
رواية إنفصام
الفصل السادس 6
بقلم رباب حسين
ظل يوسف ينظر إليها وهي تفتح عينيها في نعاس وقالت / هو اللي رجعني تاني
شعر يوسف بالقلق عليها ويتسائل لماذا كان ينام بجوارها؟.... ثم قال / واضح يا دكتورة إنك مفهمتيش كلامي كويس..... انا قولتلك مش عايزك تبقي الدكتورة بتاعتي..... يبقي لما جون يجيلك ويقولك أرجعي ترفضي
نهضت نور وجلست بالسرير وقالت / وجودك لوحدك من غير دكتور خطر عليك.... انا ممكن أفضل معاك لحد ما تشوف دكتور تاني
يوسف في حزم / وانا قلت لا.... إتفضلي من غير مطرود ولو سمحتي مش عايز أشوف وشك تاني.... ولا انتي عايزة تعالجيني بالعافية
شعرت نور بالأهانة فقالت في حزن / انا طبعاََ مش قصدي يا بشمهندس إني أتدخل في حياتك ولا أفرض نفسي عليك.... انا همشي وأوعدك مش هتشوف وشي تاني
شعر يوسف بالحزن وأراد أن يعتذر لها ولكن أغمض عينيه قليلاََ يذكر نفسه بأنه لا يستحق أن تكون هي في حياته.... ذهب من أمامها وعاد إلى غرفته.... نزع المعطف والقميص وقام برميهم في غرفة جون وأغلق الباب في غضب ثم جلس على السرير يفكر كيف ينام بجوارها وكيف لها أن تسمح له بذلك؟..... لا هذا خطر جداََ.... أتتعامل معه كأنه زوجها الآن؟
ثم حرك رأسه في يأس فوقعت عينيه علي المرآة وجد شيئاََ مكتوباََ عليها أقترب منها وقرأها
"لو نور مشيت تاني هروحلها وهعمل كل اللي انت خايف إني أعمله وممكن أقتلها كمان"
فتح يوسف عينيه في ذعر وركض من الغرفة وجد نور تحمل حقيبتها وتتجه إلي الدرج
يوسف في صوت مرتفع / دكتورة.... دكتورة
توقفت نور ونظرت إليه وجدته عاري الصدر فخفضت رأسها.... نظر إلى نفسه وقال : انا أسف مش قصدي أخرج كده... بس قلت لازم ألحقك قبل ما تمشي
نور / ليه؟
يوسف / متمشيش.... مينفعش تمشي..... خليكي
نور في تعجب / إيه ده بقي ؟!!!
يوسف / هتفضلي هنا بس بشروط
نور / وإيه الشروط؟!!
يوسف / تلتزمي بحدودك مع جون.... اللي حصل النهاردة ده ميتكررش تاني
نور في غضب / انت سامع انت بتقول إيه؟!!! انت فاكرني إيه بالظبط؟!!!
يوسف / لا انا مش قصدي أعيب فيكي.... انا أسف.... انا كل مشكلتي معاه هو مش انتي.... خايف يأذيكي.... أرجوكي متزعليش مني
نور / حضرتك من إمبارح وعمال تجرح فيا بالكلام..... انا مقدرة التخبط اللي تنت فيه لكن لو سمحت ألتزم انت بحدودك معايا..... ولو على جون متقلقش.... أقدر أقولك إنه بيعاملني أحسن منك وانا متأكدة إنه مش هيأذيني
نظر إليها يوسف وهو يفكر.... إذاََ هو يحبها أيضاََ
نور / واللي حصل إمبارح مكنش مقصود هو فضل جنبي لحد ما نمت وتقريباََ كان تعبان ونام هو كمان من غير ما يحس
خرجت فريدة من غرفتها وجدتهم يتحدثون ونور غاضبة
فريدة / أهلاََ يا دكتورة.... الحمد لله إنك رجعتي.... كنت متأكدة إنك مش هتقدري تسيبيه لوحده
نور / أهلاََ يا مدام فريدة..... للأسف لو فضل يوسف يتعامل معايا كده أقدر أقولك إني همشي ومش هكمل
نظرت فريدة إلى يوسف الذي مسح علي وجهه يحاول أن يهدأ أعصابه وقالت / من إمتى يا يوسف بتتعامل مع ضيوفك كده؟!! وواقف كده ليه من غير هدوم.... أتفضل علي أوضتك إلبس حاجة..... تعالي معايا يا دكتورة ننزل تحت وسيبي شنطتك انا هخلي حد من الخدم يفضيها
ذهب يوسف من أمامها ثم نزلت نور مع فريدة.... دخل يوسف الغرفة ثم تنهد وذهب إلي الحمام
فريدة / متزعليش يا دكتورة يوسف قلقان من الشخص التاني ده..... بس كويس إنك رجعتي.... إمبارح يوسف رفض ينام وكان مرعوب إنه يقتل حد تاني وهو مش حاسس.... وجودك أمان ليه.... انا هتكلم معاه بس انتي حاولي تستحمليه الفترة ديه
نور / انا معنديش مشكلة في إني أتحمله لكن هو بيتكلم معايا بأسلوب مرفوض ده غير إنه مش عايزني أعالجه ومش واثق فيا
فريدة / لا واثق فيكي.... بس خايف وطبعاََ هو معذور.... حقك عليا انا وأوعدك إني هكلمه
ذهبو وجلس في غرفة الطعام
أما يوسف فخرج من الحمام وذهب إلى غرفة الملابس أرتدي ثيابه ليذهب إلى العمل.... ثم خرج من الغرفة وجد ظرف أبيض علي الكومود... نظر في تعجب وذهب إليه وفتحه... ثم نظر إليه في صدمة وأخذه ونزل يركض إلى أسفل وهو ينادي بصوت مرتفع..... ماما..... ماما...
نهضت فريدة ونور وذهبتا إليه
فريدة / إيه يا يوسف فيه إيه؟
يوسف وهو يشير إلى الظرف بيده / إيه الظرف ده؟....ومين حطه في أوضتي؟
فريدة / معرفش... فيه إيه الظرف ده؟
يوسف / إتفضلي أقريه بنفسك
أخذت فريدة الظرف وفتحته وجدت به
" كرم زيدان فيلا المريوطية الساعه ١ صباحاََ"
وعنوان الفيلا بالتفصيل مع رسم توضيحي للفيلا وأيضاََ عدد الحرس
نظرت فريدة في دهشه وأقتربت نور منها وقرأت الورقة أيضاََ ثم قالت
نور / أكيد الورقة ديه تخص جون
يوسف / يعني إيه؟.... يعني فيه حد بيساعده؟
نور / أو حد بيحركه
يوسف / تقصدي إيه؟... فهميني
نور / تعالو بس ندخل المكتب الأول
دخلو معها إلى المكتب وأغلق يوسف الباب وقال
يوسف / هو قالك إنه فيه حد هو اللي بيحركه ؟
نور / لا انا بخمن
يوسف / يعني كان هيقتل تاني.... لو كنت نمت بدري إمبارح كان قتل تاني..... انتي قولتليلي إنه مش هيقتل
نور / كل ده تخمين.... لازم أسأله وأفهم منه
يوسف / هو انا ليه معرفش عنه حاجة وواضح إنه عارف كل حاجة بتحصل معايا
نور / كل حاجة بتعملها في يومك وكل مشاعر سلبية بتخزنها وكل حاجة بتكتمها جواك من غير ما تعبر عنها وخافيها ورا هدؤك ده بتروح فوراً لجون.... بتفضل تتخزن في اللاوعي اللي هو طالع منه أصلاََ عشان كده عارف كل حاجة ويمكن عارف مشاعرك أكتر منك
يوسف / طيب انا عايز أعرف هو بيعمل إيه وبيفكر ازاي..... عايز أتأكد منه إنه مش هيقتل تاني
نور / متقلقش كل حاجة هتم زي ما انا عايز.... انا مع جون ومش هسيبه وانا متأكدة إنه مش هيخلف وعده معايا
إبتسم يوسف في سخرية وقال / مش عارف انتي واثقة في واحد قاتل ازاي
نور / عشان واثقة إن زي ما انت ضميرك بيوجعك بسبب إنك قتلت إن الشعور ده أكيد عنده كمان.... مش قولنا مشاعركم واحدة
يوسف / طيب نعمل إيه دلوقتي؟
جذبته نور من يده وأجلسته بجوارها وقالت / تقعد كده ونفكر سوا.... مدام فريدة لو سمحتي اطلبي الفطار ليا وليوسف هنا وسيبينا لوحدنا شوية
فريدة / حاضر يا دكتورة
ذهبت فريدة وطلبت الفطار لهم
نور / بص يا يوسف حالتك ديه تراكمات.... يعني أولاً والدتك ضاغطة عليك جداَََ من وانت صغير... بس والدك كان قادر يخفف الضغط ده.... بس للأسف كتر الضغط على الطفل وهو صغير بيطلعه ضعيف الشخصية شوية ومع طبعك الهادي ده سبب بداية المرض لأنك مش بتعبر عن اللي بتحس بيه بتفضل الهروب دايماََ طيب إيه اللي خلي جون يطلع الفترة ديه بالذات؟.... موت باباك وكمان مات مقتول..... فكرة إن انت حتى معرفتش مين اللي قتله عمل عندك حالة رفض لواقع انت عاجز عن تغيره وده كان السبب الأكبر في ظهور جون.... طيب حل الموضوع إيه؟ الصراحة هو عندك انت بس لازم عشان نحل المشكلة الكبري إن احنا نعرف مين اللي قتل باباك
يوسف / انا كنت عارف أن فيه صفقة كبيرة جداََ دخلناها انا وبابا في مشاريع برا مصر في دول عربية يعني والمنافس قدامنا كان زيدان جروب والحديدي جروب... وكمان هما يعتبروا من أكبر المنافسين لينا
نور / عشان كده جون قتل منهم إتنين.... وائل وبشير
يوسف / وكان هيقتل كرم كمان
نور / يوسف ثق فيا.... جون مش هيقتل.... طيب هل فيه دليل على الكلام ده؟
يوسف / لا يوم الحادثة الشركة كانت فاضية حتى بابا مشي السواق وقاله روح عشان مراته كانت تعبانة.... وأتصل بيا يومها وقالي إنه يتأخر وفضل لوحده في الشركة.... حتى كاميرات المراقبة إتمسح كل حاجة من علي الكومبيوتر يوم الحادثة.... يعني مفيش ولا دليل عشان كده الشرطة مخدتش أي إجراء
نور / يبقي زي ما قلت لجون ندور احنا على الدليل ونجيبه للشرطة
يوسف / طيب ندور عليه ازاي؟
نور / الصراحة انا فكرت لو نقدر نشتري حد من بيت إياد أو نزرعه جنبه في الشركة نعرف منه أي أخبار أو تفاصيل وياسلام لو قدرنا نعمل كده كمان مع زيدان جروب
يوسف / أيوة بس انا معرفش أي حد حواليه
نور / ندور.... ونبدأ بالسوشيال ميديا.... أكيد هنعرف مين أقرب ناس ليهم في حياتهم
دخلت خادمة إلي المكتب تحمل الطعام وضعته أمامهم وانصرفت ثم نهض يوسف وأحضر الحاسوب الخاص به وفتحه وبدأ في عمل بحث عنه.... أعدت نور له شطيرة ولنفسها أيضاََ وأقتربت منه ودنت عليه من خلف ظهره تنظر إلى الحاسوب... شعر يوسف بأنفاسها ترتتطم بوجه.... شعر بالإرتباك ونظر إليها نظرت نور في عينيه.... ظلو هكذا قليلاََ ثم نهض يوسف من الكرسي وقال
يوسف / يا دكتورة أرجوكي بلاش تقربي مني كده.... لا مني ولا منه لو سمحتي
شعرت نور بإرتباكه وخجلت منه.... نظرت إلي الأرض واللون الأحمر يغطي وجنتيها
نور / انا مش قصدي والله.... انا بس عايزة أشوف انت بتعمل إيه
تنهد يوسف وإبتسم علي خجلها وقال / طيب تعالي نقعد علي المكتب وهاتي كرسي جنبي
وضعت نور شطيرتها علي المنضدة وقالت / لا انا همشي.... إتصرف علي راحتك..... لو أحتجت مني حاجة هتلاقيني برا
يوسف / لا.... لا خليكي.... انا عارف إني بحرجك بس والله مش قصدي... متمشيش خليكي معايا
نظرت له نور وقالت / طيب شوف اقعد فين بحيث أساعدك من غير ما ضيقك
حمل يوسف الكرسي ووضعه بجانب كرسي المكتب وجلس ثم أشار لها بالجلوس بجواره.... أحضرت نور الشطاير وجلست بجواره وبدأو البحث
أما إياد ونصر ذهبوا معاََ إلى البنك وطلب إياد من نصر مبلغ ٥٠ مليون جنيه وأثناء إنتظارهم لتحويل المبلغ بمكتب المدير أخرج نصر دفتر شيكات من معطفه وقال / إمضيلي علي الشيك ده بالمبلغ
نظر له إياد وقال / بس مقولتليش علي الشيك ده إمبارح
نصر / عايز تاخد ٥٠ مليون من غير ضمان يا إياد باشا.... إزاى يعني؟.... وعلى العموم متخافش مش هطالبك بيه..... ده بس ضمان لحقي مش أكتر
إياد / ماشي
أخذ منه الدفتر وكتب شيك بالمبلغ وأعطاه له ثم دخل المدير وأبلغهم بتمام التحويل
تلقى إياد مكالمة علي هاتفه
إياد / أيوة يا ناهد.... خير فيه إيه؟
ناهد / سارة يا إياد بيه... رافضة الأكل من إمبارح وانا قلقانة عليها أوي حالتها بتسوء أكتر وأكتر
إياد / طيب يا دادة انا شوية وهاجي
أنهى المكالمة ثم قام بالإتصال علي حازم السكرتير الخاص به
إياد / أيوة يا حازم.... عملت إيه في موضوع الدكتور النفسي ده؟
حازم / انا كلمت أخويا وقالي هيكلم حد من الدكاترة زمايله ويرد عليا
إياد / طيب إستعجل شوية.... مش عايز أوديها مصحة.... عايز دكتور بسرعة
حازم / حاضر
أما عند يوسف ونور فظلو يبحثوا عن كل المعلومات المتعلقة بإياد
نور / انا ملاحظة إن الراجل ده معه في كل حتة وطالع معاه في أكتر من صورة
يوسف / اه ده السكرتير بتاعه.... بس مفتكرش هنعرف نوصله
نور / طيب تعرف اسمه؟
يوسف / ممكن نجيبه من علي الفيس بوك.... إستني...... اه أهوه اسمه حازم أمين رمضان
ظل يوسف يبحث فيه صفحته ثم أوقفته نور فقالت / إستني اللي متصور معاه ده انا عارفاه
يوسف / مين ده؟
نور / مازن أمين زميلي في الكلية.... ده أخوه نفس الاسم
يوسف : طيب تمام بس هنعمل إيه برده
نور / انا هتصل بمازن.... إستني بس
يوسف / لا متكلميش حد.... وبعدين انتي بتكلمي أي حد كده عادي
نور / بقولك زميلي في الجامعة.... وبعدين متخافش أكيد يعني مش هبين حاجة.... بس نحاول
أتصلت نور به وبعد قليل أجاب
مازن / نور.... أزيك يا دكتورة عاملة إيه؟
نور / الحمد لله يا مازن.... انت أخبارك إيه؟ مختفي يعني
مازن / هي الشغلانة ديه حد فيها بيعرف يتنفس حتي
نور / اه والله معاك حق.... بقولك يا مازن صحيح.... انا بشوف كده الأخبار لقيت أخوك حازم موجود مع إياد الحديدي.... هو إيه اللي بيحصل في الحديدي جروب ده؟
مازن / اه ما حازم يبقي سكرتيره.... بس بيقولي إياد ملوش علاقة بشغل أخوه.... مع إني قولتله يسيب الشغل هناك
نور / الصراحة هي صدمة.... بس انت معاك حق وجوده هناك خطر وخصوصاََ مع القاتل ده
مازن / هو بيأكد إن هو في أمان.... ربنا يسترها عليه..... اااااه صحيح تصدقي إنك بنت حلال..... ده كان لسه مكلمني وبيقولي إن أخت إياد تعبانة جداََ بعد موت أخوها ورافضة الأكل والكلام وكانو بيدورو علي دكتور نفسي..... إيه رأيك أقوله عليكي؟
إتسعت عين نور ونظرت إلى يوسف وفتحت السماعة الخارجية للهاتف وقالت
نور : أخته.... أخته
مازن / اه سارة الحديدي.... كانت متعلقة بأخوها أوي وحالتها صعبة جداَََ وعمالة تسوء.... لو موافقة انا ممكن أديله نمرتك يتواصل معاكي عشان تعالجيها
أماء يوسف بلا.... فأشارت نور له أن يتمهل ثم قالت
نور / خلاص يا مازن أديله نمرتي
مازن / ماشي.... هكلمه دلوقتي أقوله يكلمك
أنهت نور المكالمة ثم صاح يوسف في غضب : بتتصرفي من دماغك ليه
نور / أهدى يا يوسف وأسمعني
جون / انا مش زفت..... بتتصرفي من دماغك ليه؟ مش هتقابلي إياد ده أبداََ ولا هخليه يشوفك
نور / جون
جون في غضب / أيوة انا.... واللي قولته هيتنفذ من غير نقاش
نور / إسمع بس يا جون..... انا تعاملي هيبقي مع أخته مش هو وبعدين ديه فرصة كويسة أوي علي الأقل هعرف كل حاجة بتدور هناك ويمكن أعرف أجيب الدليل.... خليني أجرب يا جون..... خليني أساعدك
جون في غضب وإصرار / لا.... لا..... إياد مفيش بنت بتعدي من تحت إيده كده ويسبها إلا أما ياخد اللي هو عايزه..... أبعدي عنه يا نور إسمعي الكلام..... عشان لو فكر يلمسك مش هخليه عايش ساعة واحدة
نور / جون ممكن تهدي ونتكلم براحة... انا أعرف أحمي نفسي منه كويس..... ثق فيا
جون / انا واثق فيكي بس مش واثق فيه
نور / أول ما هحس بخطر هبعد فوراََ بس خليني أجرب يا جون.... انا عايزة أساعدك
جون في غضب / اه عشان يوسف يخف وانا أختفي وتعيشو في تبات ونبات صح؟
نور / تاني.... هو احنا مش هنخلص من الحوار ده؟
جون / لا مش هنخلص.... وبعدين بتقربي منه كده ليه؟.... عارفة يا نور لو قربتي منه ولا لمستيه حتى ولا لو هو لمسك هتشوفي غضب عمرك ما شفتيه في حياتك
نور / أخر حاجة كنت أتوقعها إني أبقى في مثلث حب مع شخصين في شخص واحد.... وبعدين متقلقش أكيد يعني انت شايف هو بيعاملني ازاي
جون / لو فضلتي تقربي مش هيقدر يسيطر على نفسه
أمسكها جون من ذراعها وقال / انتي بتاعتي انا..... وهتساعديني عشان نلغي يوسف خالص
نور : إيه؟!!! لا طبعاََ... زي ما قولتلك قبل كدة إنك مش هتختفي هو كمان مش هيختفي يا جون... انتو الأتنين واحد مينفعش حد فيكو يعيش من غير التاني..... أفهمني يا جون انت عكس يوسف اه في كل حاجة بس مشاعرك بتكمل بعض.... انت الغضب وهو الهدوء..... انت التمرد وهو الخضوع... مينفعش حد يعيش بنص مشاعر هتفضلو تكملو بعض لحد ما تبقو واحد
جون / لا مش هيحصل انا مش هفضل عايش في اللاوعي وخلاص..... انا عايز انا اللي أعيش وانتي تبقي ليا انا ودلوقتي لازم تختاري يا انا يا هو
نور / انتو الأتنين
إبتعد جون في غضب وقام بكسر المزهرية في الحائط
جون / يبقي انتي اللي أختارتي يا نور
كاد أن يذهب أمسكته نور من ذراعه وقالت / رايح فين؟
جون / في ستين داهية
نور / لا متمشيش وانت كده
جون / ليه خايفة أروح أقتل حد انتي كمان..... طبعاََ ما انتي عايزة حبيب القلب التاني الكيوت صح
نور / يا جون حرام عليك بلاش حرقة أعصاب وكلام يوجع وخلاص.... أسمعني بس بهدوء
جون / لا الهدوء ده مش تبعي ده تبع يوسف..... انا مبهداش
نور / يبقي تمشي وتسيب يوسف أتكلم معاه ونشوف حل في الراجل اللي هيكلمني ده
تقدم منها وأمسكها من شعرها وقال في غضب / شفتي إنك عايزاه هو.... شفتي إني مش فارق معاكي وجودي أصلاََ
نظرت له نور في ألم والدموع تملأ عينيها ثم قالت / جون سيبني..... متعملش حاجة تندم عليها..... انا عارفة إنك بتغير عليا.... وإنك خايف عليا.... بس متخليش غضبك يطولني.... هتزعل من نفسك لو أذيتني يا جون
نظر لها وشعر بالحزن علي دموعها تركها ثم غمرها بين ذراعيه وقال / متزعليش
بكت نور بين أحضانه
جون / طيب خلاص متعيطيش..... حقك عليا..... واضح إني فعلاً هأذيكي زي ما يوسف قال
خرجت نور من أحضانه ونظرت إليه وقالت : وانا متأكدة إنك مش تأذيني.... عشان كل مشاعر الحب اللي يوسف بيخبيها جواه من ناحيتي بتبقي معاك انت يا جون.... وانا عارفك إنك مش هتأذي حد بتحبه
نطر لها جون وقال / انا بحبك يا نور.... ومرعوب يجرالك حاجة.... بلاش إياد
نور / الظاهر إنك نسيت عملت فيا إيه أول يوم شفتني فيه.... انا بعرف أتصرف يا جون..... ده جزء من شغلي إني أعرف أتعامل مع كل الشخصيات والطباع.... ثق فيا بقي
جون / طيب انا عايز أمشي..... مش عايز أزعلك أكتر من كدة.... هسيبلك يوسف..... علي الأقل عمره ما هيعاملك زيي..... سيبيني لوحدي
نور / بس هستناك بليل
جون / حاضر
قبلت نور وجنته وذهبت..... إبتسم جون وهدأ قليلاََ ثم ذهب إلي الحاسوب وكتب شيئاََ عليه ثم تركه مفتوح و جلس على الكرسي وأغمض عينيه..