رواية نبض قلبي لأجلك الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18 والتاسع عشر 19ج1بقلم لولا


 رواية نبض قلبي لأجلك

الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18

والتاسع عشر 19 ج1

بقلم لولا

 بعد اسبوع.....

 عايشة حاله حب معاك وخداني ....

وصعب انها تنكرر تاني ...

وبعيشها لو انت بعيد او قدامي..

واخيراً الايام رضيوا عليا ..

اخيراً جه يا حبيبي يوم ليا..

ارتاح من قسوه ايامي...

سيبني اسرح فيك شويه .. وانسي ايام ضاعو مني

نفسي عمري يعدي بيا وانت بعينيك دول حاضني

وانا جنبك شايفه منك حاجه من ريحة ابويا

حب الدنيا دي جواك ومعاك .. شايفه حنية أخويا

وانت هنا معايا .. بدعي من جوايا

تجمعني الايام بيك .. ربنا يقبل دعايا

.....

كانت سوار تستمع الي هذه الاغنيه وتغني معها وهي تستعد لموعدها مع عاصم... فكلمات الاغنيه تعبر عن حالها وما تعيشه مع عاصم ...لقد مر اسبوع بعد قضاءه تلك الليله برفقتها..

عاشت اسعد واجمل لحظات حياتها معه ...فقد عادت الي عملها معه في الشركه تقضي معظم النهار في مكتبه ...يرسل اليها كل خمس دقايق ان تاتي لمكتبه لتجلس معه ... وفي الليل يصطحبها للخارج لتناول العشاء في جو رومانسي علي انغام الموسيقي الهادئة ....

ولكن اليوم مختلف... فقد طلب منها ان تتجهز وتستعد مثل كل يوم ولكنه لم يأتي بنفسه ليقلها بسيارته ..ولكنه اصر اليوم علي ان يرسل اليها السائق الخاص به بدلاً عنه ليوصلها اليه...

انتهت من ارتداء ملابسها ...ونثرت عطرها الذي يعشق ريحته عليها بسخاء ...وتركت شعرها منسدلا ً علي ظهرها كما يحبه..

كانت ترتدي فستان من اللون الذهبي طويل بدون اكمام ذو حمالات عريضه بفتحه جانبيه تصل الي ركبتها ... وزينت وجهها بمساحيق تجميل ابرزت جمالها بشكل ساحر... فكانت رائعه الجمال...


وضعت شال من الحرير الاسود حول كتفيها تغطي به ذراعيها حتي لا يقتلها عاصم !!!

وصل السائق بسياره عاصم وصفها امام منزلها منتظراً خروجها..

خرجت من المنزل وتوجهت نحو السياره... فتح لها السائق الباب الخلفي ..ركبت ثم استقل مكانه خلف المقود يقود لوجهته...

بعد نصف ساعه كانت السائق يدلف بالسياره من البوابه الحديديه الضخمه لفيلا عاصم...سار علي الممر الاسفلتي الطويل حتي صف السياره امام مدخل الحديقه الخلفي .....

سوار بعدم فهم: هو انت جايبني بيت عاصم ليه ... هو مش المفروض انه مستني في اوتيل ...!!

السائق باحترام: اسف يا فندم ..عاصم بيه آمر اني اوصل حضرتك لهنا وبس.. غير كده معرفش...!

نقلت نظراتها بين السائق وبين فيلا عاصم المظلمه باستغراب شديد!!!


ترجلت من السياره ودلفت لداخل الحديقه المظلمه كسائر الفيلا...

سارت حتي وصلت لمنتصف الحديقه ...توقفت مكانها تتلفت حولها في قلق .. نادت اسمه بصوت مرتفع نسيياً...

عاصم ... انت فين ... يا عاصم ...في حد هنا... يا عاصم ...

شهقت متفاجئة عندما سمعت اصوات فرقعات عاليه بسبب انطلاق الالعاب الناريه ... رفعت راسها تنظر للسماء التي اضاءت من حولها بالوان محتلفه ...

خفضت راسها تنظر للحديقه التي كانت مزينه بشكل رائع بفروع الاضاءة الملونه .. بعضها ملتف حول جزع الاشجار والبعض الاخر اخذ شكل الستار المتدلي بالشرائط المضيئة والمنسقه بطريقه مبهره...

استدارت بجسدها تبحث عنه حتي وجدته امامها ...

حبيبها ومالك قلبها ..رجلها وسندها ..

من نبض قلبها لاجله مره اخري.....

كان وسيم ..وسيم حد اللعنة !!!

كان يرتدي بدله سوداء اللون وتحتها قميص ناصع البياض يبرز عضلات صدره القويه... وتخلي عن رابطة عنقه وفتح اول ازرار قميصه فاعطاه مظهر رجولي مثير .....!!!!


وقف يراقبها منذ وصولها ... فاتنة وساحرة...

مهلكة...اهلكت اعصابه وارهقت رجولته...

المرأة الوحيدة التي احبها ...التي جعلت صحراء قلبه القاحلة تتحول الي ارض خصبة مثمره روتها بانوثتها وجمالها وقلبها...

المرآة التي نبض قلبه لاجلها فقط.....!!!


سار نحوها وهو يلتهمها بنظراته العاشقة الراغبة ...ولكن سرعان ما اشتعلت عيناه بنيران غيرته عندما سقط الشال من علي كتفها مبرزاً ذراعيها ومقدمه صدرها ... جز علي اسنانه بغيظ منها ومن افعالها ....حاول السيطره علي غيرته حتي لا يفسد سهرتهم وما اعده لها من مفاجأت....!!

ابتسامه عاشقه مرتسمة علي وجهها وهي تطالع تقدمه منها بهيئته الوسيمه الجذابه....

اقترب منها وهو مبتسماً بعشق ...رفع يدها الي فمه ولثم باطنها برقه قائلا بحب: وحشتيني ...

كل سنه وانت طيبه يا فلب وعمر عاصم.... حبيت اكون اول واحد يقولهالك ...اتفضلي ...!!

قالها وهو يخرج من جيب سترته علبه مربعه من القطيفه السوداء .قدمها لها...فتحتها بعيون تلمع من السعاده... شهقت بانبهار عندما تطلعت علي ما بداخلها ... كانت تحتوي علي خاتم من الالماس الحر في وسطه ماسه من الزمرد يحيطها مجموعه من فصوص الالماس الصغيره في شكل يخطف الانفاس...


سوار بانبهار: الله يا عاصم حلو اوي ... بس ليه كلفت نفسك كده ده غالي اوي ...

عاصم وهو يضع الخاتم في خنصرها: الدنيا كلها ما تغلاش عليكي يا قلب عاصم...

سوار بعشق: ربنا يخاليك ليا يا حبيبي....

وضع يده علي خصرها وسار بها نحو الداخل ...

حيث جهز لها طاولة عشاء رومانسيه في احد اركان الحديقه وسط الاشجار وزينها بالشموع والاضاءة الخافتة ...

وفي منتصف الطاوله وضع قالب كبير من الحلوي المزين بقطع الشوكولاته مع شمعه في المنتصف...

صدح من خلفهم موسيقى اغنيه عيد الميلاد ... وقف جانبها امام قالب الحلوي محيطاً خصرها بيده ...

مالت بجسدها للامام لتطفي الشمع ...مال بحسده مثلها حتي اصبح في نفس مستواها ... همس بالقرب من اذنها : اتمني امنيه الاول قيل ما تطفي الشمع ...

دارت براسها نحوه ... كانوا قريبين لبعض بدرجه خطيره... هزت راسها ايجاباً وعلي وجهها ابتسامه مشرقه وهي تنظر داخل عينيه العميقه ....

نفخت الهواء من بين شفتيها المزمومتين باغراء الهب حواسه واشعل فتيل رغبته بها...

سالها بهمس وعينيه لا تفارق شفتيها.:اتمنيتي ايه!!!

اجابته بعشق: اتمنيتك انت....اتمنيت اني اعيش اللي باقي من عمري معاك وليك....

لم يتحمل اكثر من ذلك هذا فوق احتماله...التهم شفتيها بين شفتيه الجائعه لها ...قبلها وقبلها حتي انقطعت انفاسهم وكان حياته متوقفه علي هذه القلبه ....

فصل القبله وضمها اليه وهو يلصق جبينه بجبينها قائلاً من بين انفاسه اللاهثه: بحبك.. ومش عاوز حاجه من الدنيا دي كلها غيرك انتي.. انتي وبس يا سوار....

جذبها من يدها و اخذ يراقصها علي انغام موسيقي التانجو الرائعه...

وضع يده علي خصرها ويده الاخري تعانق كف يدها... رقصوا بانسجام تام ...حركات جسدها متناسقه مع حركات جسده وكان اجسادهم خلقت لتكمل بعضها البعض .....لم يتحدثوا بل اطلقوا العنان لنظراتهم ان تعبر عن كل ما يجيش داخل صدورهم من مشاعر واحاسيس...

انتهت رقصتهم .. قبل كف يدها وعاد بها الي الطاوله لتناول العشاء ...


سحب لها المقعد لتجلس اولاً في حركه نبيله منه ثم جلس علي المقعد المقابل لها...

قالت بنظرات تنطق بعشقها له : ميرسي يا عاصم علي المفاجأة الحلوه دي .. انت عملت كل ده امتي وازاي ...وليه هنا في البيت !!!

عاصم بابتسامه : اهم حاجه انها عجبك ... اما بقي عملت كده ليه وازاي فعلشان عاوز نبقي لوحدنا وانا بحتفل بيكي .. مش عاوز حد بشوفك غيري ولا حد يزعجنا ...

ده غير اني عاوزك تشوفي بيتك وتشوفي ايه اللي محتاجه تغيريه وايه اللي ناقصه علشان نكمله ...

لان بعد فرح عاليا ان شاء الله هنتجوز...انا فكرت اننا نكتب الكتاب لما نسافر البلد وعلشان عاليا كمان تحضره قبل ما تسافر بس رجعت في كلامي ...

سالت باستفسار : وايه اللي خلاك ترجع في كلامك؟؟

رد بصراحه: انتي.../ قالت بعدم فهم : انا ... ازاي..

علشان مش انتي اللي اتجوزها كده .... انا لازم اجي انا واهلي لحد بيت اهلك واطلبك منهم وتخرجي من بيت اهلك عروسه علي بيتي ..وكمان علشان فرحتهم بجوازنا متاثرش علي فرحتهم بجواز عاليا ...

ثم اضاف بمكر وهو يغمز بطرف عينه : وبعدين مش هينفع اكتب الكتاب من غير دخله.. ازاي يعني تبقي مراتي وكل واحد مننا في اوضه؟؟؟

عضت علي شفتيها خجلا ً من تلميحاته الوقحه وقالت بخجل : عاصم وبعدين معاك ...بطل قله ادب....!!

ضحك علي خجلها واضاف: وانا عملت حاجه علشان تقوليلي بطل قله ادب...ده كلام ..اومال ساعه الفعل هتعملي ايه....

اطرقت راسها خجلا ولم تقوي علي رفع انظارها اليه... قالت دون ان تنظر له ... لو ما بطلتش الكلام ده همشي ...هخالي السواق يروحني زي ما جابني...

وعلي ذكر السائق اشتعلت غيرته من جديد والتي تناساها مؤقتاً ..فلم يستطيع كتمانها اكثر من ذلك ...

قال بغيره واضحه: انت ازاي يا هانم تسمحي لنفسك انك تركبي مع السواق وانت بالمنظر ده....

ادركت مقصده ولكنها تعمدت عدم الفهم عندما سالته: ماله منظري !!!!

رد مستنكراً بغيره اكبر: لا ابداً... جسمك كله متفصل في الفستان ده غير درعاتك وصدرك اللي باينين ونص رجلك اللي طالعه كلها من الفتحه....

ده ينفع قميص نوم تلبسيه لما تكوني عاوزه تغريني مش تخرجي بيه....

شهقت مستنكره حديثه : عاصم!!! ايه اللي بتقوله ده!!! اول حاجه السواق اللي بتتكلم عنه ده قد ابويا وعمره ما هيبص عليا ...ثم انا لابسه شال عليا مغطيني يعني مش عريانه ....

واضافت باحراج : وبعدين عيب علي فكره لما تقول عليه قميص نوم و......

قاطعها برفض: حتي لو كان ابوكي نفسه ... مفيش حد يلمح طرفك... زفر متنهداً محاولاً ضبط اعصابه: يا سوار قلت لك قبل كده انا بغيبييييييير ...بغير عليكي من كل حاجه واي حاجه ... بغير من ولادك .. من اخوكي ... من اي حد...قولي بقي متملك .. مجنون .. قولي اللي تقوليه ....

مدت يدها تلمس يده الموضوعه فوق الطاوله في محاوله منها لاحتواء غضبه : حبيبي ممكن تهدي ... انا مقصدش اني اضايقك ومقدره حبك وغيرتك عليا ... مش لازم نتخانق ونضيع الوقت الجميل ده في خناق....


قام من جلسته ووقف امامها جاذباً يديها لتقف بدورها امامه...

اسف يا حبيبتي اني انفعلت عليكي ...بس غصب عني بحبك وبغير عليكي بجنون... عارف اني ممكن اكون مزودها وان غيرتي بالشكل ده ممكن تضايقك ...انا مش عاوز اضايقك او افرض عليكي حاجه انت مش عايزاها ....بس مش بايدي مش بعرف اتحكم في غيرتي عليكي ...متزعليش يا قلب عاصم...قالها وهو يقبل يديها الاثنين....

سوار بعشق وهي تنظر داخل عينيه: انا عمري ما ازعل منك ابداً يا عاصم ... مفيش ست عاقله في الدنيا ممكن تزعل من حب وغيره حبيبها عليها ابداً خصوصاً لو هي كمان بتحبه وبتغير عليه زيك واكتر...

عاصم بنظرات تفيض عشقاً : بعشقك يا سوار... ربنا يخاليكي ليا

سوار بعشق اكبر: بعشقك يا قلب سوار .. يا عوض ربنا ليا ....


جلسوا مره اخري علي الطاوله لتناول العشاء ... وقضىوا فتره العشاء في جو هاديء ورومانسي بعد ان هدأت الاجواء بينهم..

........


في مكان اخر....علي الهاتف...!!

الطرف الاول : جهزت اللي اتفقنا عليه...

الطرف التاني: جاهز يا باشا .. اطمن.!!

الطرف الاول : والتنفيذ امتي...

الطرف التاني: انهارده بعون الله.

الطرف الاول: خالي بالك ..مش عاوز غلطه..

الطرف التاني : اطمن ع الاخر .. ما تقلقش..

الطرف الاول: اول ما تنفذ تبلغني.. مفهوم..

الطرف التاني : مفهوم.. سلام

...........


انتهي العشاء واصطحبها الي داخل المنزل لرؤية ما يحتاجه من تجديد او تعديل .....

دلفا سوياً من باب الفيلا المطل علي الحديقه .... كان البهو واسعاً يتكون من صاله استقبال واسعه تضم ثلاثة صالونات علي الطراز الحديث بالاضافه للثريات المتدليه من السقف باشكال عصريه وسجاد ابيض الون يعطي احساس بالراحه والهدوء ....

وغرفه سفره واسعه علي نفس الطراز ....

وكذلك غرفه مكتبه الكبيره والتي يختلف ذوقها عن باقي الفيلا حيث كانت غرفه علي الطراز الانجليزي الكلاسيكي القديم ...

حيث كانت حوائط الغرفة مبطنه بالكامل بالخشب الماهوجني ... ومكتب خشب روستيك قديم يعد تحفه فنيه رائعه...

وفي احد اركان الغرفه توجد مدفئة كبيره من الرخام والخشب الماهوجني معاً بالاضافه الي كرسي هزاز من الخشب المطعم بالنحاس امامها ...

سوار باعجاب: وااااو .. تحفه يا عاصم .. انا بحب الاستايل ده اوووي .. بحب الحاجات الكلاسيك فيها شياكه وذوق ..برتاح فيها اكتر من المودرن...

اوما عاصم بابتسامه دون تعليق ...تعالي بقي اعرفك علي حد مهم اوي في حياتي ... قالها وهو يجذبها خلفه وهو يتجه نحو المطبخ ..،!!


دلفوا الي المطبخ الواسع المجهز بكل تجهيزات المطابخ الحديثه من اثاث وأجهزه كهربائية ...

علي الطاولة الرخاميه التي تتوسط المطبخ ...كانت تجلس سيده كبيره في العقد الخامس من عمرها ...سمراء الوجه بشوشه الملامح تشعر من نظراتها بالحنان والطيبه ...

تقدم عاصم منها وهو ممسكاً بكف سوار ... وقف امامها واحاط كتفها بيده الاخري ...

دي بقي امي التانيه اللي ربتني من وانا عيل صغير ... مقامها من مقام امي الحاجه دهب ابو هيبه ...

ام ابراهيم .. هي اسمها كده بس هي مش متجوزه ولا مخلفه ...

قالها وهو يشير اليها ...

ام ابراهيم بطيبه: ربنا يكرم اصلك يا عاصم يا ولدي ... انا صحيح ربنا ما اردش اني اخلف بس ربنا عوضني بيك انت يا حبيبي ... ربنا يسعدك ويهنيك...

نظرت الي سوار واضافت بعاطفة امومة : عروستك كيف البدرالمنور يا ولدي ..هي دي اللي تليق بولدي عاصم .. ربنا يهنيكم ويسعد قلبكم يا رب..

عاصم باندهاش: وانت عرفتي منين انها عروستي.. ايه مكشوف عنك الحجاب ولا ايه...

ابتسمت علي دعابته وقالت : لا يا ولدي .. بس عينيك فضحاك يا ابن دهب .. عبنيك العشق باين ومغضوح ..عاوز تاكل البنيه بعنيك..وكمان دي اول مره تدخل واحده ست بيتك وتعرفها عليا...ثم نظرت لسوار وسااتها ... اسمك ايه يا بنتي.؟؟؟

سوار بحب : انا سوار .. عامله ايه يا ست ام ابراهيم...

أم إبراهيم: الله اسمك حلو زيك يا بنتي... الحمد الله بخير .. ثم اقتربت منها وهمست بصوت منخفض حتي لا يسمعها عاصم ..

خالي بالك منه يا بنتي ..وحبيه وحافظي عليه وعوضيه عن اللي راح منه ..ده عاصم طيب وقلبه ابيض .. هو صحيح عصبي ومجنون حبتين بس قلبه ابيض.. وباين عليه بيحبك وانت كمان بتحبيه ...ربنا يسعدكم ويهنيكم ...

غادر عاصم وسوار المطبخ لاستكمال جولتهم في المنزل تاركين ام ابراهيم تدعو لهم بالسعاده والهناء....


صعدوا للطابق التاني حيث عرف النوم ....

عاصم وهو يشير الي عرفتين متقابلتين : دول بقي اوض آسر وسيلا انا هغيرهم بس مستني لما يبعتولي صور الديكورات عاوزنها...

سوار بعدم فهم: يبعتولك الديكورات!!! وهما عرفوا منين اصلا؟؟

عاصم بابتسامه: يا حبيبتي دي حاجات بيني وبين ولادي ..وبعدين احنا اللينك مفتوح بينا علي طول ... بنتكلم كل يوم مع بعض وبطمن عليهم وبعرف اخبارهم ..اظن يعني مفيش اب مش بيكلم ولاده ولا بيطمن عليهم ...!!

سوار بنظرات عاشقه... اقتربت منه ولفت ذراعيها حول عنقه وعانقته بقوه..انا بحبك اووي يا عاصم اووي ... ربنا يقدرني واسعدك واعوضك زي ما انت بتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تسعدني وتعوضني ... يا اجمل واحلي عوض من ربنا ليا...


لم يستوعب عاصم في باديء الامر عناقها المفاجئ.. ولكنه استوعب في ثواني...لف ذراعيه حول خصرها وضمها الي احضانه بقوه ... يريدها ان تظل بين ذراعيه وداخل احضانه العمر كله ... هنا مكانها .. حيث خلقت من ضلعه ... !!

استنشق عبيرها مغمض العينين وهمس بصوت رجولي حنون في اذنها: انا مهما قلت او عملت مش هيعبر عن اللي جوه قلبي ليكي يا سوار... انا بقيت بتنفسك يا سوار ... اوعي تبعدي عني بعد ما لقيتك ...انا من غيرك اموت يا سوار والله اموت...!!

انتفضت فزعة من حضنه ونظرت له بنظرات خائفه مزعوره ...

وضعت اصابع يدها علي فمه تمنعه من الحديث...

بعد الشر عليك يا حبيبي ..اوعي تجيب سيره الموت دي علشان خاطري... ربنا يخاليك ليا وما يحرمنيش منك ابداً يا عاصم ...

انا مقدرش ابعد عنك ولا اقدر اتخيل حياتي من غيرك ....

قبل مقدمه راسها قبله طويله مودعا ً فيها جزءً من مشاعره الجياشة داخل صدره...

تعالي بقي علشان تشوفي اوضه نومنا.. قالها وهو يغمز بطرف عينيه بمكر ثم جذبها من يدها وتوجه نجو غرفه النوم....

كانت غرفه النوم كبيره وواسعه ... كانت اشبه بالجناح الخاص..

كانت تضم غرفه النوم الاساسيه وغرفه الملابس وحمام كبير خاص بها ...وجزء كغرفه معيشه صغيره به كنبه كبيره ومقعدين وشاشه تلفاز كبيره معلقه علي الحائط....

ايه رايك يا حبيبتي .. عجبتك اوضتنا...

اومأت سوار براسها ايجاباً ..حلوه يا حبيبي ..

عاصم بمكر: طاب مش عاوزه تجربي السرير !!!

سوار بنظرات محذرة: عااااصم ...

عاصم بمكر اكبر : انا قصدي يعني تشوفي المرتبه طريه ..

ناشفه.... هتستحملنا واحنا....

وضعت كف يديها تمنعه من استكمال حديثه الوقح قائله بتحذير:

بس ..بس .. انت ايه تفكيرك وكلامك كله قليل الادب كده ...

لو ما بطلتش قله ادبك دي انا هغير رايي ومفيش جواز ... ويالله بقي علشان عاوزه اروح الوقت اتاخر ....

قالت ذلك واطلقت ساقيها للريح تجري هاربه من براثنه ... نزلت الدرج سريعاً وهو يجري خلفها وهو يهتف بوعيد....

ماشي يا سوار والله لاوريكي... قال مفيش جواز قال ده انا قتيلك...!!


بعد قليل كانوا يتجهون الى الخارج حيث سيارة عاصم المصفوفة امام البوابة الخلفية للفيلا ... قبل ان يصلوا للبوابه خلع عاصم جاكيت بدلته وألبسه لها...

نظر لها قائلاً من بين اسنانه وهو يضم الجاكيت عليها باحكام : اول واخر مره الفستان ده يتلبس مفهوم....

قالت بيأس منه: حاضر ... اي اوامر تانيه...

اشار لها بيده وهو يفتح لها باب السياره... اتفضلي ...

تحركت لتدلف الي السياره ولكن وقعت منها حقيبتها علي الارض .... كادت تنحني بجسدها لاسفل لتجلب حقيبتها .. الا ان يده منعتها ...انحني عاصم بجسده ليجلبها لها من الارض ....

استقام في وقفته ومد يده لها يعطيها حقيبتها...مدت سوار يدها تاخدها منه ...ولكن دوي صوت طلقات ناريه حولهم افزعها.... دفعها عاصم بقوه داخل السياره ....

ولكنها صرخت برعب عندما رات جسده يتهاوي علي الارض امامها وقميصه الابيض تحول الي الاحمر بسبب دماؤه....

صرخت صرخه موجوعه ..ملتاعه باسمه شقت سكون الليل حولها ...عااااااااااصممممممم....

💞💞💞

الفصل الثامن عشر.....


عاااااااصمممممم....!!!

صرختها باسمه شقت سكون الليل حولها ...

صرخت بفزع من منظره وهو ملقي امامها ارضاً مدرجًا بدماؤه!!!

صرختها خرجت ملتاعه من قلب موجوع ينزف الماً علي حبيبها ونبض قلبها ...عشقها ومالك فؤدها .....

جثت علي الارض بجانبه ...رفعت راسه ووضعتها علي قدميها ...

تتحسس جسده بايادي مرتجفه...دموعها تجري كالشلال تغرق وجهيهما معاً....تصرخ وتتحدث بشكلٍ هستيريا ً....

عااااصم ... حبيبي ... رد عليا ... انا سوار.... سوار حبيبتك

رد عليا ماتسبنيش يا عاصم ... انت قلت لي ان عمرك ما هتسيبني...


الم رهيب يفتك بذراعه ...الم خدره وخدر حواسه ... يشعر بقبضه تعتصر قلبه ...تشعره بالاختناق وان الهواء قد نفذ من رئتيه...

كالغريق وسط الماء ..يحاول التنفس ولكن الماء يحيط به و يملئ رئتيه يمنعه من النفس ومن ثم الحياة....

سمع صرختها الملتاعه باسمه... حاول جاهداً ان لا يفقد وعيه .. ان يطمئنها انه هنا ... بخير من اجلها ... لم ولن يتركها!!!!

بصعوبه رفع ذراعه ووضع كف يده علي وجنتها و قال بوهن شديد وباأنفاث لاهثة من بين جفونه التي يحارب ان يبقيها مفتوحه....

ااااناااا ..كووويييسس...قلللت....لللللكك..ماااا مااا تخاااافييييش...

طووووول...مماااا اااناااا ...ففففي...ضضضهررررك...!!

صمت لثواني يلتقط انفاثه : ععععدددددي....

ثم اغمض عينيه فاقدًا وعيه ....

صرخت تناديه وهي تهز جسده بهستيريا وتجهش بالبكاء!!!

لاااااا.... لا ما تموتش يا عاصم .... ما تسبنيش .... مش هقدر اعيش من غيرك... فوق يا حبيبي ... فتح عينيك ... علشان خاطري يا عاصم .... علشان خاطري .....


في نفس الوقت كان الحرس الخاص بعاصم وحرس الفيلا يلتفون حولهم .... تحركوا نحوهم مجرد سماعهم لصوت اطلاق النار ...

فوجئوا برب عملهم غارقًا في دماؤه ...هرعوا سريعاً لانقاذه وقد استمعوا لهمسه باسم صديقه وقائدهم ..عدي!!!

قام احد إفراد الحراسة بالإتصال بعدي وابلاغه بما حدث ... والذي صرخ فزعاً عندما علم بما حدث وتوعدهم بالهلاك علي تقصيرهم في عملهم ...

عدي هادراً: ازاي ده حصل ... وانتوا كنتوا فين .... مشغل معايا شويه بهايم ... اقسم بالله لو عاصم حصل له حاجه لاكون قاتلكم بايدي... اسمعني كويس حالا تنقلوا عاصم علي مستشفى الدكتور باسل الالفي ابن عمتي .. وانا هسبقكم علي هناك...وخالي في حراسه علي الفيلا وحراسه تتحرك علي المستشفي....؟؟


تحركت السيارات سريعًا نحو المشفي... كانت سوار تجلس علي المقعد الخلفي و تحتضن راسه داخل صدرها ... تضمه كما تضم الام طفلها الصغير ...خائفه من ان تفقده وتفقد معه حياتها ...

تنظر لملامحه الشاحبه داخل حضنها ولسانها لا يتوقف عن الدعاء والتوسل الي الله عز وجل ان يحفظه لها ولا يؤذيها فيه ....


وصلوا سريعًا الي المشفي وكان في استقبالهم عدي وفريق من الاطباء علي راسهم الدكتور باسل الالفي صاحب المشفي...

وضعوه علي السرير النقال وهرولوا سريعًا الي غرفه العمليات...

باقدام مرتعشة وخطوات متعثره كانت سوار تهرول خلفهم ...


ارتجف قلبها رعبًا عندما اختفي جسده خلف باب تلك الغرفة المخيفة... تكره المستشفيات وتكره رائحتها ... رائحتها تقبض قلبها...

سارت بخطوات مرتعشه حتي وقفت امام غرفه العمليات ..استندت بجبهتها علي الحائط منتظره خروجه ... كانت حالتها مزرية للغايه ... عينيها منتفخه من كثره البكاء ... كحلها السائل علي وجنتيها راسماً نهراً من الدموع السوداء ...دماؤه لازالت عالقه في ايديها وملطخه ثوبها....!!

ضمت سترته التي البسها لها قبل الحادث بقليل وتذكرت كلماته الغيوره والمتملكه ...

قبضت علي طرفي الستره باصابعها وضمتها الي صدرها... استنشقت رائحه عطره العالقه بها و الممزوجه برائحه جسده وكانها تضمه هو الي صدرها ....

اجهشت في بكاء مرير وارتفعت شهقاتها ... بكت وبكت كانها لم تبكي من قبل ....

اقترب منها عدي حتي وقف خلفها .. اجلي حنجرته وابتلع غصه مريره تسد حلقه وقال بصوت حزين : اهدي يا سوار ... ان شاء الله عاصم هيبقي كويس ويقوم لنا بالسلامه ....

تعالي ارتاحي انتي مش شايفه حالتك...!!

كان يقول ذلك لكي يطمئن نفسه قبل ان يطمئنها هي ... فالذي يرقد بالداخل ليس فقط صديقه ... بل اخ لم تلده امه!!!

لم تجيبه ... بل لم تسمعه من الاساس .... كل حواسها وتفكيرها وعقلها بالداخل معه...


عقارب الساعه لا تتحرك.... الوقت لا يمر... مضي اربع ساعات عليها كانهم اربع سنين ... وهي لازالت تقف مكانها بانتظاره...

بزغ نور الفجر وانقشع الظلام ... ومع ظهور اول خيط من خيوط نور الصباح ... انفتح باب غرفه العمليات وخرج منه الطبيب وعلامات الارهاق باديه علي وجهه...

هرع عدي نحوه متلهفاً لسماع خبر يطمئن به قلبه القلق ...

اقتربت منه باقدام مرتجفه لا تقوي علي حملها ... دقات قلبها الهادره تكاد تصم اذنيها .... لم تستطع النطق ... فقد تنظر له بعيون راجية ان يسمعها ما يثلج قلبها....

عدي مستفهماً بقلق : خير يا باسل طمني علي عاصم...

باسل بعمليه: الحمد الله العمليه نجحت ... قدرنا نطلع الرصاصه من كتفه .. الحمد الله انها موصلتش للعضم والا كان الوضع هيبقي اصعب ... هي اخترقت اللحم وعملت قطع جزئي في وتر الكتف....

هو نزف كتير بس الحمد الله الوضع مطمئن....

هو في الافاقة دلوقتي وبعد كده هيطلع علي غرفه عاديه ....

بس طبعاً هو واخد مسكنات ومهدئات كثيره علشان الالم ... فهو مش هيفوق غير علي الظهر ... تقدروا تطمنوا عليه وتروحوا وجودكم هنا مالوش لزوم ...حمد الله علي سلامته ...

تحرك مغادراً نحو مكتبه ولكنه استدار لعدي مره اخري قائلا :عدي عاوزك في مكتبي بعد ما تخلص ..عن اذنكم ...


خارت قواها واقدامها لم تعد تحملها.. ترنحت في وقفتها وكادت تسقط ارضاً من شده التوتر والضغط العصبي الذي عاشته في السويعات السابقه ...

امسكها عدي من ذراعها واجلسها علي احد المقاعد ..سالها بقلق : سوار انت كويسه !!!سالت الدموع من عينيها فرحاً بسلامته ورجوعه لها كانت تضحك وتبكي في آن واحد وهي تردد : الحمد الله .. الحمد الله...عاصم عايش يا عدي ..عاصم عايش...

.........

بعد قليل كانت تجلس علي مقعد بجانب الفراش الذي ينام عليه عاصم ... تطلع اليه بقلب يعتصر الماً وهي تراه ساكن بلا حرالك !!!!!

مغمض العينين ...شاحب الوجه...كتفه وذراعه ملفوفه بالشاش الابيض وذراعه محموله علي حامل معلق حول عنقه...وكف يده الاخري موصول بها انبوب المحلول المغذي....

لم تمتلك القدره للسيطرة علي دموعها ...كانت تبكي بحرقه كلما تتخيل انها كانت علي وشك ان تفقده ...تفقده بعد ان وجدته وعشقته..وجدت الحنان والاحتواء والامان ...

الامان الذي غادرها وحل محله الرعب والفزع بمجرد سقوطه غارقاً في دماؤه بين احضانها...


حمحم عدي محدثها بهدوء: سوار ممكن تروحي ترتاحي وتغيري هدومك وتبقي تيجي تاني ...الدكتور قال انه مش هيفوق قبل الظهر

السواق تحت هيوصلك وهيرجعك تاني...

رفضت نافيه حديثه ونظراتها مثبته على عاصم: انا مش هتحرك من هنا من غير عاصم... زي ما جينا هنا سوا هنروح سوا...

انا بس عاوزه شنطتي وتليفوني هما وقعوا مني قدام العربيه ساعه الحادثه ومش عارفه هما فين!!!

تمام انا هتصرف ...انا هروح اشوف الدكتور وارجع لك تاني....

........


دلف عدي الي مكتب الدكتور باسل وابن عمته ... خير يا باسل!!

اشار له باسل بالجلوس امامه ...خلع نظارته الطبيه وتحدث بجديه: شوف يا عدي احنا قبل ما نكون قرايب ... احنا اصحاب واكتر من الاخوات وعاصم كمان انا بحبه وبحترمه... وعلشان كده وعلشان مصلحه عاصم انا لازم ابلغ البوليس...

عاصم شخصيه معروفه وجاي مضروب بالنار ولو اتعرف انه في المستشفي هنا وانا مبلغتش انا اللي هتأذي....

قاطعه عدي رافضاً بشده:مش هيحصل يا باسل ... انا مقدرش اخد قرار زي ده من غير عاصم ومفيش حاجه هتحصل الا لما عاصم يفوق واطمن عليه..ده غير اني عارف ومتاكد ان عاصم مش هيبلغ ....

باسل باستنكار: يعني ايه مش هيبلغ!!!!

عدي موضحاً: يعني مش هيبلغ ... عاصم مالوش اعداء ودي حاجه اول مره تحصل ان حد يضرب عليه نار ...

ده غير انه لو بلغ والموضوع وصل لاهله في الصعيد الدنيا هتقوم ومش هتقعد ومش بعيد الموضوع يتحول لتار !!!!

دول صعايده وعاصم عيلته كبيره وهو ابن كبيرهم وكبير البلد .. يعني مش هيسكتوا... فالاحسن اننا نستني لما عاصم يفوق ونشوفه هيتصرف ازاي ولحد ما عاصم يفوق انا بقولهالك تاني يا باسل مش هناخد اي اجراء.. وياريت انت كمان تاكد علي الناس بتوعك في المستشفي ان مفيش حد دخل هنا باسم عاصم ابوهيبه لان لو ده حصل عاصم مش هيعديها علي خير ....

اومأ باسل براسه موافقاً علي كلام عدي مضطراً حتي لا يتسبب في مشاكل لعاصم ..مؤجلًا قرارته في انتظار رأي عاصم النهائي!!؟؟

اسيبك بقي واروح اطمن علي عاصم ... قالها عدي وهو يتوجه للاطمئنان على صديقه.....

..........

طرق عدي علي باب غرفه عاصم ثم ولج الي الداخل بعد ان آذنت له سوار بالدخول ....

نظر الي عاصم الغافي وسألها مستفسرا عن حالته: اخباره ايه لسه ما فقش؟؟؟

اجابته و تتنهد بحزن: لا زي ما هو....

تقدم منها عدي واعطاها حقيبتها وهاتفها... اتفضلي حاجتك اهيه كانت في العربيه مع السواق ومعاهم تليفون عاصم .. ودي ساعته ومحفظته اللي كانوا معاه سلموهم لي بعد العمليه خاليهم معاكي..

شكراًيا عدي تعبتك معايا...

متقوليش كده يا سوار انت ما تعرفيش عاصم بالنسبه لي ايه... ده اخويا وصاحبي وعشره عمري ..ربنا يطمنا عليه ..

ثم اضاف بالحاح: وتاني يا سوار تقدري تروحي تغيري وتريحي شويه وتيجي.. انت مش شايفه حالتك عامله ازاي ...

ردت بزهق وعصبيه: ارجوك يا عدي بلاش تضغط عليا اكتر من كده ... قلت مش همشي من غيره!!!

اومأ برأسه قائلاً: اللي يريحك .. انا علي العموم هستني باره قدام الاوضه لو عاوزه حاجه انا موجود...

.........


ما ان غادر عدي حتي اقتربت من عاصم وطبعت قبله حانيه مطوله علي جبينه اودعته فيها كل عشقها وقلقها عليه ....

القت نظره علي هاتفها الذي قارب شحنه علي النفاذ ...تنهدت بارتياح عندما لم تجد اتصال من اولادها او شقيقها ....

وضعت هاتفها وهاتف عاصم جانباً وتحسست باناملها ساعته الفضيه الكبيره ومحفظته الجلديه... طبعت قبله فوقهم وضمتهم نحو صدرها وكانها تضمه هو ... وضعتهم بجانب الهواتف فوق الكومود الملاصق لفراشه ....

قامت وتحركت نحو المرحاض الملحق بالغرفه... نظرت في المرأه امامها .. هالها مظهرها المذري!!!

فتحت صنبور المياه وغسلت يديها الملطخه بدماؤه وكذلك وجهها... اختلطت المياه بدموعها التي لا تتوقف... كتمت شهقاتها وجلست علي الارضية البارده تبكي لفتره طويله حتي اخرجت كل ما في قلبها ... قامت وغسلت وجهها اكثر من مره بالمياه البارده حتي تهدأ...


خرجت من المرحاض وجلست علي المقعد بجانبه ... اقتربت منه ومدت يدها تتلمس يده الموصولة بانبوب المحلول ... اقتربت بشفتيها من يده وقبلتها بحنو وحاولت ان لا تبكي ... الا ان دموعها لا تتوقف من النزول فوق وجنتيها ... قبلت يده واصابعه قبل صغيره متفرقه ثم اسندت راسها علي طرف الفراش وهي متمسكه بيده ...

اغمضت عينيها وهي تطمئن قلبها بانه بخير وان كل ما مرت به مجرد كابوس مفزع وعندما تستيقظ سيكون كل شيء كما كان ..ثم غفت بعدها وذهبت في سبات عميق....

.......

مع انتصاف النهار بدأ عاصم في الاستيقاظ... فتح عينيه بتعب واغمضها اكثر من مره يحاول ان يفوق ولكن جفونه تغلق دون ارادته... !!! يشعر بصداع رهيب يشطر رأسه لنصفين.. وكتفه وذراعه لا يشعر بهم...

وفي حاله الوعي والاوعي الذي يعيشها ... مرت صور في مخيلته عن الحادث!!!

سوار...عيد ميلاد.. رقص ... سوار ... سيارته... دراجه بخاريه .. طلقات رصاص..!!!

وفجأة فتح عينيه علي وسعها وهو ينطق باسمها مذعوراً من ان يكون اصابها مكروه...: سواااار !!!!

ولكن خرج صوته ضعيف متألم...

داربعينيه في ارجاء الغرفه حوله .... وجد نفسه في مكان لا يعرفه ... حاول النهوض ولكن الم ذراعه منعه من الحركه.... حاول تحريك يده الاخري ولكن وجد يد ممسكه بيده.!!!

يد يعرفها ويعرف ملمسها ...

حرك راسه ناحيتها فرأها نائمه بنصف جسدها علي طرف الفراش وهي ممسكه بيده..

تنهد بارتباح عندما وجدها غافيه بجانبه ... تطلع عليها وهي نائمه بهدوء .وشعرها الاسود الطويل مغطي جانب وجهها حاجباً عنه رؤيه ملامحها بوضوح....

سحب يده الحره بهدوء من تحت يدها بعد ارتخاء قبضتها علي يده...

ازاح شعرها للخلف ووضع كف يده علي وجنتها يتحسسها بهدوء

وكانها شعرت به فحركت راسها تحت يده مستمتعه بملمس يده الخشنه علي وجنتها...

ابتسامه هادئة زينت ثغره علي فعلتها ... نداها بصوته المتعب وهو يربط برفق علي وجنتها ...

سوار.. حبيبي ... سوار ...!!


اخترقت نبرته الضعيفة غياهب عقلها فنبهنا..ولكنها لم تستيقظ ظنًا منها انها تحلم به ...ولكن مع ندائه الثاني الي جانب لمسته علي وجنتها جعلها تفتح عينها علي الفور....

تقابلت عيناهم معاً في لقاء دام لثواني !!! هو بنظرات مبتسمه هادئة متعبه .. وهي بنظرات شاخصه غير مدركه...!!

ثواني وانتفضت ثوار من جلستها الغير مريحه عندما ادركت انها لاتحلم وان عاصم قد فاق وينظر اليها بعينيه التي تعشقها...

امسكت بيده الحره بين يديها وقالت بايتسامه سعيده لعودته لها مره اخري.

عاصم حبيبي... حمد الله علي سلامتك ... انت كويس...!!

بادلها بابتسامه اكثر سعاده وتحدث بوهن ...

انا كويس يا حبيبتي الحمد الله ... ثم صمت لثواني لالتقاط انفاسه مقاوماً الم راسه وكتفه ...

المهم انت كويسه حصل لك حاجه طمنيني عليكي ....

سالت دموعها رغماً عنها وردت من بين شهقاتها... انا كويسه يا حبيبي .. المهم انك بخير... اناااا ... انااااا....

ولم تكمل كلامها من شده البكاء ...

دموعها تقتله ... ترهق رجولته ...تشعره بالعجز وتصيبه بالضيق !!!

ضعط عاصم علي كف يدها بقوه وحدثها برقه: بطلي عياط علشان خاطري... دموعك غاليه عليا...مش عاوز اشوفها حتي لو علشاني..

نظرت له وهي لازات تبكي: غصب عني مش قادره...

تعالي... قالها وهو يجذبها من يدها يشدها نحوه ...تحرك بجسده جانباً ليفسح المجال لها لتجلس بجواره ...فتح لها ذراعه الحر لتندس داخل حضنه....!!

بدون تردد ارتمت داخل حضنه وكانها كانت تنتظر ذلك الامر منه!!!وضعت راسها علي صدره العاري وحاوطت خصره بيدها

ضمت نفسها بقوه داخل احضانه تشعر بالدفئ والامان الذي افتقدته في بعده عنها....

اخذ يربط علي راسها بحنو محاولاً طمئنتها وتهدئة اعصابها ...

هششش... خلاص بقي انا كويس اهو قدامك...وبعدين ميت مره قلت لك ماتخافيش طول ما انا جنبك وفي ضهرك ..مش عاوزه تصدقي كلامي ليه...

ابتلعت غصتها وتحدثت بدموع: غصب عني خفت عليك ...خفت اخسرك بعد ما لقيتك ..مش هقدر اتحمل خسارتك يا عاصم مش هقدر... انا بحبك ..بحبك اوووي...


تضخم قلبه من اعترافها .. استطاعت بكلمات بسيطه ان تثير مشاعره كما ان قربها منه لهذا الحد وملامسه يدها لصدره العاري وانفاسها الساخنه التي تضرب جانب عنقه لا تساعده ابداً ..

تجعله يفكر في اشياء غير بريئه بالمره رغم تعبه والالم الذي يشعر به الا انه لا يقارن بحاله قلبه وجسده الذي يطالب بها والان!!!

اخذ نفس عميق زفره علي مهل يهدأ به من ثوران مشاعره وقال بضيق زائف :يعني انت اختارتي الوقت اللي انا متنيل علي عيني فيه دراعي مربوط ولسه خارج من عمليه وتقولي الكلام الحلو ده !!!

ضحكت علي طريقته وقالت بمشاكسه : الله مش بقول الحقيقه وبعدين هتفرق ايه ذراعك مربوط ولامفكوك...

رد بمكر وهو يرفع وجهها بانامله ينظر داخل عينيها : لا هو من ناحيه هيفرق فهو هيفرق كتيييير.. بس انت عارفه انا مش بيهمني حاجه...

كانت وجوههم قريبة جدا تكاد انوفهم ان تتلامس ..نقل نظراته بين عينيها وشفتيها المرتعشه والمنفرجه قليلا باغراء الهب حواسه ..

ثم التهم شفتيها بقبلة رقيقه حانيه يمتص فيها خوفها وقلقها ....

ولكنها تحولت لقبله قويه جامحه ومتطلبه عندما وجدها تبادله قبلته بقوه وكانها تثبت لنفسها انه حقيقه وبين يديها ....

فصل القبله بعد فتره وهو يلهث ويتنفس بصوت مرتفع من شده ارهاقه ...

اسند جبينه علي جبينها مغمض العين وتحدث بلهاث : بعشقك ...

بعشقك يا سوار...

حالها لم يكن افضل من حاله واجابته بهمس وهي مغمضه العين وجسدها يرتجف من فرط مشاعرها: ربنا ما يحرمني منك ابداً يا حبيبي...


صوت طرقات علي الباب اخرجتهم من لحظتهم الرومانسيه... قالت بخجل شديد وهي تبتعد عنه محرجه من وضعها داخل احضانه : ده اكيد عدي

ابتسم علي خجلها ولكن توحشت نظراته عندما لمح العنه التي لازالت ترتديها من الامس...

سالها بنبره صوت مرعبه رغم هدؤها وهو يشير الي ما ترتديه:

انتي عدي شافك بالمنظر ده !!!

ثم اشتعلت نظراته واحتد صوته اكثر عندما انتبه انهم بالمشفي ومؤكد ان جميع من بالمشفي رأها بهذه اللعنه!!!

ده مش عدي بس دي المستشفى كلها اتفرجت عليكي.. انتي ازاي مروحتيش...ازاي ما....

قاطعته بسرعه وهي تقترب منه وتنظر داخل عينيه بحب: غصب عني يا حبيبي مقدرتش امشي واسيبك ..مقدرتش امشي وانت مش معايا..

تعالت الطرقات مره اخري علي الباب...

هدء غضبه بفعل كلماتها وكانها القت عليه سحراً خاص .. الا ان ملامحه ظلت علي عبوسها..

تقعدي مكانك علي الكرسي ما تتحركيش لحد ما نشوف مين اللي علي الباب...

اومأت برأسها موافقه وهي تجلس علي المقعد مثلما اراد بعد ان سمحت للطارق بالدخول...

دلف عدي بخطوات واسعه ما ان لمح عاصم مستيقظ...

عانقه بحذر وهو يربط علي ذراعه السليم باخوه : حمد الله علي سلاماك يا عاصم ...حمد الله علي سلامتك يا صاحبي...

عاصم بابتسامه ممتنه: الله يسلمك تسلم يا عدي ...ثم ساله هو ينظر له نظره ذات مغذي : ايه الاخبار ؟؟؟ طمني!!

فهم عليه عدي واجابه بثقه: اطمن كله تمام ... انا ظبطت الدنيا وكله تحت السيطره...

طرقات علي باب الغرفة قطعت استرسالهم في الحديث تبعها دخول

الدكتور باسل.....

باسل بابتسامه: حمد الله علي سلامتك يا عاصم عامل ايه دلوقتي..

الله يسلمك يا باسم الحمد الله كويس...

ثم قام باسل ببعض الفحوصات والتغيير علي الجرح وعلم سوار كيفيه تغيير ضمادات الجرح....

وبعد مناقشات طويلة بين باسل وعاصم اضطر باسل للرضوخ لكلام عاصم وكتب له علي خروج من المشفي علي مسؤليته...

..........

بعد فتره كان عاصم يجلس بجانب سوار في سيارته في المقعد الخلفي وعدي يجلس في الامام بجانب السائق وخلفهم سيارتين من الحراسة متجهين لمنزل سوار.....

اقترب عاصم من سوار المنزعجة منه والتي تنظر جانبها من نافذة السياره دون ان تعطيه ادني اهتمام ...

حدثها بهمس: حبيبي هيفضل زعلان مني ومش عاوز يكلمني ...

ده انا حتي تعبان ولسه خارج من المستشفى...اهون عليكي طيب..ده انا عاصم حبيبك...

التفتت تنظر اليه بعبوس قائله: ايوه هفضل زعلانه ومش هكلمك علشان انت دماغك ناشفه ومش بتسمع الكلام...صممت انك تروح وانت المفروض تفضل في المستشفي وغير كده مروحني علي البيت ومش عاوزني اجي معاك علشان اطمن عليك واخد بالي منك....

انهت كلامها وهي تعقد يديها فوق صدرها وتزم شفتيها بغيظ منه...

طالعها بنظرات تنطق عشقاً وتحدث وهو مسبلا عينيه: علي فكره بتبقي حلوه اوي وانت متعصبه... انا كده هخاليكي تتعصبي علي طول علشان ساعتها اصالحك من شغايفك الحلوه المضمومه دي...

شهقت بخجل من كلماته ونظرت نحو عدي تري ان كان قد سمع حديثه الوقح ام لا....

اصطنعت الضيق وظلت علي عبوس وجهها لتداري خجلها من تلميحاته وقالت محذره وهي تشير له باصبعها ...

عاصم ... اتلم وبطل كلامك ده مش هتضحك عليا... انا زعلانه منك ومش هغير رأيي!!!؟

تنهد بارهاق: يا حبيبتي افهميني انا هروح هاخد شاور وهنام علي طول وانتي كمان لازم ترتاحي انتي من امبارح وانت صاحيه..

وكمان علشان تاخدي شاور وتغيري هدومك تقلعي الفستان الزفت ده....

ثم اقترب منها اكتر وتحدث بمكر : الا بقي لو انتي عاوزه تحميني بنفسك وتاخدي شاور معايا ... لو كده فانا موافق وموافق اوووي كمان ..ولو علي هدومك فاناااا...ثم نظر لجسدها وتحدث غامزا ً بطرف عينيه: هديكي قميص من قمصاني تلبسيه.. ده هيبقي نار عليكي...-/

غرقت في خجلها واتسعت حدقتيها في ذهول من وقاحته ...

لكزته في خصره بكوعها وهي تتحاشي النظر لعينيه الماكره...

بطل قله الادب بتاعتك دي انا مش هتكلم معاك تاني وبعدين مين قال اني عاوزه اروح معاك ... انت اظاهر بقي بيتهيألك حاجات غريبه واضح ان ده تاثير العمليه....

تعالت ضحكته الرجوليه علي خجلها حاوطها بذراعه السليم وطبع قبله مطوله علي راسها وهو يضمها لاحضانه.. بحبك يا مجنونه!!!


وصلت السيارات امام فيلا الناجي... حدثها عاصم بجديه شديده قبل ان يتركها: سوار يا حبيبتي خالي بالم من نفسك واتاكدي ان كل الابواب والشبابيك بتوع الفيلا مقفولين وشغلي كاميرات المراقبة واقفلي الباب بالمفتاح وما تفتحيش لاي حد...

وفي حراسه هتكون موجوده علي الفيلا ولو احتاجتي لحاجه كلميني وانا هخالي حد من الحرس يجيب لك اللي انت عاوزاه ...

والصبح ان شاء الله العربيه بالسواق هتكون عندك علشلن تجيبك عندي.. اتفقنا//

حاضر يا عاصم بس ليه كل ده انت شاكك في حاجه انت كده بتقلقني...

لا يا حبيبتي مفيش حاجة بس ده زياده اطمئنان علشان انت لوحدك في الفيلا وعلشان اكون مطمن عليكي .. ده غير اني لسه مش عارف مين اللي عمل كده ولازم احرص واخد بالي..علشان خاطري بس ريحيني واسمعي الكلام....

اومأت براسها موافقه.. حاضر يا حبيبي هعمل اللي يريحك...

ربنا يخاليكي ليا يا حبيتي..خالي بالك من نفسك // قالها وهو يطبع قبله علي كف يدها...

ترجلت من السياره واتجهت لبوابه منزلها...وظل هو يتابعها بنظراته حتي اختفت عن انظاره ودلفت للداخل واطمأن عليها وتاكد من وجود الحرس امام الفيلا بعد ان اعطي لهم تعليماته واوامره .


.......

وصل عاصم الي منزله ودلف الي الداخل متكا ً علي ذراع عدي..

كانت ام ابراهيم في استقباله ...ضمته الي صدرها تربط علي كتفه بحنو فهي من ربته وتعتبره ولدها .. تحدثت بعاطفه ام قلقه علي ولدها: ولدي حبيبي حمد الله علي سلامتك يا ضي عيني .. طمني عليك يا نور عيني انت بخير...

بادلها عاصم العناق وطمئنها عليه: انا بخير وزي الحصان قدامك اهو اطمني انتي بس..

صار نحو احد الأرائك في بهو المنزل وجلس عليها لكي يرتاح قليلاً ثم سالها مستفسراً: حد عرف حاجه عن اللي حصل.. الحج او الحاجه في البلد عرفوا حاجه...

نفت سريعاً: لا يا ولدي محدش عرف حاجه .، انا مكلمتش حد ولا حد كلمني...بس هو ايه اللي في دراعك ده؟؟

تمام ..علشان انا مش عاوزهم يعرفوا ويقلقوا خصوصًا اليومين دول هما مشغولين في فرح عاليا ...

اما بقي دراعي فانا وقعت من علي الحصان ودراعي اتكسر!!!!

قالها وهو ينظر لها بمعني ان هذا ما حدث ليس الا وان لا تتحدث في هذا الموضوع مره اخري...

بس يا ولدي....

رفع بده منهيًا الحوار: لا بس ولا غيره ... انا داخل المكتب انا وعدي عاوز فنجان قهوه علشان دماغي هتتفرتك من الصداع..

يالله يا عدي...

قالها وهو يدلف الي غرفه مكتبه ناهيًا اي حوار حول الحادث.. تاركاً عدي وام ابراهيم خلفه يطالعونه بنظرات يأسه من راسه اليابس وطبعه العنيد.....


جلس مع عدي داخل مكتبه يشاهدون محتوي كاميرات المراقبة بعد ان قاموا بتفريغها ومحاوله الوصول لهويه الشخص الذي اطلق عليه الرصاص....

تحدث عدي باحباط: اووووف موصلناش لحاجه .. الموتوسيكل من غير ارقام واللي سايق واللي ضرب النار مغطيين وشهم مش باين منهم حاجه ده غير انهم ظهروا فجأة وكانهم عارفين انك خارج في الوقت ده....

عاصم بتفكير: قصدك انهم عيال مدربه كويس!!!

مش عارف يا عاصم .. بس الواد اللي ضرب النار مش مدرب لانه كان بيضرب نار وخلاص مش بينشن علي هدف محدد وده بان لما انت وطيت علشان تجيب الشنطه من علي الارض ايده اتهزت والطلقه جت في كتفك...

عاصم : يعني ممكن يكونوا عيال عاوزه تسرق وكانوا عاوزين يثبتونا وياخدوا العربيه او اي حاجه من اللي بنسمع عنها ..خصوصاً وان الشارع هنا هادي بس لما لقوا ان في حراسه هربوا...

عدي: انا شايف ان هو ده التفسير المنطقي اصل ده اول مره تحصل انت مالكش اي عداوه مع حد ..انت مش من رجال الاعمال اللي في بينهم وبين منافسينهم حرب علشان يصلطوا حد عليك علشان يقتلك...

عمومًا الفتره اللي جايه هتبان لو الحوار ده اتكرر تاني واحنا زودنا الحراسه علي البيت والشركه وعلي سوار ....

اوماأ عاصم موافقاً بالرغم من عدم اقتناعه بكلام عدي الا انه اضطر الموافقة عليه مؤقتاً فليس لديه اي دليل واضح يثبت عكس كلامه ...

عندك حق كله هيبان مع الوقت....

.........

بعد ساعه كان ينام علي فراشه .. فبعد رحيل عدي صعد الي غرفته واخذ حمام دافئ ليرخي اعصاب جسده المتشنجه....

أسند ظهره علي ظهر الفراش خلفه وهو يمسك بهاتفه يطلب سوار....وضع الهاتف علي اذنه يستمع لرنينه حتي آتاه صوتها الناعم وهو تنطق اسمه برقه شديده اذابته..

سوار: عاصم ..لسه كنت بجيب التليفون علشان اكلمك .. طمني عليك يا حبيبي عامل ايه دلوقتي احسن...

عاصم بإبتسامه عاشقه: وحشتيني .. وحشتيني اوي اوي يا قلب عاصم من جوه...

عضت علي شفتيها بخجل ودقات قلبها تهدر داخل صدرها ..

وانت كمان وحشتني اوي..

عاصم : سوار انا خلاص تعبت من بعدك عني مش قادر استحمل اكثر من كده .. انا محتاج لك جنبي عاوز انام وانتي في حضني عاوز ابقي مطمن عليكي مش عاوز اعيش في قلق وانت بعيد عني

سوار بقلق: مالك يا عاصم انت عرفت حاجه عن اللي ضرب نار عليك علشان كده قلقان...

عاصم : لا مش كده .اصلا الي عمل كده شكلهم حراميه وكانوا عاوزين يسرقوا فضربوا نار علشان يخوفونا بس لما لقوا الحراسه هربوا..اطمني مفيش حاجه انا بس عاوزك معايا مش قادر ابعد عنك اكتر من كده...

سوار بعد ان اطمئنت من كلامه: وانا كمان يا عاصم عاوزه ابقي معاك علي طول ..انت خاليتني احبك واتعلق بيك بطريقه غريبة قدرت تحتلني وتملك قلبي بكل سهولة..انت بقيت كل حياتي يا عاصم .. ربنا يخاليك ليا...

تنهيده حارقه خرجت من صدره لا تعبر عن النار المستعره داخل قلبه وجسده : طاب انا اعمل ايه دلوقتي بعد الكلام الحلو ده ... انت بتتعمدي تقولي كده وانتي مش قدامي صح../

ضحكت وهمست بدلال : احسن علشان قلت لك اروح معاك وانت رفضت علي الاقل كنت هقولك الكلام ده في وشك مش في التليفون

عاصم بغيظ: انت بتردهالي يعني ماشي خلاص ربع ساعه وهكون قدامك وانت تفوليلي كل اللي في نفسك وانا كمان اعمل اللي في نفسي لما اسمع منك الكلام ده...

سوار بخضة: اعقل يا مجنون تيجي فين وانت تعبان.. خلاص هسكت ومش هقولك حاجه واوعدك لما اجي لك الصبح هقولك اللي انت عاوزه...

عاصم بشك: يا سلام انتي بتسكتيني بس لكن انتي مش هتعملي حاجه لما تبقي قدامي....

سوار وهي تهاوده حتي لا يتهور: وحياتك عندي هعمل لك اي حاجه انت هتقول عليها ..

عاصم بمكر:اي حاجه ..اي حاجه

سوار وقد فهمت مغذي كلامه: اه اي حاجه بس من غير قله الادب بتاعتك ...

ضحك عاصم بصخب علي جملتها وظلوا طوال الليل يتحدثون وتواعدوا علي اللقاء غدا واستمروا في حديثهم الذي لا يخلوا من غزل عاصم الوقح حتي غلبهم النوم .....

.......

انتهي الفصل...

قراءة ممتعه...: عرض أقل


الفصل التاسع عشر .....


مضي أسبوع وسوار لا تفارق عاصم تهتم به وترعاه تقضي اليوم برفقته تذهب اليه قبل استيقاذه وتتركه ليلاً لتعود لمنزلها وبعدها يظلوا يتحدثون في الهاتف حتي يغفوا ..وساعدها علي ذلك سفر شقيقها واسرته واولادها ....


كانوا في غرفه المكتب يراجعون بعض الاعمال نظراً لعدم ذهابهم الي الشركه منذ الحادث واسند عاصم مهمه اداره الشركه لعدي ومتابعته له من المنزل.../

سوار : كفايه شغل بقي يا عاصم انت من ساعه الفطار وانت قاعد بتشتغل ودلوقتي لازم تتغدي علشان تاخد الدواء...

عاصم وهو يعمل علي حاسوبه الشخصي دون ان يرفع راسه لها: حاضر يا حبيبتي هبعت الميل ده وافضي لك علي طول...

سوار بتذمر وهي تتوجه ناحيته وتغلق الحاسوب: لا معلش سمعت الكلام ده من ساعتين خلاص اسمع الكلام بقي...


كان يجلس علي كرسيه خلف مكتبه وهي تقف بجانبه تميل بجسدها للامام لتغلق الحاسوب.. كانت قريبه منه للغايه ورائحتها العطره اخترقت انفه فالهبت حواسه واشعلت نيران شوقه لها ....

وضع يده علي خصرها وبحركه سريعه جذبها اليه فاسقطها جالسه علي قدميه داخل احضانه!!!!

شهقت مجفله من حركته السريعه: انت اتجننت يا عاصم ازاي تعمل كده ....اوعي سيبني خاليني اقوم احسن حد يدخل هيقول علينا ايه...

شددت من قبضته علي خصرها ليقيد حركتها ونظر داخل عينيها متحدثاً بعشق وتملك: طول ما انتي بتقوليلي عاصم كده يبقي تستحملي اللي هيحصلك... وبعدين انتي مكانك هنا في حضني وبين ايديا ومحدش يقدر يمنعني من اني اعمل كده ولا حتي انتي...

نظرت له بغيظ وقالت: ياسلام ايه الثقه اللي انت فيها دي يعني ايه محدش يقدر يمنعك ولا حتي انا افرض ام ابراهيم ولا عدي دخلوا علينا هتقول ايه ...

عاصم بثقه: تحبي انادي علي ام ابراهيم علشان تعرفي هعمل ايه..ده لو ابويا الحج سليم ابو هيبه بذات نفسه دخل علينا برضه مش هتخرجك بره حضني..

نظرت له وتحدثت بيأس من عناده :انا عارفه اني مش هاخد منك لاحق ولا باطل انت هتعمل اللي في دماغك وبس...

عاصم وهو يضمها لصدره اكثر : كويس انك عارفه كفايه بقي رغي في كلام مالوش لازمه خالينا في المهم ...

اممممم وايه بقي المهم ....

ده المهم ... قالها وهو يلتهم شفتيها في قبله جامحه مشتاقه بعثرث كيانها...وضعت يدها علي صدره تسند نفسها حتي لا تنهار داخل احضانه من اثر قبلته...

فصل القبله بعد فتره بعدما شعر باختناقها..أسند جبينه علي جبينها وتحدث بأنفاس لاهثه: بعشقك يا سوار ومش قادر علي بعدك اكتر من كده ... ثم زاد من ضمه لها داخل صدره بقوه وتملك: انتي بتاعتي انا ملكي انا انتي اللي حركتي قلبي وخالتيه ينبض تاني علشانك انتي وبس....

كانت ترتجف داخل احضانه من فرط مشاعرها ...صوته وكلماته ورائحه عطره كل هذه الاشياء لا تساعدها اطلاقاً علي استعاده انفاسها المسلوبه... لو خيروها بين الموت داخل احضانه والحياه بعيد عنه ستخنار الموت داخل احضانه بنفس اكثر من راضيه فعاصم اصبح الحياه بالنسبه لها .....


قطع استرساله في الحديث صوت احد الحراس من امام مدخل الفيلا يحدثه علي جهاز اللاسلكي ...

الحارس: عاصم باشا في واحد عاوز يقابل سعادتك اسمه هشام الناجي....

تبادل عاصم الي سوار باستغراب من زياره شقيقها الغريبه ثم اجاب الحارس بحزم: خاليه يدخل بسرعه طبعاً واي وقت يجي هنا يدخل من غير استئذان..

الحارس باحترام : تحت امرك يا باشا..


انتفضت سوار فزعه من داخل احضانه .. ابتعدت عن المكتب ووقفت في وسط الغرفه تهندم ملابسها وتعدل شعرها .. يا لهوي هشام هيطين عيشتي لما يشوفني وبعدين هو رجع امتي من السفر ده انل بكلمهم كل يوم ومقالش انه راجع انهارده....

نظر لها عاصم باستغراب : انت مالك مرتبكه كده ليه وايه يطين عيشتك دي انتي ناسيه انك مديره مكتبي يعني طبيعي وجودك معايا في اي مكان...وبعدين قوليلي هو هشام بيضايقك او بيعاملك بطريقه مش كويسه...

نفت سوار برأسها رافضة حديثه عن شقيقها: لا طبعاً هشام عمره ما عاملني بطريقه مش كويسة بالعكس طول عمره طيب وحنين بس انا مش هاىزه يضايق مني لمًا يلاقيني معاك في البيت...


صوت طرق علي باب غرفه المكتب منعهم من الحديث...

صاح عاصم بصوت قوي وهو يعتدل في جلسته خلف مكتبه: ادخل.

دلف هشام الي مكتب عاصم وعلي وجهه ابتسامه واسعه سرعان ما تلاشت عندما لمح سوار جالسه علي اخد المقاعد اماما مكتب عاصم....

سالها مستغرباً وجودها في منزل عاصم : سوار بتعملي ايه هنا؟؟؟

كادت ان تجيبه ولكن صوت عاصم القوي من خلفها جعلها تلتزم الصمت مجبره ...

عاصم بابتسامه مرحبًا: اهلا وسهلاً اتفضل يا هشام بيه نورت بيتي المتواضع..قالها وهو يشير له بالجلوس علي المقعد المقابل لسوار ....

ثم اضاف بعد جلوسه خلف مكتبه: يا تري ايه سبب الزياره السعيده دي؟؟؟

بادله هشام التحيه وهو لايزال علي ملامحه الجامده : اهلا بيك يا عاصم بيه ...حمد الله علي سلامتك

نظر هشام لسوار المخفضه راسها وتفرك يديها بتوتر واضاف : بصراحه انا لسه راجع انها ده من السفر وقلت اول حاجه لازم اعملها اني آجي اطمن عليك بعد ما سوار قالت لي انك وقعت من علي الحصان ودراعك اتكسر....

فعديت عليك في الشركه بس عرفت انك مش بتروح !!!

ثم نظر الي سوار وهو يرمقها بنظرات مشتعله واضاف: بس سوار مقالتش انك من يوم الحادثه مروحتش الشركه لا انت ولا هي !!!

نظرت له سوار بارتباك وقالت بتلعثم: ماااا ما هو عاصم قصدي عاصم بيه من ساعه الحادثه والدكتور آمره بالراحه وانه ما يجهدش نفسه فعلشان كده مش بيروح الشركه...

طاب وانت؟؟ سالها هشام بحده!!!

اجفلت سوار من سؤاله وكادت ان تجيبه الا ان عاصم قاطعه بقوه وهو يكتم غيظه منه: في ايه يا هشام مالك داخل سخن كده ليه!!!

ويعدين طبيعي ان سوار تكون معايا في اي مكان اكون فيه لانها مديره مكتبي وبما اني مش بروح الشركه وبشتغل من البيت فالطبيعي آنها هتكون معايا هنا ...

رد هشام بحده: وهي مقالتش ليه انها بتشتغل معاك من البيت وانا لما بكلمها بتقول انها في الشغل...

عاصم بمكر: طاب ما هي في الشغل امال هي فين ..ثم نظر له رافعًا حاجبه الايسر بتحدي: ولا انت مش واثق فيه ومش مآمن علي سوار معايا ...


شعر هشام بالاحراج منه ورد نافياً : لا طبعا يا عاصم انت عارف ان انا بثق فيك والا ما كنتش وافقت علي شغلها معاك من الاول ..

كل ما في الموضوع اني استغربت لما عرفت انكم مش بتروحوا الشركه واني جيت ولاقيتها معاك هنا في البيت..

انت عارف سوار ام لطفلين ومطلقه والناس كلامها ما بيرحمش لما يشوفوها كل يوم داخله خارجه عندك في البيت هيقولوا ايه وانا في الاول وفي الاخر يهمني اختي وسمعتها...


تحدث عاصم بثقه : محدش يقدر يتكلم ولا يجيب سيره حرم عاصم ابو هيبه علي لسانه واللي يفكر بس انه يتكلم يبقي هو الجاني علي روحه...

وان شاء الله قريب اوي سوار هتبقي في بيتي .. اخلص بس من فرح عاليا وبعدها علي طول هاجي انا والحج سليم نطلب ايد سوار منك...

ثم مد يده وفتح احد ادراج مكتبه واخرج منها ظرف كبير ووضعه امام هشام: اتفضل دي تذاكر الطياره الحج سليم حجز لكم معايا علشان نسافر الصعيد سوا علشان تحضروا فرح عاليا اختي بعد اسبوع ان شاء الله..


انتفض قلب سوار داخل صدرها وتظرت له وعلي وجهها ابتسامه عاشقه وفاض قلبها عشقاً لهذا الرجل المهيب الذي تملك قلبها وتربع علي عرشه ليتها قابلته من زمان ..ليته هو اول رجل في حياتها ..

يا ليت كان لها قلبين لتعشقه عشقاً فوق عشقها له لتوفيه حقه...


تحدث هشام يلومه: ليه بس كده يا عاصم الحج سليم بيكلف نفسه اوي هو انا يعني هتاخر عنكم في حاجه .. دي عاليا في مقام سوار

صمت لثواني واضاف بعاطفه اخويه: عاصم انا بعتبرك زي اخويا والحج سليم في مقام والدي وعلشان كده مش عاوزك تفهم كلامي غلط.. ..

انا مش ضد انك تتجوز سوار بالعكس انت رجل يتشرف بيك اكبر عائلات البلد وتتجوز ست البنات كمان .بس انا كل اللي يهمني مصلحه اختي وان محدش يتكلم عليها نص كلمه فعلشان كده من هنا لحد معاد السفر لو انت هتكمل شغلك من البيت فانا اسف يا عاصم سوار اختي مش هتدخل بيتك تاني غير وهي مراتك وقدام الناس غير كده لا .. اما لو انت هترجع الشركه فسوار هترجع شغلها عادي لكن غير كده لا..


وضع عاصم يده علي طرف ذقنه يفركها وهو ينظر لهشام بنظرات مبهمه لا تعبر عن النيران المشتعله داخل صدره منه ومن كلماته الحمقاء...

ماذا يقول هذا الاحمق؟؟ هل يطلب منه ان يظل اسبوع دون ان يراها او ينعم بقربها ؟؟؟!!!

سخر في نفسه من غباء هشام وحماقته هل يعتقد انه حتي اذا ظل يعمل من منزله ومنع سوار عن المجيء لهنا انه لم يراها ولم يقضي وقته معها!!!! واهم ...

علي الرغم من انه يعذره ويقدر مخاوفه علي اخته الا ان هذا لا بعطيه الحق في منعه عنها ...ولكنه سوف يجاريه في اوهامه ويوافقه من اجلها فقط...

انا فاهمك كويس يا هشام ومقدر موقفك كويس وانا مرضاش ان سوار تتحط في موقف مش كويس...وعلي العموم هظبط اموري واعرفك هنزل الشركه امتي../


شعر هشام بالامتنان الشديد نحو عاصم وايقن انه يحب شقيقته ويحرص عليها : ده العشم يا عاصم انت رجل شهم وابن اصول طول عمرك وربنا يكتب لكم الخير ..ثم نظر الي سوار وسالها:

لو خلصتي شغلك يالله علشان اروحك معايا...

نظرت سوار الي عاصم تساله بعينها ماذا تجيب شقيقها ؟؟

فأومأ لها عاصم براسه انه موافق علي ذهابها معه ..


رحلت سوار برفقه شقيقها وظل يتابع سيرهم من خلف زجاج مكتبه حتي اختفواعن انظاره...

اخرجه من شروده رنين هاتفه ... اخرج الهاتف ووجد صديقه ادهم مدير الشركه التي يعمل بها طليق سوار...

عاصم : ادهوم واحشني اخبارك ايه ؟؟

ادهم : الحمد الله يا عاصم انت ايه الاخبار طمني عليك..

عاصم : الحمد الله..مقولتليش اخبار ايمن الحديدي ايه ؟؟

ادهم : تمام زي ما انت طلبت بالظبط وسافر واستلم الشغل وكله تمام...

عاصم: سافر امتي بالظبط؟؟

ادهم : سافر من عشر ايام بالظبط ...

عاصم : انت متاكد!!!

ادهم : ايوه طبعاً متاكد.. انا بنفسي اللي حجزت له تذاكر الطياره..

في حاجه حصلت يا عاصم؟؟

عاصم : لا يا ادهم تسلم .. هبقي اكلمك تاني علشان عندي اجتماع دلوقتي سلام ....

اغلق الهاتف وهو ينظر امامه بشرود ...فادهم اكد له معاد سفر ايمن ...اذن لم يكن ايمن من اطلق النار عليه.. فمن يكون ؟؟؟

.........

بعد اسبوع ...

وصل عاصم الي بلده في الصعيد بمفرده بدون سوار !!!!

خرج من المطار واستقل سيارته الخاصه وخلفه سياره الخرس متجهاً نجو نجع الهيباويه....!!

كانت دماؤه تغلي كالمرجل من شقيقها الاحمق ..فقد استغل ذلك الحقير مرضه وعدم ذهابه الي الشركه وبالتالي عدم ذهاب سوار حسب ما اتفق معه واخذها وسافر الي بيته في احد المدن الساحليه بحجه ان تطمئن علي اولادها وتعود في اليوم التالي ...

ولكنه فوجئ بمكوثها طوال الاسبوع هناك برفقه شقيقها واسرته وقبام شقيقها بتغيير تذاكر الطيران الخاصه بهم الذي اعطاها له وحجز بعد سفره هو بيومين !!!!!

حتي انه لم يبلغه بذلك الا امس حتي يضعه امام الامر الواقع ...

يريد ان يختقه بيده حتي تزهق روحه ولكن مهلاً لم يخلق بعد من يقف امام عاصم ابو هيبه ويمنعه من شيء يريده وهذا ليس بأي شيء انها حبيبته وعشقه سوااااار!!!!


قطع شروده وقوف السياره امام منزل عائلته المهيب وصوت السائق يخبره بوصولهم: حمد الله علي سلامتك يا عاصم بيه نورت النجع والصعيد كلاته...

ترجل من السياره وصعد الدرجات الرخاميه حتي وصل الي الباب الداخلي لمنزلهم العتيق....

استقبلته والدته الحاجه دهب بالترحاب الشديد فاتحه ذراعيها تضمه بشوق داخل احضانها: ولدي يا ضي عيني حمد الله علي سلامتك اتوحشتك چوي چوي يا چلب امك..

بادلها عاصم العناق وقبل يدها واعلي راسها بحب واحترام شديد: واني اتوحشتك چوي يا ام عاصم .. اومال الحج سليم فين؟؟؟

صدح صوت والده القوي من الخلف وهو ينزل من علي الدرج الداخلي بقوه وهيبه تليق به...

حمد الله علي سلامتك يا عاصم يا ولدي...

تقدم عاصم من والده وقبل يده باحترام وعانقه باشتياق كبير..

الله يسلمك يا حج سليم كيفك يا بوي اتوحشتك چوي...


التفت عاصم ينظر خلف والده لاخته الصغيره التي تنزل الدرج مهروله تصرخ فرحاً بعوده شقيقها الكبير...

ابيه عاصم وحشتني اوووي اوووي ... قالتها عاليا شقيقته وهي تلقي بنفسها داخل احضان شقيقها الذي بادلها العناق باشد منه حراره وهو يبتسم باتساع علي شقاوتها...

عروستنا الحلوه وحشتيني اوي يا لولا اخبارك ايه واخبار الدكتور ايه...

الحمد الله يا ابيه حضرتك وحشتني اوي ... ثم تطلعت بنظراتها خلفه تبحث عن عائله سوار ولكنها لم تجد احد....

سالته مستفسره عنهم: الله اومال فين سوار وعمو هشام الناجي هو مش حضرتك كنت قايل انهم هيجوا معاك؟؟

تبدلت ملامح عاصم وظهر عليه الانزعاج الا انه حاول ان يداري ضيقه: هيجوا ان شاء الله بس هما وراهم ارتباطات في مصر هيخلصوها وهيجوا كمان يومين...

ثم نزل علي شقيقه ومعه زوجته سهام وابنته الرضيعه دهب وايضاً وصلت عاليه اخته وزوجها محمود ابن عمته سوار واولادهم من منزلهم للترحيب بعاصم ...


جلسوا جميعاً ملتفين حول عاصم سعداء بعودته اليهم ..وقام عاصم يتوزيع الهدايا علي اخواته واولادهم . ثم تناولوا العذاء في جو اسري دافيء وقد اعدت الحاجه دهب سفره مليئه باصناف الطعام التي يفضلها ابنها البكري...

استاذن منهم بعد الغذاء صاعداً لغرفته لينال قسطاً من الراحه فقد المه ذراعه كثيرًا خاصةً بعد ان نزع الرباط من علي كتفه ...

فهو لا يريد ان يعلم احد بما حدث ....


دلف الي الجناح الخاص به ...تقدم للداخل وجلس علي طرف الفراش منكسًا راسه لاسفل واستند بمرفقيه علي فخديه..

مازال يشعر بالغضب تجاه هشام الناجي وما فعله معه وحرمه منها

نفخ بضيق عندما نظر لشاشه هاتفه التي تضييء باسمها ...

القي الهاتف جانبه وفرد جسده علي الفراش خلفه ووضع يده تحت راسه ناظرًا للسقف بشرود يفكر في سوار ....

اغمض عينيه تنهد بضيق فهو من بعد مكالمتهم بالامس وهو يشعر بالضيق منها ولا يحيب علي اتصالتها خاصه عندما انفعلت عليه عندما كان يتحدث عن شقيقها بطريقه فظه وتوعده له برد الصاع صاعين ...


فاق من شروده علي يد تضع علي كتفه ظن انها والدته او احدي شقيقاته .....ولكن!!!

تلك الرائحة التي ازكمت انفه يعرفها لطالما كرهها واصابته بالنفور والاشمئزاز...

فتح عينيه علي وسعها ونظر جانبه ليتاكد من شكوكه !!!

بالفعل صدق حدثه .. انها هنا تلك البغيضة التي لم يعرف معني الكره الا عندما عرفها...انها سميه طليقته!!!!!

انتفض من رقدته كالملسوع وهو يمسك بمعصمها بقوه كادت تحطمه وبرقت عينيه بلهيب مرعب وصاح بها هادراً : انت اتجننتي في مخك؟؟ ازاي تدخلي عليا اوضتي من غير استئذان ومين سمح لك اصلاً انك تطلعي لحد هنا ؟؟؟

هو انا مش محرم عليكي تطلعي الدور اللي فيه الجناح بتاعي كله مش بس تدخلي اوضتي...

ثم نفض يدها من يده وكانها شيء قذر سيلوثه!!!! اولاها ظهره وقال بجمود : اول واخر مره تطلعي الجناح بتاعي تاني وطول ما انا موجود هنا مش عاوز اشوف وشك وامشي اطلعي باره...


برقت عين سميه الخضراء بوميض شرس وهي تطلع الي ظهره العربض وضغطت علي اسنانها بغل من طريقه معاملته الجافه لها والتي لم تتغير ابداً بل علي العكس كل يوم يزداد كرهاً لها وحقداً عليها...

ابتلعت اهانته وتلونت كالحرباء التي تغير جلدها في ثواني ورسمت ابتسامه واسعه علي شفتيها الرفيعه التي ادمتها من كتر الضغط عليها باسنانها ...

اقتربت منه حتي وقفت خلفه علي بعد خطوه واحده منه وقالت بصدق فهي برغم ما يفعله معها الا انها تعشقه وعشقه يزداد في قلبها كل يوم ولم تستطيع ان تنزع عشقه من قلبها...

اتوحشتك چوووي چوووي يا عاصم .. بزيداك بعد وجفي ..:.

لسه مكتافيتش من الهجر ... چلبي قايد نار في بعدك يا واد عمي

سخر عاصم باستهزاء: انت لسه حافظه نفس الاسطوانه يا سميه طاب جددي يمكن اصدقك ...

مش اسطوانه يا عاصم انت خابر زين اني عشچاك من يوم ما وعيت علي الدنيا ولسه عشچاك وهفضل اعشچك لحد ما اموت.قالتها بصدق وهي تتطلع عليه بنظرات عاشقه وهي تقاوم دموعها حتي لا تبكي امامه ....


تحرك عاصم مبتعد عنها وهو يشير لها نحو باب الجناح حتي تخرج: مالوش لازمه الكلام اللي لا هيودي ولا هيجيب ولا هيغير حاجه ...امشي من سكات علشان مش عاوز اتعصب عليكي...

هرولت ناحيته حتي وقفت امامه ووضعت يدها علي صدره تترجاه بعيونها ان يصفح عنها: اتعصب عليا او اضربني حتي بس ردني تانى و....


 الفصل التاسع عشر ج2 والعشرون من هنا

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

 

تعليقات