الفصل الثاني والسبعون 72
بقلم زينب مصطفى
اتجه بيجاد مع منصور إلى سيارته التي تصطف أمام الشركه وركب إلى جانبه بينما بدء منصور القياده..
وهو يقول بغضب مكتوم..
=حاول تهدى عشان شمس ونبيله ميحسوش بحاجه كفايه اوي كل الي شافوه قبل كده..
بيجاد وهو يحاول السيطره على غضبه ..
= عندك حق هما مالهومش ذنب في كل القذاره الي بتحصل دي ومش لازم يحسوا بحاجه لحد ما أدفعهم التمن واخلص منهم..
حاول منصور الانعطاف إلى أحد حارات المرور ولكنه لم يستطع..
فقال بتوتر..
= انا مش عارف العربيه فيها ايه ..الفرامل مبتستجبش..
فانتبه بيجاد لمحاولات منصور الفاشله في السيطره على السياره التي لم تستجب له ليدرك أن أحدهم قد قطع فرامل السياره عن عمد ..
فحاول السيطره مع منصور على مقود السياره التي زادت سرعتها بشكل خطير وهي تندفع في الطريق المعاكس وسط أبواق السيارات التي تحاول تحذيرهم..
فأدرك على الفور استحالة السيطره على السياره وإنهم على وشك الموت الحتمي..
فصرخ في منصور بحده..
= افتح الباب بسرعه ونط منه..
نظر له منصور بعدم تصديق..
= انت بتقول ايه ده كده يبقى انتحار .. العربيه ماشيه على آخر سرعه وكده يبقى اكيد هانموت..
تجاهل بيجاد كلماته واسرع بالضغط على بعض الازرار في لوحة السياره التي أمامه ففتح البابان الامامييان على الفور وهو يصرخ بمنصور بصراحه وغضب ..
وقد انحرفت السياره بشده واصبحوا على وشك الموت الحتمي ..
= بقولك نط من العربيه قبل ماتنقلب بينا..
إلا أن منصور لم يستجب له وهو يحاول بكل قوته السيطره على السياره التي اندفعت بقوه باتجاه صخره كبيره بجانب الطريق..
فلم ينتظر بيجاد ودفعه بكل قوه خارج السياره ثم قفز هو الآخر منها..قبل لحظات من أنقلابها عدة مرات واشتعال النيران فيها لتنفجر على الفور بعد ارتطامها بصخره كبيره بجانب الطريق وتنقلب عدة مرات وهي تندفع بكل قوه في اتجاه سور النيل الحديدي المحازي للطريق فتقتحمه وتسقط بكل عنف وهي مشتعله بالنيران بداخل المياه ...
في داخل فيلا قسمت الدمنهوري..
صرخ منصور بإنتصار وهو يستمع إلى محدثه ..
= إنت متأكد من الكلام إلي بتقوله ..
ثم تابع بغير تصديق ..
= منصور وبيجاد الاتنين ماتوا..طيب إزاي..
ليستمع قليلا لمحدثه الذي أخبره بكل تفاصيل الحادث..
ثم قال وهو يكاد ينفجر من شدة الاثاره والسعاده ..
= ابعتلي التسجيل بتاع الحادثه بتاعتهم على تليفوني بسرعه يلا مستني ايه..
ثم انتظر لحظات قبل أن تصله رساله على هاتفه بها التسجيل الخاص بالحادث..
ففتحها بلهفه وعينيه تتسع بإثاره وهو يشاهد اصطدام السياره المروع بالصخره واشتعالها ثم انفجارها وهي تقتحم سور نهر النيل وسقوطها المدوي فيه ..
مما ينفي أي احتماليه لنجاة من بداخلها..
فصرخ بانتصار وفرحه ..
= اخيرا ..اخيرا اتخلصت منهم وهاخد كل حاجه..كل حاجه هتبقى ملكي ..ملكي انا وبس..
ثم نظر بإنتصار لقسمت التي سالت دموعها وهي تستمع اليه بغير تصديق.. فصرخ بها بغضب..
= إمسحي دموعك دي والا ورحمة الغالي منصور أخليكي تحصليه..
فصرخت فيه قسمت بكراهيه ..
= ليه عملت كده فيه.. ماهو سابلك
كل حاجه والا نار الغيره منه لسه مولعه في قلبك.. ايه مش قادر تنسى أن نبيله حبيبة القلب ..
حبته وفضلته عليك ..
منصور بارتباك..
= انتي بتخرفي بتقولي ايه..
نهضت قسمت وهي تواجهه بتحدي..
= بقول الحقيقه ايه كنت فاكرني مش عارفه أن انت بتحبها وان كل الي عملته في منصور قبل كده مكنش بس عشان تستولي على ثروته لا دا كان عشان كان نفسك تستولي على نبيله هي كمان ..
ثم تابعت باحتقار ..
=الغيره من منصور خليتك تحاول تستولي على كل حاجه كانت ملكه.. قصره الي عايش فيه .. فلوسه .. شركاته .. حتى مراته.. وبنته الي منعتني زمان اني اقتلها كان عشان تحاول تساوم امها عليها مش كده ..
ثم ابتسمت وهي تمسح دموعها باحتقار..
= لولا خوفك من ابوها الكيلاني الكبير وبعده بيجاد حفيده الي كانوا محاوطينها ومخليين وصولك ليها حلم صعب ومستحيل عليك وبعدها ظهور منصور من تاني الي فاجئك وعد خططك كلها ..فكان لازم تتخلص منهم عشان تقدر تحقق حلمك القديم.. مش كده يا حامد بيه..
ضحك حامد وهو يسحبها بقسوه من زراعها بسخريه..
=صح يا قسمت هانم .. انتي عندك حق في كل الي بتقوليه.. وزيدي عليهم كمان اني هاخد فلوسهم وممتلكتهم كلها ..
ثم تابع وعينيه تلتمع بجشع ..
فلوس بيجاد وشركاته وفلوس منصور الي كان مخبيها مني حتى شركته الي لسه عاملها هاخدها برضه منه ..
قسمت بسخريه ..
= وده هيحصل ازاي..
منصور بابتسامه واثقه ..
=هنورثهم زي ما ورثنا منصور قبل كده..
قسمت بسخريه ..
= ليه انت نسيت أن فيه دلوقتي تلاته هيورثوهم ابنه ومراته وحبيبة القلب نبيله..
منصور بابتسامه واثقه..
=ابنه هنربيه ونكسب فيه ثواب خصوصا بعد ما إمه تنتحر وجدته تس..
فقاطعته قسمت بكراهيه ..
= قصدك تترمي بقية حياتها في مستشفى للمجانين وانا الي هخترلها المستشفى بنفسي..دا لو عاوزني اساعدك..
نظر لها حامد بغضب ولكنه قال بجديه..
= موافق ..بس تنفذي كل الي هطلبه منك..
قسمت بكراهيه..
=موافقه وتقسيمة الفلوس هتبقى زي المره الي فاتت النص.. بالنص
حامد بغضب ..
=موافق ..يلا اطلعي البسي واجهزي عشان نضرب الحديد
وهو لسه سخن..
ثم تناول هاتفه وبدء في اجراء مكالمه هاتفيه وهو يسبها ويسب طمعها الشديد..
في نفس التوقيت وبداخل فيلا الكيلاني..
قبلت شمس طفلها النائم بحنان
ثم وضعته بداخل فراشه وأحكمت الغطاء من حوله وهي تهمس للمربيه الخاصه به..
= هو كده اكل وان شاء الله هينام للصبح بس لو قلق في اي وقت بلغيني علطول..
ثم قبلت طفلها مجددآ واسرعت بالنزول للاسفل استعدادآ لمقابلة زوجها ووالدها ..
فوجدت والدتها تشرف على وضع الطعام على المائده فإقتربت منها ولفت زراعيها حول خصرها من الخلف وهي تقبلها من وجنتها و تقول بمرح..
= ايه الاكل الي يجنن ده تسلم ايدك يا مامتي يا حبيبتي..
ضحكت نبيله وإلتفتت إلى ابنتها وهي تقول بحنان..
= تسلميلي ياحبيبتي يارب وتفضلي علطول دايمآ منوره دنيتي و حياتي ..
ثم تابعت وهي تشير للطعام..
=ها ايه رأيك في حاجه لسه ناقصه..
ابتسمت شمس وهي تنظر للطعام وتقول بمرح ..
= ناقصه دا ايه.. دا الأكل شكله يجنن لدرجة إني عاوزه اقعد أكل وأخلصه كله ومسيبش ولا فتفوته لبيجاد وبابا..
ضحكت نبيله بمرح ووضعت بحنان قطعه من الفاكهه في فم ابنتها ..
=طيب كلي دي تصبيره صغننه لحد مايوصلوا..
ثم نظرت في ساعتها وهي تقول بابتسامه رقيقه..
= انا كلمت بابا من ساعه و هما كده تقريبآ على وصول ..
ليرتفع فجأة صوت رنين الهاتف المنزلي ..
فضحكت نبيله وهي تتجه للهاتف وتقول بمرح..
=عارفه لو كان ابوكي والا بيجاد وهيقولوا أنهم هيتأخروا ساعتها انا هاوريهم شغلهم..
ثم تابعت وهي ترفع سماعة الهاتف وتقول برقه ..
=ألو..
ثم تنهدت وهي تقول بضيق ..
= أيوه يا حامد بيه اي خدمه ..
لتتسع عينيها وقد شحب ووجهها بشده وهي تصرخ بغير تصديق ودموعها تسيل على وجهها بقوه..
= انت بتخرف وبتقول ايه ..الكلام ده كدب .. كدب ..حرام عليك انت مش مكفيك كل الي عملته فيا دلوقتي جاي تكدب الكدبه الفظيعه دي..
ثم تابعت وهي تبكي بانهيار..
= كفايه ..كفايه بقى سيبونا في حالنا حرام عليكم سيبونا في حالنا
عاوزين ايه اكتر من الي عملتوه فينا..
ثم انهارت ارضآ لتتلقفها زراع شمس التي احتضنتها وهي تقول بخوف ..
= في ايه يا ماما مالك يا حبيبتي في ايه..
ثم تناولت الهاتف وقالت بخوف وارتباك ..
= مين معايا..
ليأتيها صوت حامد الشامت..
= انا حامد بيه ياشمس ..البقاء لله وكويس انك هنا عشان تقفي جنب والدتك وتسنديها لحد ما أوصل
ثم تابع بثقه مقيته..
=انا كلها نص ساعه وابقى انا وقسمت عندكم وهنتولى إجراءات الدفن وكل حاجه ..
شهقت شمس برعب ..
=دفن ..دفن ايه ..انت بتتكلم عن ايه انا مش فاهمه..
ثم نظرت برعب لوالدتها التي فقدت الوعي بين زراعيها فإحتضنتها وهي تصرخ برعب ..
= ماما مالك يا ماما ..فوقي يا حبيبتي..
ثم تابعت وهي تصرخ في الهاتف بغضب وخوف ..
=انت ..عاوز مننا ايه.. ودفن مين الي بتتكلم عنه..
حامد بأسف مصطنع ..
= انا اسف يا شمس ..بس انا كنت فاكر انكم عندكم علم بالخبر ..
شمس بانهيار وهي تشعر بقلبها يكاد أن يتوقف عن العمل فقالت بتوجس ورعب
= خبر.. خبر ايه الي بتتكلم عنه..
حامد بشماته لم يستطع أن يداريها..
=البقاء لله ..بيجاد ومنصور عملوا حادثه من ساعه وهما في طريقهم للبيت و العربيه انقلبت بيهم وولعت و ..
صرخت شمس وهي تنهار بوالدتها الفاقدة الوعي أرضآ..
= انت كداب ..كداب .. بيجاد وبابا بخير وكويسين ..انا.. انا هتصل بيهم وهاخليهم يحاسبوك على الكدبه القذره دي..
حامد بشماته قاسيه..
=دي مش كدبه دي حقيقه ..بيجاد ومنصور خلاص ماتوا وانا قلت أبلغكم عشان اجيبكم تقعدو عندي في القصر بعيد عن الصحافه والاعلام الي كلها شويه ويملوا القصر خصوصآ بعد الخبر ما اتعرف..
اتسعت عين شمس بذهول وعقلها وقلبها يرفضان ما تسمعه..فصرخت به بغضب..
= الكلام ده كدب..كدب .. انت كداب بيجاد وبابا كويسين وبخير ولو كان حصلهم حاجه كان قلبي حس بيهم..
ثم تابعت وهي تبكي بشده وقد تركت الهاتف يسقط من يدها وبدئت في محاولة افافة والدتها وهي تصرخ بانهيار..
= فوقي يا ماما .. بيجاد وبابا بخير الكلام ده كدب انتي عارفه هما بيكرهونا قد ايه..دول بيكدبوا علينا ..بيكدبوا ..فوقي يا ماما انا هتصل ببيجاد وببابا وهما هيأكدولك بنفسهم أنهم كويسين وبخير..
ثم تناولت الهاتف بيد مرتعشه وهي تكاد لا ترى الارقام من شدة البكاء وبدئت بالاتصال بهاتف بيجاد اولا والذي أظهر لها أنه مغلق
فزادت وتيرة بكائها وهي تشعر بالخوف واليأس يتغلغل بداخلها وهي تتصل بهاتف والدها والذي وجدته مغلق هو الآخر ..
فصرخت بانهيار وهي تبكي وتحتضن والدتها الغائبه عن الوعي
وهي تلطم خديها بانهيار شديد وتصرخ بدون توقف بإسم بيجاد ووالدها
ورأسها يدور ..ويدور ..وشعور بالاختناق يستولي عليها وهي تجاهد للتنفس فلا تستطيع .. حتى انهارت اخيرا و غابت عن الوعي هي الاخرى..ويتبع.