
رواية إنفصام
الفصل الرابع 4
بقلم رباب حسين
يوم جديد.... أستيقظ يوسف في الفجر كعادته وذهب إلى العمل وحضر إجتماعين ثم ذهب إلى مكتبه... دخل عمه عزت المكتب خلفه ثم تحدث معه بأمور العمل وقبل أن يذهب
عزت / صحيح يا يوسف نسيت أقولك مش بيقولو إنهم نشرو صورة للقاتل اللي قتل بشير زيدان ووائل الحديدي
يوسف / فعلاً.... طيب وده جابو صورته إزاى؟
عزت / كان هيقتل إياد الحديدي إمبارح.... دخل عليه فيلته الجديدة في التجمع وقتل كل الحراسة اللي كانت معاه بس سابه هو مقتلوش... قالو إنه ضرب كل الكاميرات وهو داخل بالرصاص ونسي كاميرا واحدة..... الفكرة إنه وأصلاََ مش باين منه حاجة.... الشرطة عشان مش عارفة تلاقي وراه دليل واحد مش لاقين حل غير إنهم ينشرو صورة ليه.... بس الغريب إن كان معاه بنت كمان في الفيلا.... بص الصورة
فتح عزت هاتفه ووضع الصورة أمام يوسف.... ظل يوسف ينظر إلى الصورة ويشعر أن شكل الجسم متوافق مع شكله وهو ما آثار الشك في قلبه ثم وقع عينيه علي الفتاة التي بجواره وهذا ما جعل عينيه تتسع من الصدمة لا يرى وجهها ولكن يتذكر الثوب التي ترتديه.... إنه ثوب الدكتورة نور... مع نفس الحلى والحذاء... نهض يوسف وقال لعمه / أبعتلي الصورة ديه وخلي السكرتيرة تلغي كل المواعيد انا راجع على البيت
حاول عزت أن يفهم ما يحدث ولكن يوسف ركض من أمامه
أما نور فقد أستيقظت متأخرة وليس لديها رغبة في الحديث.... كان يجب أن ترحل وتبلغ الشرطة.... ضميرها المهني يعذبها وفي نفس الوقت تعلم جيداً أنه مريض ويجب أن يتلقي العلاج.... وما يؤلمها أكثر شعورها بعد أن قبلها بالأمس غاضبة من أن تركته يفعل هذا ولكن نبض قلبها يعلو عندما تتذكر فهي أيقنت أنها تحبه.... تناولت الأفطار وحدها ثم جلست تتابع الأخبار لتري ما حدث في حادثة أمس
ثم وقعت عينها على صورة القاتل المعلن عنها بالتلفاز ورأت نفسها بالصورة وقفت في رعب وقالت / يا نهار مش فايت...... أهوه ده اللي كان ناقص....
ثم أخذت تنظر في الصورة وحمدت الله أن وجهها لا يظهر بها.... فوجئت بدخول يوسف المنزل ويتحدث بعصبية شديدة وصوت مرتفع
يوسف / نور....... نور
خرجت أمه علي صوته ثم توقفت مكانها ولم تتحدث تقدمت نور منه
رفع يوسف هاتفه وأظهر الصورة ثم قال في صوت غاضب مرتفع / أقدر أعرف إيه ده؟!!!!
نظرت له نور ثم نظرت إلى إمه لا تعرف مع من تتحدث فقد تشوشت بالعادة يوسف لا يرفع صوته ولا يغضب أبداً فوقعت في حيرة ولم تجيب
يوسف ومازال غاضباً / ما تنطقي يا نور.....إيه ده ؟
تيقنت نور أنه جون لأنه يتحدث بدون ألقاب جذبته من ذراعه ودخلت إلي غرفة المكتب ولحقت بهم فريدة وأغلقت الباب من الداخل وقالت نور / ديه صورتنا واحنا خارجين من الفيلا.... أكيد يعني مش انا اللي نشرتها
نظر إليها يوسف في صدمة وقال / مين اللي كانو خارجين؟!!! انا مرحتش المكان ده.... هو ده انا اللي في الصورة؟!! إزاى يعني؟!
صدمت نور ووضعت يدها على رأسها في صدمة وقالت / يوسف!!!!!
يوسف / أيوة انا يوسف هكون مين يعني؟!! ما تفهميني يعني إيه انا ده اللي معاكي..... انتي عايزة تجننيني عايزة تقولي إن انا القاتل ده
ظلت نور تنظر إليه وإلي فريدة التي وضعت يدها علي فمها في حزن علي إبنها وعادت النظر إلي يوسف ولا تعرف بماذا تجيبه.... ظلت تتحرك من أمامه ذهاباً وإياباً في توتر وتفكر كيف ستخبره بحقيقة مرضه الآن ومع هذه الصدمة الأكبر أنه قاتل
يوسف / ما تتكلمي..... حد فيكو ينطق
نور وهي تتنفس بصعوبة : طيب أولاََ انا عايزاك تهدي وتسمعني وتحاول تستوعب اللي هقوله.... بشمهندس يوسف انت مريض شيزوفرينيا
أتسعت عين يوسف وقال : يعني إيه مش فاهم؟!!
نور / يعني حضرتك مريض إنفصام في الشخصية.... عندك شخصيتين.... واللي في الصورة ده مش انت ده الشخصية التانية
أخذ يرجع بخطوات بطيئة إلى الخلف وينظر إلى الصورة في يده ويحرك رأسه يميناً ويساراً إستنكاراً للأمر ويقول / لا..... لا.... لا انا مش ده.... لا..... انا كنت جي أسألك بتعملي إيه مع واحد قاتل.... لكن عايزة تفهميني إني انا ده...لا
ثم نظر إلي فريدة والدموع تملئ عينيه وقال / ماما.... ماما قولي حاجة.... إنتي ساكتة ليه؟....ما تشوفي الدكتورة اللي انتي جايباها ديه.... ديه أكيد مشخصة الحالة غلط..... أشمعنة هي اللي قالت كده
ظلت تنظر إليه فريدة وهي تبكي ثم عاد يوسف إلى نور التي ملئت الدموع عينيها وتألم قلبها لرؤيته هكذا.... أقترب منها وأمسكها من كاتفيها وقال.... انتي بتتكلمي بجد ولا بتحاولي تتسطري عليه.... أرجوكي يا نور قولي الحقيقة..... انا ده.... طيب ازاي ؟ عملت كده أمتي؟
نور / الشخصية التانية بتظهر بعد ما بتنام عشان كده مكنتش بتنام كويس لأنه بيسهر طول الليل برا البيت... هي شخصية عدوانية عكسك تماماً كل الطاقة السلبية اللي انت بتخزنها طول اليوم جواك وبتتجاهل أنك تعبر عنها هو بيعبر عنها بليل.... بيعمل كل حاجة انت مش قادر تعملها.... سهر..... شرب.... بنات... لبس مختلف.... طريقة كلام مختلفة.... عكسك تماماً يا بشمهندس.... كل الدكاتره اللي جم قبلي حاول يقتلهم عشان كده هربوا
نظر إلي أمه فأماءت له بنعم ثم عاد النظر إلى نور وأردفت / كان تحليلي للشخصية التانية ناقص أستوعبت التمرد اللي هو فيه لكن العدوانية كانت مفرطة وده عرفت سببه أمبارح
يوسف / وإيه سببه؟
نور / موت باباك يا يوسف.... الشخصية التانية بتنتقم لوالدك اللي مات مقتول
أنهار يوسف وجلس أرضاً لا تستطيع قدميه أن تحمله أكثر من ذلك ثم نظر إليها والدموع في عينيه / انا قاتل..... انا بقتل.... انا قتلت كل دول
ثم نظر إلي يديه التي ترتعش من شدة الخوف وقال / انا قتلت بأيدي ديه..... انا قتلت بالوحشية ديه..... لا.... لا وقف ونظر إلي نور وقال / موتيني.... أقتليني..... انا مش عايز أعيش أكتر من كده.... انا مش هقدر أستحمل أعيش كده.... انا هسلم نفسي وأقولهم يعدموني
نور / يوسف أهدى.... حتى لو سلمت نفسك انت مريض نفسي مش هتتعدم ولا هتتحبس هتدخل مصحة نفسية تبع الحكومة فقط هتفضل هناك لحد ما تخف وبعدين تخرج بس حياتك هتبقي أدمرت وهتخسر شركتك ومستقبلك
يوسف في غضب / لا انا لازم أتحمل نتيجة أفعالي ومش هقول إني مريض هقولهم يعدموني.... ثم كاد أن يذهب فأمسك رأسه في ألم ثم توقف وأعتدل في وقفته والتفت إلى نور وقال بهدوء / انتي غبية صح؟!
نظرت له نور تحاول أن تستوعب ما يحدث
جون / انتي ليه قولتيلي؟!! تفتكرى ده وقت مناسب؟!
نور في تعجب : جووون!!!!
جون / عرفتيني دلوقتي.... ما كان من الأول.... طبعاً هو كان متعصب فا معرفتيش تفرقينا عن بعض صح؟
نور / جون مش وقته أمشي دلوقتي لازم أتكلم مع يوسف
جون وهو يتكأ علي الطاولة ويعقد يديه أمام صدره / ليه فاكراه كان هيروح يسلم نفسه فعلاً؟ .... مكنش هرب دلوقتي.... مش عارف ليه انتي مش مصدقة إنه جبان؟
فريدة / أخرس ابني مش جبان
نظر لها جون بجنب عينيه ثم ألتفت إلى نور وقال / واضح إن مدام فريدة مش عجبها أبنها اللي مش مثالي
نور / مدام فريدة لو سمحتي سبينا لوحدنا
فريدة / انت دمرت إبني ومستقبله سيبه بقي وامشي كفاية كده
جون في غضب / واضح أن حضرتك مش واخدة بالك إنك انتي السبب الأكبر في حالة إبنك والسبب الأكبر لوجودي..... يوسف هو اللي كوني جواه.... كان نفسه يعرف يعيش يتمرد ولو مرة في حياته... يعيش مرة زي ما هو عايز..... انا هنا عشان يوسف يعيش مبسوط انتي بقي بتعملي إيه ها؟..... لسه بتضغطي عليه وكل همك النظام النظام..... شيلتي يوسف جميلة إنك خلفتيه وانتي مريضة.... هو انتي مخلفاه عشان تذليه طول عمره بمرضك.... فضلتي تضغطي عليه وهو ساكت..... لكن لو فاكرة إن انا كمان هسكت تبقي غلطانة.... انا مش يوسف عشان أقولك حاضر وطيب
قاطعته نور في غضب / جوون.... كلمة كمان وهبدأ أدى أدوية ليوسف تخفيك من الوجود
جون في غضب : انتي بتهدديني يا نور؟!!!
نور! أيوة بهددك.... انت لسه مشفتش عصبيتي ولا جناني.... ميغركش وش الدكتورة الهادية اللي قدامك لكن كلمة كمان وهتأذي يوسف اللي انت بتقول أنك هنا عشان يعيش مبسوط.... وانا مش هسمحلك تأذيه بعد كده بأي شكل من الأشكال
نظر لها جون في غضب ثم مسح علي وجهه لكي يهدأ وصمت ولم يجيب
نور / لو سمحتي يا مدام فريدة.... لما أطلب من حضرتك تمشي تنفذي كلامي.... ده مش يوسف ومن الأحسن ميبقاش فيه تعامل بينكم دلوقتي..... لو سمحتي إتفضلي
ذهبت فريدة من أمامها وخرجت من المكتب وهي تشعر بالخوف.... فعلاً هذا ليس بإبنها أبداً ولكن تشعر بالحزن أيضاً هل حقاً هي السبب في مرض إبنها؟! .... هل يعاني هكذا بسببها؟!!!
نور / جون
نظر إليها وقال / أفندم
نور / لو سمحت سيبلي يوسف دلوقتي
جون / هو اللي هرب مش انا اللي جيت بمزاجي لما يبقي عايز يرجع هيرجع.... ثم أقترب منها وقال / لو صوتك علي عليا تاني مش هيحصل كويس
نور / إيه؟!! ناوي تقتلني انا كمان
تنهد جون وقال / لا مقدرش أعمل كده..... انتي ليه محسسني إني ماشي أقتل في الناس وخلاص...ديه ناس تستاهل الحرق.... وبعدين لو خدتي بالك واحد أتقتل وهو بيتاجر في المخدرات والتاني وهو بيتاجر في السلاح.... والتالت كان عامل سهرة مع بنات كالعادة في فيلته
نور / مهما كان جريمتهم من وجهة نظرك مش من حقك تعمل كدة..... طيب ما انت دلوقتي في نظر الناس كلها قاتل متوحش هل يجي حد يقتلك دلوقتي ويقول يستاهل القتل
صمت جون ولم يجيب
تنهدت نور وقالت / اللي انت شفته صعب عارفة وخصوصاً إن باباك كان هو اللي محتويك أكتر من مامتك.... بس مهما كان مينفعش نقتل حد ولا ناخذ حقنا كده.... الشرطة معرفتش توصل للقاتل يبقي احنا ندور على الأدله نجيبها للشرطة وياخدو جزائهم
جون / وده هنعمله ازاي إن شاء الله
نور / نخطط وأكيد هنلاقي طريقة.... بس
جون / بس إيه؟
نور / انا عايزة امشي من هنا
جون / ليه؟! خايفة مني
نور / انا هتورط معاك... انت مش هتاخد يوم سجن لكن انا مستقبلي هيضيع
نظر لها جون في حزن وقال : ااااه..... الظاهر إن مش يوسف بس اللي بيحكم علي الناس غلط.... انا كمان حكمت عليكي غلط..... كنت فاكر إن نظرة الحب اللي في عينيكي ديه حقيقية.... مش حب مصلحة ولا طمع..... بس طبعاً لما لقيتي الوضع هيدخل السجن بدل ما تبقي صاحبة الفيلا ديه هربتي..... تمام يا دكتورة روحي
نور / لا.... لا والله مش ده قصدي أبداً.... جون متفهمنيش غلط..... انا هفضل معاك وهعالجك بس مش هقدر أقعد في بيت واحد معاك أكتر من كدة..... على الأقل لو أتكشفنا أقدر أنكر معرفتي بحقيقة إنك بتقتل.... لكن انا مش هتخلي عنك
جون / ومش خايفة على يوسف ولا عليا لو سبتينا لوحدنا..... هو ده الحب من وجهة نظرك.... خايفة على نفسك...... الغريب إن يوسف أترعب عليكي لما شاف صورتك والأغرب إن جواه كان زعلان إنك شايفاه مريض وقاتل أكتر من زعله علي نفسه.... وانا دلوقتي زعلان أكتر منك.... سقطي من نظري يا دكتورة.... اللي بيحب بيبقي همه حبيبه وبس
نور / يا جون أفهم انا لو الشرطة شكت إني عارفه أنك بتقتل هبقي شريكة معاك في الجريمة وخصوصاً صورتنا سوا وساعتها الشرطة مش هتاخد بشهادتي وانا شهادتي الوحيدة اللي تقدر تنقذك من حبل الأعدام..... انا خايفة عليك أرجوك أفهمني ومتفهمنيش غلط.... لو انا بفكر في نفسي وبس كنت هربت امبارح منك أو النهاردة الصبح أو لما حاولت تقتلني أول مرة
جون / ومين قالك إن حبل المشنقة مستنيني.....انا مش سايب ولا دليل ورايا حتى الصورة اللي ناشرينها محدش هيعرف إن ده انا ولا هيتوقع أصلاً.... انا بس مشفتش الكاميرا اللي جابتنا من بعيد ديه.... وعموما انا وعدتك مش هقتل تاني.... يعني مفيش خوف عليا ولا عليكي يا نور
نور / طيب أطلع نام شوية عشان بجد انا عايزة يوسف لازم أتكلم معاه
جون /انا قلقان من كلامك معاه الصراحه.... أوعي تخليه يخف وأختفي يا نور
نور / جون لازم أتكلم معاه وصدقني حتى لو خف هتبقي موجود جواه برده.....ثق فيا
جون / طيب بس بقولك إيه انتي حبيبتي انا وبس.... متقوليش بقي انتو الأتنين واحد لو لمسك هقتلك فاهمة
نور / مش انت عارف برده إنه محترم ومش بتاع بنات
جون / لا ما انا لاقي مشاعر كده منحرفة جواه من ناحيتك وده مخوفني الصراحة.... لو خليتيه يقرب منك يا نور مش هيحصل كويس فاهمة
ضحكت نور وقالت / أطلع نام يا جون ومش عايزة رغي
جون / حاضر.... ده انتي بقيتي أسوء من فريدة
ذهب جون وخرجت نور تبحث عن فريده وجدتها تجلس في بهو الفيلا وتنظر إلى يوسف وهو يصعد إلى غرفته
فريدة / هو إزاى ظهر كده فجأة؟!
نور / الصدمة كانت شديدة ومقدرش يوسف يتحملها ولازم حضرتك تعرفي إن جون هو ملجأ الهروب اللي بيروح ليه يوسف عشان يهرب من أي ضغط عليه
فريدة / انا مش عارفه أبداً أحس إن التاني ده يبقي إبني.... خايفة على يوسف أوي... نتعامل معاه ازاي لما يرجع
نور / متقلقيش.... حتى لو لجئت لمهدئات عشان أعرف أحتوي الصدمة هعمل كده
بدأت فريدة بالبكاء الشديد مما جعل نور تقترب منها وقالت / إهدي يا مدام فريدة..... يا عبد الجليل
جاء عبد الجليل وقال : أفندم
نور / هات عصير ليمون لمدام فريدة بسرعة
عبد الجليل / أمرك يا دكتورة
نور / إهدي يا مدام فريدة العياط هيتعب قلبك أكتر
فريدة / أنا السبب؟!! بجد يا دكتورة اللي قاله ده كان حقيقي؟!!.... انا اللي عملت في إبني كده؟!!!
نور / مدام فريدة اللي حصل حصل ونقدر نصلحه... انا متأكدة إن كل اللي حضرتك كنتي بتعمليه عشان مصلحة يوسف وحبك ليه وإنك عايزة تشوفيه أحسن إبن في الدنيا.... بس زي ما قولتلك قبل كده لازم نتقبل أولادنا زي ما هما..... دول مش ملايكة دول بني أدمين وارد الغلط وارد المرض وارد التحول وارد كل شئ.... هل معني ذلك إننا نرفض أولادنا
وضعت فريدة يدها على قلبها في ألم فقالت نور / مالك حاسة بإيه؟! طيب في دوا أو حاجة ناخدها دلوقتي
فأماءت لها بنعم وظهر أمامها عبد الجليل ومعه خادمه تحمل العصير
نور في زعر / فين الدوا بتاعها بسرعة؟
عبد الجليل / إطلعي بسرعة يا حبيبة هاتي العلاج
ذهبت حبيبة وأحضرت العلاج لها وأعطته نور لفريدة وطلبت منها أن تستريح قليلاََ علي الأريكة.... ظلت بجانبها حتى هدأت قليلاً وبعد مرور الوقت بدأت فريدة تستعيد قدرتها على التحدث وقالت
فريدة في تعب / أوعي تسيبي يوسف يا دكتورة..... انا عارفة إني ممكن أموت في أي لحظة.... ويوسف ملوش حد في الدنيا غيري.... لو مت متسيبهوش.... خليكي جنبه
نور / أوعدك هفضل جنبه لحد ما يخف
فريدة / لا وبعد ما يخف مش هتسيبيه
نور / بس للأسف أول ما هيخف دوري هينتهي معاه
فريدة / هينتهي كطبيبة لكن العلاقة ما بينكو مش هتنتهي
نور / ما علاقتنا بس دكتورة ومريض
فريدة / العلاقة أكبر من كدة بكتير
نور في تعجب / إزاى يعني؟!!!
فريده / من ضمن الورق اللي انتي وقعتيه مع العقد والتعهد بعدم الأفصاح كان من ضمنهم عقد جواز عرفي بينك وبين يوسف
نور في صدمة / نعم!!!!!!
فريدة / كان كل مرة بيجي دكتور كان بيهرب لكن انتي تعمدت إني أحطلك شروط عشان تفضلي جنبه غصباً عنك وتعالجيه لكن كنت متأكدة إنك لو طولتي معاه هتعرفي إنه قاتل وساعتها هتهربي منه وتفضحيه عشان كده خليتك تمضي علي عقد الجواز عشان مصيرك يبقي مرتبط بيه ومتفضحيش أمره
نور في صدمة / انتي كمان كنتي عارفة إنه بيقتل؟!!!
فريدة / مكنتش متأكدة كنت شاكة بس.... في يوم رجع من برا بليل متأخر هدومه كان عليها دم أستخبيت ومشفنيش وبعدين دخلت بعد ما نام وخدت الهدوم غسلتها بنفسي وجففتها وبعدين رجعتها الأوضة.... تاني يوم لقيت خبر قتل بشير زيدان
نور / يعني انتي مش بس خبيتي عليا الحالة في الأول لا وكمان مقولتليش إنه بيقتل ودلوقتي جاية تقوليلي إني مراته
يوسف من أسفل الدرج في صدمة : مرات مين؟!!!