاه يلا بسرعه عايزها فى الجلسة خلال ربع ساعه }..انصرفت سعاد وآمال لتحضير شمس...امسك أدهم هاتفه ودق على هاتف هشام....كان يجلس هشام بغرفة مكتبه بالفيلا يعمل ليدق هاتفه باسم أدهم.....

شعر هشام بقلق من اتصال أدهم فى هذا الوقت {صباح الخير دكتور أدهم }.....رد أدهم بتوتر واضح {صباح النور أستاذ هشام ولاونى مش متاكد انه خير ابدا }..نزلت نغم للمطبخ كعادتها لتحضير إفطار جلال الخاص لتسمع هشام يتكلم بصوت واضح اقتربت نغم بخلسه وهى تتلفت حولها واقتربت من باب مكتب هشام {انت بتقول ايه يا دكتور أدهم دكتور يوسف مين وانت مش عارف من الاول كده انا حاليا مش هعرف انقل شمس من المصحه لاى مكان أتصرف وعايز فى أقرب وقت تدمر شمس انت فاهم }.....صرخ هشام بغضب فى الهاتف......تسمرت نغم مكانها من هول المفاجأة وقالت بهمس {مصحه!! شمس!! معنى كده أن شمس موجوده فى مصر }شعرت نغم باقتراب أحد لتركض إلى المطبخ.................

 {الف مبروك يا حبيبى ع المنصب الجديد وعلى الشراكة كمان كنت متاكده أن الشيخ ناصر هيختارك تكون شريكه فى الجامعه }قالت فريده بصوت سعيد وهى تتحدث مع زوجها دكتور سيف.......فى مكتبه بامريكا وقف دكتور سيف يتحدث مع زوجته وشريكه عمره وحبيبته فريده {أن شاء الله يا فرى هنزل اجازه قريب جدا والخبر الحلو بقا يا روحى انى هبقى بين دبى ومصر ومش هغيب عنكم كتير وممكن كمان تكونى معايا فى دبى }.....شردت فريده قليلا وبرقت عيونها ثم قالت {بس اطمن على مريم فى بيتها وساعتها هكون معاك لازم يا سيف نتمم جواز مريم فى أقرب وقت حبيبى }......اوما سيف برأسه وارتسمت على وجه علامات القلق فهو من البدايه لا يرجح ارتباط ابنته لنادر {بس يا فريده مريم لسه قدامها سنه فى الجامعه بس أوصل مصر وهشوف الموضوع ده}...

نزل مراد من على الدرج يصفر وهو يرتدى سترته لتلمحه فريده وتصرخ {مراد تعالى هنا}....ابتسم سيف قائلا {اكيد مراد عمل مصيبه عشان فريده تصرخ كده }......اقترب مراد من فريده والابتسامة على وجهه {ماما عارف والله ازاى اعمل كده صح قبل ما تقولى }....اخرجت فريده نفسا غاضبا وقالت بحنق {لما انت عارف ايه القرف والاستهتار ده اتفضل كلم بابا وقوله مبروك }.....أخذ مراد الهاتف من فريده وقال بصوت مرح {عم الدكاتره كلهم واحشنى يا بوس }....شهقت فريده وضربت مراد على رأسه وغادرت تهمس {قليل أدب }.....أطلق سيف ضحكه عاليه {يا ولد انت بتكلم أبوك عم الدكاتره ايه هو انا يابنى دكتور بعجلة }.....

قال مراد بمزح {انت حبيب هارتى يا بوس هتنورنا امتى بقا وتيجى تفتح معايا الصيدليه}.......هز سيف رأسه وقال بمزح هو الآخر {يا خوفى تصرف الأدوية غلط للناس الغلابة وانت مشغول بالجيتار بتاعك ياسى عمر خورشيد }.......قفز مراد من مكانه بفزع ينظر حوله ليهمس {جيتار ايه يا بوس خالى بالك لتكون فرى حاطه جهاز تسجيل فى الموبايل انا غلطان أن قولتلك }.....ابتسم سيف قائلا {تبقى ليلتك مش معدية يا مراد المهم خالى بالك من شغلك وبعد كده اعمل أى حاجه بتحبها }......ابتسم مراد بحب وعيونه تشع فخر بوالده الحنون {انا بحبك اوى يا أجدع دكتور واب وصاحب }.............

تعالت صرخاتها لتهتز جدران الغرفه وأقدامها المثبتة بحزام جلدى تهتز بقوه وجسدها الأبيض تحول لونه للازرق وعيونها انقلبت ليختفى لونها وتصبح بيضاء هذا السائل الرغوى انحدر من بين شفتيها بغزارة اعتقدت سعاد بأن شمس انتهت بعد أن إعلن الجهاز عن توقف القلب وأصبحت بدون نبض دون ارادتها صرخت سعاد {دكتور أدهم كفايه شكلها ماتت القلب وقف }.....بكل شر وعدم رحمه صرخ بها أدهم{ بسرعه هاتى حقنه تنشيط القلب بسرعه }.....زرع بكل قوته الحقنه بقلبها بعد ثوانى شهقت شمس عائده للحياة وفى تلك اللحظه دخل يوسف المصحه بكل شموخ وقوة تهتز الأرض لخطواته الواثقة كان أنيق بشكل مدمر ببدلته الرمادية وقميصه الأبيض بدون رابطه عنق....على ذقنه لحيه خفيفه زادت وسامته خلع نظارته ليستقبله العاملين بالمصحه بالتحاب والمباركات بعودته.........ركضت آمال للغرفة بسرعه وطرقت على بابها {دكتور يوسف وصل }......نظر أدهم فى ساعه يده وطلب نقل شمس لغرفتها بسرعه قبل أن يراها يوسف وجفف عرقه ليذهب ليستقبل يوسف.........جثه هامده تدب بها الروح لتزيد تعاستها وضعت على سريرها الأبيض لا تشعر بشىء نظرها معلق بسقف الغرفه فقط كلمه واحده ترتجف بها شفتيها {ااا م ى}

وقفت السياره أمام باب القصر نزل منها فهد وقال بغرور {بسرعه الشنط تطلع لاوضتى }....دخل القصر ينظر حوله.....ركضت شروق ع الدرج بشورت جينز قصير وستره بيضاء تصرخ بفرحه {حبيبى حمد لله ع السلامه فهدى }ارتمت بحضنه ليعانقها بشده ويدور بها يقبلها {وحشانى اوى اوى اوى يا مجنونه }ضربته على صدره بخفه {انا فعلا كنت هتجنن واجيلك الصين بس لحقت نفسك.....التقط شفتيها بين شفتيه يقبلهم ويدها تلتف حول رقبته تبادله القبلة....تنحنح صوت رقيق وقالت {انا اسفه هقطع عليكم الرومانسيه حمد ع السلامه يا فهد نورت مصر والمنصوريه }.....أنزل شروق من بين يده {ألله يسلمك يا رانيا عامله ايه وحشانى انتى وهشام وفرفر حبيبى }....{وانت كمان وحشتنا ووحشت فارس جدا}.....قاطعتهم شروق وهى تعانق ذراع فهد بقوة ]حبيبى فارس كل يوم يسأل عنك ويقول امتى عمو فارس جاى تخيل بيسال عنك اكتر من هشام }ضحك فهد وقبل وجنتها {عقبال أبننا أو بنتنا لما تسأل عنى.....فين باقى الناس }.....ردت رانيا{هشام وطارق فى الشركه ونغم مع عمو جلال }....طبع فهد قبله على وجنتها {حبييتى هطلع اطمن على عمو جلال }....هزت شروق رأسها {انا كمان هطلع معاك مشوفتش بابا النهارده }.......وقفت نغم بالقرب من النافذه {تعرف يا خالى انا سمعت هشام النهارده بيكلم دكتور اسمه أدهم وكمان قاله على شمس}....برقت عيون جلال بفرحه واتسعت وهو يحاول أن يتكلم مهمهم {امممممممممم اممممممم}...اقتربت منه نغم وعانقته{بس يا خالى أهدا بلاش تتعب نفسك انا مش هرتاح غير لما اعرف شمس فين اوعدك يا خالى انت عارف انت عندى ايه وشمس اختى الصغيره وطنط اميره اللى يرحمها انا بحبها جدا أرجوك يا خالى أهدا }...مازال جلال يهمهم {امممممم ششششش ششششش}....دخلت الغرفه شروق ومعها فهد لتشهق وتقترب من جلال {مالك يا بابا فيك ايه }.....امسك فهد بيده {الف سلامه يا حاج اطلبلك الدكتور }..... تمتمت نغم وهى تحاول أن تسيطر على الموقف {مفيش حاجه بس خالى زهق من رقدة السرير }....التفتت شروق لنغم ورمقتها بنظره غاضبه {بس بابا كان بيقول ششششش يقصد ايه }....

لفت نغم ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخريه وهى ترفع حاجبها الأيمن {يمكن قصده شروق أو هشام عشان من 3 ايام محدش فيكم دخل شافه }....

اصطكت اسنان فهد  بعنف وجلس بجانب الحاج جلال موجه نظره لزوجته {3 ايام ليه كنتى مشغوله فى ايه يا حبيبتى ده ابوكى}...رسم ابتسامه على شفتيه وقال لنغم ممكن بعد اذنك يا نغم أكل من ايدك الفطير باللحمه اللى بحبه }....{طبعا طبعا عيونى يافهد طارق كمان كان نفسه فيه حالا هجهزو مش هغيب عليك يا خالى }....بعيون متوسله نظر جلال لنغم وهز رأسه بلاولكن نغم لم تفهم عليه فى اعتقادها أنها تركته فى أيدى امينه........خرجت نغم من الغرفه ليقف فهد ويتأكد أنها رحلت لينقلب للوجه الآخر فجاه وتختفي الابتسامه ويحل محلها الغضب والعيون الجاحده نظر لشروق وقال {يلا بسرعه بدلى الأقراص قبل ماحد يجى بسرعه }.....بقلق وتوتر بدلت شروق الحبوب والاقراص بأخرى نفس اللون ولكن مفعولها سلبى يؤثر على خلايا المخ ليقع من بين يدها قرص على الأرض دون أن تنتبه......ضحك فهد بشر واقترب من الحاج جلال وقال {سامحنا يا حاج انت لو اتكلمت هتهدم كل حاجه لازم تفضل كده لحد ماننتهى من شموستك }

اقتربت شروق ووضعت يدها فوق يد جلال وقالت باسى {سامحنى يا بابا سامحنى }.....ابعد جلال يد شروق بقوه وهو يهز رأسه والدموع تجرى من عيونه كزت على أسنانها وقالت بغضب {انت تستاهل اكتر من كده طول عمرك بتحب بنت السوريه اكتر مننا حتى امها كنت بتفضلها على امى وجبت منها اللعنة اللى هتشوفها قريب فى قبرها} ضحكت باستفزاز وخرجت من الغرفه مع فهد يضحكون.....أما جلال هز رأسه بقوه وحاول أن ينزل من فوق الفراش ويقف ولكن محاولته باءت بالفشل ليرتطم بالأرض فاقد الوعى.......



                الفصل الثالث من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات