رواية نبض قلبي لأجلك الفصل الثلاثون 30 والواحد والثلاثون 31 بقلم لولا


 رواية نبض قلبي لأجلك

الفصل الثلاثون 30

والواحد والثلاثون 31

بقلم لولا


بعد ذهاب عاصم بسوار الي المستشفي كانت بدور ترتجف وتبكي بانهيار ولسان حالها يردد ....

"قتلتها .... قتلتها "!!!!

دلفت الب غرفتها واوصدت الباب خلفها جيداً وبأيدي مرتجفه ضغط علي رقم سميه تتصل به ...

ثواني واستمعت الي صوتها الكريهه عبر الهاتف يجيبها يغرور كعادتها ..

صرخت فيها بحنق من وسط بكائها: ارتحتي وعملتي اللي انتي عاوزاه ...!!!!

ارتحتي وخالتيني اموتها وابجي جاتله ...بس ورحمه ابويا لو حصل لها حاچه لاهقول لعاصم بيه علي كل حاچه ومش هيهمني حد وعليا وعلي اعدائي انا مش هشيل ذنبها لوحدي....

سميه يغرور: انتي اتهبلتي يا بت بتهدديني اني !!

وبعدين فكرك يعني هيصدق حته خدامه عنده ويكدبني اني !!!

بدور بثقه اكبر: هيصدقني ونص عارفه ليه علشان انا بسجل المكالمات اللي بينا من اخر كام مكالمه وصوتك ما شاء الله منور وواضح زي الشمش وانتي بتجوليلي اعمل ايه واحط لها الدوا وكل حاچه....

شحب وجه سميه وارتعدت اوصالها من كلمات بدور الخطيره وهتفت بنبره حاولت جعلها هادئه تسترضيها بها: بقي اكده يا بدور بعد كل اللي عملته علشانك وعلشان امك واخواتك عاوزه تهدي كل حاجه ....

انا جلت لك جبل اكده ان الدوا ده مش هيموتها ده هيسجط العيل بس مش هيموتها ...

وبعدين شوفي ايه اللي يرضيكي وانا اعمله بس عاصم لو عرف وحتي لو صدق كلامك وسمع التسجيلات وعرف ان انا ورا اللي حصل اوعي تفتكري انه هيسامحك ويطبطب عليكي علشان قلتي له لاااااا ده مش بعيد يقتلك ويولع فيكي حيا انتي وامك واخواتك والكل علشان ينتقم منك علشان انتي اللي نفذتي بايدك مش حد تاني !!!!

فاستهدي بالله كده وفكري في حديتي زين جبل ما تعملي حاچه تضيعنا !!

صمتت سميه بعدها تترقب رد فعلها علي كلماتها وهي تدعو بداخلها ان تؤثر عليها ...


زاغت عيني بدور وسالتها بتوجس: تجصدي ايه بحديتك ده؟؟؟

لمعت عيني سميه بانتصار وهتفت بمكر : اللي فهمتيه وانا برضك مستعده لاي حاچه تطلبيها مني..

صمتت بدور تفكر في حديثها وقررت استغلال الموقف لصالحها فهي في كل الاحوال مدانه وعاصم قد يكتشف امرها في اي وقت لذلك عليها تامين من قعلت ذلك من اجلهم اولاً وبعدها تحاول ان تنفذ نفسها لذلك هتفت تآمرها بحسم: انا عاوزه 100 الف چنيه تديهم لامي واخواتي وتخاليهم يسيبوا البلد وجوز امي يسيبهم يمشوا ومالوش دعوه بيهم غير كده هنفذ اللي جلت لك عليه وعليا وعلي اعدائي....

جزت سميه علي اسنانها بغل وهتفت بحقد : مرافقه بس ايه اللي يضمن لي انك ما تغدريش بيا...

بدور بحزم: مفيش ضمان تنفذي اللي جلت لك عليه هسكت مش هتنفذي هتكلم....

ثم اغلقت الخط معها دون ان تستمع لردها فهي لن تكون بدور الضعيفه بعد الان ستاخذ حقها من الجميع وستجعلهم يدفعون ثمن لعبهم بها وبمشاعرها.....


.....................


كان عاصم يزرع الممر امام غرفه العمليات ذهاباً واياباً بتوتر شديد فقله عليها تعدي الحدود والهواجس تعصف بتفكيره حتي انه كاد ان يقتحم غرفه العمليات اكثر من مره لولا عدي الذي يلحقه علي اخر لحظة فلقد مر ساعتين منذ دخولها العمليات مروا عليه كقرنين من الزمن !!!!

اخيراً ظهرت الطبيبه من خلف باب غرفه العمليات والتي هرول اليها عاصم مجرد ما لمح طيفها....

وقف يتفرس في ملامح وجهها المبهمه والتي لا يظهر عليها شيئاً وسالها يتوتر وهو يبتلع ريقه بصعوبه: طمنيني يا دكتوره سوار كويسه .. فاقت ولا لسه ...

ثم نظر خلفها محاوله رؤيتها واضاف: هي فين مخرجتش ليه ؟؟؟

تحدثت الطبيبه بعمليه: هي في الافاقه دلوقتي ربع ساعه وهتكون في اوضتها ...

بس انا محتاجه اتكلم مع حضرتك ضروري يا ريت تتفضل معايا علي مكتبي..

اشارت له بيدها نحو مكتبها وسارت امامه حتي يتبعها...

ربط عدي علي كتفه يحثه علي اللحاق بها: روح وراها يا عاصم وافهم منها حاله مراتك ايه وانا هنزل اشوف الحسابات وهحصلك...

اومأ له عاصم براسه دون كلام وسار بخطوات ثقيله نحو غرفه الطبيبه لانه متاكد من ان ما تريد ان تبلغه اياه ليس بالامر الجيد ....


ولج عاصم الي داخل مكتب الطبيبه وجلس علي المقعد امام مكتبها وقائلاً بقلق شديد: خير يا دكتوره قلقتيني ... ارجوكي طمنيني علي سوار..

عقدت الطبيبه يديها مع بعض امامها علي المكتب وتحدثت بطريقه مهنيه بحته: اطمن يا عاصم بيه المدام بخير والحمد الله...

بس للاسف فقدنا الجنين ومقدرناش ننقذه لان المدام كانت واصله المستشفى وهي عندها نزيف حاد مش مجرد نزيف عادي ممكن يحصل لاي ست حامل ...

قطب عاصم جبينه باستغراب وسالها بعدم فهم: مش فاهم والنزيف ده سببه ايه وحصل لها من ايه؟؟؟

الطبيبه بشك: ده اللي هنعرفه بعد ما نتيجه تحليل الدم تظلع لان اللي حصل لها ده مش طبيعي خصوصاً اننا كنا متابعين الحمل كويس واخر تحاليل كانت عملاها من اسبوعين كانت ممتازه ....

ده غير ان وضع الجنين كان طبيعي والرحم عندها كان في وضعه الطبيعي ..

لكن الحاله اللي وصلت بيها هنا ملهاش تفسير غير انها اخدت دوا قوي جداً جداً علشان يجهض الجنين بالشكل ده ...

انا لما عملت لها تنضيف للرحم فوجئت ان الجنين والمشيمه متحللين جوا الرحم ولو مكانتش نزفت كان ممكن يحصل لها تسمم وتموت ....

ده غير انها عندها سيوله في الدم وخدنا وقت علي ما قدرنا نوقف النزيف وكمان الدوا ده عمل لها تأكل في بطانه الرحم بشكل كبير وده يخالي في خطر علي حياتها لوحملت تاني في وقت قريب ...

يعني علشان تفكروا في بيبي تاني مش قبل سنه علي الاقل مع العلاج المكثف والمتابعه المستمره ...

حتي العلاقه الحميميه مش هتكون قبل شهرين علشان يكون الرحم رجع لوضعه الطبيعي وتقدروا تمارسوا حياتكم بشكل طبيعي...


كان يستمع اليها بذهول وعقله لا يستوعب هذا الكم من المعلومات الصادمه عن حاله زوجته ولكنه استوقف عند شيءٍ واحد فقط " دواء للاجهاض"

سالها مستفهماً: مش فاهم دوا اجهاض ايه هي مش بتاخد اي ادويه غير اللي انتي كنتي كتبهالها هو في دوا منهم ممكن يعمل لها اجهاض...

وبعدين ليه دوا مش ممكن يكون من المجهود او من العلاقه الزوجيه يكون حصل الاجهاض...


اضافت الطبيبه موضحه نافيه عنها فكره وصف دواء خاطيء لاحدي مرضاها: لا طبعاً مفيش دوا من اللي انا كتباه يعمل اجهاض وتقدر حضرتك تتاكد بنفسك وكمان العلاقه الزوجيه ممكن تتسب في الاجهاض لو كانت اكتر من مره في اليوم وبشكل يومي وتكون عنيفه ...

لكن انا بقول الاجهاض بسبب دوا ده من واقع خبرتي كدكتوره ومكمان من خلال حاله مدام سوار ...

بقول لخصرتك مفيش جنين ولا مشيمه مجرد دم مش اكتر والاجهاض العادي مش بيعمل مشاكل في الرحم اظن حضرتك فهمتني كده....

طرقات علي غرفه الطبيبه تبعها دخول احدي الممرضات تقدم لها مظروفاً مغلق يبدو من هيئته انه خاص بمعمل التحاليل !!!

تناولته منها وآمرتها بالانصراف وقامت بفتح المظروف تقرأ محتواه باهتمام شديد تحت نظرات عاصم المتوتره والمهتمه في نفس الوقت....

قالت الطبيبه بتاكيد: زي ما توقعت بالظبط التحليل اثبت ان دمها في اثر لماده كيميائية قويه !!!

والماده دي بتعمل اجهاض وكمان بتستخدم في حالات تاخر الطمث لفتره طويله.....

...............


خرج عاصم من عند الطبيبه وهو لا يري امامه من الغضب الشديد يريد معرفه من وراء اجهاض زوجته وقتل جنينهما قبل ان يراه ...

وصل الي الغرفه التي ترقد بها زوجته ومعشوقته ..

وقعت عينيه عليها فور دخوله ..

وجد جسدها ممد علي الفراش الطبي بوجه شاحب مرهق واحدي يديها مغروش بها ابره المحلول المغذي والاخري موصول بها كيس الدم لتعويضها عن الدم الذي فقدته...

دمعت عينيه حزناً علي حالها واقترب منها مقبلاً جبينها بعشق ويديه تزيح حبات العرق المنتشره علي وجهها...

همس بجانب اذنها بنبره خطيره متوعده ونظراته تحولت الي الشراسه: وحياه غلاوتك عندي وحياه رقدتك دي لهجيب لك حقك وحق ابني اللي راح من غير ما اشوفه وهدفع اللي عمل فينا كده التمن غالي اوي هخاليه يتمني الموت ومش هيطوله....

ثم قبلها مره اخري علي جبينها وخرج بخطوات سريعه من الغرفه بل من المشفي باكمله بعد ان آمر عدي ان يظل قابعاً امام غرفتها لا يتحرك او يتركها حتي يعود اليه .....


...............


بعد قليل كان يدلف الي داخل منزله بخطوات غاضبه وملامح وجهه تنذر بقدوم عاصفه قويه ستطيح بكل ما يقف امامه .....

وقف وسط بهو الفيلا يزآر بصوته صارخاً علي ام ابراهيم وبدور الأتي جئن مسرعات بعدما استمعا الي صراخه عليهن...!!

ام ابراهييييييم.... بدووووووووررر!!

خير يا ولدي طمني حوصل ايه لسوار طمني عليها ...هتفت ام ابراهيم تساله بقلب مفطور عليها ..

نظر اليها عاصم مطولاً فهو يعلمها جيداً ويعلم مقدار حبها له فهي في مقام والدته وتحب سوار ايضاً كما انها لم ترزق باولاد وتعتبره في مثابه ابنها فكيف تأذي سوار وجنينها!!!

سالها بنبره خطيره ولكنه حاول جعلها طبيعيه نظراً لمكانتها عنده: هو انا مش قلت انك انتي المسؤله عن كل حاجه خاصه باكل وادويه سوار ؟؟؟؟

اجابته مسرعه: ايوه يا ولدي يعلم ربنا اني كنت بعمل لها الاكل بيدي ومش يخالي خد يقرب منه وكنت بحضر لها الدوا بتاعها بنفسي في مواعيده زي ما فهمتني بالظبط وانت كتير كنت بتبقي موجود وبتشوف ده بنفسك ...

كانت محقه في كل كلمه نطقت بها فهو شاهدها مراراً وهي تحضر لها كل شيء بنفسها وتحرص علي نظافته وكانت تتفنن في اعداد الاطعمه والعصائر الصحيه والطبيعيه لها ...

كما انها سيده كبيره في العمر بالكاد تفك الخط لا تخرج من المنزل مطلقاً كما انها لا تستطيع ان تعرف مثل هذه الادويه ....


تحركت نظراته تلقائياً نحو بدور التي كانت ترتجف كورقه شجر ذابله في فصل الخريف....

توحشت نظراته بدرجه مخيفه جعلت فرائضها ترتعد رعباً منه وبدون مقدمات هوي بكف يده علي وجنتها بصفعه قويه ادارت راسها الي الناحيه الاخري ...

قبض علي خصلاتها يجذبها منها بقوه وهو يهدر من بين اسنانه: يبقي انتي يا بنت الكلب مفيش غيرك اللي عملها انتي اللي حطيتي لها الدوا في الاكل او العصير علشان تسقط وتموتي ابني !!!!

شهقت ام ابراهيم بفزع وهي تضرب بيدها علي صدرها صارخه: يا مري يا ولدي سجطت العيل

لا حول ولا قوه الا بالله لا حول ولا قوه الا بالله...


شحب وجه بدور بشده حتي انه اصبح يماثل شحوب الموتي وهوي قلبها رعباً حتي شعرت انها تبولت علي نفسها من شده رعبها منه...

فهي لم تتوقع ان تنكشف فعلتها بتلك السرعه وان يعلم عاصم بها بمنتهي السهوله !!

هدر بها عاصم بقوه وهو يشد قبضته حول شعرها حتي كاد ان يقتلعه من جذوره : انطقي يا بت اتخرستي ليه ؟؟

اجابته مسرعه بما املته عليها سميه في حال اكتشاف امرها: انا معملتش حاچه يا عاصم بيه انا كنت باخد لها صينيه الاكل والعصير والعلاچ واطلعهم لها فوق وانزل ولما تخلص كنت بطلع اشيل الحاچه غير كده معرفش ...

ثم صمتت تستمع شجاعتها والقت عليه كذبتها فهي سبيل نجاتها الوحيد من جحيمه: ايوه افتكرت مره كنت بطلع لها الاكل زي كل يوم ونسيت اخد الدوا معايا نزلت جبته وطلعت لها لقيتها بتحط نقط في كوبايه العصير بتاعها وبعدها بتدسها في ضرفه الدولاب بتاعتها ولما سالتها ايه ده يا ست سوار اللي بتحطيه في العصير ده ؟؟؟؟

لقيتها اتاخدت شويه كده واتخضت اني شوفتها وبعدين قالت لي ده فيتامين الدكتوره وصفاهولها ولما قلت لها طب هاتي نخاليه مع باقي الادويه علشان ابقي احط لك منه في اللبن او العصير زعقت لي جامد وقالت لي مالكيش دعوه ....

تظر اليها عاصم مطولاً ومازال محتفظاً بخصلاتها داخل قبضته يقلب حديثها في راسه ثم فجأة نطرها من يده وصعد مسرعاً الي جناحهم يتحقق من كلماتها....

جلست بدور علي الارض تلتقط انفاسها بصعوبه واضعه يدها علي صدرها تهديء من ضربات قلبها الذي يكاد يتوقف من شده الفزع وتدعو بداخلها ان تنطلي كلماتها عليه ويصدقها عندما يجد الدليل عليه والا سوف تكون في عداد الاموات في غضون لحظات!!!!!

........................


دلف عاصم الي جناحهم ومنه الي غرفه الملابس يفتح الدولاب الخاص بسوار يلقي محتوياته كلها علي الارض يبحث عن ما قالته بدور ....

اخذ يلقي بملابسها ارضاً وهو يبحث بجنون فتح احدي الادراج الصغيره المنزويه في جانب احدي الضلف يستخدم لوضع المجوهرات والاكسسوارات..

توحشت نظراته ونفرت عروق رقبته عندما وجد علبه بها عده شرائط احداهما فاضي والاخر لم يستخدم ....

قرأ المكتوب عليه وجده حبوب لمنع الحمل!!!!

ابتلع لعابه بصعوبه وقبض بانلمله المرتجفه علي زجاجه صغيره بجانب علبه الدواء ولا يوجد عليها اي شيء يدل علي كيفيه استخدامه....

ولكن الامر لا يحتاج لذكاء حتي يفهم فالصوره اصبحت واضحه امامه كوضوح الشمس...

جلس علي الارض فوق ملابسها ممسكاً بعلب الادويه بين يديه وينظر لها بقلب ينزف الماً ....

والحقيقه تضرب قلبه وتطعنه بنصل بارد تزيد من جرحه وايلامه ....!!

سوار كانت تخدعه ... لم تعشقه مثلما عشقها ...

لم تريد ان يوجد بينهم رابط قوي يجمع بينهم فلذلك كانت تاخذ حبوب منع الحمل حتي لا تنجب منه وعندما غلبتها اراده الله قررت التخلص منه!!

جلس ارضاً ضرب راسه في الجدار خلفه والدموع نتساقط من عينيه: ليييييه .. لييييييه ..ليبيييييه..


ليه تعملي فيا كده ... ليه تضحكي عليا ... ليه تحرميني من الحاجه الوحيده اللي حلمت عمري كله بيها وفرحت علشان كانت منك انتي ...

طب لو كنتي خايفه تكرري تجربه جوازك الاولاني تاني واننا نطلق تبقي غبيه لاني عمري ما هطلقك واسيبك ...

حتي لو كنتي مش عاوزه تخلفي مني ومكتفيه بولادك والله كنت هرضي ومش همانع لاني بحب ولادك ...

لكن تجرحيني كده ليه ليييه .. هونت عليكي !!!

تهض فجأة ومسح دموعه وهتف بحسم : لا انا مش اولول وابكي زي النسوان انا لازم اعرف هي ليه عملت كده وازاي اصلا قدرت تعمل كده ومهما كانت مبرراتك يا سوار فانا هدفعك تمن غلطك ده غالي اوي...


تحرك مغادراً الغرفه ذاهباً اليها ولكن استوقفه رنين هاتف يرن في الغرفه..

قطب جبيبنه واخذ يتلفت حوله يبحث عن الهاتف يتتبع مصدر الصوت فهو يرن بنغمه غريبه غير نغمه هاتفه او هاتف سوار ....

وصل اخيراً الي الهاتف وجده موضوع في نفس الدرج الذي كانت فيه الادويه ولكنه كان في الداخل ولم يلفت انتباهه فجل تركيزه كان مع الادويه...

قبض علي الهاتف بين يديه ونظر اليه يتفحصه بنظراته والظنون تعصف براسه ...

فهو اول مره يري ذلك الهاتف ويبدو من منظره انه خاص بسوار بدليل وجوده في دولابها الخاص وسط ملابسها!!!

تعالي رنين الهاتف مره اخري نظر الي شاشه الهاتف وجدها تضيء باسم" روحي" ....

ابتلع لعابه بصعوبه والشك ينحر قلبه نحراً وقام بفتح الخط واضعاً الهاتف علي اذنه دون ان يتفوه بحرفاً واحداً ....

شعر وكان دلواً من الماء البارد سقط بقوه فوق راسه عندما استمع لصوت اخر شخص ممكن ان يتوقعه!!!

لم يصدر عنه اي حركه ولم ينطق بحرف حتي ملامح وجهه كانت غير مقرؤة ونظراته خاويه فقط صوت انفاسه العاليه هي المسموعه !!!

اغلق الطرف الاخر الخط بعدما لم يصله رداً من جانب سوار !!!

تصفح الهاتف وجده خالي من اي ارقام عدا هذا الرقم فتح احدي التطبيقات وجد العديد والعديد من الرسائل بين سوار وبين ذلك الشخص ....

جري بنظراته علي الرسائل وكان مع كل كلمه يقرأها يشعر بعالمه ينهار من حوله ويشعر بمراره الخيانه كالعلقم في حلقه!!!

رفع راسه عالياً ياخذ نفساً عميقاً حتي يستحمع شتات نفسه واغلق الهاتف ووضعه في جيب سترته وسار بخطوات غاضبه نحو المشفي وهو يقسم علي اخذ ثآره من كل من آذاه وسيجعلهم يتمنوا لو لم يعبثوا معه فهم لا يعرفون نتيجه عبثهم معه.......


.....................


ابتسمت سميه بانتصار بعدما قرات الرساله التي ارسلتها اليها بدور تقص عليها ما حدث منذ وقوع سوار غارقه في دماؤها حتي عوده عاصم للمنزل وخروجه مره اخري بملامح جامده حتي انه لم ينظر اليها خاصه بعدما صعد الي جناحهم يبحث عن الادويه كما اخبرته !!!!

سميه بابتسامه منتصره وهي تنظر الي نفسها باعجاب في المرآه: يبقي صدقت يا عاصم والسناره غمزت فاضل بس اني استني عليك شويه لحد ما تبلع الطعم علي الاخر وساعتها هسحب السناره والخير كله هيبقي في ايدي ....

ثم اخذت تضحك وتضحك بجنون حتي دمعت عيناها..


................


كان يجلس امامها علي المقعد بجانب الفراش الذي ترقد عليه داخل المشفي فهي لم تستيقظ بعد فقد ابلغته الطبيبه بانها لن تستيقظ قبل الغد بفعل المهدئات التي اخذتها لجعل جسدها يستريح بعد الالم الذي عاشته وبعد فقدانها لكميات كثيره من الدماء..

كان ينظر لها بنظرات محتقنه مغلوله والف سؤال وسؤال يدور داخل راسه خاصه بعدما اكدت له الطبيبه ان الدواء الذي اجهضها هو نفسه الذي وجده داخل الدرج الخاص بها !!!!


للمره الثانيه يتعرض للخيانه والخداع في حياته علي يد النساء ولكن هذه المره مختلفه وتأثيرها اقوي فالتي خدعته وطعنته في ظهره هي الانسانه الوحيده التي غيرت نظرته في النساء وحركت مشاعره وجعلته يسقط صريعاً لهواها منذ ان وقعت عينيه عليها في اول مره ....

احبها بل عشقها بكل جوارحه كان علي استعداد ان يضحي باي شيء وكل شيء في سبيل وجودها معه

كان علي استعداد ان يضحي بأبوته لو فقط اخبرته بعدم رغبتها في الانجاب!!!

ولكنها لم تكن الا مجرد حيه خبيثه تتلون حتي تصل لمبتغاها اتقنت دور العاشقه الولهانه المخلصه وكل هذا ما هو الا ستار تداري خلفه رغبتها في الحصول علي اكبر قدر من امواله حسب اتفاقها مع طليقها الوضيع كما قرأ في محدثاتهم علي هاتفها السري...


اخذ نفس عميق يهديء من النيران المشتعله داخل صدره ونهض من علي المقعد واقترب من فراشها واشرف عليها بجسده الضخم ينظر الي ملامحها بكره شديد وهو الذي كان يعشقها ويتغزل فيها من قبل !!

سخر من غباؤه الذي اوقعه فريسه سهله لها واقترب بوجهه من وجهها وهمس بفحيح افعي في اذنها حتي يجعل كلماته تدخل مباشره الي عقلها : علي قد ما حبيتك علي قد ما هخاليكي تندمي علي كل لحظه فكرتي فيها انك تخونيني وتلعبي بيا الكوره انتي والوسخ طليقك .../

وزي ما خاليتك تحبيني او كنتي وهماني انك بتحبيني هخاليكي تكرهيني وتكرهي اليوم اللي عرفتين فيه ..

استقام في وقفته ينظر اليها لحظات قبل ان يغادر الغرفه والمستشفي باكملها وهو يقسم ان يجعلها تبكي دماً علي ما اقترفته في حقه...///

....................


"كانت تجري وسط الظلام حافيه القدمين ملابسها ملطخه بالدماء تجري وتجري حتي انقطعت انفاسها ..

وجدته يقف بعيداً عنها عند بقعه الضوء الوحيده وسط الظلام يعطيها ظهره ...

تصرخ تنادي باسمه باعلي صوتها حتي تقطعت احبالها الصوتيه من شده صرخاتها ولكنه لم يجيبها ...

اخذت تجري وكلما تقترب منه كلما بعدت المسافه بينهم حتي استطاعت في النهايه ان تصل اليه وما ان وققت امامه حتي استدار اليها يتظر اليها بنظراته العاشقه التي تخصها وحدها ...

ارتمت في احضانه تضم نفسها اليه علها تجد الامان التي افتقدته وهي تجري وسط الظلام ولكن بدل ان يضمها الي صدره طعنها بخنجر داخل قلبها ...

تظرت الي وجهه بهلع تلومه علي قتلها ولكنها لم تجد وجهه هو حبيبها ونبض قلبها بل كان وجه طليقها ينظر اليها ويضحك ضحكه خبيثه شريره اخذت صوتها يتعالي ويتعالي ويتردد صداها في المكان بينما هي سقطت جثه هامده تحت قدميه مدرجه بدماؤها......"


شهقت بفزع وهي تفتح عينيها علي وسعها تتلفت حولها بزعر تطلع الي المكان حولها اخذت وقتاً حتي ادركت انها في مستشفي ما من شكل الغرفه ومن ملابسها والمحاليل الموصوله بايدها....

تسارعت الاحداث داخل عقلها وتذكرت ما حدث لها واخر شيء تذكرته الدماء الغزيره التي تدفقت من بين قدميها ولم تعد تعرف ماذا حدث بعدها؟؟؟

وضعت يديها علي رحمها تتحسس موضع جنينها وهي تبكي وتصرخ بانهيار حتي استمعت احدي الممرضات بالخارج الي صراخها فاسرعت تدخل اليها لتري ما بها....

كانت تتحدث بصراخ: ابني .. ابني راح فين ... حصل له ايه ...

اسرعت الممرضه تنادي طبيبتها المعالجه وما هي الا ثواني وكانت الطبيبه معها تحدثها بهدوء تحاول طمئنتها وتهدئتها: اهدي يا مدام سوار مش كده انتي تعبانه وفقدتي دم كتير وكده غلط عليكي ...

سوار بصراخ: موتوا ابني ليه .. انا عاوزه ابني..

الطبيبه: ده نصيب ربنا مش كاتب له يكمل ربنا يعوض عليكي ...

سوار بهيستريا: عاصم انا عاوزه عاصم انتوا كدابين وبتضحكوا عليا انا عاوزه عاصم ....

حقنتها الدكتوره سريعاً بحقنه مهدئه حتي تستطيع السيطره علي نوبتها العصبيه فهي كانت تتوقع صدمتها ورد فعلها ذلك فكثير من النساء يحدث معهن نفس رد الفعل بعد فقدان جنينهم ...

سار المخدر داخل اوردتها مما جعل حركتها وعصبيتها تهدأ تدريجيًا وكان اسمه هو اخر ما نطقت به قبل ان تستسلم لغفوتها الاجباريه : عاااصم ...

عاااااصم ... عااااا!!!!!


..................


" تعلن الخطوط الجويه الإماراتية عن قيام رحلتها الجوية رقم 950 المتجهه الي دبي وعلي المسافرين التوجه الي بوابه رقم 10 للصعود الي الطائرة"!!!!


ايمن موجهاً حديثه لاسر وسيلا اولاده: يالله يا ولاد بينادوا علي الطياره بتاعتنا!!!

تبادل اسر وسيلا النظرات فيما بينهم بعدم فهم وساله آسر مستفهماً: بتاعتنا ازاي يعني دي طياره دبي وحضرتك كنت قايل لنا اننا مسافرين الغردقه يبقي ازاي ده؟؟؟

ايمن بابتسامه سمجه: ما انا عملت لكم مفاجاة وهنسافر دبي بدل الغردقه...

آسر برفض: ازاي كده وماما عارفه هي وبابا عاصم بالكلام ده؟؟

جز ايمن علي اسنانه حتي كادت تطحن من قوه ضغطه عليها ونظر الي آسر بنظرات شرسه عندما نعت عاصم "ببابا"...وبادله آسر بأخري متحديه فهو اصبح يمقته بشده ولولا ضغط الجميع عليه لما ذهب معه من الاساس..

قال ايمن يغضب مكبوت: ايوه عارفين انا بلغت خالك هشام وهو وافق وزمانه بلغهم ...

قالت سيلا بقلق: طب نتصل بمامي نسلم عليها قبل ما نسافر ونقولها اننا رايحين دبي مع حضرتك وكمان نقولها هنرجع امتي....

تعالي النداء مره اخري علي الطياره مما جعله يلتقط منها الهاتف ويغلقه ويفعل المثل مع هاتف آسر بعدما اخذه عنوه من بين يديه وهتف بنفاذ صبر وهو يحثهم علي النهوض والسير معهم نحو البوابه التي تصلهم الي الطائره: مفيش وقت بينادوا علي الطياره وكده ممكن تفوتنا لما نوصل ابقوا اتصلوا بيها زي ما انتم عاوزين....


بعد اربع ساعات وصلوا الي منزل ايمن في دبي ....

استقبلتهم نهي بملامح مندهشه من وجودهم هنا مع ايمن فهو قد ابلغها انه مسافر في مهمه عمل خارج البلاد ولم يخطر علي بالها انه ممكن ان يسافر الي مصر ويحضر اولاده معه..

نهي بترحاب: حمد الله علي سلامتك يا حبيبي ثم وجهت انظارها نحو الاولاد وهتفت: حمد الله علي سلامتكم يا ولاد....

ايمن باقتضاب : الله يسلمك ...

آسر وسيلا: لا رد!!!!!

سالت نهي باستغراب: هو انت كنت في مصر؟ وليه مقولتليش انك هتجيب الولاد معاك زياره؟؟

اجابها ايمن بنبره خطره محذره وهو ينظر لثلاثتهم:

انا مش محتاج اخذ اذنك قبل ما اسافر في اي حته وبعدين الولاد مش جايين زياره الولاد هيعيشوا معانا هنا علي طول ومن بكره هقدم لهم في مدارس هنا...

صرخ آسر معترضاً بقوه وبكت سيلا بانهيار بينما نهي نظرت له بحنق ويأس من افعاله وطباعه السيئه التي باتت تكتشفها مؤخراً...

هدر ايمن بنبره قاطعه: اخرسوا مش عاوز اسمع صوت حد فيكم اللي قلت عليه هيتنفذ بالحرف الواحد واللي مش عاجبه يضرب دماغه في اتخن حيطه والكلام ده ليكم كلكم....

انهي كلماته وتحرك نحو غرفته صافقاً الباب خلفه بقوه اترجت لها جدران المنزل وترك خلفه عيون تطلع الي اثره بكره وغضب واشمئزاز......

.................


عادت سوار الي منزلها بعد يومين قضتهم في المشفي فقد آتي شقيقها واصطحبها من المشفي بعدما ابلغه عدي بما حدث مع سوار وفقدانها للجنين وسفر عاصم المفاجيء !!!

بالرغم من الحزن الذي شعر به هشام بسبب تاخر معرفته بما حدث لشقيقته وغضبه من سفر عاصم الغير مبرر في ذلك الوقت الحرج وتركه لشقيقته بمفردها دون ان يكون بجانبها يحتويها ويخفف عنها الامها مما جعله يصر ان يحضر شفيقته الي منزله بدلا من تركها بمفردها الا انها اصرت علي العوده الي منزلها وعدم الخروج منه حتي يعود زوجها من سفرته ...........

............................


انتهي الفصل الثلاثون.....

الفصل إلحادي والثلاثين......


خرجت ام ابراهيم من غرفه سوار وهي تغلق الباب خلفها وهي تبكي بحسره علي حالهم تحمل في يدها صينيه الطعام كما هي مثل كل يوم فحاله سوار اصبحت سيئه للغايه لا تاكل ولا تنام فقط بضع لقيمات صغيره تساعدها علي البقاء حيه !!!!

فقط لا تفعل شيئاً سوي البكاء والجلوس في الظلام منذ ما حدث!!!!


حتي محاولات الحاجه دهب والحج سليم بائت بالفشل فقد خيروها ما ببن البقاء معها او السفر معهم الي البلد فهم لا يريدون تركها بمفردها بعد ما حدث وبعد سفر عاصم الذي لا يعرفون اين هو ولا الي اين ذهب فقد حاول الاتصال به كثيراً وضغط علي عدي حتي يعرف اين هو الا ان عدي اقسم له بانه لا يعرف مكانه فقط يرسل له رسائل خاصه بالعمل عن طريق البريد الالكتروني فقط لا غير ......


تجلس سوار في عرفتها تبكي وتنحب بصمت لا تفعل شيئاً غير البكاء .....

تبكي علي حالها وعلي قلبها الذي ينزف دماً حتي انه كاد يتوقف من شده الالم الذي تشعر به فقد اصبحت وحيده حزينه..زابله ...

خسرت كل شيء بحياتها اولادها ... جنينها ...

وزوجها !!!!

زوجها الذي لا تدري اين هو وماذا يفعل وكيف يعيش فأخر مره راته فيها كان يوم اجهاض جنينها ...

فقد مر شهر منذ ذلك اليوم لم تراه ولم تستمع الي صوته ولم يحادثها ...

فقط عدي يخبرها انه بخير وانه مسافر في رحله عمل طويله !!!

تعرف انه حزين بسبب فقدانه لحلمه ولكن لما يعاقبها بهجره لها ؟؟

لما يحملها ذنب ليس بذنبها ؟؟

لما تركها في اكثر وقت تحتاجه وتحتاج لاحضانه لترتمي داخلها وتنهار وتبكي علي ضياع حلمها هي الاخري ؟؟؟

لما لم يشعر بآلمها فهي تتآلم اكثر منه اضعاف مضاعفه فهو كان يعيش بداخلها جزء منها رأته بقلبها قبل عينيها؟؟؟

اين وعوده لها بالامان والاحتواء ؟؟؟

اين وعوده بالبقاء وعدم الرحيل مهما كان؟؟؟

الف اين والف لماذا كانت تدور داخلها ....

فهو تركها في اكثر اوقاتها احتياجاً له خاصه بعدما علمت بما فعله طليقها الحقير واخذه اولادها عنوه منها وسافر بهم في غفله منها وهو الذي وعدها بان لن يجعل شيئاً في الوجود يفرق بينهم....

ولكنها اكتشفت انها كانت تعيش في حلم جميل فاقت منه علي اسوء كابوس ممكن ان تعيشه....

كم تتمني ان تكون ما تعيشه الا كابوس مفزع وسوف تستيقظ منه وتجده بجوارها يضمها الي صدره بقوه كعادته ويخبرها انها تحلم وهو موجود بجانبها هو واولادها وانها لازالت تحمل في احشاؤها ثمره عشقهم!!!!!

انخرطت في بكاء مرير يقطع نياط القلب حتي ذهبت في سبات عميق ودموعها تغرق وجنتيها مثل كل ليله طوال الشهر الماضي........


.........................


بعد اسبوعين !!!!!

يقف امام زجاج الشرفه الكبير واضعاً يده داخل جيب بنطاله واليد الاخري يمسك بها فنجان قهوته يرتشف منها ببطء وهو ينظر الي المنظر النيل والقاهره الساحره ليلاً بشرود...

فقد اتخذ قرار العوده والمواجهه بعد غياب وتفكير دام شهر ونصف وهو يفكر كيف يثآر لرجولته وقلبه وكرامته المهدوره علي يد من عشقها يوماً سيتفنن في تعذيبها ويذيقها العذاب الوان ...

سيجعلها تدفع ثمن خيانته وقتل ابنه وحرمانه من حلمه هي وعشيقها الحقير ...

ايمن سيجعله يبكي مثل النساء ويطلب الموت كي يرحمه ولن يدعه يحظي به !!

صبراً جميلاً فلم يخلق بعد من يخون عاصم ابوهيبه ويتلاعب به ويظل علي قيد الحياه...!!!


انا جاهزه!!!!

نطقت بها وهي تقف خلفه تتطلع اليه بحزن علي حاله فهي لاول مره تراه حزين ..مجروح..مهزوم...

استدار بجسده ينظر لها مطولاً ثم اجابها باقتضاب:

وانا كمان جاهز يالله بينا...

تحرك من جانبها متجهاً لخارج المنزل ولكنها استوقفته عندما تمسكت بزراعه وهي تهتف بقلق : عاصم انت متاكد من اللي انا ناوي تعمله...

رد عليها بجمود : احنا اتكلمنا في الموضوع ده كذا مره وقفلناه خلاص مالوش لازمه نتكلم فيه كل شويهً ولو انتي حابه تغيري رايك انتي حره احنا لسه علي البر وانا مش هغصب عليكي...

نظرت له بيأس وقله حيله فهي تشعر به وتقدر مشاعره فهي حزينه وبشده من اجله ولكنها لا تريده ان يفعل شيئاً يندم عليه لاحقاً....


....................


استيقظت من نومها وهي تشعر بصداع رهيب يشطر راسها الي نصفين ، اعتدلت جالسه علي الفراش تقاوم الم راسها واحساسها بالدوار بسبب قله تغذيتها !!

تحاملت علي نفسها ودلفت الي المرحاض تاخد حمام علها تستفيق ...

بعد وقت قليل كانت تقف تصفف خصلاتها بعد انتهائها من الاستحمام وبحثت في كومه الادويه الموضوعه بجانبها عن دواء مسكن لالم راسها...

ابتلعت قرص المسكن ثم استمعت الي صوت سياره تدخل الي المنزل يشبه صوت سياره عاصم!!!

نفضت راسها وظنت انها تهزي من شده شوقها اليه ولكن تنبهت حواسها اكثر عندما اقترب الصوت اكثر حتي اصبح امام باب المنزل الداخلي....

هرولت باقدام مرتجفه الي نافذه غرفتها تنطر من خلفها لتتحقق من هويه السياره حتي خفق قلبها بقوه كاد ان يخرج من داخل صدرها عندما وجدت سيارته تصف في مكانها المعتاد امام المنزل ...

ابتسمت باتساع ودموع الاشتياق تنحدر علي وجنتيها وقد شعرت ان جزء من روحها ردت اليها برجوعه اليها ولسان حالها يردد : رجع .. عاصم رجع .. عاصم كويس ورجع لي بالسلامه...

ثم اطلقت لساقيها الريح تجري باقصي سرعه تنزل الي اسفل حتي تستقبله وترتمي داخل احضانه....!!!


صف السياره امام منزله وجسده يرتج بعصبيه وتوتر شديد وذكري ما حدث تعاد امام ناظريه بقوه جعلت صدره يضيق عليه...

اخذ نفس عميق يهديء من توتره ثم زفره دفعه واحده وعينيه تلمع بتصميم علي تنفيذ ما عزم عليه..

نظر الي القابعه بجانبه تتطلع اليه بقلق وآمرها باقتضاب: انزلي !!!!

اتبع قوله بنزوله من السياره وتوجه اليها يمسك يدها ويدلف بها الي الداخل!!!

ولج من باب منزله وعينيه دون اراده منه نظرت الي اسفل الدرج حيث كانت غارقه بدماؤها ببن يديه..

اعتصر قبضته بقوه يكبت انفعاله حتي كادت اورده قبضته ان تنفجر من شده ضغطه عليها...


خرجت ام ابراهيم وبدور من المطبخ مهرولين الي الخارج الي صاله المنزل عندما علموا بعودته كادت ان ابراهيم ان تقترب منه وترحب به وعلي وجهها ابتسامه سعيده سرعان ما تلاشت وتحولت الي عبوس عندما رأت تلك السيده التي تقف بجانبه ممسكاً بكف يدها بين يديه!!!

تبادلت مع بدور نظرات مستغربه متوجسه مما هو آت!!

نظر لهم عاصم بجمود وهم ان يتحدث اليهم ولكنه ابتلع كلماته عندما استمع الي صوت خطواتها السريعه وهي تنزل الدرج وتنادي اسمه بلوعه وعينيها تلمع بدموع الاشتياق: عاااااصم !!!

لمحته يقف وسط بهو المنزل لم تري غيره ومان المكان خالي الا منه هو!!!

ااااااااه قالتها بحرقه ولوعه فقد اشتاقت له ولملامحه حد الجنون ، اسرع قلبها يهفو اليه قبل قدميها وهي تجري عليه ترتمي داخل احضانه....


جف حلقه وتعالي وجيب قلبه بقوه كعادته في حضرتها لازالت تملك تأثيراً عليه!!!!

تجمدت نظراته فوقها يتابع هرولتها اليه بملامحها الزابله وعينيها المتورمه من اثر البكاء ولكنها مزالت تلمع بعشقه وبحسدها النحيل الذي برغم خسارتها للكثير من وزنها الا انه مازال مهلك لرجولته..

نفض راسه بعنف ينهر نفسه بعنف علي سذاجه تفكيره!!!


وجدها في لحظه ترتمي داخل احضانه تتعلق تتشبث بعنقه تضحك وتبكي في نفس الوقت ودموعها تغرق وجهها وجانب عنقه وهي تتحدث بصوت متحشرج ملتاع وهي تقول: عاصم حبيبي حمد الله علي سلامتك ..

كده برضه يا عاصم تبعد عني وتسبني في اكتر وقت انا محتاجه لك فيه ...

شوفت عملوا فيه ايه بعد ما سبتني وبعدت عني ، استغلوا انك مش موجود ودبحوني وخدوا ولادي من حضني وانا لسه مفوقتش من صدمه نزول البيبي..

انا عارفه انك زعلان علشان البيبي نزل بس والله غصب عني مش انا السبب انا معرفش ازاي ده حصل حتي الدكتوره مقالتش ايه السبب!!

بس انا خلاص اطمنت ان كل حاجه هتبقي كويسه وهترجع زي ما كانت مدام انت رجعت من تاني وهتجيب لي حقي ومش هتسمح لحاجه توجعني زي ما طول عمرك كنت بتقولي ...

علي قد ما كنت زعلانه منك انك بعدت بس خلاص مش مهم اي حاجه المهم انك بخير ورجعت لي من تاني ...

كانت تتحدث وتضم نفسها اليه بقوه تريد ان تدخل جسدها داخل جسده حتي تحتمي به من كل ما يخيفها فهو سندها وحمايتها وامانها.....


لم يضمها !!لم يحاوطها بيديه كما كان يفعل دائماً!!

ظل جامداً يديه بجانبه يقف منتصباً بملامح جامده كانها قدت من حجر ولم يصدر عنه اي رد فعل علي كلماتها وتشبثها به سوي تعالي صوت انفاسه!!!


خرجت من احضانه بعدما لاحظت جموده وصمته !!

نظرت له بقلق وسالته بريبه: مالك يا حبيبي ؟؟

ثم لفت نظرها تلك السيده الانيقه الجميله التي تقف بجانبه ،فهي تراها لاول مره ...

طالعتها بنظراتها المتفحصه من راسها الي اخمص قدميها وقد انقبض قلبها داخل صدرها بقوه من وجودها ...

ايتلعت لعابها بصعوبه وسالته بتوجس: مين دي يا عاصم ؟؟؟

ابتسامه ماكره خطيره ارتسمت علي جانب وجهه وهو يلف يده حول خصر تلك السيده يقربها اليه بحميميه وتملك ونظر اليها بابتسامه واسعه ثم حول نظراته الي سوار...

نظر لها بنظره لن تنساها ما حييت ،نظره اول مره ينظرها لها ، نظره كلها جمود وقسوه و...كره!!!

ثم قصف صوته القوي الحاد الذي كان كنصل سيف باتر اخترق قلبها وشطره الي نصفين وهو يقول:

اقدم لك ناريمان هانم السلحدار .....مراتي !!!!


شهقت بدور بصوت عالي وضربت ام ابراهيم علي صدرها بقوه هاتفه باستنكار: يا مراري مرتك كيف؟؟


اختنق صدرها وانسحب الهواء من حولها حتي شعرت انها لم تعد تملك القدره علي التنفس...

نظرت له بتيه وهتفت باستنكار: م ممراااتك ااازاي؟؟


قال ببرود وملامح بدت اكثر استرخائاً وهو يضع يديه داخل جيوبه: يعني ايه ازاي ؟؟ مراتي يعني مراتي ملهاش معني تاني....

ابتلعت غصه تكاد تسد حلقها تكاد تخنقها وهتفت بتلعثم: وااناااا .. اتتجوووزززت عليا انا ...

طيب ليه وحبك ليا كان ايه؟؟؟

كان وهم !!!!

قذفها في وجهها بقوه هشم بها روحها الي فتات ....

وهم !!! حبك ليا كان وهم!!!

دررتها خلفه بعدم استيعاب وقلبها يتمزق الي آلاف القطع...

هتف يجيبها بقسوه: ايوه وهم انا مش بتاع حب ومش بعرف احب ...

كل الحكايه اني لما شوفتك عجبتيني بس علشان انتي معرفه ابويا ولو حصلت حاجه غلظ هتبقي في وشه وانا مرضاش ان ابويا صورته تتهز قدام الناس وكمان انتي مالكيش في الشمال ، فقلت اتجوزك يومين اتمتع فيهم بالحلال وخلاص وكنت هطلقك لولا انك كنتي حامل فقولت خلاص مش مشكله نبقي نطلق لما تولدي ما هو ده وضع مش غريب عليكي !!!!

لكن لما اكتشفت حقيقتك وخيانتك ليا فقررت اخد بتاري منك ....

ثم تابع بنفس القسوه ....

لكن لما قابلت ناريمان حركت مشاعر جوايا ليها كنت فاكر اني نسيتها من زمان ... اصل انا وناريمان كنا بنحب بعض من ايام الجامعه وبعدين سبنا بعض فلما اتقابلنا تاني حسيت ان هي دي الانسانه اللي بجد تستاهل حبي وتستاهل تشيل اسمي فاتجوزنا علي طول ...

ثم تابع مضيفاً بجبروت وجحود ....

بس للاسف ناريمان مش يتخلف وانا نفسي في ولد من صلبي يشيل اسمي ويورثني ففكرت انك تفضلي علي زمتي وتكوني مجرد وعاء " ماعون" زي ما بيقولوا عندنا في البلد ..

تحملي وتجبيلي الابن اللي نفسي فيه وناريمان هي الي هتبقي امه وتربيه ويتكتب باسمها واظن ده اقل تعويض ليا عن ابني اللي قتلتيه انتي وشريكك في جريمتك اللي لسه دوره جاي ....

ولا بقي اقتلك ولا اشرب من دمك وجو الافلام الهابطه ده انا هخاليكي عايشه ميته بالحيا....

اضاف اخيراً يجلدها بقسوته: واعملي حسابك كمان يوم هعمل حفله علشان اعلن خبر جوازي من ناريمان قدام الناس وانت طبعاً مش معزومه...

ثم توجه بانظاره الي ام ابراهيم وبدور يخبرهم وهو ياكد علي كلماته :

اظن انتوا سمعتوا اللي قلته ومش محتاج اعيده تاني من هنا ورايح ناريمان هانم هي ست البيت اللي تقول عليه يتنفذ واوامركم هتكون منها مش من حد تاني..

ثم غادر بعدها صاعداً الدرج الي اعلي ومعه ناريمان قاصداً الجناح المقابل لجناحه مع سوار!!!!


نظرت ام ابراهيم في اثره وهي تبكي بصمت بقلب مكسور قهراً علي سوار ومصدوماً من قسوه من اعتبرته ابنها في يوم من الايام ...

هي اعلم الناس به عندما يغضب ولكنها لم تعتاده قاصي الي هذا الحد...

اما بدور كانت تبكي بانهيار وهي تشعر بتانيب ضميرها علي مطاوعتها لسميه والتي تسببت في قهر وظلم سوار بذنب لم تقترفه ؟؟؟

وسالت نفسها اذا كان هذا رد فعله علي ما فعلته سوار وهو يعشقها فما بال رد فعله معها اذا عرف الحقيقه....

ارتعدت اوصالها من مجرد تخيلها لما قد يفعله معها وهرعت تختفي داخل حجرتها تتجرع مراره ظلمها لهم ....

اما سوار فكانت في عالم اخر تستمع الي كلماته السامه بقلب ينزف دماً من ظلم القدر لها وعيون تترقرق بها الدموع ولكنها آبت ان تسقط علي وجنتها وكانها تآمرت عليها معهم حتي لا تريحها وتطفيء نيران قلبها!!!!!


لماذا كتب عليها العذاب وعدم الراحه ؟؟؟

لماذا تتعرض للخيانه من اقرب الاشخاص اليها ؟؟؟ ففي المره الاولي لم تنجرح او تنكسر بل ظلت واقفه علي قدميها تقاوم وتقاوم حتي لا تنهار ....

اما الان انكسرت وتحطمت الي اشلاء فقد توقف قلبها عن النبض وشعرت بان روحها غادرت جسدها ...

من عشقته ووثقت به واحبته كما لم تحب من قبل

ذبحها بسكين بارد وتلذذ بعذابها ...

من كان هو السند والامان والاحتواء اصبح هو القاضي والجلاد اصدر حكمه بدم باردعليها بالاعدام دون سماع دفاعها عن نفسها ...

شعرت بجسدها يترنح والارض تميد بها وتشوشت الرؤيه امام عينيها فرحبت بتلك الغيمه التي سحبتها اليها وتتمني بداخلها الا تستيقظ منها مره اخري....


.......................


بعد يومين.....

كانت سميه تستشيط غيظاً وتصرخ بغل وهي تدور حول نفسها في غرفتها كلما تتذكر مكالمه بدور لها وهي تقص عليها ما فعله عاصم مع سوار عند عودته.....

هتفت بصراخ وهي تضرب راسها في الحائط امامها: اااااه يا ناري وانا اللي جولت هيطلقها اول ما يعرف يجوم مصمم يخلف منيها لا وكماني هيتجوز واحده تانيه وفرحه عليها الليله ومن غير ما ابوه وامه يعرفوا!!!!

هموووت عجلي هيشت مني اعمل ايه واتصرف كيف بدل الواحده بجي معاه اتنين .....

تعالي رنين هاتفها برقم ايمن شركها في جريمتها ...

جزت علي اسنانها وهي تجيبه بصراخ : نعم !!

ايمن باستغراب: مالك بتردي كده ليه ..

سميه بعويل :مالي ما ضاع مالي وحالي وخسرت كل حاجه...

ايمن بعدم فهم: براحه علشان افهمك ايه اللي حصل لكل ده...

سميه بغل : هجولك اللي حصل ....ثم قامت بسرد ما عرفت من بدور وما فعله عاصم مع سوار ...

ايمن بصراخ: نعم يا اختييييي يعني ايه الكلام ده ان شاء الله ،يعني ايه مش هيطلقها وعاوز يخلف منها تاني ..

ايه الجبروت اللي فيه ده اقسم بالله لو عملها لاكون قاتله المره دي بجد ومش هيهمني حد انا خلاص نازل مصر عقدي انتهي ومش لاقي شغل هنا ، انا هخلص شويه حاجات وهنزل علي مصر في خلال اسبوعين يا تكوني اتصرفتي وحليتي الموضوع يا الا هتصرف انا بطريقتي ....

سميه بتركيز في كلامه: تجصد ايه انك تقتله المره دي هو كان في مره جبل اكده!!!!

اجابها بصراحه دون ان يكترث لشيء: ايوه حاولت اقتله قبل كده بس طلع زي القطط بسبع ارواح واتصاب في كتفه لكن المره دي لو مطلقش سوار وبعد عنها اقسم بالله ليكون موته علي ايدي...

تحدثت سميه بنبره صارمه خوفاً علي عاصم : طاب اسمع الحديت زين يا اسمك ايه انت ، لو فكرت تقرب لعاصم او تمس شعره واحده منيه محدش هيقف جصادك غيري احنا صعايده ونسوانا ارجل من رجالتنا وجلبنا ميت وما بنتهددوش ....

وسواء عاصم طلقها او لا مالكش صالح بيه عاد فاهم ولا لاء ...

ثم اغلقت الخط وهي تلقي الهاتف من يدها بعيداً وتفكر في طريقه لحل تلك المشكله ومنع عاصم من الزواج باي شكل ...،


....................................


كانت سوار متقوقعه علي نفسها في الفراش تتخذ وضع الجنين ونظراتها شاخصه في الفراغ البعيد وعقلها لا يكف عن التفكير تسترجع ما حدث بينها وبين عاصم منذ يومين....

بعدما استفاقت من اغمائتها الطويله في اليوم التالي وجدت نفسها في فراشها وام ابراهيم تجلس بجانبها تمسح علي شعرها وتتلو عليها بعض الايات القرآنية وعرفت منها بعدما سالتها بعدم استيعاب وقد ظنت نفسها تحلم : ايه اللي حصل ،هو عاصم رجع بجد ولا انا كنت بحلم؟؟

جففت ام ابراهيم عباراتها بطرف وشاحها وربطت علي راسها وهتفت تواسيها بحنو: انتي غميتي تحت يا حبه عيني وعاصم جيه علي صوتي وانا بصرخ وشالك وطلعك هنا وطلب لك الدكتوره ومتحركش من جنبك الا لما اطمن عليكي منها...

ثم اضافت بحزن : انا عارفه ايه اللي صابكم ما كنتوا كويسين وزي الفل ايه بس اللي حصل ...

تحدثت سوار باختناق وقد تاكدت ان ما حدث حقيقة وليس حلم كما تخيلت: ممكن تسبيني لوحدي شويه عاوزه ابقي لوحدي...

وبالفعل تركتها دون ان تضغط عليها ودون ان تضيف اي كلام اخر.....


اخذت تفكر في القرار التي اتخذته وجدت انه الحل الامثل والافضل لها علي الاقل ...

سترحل وتترك كل شيء خلفها هي ليست بالشخصية الضعيفة التي ترضخ لما يآمرها به ...

هو نجح في كسرها وكسر قلبها ولكنها لن تجعله ينجح في اذلالها ستتركه وتتطلق منه ...

يكفيه زوجته الجديده التي سيعلن ارتباطه بها اليوم وسط الحفل الهائل الذي سيقيمه لها في المنزل اليوم..

هي حسمت قرارها ستغادر اليوم ولن تعود اليه مره اخري حتي لو بكي وتوسل لها ان تعود اليه لن تعود ستنزع عشقه من قلبها وستدعس علي مشاعرها وتتركه ...

مسحت دموعها ونهضت من الفراش وهي عازمه علي الرحيل، ستغتسل وتبدل ملابسها وترحل...


دقائق وخرجت من الحمام تلف جسدها بالمنشفه وتوجهت الي حجره الملابس لترتدي ملابسها وترحل بسرعه فهي لا تريد ان تلتقي به فهي تستمع الي صوته طوال اليوم وهو يلقي تعليماته علي العاملين بخصوص الحفل ...

شهقت بفزع عندما شعرت بانفاسه الدافئه علي عنقها من الخلف ورائحه عطره القويه تخترق حواسها....

كان قريب منها من الخلف بدرجه كبيره حتي كاد جسده ان يحتك بجسدها ولكنه لم يلمسها !!!!

همس بصوت اجش في اذنها: خضيتك!!

اغمضت عينيها بقوه وقبضت علي المنشفه من الامام بيدها بقوه وكانها تحتمي بها منه وهتفت بغضب وهس لازالت توليه ظهرها: انت ازاي تدخل عليا كده من غير ما تخبط...

قال بنفس الهمس وهو يمرر انامله بخفه علي زراعها العاري صعوداً وهبوطاً ببطيء مثير: واخبط ليه وانا داخل اوضه نومي علي مراتي.!!

ثم همس داخل اذنها بعبث وغرور:انا ادخل وقت ما احب واخرج برضه وقت ما احب واعمل كمان معاكي اللي انا عاوزه وقت ما احب!!!

اغتاظت من ثقته وجبروته واستدارت اليه تهتف بعصبيه وهي الشرر يتطاير من عينيها: تبقي بتحلم .. وبعدين ده كان زمان تقدر تدخل وتخرج عليا زي ما انت عاوز ...

اوعي تفتكر اني هفضل هبله وعبيطه وهفضل مصدقه كدبك وخداعك ليا ، تبقي غلطان انا خلاص فوقت من الوهم اللي كنت عايشه فيه مش ده كلامك برضه !!!

غص حلقها واختنق صوتها بالبكاء واضافت :انت خلاص اتكشفت علي حقيقتك وعرفت قد ايه انت خاين وكداب قدرت تضحك عليا وتخدعني وتمثل عليا دور العاشق وتخاليني احبك ...

بس خلاص لحد هنا وكفايه ... صمتت تقاوم دموعها وقالت باختناق وهي تتحاشي النظر اليه: طلقني يا عاصم !!!!

صمتت وهي تتنفس بقوه وصدرها يعلو ويهبط جراء انفعالها ....


ضحك عاصم بقوه دون مرح ونظر اليها بحنق شديد وهو يحاول كبح جماح غضبه بشده وهتف من بين اسنانه بتحدي: نجوم السما اقرب لك من انك تطلقي مني..

قالت بتحدي اكبر: وانا مش عاوزه اعيش معاك .

عاصم باستفزاز: مش بمزاجك .

سوار بغيظ: ايه هو بالعافيه هتقبل علي نفسك تعيش مع واحده غصب عنها ..

سخر باستهزاء : ومين قالك انه غصب عنها ولا عاوزه تطلقي علشان ترجعي لحبيب القلب..

ثم قطع المسافه الفاصله بينهم وحاوط خصرها بتملك وهتف بتملك وغيره مجنونه :انتي يتاعتي ملكي مفيش حد هيقرب منك طول ما انا عايش او حتي وانا ميت...

ثم عاد الي بردوه وجموده مره اخري كانه شخص اخر تلبسه :وبعدين انا قلت لك انتي هنا علشان الخلفه وبس اظن واضح ...

دفعته في صدره بقبضتيها بقوه جعلت جسده يرتد للخلف من قوتها وهتفت صارخه: انتي ايه فاكرني واحده من الشارع علشان تتعامل معايا بالطريقه الزباله دي ، لا فوق يا عاصم بيه انا مش هسمح لك بكده وهتطلقني غصب عنك ...

عاصم ببرود وهو ينفض تراب وهمي من فوق كتفه: اعلي ما في خيلك اركبيه وكفايه عليكي كده اخدتي من وقتي كتير وانا عريس وفرحي كمان كام ساعه وللعلم انا كنت داخل اخد البدله من الدولاب مش داخل علشان خاطر سواد عيونك ...

بس ملحوقه هخالي الخدامين من بكره ينقلوا حاجتي في الجناح التاني بتاع ناريمان....

انهي حديثه وهو يتوجه ناحيه الدولاب الخاص به ينتقي بدلته تحت نظراتها المصدومة......


..................


مساءاً في فيلا رجل الاعمال المعروف عاصم ايوهيبه

اجتمع العديد من رجال الاعمال والسياسين والفنانين

لحضور الحفل الضخم الذي يقيمه في حديقه منزله..


كان عاصم متالق كعادته في حلته الرماديه الكلاسيكية وناريمان في ثوبها الابيض الرقيق تسير بجانبه تتابط زراعه توزع ابتسامتها علي الحضور وتلقي عليهم التحيه من آن لاخر!!!


كانت ملامح عاصم واجمه اغلب الوقت يبتسم للضروره!!!!

ربط عاصم علي كف يدها المتعلقة في ذراعه وهمس في اذنها وهو ينظر الي الناس من حوله: اهدي...

ناريمان بتوتر: مش قادره يا عاصم انا خايفه، الناس مستغرباني وعمالين يتهامسوا عليا وخصوصاً ان سوار مش معاك وغالبيه الناس سالت عليها ....


ارتفعت نظراته تلقائياً نحو شرفه غرفتها المظلمه ينظر اليها بضيق ...

زفر مهموماً وهو يقول : ما تشغليش دماغك كله هيعدي ، المفروض اننا هنعلن جوازنا قدام الناس كمان شويه يعني لازم نكون مبسوطين....

اومأت له موافقه وهي تدعو الله بداخلها ان يمرر الليله علي خير....


في الاعلي عند سوار....

كانت قد انتهت من وضع لمساتها الاخيره علي شعرها ثم وقفت امام المرآه تلقي نظره اخيره علي هيئتها قبل ان تتجه الي اسفل الي الحفل..

تطلعت الي هيئتها وابتسمت برضا فهي قررت ان تتحدي عاصم ولن تدعه ينتصررعليها هو وزوجته المزعومه وتجلس هي تبكي علي الاطلال ...

فهي خسرت كل شيء والبكاء لن يفيدها ستحارب كل من يقف امامها واولهم عاصم ستجبره علي طلاقها وبعدها ستعيد ابناءها اليها من ايمن وتاخذهم وتبعد بعيداً عن الجميع ...

ابتسمت سوار بمكر وهي تنزل الدرج الداخلي للفيلا منتظره رد فعل عاصم علي حضورها الحفل رغماً عنه وعلي ارتدائها ذلك الثوب تحديداً ...

فقد صممت علي شراؤه رغم اعتراضه علي لونه المثير وتفصيلته الي تفصل جسدها بوضوح ولكنه اشتراه ارضائاً لها مع شرطه عليها الا ترتديه امام احد فقط ترتديه اليه هو فقط...

سخرت من نفسها ومن سذاجاتها عندما كانت تصدق عشقه وغيرته عليها كاليلهاء...


كان عاصم يزفر بضيق بعدما اغلق الهاتف مع عدي الذي غضب منه ومن افعاله ورفض الحضور ومشاركته في افعاله الجنونيه كما وصفها..

انا اسف يا عاصم انا مش موافق علي الجنان اللي انت عاوزه تعمله في نفسك وفي سوار ده انا باره الليله دي وهقف مع سوار ضدك لو احتاجتني ..


تعالت همهمات الحاضرين فجاة ونظراتهم كلها متعلقه علي مدخل الحديقه يشاهدون شيئاً ما!!!

اقترب يري ماذا يحدث فقد كان يتحدث في الهاتف في مكان منزوي يعيداً عن الزحمه واصوات الموسيقي العاليه..

توحشت نظراته وهدرت تلذماء الغاضبه داخل عروقه عندما وجدها تتهادي بخطواتها الرشيقه الواثقه وتدلف الي داخل الحفله وهي تبتسم باتساع ...

هتف من بين اسنانه يغل وهو يقطع الخطوات الفاصله بينهم بخطوات غاضبه: ليلتك سودا يا ينت الناجي !!!!


الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

 


تعليقات