رواية ليلة زفاف حزينة بقلم آيه علي

رواية ليلة زفاف حزينة

بقلم آيه علي 


" رواية قصيرة وكاملة" 

... بطل قصتنا شاب متوسط الحال ذو أخلاق عالية ومحترم ومتدين وكانت ليس لديه أي مشاكل تؤرق عليه حياته كانت حياه بسيطة جداً ومعروفة بعمله بعد دراسته بالجامعة حتي تعرف علي فتاة جميلة أحبها وتقدم لها وتمت خطبتهم لبعضهم 

ولكنها هي من غدرت به عندما إلتقت بشاب

أغني منه ومستواه أعلي منه فتركت خطيبها ذلك وجرحت قلبه وكسرته للأبد وعلي أثرها استمر لمدة سنتين بدون حب ولا خطوبة ولا زواج كان يعيش 

علي ذكري هذه الفتاة حتي قامت له والدته

بالبحث عن فتاة أخري تناسبه في أخلاقه ودينه وعلمه وكل شئ وبالفعل عندما عثرت عليها

اقترحت علي ابنها بأن ابنه صديقة لها تناسبه 

كان هو في البداية رافض رفضاً تاماً 

ولكنه مع ضغط وإصرار والدته عليه وافق 

حتي ينسي بها الفتاة الأولي التي أحبها وبالفعل 

تمت الخطبة للمرة الثانية بالشاب عالفتاة الأخري التي تناسبه واستمروا لمدة سنة في خطبتهم

حتي تتجهز الفتاة لحالها ولزواجها وقبل ميعاد الزفاف بأسبوع كانت خطيبة الشاب الأولي

التي غدرت به وتركته سوف عاقبها الله 

وتركها خطيبها الشاب الغني عندما علم علماً جيداً ووثق أتم الثقة جدآ أنها تتميز بالطمع وحب المال خشي أن تتركه هو الأخر من أجل شاب أغني وأغني

لأنها تبحث فقط عن المال وتسعي وراه

فندمت هي الأخري وقررت تعود لخطيبها السابق 

لأنها تتأكد بحبه لها جيداً حتي وهي تعلم بأنه 

قام بخطبة فتاة غيرها وأفضل منها فقررت

المحاولة بأنها تؤثر عليه وتجعله يتركها

ويعود إليها مثلما كانوا وبالفعل حدث ذلك .....

...في ليلة من ذات الليالي كان سوف يتبقي

علي حفل الزفاف أيام وكان الشاب يجهز لعروسته 

كل متطلبات زفافهم حتي حجز الفستان والكوافير ومكان القاعة لزفافهم وحجز مكان السيشن لهم 

وعندما عاد لمنزله رأي فونه يرن عليه 

أثناء منتصف الليل من رقم مجهول

فرد عليه وتفاجئ وقتها بصوت 

حبيبته السابقة تقول له : 

_ الشاب : ألوووووو مين ....

_ الفتاة بكل بجاحة : 

ألوووو ياحبيبي وحشتني أوي طمني عليك ....

...وقتها عرفها الشاب من نبرة صوتها مع أول مرة سمعها فيها بعد مدة ثلاث سنوات وحن قلبه ودق لها

ورد عليها بكل حب واشتياق وقال : 

" الله يسلمك ياحب عمري كله أنتي كمان وحشتيني أوي والله أنا الحمدلله بخير لما سمعت صوتك كنت طول السنين اللي فاتت دي تعبان وحزين ومقهور وموجوع ليه عملتي فيا كده هونت عليكي .....

_ الفتاة : غلطة وندمانة عليها عمري كله إني سبتك لكن خلاص لازم اصلحها والحئق نفسي قبل فوات الأوان أكتر وأكتر أنا عرفت قيمتك خلاص وعرفت غلطتي وعارفة ومتأكدة إنك بتحبني وهتسامحني المهم لقينا بعضنا .....

_ الشاب: صح كلامك بس أنا أيام وهتجوز خلاص اعمل ايه بس أنا كده اتربطت من كلامي قدام أهلها وأهلي والبنت مالهاش ذنب ايوة أنا فعلا مش بحبها وخطبتها علشان انساكي بيها لكن ماعرفتش للأسف بالعكس كنت بشوفك بدالها قدام عيوني 

أنا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك ...

_ الفتاة : وأنا كمان ياحبيبي طب سيبها اعمل

أي حجة أو تلكيكة إنك تسيبها دلوقتي أحسن 

من بعد كده لأنك لو إتجوزتها هتظلمها أكتر وأكتر فسيبها دلوقتي أحسن وأفضل ليك وليها كمان .....

_ الشاب : بس هي بتحبني أوي ...

_ الفتاة : بس مش أكثر مني اتصرف اعمل أي حاجة المهم الجوازة دي ماتمش لأنها مش هتبقي حياة سعيدة بينكم أنتم كتبتم الكتاب ولا لسه ...

_ الشاب : لا لسه هنكتبه قبل الفرح

بيومين أو يوم ...

_ الفتاة : طب كويس يعني مالهاش حاجة كده لأنك لا كتبت كتابها ولا دخلت عليها حاول وإن شاء الله خير وهنرجع لبعض ونكون مع بعض العمر كله

احنا اتخلقنا لبعض ومش هنكون غير لبعض .....

...وبالفعل مال دماغ وعقل الشاب وقلبه من البداية ونسي في لحظة الفتاة البريئة التي أحبته بكل قلبها ونوي بالفعل علي تركها بدون مايفكر أنه سوف 

يكسر قلبها ويجرحها هي الأخري .....

.....في نفس الليلة في منزل الفتاة البريئة المظلومة خطيبته الثانية بعد أن عادوا لمنازلهم وانتهوا 

من حجز الفستان والكوافير ومكان القاعة

وحجز مكان السيشن وكل شئ كانت سعيدة

وفي قمة فرحتها للغاية ومنتظرة يوم زفافها

علي حبيبها بفارغ الصبر والفرحة لاتساعها نهائياً ووقتها نامت نوم عميق وكأن كان قلبها دليلها وفيه شيئا لله رأت كابوس مخيف إستقيظت علي أثره متعبة وخائفة وحاملة هم يوم الزفاف ولا تنتظره بعد أن كانت منتظراه بفارغ الصبر وكان هو الكابوس من أصعب الكوابيس وكان هذا كالأتي :

........................................................................ 

" كانت الفتاة عروس جميلة في ليلة زفافها 

وفي الكوافير ومعها شقيقتها الصغيري فقط 

ووالدتها ووالدها وأهل العريس في المنزل يتجهزون لإستقبال الأهل والأقارب والأصدقاء وجميع المعارف 

حتي يذهبونهم للقاعة عند وصول العرسان 

كانت العروس في قمة سعادتها وفرحتها بليلتها الجميلة ولكن حدث شئ غريب جداً وهو عندما إنتهت من الميكيب وتجهزت جاء عريسها ليأخذها

في سيارة الزفاف هي وشقيقتها الصغري 

ولكن ركبوا هما وعندما كانت تركب هي 

لم ترأ السيارة من الأساس اختفت من أمامها

ورأت نفسها بعد أن كانت في مكان كله عمار وحياء وبه كل شئ فجأة المكان أصبح صحراء جرداء

ليس به حتي نملة أو ناموسة خافت وصرخت 

وقتها وليس معها موبايل للإتصال علي أحد 

من أهلها أو زوجها فكانت وحيدة شريدة لاتعرف

من أين تذهب ولا من أين تعود ولا كيف تفعل وتتصرف فكان ليس أمامها غير أنها تحاول وتسير علي قدميها طوال الطريق علي أمل أن ترأ سيارة عابرة أمامها وتركب فيها وتوصف عنوانها للسائق

حتي يقوم بتوصليها ولكن ليس يوجد أي وسيلة حتي للتوصيل كانت تسير مراراً وتكراراً وهي تبكي بكل حرقة وخوف حتي حل عليها الليل المتأخر والظلمة الحالكة كانت لا ترأ وقتها حتي كف يديها ولكن كان السير هو الحل الوحيد للمحاولة ومن شدة بكائها وخوفها وحزنها اختفي الميكيب من وجهها وأصبح وجهها منقلب الشكل واللون بأثار الميكيب وسقطت طرحتها من علي رأسها وفستانها أصبح ملئ وملوث بتراب الصحراء أصبحت العروس الجميلة في حالة مؤسفة للغاية حتي فجأة 

ظهر النهار والتقت بنفسها عند بيت عريسها 

ورأتهم جميعهم واقفين أمام باب العمارة 

في الشارع العمومي فرحت كثيراً وهرعت مسرعة عليهم مثل الأم التي تتلهف إشتياقا علي ابنها

بعد طول حرمان منه وأخذت والديها بالاحضان وشقيقتها وتقول لهم بكل بكاء وحرقة : 

" وحشتوني أوي ليه سبتوني أنا اتبهدلت طول الليل لوحدي من الخوف والرعب أنا موت من الخوف ياأمي أنا شوفت ليلة من أبشع وأصعب الليالي

في حياتي " 

...وهرعت مسرعة علي زوجها تبكي وتقول له : 

" ليه سبتني ياحبيبي في ليلة زي دي " 

....لكن للأسف كان هو بكل جبروت وظلم وقسوة يقول لها : 

" أنتي كنتي فين ومع مين ومين اللي عمل فيكي كده قضيتي الليلة مع مين بدالي " 

...العروس بكل صدمة ووجع وليس مستوعبة

مايقال لها من حبيبها قالت له : 

" أنتا بتقول ايه ده أنا اللي أسالك وأقولك سبتوني ليه وأنا جاية اركب معاكم ماتقلقش ماحدش قرب مني ولا لمسني ولا أصلا شوفت حد ولا حد شافني أنا كنت في صحراء طول الليل لوحدي بمشي فيها كان المشي هو الحل الوحيد ليا وقتها كنت حاسة

إن بمشي في بلاد ودول كتتييير الليلادي عدت عليا سنين وأيام لكن الحمدلله المهم إني وصلت ولقيتكم يلا بينا ندخل بيتنا ونقفل بابه علينا ونعيش حياة جديدة مش مهم الفرح خلاص المهم نكون مع بعض" 

...العريس بكل قسوة ووحشية رد عليها وقال لها : 

" هههههههههه خلاص ياهانم كل شئ قسمة ونصيب الفرح طول الليل كان شغال من غير العروسة 

كان مولد وصاحبة غايب حضرتك وأنا مش مصدق كل الهبل اللي أنتي بتقوليه ده يلا كل حي مننا 

في طريقه " 

...وبالفعل تركها شريدة وحيدة لاتعرف ماذا تفعل وذهب لمنزله وقفل بابه علي نفسه وكأن لم يحدث شيئاً من الأساس وترك لها ولأهلها الفضيحة والعار وكلام الناس والظنون السيئة منهم فيها ....

...جلست العروس عالرصيف تبكي بكل حرقة وإنكسار ووجع علي ماحدث لها في ليلة زفافها وفرحتها التي ضاعت في لحظة بدون أي أسباب وظلم حبيبها لها بدلاً من أن كان يقف بجانبها ويساندها للأسف تركها هو الأخر وتخلي عنها 

كانت تشعر بأنه ليس زفافها وتشعر بأنه عزائها 

كانت تتمني وقتها الموت لنفسها ويصبح منبر الزفاف صوان عزاء وميتم وأصابت بحالة إنهيار عصبي وصدمة شديدة تصرخ وتصفق علي وجهها 

وتبكي مراراً وتكراراً بكل حرقة في قلبها 

كادت وقتها أن تخرجها .......

........................................................................

.....أفافت الفتاة من نومها علي هذا الكابوس خائفة وقصته علي والدتها ووالدتها كانت تواسيها وتصبرها وتنصحها بأنها لاتنتبه لذلك هذه تهيووأت وتخاريف نوم ولأنها مشغولة وسعيدة بأن باقي علي زفافها أسبوع .....

....بالفعل الفتاة استغفرت ربها وشعرت بالراحة 

بعد حديث ونصائح والدتها لها ونهضت من سريرها لتتؤضا وتصلي وتدعي ربها بكل شئ سعيد وأن هذا الشخص لو كان خيراً لها سوف يبقيه الله معها

طوال الحياة ولو كان شرا لها يبعده عنها

أو يصلحه لها لو كان جعله الله من نصيبها ......

.......وتمر الأيام القليلة الباقية حتي يوم 

حفل الزفاف المشئوم .....

....بالفعل العريس غدر بخطيبته التي تحبه 

بكل صدق من قلبها وهرب مع خطيبته السابقة

التي غدرت به من قبل سنوات .....

...في الليل المتأخر المظلم الحالك قبل حفل الزفاف بيوم اتصلت عليه خطيبته السابقة واقترحت عليه هذا الإقتراح بأنهم يهربوا سويا ويتركوا الدنيا كلها ويذهبون لمكان لا يعرفه شخصاً حتي أحد 

من أهلهم غير بعد زواجهم وكتب كتابهم علي بعضهم 

وبالفعل بدون ما يراهم أحد هربوا مع بعضهم وذهبوا للمأءون وكتبوا كتابهم وقرروا الهروب لبلد بعيدة ليس يكون لهم أحد فيها من أقارب أو معارف يتعرفون عليهم .....

....كانت العروس جميلة بعد أن انتهت في الكوافير من الميكيب ولكن عريسها غائب ليس يذهب إليها ليأخذها في يديه لزفافها كانت تنتظره كثيراً وتتصل عليه ولكنه هاتفه مغلق بدأ القلق يتسلسل داخلها وتتذكر هذا الكابوس الذي رأته من أيام ويزداد القلق والتوتر النفسي لديها وتبلغ أهلها وهما يلتمسون الأعذار له بأنه تعطل لشئيئا ما وأسبابه معه لكنها العروس كانت غير مقتنعة وتشعر بأنه حدث له 

مقدر ومكتوب عليه كانت لاتتوقع غدره أبدا ....

....أهل العريس استقيظوا من نومهم لا يجدون

ابنهم يتصلون كثيراً عليه هاتفه مغلق ذهبوا لمكان الزفاف لأهل العروس وقصوا عليهم ماحدث وأنهم

لا يعلمون عنه شيئاً والقلق في قلبهم هما الأخرون وقتها أتوقف حفل الزفاف واتصل والد العروس

بها وأمرها بأنها تعود من الكوافير مع شقيقتها الصغري للمنزل عندهم وليس للقاعة لأنهم لم يعلمون شيئاً عن العريس وتأجل الفرح حتي يستدلون عنه

أو يعلمون شيئاً أو سبب إختفائه الجميع كانوا 

لا يتوقعون غدره أبدا .....

....فجأة رن فون والد العريس من رقم مجهول

رد مسرعاً وبالفعل كان ابنه العريس يبلغه

بأنه هرب مع خطيبته السابقة وتزوجها وأنه راكباً سيارة للسفر لبلد بعيدة ولم يذكر اسم البلد 

حتي لا يبحثون عنهم فيها كانت الصدمة تذهل الجميع وليسوا مصدقين بذلك .....

_ والد العريس بكل قلق وخوف عليه : 

" ايه يابني فينك سايب عروستك وسايب فرحك وروحت فين كلنا ميتين من القلق عليك وتليفونك مغلق ليه فيه ايه" 

_ العريس : بابا اعذروني كلكم أنا اكتشفت 

إني مش بحب خطيبتي دي ومش عاوز اتجوزها واظلمها معايا بس ماقدرتش اواجهكم بكده 

وجه لوجه أنا هربت مع خطيبتي الأولي واتجوزنا 

هي حب عمري بجد وماقدرتش أنساه أبدأ حاولت

لكن ماعرفتش سامحوني كلكم وقولوا لخطيبتي التانية أقصد اللي كانت خطيبتي تسامحني 

وربنا يعوضها باللي أحسن مني .....

_والد العريس بصوت عالي: هاااااا أنتا بتقول ايه

أنتا أكيد إتجننت ولا جرا حاجة في عقلك 

أنتا فاكر بنات الناس ايه لعبة في إيديك 

ولا ناوي علي فضيحتنا قدام الخلق طلقها 

وارجع حالا لعروستك ....

_ العريس : خلاص مش هقدر يابابا الوقت فات واحنا راكبين ومسافرين سامحوني كلكم ووقتها أغلق الفون وألقاة من نافذة السيارة 

حتي لا يحاولون الإتصال عليه مرة أخري ....

.....وقتها العروس وأهلها كانوا في صدمتهم 

ليسوا مقتنعين بذلك وأهل العريس عيناهم 

في الأرض من شدة الخجل وإحراجهم 

من هذا الوضع الذي وضعهم نجلهم فيه 

ولم يستطيعون الرد أو نطق أي كلمة

والعروس وقتها انهارت وبصوت عالي 

صارت تصرخ وتقول : 

" يعني ااااايه اللي حصل ده لما كان مش عاوزني خطبني ليه واستمر معايا ليه جاي في ليلة فرحي 

يكسر بخاطري ويفضحني ويضيع فرحتي 

حسبي الله ونعم الوكيل فيه دنيا وآخره

ربنا يحرق قلبه ويحرقه هو شخصياً 

بحق ما حرق قلبي وفرحتي في ليلتي

اللي هي ليلة العمر لكل بنت خلاهالي أسود

وأتعس ليلة في حياتي حرام عليكم 

حرام عليكم عاوزين تفضحوني ولا ايه" 

...وقتها كانت دعوتها عالعريس تنزل علي أذن

أهله كالصاعقة والسياخ الحامية المشتعلة بالنيران لكنهم كانوا غير قادرون عالرد لأنهم يعلمون مدي وجعها وظلم ابنهم لها وكانوا يبكون خجلاً من الذي حدث فجأة الذي كان لا يخطر عالبال ولا عالخاطر ...

...ومازالت العروس في انهيارها تزداد وتزداد وحالتها تسوء وأهلها يحاولون تهدئتها وأهله جالسين مكانهم وعيناهم مازالت في الأرض من قمة الخجل 

وفجأة قال والد العريس لزوجته : 

" عاجبك كده ابنك صغرنا وخلي رقبتنا قد السمسمة قدام الناس وممكن أهلها كمان يقولوا إن إحنا 

اللي خلاناه يعمل كده وإن عملته السودة المهببة 

دي كانت متفق عليه مننا أنتي اللي عملتي فيه كده دلعتيه العمر كله وطلباته كانت مجابة لما خلاص عياره فلت وسهمه نفد " 

_ زوجته بحزن : جرا ايه بقي هو أنتا هتجيبها فيا أنا أنا يعني كنت دلعته طلعته بايظ ولا خسران ولا كده ولا كده بس هي المخفية اللي كانت خطيبته الأولي هي اللي كانت سحراله خليته مش مركز ولا شايف وراه ولا قدامه وصرخت بكل حرقة ومن قلبها أصبحت تقول بصوت عالي أااااااه أااااااه

ليه يابني كده تكسر فرحتنا وفرحة الناس ليه ......

.....وبعد مرور ساعة من الوقت وهما في عز حزنهم وإنهيارهم جميعاً رن فون والد العريس فرد مسرعاً أملا أن يكون نجله استخدم عقله وراجع نفسه 

وطلق زوجته وسوف يعود لزوجته ولكن كان الخبر مؤسف للغاية كان الإتصال من المستشفي العام

بقسم الحوادث والطوارئ وقتها اتصل به

طبيب جراح وقال له : 

_ والد العريس بلهفة : ألووووو مين معايا ....

....الطبيب ذكر له اسم نجله لكي يتعرف عليه 

ويتأكد من صحة المعلومات والوالد أكد له ذلك بالفعل وسأله الوالد عن نجله وقال له : 

" خير يادكتور ابني فين وماله طمني أرجوك "

_ الطبيب : اتفضل هو معاك اهوه مفيش وقت

لأن دي رغبته ....

....وبالفعل تحدث الوالد مع نجله

وقال له نجله بصوت ضعيف وعلي وشك الموت : 

" بابا سامحوني كلكم وخليها تسامحني ربنا جابلكم كلكم حقكم العربية اللي كنا مسافرين فيها انقلبت بينا مراتي ماتت مفحمة وأنا كمان فحمت وخلاص هموت بس ربنا مد في عمري الدقائق دي علشان أقولكم الكلمتين دول عاوز اكلم أممممممم

كان يريد أن يتحدث مع والدته 

ويطلب منها السماح هي الأخري 

لكن لم يريد الله ذلك 

وفجأة انقطع الصوت المبحوح وسقط الفون

من يد الشاب في الأرض معني ذلك

أن حكم ربنا نفذ وخرج السير الإلهي

وخرجت روحه من جسده وتوفي قبل أن يستكمل حديثه ولم يستطيعون الأطباء علاجه لانه كان ذاهبا للمستشفي وسوف يتبقي علي وفاته دقائق قليلة وكان عقاب ربه سريعاً له ......

..... أخذ أحد الأطباء الفون من عالأرض

وقال للأب بكل حزن : 

" البقاء لله وحده شدوا حيلكم ماقدرناش ولا لحقئنا نعمله حاجة كان جاي خلاص ميت والبنت اللي معاه كانت ميتة خالص ومفحمة نهائي النار دمرتها 

وابنك كذلك الأمر كان متدمر بس عمره سلام .....

....وقتها أصيب والد العريس ووالدته 

بحالة هسترية وإنهيار عصبي ....

_ والدة العريس : ابني حصله ايه مات إزاي وليه كان لسه بيكلمنا من شوية كويس أاااااه يابني أنا عاوزة ابني يانااااس أااااااه أااااااه يااارب ابني أه غلط وأذنب وظلم بنات الناس بس سامحه يااارب عاقبته ليه في نفس اللحظة أنا حاسة إنه كان هيرجع

عن اللي في دماغه ذنبي ايه أنا وأبوه تحرق قلبنا عليه أاااااه يابني يابني ارجعلي تاني أاااااااااه .....

_ والد العريس مستمر في بكائه يقول لها : 

" ادعيله ربنا يرحمه ويسامحه " 

.....وقتها الفتاة وأهلها كانوا هما الأخرين 

في صدمة كبيرة غير مصدقين ومقتنعين 

بأن كل ذلك حدث في لحظة...

_ والد العروسة ووالدتها لا ينطقون علي لسانهم

إلا كلمة واحدة وهي : 

" لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ربنا يرحمه ويسامحه ويحسن إليه واحنا مسامحينه " 

...العروس مازالت في صدمة صامته نهائياً 

علي وجهها علامات الذهول وأصبح وجهها

يتحول كذا شكل ولون وأصبحت غير متزنة فجأة حتي صرخت صرخة عالية وفقدت وعيها في مكانها لاتستطيع حتي أن تنهض للوقوف علي قدميها ....

.....وقتها أهلها صرخوا عليها ونقلوها للمستشفي هي الأخري لكنها دخلت في غيبوبة تامة وأصبحت في عالم أخر غير عالمهم واستمرت في هذه الغيبوبة لمدة ستة أشهر كانوا أهلها يزرونها من قتا لأخر ويطمنوا عليها بدون ماتدري هي وصدفة 

وهما عندها يوماً أفاقت مرة واحدة وقالت : 

" حسبي الله ونعم الوكيل فيه دنيا وآخره

ومش مسامحاه ليوم الدين "

وعلي أثر هذه الغيبوبة توفت وفارقت الحياة للأبد وبذلك تسبب هذا الشاب في ضياع ودمار فتاة برئية ليس لها أي ذنب في شئ كل ذنبها أنها وافقت 

علي خطبتها له وأحبته بصدق وإخلاص 

من كل قلبها .......

.......................................................................

.....وقت طلوع النهار وشروق الشمس استقيظ الشاب مفزوعا من نومه علي أثر هذا الكابوس الطويل الذي رأه طوال ليله في نومه أصبح حزين يستفغر ربه كثيراً ويقول : 

" أستغفر الله العلي العظيم ، استغفرك ربي وأتوب إليك " ياااااااه ايه اللي أنا شوفته ده ،

معقول كل ده كنت بحلم لا ده ماكانش حلم

ده كان كابوس " 

...وكان وجهه متغير تماماً وشاحب لونه

ويتنفس بصعوبة شديدة ....

...دخلت عليه والدته قلقا تقول له : 

" مالك يابني فيه ايه شكلك عامل كده ليه 

ومش عارف تتنفس خير ياحبيبي " 

_ الشاب: مافيش يا أمي شوفت حلم وحش أوي 

حلم ايه ده كان كابوس مش عارف ليه شوفته 

وكنت فاكر نفسي عايش في الحقيقة

لحد ما صحيت مفزوع منه وحمدت ربنا 

إنه طلع كابوس ....

_ والدته : خير اللهم اجعله خير ياحبيبي قوم اشرب بس شوية مية علشان تقدر تأخذ نفسك واتؤضي وصلي واستغفر ربك وادعيله بالخير والستر دائما والبني أدم مننا ياما بينام ودماغه تخرف

وتغيب في عالم غير العالم قوم يابني قوم ياحبيبي ربنا يسترها معاك ويتملك فرحتك بخير ....

_ الشاب: يااارب يا أمي ....

...وبالفعل نهض الشاب من مكانه مع والدته ليفعل مانصحته به وتفاجئ بفونه يرن عليه فتعجب وقال : 

" مين بيرن عليا الصبح كده ده أنا اخدت أجازتي 

من الشغل خلاص للجواز "

_ والدته : صحيح ده طول الليل علي كده رن رن رن ونايمة قلقانة أقول يمكن ضابط المنبه ماقدرتش اصحي أشوفه ولا اصحيك ...

...وبالفعل أخذ الشاب فونه وكان الغريب أن المتصل طوال الليل هي خطيبته السابقة التي غدرت به وتركته وخدعته ....

...وقتها تعجب هو وتذكر الكابوس وعلم وتأكد جيداً

أنها تتصل عليه لذلك وقتها علم أن هذا الكابوس

كان إنذار من ربه له ....

_ والدته : ماترد يابني مالك عملت كده ليه 

عفريب بيرن عليك ولا ايه ...

_ الشاب: صح يا أمي ياريته عفريت ده شيطان رجيم بيرن عليا وأنا هرد عليه واحط النقط عالحروف واوضع نهاية للطريق ده خالص لازم اقفلة 

قفلة مالهاش فتحة للأبد ....

...الأم مازالت متعجبة مكانها من حديث ابنها ...

...رد الشاب علي خطيبته السابقة وقال : 

" ألوووووو " 

"الفتاة بكل شوق ولهفة ردت عليه وقالت له 

نفس الحديث الذي سمعه في الكابوس منها 

وكانت تترجاه بأنه يترك خطيبته الحالية

ويعود لها لكنه وقتها كان عاقل ورد عليها قائلا : 

" أنتي بتقولي ايه مابقاش ينفع خلاص أنتي بتهزري ولا حاجة أوعي ترني عالرقم ده تاني ياحقيرة فاكراني لعبة في إيديكي تسيبيها وقت ماتكوني

مش عاوزاها وترجعيها وقت ماتكوني عاوزاها وبعدين خلاص مكانك خدته غيرك وأحسن منك كمان وأنضف وأطهر منك وحتي لو ماخدتهوش غيرك وفاضي خلاص مابقاش ليكي من يوم ماسبتيه يلا اقفلي السكة أحسنلك وأشرفلك بدل ما اقفلها أنا في وشك لمي اللي باقي من كرامتك ده لو لسه باقي منها حاجة أصلا " 

... وقتها نزل الحديث عالفتاة كالصاعقة والسياخ الحامية في أذنيها وكانت تزداد نيرانا وتشتعل 

من داخلها وكرهت نفسها وقتها كثيراً وعلمت جيداً بشأنها القليل للغاية أمام نفسها فردت عليه قائلا: 

" كده عموماً تمام لا أنتا أول واحد ولا أخر واحد بكرة الاقي اللي أحسن منك مش واقفة الحياة عليك يعني عادي بس كنت بقول اللي أعرفه أحسن 

من اللي ما أعرفوش " 

_ الشاب : لاقي بعيد عني وابعدي عني وارحميني بقي سيبيني أشوف دنيتي وحياتي الحلوة الطاهرة ربنا نجاني منك وأنا ما كنتش عارف أصلا....

...وأغلق الفون في وجهها بالفعل والفتاة 

كانت لاتبالي بشئ ولا تأثرت تجردت من الإحساس وابتسمت إبتسامة لنفسها وألقت الفون من يدها

علي سريرها وقالت : 

" في ستين داهية هلاقي غيره وأحسن كمان " 

_ والدة الشاب : جدع ياحبيبي صحيح بت بجحة وقادرة ربنا ريحنا منها وبعدها عننا ماكانتش خير لينا يلا الحمدلله....

_ الشاب: الحمدلله يا أمي هقوم بقي اتؤضي واصلي وادعي ربنا يكملي علي خير أنا وعروستي ويكفينا كل شر وأذية ....

_ الأم : يااارب يابني ....

....ومر الأسبوع وتزوجوا العرسان وكانت ليلتهم

من أحلي وأجمل الليالي وأسعدهم الله 

طوال حياتهم مع بعضهم وأولادهم مستقبلاً ..


                 تمت بحمد الله 

تعليقات